اذا هي اجتمعت لنفس حرة بلغت من العلياء كل مكان. وهذا النوع زبدة الله لرسله. فكل نبي يبعثه الله يدعو قومه يقول اعبدوا الله ما لكم من اله غيره ويقول سبحانه المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله فصل في النوع الثاني من نوع توحيد الانبياء والمرسلين المخالف لتوحيد المعطلين والمشركين. هذا وثاني لوحيد توحيد العبادة منك للرحمن ان لا تكون لغيره عبدا ولا تعبد بغير شريعة الايمان. فتقوم بالاسلام والايمان والاحسان في سر وفي اعلان والصدق والاخلاص ركنا ذلك التوحيد كالركنين للبنيان وحقيقة الاخلاص توحيد المراد فلا يزاحمه مراد لكن مراد العبد يبقى واحدة ما فيه تفريق لدى الانسان ان كان ربك واحدا سبحانه فاخصصه مع احساني او كان ربك واحدا ان انشاك لم يشركه اذ انشاك رب ثاني. فكذاك ايضا وحده فاعبده لا تعبد سواه يا اخا العرفان والصدق توحيد الارادة وهو بذل الجهل ادي لا كسلا ولا متواني. والسنة المثلى لسالكها فتوحيد الطريق لاعظم السلطان فلواحد كن واحدا في واحد اعني سبيل الحق والايمان ايماني هذه ثلاث مسعدات للذي قد نالها والفضل للمنان قوت وهو الذي خلق الله الخلق لاجله. وشرع الجهاد لاقامته. وجعل الثواب الدنيوي والاخروي لمن قام به وحققه والعقاب لمن تركه. وبه يحصل الفرق بين اهل السعادة القائمين به. واهل الشقاوة التاركين له. فعلى العبد ان يبذل جهده في في معرفته وتحقيقه والتحقق به ويعرف حده وتفسيره ويعرف حكمه ومرتبته ويعرف اثاره ومقتضياته وشواهده وادلته وما يقويه وينميه وما ينقبه او ينقصه وشروطه ومكملاته ويعرف نواقضه ومفسداته لانه الاصل الاصيل الذي لا تصح الاصول الا به. فكيف بالفروع؟ فاما حده وتفسيره واركانه فهو ان يعلم العبد ويعترف على وجه العلم واليقين ان الله هو المألوه وحده المعبود على الحقيقة وان صفات الالهية ومعانيها ليست موجودة باحد من المخلوقات ولا يستحقها الا الله تعالى. فاذا عرف ذلك واعترف به حقا افرده بالعبادة كلها الظاهرة والباطنة. فيقوم طائع الاسلام الظاهرة كالصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وبر الوالدين وصلة الارحام والقيام بحقوق الله وحقوق خلقه. ويقوم باصول الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره كره ويقوم بحقائق الاحسان وروح الاعمال الصالحة والاخلاق الفاضلة. مخلصا ذلك كله لله لا يقصد به غرضا من الاغراض غير رضا ربه وطلب ثوابه. متابعا في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. فعقيدته ما دل عليه الكتاب والسنة. واعماله هو افعاله ما شرعه الله ورسوله واخلاقه وادابه بنبيه صلى الله عليه وسلم في هديه وسمته وكل احواله. ولهذا هذا كمال هذا التوحيد وقوامه بثلاثة اشياء. توحيد الاخلاص لله وحده فلا يكون للعبد مراد غير مراد واحد. وهو العمل لله وحده وتوحيد الصدق وهو توحد ارادة العبد في ارادته وقوة انابته لربه وكمال عبوديته وتوحيد الطريق هو المتابعة. فلهذا قال فلواحد وهو الله كن واحدا في عزمك وصدقك وارادتك. في واحد اي متابعة الرسول هذا فسره بقوله اعني طريق الحق والايمان فمن اجتمعت له هذه الثلاثة نال كل كمال وسعادة وفلاح ولا ينقص من كمال العبد الا بنقص واحد من هذه الثلاثة. واذا كان الله تعالى هو الذي خلقك ورزقك وانعم عليك بالنعم الظاهرة والباطنة لم يشاركه في ذلك مشارك فعليك الا تتأله ولا تتعبد لغيره وعليك ان تخصه بالتوحيد والسؤال واللجأ والفزع في اموره ككلها وهذا من اعظم الادلة على توحيد الالهية وهو الاستدلال بربوبية الله للعبد وللخلق كلهم. والتفرد بتدبيرهم