ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه واختفى اثره الى يوم الدين وبعد فنحمد الله تبارك وتعالى على هذا اللقاء في ديوان اخينا الشيخ شيبان الهاجري وفقه الله ونفع به لنتدارس واياكم في المنظومة المسماة بمنظومة المنهج الحق العلامة المفسر الفقيه الاصولي الشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله تعالى هذه المنظومة مع قصر ابياتها وقلة عددها فلم تتجاوز السبعين بيت بل اقل من ذلك لكنها مشتملة على ما يحتاج اليه الانسان في باب الايمان وفي باب مسائل الاعتقاد جمليا وقد اشتملت هذه المنظومة على بيان المنهج الذي يجب على المسلم ان يتبعه في اعتقاده وفي فقهه وفي اخلاق وكذلك ذكر ما يتعلق بتوحيد الله عز وجل وتنزيه الله تبارك وتعالى ووجوب اثبات صفاته ثم تلث بمسائل الايمان بالرسل ثم ذكر المسائل المتعلقة بالاعتقاد ومن ضمن ذلك الصحابة رضوان الله تعالى عليهم وذكر كذلك اه ماس ما يتعلق بمسائل الايمان باليوم الاخر ومسألة القدر ثم ختم هذه الرسالة بوصايا جامعة مفيدة للسالك طريق الحق من الامر بالتقوى والصبر والبر والاحسان وكانت خاتمة الوصايا لزوم زكر الله جل وعلا والثبات على المنهج الحق فنبدأ ان شاء الله تبارك وتعالى في مذاكرة ومدارسة هذه الابيات المباركة ونحن في ليلة الثلاثاء الخامس والعشرين من شهر الله رجب عام خمسة واربعين واربع مئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم نفس. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين يا رب العالمين قال علام سعدي رحمه الله تعالى في منظومته منهج الحق منظومته في العقيدة والاخلاق مقدمة فيا سائلا عن مجيء فيا سائلا عن منهج الحق يبتغي سلوك طريق القوم حقا واسعدوا. تأمل هداك الله ما قد نظمته تأمل من قد كان للحق يقصد نقر بان الله لا رب غيره اله على العرش العظيم ممجد. ونشهد ان الله معبودنا الذي نخصصه بالحب ذلا ونفرده فلله كل الحمد والمجد والثناء من اجل فمن اجل ذا كل الى الله يقصد تسبحه الاملاك والارض والسماء وكل جميع الخلق حقا وتحمدوا هذه المنظومة بدأها رحمه الله وكانها اجابة لسؤال سائل سأل عن المنهج الحق فقال فيا سائلا ويا للندى كما هو معلوم ينادى به البعيد والقريب وقد يكون هذا الحرف لا يقصد به النداء ويؤتى به للتوجع او يقصد به الحكاية فليس كل ياء يكون نداء فمثل قوله جل وعلا يا موسى هذا نداء يا ايها الذين امنوا التوجع يأتي في مثل قول الناس واسفاه او يا اسفاه كما في قول يعقوب واسفا على يوسف ويأتي ايظا يا من من باب الحكاية وليس فيه الاستغاثة ولا طلب النداء بقول المصلي في صلاته السلام عليك يا ايها النبي وهذا السائل لم يذكره المصنف رحمه الله تعالى لان المقصود هو كل طالب حق يريد ان يتعرف على المنهج الحق فنكره و تنكير المنادى يدل على التعميم يا سائلا يعني يا اي انسان تسأل عن منهج الحق وقوله المنهج المنهج في اللغة اسم مصدر ويطلق على المكان وعلى الزمان فتقول هذا منهجي اي طريقي وهذا منهج حق اي طريق حق وان لم تقصد به السلوك ونهج فلان منهجا اي صار على طريق معين وكلمة المنهج اعم من كلمة الاعتقاد في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسوله صلى الله عليه واله وسلم. فكل اعتقاد منهج وليس كل منهج يكون اعتقاد والمنهج اذا اطلق فالمقصود به كيفية السير الى الله تبارك وتعالى وحينئذ يكون متظمنا لمعنى كيفية الاعتقاد كيف نعتقد في الله عز وجل ما هي اركان الايمان بالله كيف نعتقد الايمان ما هي اركان الايمان وايضا يطلق ويراد به المصدر الذي منه نأخذ دلالة مسائل الاعتقاد فالمنهج الحق انما يستقى من كتاب الله عز وجل ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويطلق المنهج ويراد به المسلك الذي سلكه النبي عليه الصلاة والسلام واصحابه في باب التخلق وفي باب الفقه وفي باب الاخلاق. وفي باب العبادات ومنه قوله تعالى لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاج هاي طريقا تسلكونه في التعبد فعباداتنا في الصلاة الصلاة مشروعة واجبة علينا وعلى من قبلنا لكن كيفية الصلاة علينا لا يلزم ان تكون ككيفية الصلاة على من قبلنا لا من حيث الهيئة التامة ولا من حيث العدد الخمس وهكذا في الصوم وهكذا في الحج وفي غيرها من العبادات قال عن منهج الحق اضيف هذا المنهج الى الحق لان هناك مناهج باطلة وهي الطرق التي قال الله جل وعلا عنها بحق الكفار والذين كفروا اولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات فهناك مناهج اخرى شركية وكفرية وبدعية من مناهج الكفار والمشركين ما نراه اليوم من منهج المغضوب عليهم وهم اليهود ومن مغضب منهج الضالين وهم النصارى فان منهج المغضوب عليهم فرق الله جمعهم وشتت الله شملهم هؤلاء منهجهم هو انهم لا يهتمون بالعمل. اكتفوا بنقل الاسفار عن الاحبار دون تمعن ولا اعتبار فصار حالهم كما قال الله مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفارا فاستحقوا غضب الله جل وعلا وكذلك هناك مناهج بدعية توصف بانها مناهج باطلة ومناهج منحرفة وجاء وصف هذا في حديث عبدالله بن مسعود في مسند الامام احمد وغيره ان النبي عليه الصلاة والسلام خط خطا مستقيم ثم قال هذا سبيل الله وخط خطوطا من على جنبتي الصراط ثم قال هذه السبل وعلى كل سبيل منها داع يدعو ثم يقول ابن مسعود تلا قوله تعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فالسبل مفرقة وسبيل الله جامع ولهذا كان من علامات المنهج الحق مع كونه حقا فانه يكون جامعا لا مفرقا قال يا سائلا عن منهج الحق والحق باللغة الشيء الثابت الموافق للواقع دليلا او واقعيا فنحن نقول القيامة حق اي دل الدليل على ثبوته. واذا وقع فنقول هذا هو اليوم الحق لكونه وقع كما اخبر الله جل وعلا وفي القرآن وجاءت سكرة الموت بالحق لماذا وصف ذلك بالحق؟ لانه اخبر الله عنه فيقع كما اخبر والمنهج الحق من باب اضافة الشيء الى صفته فالحق من صفات المنهج الذي كان عليه النبي عليه الصلاة والسلام وعلامة هذا المنهج وكونه حق علامة هذا المنهج وكونه حق هو دليله القائم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ولذلك الله وصف القرآن بالحق ومن اسمائه جل وعلا الحق ووصف رسوله صلى الله عليه وسلم بانه حق كما في الحديث قال وشهد ان عيسى عبد الله ان الجنة حق وان النار حق وان عيسى عبدالله ورسوله وان واني رسول الله الى اخر الحديث قال فيا سائلا عن منهج الحق يبتغي سلوك طريق القوم حقا ويسعدوا. جملة يبتغي سلوك طريق القوم حقا ويسعد. هذه الجملة يصح ان يكون جملة حالية ويصح ان يكون صفة للمنهج الحق اي سائل يسأل لماذا يسأل حال كونه يريد سلوك طريق القويم سلوك طريق القوم حقا ويريد السعادة ويصح ان يكون يبتغي سلوك طريق القوم صفة للمنهج الحق فيريد ان يعرفها ليسلك هذا المسلك والابتغاء هو ارادة لاجل العمل الابتغاء بغيت كذا واردت كذا وابتغيت كذا طلبته يبتغي سلوك طريق القوم والسلوك معناه السير الحثيث. سلك فلان مسلكا يعني صار خيرا حثيثا جادا سلوك طريق القوم. وهذه من اوصاف المنهج الحق انه سار عليه القوم. وهم الرسل عليهم الصلاة والسلام كما قال الله عز وجل اولئك الذين هداهم الله فبهداهم واقتدي نحن مأمورون ان نقتدي بالرسل صلوات الله وسلامه عليه في جميع اعتقاداتنا واعمالنا الا ما كان مختصا بالرسل وكذلك نحن مأمورون باتباع طريق الصحابة رضوان الله عليهم كما قال الله في محكم القرآن امنوا كما امن الناس وهم الصحابة رضوان الله عليهم وقال تعالى فان امنوا بمثل ما امنتم به فقد اهتدوا وقال جل وعلا ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت نصيرا فهذا الوعيد انما ترتب على مخالفة طريق القوم. وهم الصحابة رضوان الله عليهم واتباعهم من القرن الثاني وهم التابعون والثالث وهم تبع