بعد ذكر دلائل التوحيد والنبوة وصحة دين الاسلام اعقبه بذكر البشائر التي تدل على قرب نصر الله تعالى للاسلام والمسلمين فالامر كله بيد الله يعز من يشاء ويذل من يشاء. بيده الخير وهو على كل شيء قدير هل في الوجود نعمة القرآنية وروضة تزداد في الوجدان هل في وجودك نعمة القرآنية وروضة تزدان في الوجدان. وبالنعم ارواحنا وسمت بها لمراتب الاحسان زهراء وحنا نستظل بظلها بخلاصة التفسير للقرآن اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتب تنزع الملك من من تشاء وتعز ما تشاء وتذل من تشاء اه بيدك الخير انك على كل شيء ذكر المفسرون انه لما فتح المسلمون مكة المكرمة وعد النبي عليه الصلاة والسلام امته ملك فارس والروم. فقال المنافقون واليهود هيهات هيهات من اين لمحمد ملك فارس والروم وهم اعز وامنع من ذلك. الم يكفي محمدا مكة والمدينة حتى طمع في ملك فارس والروم. فانزل الله هذه الاية. وفيها ذكر البشائر التي ان تدلوا على قرب انتصار الاسلام. فالامر كله بيد الله. فيا محمد قل مثنيا على ربك ومعظما له يا الله. يا مالك كل شيء انت المتصرف في كل شيء الملك لمن تشاء. وتخلع الملك ممن تشاء. وتعطي العزة لمن تشاء. وتنزل الذلة بمن تشاء وكل ذلك بحكمتك وعدلك بيدك وحدك خزائن كل خير وانت على كل شيء قدير. تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق ما تشاء. بغير حساب ذكر الله تعالى في الاية مظهرا حسيا من مظاهر قدرته الباهرة. وتمام ملكه وعظمته فانت يا الله الذي بقدرتك ان تدخل الليل في النهار فيطول وقت النهار. وتدخل النهار في سيطول وقت الليل. وتخرج الحي من الميت. كاخراج الزرع من الحبة وخلق الدجاجة من البيضة وميلاد المؤمن من ابيه الكافر. وتخرج الميت من الحي عكس الاول كاخراج الحب من الزرع. وخلق البيضة من الدجاجة. وميلاد الكافر من ابيه المؤمن. وانت يا الله ترزق من تشاء عطاء واسعا من غير حساب ان ولا عدة فلك سبحانك خزائن السماوات والارض. لا يتخذ المؤمنون الكافرين اولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء الا ان تتقوا منهم تام ويحذركم الله نفسه. والى الله المصير ان كان الامر كله لله والقوة كلها بيد الله والتدبير كله لله اهون رزق كله بيد الله فهل يمكن لمؤمن ان يوالي اعداء الله؟ ينهى الله تعالى مؤمنين عن اتخاذ الكفار اولياء وانصار يحبونهم وينصرونهم وترك موالاة اهل الايمان فمن غير المعقول ان يجمع الانسان بين محبة الله وبين محبة اعداء الله. فمن فعل ذلك فقد برئ من الله وبرئ الله منه. ثم استثنى الله من ذلك حالة واحدة ان خفتم على انفسكم من ايذاء الكفار وشرهم فلا حرج ان تتقوا شرهم بمداراتهم مداراة باظهار موالاتهم باللسان فقط. كالكلام معهم بالرفق واللين مع اغمار العداوة والبغض لهم في القلب وعدم مشايعتهم على كفرهم او اعانتهم على المسلمين ثم هدد الله تعالى من فعل ذلك وخوفهم من نفسه اي من عقابه وانتقامه فلا تتعرضوا ايها العباد لغضب الله بارتكاب المعاصي او موالاة اعداء الله فانه مهما طال بكم الامر فان مصيركم ومرجعكم اليه سبحانه وتعالى وسيحاسبكم على اعمالكم وهكذا نجد ان القرآن الكريم بدأ ينظم علاقات المسلمين مع المكونات الاخرى في