الحديث السابع عن ابي هريرة رضي الله عنه وعن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول اذا اوى الى فراشه اللهم رب السماوات ورب الارض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى ومنزلة التوراة والانجيل والفرقان اعوذ بك اذا ما مضى هذا كان توسل الى الله اسمائه بربوبيته اعوذ بك من شر كل شيء انت اخذ بناصيته اعوذ بك من شر كل شيء انت اخذ بناصيته انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء وانت الظاهر فليس فوقك شيء. وانت الباطن فليس دونك شيء. اقض عنا الدين واغننا من الفقر. رواه مسلم وابو داود هذه احدى الادعية والاذكار التي تقال عند النوم وهو دعاء عظيم يحصل بالمسلم ان يحافظ عليه كل ليلة عندما يأوي الى فراشه وهو مشتمل على توسلات عظيمة الى الله تعالى بربوبيته لكل شيء للسماوات السبع وللارضين السبع والعرش العظيم وبانه انزل التوراة والانجيل والفرقان والوحي المبين فتوسل الى ربه بان يحفظه ويكلأه من جميع الشرور وهذا الحديث مشتمل على التوسل الى الله تعالى ببعض اسمائه العظيمة وافعاله انه يقضي الدين ويغني من الفقر ومن اللطائف في هذه التوسلات في هذا الدعاء ان النبي صلى الله عليه وسلم بدأوا بقوله اللهم رب السماوات ورب الارض ورب العرش العظيم اي خالقها ومالكها ومدبرها ومبدعها وموجدها من العدم وخص هذه المخلوقات بالذكر لعظمها وكبرها واتساعها ولكثرة ما فيها من اياته الدالة على قدرته وعظمته وبديع صنعه والا فجميع المخلوقات دالة على قدرته بعد ما قال اللهم رب السماوات ورب الارض ورب العرش العظيم. قال ربنا ورب كل شيء فهو تعميم بعد التخصيص ثم عقب بمظهر من مظاهر الربوبية والخلق فقال فارق الحب والنوى فالقة الحب والنوى يعني الذي يشق حبة الطعام ونوى التمر وغيرها لتخرج الاشجار والزروع فالله يفلق الحبة لتنبت فالنبات اما اشجار اصله النوى او زروع الاصل والحب كما ينبت من الارض ما يخرج من الارض اما ان يكون شجرا اصله نوى او زرع اصله حب والله هو الذي يفلق الحب والنوى فالق الحب والنوى ويكون الحب او النوى يهبسا وبقدرة الله يحيى وينبت فاذا سقي خرج منه الزرع بل يخرج من الحبة الصغيرة او النواة الصغيرة الشجرة العظيمة الشجرة العظيمة وفي ذلك اية باهرة من اياته سبحانه الدال على قدرته وقد قال الله تعالى في كتابه ان الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ذلكم الله فانى تؤفكون الذي فلق الحب والنواة عن سنبلة ونخلة رأى في كل منهما من اسرار وعجائب ما اودعه الله في خلقه يرى العجب العجاب عقب هذا يعني ذكر الربوبية اه المشاهد الدالة على قدرة الله عقب بقوله ومنزل التوراة والانجيل والفرقان اشارة الى انه الى انه سبحانه وتعالى لم يخلق فقط هذه الاشياء وهو ربها الا لاجل ان ينزل الكتاب فانه بدأ بربوبيته وفلق الحب والنوى واتبعه بذكر تنزيل التوراة والانجيل والفرقان فكأنه خلقها لينزل هذا حتى يحكم به في الارض فهو ربها وخالقها ومخرج ثمرها وزرعها لهذا الانسان الذي ينزل من اجله الوحي حتى يعمل به في هذه الارض المهيئة له وكذلك فانه سبحانه وتعالى خلق السماوات وانزل الوحي من هذه السماوات وعبرها الى الارض ليعمل بهذا الوحي في الارض وكذلك فيها اشارة الى انه لا يوحده بهذه الافعال من خلق السماوات والارض والربوبية الا صاحب علم بالوحي لا يوحد حق توحيده بها الا صاحب علم بالوحي ولا يستدل على ربوبيته وبديع صنعه وقدرته لا يكتمل هذا الا الوحي بالتأمل او الرجوع او معرفة الوحي فهناك اذا ارتباط بين رب السماوات والارض. وفالق الحب والنوى تنزيل الوحي فكأنه قال يا ما لك يا مدبر يا خالق يا هادي والتوسل الى الله بربوبيته وبخلقه السماوات والارض وانزال الكتب العظيمة المشتملة على هداية الناس وفلاحهم في الدنيا والاخرة هذا توسل عظيم صدره او او بدأ به قبل الاستعاذة فذكر رب السماوات والارض والعرش العظيم قال رب وفي الحب والنوى قال فالق وفي الكتب قال منزل رب وفالق ومنزل الحديث هذا وهذا فيه دلالة على ان كلام الله غير مخلوق يعني ما قال رب رب هذا رب القرآن. قال منزل التوراة والانجيل والفرقان وهذا فيه رد على من قال ان ان كلام الله مخلوق او ان وحي الله مخلوقا ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم الاستعاذة ومن اي شيء يستعيذ؟ فقال بعد كل هذه التوسلات وبعد كل هذه المقدمة وبعد التوطئة هذه السابقة قال اعوذ بك من شر كل شيء انت اخذ بناصيته اعوذ بك من شر كل شيء انت اخذ بناصيته طيب ما معنى اخذ بناصيته الاخذ بالناصية معناها القدرة التامة على التحكم بالشيء الاخذ بالناصية معناها السيطرة والهيمنة والناصية مقدمة الرأس فقدرة الله فوق كل قدرة وبطش الله فوق كل بطش وجميع المخلوقات داخلة تحت قهره وسلطانه فهو اخذ بناصيتها قادر عليها يتصرف فيها كيف يشاء وقد قال نبي الله هود لقومه اني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها ان ربي على صراط مستقيم فاذا يستعيذ بالله من شر كل المخلوقات. لان لانه ما من شيء الا الله اخذ بناصيته. ما من شيء الا الله اخذ بناصيته فجميع المخلوقات داخلة تحت قهره وسلطانه وهو اخذ بنواصيها قادر عليها يتصرف فيها كيف يشاء والسر في التعبير بقوله من كل شيء انت اخذ بناصيته ان من اخذ بناصية احد فقد قهره وقدر عليه غاية القدرة ثم اتبعه بثناءات على الله. يعني بعد هذه الاستعاذة ما انتهت الثناءات على الله قال انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء. وانت الظاهر فليس فوقك شيء. وانت الباطن فليس دونك شيء وهذه اربعة اسماء عظيمة من اسماء الله تعالى الاول والاخر والظاهر والباطن ففسر النبي صلى الله عليه وسلم كل اسم بمعناه العظيم. ونفى عنه ما يضاده الاول فليس قبلك شيء. اخر فليس بعدك شيء. الظاهر فليس فوقك شيء. فاذا كل اسم يفسره ينفي ما يضاده وهذه الاسماء تدل على تفرد الله عز وجل بالكمال المطلق في الاحاطة الزمانية الاول والاخر والاحاطة المكانية الظاهر والباطن الاحاطة الزمانية بالاول والاخر والاحاطة المكانية الظاهر والباطن فاولية الله تعالى قبل كل شيء وابديته وبقاؤه بعد كل شيء وعلوه على كل شيء وانه سبحانه لا شيء فوقه هو الباطن لا شيء دونه فلا يخفى عليه شيء مطلع على السرائر والضمائر اذا الاول هذا الاسم يوجب للعبد ان يلحظ فضل الله عليه في كل نعمة دينية ودنيوية لان لان الله هو المتفضل بها. الاخر يدل على ان الله سبحانه وتعالى هو الغاية والصمد الذي تصمد اليه المخلوقات وتقصده بتألهها وتعبدها ورغبتها ورغبتها طيب والظاهر يدل على عظمة صفاته وعلوه فوق جميع مخلوقاته والباطن يدل على اطلاعه على بواطن الامور والضمائر والسرائر لا تخفى عليه خافية فهو عز وجل فهو عز وجل عال على خلقه مع كمال قربه ودنوه من عبده فهو القريب في علوه العلي في دنوه سبحانه وهو اقرب الينا من كل شيء بعلمه عز وجل وهو معنا في كل حين ومكان وهو معكم اينما كنتم بعلمه سبحانه وتعالى هذي التوسلات في اخر هذا الدعاء فيها طلب امرين تقضي عنا الدين واغننا من الفقر الدين مرهق الدين ذل الدين وطأة ثقل الدين هم وغم والانسان المسلم يريد ان يتخلص من الحقوق ويعيدها الى اصحابها حتى تبرأ ذمته ولا تكون هذه الحقوق سببا لحبس له في قبره او عذاب له يوم الدين او نقص من حسناته لان هناك تقاضي يوم القيامة والناس لها حقوق لها ديون ياخذوها من حسناتهم ويحبس بها في قبره اذا كان مفرطا المسلم يريد ان يتخلص من الدين باي طريقة فيلجأ الى الله اقض عنا الدين ولاحظ ان الدين هذا قد يكون لله وقد يكون للعباد. قد يكون اشياء معنوية. قد يكون اشياء مادية اقض عنا الدين واغننا من الفقر الفقر الذي يحوج الانسان الى غيره واسوأ واسوأه واشد شيء فيه فقر القلب لان فقر القلب اذا حصل مهما كان عند الانسان من مال ما وافاه في عذاب بل لانه لا يقنع لا يقنع لا يقنع يعني الذي عنده قناعة وراتب يكفيه ولا يزيد يكفيه ولا يزيد احسن حالا بكثير في السعادة الدنيوية من صاحب اموال طائلة عنده فوائد عظيمة لكنه فقير القلب لانه هلع جشع لا يقنع ابدا فهو في عذاب نفسي مهما كان عنده يشعر انه ما عنده فلذلك الاول الذي عنده راتب يكفيه وقناعة احسن عيشا واسعد من رجل عنده فوائد الاموال وما في قناعة واغننا من الفقر والغنى ثلاثة اقسام الاول غنى النفس وهو المطلوب المرغوب المحبوب القسم الثاني الغنى بالله تعالى الغنى بالله عن خلقه القسم الثالث الغنى بالمال وقد سئل بعض العلماء ايهما اتم الغنى بالله ام الافتقار الى الله فقال الافتقار الى الله يوجب الغنى بالله. يؤدي اليه فاذا صح الافتقار الى الله كملت العناية فلا يقال ايهما اتم لانهما حالتان لا تتم احداهما الا بتمام الاخرى ومن صح افتقاره الى الله صح اغتناؤه به يعني انت اذا افتقرت الى الله اغتنيت به وما يمكن تغتني به حتى تفتقر اليه المسالك في شرح موطأ مالك لابن العربي والدين والفقر كلاهما هم عظيم يترتب عليهما مفاسد كثيرة الدين والفقر ممكن ينتج منها معاصي كبيرة يعني الكذب وخلاف المواعيد والعياذ بالله الفقر ممكن يوصل الى بيع الاعراض الوقوع في الفواحش وتلك المرأة لما احتاجت الى المال وراودها عن نفسها خرس يعني بالبداية سلمت لاجل المال ولكن قالت اتق الله قبل ان يفعل فعلته لما قعد ليفعل فعلته قالت اتق الله ولا تفض الخاتم الا بحقه لكن الشاهد انه المال الفقر اذا نزل ممكن يؤدي الى الوقوع في المحرمات خلص يعني اذا افتقر يبغى المال باي طريقة من حرام من رشوة من سرقة من بيع العرض سيبها ما له تاجر بالمخدرات اي شيء ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم استعاذ من الفقر ولجأ الى من بيده مقاليد السماوات والارض من هو اخذ بناصية كل شيء الفقر يشتت الذهن الفقر ممكن يجعل الانسان مع شدة الجوع يعاني من التخيلات ويضعف حتى عن لا طلب علم ولا تركيز بقراءة ولا تلاوة اذا صار في شدة فقر وجوع فربما يعني يحصل له انواع من من يعني يدخل عليه من انواع النقص والمعاناة الشيء الكثير لكن ما مناسبة الحديث للعنوان؟ عنوان موضوعنا الاصلي اعوذ بك من شر كل هاه دابة انت اخذ بناصيتها