المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي الذين كنتم تزعمون. يخبر تعالى عن مآل اهل الشرك يوم القيامة. وانهم يسألون ويوبخون فيقال لهم اين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون؟ اي ان الله ليس له شريك وانما ذلك على وجه الزعم منهم والافتراء ثم لم تكن فتنتهم اي لم يكن جوابهم حين يفتنون ويختبرون بذلك السؤال. الا انكارهم لشركهم وحلفهم انهم ما كانوا مشركين انظر متعجبا منهم ومن احوالهم كيف كذبوا على انفسهم اي كذبوا كذبا عاد بالخسار على انفسهم. وضرهم والله غاية الضرر. وضل عنه هم ما كانوا يفترون من الشركاء الذين زعموهم مع الله. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. ومنهم من يستمع وجعلنا على قلوبهم اكنة اي يفقهوا وفي اذانهم اه وان يروا كل اية لا يؤمنوا بها حتى اذا جاءوك يجادلونك يقول اي ومن هؤلاء المشركين قوم يحملهم بعض الاوقات بعض الدواعي الى الاستماع لما تقول. ولكنه استماع خال من قصد الحق واتباعه. ولهذا لا ينتفعون بذلك الاستماع. لعدم ارادتهم للخير على قلوبهم اكنة اي اغطية واغشية لان لا يفقهوا كلام الله. فصان كلامه عن امثال هؤلاء وفي اذانهم جعلنا وقرا اي صمم فلا يستمعون ما ينفعهم. وان يروا كل اية لا يؤمنوا بها. وهذا غاية الظلم والعناد. ان الايات البينات الدالة على الحق لا ينقادون لها ولا يصدقون بها. بل يجادلون بالباطل الحق ليدحضوه. ولهذا قال حتى اذا جاءوك يقول الذين كفروا ان هذا الا اساطير الاولين. اي مأخوذ من صحف الاولين المستورة. التي ليست عن الله ولا عن رسله وهذا من كفرهم والا فكيف يكون هذا الكتاب الحاوي لانباء السابقين واللاحقين؟ والحقائق التي جاءت بها الانبياء والمرسلون. والحق والقسط والعدل التام من كل وجه اساطير الاولين اي وهم اي المشركون بالله المكذبون لرسوله يجمعون بين الضلال والاضلال ينهون الناس عن اتباع الحق ويحذرونهم منه. ويبعدون بانفسهم عنه ولن يضروا الله شيئا ولا عباده المؤمنين بفعلهم هذا لا شيء ان يهلكون الا انفسهم وما يشعرون بذلك يا ليتنا نرد ولا نكذب بايات ربنا ونكون من المؤمنين. يقول تعالى مخبرا عن حال المشركين يوم القيامة واحضارهم النار. ولو ترى اذ وقفوا على النار ليوبخوا ويقرعوا. لرأيت امرا هائلا وحالا مفظعا ولرأيتهم كيف اقروا على انفسهم بالكفر والفسوق؟ وتمنوا ان لو يردوا الى الدنيا. فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بايات ربنا ونكون من المؤمنين بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل. فانهم كانوا يخفون في انفسهم انهم كانوا كاذبين ويبدو في قلوبهم في كثير من الاوقات. ولكن الاغراض الفاسدة صدتهم عن ذلك. وصرفت قلوبهم عن الخير. وهم كذبة في هذه الامنية وانما قصدهم ان يدفعوا بها عن انفسهم العذاب. ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه. وانهم لكاذبون لا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين. وقالوا منكرين للبعث ان هي الا حياتنا الدنيا. اي حقيقة الحال والامر وما المقصود من ايجادنا الا الحياة الدنيا وحدها وما نحن بمبعوثين. ولو ترى ان اوقفوا اي ولو ترى الكافرين اذ وقفوا على ربهم لرأيت امرا عظيما وهولا جسيما قال لهم موبخا ومقرعا اليس هذا الذي ترون من العذاب بالحق؟ قالوا بلى وربنا فاقروا واعترفوا حيث لا ينفعهم ذلك قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون. قد خسر الذين كذبوا اه قد خاب وخسر وحرم الخير كله. من كذب بلقاء الله فاوجب له هذا التكذيب الاجتراء على المحرمات. واقتراف الموبقات حتى اذا جاء الساعة وهم على اقبح حال واسوأه فاظهروا غاية الندم. وقالوا يا حسرتنا على ما فرطنا فيها. ولكن هذا تحسر ذهب وهم يحملون اوزارهم على ظهورهم. الا ساء ما يزرون. فان وزرهم وزر يثقلهم. ولا يقدرون على التخلص منه. ولهذا فخلدوا في النار واستحقوا التأبيد في غضب الجبار هذه حقيقة الدنيا وحقيقة الاخرة. اما حقيقة الدنيا فانها لعب ولهو. لعب في الابدان ولهو في القلوب. فالقلوب لها والهة والنفوس لها عاشقة. والهموم فيها متعلقة والاشتغال بها كلعب الصبيان. واما الاخرة فانها خير للذين يتقون في ذاتها وصفاتها وبقائها ودوامها. وفيها ما تشتهيه الانفس وتلذ الاعين. من نعيم القلوب والارواح وكثرة في السرور والافراح ولكنها ليست لكل احد. وانما هي للمتقين الذين يفعلون اوامر الله ويتركون نواهيه وزواجره. افلا اعقلون اي افلا يكون لكم عقول بها تدركون؟ اي الدارين احق بالايثار