بينما كانت مريم لربها تتعبد فتركع وتسجد وتصلي وتقنت. جاءتها الملائكة. انظروا الى مريم الرزق عليها يتجدد. انظروا الى مريم والملائكة عليها تتردد. انظروا الى مريم والبشارات عليها تتنزل الف بالوجود كنعمة القرآن. هو رؤوضة تزداد لو في الوجداني هل في الوجود نعمة القرآن وروضة تزدان في الوجدان وبآل عمران ازدهت ارواحنا وسمت بهانم مراتي بالاحسان زهراء وحنستظل بظل بخلاصة التفسير للقرآن اعوذ بالله من الشيطان الرجيم اذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشر ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والاخرة ومن المقربين كانت المادية مسيطرة على بني اسرائيل. فاراد الله تعالى ان يبعث اليهم رسولا في كل تصرفاته امر غيبي خارجة عن الماديات والاسباب. حمل بامر غيبي واعجاز بامر غيبي ورفع بامر غيبي. وكانت الحاجة ملحة لهذه النقلة العنيفة شدة ما كان عليه بنو اسرائيل من الانغماس في تلك الماديات. فبعث الله تعالى اليهم عيسى عليه السلام الذي ولد من ام فقط. الشأن العادي بالنسبة للخالق والعجيبة الكبرى بالنسبة لعرف الناس. ليخلع من قلوب بني اسرائيل التعلق بالاسباب. الى التعلق بمسبب الاسباب اسمعوا وهو الله سبحانه وتعالى. وكان لابد من تهيئة السيدة مريم. التي ستكون محلا لتلك الكرامة العظيمة. جاءت الملائكة الى مريم. وقالت يا مريم ان الله ايبشرك بمولود يكون خلقه من غير اب. وانما بكلمة من الله بان يقول له كن فيكون ولدا باذن الله. وهذا الولد اسمه عيسى ساعة ولقبه المسيح ونسبه ابن مريم. تنبيها على انها تلده بلا اب. وتضمنت البشارة كذلك صفته انه ذو وجاهة ومكانة عالية عند الله وعند الناس. في الدنيا وفي الاخرة. ومن المقربين اليه سبحانه وتعالى من الصالحين من معجزات هذا المولود انه سيكلم الناس في حال كونه رضيعا وعند تمام رجولته. يكلم الناس في هاتين الحالتين كلام الانبياء بعبارات تامة عامة موزونة موفقة. وهذا بلا شك غاية في الاعجاز. ومن اوصافه انه سيكون من اهل التقوى والصلاح ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء اذا قضى امرا انما يقول له كن فيكون بعد البشارات التي بشرت بها الملائكة مريم ماذا كان موقفها؟ لقد حكى القرآن ان موقفها كان يدل على تعجبها وشدة تأثرها فاتجهت الى ربها تناجيه متطلعة الى كشف هذا اللغز الذي يحير عقل الانسان حيث وقالت يا رب كيف يكون مني ولد وانا لم يجامعني بشر وهنا يحكي القرآن بان الله تعالى قد ازال عجبها واستنكارها. فاخبرها ان هذا الامر الخارق للعادة هو من فعل من بيده الامر فهو يخلق ما يشاء. واذا اراد شيئا فعله بلا حاجة الى سبب انما يقول للامر كن فيكون كما اراد سبحانه. ويعلمه الكتابة والتوراة ذكر الله تعالى ما سيمتن به على عبده ورسوله عيسى عليه السلام من المنن العظيمة. من تعليم الكتابة تبي الخط ومن ايتاءه الحكمة التي هي سداد في القول والفعل. ومن تعليمه التوراة التي انزلها الله تعالى على موسى عليه السلام. ومن انزال الانجيل عليه الذي هو تكملة واحياء لروح توراة لتنظيم حيات بني اسرائيل. قال ابن كثير وقد كان عيسى عليه السلام احفظوا التوراة والانجيل. ورسولا