لما بين الله تعالى ان محبته لا تتم الا لا بمتابعة الرسل والانبياء جاءت الايات لتوضح علو درجات الرسل والانبياء وشرف مناصبهم فبدأ بادم وثنى بنوح ثم اتى ثالثا بال ابراهيم ثم اتى بال عمران هل في الوجود نعمة القرآن هو روضة تزداد في الوجدان هل في الوجود نعمة القرآن وروضة تزدان في الوجدان. وبآل عمران ازدهت ارواحنا وسمت بها لمراتب حسابني زهراء وحين نستظل بظلها بخلاصة التفسير للقرآن اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وال ابراهيم اعمران على نحن الان مع قصة نبي الله عيسى المسيحي عليه السلام. ومن هنا كانت البداية. كانت البداية ببيان من رب العالمين مينا الى العالمين باخبار عن الذين اصطفاهم الله تعالى من عباده. لصفاء نفوسهم سلوكهم من الشوائب. فاختار الله تعالى هذه البيوت على سائر بيوت اهل الارض. لحمل رسالته ليكونوا طلائع الموكب الايماني. فاصطفى الله تعالى ادم عليه السلام. لانه ابو وشر خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه واسجد له ملائكته. واصطفى نوحا عليه عليه السلام لانه اول رسول ارسله الله تعالى الى البشر. واصطفى ابراهيم عليه السلام لانه ابو الانبياء وخليل الرحمن. كما اصطفى اله وهم عشيرته واقرباؤه ومنهم اسماعيل واسحاق والانبياء من اولادهما. ومن بينهم نبينا محمد عليه الصلاة والسلام. وصف الله تعالى كذلك عمران واله. وعمران القانون هو العابد التقي صاحب صلاة بني اسرائيل في زمانه. من سلالة داود عليه السلام ومن ال عمران عيسى ابن مريم عليه السلام. خاتم انبياء بني اسرائيل بعضها من بعض والله سميع عليم. ادم ونوح وال ابراهيم وال عمران. هؤلاء الذين اصطفاهم الله هم ذرية يشبه بعضها بعضا في الدين والصلاح والتقوى. فهم خيار من خيار من خيار. وهم متصلوا النسب. ويتوارثون من بعض المكارم والفضائل. والله سميع لاقوال عباده عليم بافعالهم. ولهذا يختار منهم من يشاء ويصطفي من يشاء. ايها السادة ان القصص التي جاءت في سورة ال عمران عن السيدة مريم ومولد ابنها عيسى ودعاء زكريا ومولد النبي يحيى وبقية القصص جاءت ردا على وفد نصارى نجران. الذين وفدوا على النبي عليه الصلاة والسلام في المدينة واطلقوا بعض الشبهات وطلبوا الجواب عنها. فمما لا شك فيه ان للقصص طريقتها الخاصة في عرض الحقائق في صورة حية عميقة الايقاع. وهذا اوقع في النفس من مجرد عرض الحقائق عرظا تجريديا. اذ قالت امرأة عمران ربي اني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني انك انت السميع العليم. حنة بنت فاقود زوجة عمران العابد كانت من خيار العابدات. ذكر الطبري وغيره انها كانت اجلسوا ذات يوم تنظروا الى طائر يطعم فرخا له. فحن قلبها للامومة. فدعت ان يهب لها ولدا. وعندما احست بعلامات الحمل قالت لان نجاني الله تعالى ووضعت ما في بطني لاجعلنه محررا. محررة اي مخلصا متفرغا من شواغل الدنيا لخدمة البيت المقدس. والمحرر لا يعمل للدنيا بل يتفرغ لعمل اخرهم واطلاق المحرر على هذا المعنى اطلاق تشريف. بل هذا هو التحرر الحقيقي وما عداه عبودية. فالمحرر هو الذي حرر من اسر الدنيا وقيودها. الى حرية الله ومن هنا يبدو التوحيد هو الصورة المثلى