بعدما مدح الله تعالى المؤمنين واثنى عليهم اردفه بذكر دلائل الايمان وبيان ان الاسلام هو الدين الحق الذي ارتضاه الله لعباده ده وامر رسوله عليه الصلاة والسلام بان يعلن استسلامه لله تعالى وانقياده التام لدين الله تعالى في الوجود كنعمة القرآن. هو روضة تزداد في الوجدان هل في الوجود نعمة القرآن وروضة تزدان في الوجدان وبال عمران ازدهت ارواحنا وسمت بها لمراتي احزان زهراء وحين نستظل بظلها اه بخلاصة التفسير للقرآن اعوذ بالله من الشيطان الرجيم شهد الله انه لا اله الا هو واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم. بعد ان الله صفات المتقين عقب ذلك ببيان اساس التقوى وهو عقيدة التوحيد. وفي الاية تقرير للتوحيد باعظم الطرق الموجبة له. وهي شهادة الخالق وشهادة المخلوقين وهم الملائكة واهل العلم. اما شهادة الله فيما اقامه من الحجج والبراهين القاطعة على توحيده تعالى. وانه لا اله الا هو. فنوع الادلة في الافاق والانفس على هذا الاصل العظيم. وشهد على ذلك الملائكة بان اقروا لله تعالى بالوحدانية واطاعوه حق الطاعة. وشهد على ذلك اهل العلم بيانهم لتوحيد الله ودعوتهم الناس الى عبادة الله. وشهدوا كذلك بامر اخر وهو اتصاف الله تعالى بصفة العدل في افعاله واحكامه وتدبيره بين عباده لا معبود بحق الا هو وهو وهو وهو العزيز في ملكه الحكيم في صنعه فوجب على جميع الخلق التزام هذا الامر المشهود عليه والعمل به. ان ان الدين عند الله الاسلام. وما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بايات الله فان الله سريع الحساب الدين الذي يجب ان يتعبد به الانسان ربه هو دين الاسلام. فهو الدين الوحيد المقبول عند الله ولا يرضى بدين سوى الاسلام. ولا اسلام بغير استسلام لله اه واتباع لمنهجه وتحكيم لكتابه في كل شؤون الحياة. ومختلف اليهود والنصارى في امر الاسلام ونبوة محمد عليه الصلاة والسلام الا بعد ان جاءهم العلم اليقيني بان محمدا هو رسول الله وهو خاتم الانبياء. وان ما جاء به هو الحق من عند الله. فلم يكن كفرهم عن جهل الحقائق وانما بغيا وحسدا كائنا بينهم. ثم جاء التهديد القاسم في موضعه المناسب بين الله تعالى انه من اختار الكفر بايات الله فانه يصير الى الله فيحاسبه على كفره سريعا ليعاقب عقابا شديدا وسرعة الحساب اب تدل على سمعة العقاب فقل اسلمت وجهي لله ومن اتبعني وقل للذين اوتوا الكتاب والاميين اسلمتم. فان فقد اهتدوا. وان تولوا فانما عليك البلاء والله بصير بالعباد هنا لقن الله تعالى نبيه عليه الصلاة والسلام ما يرد به على الكفار ممن اعتنقوا دينا غير دين الاسلام فيا محمد ان جادلوك بالباطل فاخبرهم انا عبد لله قد اتلمت بكليتي لله واخلصت عبادتي لله لا شريك له ولا ند ولا صاحبة ولا ولد انا ومن معي من اتباعي. ويا محمد قل لليهودي والنصارى والوثنيين من العرب هل اسلمتم لله تعالى وافردتموه بالتوحيد؟ ام انتم باقون على كفركم فقد اتاكم من البينات ما يوجب اسلامكم. فان اسلموا بمثل اسلامكم فقد اصابوا الهدى وان اعرضوا عن دعوتكم فليس عليك الا البلاغ. وعلى الله الحساب. فهو بصير العبادة عالم بمن امن وبمن كفر. وسيجازي كل عامل بما عمل ان الذين يكفرون بايات الله ويقتلون النبي بغير حق ويقتلون. ويقتلون الذي يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب اليم ثم انتقل القرآن الى سرد بعض الرذائل التي عرف بها اليهود فاخبر بان الذين يكذبون بما انزل الله ويقتلون انبياء الله ويقتلون المصلحين والدعاة الى الله الذين يأمرون الناس بالعدل ويدعون الى المعروف. يا محمد اخبر هؤلاء المجرمين ببشرى تسرهم وهذا الاسلوب للتهكم البشرى هي العذاب الموجع شديد الذي ينتظرهم. جزاء تكذيبهم وقتلهم لاشراف الناس. حتى قال ابن كثير ورد بان بني اسرائيل قتلت ثلاثمائة نبي في نهار واحد اولئك الذين حبطت اعمالهم في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين. اولئك الكفار المتصفون بتلك الصفات السيئة. قد ابطل الله اعمالهم التي عملوها من البر والحسنات لا ينتفعون بها في الاخرة. ولن يجدوا ناصرا ولا منقذا لهم يدفع عنهم العذاب الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يدعون الى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون ذكر الله تعالى طرفا من لجاج وعناد اليهود. الا تعجب يا محمد من امر هؤلاء الذين يدعون انهم على دين الله. وقد اعطوا حظا من العلم بالتوراة. اذا الى كتابهم المقدس وهو التوراة للتحاكم اليه في خلافاتهم يرفضون. ثم ينصرف فريق من علمائهم وهم معرضون عن حكم التوراة. اذا لم يوافق اهواءهم. مما ينقص دعوة تدين من الاساس. ذكر بعض المفسرين ان الاية تشير الى قصة تحاط هم اليهود الى النبي عليه الصلاة والسلام حينما زنا يهودي بيهودية. فقال لهم النبي عليه الصلاة والسلام كيف تفعلون بمن زنى منكم؟ قال اليهود نحممهما ونضربهما اي مع الضرب نسود وجوههما بالفحم فقط. فقال النبي عليه الصلاة والسلام لا تجد دون في التوراة الرجم؟ قالوا لا. هنا قال لهم عبدالله ابن سلام كان يهوديا واسلم قال كذبتم. فجيء بالتوراة فوجد فيها الرجم عروجي معه. فغضب اليهود لذلك. هكذا يعجب الله تعالى من اهل الكتاب حين عن الاحتكام الى كتاب الله في امور الحياة. وهو مثل يضربه الله تعالى للمسلمين كي يدركوا حقيقة الاسلام ويحذر ان يكونوا موضعا لتعجيب الله وتشهيره بهم ذلك بانهم قالوا لن تمسنا النار الا واياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون السبب وراء اعراض اليهود وجرأتهم على معصية الله وانهم زعموا انهم ان يعذبوا في النار الا اياما قليلة. ثم يدخلون الجنة. لماذا؟ لانهم ابناء الله واحباؤه فكان هذا الافتراء والكذب المحض هو الذي غرهم في دينهم واعمى بصائرهم واضلهم عن سواء السبيل. فكيف اذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه ووفيت كل نفس ما كسبته وهم لا يظلمون. حكت الاية ما سيكون حال اليهودي يوم القيامة. من عذاب وحسرة. اذ كيف يكون حالهم يوم يجمع الله الاولين والاخرين دين ويوفيهم جزاءهم على ما صنعوا واقترفوا ولا يظلم ربك احدا. لا شك انهم في ذلك اليوم سيفاجأون بذهاب غرورهم وفساد تصورهم وسيقعون في العذاب الاليم. الذي لا حيلة لهم في انه تهديد شديد يخاف المؤمن الصادق ان يتعرض له. وهو يستشعر جدية ذلك اليوم وجدية لقاء الله وجدية الحساب. نسأل الله تعالى العافية والسلامة تزدان في الوجدان وبال عمران ارواحنا وسمت بها لمراتب الاحساء اني زهراء وحنستظل بظلها خلاصة التفسير للقرآن اه مم