واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. لا اله الا الله. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فنحمد الله تبارك وتعالى على هذا اللقاء المبارك لنتدارس في رسالة من رسائل الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى وهي الرسالة المسماة في شرح حديث ابي الدرداء فيما جاء في فضل ورثة الانبياء فنبدأ على بركة الله ونسأله جل وعلا العلم النافع والعمل الصالح. نعم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعهم باحسان يوم الدين اللهم وفق شيخنا وانفعنا بعلمه واغفر لنا وله ولجميع المسلمين امين. امين الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه من يهدي من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا قال ابن رجب رحمه الله تعالى خرج الامام احمد وابو داوود والترمذي وابن ماجه في كتبهم ان رجلا قدم من المدينة على ابي الدرداء وهو بدمشق فقال ما اقدمك يا اخي. قال حديث بلغني انك تحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ما جئت لحاجة؟ قال لا. قال ما قدمت لتجارة؟ قال لا. قال ما جئت الا في طلب هذا الحديث؟ قال نعم. قال فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سلك طريقا يلتمس فيه علما سلك الله له به طريقا الى الجنة. وان الملائكة تضع اجنحتها رضا لطالب العلم ان العالم يستغفر له من في السماوات ومن في الارض حتى الحيتان في الماء. وفضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على وسائل الكواكب وان العلماء ورثة الانبياء وان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم. فمن اخذه اخذ بحظ وافر انا السلف الصالح رضي الله عنهم لقوة رغبتهم في العلم والدين والخير يرتحل احد يرتحل احدهم الى بلد بعيد الى بلد بعيد لطلب حديث واحد يبلغه عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد رحل ابو ايوب الانصاري من المدينة الى مصر للقاء رجل من الصحابة بلغه عنه حديث يحدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك فعل جابر ابن عبد الله الانصاري ومع كثرة ما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم من الحديث وروى. وكان احدهم يرحل الى من هو دونه في الفضل لطلب شيء من العلم لا يجده عنده. طبعا الرحلة والرحلة في طلب العلم من اعظم ما يزيد طالب العلم علما ويكسبه فضائل واذا كان الصحابة وهم خيرة العلماء وخيرة طلاب العلم يرحلون في طلب الحديث فغيرهم من باب اولى ولهذا كانوا يقولون من لم يرحل لا يرحل اليه ومن لم يرحل لم يحمل العلم كما ينبغي وقد ذكر الله جل وعلا قصة اعظم رحلة في طلب العلم وهي رحلة الكليم موسى الى الملك او النبي الخضر احسن الله اليكم قال ويكفي في هذا المعنى ما قص الله علينا من قصة موسى وارتحاله مع فتاه فلو استغنى احد عن الرحلة في طلب العلم لاستغنى عنها موسى عليه السلام حيث كان الله قد كمله واعطاه التوراة التي كتب له فيها من كل شيء. ومع هذا فلما اخبره الله عز وجل عن الخاضع ان عنده علما يختص به سالس الى لقائه ثم ساره وفتاه اليه كما قال تعالى واذ قال موسى لفتاه لا برحوا حتى ابلغ مجمع البحرين او امضي حقبا يعني سنين عديدة ثم اخبر انه لما لقيه قال له هل اتبعك على ان تعلمني مما علمت رشدا؟ هنا قوله اوبا فيه دلالة صريحة على ان طالب العلم بحاجة الى احقاب ليدرك العلم والحقب او الحق الحقب المدة الزمنية ما بين العشر كل عقد حقب عشر وعشرين وثلاثين نعم جزاكم الله خيرا قال رحمه الله تعالى وكان من امرهما ما قصه الله في كتابه من حديث ابي ابن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة موسى مخرج المخرج مخرج في الصحيحين وهو مشهور وكان ابن مسعود يقول والله الذي لا اله الا هو ما انزلت سورة من كتاب الله الا وانا اعلم اين نزلت ولا نزلت اية من كتاب الله الا وانا اعلم وفيما انزلت ولو اعلم احدا اعلم مني بكتاب الله تبلغه الابل لركبت اليه. طبعا في قصة موسى مع الخضر عند التأمل بدلالة المطابقة والتضمن او التزام كل ما يحتاج اليه طالب العلم في الادب سواء في الادب مع العلم او في الادب مع العالم او في الادب مع الرفيق في الادب مع نفسه فيه اكثر من مائة فائدة وقال ابو الدرداء لو لو اعيتني اية من كتاب الله فلم اجد احدا يفتحها علي الا رجل ببرك ببرك ببرك الغمادي. ببرك الغماد. نعم. ايش المنطق قال قال احد الصحابة نسيت اسمه في غزوة بدر قال وسرت بنا الى برك الغماد نسرناه معك. نعم الغماد بالفتح او بالكسر. نعم الا رجل ببرك الغماد لرحلت اليه وبرك الغماد اقصى اليمن. وخرج مسروق من الكوفة الى البصرة لرجل يسأله عن اية من كتاب بالله فلم يجد عنده فيها علما. فاخبر عن رجل من اهل الشام