الدرس الحادي والستون مقدمات بين يدي قصة نبي الله عيسى. نبذة عن انحراف بني اسرائيل بعد موسى نبذة عن الاناجيل المحرفة عقائد الناس في عيسى ولادة مريم وكفالة زكريا لها الحمد لله ملء السماوات وملء الارض وملء ما بينهما وملء ما شاء من شيء بعد والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله وصحابته اجمعين اما بعد بعد ان توفي نبي الله موسى صلوات الله وسلامه عليه خلفه من بعده نبي الله يوشع وعاشت بنو اسرائيل بعد ذلك فترة من الزمن زاد فيها انحرافها وذلك ان الانحراف كما تعلمون وقد مر بنا ذلك كان متأصلا فيهم بل ان موسى صلوات الله وسلامه عليه لم يسلم من اذاهم ولا ان يصحح كثيرا من الانحرافات التي وقعوا فيها. ومع هذا اصابه من اذاهم ما اصابه. حتى قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم رحم الله اخي موسى اوذي اكثر من هذا فصبر استمر الانحراف في هذه الامة امة بني اسرائيل زمن موسى وبعد موسى الى قبيل بعثة عيسى صلوات الله وسلامه عليه. وكان كبراؤهم ينقسمون الى خمسة اقسام. الصديقيون والفريسيون والرهبان والكتبة والكهنة. الصديقيون هؤلاء الذين كانوا بعكس اسمهم. هؤلاء كانوا منغمسين في اللذات والشهوات واما الفريسيون فهم الذين كانوا يظهرون الزهد وحقيقة الامر انهم كانوا يبتزون اموال الناس. ثم الرهبان وهم عباد منقطعون غالبهم ضلال لا يدرون كيف يعبدون الله تبارك وتعالى وكان منهم تنطع كثير في لله تبارك وتعالى كما قال جل وعلا ورهبانية ابتدعوها. والقسم الرابع هم الكتبة وهم الذين كانوا يكتبون التوراة ويكتبون الاحكام ولكنهم كانوا يطلبون بها الدنيا على حساب الدين. ثم الكهنة وهم الذين يحرضون ويأمرون الفقراء بان يقدموا النذور فيأكلوها هم. وهذا كله جاء في كلام الله تبارك وتعالى في قوله جل وعلا يا ايها الذين امنوا ان كثيرا من الاحبار والرهبان ليأكلون اموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله امنوا انك كثيرا من الاحبار والرهبان لا يأكلون اموال الناس الباطل لا يأكلون اموالا الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله. وقال جل فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات احلت لهم وبصدهم سبيل الله كثيرا واخذهم الربا وقد نهوا عنه واكلهم اموالا الناس بالباطل. واعتدنا كافرين منهم عذابا اليما. في هذا المجتمع المليء بالمعاصي المليء بالفسق في الفجور. بعث الله تبارك وتعالى نبي الله عيسى صلوات الله وسلامه عليه. عندما نريد ان نرجع الى حياة عيسى صلوات الله وسلامه عليه او على اوامره ونواهيه واحكامه وغير ذلك ونجد ان الكتاب الذي بعث به عيسى صلوات الله وسلامه هو الانجيل. فلنحاول ان نرجع الى الاناجيل الموجودة وان ننفض عنها الغبار المتراكم لمدة اكثر من الفي سنة. فعندما ننفض هذا الغبار عن هذه الاناجيل وليست انجيلا واحدا بل اناجيل تعدت السبعين انجيلا. اشهرها خمسة يؤمنون منها باربعة. لوقا ومرقص ويوحنا ويكفرون بالخامس وهو برنابا. عندما ننفض الغبار عن هذه الاناجيل فنتأذى كثيرا من ذلك الغبار الذي سيصيبنا. ثم بعد كذلك ننظر هل سنخرج بنتيجة بعد ان نجمع هذه الاناجيل وننفض عنها الغبار ونحاول ان نقرأ هذا وهذا وذاك والرابعة والخامس ثم نحاول ان نخرج بنتيجة من خلال هذه الاناجيل من هو عيسى؟ ماذا يريد عيسى؟ بماذا امر وعن ماذا نهى كيف كانت حياته ننظر بالاناجيل؟ فنجد اولا ان المدة كانت طويلة جدا اكثر من الفي سنة كما قلنا. ثم بعد ذلك نجد ان ان هذه الاناجيل جميعا لا توجد لها اسانيد يعتمد عليها. فانت عندما تريد ان تعتمد على كتاب ما لابد ان يكون هناك اسناد لهذا الكتاب. كيف وصل الينا لا توجد اسانيد لهذه الاناجيل بل فقدت الاسانيد بعد موت عيسى او بعد رفع عيسى صلوات الله وسلامه بخمسين سنة فقط. لا يجدون اسانيد لهذه ثم كذلك لا توجد اي مخطوطات لهذه الاناجيل المدعاة حيث ينظر فيها. كذلك نجد انه ليس انجيلا واحدا وانما انا وهذه الاناجيل بينها اختلافات واضطرابات وتضادات بحيث لا يمكن الجمع بينها والخروج بنتيجة صحيحة. ثم الاناجيل الموجودة عندما نقرأ المواضيع التي تطرحها لا نرى ابدا انها هي الانجيل الذي جاء به عيسى. فلا احكام ولا شيء وانما هي قصة قصة عيسى اذا كتبها غيره وليس هو الذي اتى بذلك الكتاب من الله تبارك وتعالى. الذي قال الله تبارك واتيناه الانجيل وهذا الانجيل الذي قال عيسى صلوات الله وسلامه عليه فيه ولاحل لكم بعض الذي حرم عليكم لا نجد شيئا من ذلك في هذه الاناجيل. وفي النهاية نقول ما تسوى تعبها. يعني هذا التعب الذي سنجده في نفض الغبار وجمع الكلمة والنظر في الاناجيل ما يسوى ما يخرج منها بعد ذلك. ويكفي ان تعلم انك اول ما تنظر في اي انجيل من هذه الاناجيل فانك تجد تفاهة عظيمة من تفاهاتهم تدل على طغيانهم وحبهم وكفرهم انهم عندما يذكرون عيسى يذكرون نسبه الى يوسف النجار. ويوسف النجار هو الذي اتهمت به مريم عليها سلام. فهؤلاء الخبثاء يصدقون اليهود في دعواهم ان عيسى ابن زنا والعياذ بالله. وانه من ظهر يوسف النجار. وليس هو كلمة الله القاها الى مريم. فينسبون عيسى الى يوسف. وهذا كما قلنا من خبثهم. ذكر عيسى ابن مريم في كتابه بالله تبارك وتعالى خمسا وثلاثين مرة. وذكرت امه مريم تسع مرات ولا مجال للفصل بينهما بل نذكرهما على انها قصة كن واحدا. اختلف الناس في عيسى على ثلاثة اقوال. قالت اليهود هو ابن زنا لعنهم الله. وقالت النصارى هو ابن الله لعنهم الله. وقال المسلمون هو عبد الله ورسوله رحمهم الله. هذه ثلاثة اقوال في عيسى صلوات الله وسلامه عليه. اما مريم ام عيسى فهي صديقة كما سماها الله تبارك وتعالى وامه صديقة. وهي قانتة كما قال الله تبارك وتعالى وكانت من القانطين. مريم من سلالة داوود. ونحن اذا اذا اردنا ان ننسب عيسى فننسبه الى امه كما نسبه الله تبارك وتعالى فقال عيسى ابن مريم. وهو ابن مريم ابن مريم من سلالة داود عليه السلام. تبدأ القصة عند لله تبارك وتعالى ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم اذ قالت امرأة عمران ربي اني نذرت لك ما في بطني محرما فتقبل مني انك انت السميع العليم. امرأة عمران عمران عابد من عباد بني اسرائيل. ورجل صالح من اولئك القوم. والمشهور ان امرأته ايضا صالحة واسمها حنة قالت اني نذرت لك ما في بطني محررا. تقول لربها سبحانه وتعالى اني نذرت لك ما في بطني محررا ولا تعلم ما قيل انها عندها بنت واحدة. وهذه البنت هي التي تزوجها زكريا. ثم بعد ذلك حملت فتوقعت ان يكون الحمل ذكرا ونذرت هذا الذكر لبيت المقدس ليكون خادما في بيت المقدس. يعني احد الرهبان الذين يعيشون في بيت المقدس ويخدمون الناس هناك او يخدمون الرب لان ان خدمة الرب يعني عبادته. المهم انها نذرت ما في بطنها محررا. محرر من الدنيا لان الدنيا تستعبد الانسان. واذا قال النبي صلى الله عليه تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة فالدنيا تستعبد الانسان هذا محرم اي محرم من كل قيود الدنيا وهو متفرغ العبادة ربه تبارك وتعالى. اني نذرت لك ما في بطني محررا. فتقبل مني. انك انت السميع العليم. لكن الذي وقع ان ولدت انثى. فلما وضعتها قالت الله اعلم بما وضعت وليس الذكر كالانثى. واني سميتها مريم اعيدها بك وذريتها من الشيطان الرجيم. وضعتها انثى اي النسمة او النفس التي ولدتها ام مريم وهي زوجة عمران. قالت ربي اني وضعتها انثى والله اعلم بما وضعت والله اعلم بما وضعت او والله اعلم بما وضعت. فعلى قراءة والله اعلم بما وضعت فتكون هذه جملة معترضة فكأنها تقول ربي اني وضعتها انثى واني سميتها مريم واني اعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم. فكان هذا الكلام الذي دخل بينه كلام الله سبحانه وتعالى فالله لما قالت اني وضعتها انثى فيجيبها الله يقول الله اعلم بما وضعت. الله يدري انها انثى او يكون من كلامها هي فتقول ربي اني وضعتها انثى والله اعلم بما وضعت. يعني الله اعلم بما وضعت. واني سميتها اي كما اني نذرت هذا المولود ليكون خادما للرب فكذلك طالما ان المولود صار انثى فكذلك تكون للرب لانها نذرت ما في بطنها. ومعنى مريم خادمة الرب. في لغتهم. قالت واني اعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم. اني سميتها مريم. متى سمتها؟ اول ما وضعتها فهذا دليل على ان الانسان يجوز له ان يسمي ولده اول ما يوضع. ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه انس بن مالك باخيه عبد الله اول ما وضعته امه جاء به النبي صلوات الله عليه وسلم فسماه عبد الله في نفس الوقت. وجاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الصبي او المولود يسمى يوم سابعه. فالامر فيه سعة ان يسمى في اول يوم يولد ويجوز ان يسمى في سابعه. قالت واني اعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم تقبلها ربها بقبولها اي استجاب الله دعاءها جل وعلا. يقول النبي صلى الله عليه وسلم ما من مولود الا والشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخا من مس الشيطان اياه الا مريم وابنها. وهذا الحديث اخرجه البخاري ومسلم. فمريم اذا لما استعاذت امها من الشيطان ان يمسها لم يمسها الشيطان. وكذلك استعاذت ان يمس ذريتها فلم يمس ذريتها وهو عيسى صلوات الله وسلامه عليه. يقول الله تبارك وتعالى فتقبلها ربها بقبول حسن وانبتها نبات حسنا وكفلها زكريا. كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا. قال يا مريم انا لك هذا؟ قالت هو من عند الله اه ان الله يرزق من يشاء بغير حساب. فتقبلها بقبول حسن وانبتها اي رباها وكفلها زكريا. زكريا خير بني اسرائيل في ذلك الوقت. نبي تكفل الله مريم زكريا. وفي قراءة اخرى وكفلها زكريا. اذا اما ان يكون الله واما ان يكون زكريا هو الذي كفله. على كل حال زكريا هو الذي اعتنى بها وكفلها زكريا. كيف استطاعت زكريا ان يأخذ مريم؟ المشهور ان عمران والد مريم مات وهي في بطن امها او بعد ان ولدتها مباشرة. ولذلك نجد ان امرأة عمران نذرت ما في بطنها دون الرجوع الى زوجها. وسمتها كذلك دون الرجوع جعل زوجها مع ان زوجها كان مصطفى كما قال الله ان الله اصطفى ادم ونوحا وال ابراهيم وال عمران فهو رجل صالح بل كان من عباد بني اسرائيل فكيف زوجته لا ترجع اليه في النذر ولا ترجع اليه في التسمية؟ قالوا ذلك انه كان قد توفي ومريم حمل في بطن امه او انه مات بعد الولادة مباشرة. يعني قريب من وقت الولادة. والظاهر انه مات وهي حمل في بطن امها. كيف كفلها زكريا؟ بعد ان مات ابوها ونذرتها امها لبيت المقدس تسابق العباد في بيت المقدس الى كفالتها وذلك لمكانة ابيها. ابوها كانت له مكانة عظيمة وكان من عبادهم وعلمائهم فلذلك تسابق الناس لخدمته كما قال الله تبارك وتعالى واما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة كان تحته كنز لهما وكان ابوهما صالحا. فالله يحفظ النسل بصلاح الاباء والامهات. فلصلاح الاب تسابق الناس الى كفالة ابنته مريم. فكان زكريا ممن طلبها مع الناس. فنازعوه اياها. فقالوا لا حتى تكون هناك قرعة. فعملوا قرعة كما قال الله تبارك وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وما كنت لديهم اذ يلقون اقلامهم ايهم يكفل مريم وما كنت لديهم اذ يختصمون. اذا صار هناك القاء او اقلام قرعة كيف كانت القرعة؟ قالوا كانت القرعة بان وضع كل واحد منهم قلمه ونادوا صبيا لم يبلغوا الحلم قالوا اختر قلما من هذه الاقلام والذي يخرج القلم الذي يحمل اسمه هو الذي يكفلها. فجاء الصبي ونزع القلم فاذا قلم زكريا. فنازعوه قالوا له قرعة العلم ما تحبه ماذا تريدون؟ قالوا نرمي اقلامنا في الماء ثم ماذا؟ قال القلم الذي يمشي بعكس التيار هو الذي يأخذه لان هذا اختيار هو الذي يأخذ المريض قال ما في مانع. فالقوا اقلامهم فكلها جرت مع التيار الا قلم ذكري. جرى بعكس ست ايام فقال اعطوني مريم. قالوا قرعة ثالثة. قال كما تشاءون. قالوا نرمي اقلامنا فالقلم الذي يمشي مع التيار هو الذي يأخذها ما في مشكلة. فالقوا اقلامهم فمشى قلمات وراء ومشت اقلامهم كلها بعكس التيار يقضي الله امرا كان مكروه والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم وكيف كان عاقبة ولنا للذين