التابعين. ولذلك وصفهم النبي عليه الصلاة والسلام بانهم خير القرون فقال خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وهؤلاء القوم الذين سلكوا هذا المسلك على رأسهم الخلفاء الراشدون وقد وصفهم النبي عليه الصلاة والسلام بانهم على الرشاد والهدى كما في حديث العرباض ابن سارية قال فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عظوا عليها بالنواجذ فهم اهل رشاد يعني سداد بالعمل واهل رشاء واهل هداية يعني سداد في العلم وكذلك الصحابة رضوان الله عليهم من حيث الجملة فان اجماعهم حجة ومن حيث الجملة هم حجة على من عاداه وعلى من بعدهم ولذلك نحن مأمورون بطريق باتباع طريقته. ولهذا قال الامام ما لك رحمه الله ما لم يكن يومئذ دينا فلن يكون اليوم دينا وهذا جاء منصوصا ايضا في حديث عبدالله بن عمرو وفي حديث جابر في حديث انس في ذكر اختلاف هذه الامة الى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة ولما سئل عن الناجية قال ما انا عليه اليوم واصحابي. وهذا معنى طريق القوم قال يبتغي سلوك طريق القوم حقا حقا يعني مقرا ومعترفا عاملا لينشده ويسير اليه ويعمل به ويسعد. اي يطلب ذلك يريد به السعادة وعلى المسلم ان يعلم ان السعادة التامة في الاسلام التام وبقدر ما ينقص في قلب العبد درجة الايمان والاسلام ينقص سعادته الدنيوية والاخروية ولذلك يقول جل وعلا ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى وليس معنى السعادة ان يكون الانسان غنيا فحسب او معافا فحسب او يكون اهل وجاهة ونحو ذلك نعم هذه سعادات وقتية لكن المقصود هنا بالسعادة السعادة سوريا التي يراها المؤمن ويحس به في قلبه بطاعة الله جل وعلا ثم قال تأمل هداك الله ما قد نظمته تأمل يعني تفكر وتدبر والتأمل التفكر في الشيء والتدبر فيه. وهداك الله من باب الدعاء لمن يقرأ هذا النظر وطلب الهداية من اعظم انواع الادعية سواء لابنائك او لنفسك او لغيرك او لطلابك ولذلك امرنا الله جل وعلا ان ندعو بطلب الهداية في كل ركعة من ركعات صلاتنا فنقول اهدنا الصراط صراط المستقيم والهداية اذا اطلقت فيراد بها فيراد بها الامران معا. هداية العلم وهداية العمل بداية العلم وهداية العمل. سداد في العلم وسداد في العمل. لما نقول اهدنا الصراط المستقيم يعني ارشدنا علما ووفقنا عملا قال تأمل هداك الله ومعلوم ان الهداية المضافة الى الله هي نوعان بداية تعليم فالله عز وجل علم ويعلم سبحانه وتعالى تعلم ادم الاسماء كلها وقال وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك كبيرا وقال جل وعلا اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وايضا هدانا هداية التوفيق والالهام بداية القلب الذي لا يملكها سواه جل وعلا. وهذا هو معنى قول النبي عليه الصلاة والسلام يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك وهو من داخل في معانيه الى الصراط المستقيم قال تأمل هداك الله ما قد نظمته. النظم آآ اسم من اسماء ما كان من الكلام على الشعري قال تأمل من قد كان للحق يقصد من اوصاف الحنفاء انه من اعظم مقاصدهم في قلوبهم في نياتهم طلب الحق والعمل وفقه من اعظم علامات الحنفاء انهم ميالون الى الحق طالبون له ثابتون عليه لا يحيدون عنه ولو كان الناس كلهم على الباطل فانهم يثبتون عن الحق كما قال ابن مسعود رضي الله عنه الامة الحق ولو كنت وحدك. وقال الجماعة الحق ولو كنت وحدك. قال تأمل منك وتأمل من قد كان للحق يقصد ولنعلم ايها الاخوة انه ما من عقيدة صحيحة وعلم صحيح الا ويسبقه قصد صحيح متى ما كانت المقاصد صحيحة سليمة كانت الاعمال صحيحة متى ما كانت المقاصد ناقصة او قاصرة او سقيمة كانت الاعمال والوصول الى الغايات قاصرة قال من قد كان للحق يقصد ولابد للمسلم ان يكون حنيفا اي قاصدا للحق كما امرنا الله في محكم الكتاب فقال ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون والرباني هو الذي يعمل بالحق ويقصده ويعمل به. ويعلمه وقال جل وعلا سماكم المسلمين من قبل يعني ابراهيم عليه السلام حنفاء غير مشركين به اي طالبين للحق بعيدين عن الشرك الباطل ثم ذكر رحمه الله آآ ما يتعلق بالتوحيد فقال نقر بان الله لا رب غي واصل الاقرار آآ هو في اللغة مساو للايمان فالايمان في اللغة يساوي الاقرار والاقرار يساوي الايمان والاقرار الاذعان آآ بالحق والعمل وفقه نقر يعني نؤمن نعرف ونعلم ونعمل بان الله لا رب غيره الله سبحانه وتعالى لا رب غيره. سواء اقررنا او لم نقر لكن قول المؤمن امنت وبان الله واحد ليس معناه ليس معناه انه هو يجعل الله واحد. الله هو واحد. انت امنت ولا ما امنت لكن المقصود نقر بان الله لا رب غيره نقر من جهة افعالنا اي لا نصرف عباداتنا الا له جل وعلا لماذا لا نصرف عباداتنا الا له؟ لانه هو المعبود بحق ولهذا قال بان الله لا رب غيره واسم الله من اعظم الاسماء حتى قال سيبويا رحمه الله في كتابه الكتاب قال اعرف المعارف الله اعرف المعارف وهو اعظم اسماء الله عز وجل. وقال جمع من اهل العلم ان الاسم الاعظم هو اسم الله وقال بعض العلماء بل هو مركب من اسمين فاكثر الله الحي القيوم وقال بعضهم الله العلي العظيم وقيل غير ذلك. نقر بان الله لا رب غيره. وهذا هو التفسير لا اله الا الله التفسير لا اله الا الله يعني لا معبود حق الا الله. فجملة ان الله تظمن معنى العبادة اي ان المعبود بحق هو الله لا رب غيره فان قال قائل لماذا المعبود بحق هو الله؟ لانه لا رب غيره فالذي هو رب وحدة هو الذي يستحق التأله وحده واصل التأله التعبد ومن معاني الاله المحبوب. فالله جل وعلا المحبوب على ما انعم والمحبوب على كماله وجماله وجلاله سبحانه وتعالى. وكذلك هو سبحانه يعبد وحده. لانه الرب المنعم لانه المدبر سبحانه وتعالى. قال لا رب غيره. والرب من اسماء الله جل وعلا والرب من اسماء الله تبارك وتعالى وقد جاء مفردا ومضافا رب العالمين مضافا وايضا ربكم ورب ابائكم الاولين والرب معرفا من اسماء الله تبارك وتعالى ومعناه الذي له الربوبية على الخلق والربوبية عند الاطلاق يتضمن المعاني الاربعة المعروفة الخلق والرزق والملك والتدبير فمعنى لا رب غيره اي لا خالق غيره ولا رزاق غيره ولا مالك غيره ولا مدبر غيره. وهذه المعاني تتداخل وتتضمن يتضمن بعضها بعضا قال اله على العرش العظيم الممجد وهذه وهذا القدر اله على العرش العظيم الممجد كان بعض المشركين يعترف به حتى جاء في شعر امية هذا المعنى في اقراره ان الله عز وجل على العرش استوى وهو منطوق القرآن الكريم باكثر من سبعة من سبع ايات فقال جل وعلا خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش قال هذا في سورة الاعراف وفي سورة يونس وفي غيرها من السور واخرها الحديث. في سبع سور وقال في طه على العرش استوى. والاستواء معلوم ان معناه العلو والارتفاع. قال اله اي معبود وبهذا نفسر ما جاء في سورة الانعام في قوله جل وعلا وهو الذي في السماء لون وفي الارض اله ومعنى اله يعني معبود وكذلك جاء في غيرها من السور معنى اله يعني معبود وهو سبحانه معبود من في السماوات ومعبود من في الارض. اذا الى معناه معبود اله يعني معبود على العرش العظيم ممجد والعرش سقف المخلوقات والله جل وعلا خلق السماوات والارض لا لتكنه ولا لتضله فهو سبحانه اعظم من ان يحتاج الى هذه الاشياء المحدثة المخلوقة لكنه لما خلقها صارت نسبتها اليه دون وهو جل وعلا فوق. كما قال جل وعلا عن ملائكته يخافون ربهم من فوقهم اله على العرش العظيم ممجد. اي معظم فهو سبحانه فوق العرش والعرش اعلى المخلوقات اذا هو فوق المخلوقات تبارك وتعالى. اما السماوات والارض فهذه يمكنة مخلوقة تعالى الله عن ان يكون في شيء مخلوق سبحانه وتعالى قال اله على العرش العظيم والعرش يوصف بانه عظيم وذلك كما جاء في حديث ابن عباس وغيره ما العرش ما