الى بني اسرائيل اني قد جئتكم بآية من ربكم اني اني اخلق لكم من الطير كهيئة الطير فانفخ فيه تكون طيرا باذن الله وابرئ الاكمه والابرص واحيي الموتى باذن الله وانبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم ان في ذلك لاية لكم ان كنتم مؤمنين ومن منن الله تعالى على عيسى عليه السلام ان الله تعالى سيبعثه رسولا الى بني اسرائيل ومحتجا على صدق رسالته بقوله يا بني اسرائيل اني قد جئتكم بعلامة تدل على صدق وهي ما ايدني الله تعالى به من المعجزات الباهرات. فالمعجزة الاولى اني اصور لكم من الطين مثل شكل الطير. فانفخ في هذا الشكل يصبح طيرا حيا باذن الله. والمعجزة الثانية اني اشفي الذي ولد اعمى فيبصر كما اشفي المصاب بالبرص فيعود جلده سليما. والمعجزة الثالثة اني احيي بعض الموتى. ليس بقدرتي وانما افعله باذن الله تعالى وارادته. وكرر عيسى عليه السلام لفظ باذن الله دفعا لتوهم الالوهية والمعجزة الرابعة اني اخبركم بالامور الغيبية من احوالكم التي لا تشكون فيها كان عيسى عليه السلام يخبر الشخص بما اكل وما ادخر في بيته. ثم قال لهم عيسى عليه السلام وفيما اتيتكم به من المعجزات التي لا يقدر عليها عموم البشر لعلامة ظاهرة تدل على صدق باني رسول من الله. ان كنتم ممن يؤمن باعياد الله ويصدق بالبراهين ومصدقا لما بين يدي من التوراة ولاحل لكم بعض الذي حرم عليكم وجئتكم بآية من ربكم فاتقوا الله طيعوا بعد ان اظهر المسيح عليه السلام المعجزات الباهرة امام بني اسرائيل اشار الى طبيعة رسالته. فاخبرهم انه جاء مؤيدا لرسالة موسى عليه السلام قال وجئتكم متفقا ومؤيدا لما جاء في التوراة. من العقائد والشرائع. الا اني ساحل لكم بعض ما حرم عليكم من قبل تيسيرا وتخفيفا عليكم. فقد حرم الله تعالى عليهم بعض الطيبات الابل والشحوم وبعض الاسماك والطيور بسبب ظلمهم وفجورهم. فاحلها لهم عيسى عليه السلام وبهذا نعلم ان شريعة عيسى عليه السلام جاءت متممة لشريعة موسى وناسخة لبعض احكامها ثم قال واتيتكم بعلامة تدل على صدق ما اقوله لكم. وهي ما ايدني الله تعالى به من المعجزات. ثم خوفهم فقال اتقوا الله يا بني اسرائيل طيعوني فيما ادعوكم اليه كن فاعبدوه. هذا صراط مستقيم. يختم المسيح كلامه بالدعوة الى التوحيد اذ ويقرر بان هذه المعجزات الباهرة لن تخرجه عن كونه عبدا لله مخلوقا له فيقول داعيا قومه الله هو الذي خلقني وخلقكم. وهو الذي رباني ورباكم. وما دام كذلك فهو وحده المستحق ان يطاع ويعبد. وما امرتكم به هو الصراط المستقيم الذي يوصلكم الى الله تعالى ورضوانه. وهذه التصريحات والخطابات في دعوة عيسى عليه السلام تكشف لنا حقيقة دين الله ومفهوم الدين في دعوة الرسل. وهي حقائق ذات قيمة واهمية خاصة حين ترد على لسان نبي الله عيسى بالذات. فهو الذي اثيرت الشبهات حول مولده ودعوته نشأت كلها بسبب الانحراف عن حقيقة دين الله. والان ساق الذهن الى سؤال مهم. هو ماذا كان موقف بني اسرائيل من دعوة المسيح بعد ان جاءهم بالبينات والهدايات القرآن هو روضة تزدان في الوجدان وبال عمران ازدهت ارواحنا وسمت بها لمراتي بالاحسان. زهراء نستظل بظلها بخلاصة التفسير للقرآن امين