فالجواب انهم آآ لهم نوع ولاية من وجه وليس لهم ولاية من وجه فمن وجه كونهم عصاة ليس لهم ولاية. ومن وجه كونهم مسلمين فلهم الولاية. ولهذا قال الله عز وجل او استغاث بغير الله عز وجل قولا ولفظا او انه ركع لغير الله وسجد لغير الله فعلا او رجا ثواب الاخرة من غير الله قلبا او احب غير الله مثل الله ما صدق الله عبد ما صدق الله عبد الصمد ما صدق الله عبد الا صنع له الله اكبر وامثال هذا كثير نعم الصدق والاخلاص ان الانسان الذي يصدق مع الله الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى اثره الى يوم الدين وبعد نبدأ ان شاء الله تبارك وتعالى بهذا اليوم وان شاء الله تبارك وتعالى في ثلاثة اه مجالس اخرى غير اليوم برسالة التحفة العراقية بالاعمال القلبية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى هذه الرسالة سميت بالتحفة العراقية نظرا لانها ارسلت الى رجل من اهل العراق سميت بالاعمال القلبية لان جل الحديث في هذه الرسالة متعلق باعمال القلوب التي بعضها اصول في الايمان وبعضها واجبات في الايمان وبعضها كمالات في الايمان ولابد لمن رام الولاية من الله تبارك وتعالى ولمن اراد ان ينال درجة المحبين وان يصل الى مرتبة المتقين وان يكون من الابرار السابقين اشر من هؤلاء من وجهين الوجه الاول انهم يفعلون البدع وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا والامر الثاني انهم لما يفعلون البدع ينسبونها الى الدين وهذا اعظم الا ان اهل البدع ان يعرف هذه الاعمال حتى يحققها ويعرف كيفية تحقيقها والطرق الموصلة اليها فنبدأ باذن الله تبارك وتعالى اليوم في قراءة هذه الرسالة المباركة النافعة التي تلامس القلوب المؤمنة وباذن الله عز وجل تثمر لنا الثمرات الطيبة اليانعة فعلى بركة الله نبدأ والقراءة مع الشيخ حمود الغريفي. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. الله اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين يا رب العالمين. امين قال رحمه الله قال شيخ اسامة ابن تيمية رحمه الله تعالى فيه رسالته التحفة العراقية في الاعمال القلبية. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله نستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. ونشهد اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ونشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما اما بعد قوله نشهد بصيغة الجمع الروايات المحفوظة في خطبة الحاجة هي بصيغة الافراد واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما نشهد بصيغة الجمع فهي من حيث المعنى جائزة لكن من حيث الرواية غير واردة والله اعلم. نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى فهذه كلمات مختصرة في اعمال القلوب التي قد تسمى المقامات او الاحوال. وهي من اصول الايمان قواعد الدين مثل محبة الله ورسوله والتوكل على الله واخلاص واخلاص الدين واخلاص الدين له والشكر له والصبر على والصبر على حكمه والخوف منه منه والرجاء له وما يتبع ذلك اقتضى ذلك بعض من اوجب الله حقه من اهل الايمان واستكتبها وكل منا عجلا. فكل منا عجلان. يعني يريد ان يقول ان هذه الرسالة الكلمات المختصرة هي في اعمال القلوب التي قد تسمى المقامات عند بعض الناس يعني هذا عرف عند بعض الناس انهم يسمون اعمال القلوب بالمقامات وبعضهم يسميها بالاحوال والصواب ان نسميها بالاسماء الشرعية التي جاءت في كتاب الله تبارك وتعالى وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهي محبة الله ورسوله التوكل عليه اخلاص الدين واذا اردنا ان نجمع هذه الامور ماذا نسميها نسميها بالاعمال القلبية او الاعمال الباطنة او الاعمال الخفية وقوله اقتضى ذلك بعض من اوجب الله حقه من اهل الايمان يعني بيان لسبب تأليف هذه الرسالة واستكتبها اي طلب مني ان اكتب كلمات مختصرة في اعمال القلوب وقوله وكل منا عجلان يعني كل منا على عجلة من امره