فرجع الى الكوفة ثم خرج الى الشام الى ذلك الرجل في طلبها. ورحل رجل من الكوفة الى الشام الى ابي الدرداء يستفتي في يمين حلفها ورحل سعيد بن جبير من الكوفة لابن عباس بمكة يسأل عن تفسير اية ورحل الحسن الى الكوفة الى كعب بني ابن عجرة يسأله عن قصته في فدية الاذى واستقصاء هذا الباب يطول وحلف رجل واكثر رجل واكثر رجل ارتحل في طلب العلم حسب علمي القاصر ثلاثة ائمة اولهم الامام احمد وثانيهم الامام ابو حاتم الرازي وثالثهم الامام البخاري لم ارى بعد تتبعي تاريخ العلماء اكثر من هؤلاء الثلاثة رحلة وسيرا على الاقدام نعم وحلف رجل يمينا فاشكلت على الفقهاء فدل على فدل على بلد فاستبعده فقيل له ان ذلك البلد قريب على من اهمه دينه وفي هذا اشارة الى ان من اهمه امر دينه كما اهمه امر دنياه اذا حدثت له حادثة في دينه لا يجد من يسأله عنها الا في بلد بعيد فانه لا يتأخر عن السفر اليه ليستبري ليستدري دينه لديني. ليستبرأ لدينه كما انه لو عرض له هناك كسب دنيوي لبادر السفر اليه. مثل هذا بعض الناس يرسل رسالة يسأل عن الطلاق تقول له الطلاق انا لا وافتي فيه. اذهب الى الفتوى الوزارة يقول ويا شيخ انا ما عندي وقت اروح ابي الفتوى عاجلة على كيفك تبي مسألة تركبها على ظهورنا موب على كيفك. نعم جزاكم الله خيرا قال رحمه الله تعالى وفي هذا الحديث ان ابا الدرداء بشر بشر من اخبره انه رحل اليه لطلب الحديث بما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم في فضل العلم وطلبه وهذا مأخوذ من قوله تعالى واذا جاءك الذين يؤمنون باياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة فقد ازدحم الناس مرة على باب الحسن البصري لطلب العلم فاسمعهم ابن فاسمعهم ابنه كلاما. فقال الحسن مهلا يا بني ثم تلا هذه الاية كتب ربكم على نفسه الرحمة الرحمة في القرآن تأتي لعدة معاني لكن اكثر ما يأتي ذكر الرحمة في العلم قال الله جل وعلا هم يقسمون رحمة ربك يعني العلم والنبوة نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا نعم جزاكم الله خيرا. قال رحمه الله تعالى وقد ازدحم الناس مرة على باب الحسن البصري لطلب العلم فاسمعهم ابنه كلامه فقال الحسن معنا يا بني ثم تلا هذه الاية وفي كتاب الترمذي وابن ماجه عن ابي سعيد ان النبي صلى الله عليه وسلم وصاهم بطلبة العلم والمتفقهين في الدين. وجازر بن حبيش يا صفوان بن عسال لطلب العلم قال له بلغني ان الملائكة تضع اجنحتها لطالب العلم وفي رواية انه روى ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم. وازدحم الناس مرة على ابن مبارك فقال حق لهم من ولاية سرور الابد يغبطهم بازدحامهم على طلب العلم لانهم لانه يؤدي الى الخلود في النعيم المقيم. اسهل باب من ابواب دخول الجنة هو لزوم طلب العلم فان الملائكة تضع اجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع حتى يفتح له ابواب الجنة ولهذا تأسف معاذ ابن جبل عند موته وبكى على مفارقة مجالس الذكر فقال انما ابكي على ظمأ الهواجر وقيام ليل الشتاء ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر وينبغي للعالم ان يرحب بطلبة العلم يوصيهم بالعمل. كما قال الحسن لاصحابه وقد دخلوا عليه مرحبا بكم واهلا. حياكم الله بالسلام وادخلنا دار السلامي هذه علانية حسنة ان صبرتم وصدقتم وايقنتم لا يكونن حظكم من هذا الخير رحمكم الله ان تسمعوه بهذه الاذون فيخرج من هذه الاذن. فانه من رأى محمدا صلى الله عليه وسلم فقد رآه غاد ورائحا لم يضع الا لم يضع الى الله لبنة على لبنة ولا قصبة على قصبة ولكن رفع له علم فشمر اليه فشمر اليه الوحل الوحى النجا النجا على ما تعرجون ابيتم ورب الكعبة كأنكم والامر مع. الله اكبر النبي عليه الصلاة والسلام ما وضع لبنة على لبنة ولا قصبة على قصبة الا في سبيل الله عز وجل كبناء مسجد او بيت يؤويه واهله اما ما سوى ذلك فلم يحصل منه. ولكنه عليه الصلاة والسلام كان يقضي ليله ونهاره في العلم ونشره واذا اقتضى ذلك الجهاد كان من اول من يكون مع المجاهدين والا فالاصل العلم ونشره والعمل به كان نقل عن الشيخ ابن باز رحمة الله عليه عبارة جميلة انه قال الموت في سبيل الله سهل لكن ان يعيش الانسان في سبيل الله فهذا صعب ولا شك ان العيش في سبيل الله اعظم من ان يموت الانسان في سبيل الله. الموت في سبيل الله يمكن لاي انسان يذهب ويقاتل العدو ويموت في سبيل الله لكن من يستطيع ان يعيش طول عمره في سبيل الله عز وجل وكنت برهة من الزمن لسنين ابحث لهذا القول من دليل حتى وقفت على قوله تبارك وتعالى ولئن قتلتم في سبيل الله او متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون قتلتم في سبيل الله يعني في المعركة. وهذا في الموت في سبيل او متم يعني في غير المعركة وهذا لمن عاش في سبيل الله احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى ولنشرع الان في شرع حديث ابي الدرداء رضي الله عنه الذي رواه عن النبي. فقوله صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه علما سلك الله له به طريقا الى الجنة وفي رواية اخرى سهل الله له به طريقا الى الجنة. وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة سلوك الطريق الى التماس العلمي يحتمل ان يراد به السلوك الحقيقي وهو المشي بالاقدام الى مجالس العلم. ويحتمل ان يشمل ما هو اعم من ذلك من سلوك الطريق المعنوية المؤجل الى حصول العلم مثل حفظه ودراسته ومطالعته ومذاكرته والتفهم له والتفكر فيه. ونحو ذلك من الطرق التي يتوصل بها الى العلم والصواب ان كلا المعنيين مراد من سلك طريقا بالسير بدنه او سير روح وجسمه ونفسه وقلمه وفكره نعم واما قوله سهل الله له به طريقا الى الجنة فانه يحتمل امورا منها ان يسهل الله لطالب العلم العلم الذي طلبه وسلك طريقه ويسره عليه وييسره وييسره عليه فان العلم طريق موصل الى الجنة. وهذا كقوله تعالى ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر قال طائفة من السلف في هذه الاية هل من طالب؟ هل من طالب علم فيعان عليه ومنها ان ييسر الله لطالب العلم العمل بمقتضى ذلك العلم الذي اذا بمقتضى ذلك العلم اذا قصد بتعلمه وجه الله فيجعله الله سببا والانتفاع به والعمل به. وذلك من طرق الجنة الموصلة اليها. ومنها ان الله تعالى ييسر لطالب العلم الذي يطلبه للعمل به علوما اخر ينتفع بها فيكون طريقا موصلا الى الجنة وهذا كما قيل من عمل بما علم اورثه الله علم ما لم يعلم. وكما يقال ثواب الحسنة الحسنة بعدها. والى هذا اشارة قوله تعالى ويزيد الله الذين اهتدوا هدى وقوله والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم التمس العلم ليهتدي به زاده الله هدى وعلوما نافعة. توجب له اعمالا صالحة وكل هذه طرق موصلة الى الجنة ومنها ان الله تعالى قد ييسر لطالب العلم الانتفاع به في الاخرة وسلوك الطريق الحسنى المفضي الى الجنة المفضي الى الجنة وهو الصراط وما بعده وما قبله من الاهوال العظيمة والعقبات الشديدة الشاقة وسبب تيسير هذه المعاني كلها مقصودة لا شك ولا ريب سهل الله له به طريقا الى الجنة لكن ظاهر الحديث ان نفس طلب العلم نفس طلب العلم سبب للوصول الى الجنة وذلك لانه اذا جلس الطالب العلم في المجلس تخيل لو انه يجلس في اليوم في مجلس واحد فقط كم مرة سيقال قوموا مغفورا لكم فكيف اذا كانت مجالس العلم عنده متعددة كم مرة يستحق دعاء الملائكة؟ كم مرة تنزل عليه السكينة؟ اذا نفس طلب العلم سبب لتسهيل طريق الجنة اما الامور الثانية فهي من لوازمها وهي من مقتضياتها وسبب تيسير طريق الجنة على طالب العلم اذا اراد به وجه الله عز وجل وطلب مرضاته ان العلم يدل على الله من اقرب الطرق واسهلها فمن سلك طريقه ولم ولم ولم يعوج عنه وصل الى الله والى الجنة من اقرب الطرق واسهلها وتساهلت عليه الطرق الموصلة للجنة كل كل فتسهلت عليه الطرق الموصلة للجنة كلها في الدنيا وفي الاخرة. ومن تسهيل ذلك ان العلم كيف تدعو الله كيف تنادي الله؟ كيف تخاطب الله كيف تصلي؟ كيف تصوم اما اللي ما عنده علم يصعب عليه العبادة ما يعرف كيف لذلك اكثر ما ترى الناس عند مسألتين عندما يحجون ما يعرفون كيف يحجون. طالب العلم في تيسير من عبادة الحج المسألة الثانية في اخراج الزكاة الذين ليس عندهم علم ما يعرفون كيف يحسبون الزكاة ولا كيف يخرجون الزكاة بينما طالب العلم في تيسير من هذه العباد وعلى هذا فقس. نعم احسن الله اليكم. ومن سلك طريقا يظنه طريق الجنة بغير علم فقد سلك اعسر اعسر الطرق واشقها. ولا يوصل الى المقصود مع عسر مع عسره مع عسرة شديدة فلا طريق الى معرفة الله والى الوصول الى رضوانه والفوز بقربه ومجاورته في الاخرة الا بالعلم النافع. الذي بعث الله به رسوله انزل به كتبه فهو الدليل عليه. وبه يهتدى في ظلمات الجهل والشبه والشكوك. وقد سمى الله كتابه نورا يهتدى به في الظلمات. كما قال تعالى من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام. ويخرجه من الظلمات الى النور باذنه ويهديهم الى صراط مستقيم اضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثل من حمل مثل من حمل العلم الذي جاء به بالنجوم التي يهتدى بها في في الظلمات كما في المسند عن انس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان مثل العلماء في الارض كمثل النجوم في السماء يهتدى بها في ظلمات البر والبحر فاذا طمست النجوم اوشك ان تضل الهدى. وهذا مثل وهذا مثل في غاية المطابقة. لان طريق التوحيد والعلم بالله واحكامه وثوابه وعقابه لا