المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي الله هو السميع العليم. اي قل لهم ايها الرسول اتعبدون من دون الله من المخلوقين الفقراء المحتاجين. من لا يملك لكم ضرا ولا نفعا. وتدعون من انفرد بالضر والنفع والعطاء والمنع. والله هو السميع بجميع الاصوات باختلاف اللغات على تفنن الحاجات. العليم بالظواهر والبواطن والغيب والشهادة. والامور الماضية والمستقبلة كامل تعالى الذي هذه اوصافه. هو الذي يستحق ان يفرد بجميع انواع العبادة. ويخلص له الدين قل يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا اهواء قوم قد ضلوا منكم يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم قل يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق. اي لا تتجاوزوا وتتعدوا الحق الى الباطل. وذلك كقولهم في المسيح ما تقدم حكايتهم عنهم وكغلوهم في بعض المشايخ اتباعا لاهواء قوم قد ضلوا من قبل. اي تقدم ضلالهم. واضلوا كثيرا من الناس بدعوتهم اياهم الى الدين الذي هم عليه. وضلوا عن سواء السبيل. اي قصد الطريق فجمعوا بين الضلال والاضلال. وهؤلاء هم ائمة الضلال الذين حذر الله عنهم وعن اتباع اهوائهم المرضية وارائهم المضلة. ثم قال تعالى ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون لعن الذين كفروا من بني اسرائيل اي طردوا وابعدوا عن رحمة الله على لسان داوود وعيسى ابن مريم. اي بشهادتهما واقرارهما بان الحجة قد قامت عليهم وعاندوها. ذلك الكفر واللعن بما عصوا وكانوا يعتدون. اي بعصيانهم لله وظلمهم صار سببا لكفرهم وبعدهم عن رحمة الله فان للذنوب والظلم عقوبات. ومن معاصيهم التي احلت بهم المثلات واوقعت بهم عقوبات انهم كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه اي كانوا يفعلون المنكر ولا ينهى بعضهم بعضا فيشترك ذلك المباشر وغيره الذي سكت عن النهي عن المنكر مع قدرته على ذلك. وذلك يدل على تهاونهم بامر الله. وان معصيته عليهم فلو كان لديهم تعظيم لربهم لغاروا لمحارمه. ولغضبوا لغضبه. وانما كان السكوت عن المنكر مع القدرة موجبا العقوبة لما فيه من المفاسد العظيمة. منها ان مجرد السكوت فعل معصية. وان لم يباشرها الساكت. فانه كما يجب اجتناب المعصية فانه يجب الانكار على من فعل المعصية. ومنها ما تقدم انه يدل على التهاون بالمعاصي. وقلة الاكتراث بها. ومنها ان ذلك يجرأ العصاة والفسقة على الاكثار من المعاصي اذا لم يردعوا عنها. فيزداد الشر وتعظم المصيبة الدينية والدنيوية يكون لهم الشوكة والظهور ثم بعد ذلك يضعف اهل الخير عن مقاومة اهل الشر. حتى لا يقدرون على ما كانوا يقدرون عليه اولا. ومنها ان في ترك الانكار للمنكر يندرس العلم ويكثر الجهل. فان المعصية مع تكررها وصدورها من كثير من الاشخاص. وعدم انكار اهل في الدين والعلم لها يظن انها ليست بمعصية. وربما ظن الجاهل انها عبادة مستحسنة. واي مفسدة اعظم من اعتقاد ما حرم الله حلال الا وانقلاب الحقائق على النفوس ورؤية الباطل حقا. ومنها ان السكوت على معصية العاصين ربما تزينت المعصية في صدور الناس واقتدى بعضهم ببعض. فالانسان مولع بالاقتداء باضرابه وبني جنسه. ومنها ومنها فلما كان السكوت عن الانكار بهذه المثابة نص الله تعالى ان بني اسرائيل الكفار منهم لعنهم بمعاصيهم واعتدائهم وخص من ذلك هذا المنكر العظيم. لبئس ما كانوا ويفعلون انفسهم ان سخط الله عليهم. ان سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا بالمحبة والموالاة والنصرة. لبئس ما قدمت لهم انفسهم هذه طاعة الكاسدة والصفقة الخاسرة. وهي سخط الله الذي يسخط لسخطه كل شيء. والخلود الدائم في العذاب العظيم. فقد ظلمتهم انفسهم حيث قدمت لهم هذا النزل غير الكريم. وقد ظلموا انفسهم اذ فوتوها النعيم المقيم ولكن كثيرا منهم فاسقون ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما انزل اليه ما اتخذوهم اولياء. فان الايمان بالله وبالنبي وما انزل اليه يوجب على العبد موالاة ربه وموالاة اوليائه ومعاداة من كفر به وعاداه. واوضع في معاصيه. فشرط ولاية الله والايمان به الا يتخذ اعداء الله اولياء. وهؤلاء لم يوجد منهم الشرط. فدل على انتفاء المشروط اي خارجون عن طاعة الله والايمان به وبالنبي ومن فسقهم موالاة اعداء الله