السماوات السبع والكرسي بالنسبة للعرش الا كحلقة في فلاة او قال كحبة خردل فيها في احد وهذا يدل على عظمة العرش والعرش جاء التفسير عن ابن عباس بانه سرير الملك وذكر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله مصححا حديث ابن عباس قال كالقبة للسماوات والارض يعني فوق المخلوقات كلها وقد جاء وصف العرش بالعظمة في اخر سورة البروج في قوله جل وعلا ذو العرش المجيد على قراءة ترفيه المجيء فيكون المجيد صفة للعرش على هذه القراءة والمجيد معناه العظيم والممجد المعظم الا ان الفرق بين العظيم وبين الممجد العظيم في الغالب انما يطلق على صفة الذات والممجد اعم فيشمل صفات الذات وصفات الافعال. وهنا قال اله على العرش العظيم ممجد. يجوز ان في هذا البيت ان نقول اله على العرش العظيم صفة للعرش. ويجوز ان نقول اله على العرش العظيم مم اي هو العظيم سبحانه وتعالى وهو سبحانه يوصف بالعظم ويوصف بالكبرياء ويوصف بالقهار بالجبار بن مهيمن كما في محكم التنزيل. والممجد من اوصاف الله تبارك وتعالى ممجد يعني معظم وهو التفسير اسمه المجيد. ما معنى المجيد؟ ذو العرش المجيد بقراءة الرفع المجيد يكون اسما من اسماء الله تبارك وتعالى. والمجيد فعيل فعيل بمعنى فاعل. اي يمجد ما شاء فمجد محمدا صلى الله عليه وسلم وعظمه على العالمين ومجد بعض الافعال وحقر بعض الافعال فمجد التوحيد وحقر الشرك ومجد آآ العبادات الذكر وآآ حقر الغفلة ونحو ذلك وهو سبحانه مجيد بمعنى ممجد اي معظم. فهو سبحانه ذو مجد. ومعنى انه ممجد يعني معظم في ذاته العلية ويكفيك ان تعلم عظمة ذاته العلية ومجد ذاته العلية انها ليست كالذوات ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. ولم يكن له كفوا احد. وهو ممجد في اسمائه سبحانه وتعالى له الاسماء الحسنى وهو سبحانه ممجد في صفاته فله الصفات العليا وهو سبحانه ممجد في افعاله فلا احد يفعل كفعله لا احد يخلق كخلقه ولا يرزقك رزقه ولا احد له وصف كاوصافه تبارك تعال ثم قال ونشهد ان الله معبودنا الذي وهذي اه وهذا البيت او هذا النظم تفسير لشهادة التوحيد. اشهد ان لا اله الا الله وفي جميع الروايات عن النبي عليه الصلاة والسلام جاء ذكر الحمد وذكر التسبيح بنون الجمع ولكن لم يأتي عنه صلوات ربي وسلامه عليه الشهادة بلفظ الجمع يعني جاي ان الحمد لله نحمده ونستعينه بنون الجمع لكن لم يأتي ونشهد وانما جاء واشهد على سبيل الافراد وهنا قال ونشهد لا بأس ان يأتي بسبيل الجمع وليس المقصود هنا نشهد تعظيم نفسه وانما المقصود هنا الاخبار عن شهادة المسلمين ونشهد اي نحن المسلمون المقرون بالتوحيد. ان الله معبودنا مفتوحة بعد نشهد تفسير للشهادة واما اذا قلنا ونشهد ان الله معبودنا فهنا نشهد يكون بمعنى القول وليس هذا المراد وانما المراد هو الاول. ونشهد ان الله معبودنا معبود هو هو الذي يعبد استحقاقا وهو الذي يعبد تعظيما وهو الذي يعبد تخصيصا ولهذا قال المصنف الذي تخصصه بالحب ذلا ونفرده فهذه فهذا حق من حقوقه علينا على سبيل الاخلاص لا يجوز ان نصرف شيئا من العبادات لغيره. فكل عبادة فهو حق لله عز وجل ومن هنا ندرك ان الواجبات الشرعية والمندوبات والمستحبات الشرعية لا يجوز صرفها لغير الله تبارك وتعالى ويجمع هذا الكلام العبادة حق الله. ولهذا جاء في القرآن الكريم فاعبده واصطبر لعبادته وجاء في القرآن الكريم اعبدوا ربكم واعبدوا فاعبده ونعبد واياك نعبد واه لا اعبدوا ها؟ الا الله عز وجل هذا كله من باب تفسير معنى الاله قال الذي نخصصه بالحب. وهذا التخصيص دل عليه اسلوب الحصر في قولنا لا اله الا الله فان جملة لا اله منفية والا الله الاستثناء فاذا جمعنا بين النفي والاستثناء يدل ذلك على الحصر. والمعنى لا يستحق العبادة احد سواه. وهو منطوق القرآن في قوله جل وعلا وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون وكل رسول يرسل الى قومه يقول لهم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره وفي تقديم المعمول في خبرنا في الفاتحة اياك نعبد واياك دليل على التخصيص فادلة تخصيص العبادة لله عز وجل نصية وعقلية اما دلالة العقل على ذلك فان كل عاقل يعلم ان الذي هو خلق ورزق ويملك ويتصرف هو الذي يجب ان يعبد ارأيتم لو ان انسانا جلب سائقا وعمل له ايقاما مع انه ما خلقه ولا صنعه وانما فقط تصرف عليه تصرف المنفق وتصرف عليه تصرف واعطاه الراتب ثم اذا به في اخر الشهر يكتشف انه يعمل عند جاره ولا يعمل له شيئا. هل يعطيه شيء من الراتب الا يوبخه؟ الا ينبهه ثم يذكره المرة بعد المرة بعد المرة والا بعد ذلك يقطع عنه كل عطاياه ومن هنا ندرك ان قطع آآ الرحمة عن المشركين هو عين العدل ولذلك الله جل وعلا يرحم الكافر والمشرك في الدنيا لكن اذا كان يوم القيامة فان الله قال وكان بالمؤمنين رحيما قال نخصصه بالحب وهنا ينبغي ان ننتبه يا يا اخوة ان العبادة اذا لم تكن مع الحب فهي صورية العبادة اذا لم تكن مع الحب فهي شكلية العبادة اذا لم تكن مع الحب فهي عادة لماذا الناس اليوم لا يخشعون في صلواتهم لماذا الناس اليوم سبحان الله ما يعرفون الحب لان العبادة خلت عن الحب لما تكون المحبة مصاحبة للعبادة فان العابد يتفكر كيف يعبد لا يتفكر كيف يتخلص لكن اذا خلت العبادة عن الحب فان العابد يتفكر كيف يتخلص من العبادة. متى ينتهي من العبادة وهذا فرق عظيم بين عباداتنا وعبادات المحبين فيا عبد الله فتش قلبك هل تعبد الله حبا هذه قضية مهمة ترى ترى من من معاني اسماء الله المحبوب المألوه المحبوب ولذلك كان العرب تطلق كلمة التأله على التحبب ولذلك كان الوله درجة من درجات الحب عند العرب الله جل وعلا يحب بجماله وجلالي وعظمته وسلطانه. فضلا عن نعمائه والائه وعطاياه علينا اسبغ علينا النعم ظاهرة وباطنة. كيف لا يحب اذا قمت للعبادة قم للعبادة حبا لله جل وعلا فاذا اكتشفت هذا تعرف كيف تعبد الله تبارك وتعالى ومن هنا تفهم معنى قول النبي عليه الصلاة والسلام وجعلت قرة عيني في الصلاة. قال نخصصه بالحب ذلا ونفدا. اي نعبد الله حبا وذلا وهذا من درجات الانبياء عليهم الصلاة والسلام يدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين خشوعهم بسبب علمهم بالله وحبهم له والرغب والرهن الرجاء والخوف يخصصوا بالحب ذلا فنحن نحب الله لما له من الجمال والجلال ونذل له لعلمنا باننا عبيد وانه ربنا سبحانه الا ترون العساكر والجن في المملكة لا يأمرهم المليك بامر الا ويفرحون بالامر. ويقول احدهم وزيرا كان او مديرا والله نسعد بتنفيذ اوامر الملك او الامير او الرئيس يسعدون فلماذا انا وانت لا نسعد باوامر مليكنا تبارك وتعالى يتذللون حتى يأمرهم هم دون غيرهم فلما يأمرنا الله تبارك وتعالى يأمرنا الله تبارك وتعالى يأمر المسلمين فيجب علينا ان نذل ولنظهر ولنظهر الذلة مع الاعتزاز خصنا بالعبادة ارأيت لو منعنا من ان نقف بين يديه خمس مرات ما كنا نستطيع ان نقف خمس مرات ارأيت لو لم يشرع علينا صيام شهر رمضان ما كنا نستطيع ان نعبد في شهر رمضان ارأيت لو لم يشرع لنا الحج؟ ما كنا نستطيع ان نحج اذا لا بد ان نخصصه بالحب ذلا هذه المذلة هي مذلة العبد لسيده مذلة العابد لمعبوده مذلة المطيع لامره وهي في الحقيقة سبب لنيل المعزة فبقدر مذلتك بين يدي الله تجد المعزة عند الله وبقدر الانفة عن طاعة الله تبعد عن جناب الله فلنكن على ذكر من هذه الامور يخصصه بالحب ذلا ونفرد اي يفرد الله جل وعلا بالعبادة فهو الفرد في ذاته الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد فيجب ان يفرد التعبد بالطاعة بالحاكمية بالتشريع. فنعلم انه جل وعلا هو الذي له الحكم قدرا فيفعل فينا ما يشاء. وهو الذي له الحكم شرعا في شرع ما يشاء وهو الذي له حق الشرعة والتشريع وليس للنبي عليه الصلاة والسلام ولا للانبياء من قبله الا البلاغ. كما قال