يدرك بالحس انما يعرف بالدليل. وقد بين ذلك كله في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بما انزل الله على رسوله هم الادلاء الذين يهتدى بهم في ظلمات الجهر والشبه والضلال. فاذا فقدوا ضل السالك وقد شبه العلم وقد شبه العلماء النجوم والنجوم في السماء والنجوم في والنجوم. والنجوم في السماء في فيها ثلاث فوائد. يعني الان الانسان الذي يكون في الصحراء وتوجد السحب او توجد القطرة او الغبرة لن يهتدي لا يعرف شمال ولا الجنوب لا يعرف اين سيتجه وهو سيظل حائرا في مقامه او يمشي على كيف ما اتفق له حتى يهلك فيما فازة وقد يهتدي وهذه نادرة لكن اذا ظهرت النجوم وهو يقتدي بها يعرف الشمال من الجنوب الشرق من الغرب فيعرف كيف يتخلص من المفازة والظلالة هكذا العلماء في اي بلد وجد العالم وجد علامة النجاة ثم بعد ذلك الناس يستدلون به او لا يستدلون هذا راجع اليه لان بعض الناس ربما يكون في مفازة قول له طالع النجوم قال لا لا انا بمشي على هواي بيخسر ويهلك نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى وقد والنجوم في السماء فيها ثلاث فوائد يهتدى بها في الظلمات وهي زينة للسماء ورجوم للشياطين الذين يسترقون السمع منها. والعلماء في الارض هذا جاء موقوف على قتادة وغيره وهي جاء وهذه الثلاث جاءت في منطوق الكتاب النجوم هجوم للشياطين وزينة للسماء علامات وبالنجم هم يهتدون. نعم والعلماء في الارض تجتمع فيهم هذه الاوصاف الثلاثة بهم بهم يهتدى في الظلمات وهم زينة للارض وهم رجوم للشياطين الذين يخلقون الحق الباطل ويدخلون في الدين ويدخلون في الدين ما ليس منهم من اهل الاهواء وما دام العلم باقيا في الارض فالناس في هدى. كان ابن عباس يقول والله لموت ابليس احب الى موتي احب الى ابليس من كذا وكذا فانه لا يقول شيئا ثم يبلغني الا ابطلته بالحجج. نعم وبقاء العلم بقاء حملته فاذا ذهب حملته ومن يقوم به وقع الناس في الضلال كما في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله يقبض العلم انتزاعا ينتزع من صدور الرجال ولكن يذهب العلم بذهاب العلماء. فاذا لم يبقى عالم اتخذ الناس رؤوسا جهالا فافتوا بغير علم فضلوا واضلوا وخرج الترمذي من حديث جبير بن نفير عن ابي الدرداء رضي الله عنه انه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال هذا او ان هذا او ان اختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء. فقال زياد بن لبيد كيف يختلس منا العلم؟ وقد قرأنا القرآن فوالله لنقرأن انه ولنقرئنه نساءنا وابناءنا. فقال ثكلتك امك يا زياد ان كنت لا اعدك من فقهاء المدينة. هذه التوراة والانجيل عند اليهود والنصارى فماذا تغني عنهم؟ قال جبير بن نفير فلقيت عبادة بن الصامت فقلت الا تسمع ما يقول ابو الدرداء فاخبرته بالذي قال قال صدق ابو الدرداء لو شئت لاخبرتك باول علم يرفعون الناس الخشوع يوشك ان تدخل ان تدخل مسجد الجامع فلا ترى فيه خاشعة. الله المستعان قد ذهب من اهل العلم الكثير حتى بقينا في حثالة ولا حول ولا قوة الا بالله وخرجه النسائي من حديث جبير بن نوفيل عن عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه يخفي حديثه فذكر صلى الله عليه وسلم ضلالة اليهود والنصارى على ما في ايديهم من قال جبير فلقيت شداد ابن اوس فحدثته بحديث عوف فقال صدق الاخبرك باول ذلك يرفع الخشوع حتى لا ترى خاشعا. وخرج الامام احمد من حديث زياد ابن ابيد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه ذكر شيئا فقال ذاك عند اوان ذهب العلم فذكر الحديث وقال فيه اوليس اليهود والنصارى يقرأون التوراة والانجيل لا يعملون بشيء مما فيها ولم يذكر ما بعدها ففي هذه الاحاديث ان ذهب وسبب ضلال اليهود والنصارى هو انشغالهم عن الكتاب المنزل بكتب احبارهم وربانهم وهي التي تسمى بالمشناة او تسمى بالتلمود ومتى ما قدم الناس على الكتاب والسنة كتب العلماء وقعوا فيما وقع فيه اليهود والنصارى عياذا بالله اليوم معا يعني بعد الف واربع مئة سنة من عهد النبي عليه الصلاة والسلام. اليوم لو ان اليهود عملوا بالتوراة اللي عرفوا الحق الذي انزل ارسل الله به موسى ولو ان النصارى اليوم عملوا بالاناجيل الاربعة الموجودة بين يديهم بدون رسائل بولص ورسائل الرسل التي اضافوها لعرفوا التوحيد سبب ضلالهم زيادات علمائهم زبالات افكاري احبارهم ورهبانهم ولا حول ولا قوة الا بالله. نعم وقد جاء في اسار عن عبد الله ابن عمرو ابن العاص ان هذه الامة تظل اذا اتخذت كتبا كالمشنى وفي بعض النسخ كالمثنى يعني مثل اليهود يقدمون كتب علمائهم على ما قال ما قاله ربنا وعلى ما قاله نبينا صلى الله عليه وسلم. نعم ففي هذه الاحاديث ان ذهاب العلم ان ذهاب العلم بذهاب العمل وان الصحابة