المجتمع مدني ويحذرهم من خطورة تمييع العلاقات مع اقربائهم واصدقائهم وعملائهم في مكة انت مع المشركين وفي المدينة مع اليهود. تحت دوافع القرابة او التجارة او المصلحة. على ان الاسلام يريد ان يقيم اساس المجتمع المسلم الجديد على قاعدة العقيدة وحدها قل ان تخفوا ما في صدوركم او تبدو يعلمه الله ويعلم ما في السماوات وما في الارض والله على كل شيء قدير. قل لهم يا محمد ان اخفيتم ما في قلوبكم مما نهاكم الله تعالى عنه كموالاة الكفار. او اظهرتم ذلك فان الله تعالى مطلع عليه لا تخفى عليه خافية. ويعلم ما هو حادث في السماوات والارض محيط بكل شيء هو سبحانه قادر على الانتقام ممن خالف حكمه وعصى امره يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء وان تود لو ان بينه وبينه امدا بعيدا ويحذركم الله نفسه. والله رؤوف بالعباد يكرر الله تعالى التخويف من الحساب يوم القيامة. وما يقع فيه من اهوال فيا ايها المؤمنون راقبوا ربكم وتزودوا من العمل الصالح. واذكروا يوم القيامة ذلك اليوم الذي يجد فيه كل انسان عمله حاضرا امامه لا يغيب عنه. فان كان عمله حسنا صالحا سره ذلك وافرح وان كان عمله قبيحا سيئا تمنى ان لا يرى عمله. تمنى ان تكون مسافة بعيدة بينه وبين القبيح وانى له ما تمنى. ويخوفكم الله تعالى عقابه فلا تتعرضوا لغضبه المعاصي رحمة بكم ايها العباد. ومن مظاهر رحمة الله انه يحذر قبل ان يعاقب فالفرصة الان متاحة قبل فوات الاوان. نسأل الله تعالى ان يرحمنا برحمته. قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر يغفر لكم ذنوبكم. والله غفور رحيم ذكر بعض المفسرين ان هذه الاية نزلت في نصارى نجران. وذلك انهم قالوا انما نحن نعظم المسيح ونعبده حبا لله وتعظيما لله. فانزل الله هذه الاية. ردا عليهم. يأمر الله تعالى نبيه محمدا عليه الصلاة والسلام ان يقول لمدعي محبة الله ان علامة محبتكم بالله هي اتباعي. فيا ادعياء محبة الله ان كنتم صادقين في دعواكم فيلزمكم ضيق محمد عليه الصلاة والسلام فيما اخبر وطاعته فيما امر واجتناب ما نهى عنه وزجر. فان اين محبة الله واتباع رسول الله تلازما فهما لا ينفكان فاذا اطعتم الرسول كان هذا دليل على محبتكم لله وحينها ستنالون محبة الله لكم ومغفرته لذنوبكم فاذا فاز العبد بمحبة الله له كان هذا منتهى الاماني وغاية الامال. ولذا قال بعض الحكماء ليس الشأن ان تحب انما الشأن ان تحب. ثم ختمت الاية بوصفين جليلين لله والله غفور رحيم. فهو كثير المغفرة لذنوب عباده الرحمة بهم. قل اطيعوا الله والرسول فان تولوا فان الله لا يحب الكافرين كرر الله تعالى الامر لنبيه عليه الصلاة والسلام ان يأمر الناس بطاعة الله اعطي رسوله عليه الصلاة والسلام. فانهم اعرضوا عن ذلك فقد وقعوا في الكفر. والله لا يحب من كفر باعياته وعصى رسله، بل يكرههم ويبغضهم. ولما بين الله تعالى ان محبته لا تتم الا بطاعة الرسل سيأتي في الايات التالية من سورة ال عمران بيان علو درجات الرسل وشرف مناصبهم جعلني الله واياكم من محبيهم واتباعهم امين. وروضة تزدان في الوجدان وبآل عمران ازدهت ارواحنا والزمن بها لمراتي بالاحساني زهراء وحي نستغفر اللي بظلها بخلاصة التفسير للقرآن اه اه