للتحرر ولا تحرر للانسان وفي قلبه تعلق او تطلع او عبودية لغير الله. لا تحرر الانسان وفي حياته شريعة او عادات او شهوات لا ترضي الله. ومن لم يكن كذلك فهو عبد للدنيا والشهوة واسير للهوى والضرورة. وبئس هذا العبد. دعت امرأة عمران طن ان يتقبل الله منها نذرها. وخاتم دعاءها باسمين من اسماء الله تعالى السميع والعليم. لان الله تعالى سميع للدعاء وعليم بالحال لذا قد تأتي الاجابة على غير ما اريد بالدعاء. لان الله تعالى عليم بالاصلح الانفع لعباده. فلما وضعتها قالت اني وضعتها انثى والله اعلم بما وضعت. وليس الذكر كالانثى اه واني سميتها مريم واني اعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم كانت امرأة عمران تأمل ان يكون مولودها ذكرا. لكن لم يكن الامر كما توقعت لما تم الحمل وضعت ما في بطنها كانت المولودة انثى. لذا قالت متحسرة تراه رباني وضعتها انثى وسبب التحسر لان بني اسرائيل في ذلك الزمان كانوا لا ينظرون الا اولادهم الذكور لخدمة بيت المقدس. وليس الذكر كالانثى في الطاقة البدنية والقدرة على خدمة بيت المقدس الا ان الله اعلم بالشيء الذي وضعته امرأة عمران. وهذه الانثى ستكون كونوا افضل وشأنها سيكون اعظم وسيجعلها الله وبنها اية للعالمين. وقد مولودتها مريم. ومعناه في لغتهم العابدة والطائعة الخادمة لربها وقد اكدت امرأة عمران رضاها بما قدر الله تعالى لها. ولذلك انتقلت الى الدعاء لها. الدال على المحبة والرضا. فطلبت من الله ان يحمي ويحفظ ابنتها وولدها من شر الشيطان الرجيم. وهذا من قوة ايمانها بالله واعتمادها عليه ومن يتأمل في هذه المناجاة الخالدة يعرف الحال التي كانت عليها هذه السيدة العظيمة حالة الانس والود والمباشرة والقرب ويجد دعاء الخفيف في الكلمات والمناجاة اليسيرة في العبارات التي لا تكلف فيها ولا تعقيد. مناجاة فمن يستشعر انه يحدث ربا قريبا. ودودا سميعا عليم مجيبا فتقبلها ربها بقبول حسن وانبتها نباتا وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا اه قال يا مريم انى لك هذا؟ قال قالت هو من عند الله. ان الله ارزقوا من يشاء. بغير حساب فاستجاب الله تعالى دعاء امرأة عمران. وقبيل نذرها قبولا حسنا. فانشأ الله تعالى مريم تنشئة حسنة وتربية صالحة. وجعل زكريا كافلا لها وقائما على شؤونها وزكريا عليه السلام نبي من انبياء بني اسرائيل وكان زوج خالتها. حتى اذا بلغت مريم مبلغ النساء ان زوت في محرابها تتعبد الله. فكان كلما دخل زكريا عليها في اجرتها ومكان عبادتها وجد عندها طعاما وفاكهة. يقول مجاهد وجد عندها فاكهة في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف. فيتعجب من ذلك زكريا. اذ كيف يأتيها هذا الرزق وهي منقطعة لعبادة الله حابسة نفسها على طاعة الله. فسألها زكريا يا مريم من اين لك هذا؟ فاجابته مريم. هو من عند الله اه الذي يتفضل على من يشاء من عباده بالارزاق والعطايا مما لا حصر له ولا احصاء اللهم ارزقنا رزقا طيبا مباركا. واكفنا بحلالك عن حرامك. واغننا بفضلك عمن سواك روضة تزدان في الوجدان. وبأل عمران وازدهت ارواحنا وسمت بها لمراتي بالاحساء زهراء وحين نستظل بظلها بخلاصة التفسير للقرآن اه