فسروا ذلك بذهاب العلم الباطن من القلوب وهو الخشوع. وكبروا يا حذيفة رضي الله عنه ان اول انه قال ان اول ما يرفع من العلم الخشوع. فان العلم فان العلم علماني كما قال الحسن. علم اللسان فذاك حجة الله على بني ادم وعلم في القلب فذاك العلم النافع. وروي عن الحسن مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم. وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود انه قال ان ومن يقرأون القرآن لا يجاز تراقيهم ولكن اذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع العلم النافع وما باشر القلب فأوقر فيه معرفة الله تعالى وعظمته وخشيته واجلاله وتعظيمه ومحبته ومتى سكنت هذه الاشياء في القلب فخشعت الجوارح كلها تبعا لخشوعه وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول اني اعوذ بالله من علم لا ينفعه من قلب لا يخشع. وهذا يدل على ان العلم الذي لا يوجب الخشوع للقلب وعلم غير نافع. طبعا المقصود بخشوع القلب هو ذهاب او خروج الكبر وخروج البطر منه خروج الحقد والغل والحسد منه هذا هو خشوع القلب خضوعه واستكانته لله جل وعلا وعدم الالتفات الى النفس وليش المقصود بخشوع القلب كما يظن بعض الناس هو المذلة لا ليس هذا المقصود نعم وهو في صحيح مسلم عن ابن مسعود انه قال ان اقواما يقرؤون القرآن لا يجاز تراقيهم ولكن اذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع. فالعلم النافع بشر وقلبه فوق رأسه معرفة الله تعالى وعظمته وخشيته واجلاله وتعظيمه ومحبته. ومتى سكنت هذه الاشياء في القلب خشع فخشعت الجواب كلها تبعا لخشوعه وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول اني اعوذ بالله من علم لا ينفع من قلب لا يخشع. وهذا يدل على ان العلم الذي لا يوجب الخشوع للقلب فهو علم غير نافع. وروي عنه صلى الله عليه وسلم انه كان يسأل الله علما نافعا. وفي حديث اخر انه قال سلوا الله علما نافعا وتعوذوا بالله من من علم لا ينفع. واما العلم الذي على اللسان فهو حجة الله على ابن ادم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. والقرآن حجة لك او عليك فاذا ذهب من الناس فاذا ذهب من الناس العلم الباطن بقي الظاهر على الالسنة حجة. ثم يذهب هذا العلم الذي هو حجة بذهاب حملته ولا يبقى من الدين لسموا فيبقى القرآن في المصاحف ثم ثم يسرى به ثم يسرى به في اخر الزمان فلا يبقى منه في المصاحف ولا في القلوب شيء. الله! ومن هنا قسم من قسم من علماء العلم الى باطل وظاهر فالباطل ما القلوب فاثمر لها الخشية والخشوع. والتعظيم والاجلال والمحبة والانس والشوق. والظاهر ما كان على اللسان فبه تقوم حجة الله على عباده. طبعا هذا التقسيم من حيث ان العلم علم متعلق بالقلب وعلم متعلق بالقالب هذا التقسيم لا اشكال فيه وهو موجود في الكتاب والسنة وانما الباطل هو قول من يقول العلم علم ظاهر وعلم باطن العلم الظاهر ما يفهمه فقهاء الملة والعلم الباطن ما يعرفه العارفون. هذا التقسيم هو الباطل مقصود بما يعرفه العارفون ما تخطر بخواطرهم وفهمومهم للشرع فيفسرون الدين كيفما شاؤوا هذا ليس بعلم هذه وساوس وخواطر شيطانية العلم ما وافق قلبا طوق وما وافق المنطوق سواء كان مؤثرا في القلب او في القالب هذا هو العلم. نعم وكتب وهم منبه المكحون فانك امرؤ قد اصبت بما ظهر لك من علم الاسلام شرفا فاطلب بما بطن من علم الاسلام محبة وزلفا وفي رواية اخرى انه كتب اليه انك قد بلغت بظاهر علمك عند الناس منزلة وشرفا. واطلب بباطل علمك عند الله منزلة وزلفا واعلم ان احدى المنزلتين تمنع من الاخرى فاشار وهم فاشار وهم بعلم الظاهر الى علم الفتاوى والاحكام والحلال والحرام والقصص والوعظ يظهر على اللسان وهذا العلم يوجب لصاحبه محبة الناس له. وتقدمه عندهم فحذره من الوقوف عند ذلك. والركون اليه والالتفات الى تعظيم الناس يوم محبتهم فان من وقف مع ذلك فقد انقطع عن الله وانحجب بنظره الى الخلق عن الحق. يعني لانه صار همه نظر الناس اليه. ومتى ما صار اهم طالب العلم نظر الناس اليه هنا قد انقطع الواجب ان لا يفكر في نظر الناس ولا يفكر في مدح الناس ولا في ذم الناس وانما يفكر في رضا الله تبارك وتعالى ويتعوذ بالله من سخطه. نعم واشار بعلم الباطن الى العلم الذي يباشر القلوب فيحدث فيحدث لها الخشية والاجلال والتعظيم. وامره ان يطلع بهذا المحبة من الله والقرب منه والزلفان يديه وكان كثير من السلف كسفيان الثوري وغيره وغيره يقسمون يقسمون العلماء ثلاثة اقسام عالم وعالم بامر الله. ويشيرون بذلك الى من جمع بين هذين العلمين المشار اليهما الظاهر والباطن وهؤلاء اشرف العلماء وهم الممدوحون في قوله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء وقوله ان الذين اوتوا العلم من قبله يتلى عليهم يخرون للاذقان سجدا. الى قوله ويزيدهم خشوعا. وقال كثير من السلف ليس العلم كثرة الرواية ولكن العلم الخشية وقال بعضهم كفى بخشية الله علما. وكفى بالاغترار بالله جهلا. ويقولون ايضا عالم بالله ليس بعالم بامر الله وهم اصحاب العلم الباطن الذي يخشون الله وليس لهم اتساع في العلم الظاهر ويقولون عالم بامر الله ليس بعالم بالله. عالم بالله ليس عالم بامر الله. هؤلاء يخشى عليهم كثيرا من البدع لأنهم يحبون الاخلاص ويدندنون حوله يزعمون محبة الله والخوف منه ويشتغلون بذلك حتى ان بعضهم يزعم الانس بالله وشهود الربوبية لكنه لما قصر في العلم بامر الله يقع في البدع من حيث لا يدري وهؤلاء على خطأ فاذا كان الاولون الذين عندهم علم بالله وعلم بامر الله هم الكمل من اهل العلم فهؤلاء دونهم بمفاوز كبيرة فان بدعة واحدة ترديه عياذا بالله واما القسم الثالث عالم بامر الله ليس بعالم بالله هؤلاء اذا كان عالم بامر الله يعني بالشرع ليس عالما بالله بمعنى لا يدندن حول شهود الربوبية لا يدندن حول الانس ونحو ذلك من الامور هؤلاء على خير ولا شك لكنهم على خطر من فقد الاخلاص يوجد عندهم الاتباع لكن يخشى عليهم من فقد الاخلاص لماذا؟ لعدم انشغالهم بالله جل وعلا جزاكم الله خيرا قال رحمه الله تعالى هم اصحاب العلم الظاهر الذين لا نفاذ لهم في العلم الباطن وليس لهم خشية وليس لهم خشية خشوع وهؤلاء مذمومون عند السلف وكان بعضهم يقول هذا هو العالم الفاجر. وهؤلاء الذين وقفوا مع ظاهر العلم ولم يصل العلم النافع على قلوبهم ولا شموا له رائحة غلبت عليهم الغفلة والقسوة والاعراض عن الاخرة والتنافس في الدنيا ومحبة العلو فيها والتقدم بين اهلها. طبعا هذا الكلام من حيث العلم النظري من حيث العلم التخيلي سهل لكن لا وجود لهذا هكذا لا يمكن ان يكون انسان عنده علم بالدين ما عنده علم بالله في الواقع لا يمكن لكن يكون هذا موجود عنده شيء من العلم وينقطع عن الله عز وجل كما قال النبي عليه الصلاة والسلام اخوف ما اخاف على امتي منافق عليم اللسان. شوف عنده شيء من العلم اللساني عليم اللسان لكن ان يكون عنده علم الشريعة ثم يكون بهذا الوصف هذا تنظيف وهو تزهيد في العلم الشرعي فان العلم الشرعي نفسه يورث العلم بالله جل وعلا بينهما تلازم قد يكون انسان يدعو الناس الى متابعة الشريعة. دعوته الناس الى متابعة الشريعة قد يدعوه الى الانس بالله جل وعلا ولابد لكن هذه يقل ويكثر ممكن. اما ان يصبح هناك فجوة بحيث يصبح عالما فاجرا بالكلية هذا فيه نظر هذا لا يتصور لذلك الناس الواقعيا المتصور عالم بالله عالم بامر الله. في اعلى المقامات كالصحابة والتابعين وخيار الائمة ونحوهم بعد ذلك يأتي العالم بالله لكنه ليس عالما بالشرع فيقع في البدع وهؤلاء امثلتهم كثيرة حقيقة امثلة كثيرة وعالم بامر الله لكن ليس عنده كلام في العلم بالله وهذا امثلة كثيرة لكن ان يكونوا الى درجة كما في هذا الوصف هذا غير متخيل واقعيا غير متخيل الا اللهم ان يكون منافقا في الاصل هذه مسألة اخرى لكن العلم في نفسه العلم خير كله نعم احسن الله اليكم وقد منعوا احسان الظن بمن وصل العلم النافع الى من وصل العلم النافع الى قلبه. فلا يحبونهم ولا يجالسونهم وربما ذمغهم قالوا ليسوا بعلماء وهذا من خداع الشيطان وغروره ليحرمهم ليحرمهم الوصول الى العلم النافع الذي مدحه الله ورسوله وسلف الامة قيمة وقت ولهذا كان علماء الدنيا يبغضون علماء الاخرة ويسعون في اذاهم جهدهم كما سعوا في ابا سعيد بن المسيب والحسن وسفيان ومالك وغيره من العلماء الربانيين وذلك لان علماء الاخرة خلفاء الرسل وعلماء السوء فيهم شبه من اليهود وهم اعداء الرسل وقتلة الانبياء ومن يأمر بالقسط من الناس. وهم اشد الناس عداوة وحسدا للمؤمنين ولشدة للدنيا لا يعظمون علما ولا دينا. وانما يعظمون المال والجاه والتقدم عند الملوك. كما قال بعض الوزراء للحجاج بن ارطات ان لك دينا لك فقها فقال الحجاج افلا تقول ان لك شرفا وان لك قدرا؟ فقال الوزير والله انك لتصغر ما عظم الله وتعظم الله وكثير ممن يدعي الباطل ويتكلم فيه ويقتصر عليه يذم العلم الظاهر. الذي هو الشرائع والاحكام والحلال والحرام ويطعن في اهله ويقولون هم محجوبون واصحاب قشور وهذا يوجب القدح في الشريعة. وفي الشريعة والاعمال الصالحة التي جاءت الرسل بالحث عليها والاعتناء بها. وربما بعضهم عن التكاليف وادعى انها للعامة وما من وصل فلا حاجة له اليها وانها حجاب له وهؤلاء كما قال الجنيد وغيرهم من العارفين وصلوا ولكن الى وهذا من اعظم خداع الشيطان وغروره لهؤلاء لم يزل يتلاعب بهم حتى اخرجهم عن الاسلام. ومنهم من يظن ان هذا العلم الباطن لا يتلاقى من مشكاة النبوة واما حديث من يرد الله به خيرا