لعل العراقي كان يريد الرجوع والقفل ولعل شيخ الاسلام كان له ارتباط اخر نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى فاقول هذه الاعمال جميعها واجبة على جميع الخلق المأمورين باتفاق ائمة الدين الناس فيها على ثلاث درجات كما هم في اعمال الابدان على ثلاث درجات. ظالم لنفسه ومقتصد وسابق بالخيرات. فالظالم لنفسه العاصي بترك مأمور او فعل محظور. والمقتصد المؤدي للواجبات والتارك للمحرمات. والسابق بالخيرات المتقرب المتغرب ما يقدر عليه من واجب ومستحب. والتارك للمحرم والمكروه. وان كان كل من المقتصد والسابق قد تكون له ذنوب تمحى عنه واما بتوبة والله يحب التوابين ويحب المتطهرين. واما بحسنات ماحية واما بمصائب واما بمصائب مكفرة واما بغير ذلك. وكل من الصنفين المقتصدين والسابقين من اولياء الله. وان اولياء الله هم الذين ذكروا وفي كتابه بقوله الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا وكانوا يتقون فحد اول فحد اولياء الله فحد اولياء الله هم المؤمنون المتقون ولكن ذلك ينقسم الى عام عام وهم المقتصدون وخاصة هم السابقون وان كان السابقون على درجات كالانبياء والصديقين وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم القسمين في في الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه عن ابي ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم انه قال يقول الله تعالى من عاد لي وليا فقد بارزني بالمحاربة وما تقرب الي ابدي بمثل بمثل اداء اداء ما افترظت عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به. ويده التي يبطش بها ورجل ورجله التي يمشي بها فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذني لاعيذنه وما ترددت وما ترددت عن شيء انا ترددي عن قبض نفسي عن قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموتى ويكره مساءته ولابد له منه. يعني ان شيخ الاسلام رحمه الله يقول ان الناس في اعمال القلوب على ثلاث درجات كحالهم في الاعمال الظاهرة فهم على ثلاث درجات من حيث المسمى السابقون المقتصدون الظالمون ثم عرف السابقين وعرف المقتصد وعرف الظالمين لانفسهم وهنا انبه على امر قبل ان نستطرد في بيان كلام شيخ الاسلام وهو ان الاعمال القلبية كلها في الاصل اما اصل في الايمان واما واجب في الايمان فالاعمال القلبية كلها اما اصل في الايمان واما من واجبات الايمان يعني بمعنى ليس هناك عمل قلبي هو في نفسه مستحب اي نعم قد يكون العمل القلبي اصله من اصل الايمان وله واجب في الايمان وله كمال في الايمان ولنضرب مثال على هذا فمحبة الله عز وجل ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم من اصل الايمان وان يحب الانسان الرسول صلى الله عليه وسلم اكثر من نفسه وعياله فهذا من واجب الايمان وان يصل في هذا الحب بحيث انه لا يحب الا ما احب رسول الله ولا يبغض الا ما ابغض رسول الله فيصبح حبه تابعا لحبه فقد نال مرتبة الكمال في هذا الخلق القلبي هذا معنى ان الناس في اعمال القلوب على مراتب فان فقد الانسان مرتبة الكمال القلب في المحبة نزل من درجة السابقين الى المقتصدين وان فقد درجة الواجب نزل من المقتصدين الى الظالمين لانفسهم وهكذا في الاعمال الظاهرة. لكن الاعمال الظاهرة بعضها اصول في الايمان وبعضها واجبات في الايمان وبعضها من حيث نفسها كمالات في الايمان فاماطة الاذى عن الطريق مستحب مندوب من كمالات الايمان لا يصل الى درجة الوجوب لكن هناك من الاعمال الظاهرة ما هو من اصل الايمان كالسجود لله عز وجل وعدم السجود للاصنام وهناك من الاعمال ما هو من واجبات الايمان مثل آآ ان الانسان يؤدي الامانة يكف الانسان لسانه ويده عن اذى الناس وهكذا. فالناس بالاعمال القلبية على ثلاث مراتب بحالهم في الاعمال الظاهرة البدنية سابقون مقتصدون ظالمون لانفسهم بالنسبة للسابقين بالنسبة للسابقين والمقتصدين فلا ريب انهم اولياء الله اذا قيل من اولياء الله