يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز الى من يراه من المسلمين تفسير معاني بعض الايات الكريمة من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز الى حضرة الاخ الكريم الدكتور ميم الف حاء سلمه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد فاشير الى كتابكم الذي جاء فيه نرجو من فضيلتكم توضيح معاني هذه الايات الكريمة التالية بسم الله الرحمن الرحيم وهو الله في السماوات وفي الارض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون والاية وسع كرسيه السماوات والارض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم والاية وهو الذي في السماء اله وفي الارض اله وهو الحكيم العليم والاية ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ان الله بكل شيء عليم وحديث الجارية الذي رواه مسلم حينما سألها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال اين الله قالت في السماء وقال لها من انا؟ قالت انت رسول الله قال الرسول صلى الله عليه وسلم اعتقها فانها مؤمنة نرجو توضيح معاني هذه الايات الكريمة وتوضيح معنى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم للجارية وافيدكم بان المعنى العام للايات الكريمة والحديث النبوي الشريف هو الدلالة على عظمة الله سبحانه وتعالى. وعلوه على خلقه والوهيته لجميع الخلائق كلها واحاطة علمه وشموله لكل شيء كبيرا كان او صغيرا. سرا او علنا وبيان قدرته على كل شيء ونفي العجز عنه سبحانه وتعالى واما المعنى الخاص لها فقوله تعالى وسع كرسيه السماوات والارض ففيها الدلالة على عظمة الكرسي وسعته كما يدل ذلك على عظمة خالقه سبحانه وكمال قدرته وقوله ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم اي لا يثقله ولا يكرثه حفظ السماوات والارض ومن فيهما ومن بينهما بل ذلك سهل عليه يسير لديه وهو القائم على كل نفس بما كسبت الرقيب على جميع الاشياء فلا يعزب عنه شيء ولا يغيب عنه شيء والاشياء كلها حقيرة بين يديه متواضعة ذليلة صغيرة بالنسبة اليه سبحانه محتاجة وفقيرة اليه وهو الغني الحميد الفعال لما يريد. الذي لا يسأل عما يفعل وهم يسألون وهو القاهر لكل شيء الحسيب على كل شيء الرقيب العلي العظيم لا اله غيره ولا رب سواه وقوله سبحانه وهو الله في السماوات وفي الارض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون ففيها الدلالة على ان المدعو هو الله في السماوات وفي الارض ويعبده ويوحده ويقر له بالالهية من في السماوات ومن في الارض ويسمونه الله ويدعونه رغبا ورهبا الا من كفر من الجن او الانس وفيها الدلالة على سعة علم الله سبحانه واطلاعه على عباده واحاطته بما يعملونه. سواء كان سرا او وجهرا فالسر والجهر عنده سواء سبحانه وتعالى فهو يحصي على العباد جميع اعمالهم خيرها وشرها وقوله سبحانه وهو الذي في السماء اله وفي الارض اله. وهو الحكيم العليم فمعناها انه سبحانه هو اله من في السماء. واله من في الارض. يعبده اهلهما. وكلهم خاضعون له واذلاء بين يديه الا من غلبت عليه الشقاوة فكفر بالله ولم يؤمن به. وهو الحكيم في شرعه وقدره. العليم بجميع اعمال عباده سبحانه وقوله سبحانه وتعالى الم تر ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم. ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة. ان الله بكل شيء عليم فمعناها انه مطلع سبحانه على جميع عباده اينما كانوا يسمع كلامهم وسرهم ونجواهم ورسله من الملائكة الكرام والكاتبين الحفظة. ايضا مع ذلك يكتبون ما يتناجون به مع علم الله به وسمعه له والمراد بالمعية المذكورة في هذه الاية عند اهل السنة والجماعة معية علمه سبحانه وتعالى فهو معهم بعلمه ولكن سمعه ايضا مع علمه محيط بهم وبصره نافذ فيهم فهو سبحانه وتعالى مطلع على خلقه لا يغيب عنه من امورهم شيء مع انه سبحانه فوق جميع الخلق قد استوى على عرشه استواء يليق بجلاله وعظمته ولا يشابه خلقه في شيء من صفاته كما قال عز وجل ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ثم ينبئهم يوم القيامة بجميع الاعمال التي عملوها في الدنيا لانه سبحانه بكل شيء عليم. وبكل شيء محيط عالم الغيب لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض ولا اصغر من ذلك ولا اكبر الا في في كتاب مبين اما حديث الجارية التي اراد سيدها اعتاقها كفارة لما حصل منه من ضربها فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم اين الله؟ قالت في السماء قال من انا قالت رسول الله قال اعتقها فانها مؤمنة فان فيه الدلالة على علو الله على خلقه. وان الاعتراف بذلك دليل على الايمان. هذا هو المعنى الموجز لما سألت تعنى والواجب على المسلم ان يسلك في هذه الايات وما في معناها من الاحاديث الصحيحة الدالة على اسماء الله وصفاته مسلك اهل السنة والجماعة وهو الايمان بها واعتقاد صحة ما دلت عليه واثباته لها سبحانه على وجه اللائق به من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل هذا هو المسلك الصحيح الذي سلكه السلف الصالح واتفقوا عليه كما يجب على المسلم الذي يريد السلامة لنفسه وتجنيبها الوقوع فيما يغضب الله العدول عن طريق اهل الضلالة الذين يأولون صفات الله او ينفونها عنه. سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا وسبق ان صدر من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء فتوى في اثبات العلو لله سبحانه. فنرفق لك نسخة منها لمزيد الفائدة كما نرفق لك نسخة من العقيدة الواسطية لشيخ الاسلام ابن تيمية وشرحها للشيخ محمد خليل الهراس وفيها بحث موسع في الموضوع الذي سألت عنه ونسأل الله ان يرزق الجميع العلم النافع والعمل به. وان يوفق الجميع لما يرضيه. انه سميع مجيب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته التوقيع الرئيس العام لادارة البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد المكتبة الصوتية لسماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله. اعداد مشروع كبار العلماء كويت اعزها الله بالتوحيد والسنة