اعتاد بعض الناس حلق لحاهم واسبال الثياب واستماع الغناء ومشاهدة التمسيليات التي تخالف تعاليم الدين الحنيف فصارت عندهم والعياذ بالله شيئا عاديا. واذا قدمت لهم النصيحة تلو النصيحة وامرتهم بالمعروف اشمأزوا. فهل تجوز مجالستهم وزيارتهم وما نصيحة سماحتكم لهؤلاء؟ لا شك ان الامر اليوم عظيم وخطير وان الشرط اتثاقب وان الاختلاط اليوم قد غلب اختلاط الحابل بن دابل والخبيث بالطيب والكلاهب المسلم وهذا قد وقع وحصل به شر عظيم ولا شك ان اختلاط الاشرار بالاخيار وظهور المنكرات بين الناس وبيوتهم وفي مجتمعاتهم من اسباب عدم النصيحة من اسباب عدم تأثر الناس بانكار المنكر. لانها غلبت عليهم هذه الامور وصارت رواية لهم وعادة لهم هو العادات صعب على النفوس الا من هداه الله فاذا وجد المؤمن هذه الاشياء فليصبر على الانكار. وليحتسب ولا ييأس. والله يقول ولا تيأسوا من روح الله. ولو لم يحصل الا لو ما حصل زوال الشي كله لو لم يحصل الا التخفيف لكان خيرا عظيما. فالانسان لا ييأس من ينكر المنكر حلق اللحاء واسبال الثياب وسماع الاغاني والملاهي وما اشبه ذلك فلننكر ذلك على اصحابه واهل بيته وليس هي في ان يتركوا هذا المنكر ويدعوه الى غيره من من الخير لعلهم يستجيبون له. فان لم يتأثر بذلك ولم يستجيبوا لذلك فليفارقهم وليكن في محل اخر والله جل وعلا يهدي كل من الله سبحانه وتعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا من حيث لا يحتسب. فلا يجمعه في البيت ولا يصاحبنهم ما داموا لا يقبلون ولا يتأثرون بانكاره فربما استهزأوا به وعابوه فلا يكن لهم جليسا ولا يجيب دعوتهم ولا يقبل ما يتعلق بهداياهم وشبه ذلك حتى يستجيبوا الى الحق وحتى ينصروا الحق وحتى يستجيبوا لداعي الحق. لان فان بهذا يكثر الخير ويقول ويعلم الناس صدق الداعي وصدق الامر والناهي. الا اذا كان يرى ويعلم ان اختلاطه بهم ونصيحته لهم يقلل الشر ويكثر الخير فلا يقطع لا لاجل محبتهم ولا من اجل قرابتهم ولكن لاجل تخفيف الشر. وتقليله. قد يكون لهم مواصلا لهذا الغرظ. لا يهجرهم لان هجرهم يسبب بقاء الشر وزيادة. فاذا رأى ان هجره سبب بقاء الشر وزيادة. وان اتصاله بهم يكثر الخير ويقلل الشهر الشر ربما استجابوا لدعوته في كل شيء فلا ييأس ولا يعجل بالهجر. وليواصل السير في الدعوة الى الله وان كان المنكر والصبر على الاذى لعله ينجح في ازالة السر عنهم وفي هداتهم الخير او على الاقل ينجح في تقليل الشر الخيل بين مجتمعه واهل بيته