فلا يتبادر الى الذهن الا المتقون الا المقتصدون وهذا بلا خلاف بين اهل العلم اما الظالم لنفسه فهذه ننتبه الان ان ولاية الله عز وجل منقسمة الى قسمين. ولاية خاصة وهي الولاية المطلقة التي نالها اهل السبق واهل التقى واهل البر والاحسان وولاية عامة وهي التي نالها المقتصدون طيب والظالمون لانفسهم هل لهم شيء من الولاية او ليس لهم شيء من الولاية عن الذين لم يهاجروا فتركوا امرا واجبا من واجبات الايمان فخرجوا من درجة المقتصدين وصاروا الى الظالمين انفسهم قال فما لكم من ولايتهم من شيء فقطع عنهم الولاية من هذه الجهة لانهم تركوا الهجرة ولم يهاجروا. مع قدرتهم وامكانهم لكن مع كون الله عز وجل قد قطع عنهم الولاية من هذه الجهة امرنا بنصرتهم من جهة اخرى والنصرة نوع ولاية. فقالوا وان استنصروكم في الدين فعليكم النصر الا على قوم بينكم وبينهم ميثا فخلاصة الامر ان السابقين لهم الولاية الخاصة وان المقتصدين لهم الولاية العامة. وان الظالمين لهم نوع ولاية من جهة وليس لهم ولاية اية من جهة اخرى. نعم. احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى واما الظالم لنفسه من اهل الايمان فمعه من ولاية الله بقدر ايمانه وتقواه كما معه من ضد ذلك بقدر اجوره. اذ الشخص الواحد قد يجتمع فيه الحسنات المقتضية للثواب والسيئات المقتضية للعذق للعقاب تاء حتى يمكن ان يثاب ويعاقب وهذا قول جميع هذا قول جميع اصحاب رسوله وهذا قول جميع صح وهذا قول قول وجميع اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وائمة الاسلام واهل السنة والجماعة الذين يقولون انه لا يخلد بالنار من في قلبه مثقال ذرة من ايمان يعني الظالم لنفسه له ولاية من جهة وهذه الجهة هي جهة الايمان جهة الصالحة وليس لهم ولاية من جهة وهي جهة الفسق او الفجور او الظلم وهذه مسألة لابد ان ننتبه لها. فان قال قائل كيف يكون الشخص له ولاية من جهة وليس له ولاية من جهة كيف يحب من جهة ويبغض من جهة؟ فالجواب ان هذا متصور شرعا وعقلا. اما شرعا فقد ذكرنا الاية التي في اخر سورة الانفال عن الذين لم يهاجروا قال الله فما لكم من ولايتهم من شيء وان استنصروكم في الدين فعليكم النصر. فقطع الولاية العامة ثم جعل لهم النصر وهي ولاية من جهة اخرى واما من جهة العقل ان الشاعر العربي يقول الشيب كره وكره ان افارقه فاعجب لشيء على البغضاء محبوب فهذا امر واقعي ان الرجل المسن الذي بلغ الستين اذا نظر الى لحيته وقد شابت فهو يبغضها لانها خلاف الشباب والكهولة والقوة لكنه اذا نظر الى جهة ان بعد الشيب الفراق احبها فهي جهة من جهة مبغوظة ومن جهة محبوبة. اذا هذا امر ممكن الوقوع. فالانسان مثلا يحب فلانا من الناس لانه احسن اليه ويبغضه من جهة بذائة لسانه فهذا اذا متصور عقلا وشرعا واما آآ ان الظالمين لانفسهم لا يخلد في النار فهذه باتفاق اهل السنة والجماعة. وما داموا لا يخلدون في النار اذا لهم ولاية الاسلام نعم احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى واما قائلون بالتخليد من الخوارج والمعتزلة القائلون بانه لا يخرج من النار من دخل من اهل القبلة. وانه لا شفاعة رسول ولا غيرهما في اهل الكبائر لا قبل دخول النار ولا بعدها فعندهم لا يجتمع في الشخص الواحد ثواب وعقاب وحسنات وسيئات بل من اثيب له بل من اثيب لم يعاقب ومن عوقب لم لم يتب لم لم يكتب احصائي نعم ومن عوقب لم يثب ودلائل هذا الاصل من الكتاب والسنة قول الخوارج والمعتزلة قول محدث انما حدث بعد اه اجماع السلف من الصحابة والتابعين وتابعي التابعي وانما نشأ ونشأ هذا القول بعد ذلك فانهم زعموا ان من دخل النار لم يخرج منها بل وزعموا ان من استحق النار لابد ان يدخلها ولا يخرج منها وبناء على ذلك انكروه الايات والاحاديث الدالة على رجاء الموحدين ولايات الاحاديث الدالة على التفريق بين من اسلم واظهر القياد وبين من جحد واظهر العناد لكن هؤلاء الخوارج والمعتزلة لم يفرقوا بين المقر بالتوحيد