اطفاء نورك ومكر الله بهم جزاء لهم على مكرهم. والله خير الماكرين. رد الله كيدهم في نحورهم فانقلبوا خاسرين اذ قال الله يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي ومطهرك من الذين كفروا الحواريون نحن انصار الله امنا بالله امنا بالله واشهد بان انا مسلمون. فلما احس عيسى منهم الكفر اي رأى منهم عدم الانقياد له. وقالوا هذا سحر مبين. وهموا بقتله وسعوا في ذلك. قال من انصاري الى الله من يعاونني ويقوم معي بنصرة دين الله. قال الحواريون وهم الانصار نحن انصار الله اي انتدبوا معه وقاموا بذلك اكتبنا مع الشاهدين. وقالوا امنا بالله فاكتبنا مع الشاهدين. اي الشهادة النافعة وهي الشهادة بتوحيد الله وتصديق رسوله مع القيام بذلك. فلما قاموا مع عيسى بنصر دين الله واقامة شرعه. امنت طائفة من بني اسرائيل وكفرت طائفة فاقتتلت الطائفتان فايد الله الذين امنوا بنصره على عدوهم فاصبحوا ظاهرين. فلهذا قال تعالى هنا ومكروا ومكر والله والله خير الماكرين. ومكروا اي الكفار بارادة قتل نبي الله الذين اتبعوك فوق الذين كفروا الى يوم القيامة انكم فيما كنتم فيه تختلفون. اذ قال الله يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي. ومطهرك من الذي كفروا فرفع الله عبده ورسوله عيسى اليه والقي شبهه على غيره فاخذوا من القي شبهه عليه فقتلوه وصلبوه وباءوا الاثم العظيم بنيتهم انه رسول الله قال الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم. وفي هذه الاية دليل على علو الله تعالى او استوائه على عرشه حقيقة. كما دلت على ذلك النصوص القرآنية والاحاديث النبوية. التي تلقاها اهل السنة بالقبول والايمان والتسليم وكان الله قويا عزيزا قاهرا. ومن عزته انه كف بني اسرائيل بعد عزمهم الجازم وعدم المانع لهم عن قتل عيسى عليه السلام. كما قال قال تعالى واذ كففت بني اسرائيل عنك اذ جئتهم بالبينات. فقال الذين كفروا منهم ان هذا الا سحر مبين. حكيم يضع الاشياء مواضعها وله اعظم حكمة في القاء الشبه على بني اسرائيل. فوقعوا في الشبه كما قال تعالى وان الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم الا اتباع الظن. وما قتلوه يقينا. ثم قال تعالى وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا الى يوم القيامة وتقدم ان الله ايد المؤمنين منهم على الكافرين. ثم ان النصارى المنتسبين لعيسى عليه السلام لم يزالوا قاهرين لليهود لكون النصارى اقرب الى اتباع عيسى من اليهود. حتى بعث الله نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم. فكان المسلمون هم المتبعين لعيسى حقيقة. فايدهم الله ونصرهم على اليهود والنصارى وسائر الكفار. وانما يحصل في بعض الازمان ادالة الكفار من النصارى وغيرهم على المسلمين. حكمة من الله وعقوبة على تركهم لاتباع الرسول صلى الله عليه وسلم. ثم الي مرجعكم اي مصير الخلائق كلها فاحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون كل يدعي ان الحق معه وانه المصيب وغيره مخطئ. وهذا مجرد دعاوى تحتاج الى برهان. ثم اخبر عن حكمه بينهم بالقسط عدل فقال الاخرة. فاما الذين كفروا اي بالله واياته ورسله. فاعذبهم عذاب شديدا في الدنيا والاخرة. اما عذاب الدنيا فهو ما اصابهم الله به من القوارع والعقوبات مشاهدة. والقتل والذل وغير ذلك مما هو نموذج من عذاب الاخرة. واما عذاب الاخرة فهو الطامة الكبرى والمصيبة العظمى. الا وهو عذاب النار وغضب الجبار وحقد حرمانهم ثواب الابرار وما لهم من ناصرين ينصرونهم من عذاب الله. لا من زعموا انهم شفعاء لهم عند الله ولا ما اتخذوهم اولياء من دونه ولا اصدقائهم واقربائهم ولا انفسهم ينصرون والله لا يحب الظالمين واما الذين امنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت وغير ذلك مما امر الله بالايمان به. وعملوا الصالحات القلبية والقولية والبدنية. التي جاءت بشرعها يسألون وقصدوا بها رضا رب العالمين. فيوفيهم اجورهم. دل ذلك على انه يحصل لهم في الدنيا ثواب لاعمالهم من الاكرام والاعزاز والنصر والحياة الطيبة وانما توفية الاجور يوم القيامة. يجدون ما قدموه من الخيرات محضرا موفرا. فيعطي منهم كل عامل اجر عمله يزيدهم من فضله وكرمه والله لا يحب الظالمين. بل يبغضهم ويحل عليهم سخطه وعذابه من الآيات والذكر الحكيم. وهذا منة عظيمة على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. وعلى امته حيث انزل عليهم هذا الذكر الحكيم المحكم المتقن المفصل للاحكام والحلال والحرام. واخبار الانبياء الاقدمين. وما اجرى الله على من الايات البينات والمعجزات الباهرات. فهذا القرآن يقص علينا كل ما ينفعنا من الاخبار والاحكام. فيحصل فيها العلم والعبرة وتثبيت الفؤاد ما هو من اعظم رحمة رب العباد