وازداد النعم عليهم على انه هو الاله حقا الذي لا يستحق الالوهية ولا شيئا من العبودية غيره. ومن الادلة على ذلك معرفة الرب بالكمال المطلق وان له كل صفة كمال وان المخلوقات كلها. كل وصف حميد فيها فانه من الله تعالى ليس بها اوليس منها وهذا من اعظم البراهين على انه هو المخصوص بالتأله والعبودية. وكذلك هو المنفرد بالنعم كلها. وهو وحده المعطي المانع الضار النافع الخافض الرافع وسواه فقير الى ربه في كل حال. لا يستغني عنه طرفة عين. فمن اعظم الباطل واكبر المنكرات ان يجعل شيئا منه شريكا لله في شيء من خصائصه وشيء من حقوقه على عباده فان حقه عليهم ان يعبدوه ولا به شيئا لا نبيا مرسلا ولا ملكا مقربا. وهذا النوع من التوحيد متضمن للنوع الاول الذي هو توحيد الاسماء والصفات. الدال فيه توحيد الربوبية لان الله هو الذي له صفة الالهية وهي صفات الكمال كلها. ولهذا كلما قوي ايمان العبد ومعرفته اسماء الله وصفاته قوي توحيده وتم ايمانه واما ما يناقض هذا التوحيد فقد ذكره المصنف بقوله والشرك فاحذره شرك ظاهر ذا القسم ليس بقابل الغفران. وهو اتخاذ الند للرحمة ايا كان من حجر ومن انسان يدعوه او يرجوه ثم يخافه يحبه كمحبة الرحمن. يعني ان الشرك المناقض لهذا التوحيد نوعان جلي ظاهر مخرج من دائرته الاسلام وهو الشرك الاكبر وهذا النوع لا يقبل الغفران. قال تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به اي ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. وتفسيره ان يتخذ العبد لله ندا يحبه كما محبة الله او يرجوه او يخافه كخوفه من الله او يدعوه او يصرف له نوعا من العبادة الظاهرة والباطنة. وفي هذا المقام لا فرق بين الملائكة والانبياء والاولياء والصالحين والطالحين والاشجار والاحجار وغيرها. فمن صرف لشيء منها نوعا من العبادة هو مشرك كافر قد سواها بربه في هذا الحق الذي يختص به. فان العبودية لا حق فيها لملك مقرب ولا نبي مرسل ولا غيرهما بل هم مفتقرون غاية الافتقار الى تألههم وتعبدهم لله. واما الشرك الاصغر فهو كل وسيلة يتوسل بها تطرقوا الى الشرك الاكبر بشرط الا يبلغ مرتبة العبادة كالحلف بغير الله وكالرياء والتصنع للمخلوقين ونحو ذلك من الاقوال والافعال المؤدية الى الشرك. فلا يتم للعبد توحيد حتى يتبرأ من الشرك كله جليه وخفيه ظاهره وباطنه. الاقوال من هو الافعال فتكون اعماله كلها خالصة لله متبعا فيها سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. والعبادة هي كل ما يحبه الله الله ويرضاه مما شرعه من الاعمال الظاهرة والباطنة. وقد حدها المؤلف بقوله ليس العبادة غير توحيد حبة مع خضوع القلب والاركان. يعني ان العبادة روحها وحقيقتها تحقيق الحب والخضوع لله. فالحب والتام والخضوع الكامل لله وحقيقة العبادة. فمتى خلت العبادة من هذين الامرين او من احدهما فليست عبادة فان حقيقتها والانكسار لله ولا يكون ذلك الا مع محبته المحبة التامة التي تتبعها المحاب كلها والله اعلم. وصلى الله على محمد محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وعلى التابعين لهم باحسان الى يوم الدين. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. تم هذا تعليق المبارك على يد جامعه الفقير الى الله تعالى عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالله بن سعدي غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين وذلك في ثالث ربيع الاخر سنة الف وثلاثمائة وسبع وستين. وتم نقله من خط المصنف في تسعة عشر من شهر ربيع الاخر سنة الف وثلاثمائة وسبع وستين والحمد لله