وبين الجاحد للتوحيد وجعلوا مربط الامر الى جهة الطاعة نفسها وهذا غلط عظيم فان الطاعة ليست هي الفارق بين المسلم والكافر وانما الفارقة بين المسلم والمشرك هو التوحيد الفارقة بين المسلم والكافر هو الايمان واما الاعمال فهي اما من اصول الايمان واما من واجبات الايمان واما من كمالات الايمان اذا لو ترك بعض الاعمال المستحبة فكيف يجعل مثل الكافر لو ترك بعظ الاعمال الواجبة كيف يجعل مثل الكافر المشرك اي نعم اذا ترك الاعمال التي هي اصل في الايمان فسجد لغير الله عز وجل وطاف بغير بيت الله تبارك وتعالى متقربا الى المقبور ونحو ذلك فهم بربهم يعدلون فكيف نجعل المسلمين كالمجرمين افنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون نعم قال رحمه الله تعالى ودلائل هذا الاصل من الكتاب والسنة واجماع سلف الامة كثيرا كثيرة وليس هذا موضعه قد بسطناه في في مواضعه هذا الاصل يشير الى ان اهل الاسلام منقسمون الى ثلاثة اقسام اهل سبق واهل اقتصاد واهل ظلم لنفسه ولا احد من اهل الاسلام يخلد في النار. هذا هو الاصل الذي عناه المصنف رحمه الله. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى وين بني عليه امور كثيرة. ولهذا من كان معه ايمان حقيقي فلابد ان يكون معه من هذه الاعمال بقدر ايمانه وان كان له ذنوب كما روى البخاري في صحيحه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان رجلا كان يدعى حمارا وكان يضحك يضحك النبي حمارا يعني يلقى وكان سبب تلقيبه بالحمار انه كان عظيم الحمل يحمل المتاع الكثير ولذلك لقبوه بحمار وقيل انما لقب بالحمار لانه كان يضحك القوم نعم. احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى كما روى البخاري في صحيحه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان رجل كان يدعو حمارا وكان يضحك النبي صلى الله عليه وسلم وكان يشرب الخمر وجلده النبي صلى الله عليه وسلم فاوتي به مرة فقال رجل لعنه الله ما اكثر ما يؤتى به الى ما ما اكثر ما يؤتى به الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تلعنه فانه يحب الله ورسوله. فهذا يبين ان المذنب بالشرب وغيره قد يكون محبا لله ولرسوله. وحب الله ورسوله اوثقه هنا حديث اه اه عبد الله هذا الذي كان يشرب الخمر يستفاد منه ان من كان عنده اصل العمل اصل اعمال الايمان فان واجبات الايمان اذا لم تكن عنده فان هذا لا يعني ذهاب اصل الايمان وفي هذا الحديث من الفوائد ان الاعمال التي هي اصول في الايمان اقوى واعظم غلبة اعظم اثرا في اعظم اثرا على الاعمال التي هي من واجبات الايمان. نعم. احسن الله اليك. قال قال رحمه الله تعالى وحب الله ورسوله اوثق عرى الايمان كما ان العابد الزاهد قد يكون لما في قلبه من بدعة ونفاق مسخوطا من ذلك الوجه عند الله ورسوله كما استفاض وفي الصحاح وغيرها من حديث علي بن ابي طالب وابي سعيد الخدري وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه ذكر خوارجه فقال يحقر احدكم صلاته مع وصيامه مع صيامهم وقراءته من قراءتهم يقرأون القرآن لا يجاز حناجرهم يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية اينما لقيتوهم اينما لقيتموهم فاقتلوهم. فان في قتلهم اجرا عند الله لمن قتلهم يوم القيامة. لان ادركتهم لاقتلنهم قتل عاد وهؤلاء قاتلهم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع امير المؤمنين علي بن ابي طالب بامر النبي صلى الله عليه وسلم وقال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح تمرق مارقة على حينها فرقة من المسلمين يقتلهم ادنى الطائفتين الى الحق. ولهذا قال ائمة المسلمين كالسفيان الثوري وغيره ان البدعة حبوا الى ابليس من معصية لان البدعة لا يتاب منها والمعصية يتاب منها. ومعنى قولهم ان البدعة لا يتاب منها ان المبتدع الذي يتخذ الذي يتخذ لم الذي اتخذ دينه ولم يشرعه الله ورسوله وقد لم يشرعه الله لم يشرعه الله ورسوله قد زين له سوء عمله فرأه حسنا. فهو لا يتوب ما دام يراه حسنا. لان اول توبة العلم بان فعله سيء ليتوب منه او انه ترك حسنا مأمورا به امر به امر امر يجاب او امر ايجاب احسن الله اليك خط مطبعه فانه ترك حسنا مأمورا به امر ايجاب او امر السحر باب ليتوب فافعله. نعم. فما دام يرى فعله حسنا وهو سيء في نفس الامر فانه لا يتوب ولكن التوبة منه ممكنة واقعة بان يهديه الله حتى يتبين له الحق كما هدى سبحانه وتعالى من هدى من الكفار والمنافقين طوائف من اهل البدع والضلال وهذا وهذا يكون بان يتبع من الحق ما علمه فمن من عمل فمن عمل بما علم اورثه الله علم ما لم يعلم. كما قال تعالى والذين اهتدوا زادوا مودا واتاهم تقواهم. وقال تعالى ولو انهم فعلوا ما ابو نبي لكان خيرا لهم اشد تثبيتا. واذا لا اتيناهم من لدنا اجرا عظيما. ولاهديناهم صراطا مستقيما وقال تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم. والله غفور رحيم. وقال قال تعالى الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور. وقال تعالى قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين. يهدي به الله من اتبع رضوانه السلام ويخرجه من الظلمات الى النور باذنه ويهديهم الى صراط مستقيم. والشواهد هذا كثيرة بالكتاب والسنة. يعني مراد الشيخ الاسلام والله ان العابد الزاهد اه قد يكون لما في قلبه من بدعة ونفاق مسخوطا من وجه مع كونه عابدا زاهدا لكن لكونه متلبسا بالبدعة فيكون مسخوطا عند الله عز وجل ومحبوبا لعبادته وزهادته فاذا هو حب يحب من وجه ويبغض من وجه وهنا لابد ان ننتبه ان اهل المعاصي اهل المعاصي اخف شرا من اهل البدع لا نقول احسن حالا لكن نقول اخف الشرع لماذا لسببين الاول انهم يفعلون المعاصي وهم يعلمون انهم عصاة. ومقرون بتقصيرهم الثاني انهم يودون لو يتخلصون من هذه الذنوب فمن هذين الوجهين هم اخف شرا من اهل البدع واهل البدع العباد منهم والزهاد خير من اهل الفسق والفجور من وجه وهو وجه كونهم لا يحبون الظلم ولا يحبون الفسوق ونحو ذلك ولذلك الذي اشتهر عن السلف ان اصحاب البدع شر من اصحاب المعاصي وان البدعة بريد الكفر والشرك ولذلك ابليس اجتهاده الاول ان يوقع الناس في الكفر والشرك والنفاق فاذا لم يقدر فاجتهاده الثاني ان يوقعهم في البدع فاذا لم يقدر فاجتهاده الثاني الثالث انه يريد ان يوقعهم في الكبائر وكلام شيخ الاسلام رحمه الله تعالى بين في ان السلف لما قالوا ان اه انه ليس للمبتدع توبة وجاء مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم حسنه بعض اهل العلم ان الله سبحانه وتعالى حجر التوبة على صاحب بدعة ومعنى حجر يعني منع قد يقول قائل يقبل من الكافر والمشرك فلماذا لا يقبل من المبتدئ الجواب ان القبول من الكافر اذا اسلم والقبول من المشرك اذا اسلم واما المبتدع فكيف يقبل الله منه وهو على بدعته؟ نعم يقبل الله منه بشرط ان يتبرأ من توبته من معاصيه وبدعته ولهذا احسن وجه في هذا الحديث ان الله حجر التوبة على صاحب بدعة اي انه اذا فعل معصية ظاهرة واراد ان يتوب منها لا يتوب الله عليه. لكونه مقيما على البدع هذا وجهه والله تعالى اعلم. نعم احسن لايك. قال رحمه الله تعالى وكذلك من اعرض عن اتباع الحق الذي يعلمه تبعا لهواه فان ذلك يريث الجهل والضلالة حتى يعمي قلبه عن الحق الواضح. كما قال تعالى فلما زاغوا وزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين قوله تعالى في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا. وقال تعالى واقسموا بالله جهد ايمان املئ جائت لئن جاءتهم اية ليوم بها قل انما الايات عند الله وما يشعركم انها اذا جاءت لا يؤمنون. ونقلب افئدتهم وبصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة. وانا دارهم في طغيان معمهون وهذا استفهام نفي وانكار. اي وما يدريكم انها اذا جاءت لا يؤمنون وانا لنقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا كما لم يؤمنوا به اول