جل وعلا ان عليك الا البلاغ ثم قال فلله كل الحمد والمجد والثناء فمن اجل ذا كل الى الله يقصد او يقصد فلله كل الحمد تقديم الجار المجرور من باب التعظيم فاسم الله ينبغي ان يقدم وايضا يدل من الناحية البلاغية على الحصر اي ان الحمد على وجه التمام والكمال حق الله تبارك وتعالى وغيره غيره يحمد لكن لا يحمد الا مقيدا فيثنى على فلان لشجاعته وعلى فلان بكرمه وعلى فلان بصدقه ولكن لا نستطيع ان نحمد انسانا على الاطلاق ها ونصفه بان له صفات الكمال المطلق لا نستطيع لان صفات الكمال المطلق لا تكون الا لله عز وجل اي نعم هناك من البشر من اعطي الكمالات البشرية ولكن ليس له فوق ذلك شيء من كمالات الالوهية ولا الربوبية وهم صلوات الله وسلامه عليهم واكملهم اولو العزم الخمس واكمل اولي العزم محمد صلى الله عليه وسلم. فلله كل الحمد ولذلك لما يقول المصلي الحمد لله رب العالمين فكلمة آآ ال في كلمة الحمد حرف ال في كلمة الحمد هو بمعنى كل اي كل الحمد لله عز وجل او هو بمعنى الاستغراق الجنسي اي جميع المحامد حق الله جل وعلا ولله كل الحمد فهو محمود في ذاته محمود في اسمائه محمود في صفاته محمود في افعاله محمود في تقديره محمود في شرعه وشرعته تبارك وتعالى قال فلله كل الحمد والحمد معناه الثناء على الجميل بصفات الجمال والجلال الثناء على الجميل بصفات الجلال والجمال وسواء آآ حمدته على آآ خير اوصله اليك او لم يوصله اليك واما الشكر فهو الثناء على النعمة التي وصلت اليك فالحمد اعم من الشكر من هذه الجهة والشكر اخص من جهة النفس. فلله كل الحمد والمجد وقد سبق ان بينا معنى المجد يعني العظمة في صفات الرب تبارك وتعالى والثنا السنة تكرار تكرار التعظيم لله عز وجل وقد جاهد في حديث ابي هريرة في المتفق عليه قال الله عز وجل اه اذا قال العبد الحمد لله رب العالمين. قال الله حمدني عبدي واذا قال العبد الرحمن الرحيم قال الله مجدني عبدي اي بين مجدي وعظمتي واذا قال العبد مالك يوم الدين قال الله اثنى علي عبدي. ومعنى الثناء هنا تكرار آآ المديح تكرار المديح والعرب تقول فلان اثنى على فلان يعني كرر المديح في حقه بعد المديح. فمن اجل ذا اي فمن اجل كون كل المحامد لله عز وجل وكل المجد على وجه الاطلاق وعلى وجه الكمال وكل الثنايا لله عز وجل كل الى الله يقصده اي لما له من العظمة والحمد والمجد فالعابدون يقصدونه الملائكة يسبحونه الليل والنهار لا يفترون الرسل والانبياء عليهم الصلاة والسلام يعبدون الله عز وجل والصالحون يعبدون الله جل وعلا ولذلك قال فمن اجل ذا كل والتنوين هنا في كلمة كل اي كل عابد الى الله يقصد لماذا العابد الى الله يقصد؟ لا الى غيره لما علم من حمد الله عز وجل ومجده وعظمته تبارك وتعالى يقصد يعني في نياته في باب افعاله. فلا يقصد بعباداته غير وجه الله جل وعلا ولذلك قال سبحانه وتعالى عن المخلصين قال لما ينفقون او يتصدقون ماذا يفعلون؟ قال لا يطلبون من احد شيئا الا ابتغاء وجه ربه الاعلى. هذه من سمات القاصدين الذين يقصدون. لذلك ازل عن قلبك نظر الخلق واجعل على نفسك نظر الخالق تبارك وتعالى. وهذا سبيل من سبل افراد القصد. افراد القصد ثم قالها تسبحه الاملاك والارض والسماء. وكل وكل جميع الخلق حقا وتحمد تسبيح الله جل وعلا تسبحه يعني تنزهه ومعنى سبح يعني نزه وقد جاء في القرآن على خمسة اوجه مصدرا سبحان الذي اسرى بعبده ماضيا سبح لله ما في السماوات والاخ مضارعا يسبح لله ما في السماوات وما في الارض الملك القدوس العزيز الحكيم امرا سبح اسم ربك الاعلى ومعنى سبح او يسبح او سبح او سبحان معناه التنزيه عن كل ما يتصور من نقص او يتخيل من نقص او مطلق التنزيه حتى الذي لا يتصور ولا يتخيل فالله منزه عن كل نقص وعين تخيل ذلك او لم يتخيل. تصور النقص او لم يتصور. فالله منزه فهو بكل شيء عليم فكيف يتصور في علمه النقص وهو على كل شيء قدير فكيف يتصور يتصور في قوته العجز وهو سبحانه وتعالى الحي القيوم فكيف يتصور في حياته وقيوميته النقص فهو سبحانه تسبحه الاملاك الاملاك آآ يقصد به آآ الملك الملك والاملاك يجمع كلمة الملك على املاك. ولذلك في عرف الناس اليوم املاك الدولة يعني مملوكات الدولة هذه من املاكي اي من مملوكاتي. فالاملاكي عن المملوكات وهذا النوع من التسبيح من المملوكات كلها انما هو تسبيح قهري فكل شيء يدل على تنزيه الله عز وجل ومصداقه الفردي في قوله جل وعلا تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا ثم قال امرا قال ينقلب اليك البصر وهو حشير فلا يرى اي عيب فحين اذ يسبح الله جل وعلا يسبح الله اذا نظر في كل خلق فكل شيء دليل على تنزيه الله عز وجل هذا بمعنى التسبيح القهري وايضا كل شيء دليل على تسبيح الله عز وجل وهذا دليل اياتي مرئي مشاهد في الكون ويمكن ان يكون المقصود بكلمة الاملاك الملائكة. فالملائكة ايضا تجمع على املاك تسبحه الاملاك فالملائكة يسبحون الله عز وجل الليل والنهار قال والارض الارض ايضا تسبح الله جل وعلا الليل والنهار لقوله جل وعلا في سورة الاسراء وان من شيء الا يسبح بحمد فدخل في ذلك الاملاك كلها بما في ذلك الارض والسماء ومما يؤكد على ان الارض والسماء شاهدتان على تنزيه الله عز وجل انهما قالتا اتينا طائعين اي وذلك لكماله ومجده واستحقاقه للتنزيل سبحانه وتعالى والارض اسم جنس يطلق ويراد به ارضنا ويطلق يراد به الاراضين السبع. وكذلك السما اسمه جنس يطلق به ويطلق ويراد به السماء الدنيا ويطلق ويراد به السماوات كلها وهو كل ما علا فالارض كل ما سفل والارض والسماء كل ما علا والارض اما ان يقصد ويراد به ارض الدنيا وهو المعني هنا او يطلق ويراد به ارض الجنة كما في قول اهل الجنة وسيق الذين اتقوا ربهم الى الجنة زمرا حتى اذا جاءوها فتحت ابوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم ادخلوها خالدين وقالوا الحمدلله الذي صدقنا وعده واورثنا الارض الالف واللام هناك للعهد يعني ارض الجنة قال تسبح تسبحه الاملاك والارض والسماء وكل لون وكل جميع الخلق كل مضاف وجميع مضاف اليه وتأكيد العموم بكلمة كل وجميع عطفا او بالاضافة اسلوب معروف عند العرب لا سيما في الشعري واما في غير الشعر فهل هو بلاغة او عي في خلاف بين البلاغيين يعني هل انت تقول كل جميع الخلق تكرر الكلام هكذا هذا في الكلام المنثور هل هو بلاغ او لا فيه خلاف بين البلاغيين والصواب ان تكراره على نفس الصيغة كل والجميع لا يصح. لكن على صيغة اخرى يصح لقوله جل وعلا فسجد الملائكة كلهم اجمع ولم يقل جميعا فلم يحصل في الكلام تكرار قال وكل جميع الخلق والخلق الالف واللام في الكلمة الخلق بمعنى المخلوق اي الذي خلقه الله جل وعلا والخلق له اطلاقان في القرآن لابد من التنبه لهما الاول بمعنى فعل الرب تبارك وتعالى. فهذا فعله وهذا وصفه تبارك وتعالى. والخلق بمعنى المخلوق هذا مفعول تبارك وتعالى وهو محدث احدثه الله تبارك وتعالى قال حقا وتحمدوا اي حقا بمعنى واقع وتحمده اي تحمد الله جل وعلا. لكن هنا سؤال لما انا اقول اشهد ان لا اله الا الله او يقول المسلم سبحان الله والحمدلله هو لا يقول الحمد ولا يقول والشهادة ولا يقول التسبيح من باب القهر. وانما يقول من باب الاختيار ولذلك الشهادة اه الاختيارية والتسبيح الاختياري والحمد الاختياري هذا الذي فيه الابتلاء. وهذا الذي فيه الحساب وهذا الذي فيه الجزاء وحسن المآب اما التسبيح القهري او الشهادة القهرية حتى اذا حضر احدهم الموت قال رب ارجعون او قال امنت بالذي امنت به بنو اسرائيل هذه الشهادة لا تنفع كذلك التسبيح الاضطراري هذه لا تنفع الذي عليه التكليف التسبيح الاختياري والحمد الاختياري والشهادة الاختيارية. هذا ما يتعلق هذا القدر من النظم نكتفي به ان شاء الله ونكمل في لقاء اخر وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين