من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالدا مخلدا فيها ابدا ومن تحسى سما فقتل نفسه. فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا كما ان الاسلام وسط بين الاديان فان اهل السنة وسط بين الفرق الاسلامية. وكما ان الاسلام قاض وحاكم ومهيمن على سائر الاديان فكذلك منهج الصحابة والفرقة الناجية حاكم على طوائف الاسلام اما ما حكم قتل النفس فهو كبيرة كما قال الامام الذهبي كبيرة من اعظم الكبائر. يقول الله تعالى ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة ويقول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل الا ان تكون تجارة عن فراض منكم ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما قوله تعالى ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما فيه وجهان الاول ان المعنى لا تقتلوا من كان من انفسكم من المؤمنين. فان كلهم كنفس واحدة والتعبير عنهم بالانفس للمبالغة في الزجر عن قتلهم بتصويره بصورة ما لا يكاد يفعله عاقل الوجه الثاني ان الاية فيها النهي عن قتل الانسان نفسه وقد احتج بهذه الاية عمرو بن العاص رضي الله عنه على مسألة التيمم للبرد واقره النبي صلى الله عليه وسلم على احتجاجه كما رواه الامام احمد وابو داوود ولفظ احمد عن عمرو بن العاص رضي الله عنه انه لما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم عام ذات السلاسل قال احتلمت في ليلة باردة شديدة البرد فاشفقت ان اغتسلت ام اهلك فتيممت ثم صليت باصحابي صلاة الصبح فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت ذلك له. فقال يا عمرو صليت باصحابك وانت جنب؟ قال قلت نعم نعم يا رسول الله اني استلمت في ليلة باردة شديدة البرد فاشفقت ان اغتسلت ان اهلك وذكرت قول الله عز وجل ولا تقتلن انفسكم ان الله كان بكم رحيما فتيممت ثم صليت فضحك رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ولم يقل شيئا وقال الله عز وجل والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا شك ان نفس الانسان هي مما يحرم عليه ان يقتله بغير حق قوله تعالى ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما. يعني ومن يفعل ذلك القتل عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا عدوانا وظلما اي متعديا فيه ظالما في تعاطيه اي عالما بتحريمه متجاسرا على انتهاكه فسوف نصليه اي ندخله نارا اي هائلة شديدة العذاب. وكان ذلك اي اصلاؤه النار على الله يسيرا هينا عليه لا عسر فيه ولا صارف عنه لانه تعالى لا يعجزه شيء. وعن جندب ابن عبدالله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال كان ممن كان قبلكم رجل به جرح فجزع فاخذ سكين فحز بها يده فما رقأ الدم حتى مات قال الله تعالى بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة. وهذا الحديث متفق عليه. وروى الشيخان واهل السنن وغيرهم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالدا مخلدا فيها ابدا ومن تحسى سما فقتل نفسه. فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا واخرج الشيخان عن بعض الصحابة رضي الله عنه قال شهدنا خيبر. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل ممن معه يدعي الاسلام هذا من اهل النار فلما حضر القتال قاتل الرجل اشد القتال حتى كثرت به الجراحة فكاد بعض الناس يرتاد فوجد الرجل الم الجراحة فاهوى بيده الى كنانته فاستخرج منها اسهما فنحر بها نفسه فاشتد رجال من المسلمين فقالوا يا رسول الله صدق الله حديثك انتحر فلان فقتل نفسه فقال قم يا فلان فاذن انه لا يدخل الجنة الا مؤمن ان الله يؤيد الدين للرجل الفاجر. وهذا لفظ البخاري وعن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتودأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا ومن قتل نفسه بسم فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا وهذا من باب مجانسة العقوبات الاخروية للجنايات الدنيوية. فالمنتحر يعذبه الله تبارك تعالى بالوسيلة نفسها التي انتحر بها والجزاء من جنس العمل ولا شك ان هذا الحديث الشريف يعكس المنظومة الانتحارية ويقلبها برمتها رأسا على عقب ويغلق باب الانتحار الاختياري ويفتح باب الامل في تفريج الله للكربات. وعن يحيى ابن ابي بكر عن ابي قلابة عن ثابت ابن الضحاك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعن المؤمن كقتله ومن قذف مؤمنا بكفر فهو كقاتله ومن قتل نفسه بشيء عذبه الله به يوم القيامة. وفي صحيح مسلم عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال اوتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل قتل نفسه بمشاقص وهي سهام عراض واحدها مش قص اتي صلى الله عليه وسلم برجل قتل نفسه بمشاقص فلم يصلي عليه ان الانتحار مصيبة شديدة في الدين وقد علمنا صلى الله عليه وسلم ان ندعو الله، عز وجل، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا وديننا الذي وصفه بانه عصمة امرنا فالانتحار من ابشع المصائب في الدين يرتكبه الانسان ليفر من مصيبة الدنيا ان الموت مصيبة كبرى ورزية عظمى قال الله تعالى ان انتم ضربتم في الارض فاصابتكم مصيبة الموت والموت اعظم حادث مما يمر على الجبلة والموت يطوي صحيفة الاعمال ويغلق باب التوبة امام الميت وينقله الى حيث لا رجوع ولا مستعتب حتى اذا جاء احدهم الموت قال رب ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت كلا انها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون قال خباب رضي الله عنه ولولا ان النبي صلى الله عليه وسلم نهانا ان ندعو بالموت لدعوت به وقال صلى الله عليه وسلم لا يتمنين احدكم الموت لضر نزل به في الدنيا اذا هذا نهي عن مجرد تمني الموت فما بالك بمن يباشر ليس قتل غيره وانما قتل نفسه لا يتمنين احدكم الموت لضر نزل به في الدنيا ومفهوم الحديث جواز تمني الموت في حالة الخوف على الدين اما الضر الذي ينزل بك في الدنيا من المرض او الفقر او المحنة ونحو ذلك لا يجوز بسببه تمني الموت وقوله لا يتمنين احدكم الموت لضر نزل به في الدنيا فيه هنا سببية. يعني بسبب آآ امتحانات وآآ الابتلاءات الدنيا. وذلك لانه يتمنى الموتى تعجيلا للاستراحة من الضر وهو لا يدري الى ما يصير بعد الموت. فلعله ينتقل الى ضر اعظم من ضره فيكون كالمستج من الرمضاء بالنار وفي الدعاء اللهم اجعل الحياة زيادة لي في كل خير والموتى راحة لي من كل شر. قال صلى الله عليه وسلم لا يتمنين احدكم الموت ولا يدعو به من قبل ان يأتيه انه اذا مات احدكم انقطع عمله وانه لا يزيد المؤمن عمره الا خيرا وفي رواية البخاري لا يتمنين احدكم الموت اما محسنا فلعله ان يزداد خيرا. واما مسيئا فلعله ان يستعتب يعني يرجع عن الاساسة يعني يرجع عن الاساءة ويطلب رضا الله بالتوبة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا مات الانسان انقطع عمله الا من ثلاثة. وهذه في حد ذاتها مصيبة لان الموتى يقطع الانسان عن الاعمال الصالحة. ولذلك كان السلف يتأسفون اشد الاسف عند الموت لا على الدنيا وانما على التوقف عن الاعمال الصالحة. قال معاذ رضي الله تعالى عنه عند موته حينما بكى قال انما ابكي على ظمأ الهواجر اي صيام الايام الحرة وقيام ليل شتاء ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر وقال صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه وليس به الدين الا البلاء وفي رواية لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمرغ عليه فيتمروا عليه من شدة رغبته في الموت خوفا على دينه من شدة رغبته في الموت لا يستطيع ان يفعل آآ شيئا اقصى من هذا اقصى ما يفعله ان يتمنى الموت ويتمرغ على قبر هذا المدفون فما بالك بمن يقتل نفسه حتى ولو كان خوفا على الدين من الفتنة فكيف اذا قتل نفسه جزعا واعتراضا على الابتلاء في الدنيا لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه وليس به الدين الا البلاء. وفي رواية حتى يمر الرجل بقبر رجل فيتمرغ عليه وقوله صلى الله عليه وسلم وليس به الدين الا البلاء. يعني انه لا يحمله على التشوك الى الموت وتمني الموت خوفه من الفتنة في دينه اه ولكن هو البلاء الدنيوي هو الذي يحمله على ذلك فلذلك يذم مثل هذا. وهو في الدعاء الشريف واذا اردت فتنة في قوم فتوفني غير مفتون وفي الحديث ايضا والموت خير للمؤمن من الفتنة اي من الفتنة في دينه. لانه اذا فتن في دينه فقد اعز شيء عليه وهو دينه فبالتالي يتمنى الموت خوفا على الدين وليس فرارا من ابتلاء الدنيا. وقال صلى الله عليه وسلم لا يتمنين احدكم الموت لضر نزل به فان كان لا بد متمنيا للموت فليقل اللهم احيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني اذا كانت الوفاة خيرا لي. اذا هذا اخر ما يمكن من الرخصة في هذا المقام رخصة مشروطة. ان كان ولابد ان تتمنى الموت فحينئذ تشترط هذا الشرط وتقول اللهم احيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني اذا كانت الوفاة خيرا لي. ومع ذلك فان سياق الحديث يدل على ان الافضل الا ان الموت بل يصبر ويحتسب. وقد بين الشرع الشريف عظم جريمة قتل الغير ولا شك ان قتل النفس اشد واشر. قال الله تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه وجهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا واخرج الشيخان عن بعض الصحابة رضي الله عنه قال شهدنا خيبر. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال تعالى والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون. ومن يفعل ذلك يلقى اثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا الا من تاب وامن الى اخر الايات وقال عز وجل من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا. وقال تعالى واذا الموؤدة سئلت باي ذنب قتلت وقال صلى الله عليه وسلم اجتنبوا السبع الموبقات. فذكر منها قتل النفس التي حرم الله وقال صلى الله عليه وسلم وقد سئل اي الذنب اعظم قال ان تجعل لله ندا وهو خلقك. قال ثم اي؟ قال ان تقتل ولدك خشية ان يطعم معك. قيل ثم اي؟ قال قال ان تزاني حنينة جارك والحديث متفق عليه وقال صلى الله عليه وسلم اذا التقى المسلم ان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار. قيل يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول قال انه كان حريصا على قتل صاحبه. وهذا متفق عليه وقال صلى الله عليه وسلم لا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يتند بدم حرام وعن ابي الدرداء رضي الله عنه مرفوعا لا يزال المؤمن معنقا صالحا. ما لم يصب دما حراما. فاذا اصاب دما حراما بلح وقوله معنقا هو الطويل العنق الذي له سوابق في الخير والاعناق ضرب من السير سريع وسيع. والمراد به خفة الظهر من الاثام فهو يسير سير المخف لا يزال المؤمن معنقا صالحا ما لم يصب دما حراما فاذا اصاب دما حراما بلح يعني اعيا وانقطع وقال صلى الله عليه وسلم لا ترجعوا بعدي كفارا اما ما حكم قتل النفس فهو كبيرة كما قال الامام الذهبي كبيرة من اعظم الكبائر. يقول الله تعالى ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة ويقول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل الا ان تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما قوله تعالى ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما فيه وجهان الاول ان المعنى لا تقتلوا من كان من انفسكم من المؤمنين. فان كلهم كنفس واحدة والتعبير عنهم بالانفس للمبالغة في الزجر عن قتلهم بتصويره بصورة ما لا يكاد يفعله عاقل الوجه الثاني ان الاية فيها النهي عن قتل الانسان نفسه وقد احتج بهذه الاية عمرو بن العاص رضي الله عنه على مسألة التيمم للبرد واقره النبي صلى الله عليه وسلم على احتجاجه كما رواه الامام احمد وابو داوود ولفظ احمد عن عمرو بن العاص رضي الله عنه انه لما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم عام ذات السلاسل قال احتلمت في ليلة باردة شديدة البرد فاشفقت ان اغتسلت ام اهلك. فتيممت ثم صليت باصحابي صلاة الصبح فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت ذلك له. فقال يا عمرو صليت باصحابك وانت جنب؟ قال قلت نعم نعم يا رسول الله اني استلمت في ليلة باردة شديدة البرد. فاشفقت ان اغتسلت ام اهلك. وذكرت قول الله عز وجل ولا تقتلني انفسكم ان الله كان بكم رحيما فتيممت ثم صليت فضحك رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ولم يقل شيئا وقال الله عز وجل والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا شك ان نفس الانسان هي مما يحرم عليه ان يقتله بغير حق قوله تعالى ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما. يعني ومن يفعل ذلك القتل عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا عدوانا وظلما اي متعديا فيه ظالما في تعاطيه اي عالما بتحريمه متجاسرا على انتهاكه فسوف نصليه اي ندخله نارا اي هائلة شديدة العذاب. وكان ذلك اي اصلاؤه النار على الله يسيرا هينا عليه لا عسر فيه ولا صارف عنه لانه تعالى لا يعجزه شيء وعن جندب ابن عبدالله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان ممن كان قبلكم رجل به جرح فجزع فاخذ ستين فحز بها يده فما رقأ الدم حتى مات قال الله تعالى بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة. وهذا الحديث متفق عليه وروى الشيخان واهل السنن وغيرهم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل ممن معه يدعي الاسلام هذا من اهل النار فلما حضر القتال قاتل الرجل اشد القتال حتى كثرت به الجراحة فكاد بعض الناس يرتاب فوجد الرجل الم الجراحة فاهوى بيده الى كنانته فاستخرج منها اسهما فنحر بها نفسه حري بالمسلم الا يهدأ له بال ولا يكتحل بنوم ولا يهنأ بطعام ولا شراب حتى يتيقن انه من هذه الفرقة الناجية