مرة على قراءة من من قرأ انها بالكسر. تكون جزما بانها اذا جاءت لا يؤمنون ونقلب وافدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة ونذرهم في طغيان معمهون. ولهذا قال من قال من السلف كسعيد ابن جبير وغيره ان من ان من ثواب الحسنة الحسنة الحسنة ان من ثواب الحسنة الحسنة بعدها وان من عقوبة السيئة ان من عقوبة السيئة السيئة بعدها شيخ الاسلام والله انطلق بالحديث عن اعمال القلوب الى فبدأ بامر عظيم وهو ان القلب اذا كان مريدا للخير ساعيا اليه فانه يجد العون من الله عز وجل واذا كان القلب سيء النية وكان القلب تابعا لهواه فانه لا يعان على الخير ولهذا قال في الصنف الاول والذين اهتدوا زادهم هدى وقال في الصنف الثاني فلما جاءوا ازاغ الله قلوبهم اذا من اراد ان يحصل الاعمال الزاكية المنقية للقلب فعليه اولا بايجاد حسن النية ثم بعد ذلك السعي وراء الاعمال فان حسن النية مبدأ كل خير وان سوء النية مبدأ كل شر الامر الثاني الا يتبع الهوى وان لا يكون تابعا لهواه فان ذلك شر كله نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى وقد ثبت في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم انه قال عليكم الصدق عليكم بالصدق ان الصدق يهدي الى البر وان البر يهدي الى الجنة ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا واياكم والكذب فان الكذب يهدي الى الفجور وان الفجور يهدي الى النار ولا يزال رجلك يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا. فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان الصدق اصل اصل يستلزم البر وان الكذب يستلزم الفجور. وقد قال تعالى ان الابرار لفي نعيم وان الفجار لفي جحيم لهذا كان بعض المشايخ اذا امر بعض متبعيه بالتوبة متبعيه متبعيه بالتوبة واحب الا ينفره ويتعب ويتعب قلبه امره بالصدق. ولهذا يكثر في كلام مشايخ مشائخ الدين وائمته ذكر الصدق والاخلاص حتى يقولوا قل لمن لا يصدق قل لمن لا يصدق لا يصدق لا يتبعنا. نعم. ويقول الصدق سيف الله في الارض. وما وظع وما وظع على شيء الا قطعه. ويقول يوسف بالاسباط وغيره يجد ما لا يجده الكذاب والصادق مع الله هو الذي يعزم قلبه على اتباع الخير يعزم نفسه على قول الحق يعزموا في عمله ان لا يفعل الا الصدق الا الخير ومبدأ كل الاعمال الخيرة الصدق والاخلاص نعم احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى والصدق والاخلاص هما في الحقيقة تحقيق الايمان والاسلام. فان المظهر للاسلام ينقسمون لمؤمن وينافق. والفارق بين المؤمنين المنافق هو الصدق فاساس النفاق الذي ينبني عليه الذي ينبني عليه هو الكذب. ولهذا اذا ذكر الله حقيقة الايمان ذكر الله احسنت ذكر الله. ولهذا اذا ذكر الله حقيقة الايمان نعته بالصدق كما في قوله قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولم مما يدخل الايمان في قلوبكم وان تطيعوا الله ورسوله ولا يلتكم من اعمالكم شيئا ان الله غفور رحيم انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا باموالهم انفسهم في سبيل الله اولئك هم اولئك هم الصادقون بقول اولئك هم الصادقون لانهم بعد الاقرار بالايمان اتوا بالاعمال التي تنبئ عن الايمان. تنبئ عن الاقرار وتدل عليه وهذه الاعمال بعضها من اصول الايمان وبعضها من واجبات الايمان نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى وقال تعالى للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم واموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله اولئك هم اولئك هم الصادقون. فاخبر ان الصادقين في دعوى الايمان هم المؤمنون الذين لم لم يتعقب ايمان ريبة وجاهدوا في سبيله اموالهم انفسهم وذلك ان هذا هو العهد المأخوذ على الاولين والاخرين كما قال تعالى واذا اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمتي ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنون به ولتنصرنه. قال