الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول المؤلف وفقه الله تعالى ونفع به في كتابه فقه الاسماء الحسنى اقسام اسماء الله من حيث المعاني ان من المفيد جدا في باب فقه الاسماء الحسنى معرفة اقسامها من حيث معانيها ومدلولاتها. وهي تنقسم بهذا الاعتبار الى عدة اقسام القسم الاول ما كان منها دالا على صفة ذاتية والصفة الذاتية هي الصفة التي لم يزل الرب ولا يزال متصفا بها فهي لا تنفك عن الذات ولا تعلق لها بالمشيئة فمن اسمائه سبحانه الحي وهو دال على ثبوت صفة الحياة العليم وهو دال على ثبوت صفة العلم والسميع وهو دال على ثبوت صفة السمع والبصير وهو دال على ثبوت صفة البصر والقوي وهو دال على ثبوت صفة القوة والعلي وهو دال على صفة ثبوت العلو والعزيز وهو دال على على ثبوت صفة العزة والقدير وهو دال على ثبوت صفة القدرة. وجميع هذه الصفات صفات ذاتية انها ملازمة للذات لا تنفك عنها وليس لها تعلق بالمشيئة القسم الثاني ما كان منها دالا على صفة فعلية الصفة الفعلية هي التي تتعلق بالمشيئة ان شاء فعلها وان شاء لم يفعلها ومن هذا القسم اسمه تبارك وتعالى الخالق وهو دال على ثبوت صفة الخلق والرزاق وهو دال على على ثبوت صفة الرزق والتواب وهو دال على ثبوت صفة التوبة والغفور وهو دال على صفة على ثبوت صفة المغفرة والرحيم هو دال على ثبوت صفة الرحمة والمحسن وهو دال على ثبوت صفة الاحسان والعفو وهو دال على ثبوت صفة العفو وجميع هذه الصفات صفات فعلية لكونها متعلقة بالمشيئة. قال تعالى يخلق الله ما يشاء. وقال تعالى والله يرزق من يشاء بغير حساب. وقال تعالى تأتي على ترتيب ما سبق ان هذه التي مرت كلها متعلقة بالمشيئة فعلى نفس الترتيب السابق تأتي هذه الايات نعم قال تعالى يخلق الله ما يشاء. وقال تعالى والله يرزق من يشاء بغير حساب. وقال تعالى ويتوب على من يشاء وقال تعالى يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء وكان الله غفورا رحيما. وقال تعالى يعذب من يشاء ويرحم من يشاء واليه تقلبون. وقال تعالى واحسن كما احسن الله اليك. وقال تعالى ولقد عفا الله عنهم ان الله غفور حليم القسم الثالث اسماء دالة على التنزيه والتقديس وتبرئة الرب سبحانه وتعالى عن النقائص والعيوب وعما لا يليق بجلاله وكمال وكماله وعظمته كاسمائه القدوس والسلام والسبوح فانها ترجع الى التنزيه والتقديس وتبرئة الرب عما لا يليق به. والى السلامة من النقائص والعيوب او ان يكون له ند من خلقه او نظير او مثيل. فهو المنزه سبحانه عن كل ما ينافي صفات الكمال والجلال والعظمة وهو المنزه عن الضد والند والكفؤ والمثال تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وهذا التنزيه هو من دلائل هذه الاسماء. فالقدوس يدل على التقديس وهو التنزيه. والسلام يدل على السلام من النقائص والعيوب والسبوح يدل على التسبيح وهو التنزيه. كما قال تعالى سبحان ربك رب العزة عما يصفون. وسلام على والحمد لله رب العالمين القسم الرابع الاسماء الدالة على جملة اوصاف عديدة لا على معنى مفرد. فان من اسمائه سبحانه ما يكون على عدة صفات ويكون ذلك الاسم متناولا لجميعها تناول الاسم الدال على الصفة الواحدة لها. ومن ذلكم اسماؤه تبارك وتعالى المجيد والحميد والعظيم والصمد والسيد. فان المجيد من من وصف بصفات متعددة من صفات الكمال ولفظه يدل على هذا فانه موضوع للسعة فانه موضوع للسعة والكثرة والزيادة. ومنه قولهم في كل الشجر نار. واستنجد المرخ والعفار. اي زاد اي زاد وكثر. فالمجيد يرجع الى عظمة اوصافه وكثرتها وسعتها. والى عظمة ملكه وسلطانه. والى الى تفرده بالكمال المطلق والجلال المطلق والجمال المطلق. فهو ليس دالا على معنى واحد وانما هو دال على عديدة والحميد اي الذي له جميع المحامد وهي جميع صفات الكمال فكل صفة من صفاته يحمد عليها والعظيم من له كمال العظمة في اسمائه وصفاته وافعاله المتصف بصفات كثيرة من صفات الكمال والجلال والصمد هو واسع الصفات عظيمها الذي هو واسع والصمد هو واسع الصفات عظيمها الذي كمل في علمه وحكمته وحلمه وقدرته وعزته وعظمته وجميع صفاته فهذه اقسام اربعة من المهم معرفتها ومعرفة ما يندرج تحت كل قسم منها من اسماء الله الحسنى ففي ذلك نفع وفائدة جليلة في باب فقه الاسماء الحسنى ومعرفة مدلولاتها. وما تقدم فيه ايضا دلالة على ان اسماء كلها نعوت ليس ليست اعلاما محضة لمجرد التعريف بل هي اسماء مشتقة دالة على معان هي صفات كمال قائمة به سبحانه توجب له المدح والثناء فمن اسمائه ما يدل على صفات ذاتية ومنها ما يدل على صفات فعلية ومنها ما يدل على صفات تقديس وتنزيه ومنها ما تدل على جملة اوصاف عديدة وليس فيها مطلقا اسم لا يدل على صفة. والله جل وعلا اثنى على نفسه باسمائه مدح بها قال تعالى الله لا اله الا هو له الاسماء الحسنى. وقال تعالى ولله الاسماء الحسنى ما كان من الاسماء جامدا غير دال على صفة لا مدح فيه ولا دلالة له على الثناء لا يدخل في اسماء الله لان اسماء والله كلها حسن لان اسماء الله كلها حسنى. اي بالغة في الحسن نهايته وكماله. وذلك وذلك لدلالتها على صفات الكمال ونعوت الجلال لله سبحانه وتعالى. وبهذا يتبين خطأ قول من عد الدهر اسما من اسماء الله الحسنى مستدلا على ذلك بالحديث القدسي يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر بيد الامر اقلب الليل والنهار متفق عليه اذا ليس فيه دلالة على ان الدهر من اسماء الله لان الدهر هو الزمان والله تعالى هو الذي يقلب الليل والنهار فمن سب الدهر وهو مسخر مقلب رجعت مسبته الى مسخره ومقلبه وهو الله تعالى. وقد بين الله ذلك بقوله بيد الامر اقلب الليل والنهار والدهر اسم جامد لا يتضمن معنى يلو لا يتضمن معنى يلحقه بالاسماء الحسنى لانه اسم للوقت والزمن واسماء الله كلها حسنى ليس فيها اسم جامد. نعم ونسأل الله عز وجل ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا ابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا اجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه