السياق فهذه الاية كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون قال بعض المفسرين لعلكم تتقون الله لان الصيام يحقق التقوى وقال بعضهم لعلكم تتقون العذاب والنار حذف المتعلق يفيد العموم النسبي الفعل ايها الاخوة الكرام له متعلقات الفعل وما في معناه له متعلقات كالمفعول به والزمان والمكان الذي يكون فيه الفعل فاذا ذكر المتعلق في الكلام فانه يفسر به واذا حذف المتعلق من الكلام فان ذلك يشعر بارادة التعميم يشعر بان المتكلم اراد ان يعمم المعنى فعلى سبيل المثال قوله جل وعلا فاتقوا النار فاتقوا النار الامر اتقوا ذكر متعلقه وهو النار. نسأل الله السلامة والعافية فاتقوا النار. فالمفسر اذا اراد ان يفسر هذه الاية كيف يفسرها يفسرها بحسب المتعلق المذكور فيقول فاتقوا النار. امر الله جل وعلا العبد ان يتقي النار بان يجعل بينه وبينها وقاية الى اخره. يعني اذا ما يذكر في هذا المقام وقد يفسر باللازم فيقول واتقاء النار يستلزم ان يترك الانسان الشبهات ويترك المحرمات هذا تفسير باللازم فاتقوا النار لكن لو حذف المتعلق من الكلام فحينئذ يصبح المعنى اعم كما في قوله سبحانه وتعالى في المثال يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون تتقون هذا الفعل المتعدي حذف متعلقه ولم يذكر من الاية. يعني لم يقل لعلكم تتقون الله او لعلكم تتقون النار او لعلكم تتقون العذاب. وانما حذف والقاعدة ان حذف المتعلق يشعر بارادة العموم. يفيد العموم النسبي وكلمة النسب معناها ان العموم هنا ليس عموم مطلقا يعني ما يقدر الواحد اي كلمة ولا اي معنى وانما هو عموم بحسب ما يناسب لان الصيام جنة يستجن بها العبد من النار ومن صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا ونحو هذا من النصوص الواردة في اثر الصيام في البعد عن النار واتقائها وقال بعضهم لعلكم تتقون المعاصي لان الصوم يكسر الشهوة والشهوة سبب من اسباب المعصية وقال بعضهم لعلكم تتقون المفطرات التي نهيتم عنها في حال الصيام والصحيح ان هذه المعاني كلها تدخل في الاية لان حذف المتعلق يفيد العموم النسبي فقوله لعلكم تتقون يعني لعلكم تتقون الله ولعلكم تتقون العذاب ولعلكم تتقون المعاصي كل هذا يدخل في عموم الاية لان القاعدة ان حذف يفيد العموم ومن ذلك لو ان رجلا قال والله لا اكل وهذا المثال الذي ذكره الفتوحي رحمه الله في شرح الكوكب. قال والله لا اكل والله لا اكل هذا يعم ماذا يعم كل اكل وكل مأكول والله لا اكل نقول هنا عموما العموم الاول عموم كلمة اكل لانه فعل جاء في سياق النفي وقد درسنا قبل قليل ان الفعل في سياق النفي يفيد العموم اذا والله لا اكل اكل فعل في سياق النفي يفيد العموم فيشمل كل صوره وافراد الاكل لا اكل بالملعقة ولا اكل باليد ولا اكل على اي هيئة كان الاكل ماشي ويشمل جميع افراد الاكل اين العموم الثاني العموم الثاني في حذف المتعلق والله لا اكل اكل ماذا؟ لم يذكر في الكلام وانما حذف وحذف المتعلق يفيد العموم فيشمل والله لا اكل اللحم والخبز والرز وغير ذلك مما يأكله الناس فلو اكل اي حاجة يكون حانثا في يمينه. فقوله لا اكل فيه عموم الاكل وفيه عموم المأكول عموم الاكل من الفعل الواقع في سياق النفي وعموم المأكول مستفاد من حذف المتعلق فهذا معنى القاعدة حذف متعلق يفيد العموم النسبي من امثلتها ايضا قول الله جل وعلا سبح اسم ربك الاعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى اين العموم في هذه الاية الذي خلق فسوى. خلق و فسوى وقدر فهدى هذه الافعال الاربع هذه الافعال الاربعة لم يذكر مفعولها لم يذكر متعلقها وانما حذف فدل على العموم الذي خلق عام يشمل كل شيء خلقه الله فسوى عام يشمل كل شيء سواه الله جل وعلا والذي قدر عام يشمل كل ما قدره الله والافهد عام في كل ما هدى الله اليه. هذه العبوات كلها استفدناها من قاعدة واحدة وهي قاعدة ان حذف المتعلق يفيد العموم النسبي