يا قررت ما اخذتم على ذلك مصري. قالوا وقرن. قال فاشهدوا انا معكم من الشاهدين قال ابن عباس ما بعث الله نبيا الا اخذ عليه الميثاق لئن بعثوا محمد صلى وهم صلى الله عليه وسلم وهم احياء لا يؤمنون به ولا ترونه وامره ان يأخذ الميثاق على امته ليؤذون به ولينصرنه. وقال تعالى لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معه الكتاب والميزان يقوم الناس بالقسط وانزلنا الحديد وانزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله ينصره ورسوله بالغيب ان الله قوي عزيز فذكر سبحانه انه انزل الكتاب والميزان وانه انزل الحديد لاجل القيام بالقسط. وليعلم الله من ينصره ورسله ولهذا كان قوام بكتاب يهدي وسيف ينصر. وكفى بربك هاديا ونصيرا. والكتاب والحديد من اشتركا في الانزال فلا يمنع ان يكون احدهم ما نزل من حيث لم لم ينزل الاخر حيث نزل الكتاب من الله كما قال تعالى تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم. وقال تعالى كتاب حكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير. وقال تعالى وانك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم. والحديد ان والحديد ان انزل من الجبال والحديث انزل من الجبال التي يخلق فيها هذا احد التفاسير في معنى انزال الحديد اي انها تنزل من الجبال الكامنة مما يسميه الناس اليوم بالمناجم التي يحفرونها في اوساط الجبال ويستخرجونها ثم ينزلونها الى حيث آآ اماكنهم وبلدانهم في الوديان والشواطئ و الصحراء والمعنى الاخر انه على ظاهره ان الحديد جاء الى الارض منزلا من غير الارض والله تعالى اعلم لكن الله سبحانه وتعالى ان ذكر انزالين هنا وانزلنا الحديد فيه بأس شديد ذكر قبله وانزلنا معهم الكتاب والميزان اذا الكتاب منزل والحديد منزل. لكن في الحديث لم يأتي دليل من اين منزل وانما هو منزل فيبقى على ظاهره ولا يتحدث من اين نزل واما في القرآن فقد جاء ما يدل على انه منزل من الله كما قال جل وعلا تنزيل من حكيم حميد تنزيل من الرحمن الرحيم. تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين. نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى والحديث انزل من الجبال التي يخلق فيها. وكذلك وصف وصف الصادقين بدعوى البر الذي هو جماع الايمان في قوله ليس البر ان ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه ذو القربى واليتامى والمساكين وبين السبيل والسائلين وفي الرقاب واقام الصلاة واتى الزكاة والمفون بعهدهم. والموفون والموفون تعاهدوا الصابرين في البأساء والضراء وحين البأس. اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون. واما المنافقون فوصفهم سبحانه بالكذب في ايات متعددة كقوله تعالى في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون وقول وقوله وقوله تعالى اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله. والله يشهد ان المنافقين لكاذبون. فقوله تعالى فاعقبه نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه بما اخلف الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون. ونحو ذلك ونحو ذلك في في القرآن كثير ومما ينبغي ان يعرف ان يعرف ومما ينبغي ان يعرف ان الصدق والتصديق يكون في الاقوال والاعمال كقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح كتب كتب على ابن ادم حظه من الزنا فهو مدرك ذلك لا محالة فالعينان تزنيان وزناه النظر والاذنان تزنيان وزناهما السمع واليدان تزنيان وزناهما البطش والرجيلان تزنيان وزناهما المشي والقلب يتمنى ويشتهي الفرج يصدق ذلك او يكذبه ويقال الصدق والتصديق يكون في الاقوال فيكون في الاعمال ويكون في الاعمال الظاهرة بالاعمال الباطنة كما ان الاخلاص هو اصله في القلب لكنه يكون مع الاعمال القلبية ومع الاعمال القولية ومع الاعمال الظاهرة البدنية. نعم ويقال حملوا على عدوه حملة حملة صادقة حملة صادقة. نعم اذا كانت ارادتهم