يفقه في الدين او اه فقوة في دين الله وهذاك بالظم وبالكسر اما هنا فبالكسل. نعم احسن الله اليكم ويروى باسناده فيه ضعف عن علي رضي الله عنه انه قال الفقه قبل التجارة انه من اتاجر قبل ان يتفقه ارتطم في الربا ثم ارتطم من الكتاب والسنة وانما يتلاقى من الخواطر والالهامات والكشوفات فاساءوا الظن بالشريعة الكاملة. حيث ظنوا انها لم تأتي بهذا العلم النافع الذي يوجب صلاح القلوب وقربها من من علام الغيوب. واوجب لهم الاعراض عما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الباب بالكلية. والتكلم فيه بمجرد الاعراض والخواطر وظهر بهذا ما اكمل العلماء وافضل ان اكمل العلماء وافضلهم العلماء بالله وبامره الذين جمعوا بين العلمين وتلقوهما معا من من اعني الكتاب والسنة وعرضوا كلام الناس في العلمين معا على ما جاء في الكتاب والسنة. فما وافق قبيلوه وما خالف ردوه. وهؤلاء الخلق وهم افضل الناس بعد الرسل وهم خلفاء الرسل حقا. وهؤلاء كثير في الصحابة كالخلفاء الاربعة ومعاذ وابي الدرداء وسلمان ابن مسعود وابن عمر وابن عباس وغيرهم وكذلك في من بعدهم كالحسن وسعيد ابن المسيب وعطاء وطاووس ومجاهد وسعيد بن جبير والنخاعي ويحيى ابي كثير وفي من بعده كالثوري والاوزاعي واحمد وغيره من العلماء الربانيين. وقد سماهم علي بن ابي طالب رضي الله عنه العلماء العلماء الرباني العلماء الربانيين يشير الى انهم يشير الى انهم الربانيون الممدوحون في غير موضع من كتاب الله عز وجل وقال الناس ثلاثة عالم رباني متعلم على سبيل نجاة وهمج الرعاع. ثم ذكر كلاما طويلا وصف فيه علماء السوء مع الربانيين وقد شرحناه في غير هذا الموضع. والمقصود ها هنا ان التماس العلم بان التماس العلم سبب موصل الى وفي الحديث المعروف عن النبي صلى الله عليه وسلم واذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قالوا وما رياض الجنة؟ قال حلق الذكر. وكان ابن مسعود اذا اذا ذكر هذا الكلام يقول اما اني لا اعنق اما اني لا اعني القصاص ولكن حلق الفقه وروي عن انس معناه ايضا وقال عطاء الخرساني ومجالس الذكر مجالس الحلال والحرام كيف تشتري وتبيع وتصلي وتصوم وتنكح وتطلق وتحجوا اشباه هذا مجالس الذكر كل حديث في فضل الذكر وفي فضل مجالس الذكر فالمقصود به مجالس العلم سواء كان متعلقا التفسير او بالحديث او بالفقه او بالعقيدة هذه مجالس العلم هي مجالس الذكر ولم يأتي في الشرع اطلاق اسم مجالس الذكر على ما يسميه بعض الناس اليوم مجالس اه اللي يعني يذكرون فيه يرفعون اصواتهم فيه بالذكر مراد الاحاديث ولا مراد السلف في فضل ما جاء في مجالس الذكر. مجالس الذكر مجالس العلم حيثما كان نعم احسن الله اليكم وقال يا احبابي كثير درسوا فقه صلاة. وكان ابو السواء العدوي في حلقة يتذاكرون العلم ومعهم فتى شاب فقال لهم قولوا سبحان الله والحمد لله فغضب ابو السوار وقال ويحك في اي شيء كنا اذا لا شك ان القول سبحان الله ذكر لكن تعلم معنى سبحان الله اعظم من مجرد قول سبحان الله لذلك كان العلم اشرف من مجرد الذكر ومن هنا كان شرف المتدبر في القرآن على مجرد التالي له ومن هنا كان شرف الفقيه للحديث على شرف مجرد راوي نعم احسن الله اليكم قال والمراد بهذا ان مجالس الذكر لا تختص بالمجالس التي يذكر فيها اسم الله بالتسبيح والتكبير والتحميد ونحوه. بل تشمل ما ذكر فيه الله ونهيه وحلاله وحرامه وما يحبه ويرضاه. فانه ربما كان هذا الذكر انفع من ذلك. لان معرفة الحلال والحرام واجبة في الجمل على كل مسلم بحسب ما يتعلق به في ذلك وما ذكر الله باللسان فان اكثره يكون تطوعا. وقد يكون واجبا كالذكر في الصلوات وما معرفة ما امر الله به ونهى عنه ما يحب ويرضاه وما يكرهه وينهى عنه فيجب على كل من احتاج الى شيء من ذلك ان يتعلمه. ولهذا روي طلب العلم فريضة على كل مسلم. فانه يجب على كل مسلم معرفة ما يحتاج اليه في دينه كالطهارة والصلاة والصيام. ويجب على من له مال معرفة ما يجب من زكاة ونفقة وحج وجهاد. وكذلك يجب على كل من يبيع ويشتري على ما يحل ويحرم من البيوع. كما قال عمر رضي الله عنه لا يدع في سوقنا الى من قد فقه في الدين. خرجه الترمذي. ويروى باسناد فيه ضعف علي رضي الله عنه انه قال الفقه قبل التجارة انه من اتجر قبل ان يتفق الحديث لا بيع في لا يبع في سوقنا الا من قد فقه في الدين. هذا هو الاضبط فقه يعني صار فقيها اما فقره يعني يطلب الفقه. فليس المقصود الان انه يطلب الفقه ويبيع. لا المقصود يطلب صار فقيها ثم يبيع هذا مراد عمر وسئل ابن المبارك ما الذي يجب على الناس من تعلم العلم؟ قال الا الا يقدم الا يقدم الرجل على شيء الا بعلم يسأل الا بعلم يسأل ويتعلم. وهذا من الفروقات بين السلف والخلف السلف كانوا لا يقدمون رجلا الا بعد علم. الخلف يفعلون ثم يسألون ولا حول ولا قوة الا بالله. نعم فهذا الذي يجب على الناس من تعلم العلم ثم فسره وقال لو ان رجلا لم يكن له مال لم يكن عليه واجب ان يتعلم الزكاة فاذا كان له مئتا درهم يجب عليه ان تعلم كم يخرج ومتى يخرج واين يضع وسائر الاشياء على هذا. وسئل الامام احمد رحمه الله عن الرجل ما يجب عليه من طلب العلم. فقال ما يقيم به الصلوات وامر دينه من الصوم والزكاة. وذكر شرائع الاسلام وقال ينبغي له ان يتعلم ذلك. وقال ايضا الذي يجب على الانسان من علم ما لابد له منه في واقامة دينه واعلم ان علم الحلال والحرام علم شريف ومنه ما تعلمه ما تعلم ما تعلمه فرض عين. ما تعلمه ما تعلمه ما تعلمه فرض عين ومنهما هو فرض كفاية. وقد نص العلماء على ان تعلمه افضل من نوافل العبادات منهم احمد واسحاق وكان ائمة السلف يتوقون يتوقون الكلام فيه تورعا. لان المتكلم فيهم مخبر عن الله بامره ونهي مبلغ عنه ودينه. وكان ابن سيرين اذا سئل عن شيء من الحلال والحرام تغير لونه وتبدل حتى كأنه ليس بالذي كان. وقال عطاء ابن السائب ادركت اقواما ان كان احدهم لا يسأل عن الشيء فيتكلم وانه ليرى وانه ليرعد وروي عن مالك انه كان اذا سئل عن مسألة كأنه بين الجنة والنار وكان الامام احمد شديد التبرع في اطلاق لفظ الحرام والحلال او دعوى النسخ. ونحو ذلك مما يجسر عليه غيره كثيرا. واكثر وجه بيتي ارجو واخشى او احب واحب الي ونحو ذلك. وكان هو ومالك وغيرهما يقولون كثيرا لا ندري. وكان احمد يقول ذلك في مسألة يذكر للسلف فيها اقوالا عديدة. ويريد بقوله لا ادري اي الراجح المفتى به من ذلك. ومن مجالس الذكر اعظم مجالس العلم التي يذكر فيها تفسير كتاب الله او يروى فيها سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فان كانت رواية الحديث مع تفسير معانيه فذلك اكمل وافضل من مجرد رواية الفاظه ويدخل في الفقه في الدين كل علم مستنبط من الكتاب من كتاب الله سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. سواء كان سواء كان من علوم الاسلام التي هي الاعمال الظاهرة والاقوال ومن علوم الايمان التي هي الاعتقادات الباطنة. وادلة ابو ابراهيم المقررة في الكتاب والسنة. او من علوم او من علوم الاحسان التي هي علوم المراقبة والمشاهدة بالقلب. ويدخل في ذلك علم الخشية والمحبة والرجاء الانابة والصبر والرضا وغير ذلك من المقامات. وكل ذلك قد سماه النبي صلى الله عليه وسلم في حديث سؤال جبرائيل له عنه دين فيه من الفقه في الدين ومجالسه ومجالسه من افضل مجالس الذكر التي هي من رياض الجنة. وهي افضل المجالس ذكر اسم الله بالتسبيح والتحميد والتكبير انها دائرة بين فرض عين او فرض كفاية والذكر مجرد تطوع محض وقد دخل بعض السلف مسجد البصرة فرأى في حلق حلق حلقتين في احداهما قاص وفي الاخرى فقيه يعلم الفقه من صلى ركعتين واستخار الله في الجلوس الى احداهما فنعوا سفرا فنعى سفراء في نومه قائلا يقول له اوقد سويت بينهما ان شئت اريناك مقعد جبرائيل عليه السلام من فلان. يعني الفقيه الذي يا الذي يعلم العلم وسنذكر فيما بعد وسنذكر فيما بعد النصوص الدالة على فضل العلم على انواع العبادات من الذكر وغيره ان شاء الله تعالى وكان زيد ابن اسلم من جنة علماء المدينة وكان له مجلس في المسجد يذكر فيه التفسير والحديث والفقه وغير ذلك. فجاء اليه رجل فقال له اني رأيت بعض اهل وهو يقول لاهل هذا المجلس هؤلاء في روضات الجنات امنون ثم اراه ثم اراه ثم اراه انزل على اهل المجلس حوتا طريا وضعه بين ايديه وجاء الي رجل فقال له اني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وابو بكر وعمر رضي الله عنهما خرجوا من هذا الباب والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ينطلق بنا الى زيد نجالسه ونسمع من حديثه. فجاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى جلس الى جنبك فاخذ بيدك فلم يبقى زيد بعد هذه الرؤيا الا قليلا حتى مات رحمه الله تعالى ومع ما ذكرنا من تفضيل العلم على القصص فالعالم لا يستغني احيانا عن موعظة الناس والقصص عليهم. وازالة القسوة عن قلوبهم بالتذكير بالله يعني فان القرآن يشتمل على ذلك كله. والفقيه العالم حقا ومن فهم كتاب الله واتبع ما فيه كما قال علي رضي الله عنه الفقيه الفقيه حق الفقيه حق الفقيه من لا يقنط الناس من رحمة الله ولا يرخص لهم فيما معاصي الله ولا يدع قرآن رغبة عنه الى غيره. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخول اصحابه بالموعظة احيانا خشية عليهم. احسنت اكتفي بهذا القدر نسأل الله عز وجل يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح. امين. وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين