بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله. وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد فيقول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون امر الله تعالى عباده المؤمنين في هذه الاية الكريمة باربعة امور عليها صلاح الدين والدنيا والاخرة. الامر الاول يا ايها الذين امنوا اصبروا. اي اصبروا على اه كل ما يحتاج الى صبر. سواء كان ذلك فيما يتعلق بطاعة الله. او بترك محارم الله او بالصبر على اقدار الله المؤلمة. وذلك ان الصبر ثلاثة انواع. صبر على طاعة الله بان يلزم الانسان نفسه بطاعة الله. لان النفس قد يحصل منها جنوح وجموع عن الطاعة. فانت اذا الزمتها بطاعة الله عز وجل واذللتها لطاعة الله. هذا هو الصبر على طاعة الله. وثانيا الصبر عن معصية الله. وعن محارم الله فان النفس قد تميل الى المعصية والى مخالفة امر الله عز وجل. فاذا كبح الانسان جماحها ومنعها مما حرم الله فهذا صبر على فهذا صبر عن معصية الله. والنوع الثالث صبر على اقدار الله المؤلمة لان الله عز وجل يقدر لعباده ما يلائمهم وما وما لا يلائمهم. فوظيفة عندما يقدر لهم ما يلائمهم الشكر. ووظيفتهم فيما اذا قدر عليهم ما لا يلائمهم الصبر واحتساب الاجر عند الله عز وجل. فيصبر على اقدار الله المؤلمة. مما يقدر من فقر ومرض واه هم وغم وغير ذلك وهذه الانواع الثلاثة اعني انواع الصبر الثلاثة قد اجتمعت في الصيام. فان الصيام فيه صبر على طاعة الله لانك تلزم نفسك بالصوم وبه صبر عن معصية الله لانك تمنع نفسك من المفطرات من الاكل والشرب حتى ولو كنت خاليا فانك تخشى الله عز وجل وتمتنع من ذلك. وفيه صبر على اقدار الله المؤلمة. لان الانسان يصيبه شيء من الجوع وشيء من العطش ولا سيما في ايام الصيف ومع ذلك يصبر ويحتسب. واذا كان الصيام قد استكمل انواع الصبر الثلاثة فقد قال الله تعالى انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب. ثم قال عز وجل وصابروا والمصابرة ابلغ من الصبر. لان المصابرة تكون في مقابل الخصم والفرق بين الصبر والمصابرة ان الصبر حال الانسان مع نفسه. والمصابرة حال الانسان مع خصمه ومع عدوه. وهو ابلغ من الصبر. وصابروا ورابطوا. والمرابطة هي الثبات والدوام والاستمرار على الشيء. اي استمروا على طاعة الله عز وجل. سواء كان ذلك فيما يتعلق وبالصبر او فيما يتعلق بالمصابرة ففيه قوله ورابطوا امر بالثبات والاستمرار على طاعة الله تعالى ومن ومن المرابطة الرباط في سبيل الله. رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها ومن ذلك ايضا المرابطة على العبادة. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم اسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى الى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط. اسباغ الوضوء اي اتمامه مع على المكاره. يعني ان يسبغ الانسان الوضوء في حال شدة الحر. او في حال البرد مما يكون فيه كراهة كراهة بالنسبة له. وكثرة الخطى الى المساجد. يعني كثرة الذهاب والتردد الى بيوت الله عز وجل. وانتظار الصلاة بعد الصلاة بمعنى انهما ان يفرغ من صلاة حتى ينتظر التي بعدها. وهذا دليل على محبته وشوقه الى الصلاة. قال الرباط فذلكم الرباط يعني ان هذا هو حقيقة الرباط. فالرباط يكون فيما يتعلق بالجهاد في سبيل الله ويكون فيما يتعلق ايضا باسباغ الوضوء وغير ذلك من العبادة. قال واتقوا الله لعلكم تفلحون. وهذه اعني واتقوا الله يعني في صبركم وفي مصابرتكم وفي مرابطتكم. وتقوى الله عز وجل جماع كل خير وهي ان يتخذ العبد وقاية من عذاب الله بفعل اوامره واجتناب نواهيه. وهي وصية الله قال لعباده الاولين والاخرين. ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله. ومعنى ذلك اعني بمعنى تقوى الله الا يفقدك حيث امرك. والا يجدك حيث نهاك. امرك الله عز وجل باداء الصلاة مع الجماعة فلا يفقدك في المسجد ونهاك عن ارتكاب المحرمات فلا يجدك فيما نهاك عنه. فلا اتعصي الله عز وجل؟ قال واتقوا الله لعلكم تفلحون. اي لاجل ان تفلحوا والفلاح هو الفوز بالمطلوب والنجاة من المرهوب وهذا دليل على ان هذه الامور وتحقيقها سبب للفلاح. اسأل الله عز وجل ان يجعلنا واياكم من حزبه المفلحين ومن اوليائه. وان يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته. وان يهب لنا منه رحمة وان يغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الاحياء منهم والميتين انه جواد كريم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان الى يوم الدين