المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله ومن اهم الجهاد السعي في اصلاح التعليم وان تكون المدارس يعلم فيها الاهم فالاهم من العلوم النافعة للدنيا والدين وان يكون الدين هو الاصل الاعظم فيها والاساس الاقوم وان يكون غيره وسيلة وتبعا له وان يكون الغرض الوحيد من الناجحين فيها المتخرجين ان يكونوا صالحين في انفسهم مصلحين لغيرهم متربين بالاخلاق النافعة مهتمين بتربية الامة فان اكثر المدارس الان انما هي بالعكس من هذا الامر الفنون الدنيوية هي الاصل. وعلوم الدين يجعل لها جزء ضعيف من التعليم ولا يعتنى باخلاق التلاميذ وادابهم وانما الغرض منها المادة وان يخرج منها تلاميذ يصلحون للوظائف الدنيوية المادية البحتة وهذا اكبر نقص واكبر الدواعي للضعف والانحلال ولا شك ان السعي في اصلاح التعليم من اهم الامور وبه ترتفع الامة الاسلامية وتنتفع بعلمائها وعلومها التعاليم النافعة والتربية الصالحة تقود المسلمين الى كل خير وفلاح وتكون العلوم مقصودا بها حصول المنافع والصلاح والاصلاح ومن اهم امور الجهاد بل هو اصله وقاعدته انه كما يلزم الاستعداد بالحصون المنيعة والسلاح القوي والجيوش العاملة والاهب الوافرة فينبغي ان تولى الاكفاء من ذوي الرأي والحكمة والخبرة والتدبير والحزم والحذق وان يكونوا اهل دين واصل راسخ يقومون على شؤون المملكة يوطؤون بساط الامن وطرق الراحة ويرفعون بناء الملك على طريق العدل ويوقفون الرعية على حدود الشريعة ويراقبون مع ذلك روابط المملكة مع سائر الممالك الاجنبية ليحفظوا المنزلة التي تليق بها بالمعاهدات السلمية والاقتصادية وغيرها ومن اكبر الخيانات تولية غير اهل الحمية الناصحين. او غير الاكفاء الخبيرين قال تعالى ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها واعظم الامانات امانة الولايات كلها صغيرها وكبيرها والحذر من تولية الاجانب فانهم اذا اؤتمنوا خانوا واذا عزوا اهانوا يقابلون الاحسان بضده ويتحينون الفرص ويكونون اعوانا لابناء قومهم عند اول حادث قد بدت البغضاء من افواههم وما تخفي صدورهم اكبر واهم صفات قواد المسلمين الاقتداء بنبيهم صلى الله عليه وسلم والاهتداء بسنته وهديه في الجد الكامل. لتقوية الاسلام والمسلمين وتكوين الامة وتربية اخلاقهم. وان يكون على جانب من العلم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومعرفة بتاريخ الاسلام ورجاله ومعرفة الاسباب المضعفة للامة والسعي في ازالتها وتحقيقها حسب الامكان والسعي في طرق الاصلاح كلها وان يكون ذا قوة وامل ورجاء واسع لا يملكه اليأس ولا يتطرقه الفتور وان يتصل بافراد المسلمين وجميع طبقاتهم اتصالا وثيقا ويتعرف شؤونهم ويسأل عن احوالهم ويأخذ بارائهم الصائبة وان يحب لهم ما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لنفسه وان يكون ذا فكر ثاقب وسياسة تامة وانتهاز للفرص النافعة والا يزال نصب عينيه نفع المسلمين واصلاح دينهم ودنياهم ودفع الشر عنهم بكل طريق وان يكون خاليا من الطمع والجشع موصوفا بالكرم والجود في محله في اعلاء كلمة الحق ورفعة الاسلام وان يكون حسن العلاقات مع جميع العاملين من المسلمين في انحاء العالم يبدي لهم ودة ويستشيرهم ويأخذ بالناضج من ارائهم وان يكون بصيرا بسياسات الاجانب عارفا لحقوقهم اخذا الحذر من مكرهم وخداعهم يعاملهم لمصلحة المسلمين ويأخذ حذره منهم خوف الضرر وان يكون في ذلك كله مخلصا لله. مستعينا به متوكلا عليه ومن اعظم واجل الجهاد في سبيل الله الدعوة الى الدين والاسلام. بشرح محاسنه واظهار جماله في عقائده واخلاقه وادابه وتعاليمه العالية الراقية فان في ذلك قوة معنوية للمسلمين. فانهم كلما فهموا دينهم وعرفوا ما يحتوي عليه من المحاسن التي تفوق الحد والاحصاء ازداد ايمانهم وقوي يقينهم واندفعت عنهم شبه الملحدين وعظم تمسكهم التام به وعلموا ان السعادة والفوز منوط بارشاداته وهدايته وكان ذلك ايضا جهادا للاعداء من جهتين احداهما ان المنصف منهم او من لم يملكه التعصب الشديد اذا ابصر حقائق الدين وهدايته التي فاقت كل هداية وصلاحه واصلاحه للبشر كان من اكبر الدواعي لدخوله به اذا لم يحصل له موانع قوية الثانية ان في ذلك اقامة الحجة على المعاندين من الاجانب وعلى الملحدين الذين قلدوهم وخضعوا لهم وفي ذلك من كف شرهم كله او بعضه من المصالح ما لا يعد ولا يحصى فاكبر الجهاد الجهاد بالدين وهو اعظم سلاح للمسلمين واكبر جيش اليه يلجأون. وبه يعتصمون تبين اصوله الكلية ومصالحه العامة وانه يدعو الى كل خير وصلاح وسعادة في المعاش والميعاد. وفي الظاهر والباطن ويحث على اقامة العدل والقسط بكل طريق. ينهى عن كل شر وضرر وفساد. ويدعو الى المقاصد النافعة والى جميع وسائلها وان جميع اصوله وفروعه في غاية الاحكام والحسن ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون ومن تتبع اصول الدين وفروعه وادابه واخلاقه وتعاليمه وارشاداته العالية وجدها تدعو الى كل خير وصلاح وفلاح وعرف انه لا يمكن الصلاح والاصلاح البشري الا بالدين وصلى الله على محمد وسلم قال ذلك وكتبه عبدالرحمن بن ناصر بن سعدي غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين