الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه والتابعين. اللهم صلي وسلم اما بعد فغفر الله لك وللسامعين. امين اعوذ بالله من الشيطان الرجيم احل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما واتقوا الله الذي اليه تحشرون جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام والهدي والقلائد ذلك لتعلموا ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض. وان الله بكل شيء عليم اعلموا ان الله شديد العقاب وان الله غفور رحيم ما على الرسول الا البلاغ والله يعلم ما تبدون وما تكتمون عنوان احلال صيد البحر للمحرم قال السعيد بن المسيب وسعيد بن جبير وغيرهم في قوله تعالى احل لكم صيد البحر. قال قال سعيد ابن المسيب وسعيد ابن جبير. نعم. وغيرهم في قوله تعالى احل لكم صيد البحر يعني ما يصطاد منه طريا وطعامه ما يتزود منه مليحا يابسا وقال ابن عباس في الرواية المشهورة عنه صيده ما اخذ منه حيا وطعامه ما لفظه ميتا وهكذا روي عن ابي بكر الصديق وزيد ابن ثابت وعبدالله بن عمر وابي ايوب الانصاري رضي الله عنهم وعكرمة وابي سلمة ابن عبدالرحمن وابراهيم النخاعي والحسن البصري وقوله متاعا لكم وللسيارة اي منفعة وقوتا لكم ايها المخاطبون وللسيارة وهم جمع سيار قال يا عكرمة لمن كان بحضرة البحر والسفر وقال لمن كان بحضرة البحر والسفر. نعم وقال غيره الطري منه لمن يصطاده من حاضرة البحر وطعامه ما مات فيه او اصطد منه وملح وقدد زادا للمسافرين والنائين عن البحر وقد روي نحوه عن ابن عباس ومجاهد والسدي وغيرهم وروى الامام ما لك بن انس عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا قبل الساحل فامر عليهم ابا عبيدة ابن الجراح وهم ثلاثمائة وانا فيهم قال فخرجنا حتى اذا كنا ببعض الطريق فليزداد فامر ابو عبيدة بازواج ذلك الجيش فجمع ذلك كله فكان مزودي تمر قال فكان يقوتنا فكان يقوتنا كل يوم قليلا قليلا حتى فني فلم يكن يصيب الله يقوته احسن. احسن الله اليك. قال فكان يقوتنا كل يوم يعطينا من قوت كذا وكذا. نعم. كل يوم تمرة تمرة طول اليوم شخص واحد اربعة وعشرين ساعة تمرة يمصها قلة من قلة نعم قال فكان يقوتنا كل يوم قليلا قليلا حتى فني فلم يكن يصيبنا الا تمرة الا تمرة تمرة فقلت وما تغني التمرة فقال فقد وجدنا فقدها حين ثنيت. الله اكبر. قال ثم انتهينا الى البحر فاذا حوت مثل الظرب فاكل منه ذلك الجيش مثل الجبل. نعم. فاكل منه ذلك الجيش ثماني عشرة ليلة له ثم امر ابو عبيدة بظلعين من اضلاعه فنصب ثم امر برحلة فرحلت ومرت تحتهما فلم تصبهما. وهذا الحديث مخرج في الصحيحين وروى مالك عن ابي هريرة رضي الله عنه قال سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انا نركب البحر ونحمل معنا القليل من الماء فان توضأنا به عطشنا افنتوضأ بماء البحر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الطهور ماؤه الحل ميتته وقد روى هذا الحديث الامامان الشافعي واحمد بن حنبل واهل السنن الاربع وصححه البخاري والترمذي وابن حبان وغيرهم وقد روي عن جماعة من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه عنوان تحريم صيد البر للمحرم وقوله وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرمات اي في حال احرامكم يحرم عليكم الاصطياد ففيه دلالة على تحريم ذلك فاذا اصطاد المحرم الصيد متعمدا اثم وغرم او مخطئا غرم وحرم عليه اكله. لانه في حقه كالميتة. وكذا في حق غيره من المحرمين لين. واما اذا صاد واما اذا صاد حلال صيدا فاهداه الى محرم فان كان قالوا قد قصد المحرم بذلك الصيد لم يجز للمحرم اكله لحديث الصعب ابن جثامة رضي الله عنه انه اهدى للنبي صلى الله عليه وسلم حمارا وحشيا وهو بالابواء او بودان فرده او بودان فرده عليه فلما رأى ما في وجهه قال انا لم نرده عليك الا ان حرم. وهذا الحديث مخرج في الصحيحين وله الفاظ كثيرة قالوا فوجهه ان النبي صلى الله عليه وسلم ظن ان هذا انما صاده من اجله فرده لذلك فاما اذا لم يقصده بالاصطياد فانه يجوز له الاكل منه. لحديث ابي قتادة حين صاد حمار وحش وكان حلالا لم يحرم وكان اصحابه محرمين فتوقفوا في اكله. ثم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال هل كان منكم احد اشار واليها او اعان في قتلها قالوا لا. قال فكلوا واكل منها رسول الله صلى الله عليه وسلم. اللهم صلي وهذه القصة ثابتة ايضا في الصحيحين بالفاظ كثيرة واتقوا الله الذي اليه تحشرون يقول تعالى واخشوا الله ايها الناس واحذروه بطاعته فيما امركم به من فرائضه وفيما نهاكم عنه في هذه الايات التي انزلها على نبيكم صلى الله عليه وسلم من النهي عن الخمر والميسر والانصار والازلام وعن اصابة صيد البر وقتله في حال احرامكم فان لله مصيركم ومرجعكم فيعاقبكم بمعصيتكم اياه ويجازيكم فيثيبكم على طاعتكم له جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد هذه الاية الكريمة ويقول الله تعالى احل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة وحرم عليكم صيد البر ما دمت حرم ما دمتم حرما واتقوا الله الذي اليه تبصرون هذه الاية الكريمة اشتملت على حكم صيدي البحر لمحرم وحكم صيد البر للمحرم وفي الامر بتقوى الله عز وجل وتذكر البعث والجزاء والحساب يقول الله تعالى احل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة يعني احل لكم ايها المحرمون صيد البحر وطعامه صيد البحر مقصيد منه طريا وطعامه ما كان بيتا ولفظه البحر او صيد البر صيد البحر ما كان فاخذ منه في حال الحياة وطعامه مع كان بيتا ولفظه البحر فهو حلال للمحرم وحلال للمسافرين والمقيمين والمجاورين للبحر احله الله احله الله صيد البحر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن الوضوء بماء البحر قال هو الطهور ماؤه الحل ميتة فبيت ابوه حلال هو حلال مطلقا لكل احد صيد البحر حلال للمحرم وحلال للمحل وسواء كالميتا او نيئا او قديدا وسواء اخذه حيا او ميتا جميع الاحوال فلو قطع منه شيء وهو حي واكل فهو حلال وليس له ذكاة وكذلك الجراد ولهذا قال تعالى احل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة. يعني زاد يتزود به المسلم وللسيارة المسافرين والمقيمين ومن حول البحر ومن كان بعيدا كلهم احل الله لهم صيد البحر محرمين محلين وحرم عليكم الصيد الصيد البراء هذه الجملة من هذه الايات الكريمة فيها تحريم صيد البر للمحرم حرم عليكم صيد البر ما دمتم حربا يقول صيد البر يخرج صيد البحر كما دلت عليه الجملة الاولى من الاية. حرم عليكم صيد البدر بعد ان حرم مفهومه انه يحل لكم صيد البحر فصيد البر حرام على المحرم لا يجوز للمحرم ان يصطاد صيدا وهو محرم مطلقات واذا صاد المحرم شيئا فهو بيته. فل اشد ميتة حرام عليه وعلى غيره فلا يجوز ان يأكله لا يجوز لاحد ان يأكل ما صاده المحرم مطلقة اما ما اصده الحلال فهي تفصيل كما سمعنا. واقصده الحلال حلال للحلال واما المحرم ففي تفصيل. فان صاد الحلال الصيد لاجل محرم فلا يجوز كما في حديث الصابر جثابة فانه كان رجلا مضيافا فلما سمع بقدوم النبي صلى الله عليه وسلم صاد له حمارا وحشيا فلما وهو محرم عليه الصلاة والسلام فلما قدم اهداه اليه فرده النبي صلى الله عليه وسلم فلما رأى ما في وجهه من الكراهة قال انا لنرده عليك الا ان نحفره واما اذا لم يقصده لاجله فان كان المحرم اشار اليه او اعانه او ساعده او دله عليه فلا يجوز. وان لم ذلك فانه يجوز للمحرم ان يأكل ما الحلال اذا كان لم لم يستطع لاجله وبشرط ان يكون المحرم ما اشار اليه ولا اعانه ولكنه عليه كما في حديث ابن قتادة رضي الله عنه في قصص الحديبية احرب او احرم الصحابة واحرم اصحابه وهو لم يحرق ثم ابصر حمارا وحشيا فجعل بعضهم ينظر البعض ويضحكون يعني يتعجبون انه قريب منهم وهم لا يستطيعون اخذه ففطن لذلك ابو قتادة ولهذا البخاري قال باب اذا اذا رأى المحرم الصيد فضحك ففطن له الحلال فطن او قتادة لضحكهم اخذ رمحه ركب فرسه فقال استقط رمحه فقال لا اللي هم داروا لي داوريوني ناولوني الرمح فقالوا والله لا نعلمك بشيء يعني نحن محرمون فلا زالوا اخذه ثم حمل عليه فصاده فجاء به اليهم فتوقفوا قالوا لا نأكل حتى يصل النبي صلى الله عليه وسلم فلما وصلوا الى النبي قال هل منكم احد اشار اليه؟ قالوا لا هل لم يكن احد اعانه فقالوا لا فقال كلوا في حديث جابر سيد البري صيد البري حرام عليكم بعد تصيدوه او يصيد لكم واتقوا الله الذي امر بتقوى الله يعني اتقوه في ارسال اوامره يسنى بنواهي اجتناب هذه النواة هي التي ذكرت في هذه الايات وتحريم الخمر والميسر فتحريب الصيد على المحرم واعلموا انكم لتحشرون ترجعوا تجمعون تبعثون وتجمعون وتصلون اليه فيجازيكم ويحاسبكم على اعمالكم. من خيرا في خير ويشر من شر. اي نعم الله عليك جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس. يقول تعالى صير الله الكعبة البيت الحرام قواما قواما للناس الذين لا قوام لهم من رئيس يحجز قويهم عن ضعيفهم ومسيئهم عن محسنهم وظالمهم عن مظلومهم والشهر الحرام والهدي والقلائد يقول وجعل هذه ايضا قياما للناس. كما جعل الكعبة قياما لهم فحجز بكل واحد من ذلك بعضهم عن بعض قول جزاء الله عفا الله عنك يقول تعالى. نعم. صير الله الكعبة البيت الحرام وما قواما للناس الذين لا قوام لهم من رئيس يحجز قويهم عن ضعيفهم ومسيئهم عن محسنهم وظالمهم عن مظلومهم والشهر الحرام والهدي والقلائد يقول وجعل هذه ايضا قياما للناس. كما جعل الكعبة متى قياما لهم فحجز بكل واحد من ذلك بعضهم عن بعض اذ لم يكن لهم قيام غيره وجعلها معالم لدينهم ومصالح امورهم وجعل تعالى الكعبة والشهر الحرام والهدي والقلائد قواما لمن كان يحرم ذلك من العرب ويعظمه بمنزلة الرئيس الذي يقوم به امر تباعه واما الكعبة فالحرم كله امر كذا؟ نعم. بدون همزة بلا همزة نعم احسن الله اليك. واما الكعبة فالحرم كله وسماها الله حراما لتحريمه اياها ان يصاد صيدها او يختلى خلاها او يعضد شجرها وكذلك كانت الكعبة والشهر الحرام والهدي والقلائق قوام امر العرب الذي كان به صلاحهم في الجاهلية وهي في الاسلام معالم حجهم ومناسكهم ومتوجههم لصلاتهم ذلك لتعلموا ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض وان الله بكل شيء عليم. يقول تعالى سيرت لكم ايها الناس ذلك قياما كي تعلموا ان من احدث لكم ان من احدث لكم لمصالح دنياكم ما احدث مما به قوامكم علما منه بمنافعكم ومضاركم انه كذلك يعلم جميع ما في السماوات والارض مما فيه صلاح عاجلكم واجلكم ولتعلموا انه بكل شيء عليم لا يخفى عليه شيء من اموركم واعمالكم. وهو محصيها عليكم حتى يجازي منكم باحسانه والمسيء منكم باساءته اعلموا ان الله شديد العقاب. هذه الاية الكريمة في الحرم والشهر الحرام والهدي والقلائد وان الله سبحانه وتعالى سيرها سير الحرم هو المراد بالكعبة المراد بالكعبة جميع الحرم سيرى الكعبة والشهر الحرام والهدي قواما للناس تحجز بعضهم عن بعض بمثابة الرئيس الذي يحجز المظلوم الظالم عن المظلوم والمسيء عن المحسن فكما ان الرئيس والامير وولي الامر يمنع الله به الظلم فيمنع المظلوم من الظالم ويمنع المسيء من اساءته ويأمر باعطاء كل ذي حق حقه وكذلك جعل الله هذه الامور تقوم بها يقوم بها امر دينهم تحجز بعضهم عن بعض فالانسان اذا دخل الحرم امتنع عظم الحرمات عظم محارم الله من الظلم امتنع من قتل الصيد تعظيما لحرمات الله وكان الرجل في الجاهلية يلقى يلقى الرجل قاتل ابيه في الحرم فلا يهيج ذلك. حتى يخرج من الحرم وفي الاسلام اشد جعل الله الحرم والشهر الحرام كذلك يمتنع الناس فيه من القتال وهي اربعة اشهر ثلاثة متوالية وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم وواحد فرد وهو رجب يمتنع الناس بها عن القتال وتظع الحرب اوزارها حتى تخرج هذه العشر وكذلك الهدي لا يهدى الى البيت من النعم من الابل والبقرة والغنم لا احد يمسها بالسوء تصيبها العطب فتترك واذا عطبت فانها تذبح وتترك الفقراء واذا سلمت تذبح بالحرم وتترك الفقراء القلائد وهي ما يقلد به الابل والبقر والغنم قد يقلد بنعلين او بغيرها لتكون دليل على ان هذا مهداة في الحرم. فلا يتعرض لها احد بسوء كما ان الاشعار هو خاص بالابل وهو عندي يشعر بان يخرج الدم بالسكين من ظهر البعير ويلطخه عن يمينه وعن شماله فيكون علامة على انه مهدى الابل فيها علامتان الاشعار وشق صفحة السلام بها حتى يخرج الدم قليلا وهذا وين كان في آآ اذية للحيوان الا ان فيه مصلحة وهذا خاص بالابل واما الفقر والغنم وكذلك الابل فهي تقلد يجعل فيها قلادة. تقلد العليلة وغيره باء تربط بخيط بحبل وتعلق في رقبتها حتى يعلم انها هداة للبيت فهذه علامات في الشهر الحرام الكعبة وهي الحرم والشهر الحرام والهدي والقلائد جعله الله كوبا للناس يعظمونها ويمتنعون فيها من الظلم ولهذا قال سبحانه جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما لله والشهر الحرام والهدي والقلائد. ذلك لتعلموا ان الله اعلم ما في السماوات وما في الارض. فهو عليم سبحانه وتعالى بمصالحكم وعلموا بما فيه فلاحكم ونجاتكم الالتزام بشرعه وتعظيم هذه الحرمات وهو سبحانه وتعالى يعلم الله في السماوات والمبلغ وهو بكل شيء عليم لا يخفى عليه خافية سبحانه وتعالى كل ما يسمى شيئا فالله عالم به. سبحانه وتعالى نعم. وهذا من قال من العلماء ان حج بيت الله في كل سنة. ولو ترك الناس حجة ايش؟ قال ايش قال من قال ايه ان حج بيت الله فرض كفاية في كل سنة. نعم فلو ترك الناس حجه لاثم كل قادر. بل لو ترك الناس حجه لزال ما به طوابهم وقامت القيامة يعني هذا في في اخر الزمان ما ما يترك الحج الا في اخر الزمان اذا هدمت الكعبة في اخر الزمان ووضع ود ايضا لبعد الهدي يصلي الناس تنسع الكعبة فتقوم القيامة يعني يقال ان حج كل حج الكعبة فرض كفاية على على الامة الاسلامية يجب علينا تحج في البيت تركت الامة الاسلامية حج البيت ولا بحج ولا واحد اثبات اثم القادر وكذلك قيل في الجهاد ايضا قد يجب على الامة الاسلامية ان تجاهد في كل عام يقوم الجهاد فلو تركت الجهاد مع القدرة اثمت وبعد القدرة يكون الصلح نعم احسن الله اليك اعلموا ان الله شديد العقاب وان الله غفور رحيم يقول تعالى اعلموا ان ربكم الذي يعلم ما في السماوات والارض ولا يخفى عليه شيء من سرائر اعمالكم شديد عقابه من عصاه وتمرد عليه وهو غفور لذنوب من اطاعه واناب اليه رحيم به ان يعاقبه على ما سلف من ذنوبه بعد انابته وتوبته منها ما على الرسول الا البلاغ والله يعلم ما تبدون وما تكتمون وهذا من الله تهديد لعباده ووعيد. يقول ليس على رسولنا الذي ارسلناه اليكم الا ان يؤدي اليكم رسالتنا ثم الينا الثواب على الطاعة وعلينا العقاب على المعصية وغير خفي علينا المطيع منكم القابل رسالتنا من العاصي الابي رسالتنا لانا نعلم ما عمله العامل منكم فاظهره بجوارحه ونطق به بلسانه وما تخفونه في انفسكم من ايمان وكفر او يقين وشك ونفاق. فمن كان كذلك لا يخفى عليه شيء من ضمائر الصدور وظواهر اعمال النفوس مما في السماوات والارض وبيده الثواب والعقاب فحقيق ان يتقى وان يطاع فلا يعصى نوع هذه الاية وقال اعلموا ان الله شديد العقاب وان الله غفور رحيم هذه الاية فيها فيها الرجاء وفيها الخوف وان المسلم ان يعبد الله بالخوف والرجاء اعلموا ان الله سيد العقاب خافوه واحذروه واتقوه سبحانه واحذروا نقمته وبطشه وان الله غفور رحيم فلا تقنطوا ولا تيأسوا بل يرجوه سبحانه وارجو مغفرته وفره فيجب على المؤمن بين الرجاء والخوف يسير المؤمن الى الله بين الرجاء والخوف كجناح الطائر يخاف ربه سبحانه وتعالى لكن هذا الخوف يصل الى حد من رحمة الله واليأس والتشاؤم واساءة الظن بالله لان معه الرجاء الذي يؤمن فيه مغفرة الله وفضله وفره ولا يسترسل في الرجاء فيأمن مكر الله ونقمته لان معه الخوف فالرجاء يمنع من الاسترسال فالرجاء هو الطمع في فضل الله ولكنه رجاء لا يسترسل فيه ففي المعاصي فيها من وكل الله لان لان الخوف يحجزه وكذلك الخوف يخشى عقب عقوبة الله وبأسه ونقمته ويخاف من ذنوبه لكن هذا الخوف لا يصلب الى حد القنوط واليأس والتشاؤم وسوء الظن بالله نبعه الرجاء هو يسير الى الله من الخوف والرجاء والله تعالى كثيرا ما يقرن مغفرته ورحمته بعقوبته وبطشه. ليجمع المؤمن من الخوف والرجاء ولهذا قال اعلموا ان الله شديد العقاب ان الله شديد العقاب وان الله غفور رحيم قال سبحانه نبئ عبادي هني على الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب الاليم وقال تعالى ان ربك سريع العقاب وانه لغفور رحيم ليجمع المؤمن بين الرجاء والخوف ما على الرسول الا بناء وفي هذا هذه الاية بيان مهمة النبي صلى الله عليه وسلم وانه التبليغ ما على الرسول البلاء ليس بيده قوة يجبر الناس هو لا لا يجبرهم في القتل وانما يدعوه وكذلك عليه الصلاة والسلام ليس بيده الهداية وانما الهداية بيد الله وانما بيده البلاغ والنصح والارشاد والتوجيه بيده ذات الدلالة والارشاد ويبلغ فمن قبل فإذا به يقبل لنفسه وما الرد فإنما يكون عليه ولهذا قال ما على الرسول الا البلاغة والله يعلم ما تبدون وما تكن فهو يعلم وتظهرونه ويعلم ما تخفونه عليهم باخلاصكم وصدقكم وعلموا باعمالكم الظاهرة والخفية لا يخفى عليه خافية واما الحساب والجزاء فهو على الله كما قال في الاية الاخرى انا الينا ايابهم ثم انا علينا حسابهم قال سبحانه ما على الرسول الا البلاغ هذه مهمته عليه السلام وعمل هتافه بيد الله والحساب والجزاء بيد الله والرسول بيده البلاغ والنصح والهداية والتوجيه عليه الصلاة والسلام ما على رسول الله فلا والله يعلم ما تبدون وما تكلفون فاحذروه واخشوه. واعلموا انكم ملاقوه. نعم. احسن الله اليك. قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو اعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا اولي الالباب لعلكم تفلحون يا ايها الذين امنوا لا تسألوا عن اشياء ان تبد لكم تسؤكم. وان تسألوا عنها حين ينزل القرآن لكم عفا الله عنها والله غفور حليم قد سألها قوم من قبلكم ثم اصبحوا بها كافرين. يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم اللهم صلي وسلم قل يا محمد لا يستوي الخبيث والطيب ولو اعجبك يا ايها الانسان كثرة الخبيث. يعني ان القليل الحلال النافع طير من الكثير الحرام الضار كما جاء في الحديث ما قل وكفى خير مما كثر والهى. فاتقوا الله يا اولي الالباب ايا ذوي العقول الصحيحة المستقيمة وتجنبوا الحرام ودعوه واقنعوا بالحلال واكتفوا به لعلكم تفلحون اي في الدنيا والاخرة عنوان هذه الاية الكريمة فيها بيان فضل الطيب وان كان قليلا وان الخبيث وان كان كثيرا فهو ضائع ومعذب به صاحبه ولهذا قال سبحانه قل لا يستر الخبيث هو الطيب لا يستويان هذا طيب مقبول وهذا خبيث مردود لا يستويان في الدنيا ولا في الاخرة ثواب الطيب ثواب عظيم وعقوبة الخبيث عقوبة شديدة قل لا استوي خبيزة ولو عجبك كثرة الخبيث ولو عجبك ايها الانسان كثرة الخبيث فحفظ كثير قد يعجب به الانسان بكثرة ولكن ليس العبرة بالكثرة العبرة بالحق والصدق ولهذا قال فاتقوا الله يا اولي الالباب. اتقوا الله يا اصحاب العقول ان تتناول المحرم وان تميلوا اليه لكثرته وارغبوا في في الطيب وان كان قليلا فان عاقبته حميدة قالت يا ايها الرسل كلوا من الطيبات بعضوا صالحا وكذلك خاطب الله المؤمنين بما خطب المسلم فقال يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم فاتقوا الله يا اولئك لعلكم تفلحون لعل مثل الترتيب والهي للتعليم والمعنى لكي تفلحوا فاتقوا الله يا اهل المال ومن يتقى الله هو من اهل الفلاح والفلاح هو الحصول على المطلوب والنجاة من المرهوب واعظم ما يطلبه المسلم هو رضا الله والتبادل والتمتع بذلك كرامته واعظم ما يرهبه المسلم غضب الله وسخطه والنار فالمؤمن فهؤلاء حصل لهم المطلوب فاتقوا الله يا اولي الباب الاستعباد الطيب وتناوله والبعد عن الخبيث يا اصحاب العقول الذي تفسدها عقولهم الى هذا السليبة لعلكم لاجل ان تفلحوا ان يتخذهم الله وتناولتم الطيب وابتعدتم عن الخبيث حصل لكم الفلاح وهذا جدير باهل العقول حث لاهل العقول السليمة التي تفسدهم عقولهم الى ذلك ان يتناولوا ويستعملوا الطيب وان كان قليلا ويترك الخبيث وان كان كثيرا لان عقولهم السليمة ترشدهم الى ذلك ولان الله اخبرهم بان هذا هو سبب الفلاح والنجاة من غضب الله وسخطه نعم