القتال ثابتة جازمة ويقال فلا نصادق الحب والمودة ونحو ذلك. ولهذا يريدون بالصادق الصادق في ارادته وقصده وطلبه. هو صادق في عمله ويريدون الصادق في خبره وكلامه. والمنافق ضد المؤمن الصادق هو الذي يكون كاذبا في خبره او كاذبا في عمله كالمرائي في عمله. قال تعالى ان المنافقين ان المنافقين يخادعون الله وخادعهم واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله الا قليلا مذبذبين بين ذلك لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء. واما الاخلاص لله فهو حقيقة الاسلام. اذ الاسلام هو الاستسلام لله لا لغيره كما قال تعالى ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجل سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل اكثرهم لا يعلمون فمن لم يستسلم لله فقد استكبر ومن استسلم له ولغيره فقد اشرك وكل من الكبر والشرك ضد الاسلام والاسلام ضد الكبر والشرك هو يستعمل لازما ويستعمل ويستعمل لازما ومتعديا كما قال تعالى يعني كلمة اسلم كلمة اسلمت كلمة اسلم هذه تستخدم في اللغة لازما ومتعديا نعم هو يستعمل لازما ومتعديا كما قال تعالى اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين وقال تعالى بلى من اسلم وجهه لله ومحسنون فله اجر عند ربي ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون وامثال ذلك في القرآن كثير في الاية الاولى اسلمت لرب العالمين فاستخدم متعديا بالله وفي الثانية اسلم وجهه تعدى بنفسه بدون حرف نعم احسن الله قال رحمه الله تعالى ولهذا كان عنوان الاسلام شهادة ان لا اله الا الله وهي متضمنة عبادة الله وحده او ترك عبادة ما سواه وهو الاسلام العام الذي لا يقبل الله منه احد من الاولين والاخرين دينا سواه. كما قال تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. وقال تعالى شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم. ان الدين عند الله الاسلام. عنوان الاسلام الشهادة. شهادة التوحيد وهذه الشهادة متظمنة لعبادة الله وحده وترك عبادة ما سواه فهي شاملة على المعنيين الذين هما اصل في اعمال القلوب. الصدق والاخلاص فالصدق موجود في كلمة اشهد والاخلاص موجود في كلمة لا اله الا الله. نعم احسن الله قال رحمه الله تعالى وهذا الذي ذكرناه مما يبين ان اصل الدين في الحقيقة هي الامور الباطنة من العلوم والاعمال. وان الاعمال الظاهرة لا تنفع بدونها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه احمد في مسنده الاسلام علانية والايمان في القلب. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه من اعني النعمان ابن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم الحال بين والحرام بين وبين ذلك امور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات صبرا لديني وعرضه ومن وقع في شبهاته وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى. يوشك ان يواقعه الا وان لكل ملك الا ان لكل ملك حمى الاوان حمى الله محارمه. الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح صلح لها سائر الجسد كله. واذا فسدت فسد لها سائر الجسد الا وهي قلب وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال القلب ملك ملك والاعضاء جنوده ملك. نعم. ملك. احسن الله القلب ملك والاعضاء جنودك. فاذا طاب الملك طابت جنوده واذا خبث الملك خبث جنوده. اصل هذا الحديث الا وان جسدي مضغة اذا صلحت صلح لها سائر الجسد كله ليس المقصود بصلاح المضغة هو صلاح العضو المعروف وهو القلب وانما المقصود هنا صلاح ماذا؟ صلاح ما في القلب صلاح ما في القلب وليس صلاح القلب نفس راحوا ما في القلب من الصدق والاخلاص والمحبة والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة ونحو ذلك والله تعالى اعلم ونكتفي بهذا القدر ونكمل ان شاء الله في الاربعاء القادم وصلى الله على نبينا محمد سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك