زكريا عليه السلام نبي ملأ علما ودينا وتقوى من اخر انبياء بني اسرائيل كان مقيما في بيت المقدس وما حولها قال عنه النبي عليه الصلاة والسلام كان زكريا نجارا. وهذا من فضائله الصلاة والسلام فلم يقبل ان يكون عالة على قومه بل اتخذ النجارة مهنة له ليأكل من عمل يده هل في الوجود كنعمة القرآن هو روضة تزداد في الوجدان هل في الوجود نعمة القرآن وروضة تزدان في الوجدان. وبآل عمران اه ناس دهت ارواحنا وسمت بها لمراتي بالاحساء زهراء وحين نستظل بظلها بخلاصة التفسير للقرآن اعوذ بالله من الشيطان الرجيم هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك طيبة انك سميع الدعاء يقص الله تعالى على نبيه محمد عليه الصلاة والسلام ما كان من شأن زكريا عليه السلام. فقد كان زكريا كلما دخل الى السيدة مريم موضع عبادتها وجد عندها رزقا. وتقديم الله تعالى الرزق لمريم بدون سعي كان تهيئة لها لقبول ان يكون لها ولد بدون زواج. فقد جاءها رزق كثير دون زراعة لشجرة ولا جني لثمرة. عندما رأى زكريا عليه السلام اكرام الله تعالى لمريم بهذه الكرامة الخارقة. رغب هو ايضا في تكريم الله تعالى له بمعجزة خارقة فاثارت هذه المسألة في نفس زكريا نوازع شتى. وهنا ذكر زكريا نفسه في تلك اللحظة وفي ذات المكان لم يتأخر زكريا بل رفع يديه لمن بيده خزائن كل شيء وناداه. يا الله! ارزقني من عندك ولدا صالحا مباركا. انك يا رب مجيب لدعاء من ناداك. وكان شيخا كبيرا وامرأته عجوزا عاقرا. فما الذي كان من هذا الدعاء اشع المنيب. فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب ان الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ابيا من الصالحين. جاءت الاستجابة من الله لدعاء زكريا. تلك الاستجابة التي لم تتقيد بسن ولم تتقيد بمألوف البشر لانها تقع بمشيئة الله المطلقة. فنادت الملائكة زكريا. وهو في حال قيام للصلاة في مكان عبادته. ان الله يبشرك يا زكريا بولد اسمه يحيى لقد اتت البشارة واستجيبت الدعوة. وازال الله عقم امرأة زكريا معجزة خارقة. وحولها من امرأة عاقر الى زوج حامل. ان رزق مريم بالثمار في غير اوانها كان مقدمة لرزق زكريا بالولد في غير اوعانه ومن صفات المولود يحيى انه سيكون مصدقا بعيسى ومؤمنا بن سعادتهم. وانما قيل لعيسى كلمة الله لان الله تعالى اوجده بكلمة هي قوله كن كن فكان. خلق من غير اب. ومن صفات يحيى انه يكون سيدا على قومه في العلم والعبادة. ويكون حصورا يحصر ويحبس نفسه عن شهوات عفة وطهرا. ويكون نبيا صالحا في موكب الصالحين. وهذه بشارة ثانية بنبوته بعد البشارة بولادته. وهي اعلى من الاولى قال رب انا يكون لي غلام وقد بلغني الكبر عاقب. قال كذلك الله يفعل ما يشاء ذكر بعض المفسرين ان زكريا عليه السلام كان قد تجاوز المئة حين جاءته البشارة يحيى فكانت البشارة محل تعجب من زكريا نفسه وهل زكريا الا انسان على كل حال واشتاق ان يعرف من الله كيف تقع هذه الخارقة بالقياس الى مألوف البشر. قال يا رب كيف يأتيني الولد وقد ادركتني الشيخوخة وامرأتي عقيم لا تلد. وكل من السببين مانع من الولد تساءل زكريا وجاءه الجواب. جاءه في غاية البساطة واليسر يرد الامر الى نصابه ويرد الامر الى حقيقته التي لا عسر في فهمها ولا غرابة في كونها قال كذلك الله يفعل ما يشاء. فالله تعالى لا يعجزه شيء يفعل ما يشاء. بحكمته وعلمه قال ايتك الا تكلمن الناس ثلاثة ايام الا رمز واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والابكاء زكريا عليه السلام لشدة لهفته على تحقق البشرى. ولدهشة المفاجأة في نفسه طلب من الله تعالى علامة دالة على حمل امرأته. لتحصل له الطمأنينة اخبره الله تعالى بان العلامة ستكون انحباس لسانك عن كلام الناس. لمدة ثلاثة ايام الا بالاشارة والرمز. وامره الله تعالى بالاكثار من ذكر الله تعالى وتسبيحه في اخر النهار ولا قال اهل العلم منع زكريا عن كلام الخلق ولم يمنع عن ذكر الخالق وهذا ابلغ في الاعجاز. وعند هذا الفصل من قصة مولد يحيى يقف السياق القرآني ونؤمن ان هذا قد وقع فعلا لتبدأ بعد ذلك فصول قصة المسيح عليه سلام واعداد السيدة مريم لتلقى النفخة العلوية بالطهارة والقنوت والعبادة واذ قالت الملائكة يا مريم ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على العالم كما ارسل الله تعالى ملائكة الى زكريا عليه السلام ارسل الله تعالى كذلك ملائكة لا مريم لتخبرها باصطفائها. يا مريم ان الله اجتباك واختارك من بين نكافة النساء فخصك بالكرامات وطهرك من النقائص وفضلك على سائر العالمين في زمانك. مع الانتباه الى ان الاشارة الى الطهر هنا اشارة ذات معنى ومغزى. فاليهود لم يتورعوا عن اتهام مريم في عرضها. وزعم ام ان وراء حملها سر لا يشرف؟ قبحهم الله. بينما محمد عليه الصلاة والسلام الذي يكفر به النصارى ويقابلونه بالتكذيب والشبهات يحدثنا عن عظمة السيدة مريم عليها السلام تفضيلها على نساء العالمين. والنبي عليه الصلاة والسلام في معرض مناظرة مع النصارى نصارى نجران الذين يعتزون بمريم ويتخذون من تعظيمها مبررا لتكذيبهم بمحمد عليه الصلاة والسلام مبررا لعدم ايمانهم بالدين الجديد. فاي صدق هذا واي عظمة ابي واي دلالة على مصدر هذا الدين وصدق صاحبه الامين يا يا مقنوطي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين يا مريم ان هذا الاصطفاء والتطهير نعمة عظيمة من الله اه تستحق منك الشكر. يا مريم الزمي عبادة ربك. وانظمي في جملة المصلين فان ملازمة الطاعات والصلوات من شأنها ان تحفظ النعم. وان تزيد العبد من ربه قربا وحبا. ذلك من انبا الغيب نوحيه اليه وما كنت لديهم اذ يلقون اقلامهم ايهم يكفل مرأى اما وما كنت لديهم. وما كنت لديهم اذ ليختصمون انما تقدم ذكره من انباء واخبار من قصة امرأة عمران وابنتها مريم. ومن قصة زكريا وابنه يحيى. هي اخبار خفية غيبية فانت يا محمد لم تكن معاصرا لها. وانما جاءك الوحي بذلك. ليكون تعاهدا وبرهانا على صدق ما جئت به. ولم تكن يا محمد حاضرا حين اجتمع زكريا طاعة من احبار بني اسرائيل واقترعوا في شأن مريم وهي صغيرة. لينظروا ايهم يكفلوا واختصموا في امرها. فالقوا سهامهم للقرعة. كل واحد منهم يريد ان ينال شرف كفالته والاشراف عليها. لان مريم كانت بنت امامهم الكبير. ففاز سهم زكريا كل ذلك اخبر به النبي عليه الصلاة والسلام اهل الكتاب وهو حق لا يستطيعون تكذيبه فثبت انه رسول صادق. وان القرآن وحي من عند الله تعالى وجودك نعمة القرآن. هو روضة تزدان فين الوجداني وبال عمران ازدهت ارواحنا وسمت بهان مراتي بالاحسان ارواح نستظل بظلها بخلاصة التفسير ديري للقرآن