جزى الله الشيخ على هذه الكلمة المختصرة التي كتبها وارسلها ونشرت في حياتي رحمه الله ونحن بدورنا نجدد ايها الاخوة التوبة والاستغفار وينبغي على المسلم دائم ان يلزم التوبة والاستغفار حتى يكون الله جل وعلا معه فان الله سبحانه وتعالى مع التائبين وآآ لا سيما طلبة العلم والسائرين الى الله عز وجل والداعين الى الله عز وجل ومن المناسب بعد هذه الرسالة الداعية الى التوبة الاستغفار ان نقرأ الرسالة التي بعدها وهي وجوب الدعوة الى الله واخلاق الدعاء فنسأل الله الكريم ان يجعلنا واياكم من الدعاة اليه وان يخلقنا واياكم باخلاق الداعين الى الله عز وجل ومن بعد الامانة ساروا على الطريق فدعوا الى الله عز وجل وانتشروا في ارجاء المعمورة دعاة للحق ومجاهدين في سبيل الله عز وجل لا الله لومة لائم. بلغوه لصلاة الله ولا يحصون احدا الا الله جل وعلا. في الارض غزاة المجاهدين ودعاة المهتدين وصالحين تفضل قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. والعاقبة للمتقين ولا عدوان الا على الظالمين اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. اله الاولين ولا الاخرين وقيوم السماوات والارضين واشهد ان محمدا عبده ورسوله. وخليله هو امينه على وحي ارسله الى الناس كافة. بشيرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه سراجا منيرا. صلى الله عليه وعلى اله واصحابه الذين استاروا على طريقتهم في الدعوة الى سبيله. صبروا على ذلك وجاهدوا فيه. حتى اطال الله بهم دينه وعلى كريمته ولو كره المشركون وسلم تسليما كثيرا اما بعد فان الله سبحانه وتعالى كلما خلق الجن والانس ليعبد وحده لا شريك له. وليعظم امره ونهيه وليعرف باسمائه وصفاته كما قال عز وجل ما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وقال عز وجل يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. وقال عز وجل الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن. يتنزل الامر بينهن لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما. فبين سبحانه انه خلق خلقا ليعبد ويعبد ويعظم ويطاع امره ونهيه. لان العبادة هي توحيده وطاعته مع تعظيم اوامره ونواهيه. وبين عز وجل ايضا انه خلق السماوات والارض وما بينهما ليعلم ليعلم انه على كل شيء قدير وانه قد احاط بكل شيء علما فظلم بذلك ان من الحكمة في ايجاد الخليقة ان ان يعرف الله سبحانه باسمائه وصفاته وانه على كل شيء قدير وان عالم بكل شيء جل وعلا. كما ان من الحكمة في خلقهم وايجادهم ان يعبدوه ويعظموه ويقدسوه ويخضعوا لعظمته. لان عبادة هي الخضوع لله جل وعلا والتذلل له. وسميت الوظائف التي امر الله بها المكلفين باوامر وترك نواهي عبادة بانها تؤدى بالخضوع والتذلل لله عز وجل. ولهذا ايها الاخوة نحن نرى اليوم ونسمع ان المخترعين الذين يخترعون المخترعات الحديثة يفتخرون بذلك ما مقصودهم بافتخارهم بهذه المخترعات مقصودهم حتى اه يستدلوا بمخترعاتهم على علمهم وعلى خبرتهم وليعظموا رب العزة جل وعلا اعظم من هؤلاء بديع السماوات والارض اخترع هذه المخلوقات ليعلم ليعلم عظيم علمه ليعلم عظيم حكمته ليعرف سبحانه وتعالى باسمائه وصفاته هذه غاية معقولة المعنى ومنصوصة في كتاب الله عز وجل وفي سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم الله سبحانه وتعالى خلق الخلق ليعرفوه فاذا عرفوه يعبدوه واذا عبدوه يوحدوه واذا وحدوه ادخلهم الجنة. نعم احسن الله اليكم رحمه الله ثم لما كانت العبادة ثم لما كانت العبادة لا يمكن ان تستقل بتفاصيلها المعقول كما العقول وليس المعقول يعني العقول لا تقدر ان تضع تفاصيل العبادات الركوع قبل ولا السجود الفجر ركعتين ولا ثلاث الزكاة كم مقدارها؟ العقول ما تستطيع. نعم ثم لما كانت العبادة لا يمكن ان تستقل بتفاصيلها العقول كما انه لا يمكن ان تعرف بها الاحكام من الاوامر والنواهي على التفصيل ارسل الله سبحانه وتعالى الرسل انزل الكتب لبيان الامر الذي خلق الله من اجل الخلق ولي الضحي وتفصيله للناس حتى يعبدوا الله على بصيرة وحتى ينتهوا عما نهاهم عنه على بصيرة فغسلوا عليهم الصلاة والسلام هم هم هداة الخلق وهم ائمة الهدى ودعاة الثقلين جميعا الى طاعة الله وعبادته. يعني الله سبحانه رحمه الله دقيق العبارة قال ان العقول لا تستقل بتفاصيل العبادات وهذا هو عقيدة ومنهج اهل السنة والجماعة خلافا للمعتزلة الذين زعموا ان العقول تدرك كل شيء وخلافا للاشاعر الذين زعموا ان العقول لا تدرك شيء اما اهل السنة والجماعة فيقولون العقول تدرك الامور الكلية ومحاسنها ولا تدركوا الامور التفصيلية بمحاسنها نعم فالله سبحانه قال رحمه الله تعالى فالله سبحانه اكرم العباد به رحمهم بارسالهم اليهم. واوضح على ايديهم الطريق السوي والصراط حتى يكون الناس على بينة من امرهم. وحتى يقولوا ما نبكي ما اراده الله منا. ما جاءنا من بشير ولا نذير. فقطع الله المعذرة وقام الحجة بارسال الرسل وانزال الكتب. كما قال جل وعلا لقد بعثنا في كل امة رسولا ان يعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. فقال سبحانه ما ارسل من قبلك من رسول الا نوحي الي انه لا اله الا انا فاعبدوني. قال عز وجل فقد ارسلنا رسلنا بالبينات انزلنا معه الكتابة والميزان يقول الناس بالقسم. قال سبحانه كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وانزل معهم الكتاب بالحق يحكم بين الناس فيما اختلفوا في الايات. ربنا سبحانه انه ارسل الرسل انزل الكتب ليحكم بين الناس بالحق والقسط. وليوضح للناس ما امتلأوا فيه من الشرائع والعقائد من توحيد الله وشريعته عز وجل. فان قوله سبحانه كان الناس امة واحدة يعني على الحق من عهد آدم عليه الصلاة والسلام الى وكان الناس على الهدى كما قال ابن عباس رضي الله عنهما وجماعة من السلف والخلف ثم وقع الشرك في فاختلفوا فيما بينهم واختلفوا فيما يجب عليه من حق الله. فلما وقع الشرك واختلافه ارسل الله نوحا عليه الصلاة والسلام. وبعده الرسل كما قال عز وجل انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده. يعني قال تعالى هذا الذي ذكره الشيخ في تفسير اية البقرة هو الصحيح من اقوال اهل التفسير كان الناس امة واحدة يعني على التوحيد فاختلفوا فوقع بينهم الشرك فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين اذا كان الناس امة واحدة امة واحدة على ماذا؟ متعلقه محذوف امة واحدة على التوحيد فاختلفوا فكلمة فجملة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين متعلق بمحذوف مقدر تقديره فاختلفوا نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله قال تعالى وما انزلنا عليك الكتاب الا لتبين الا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون. الله انزل الكتاب يبين حكم الله فيما اختلف فيه الناس. وليبين شرعه فيما جهله الناس وليأمره الناس بالتزام لله والوقوف عند حدوده وينهى الناس عما يضره للعاجل والاجل. وقد ختم قد ختم الرسل جل وعلا بافضلهم وامامهم وبسيدهم نبينا وامامنا سيدنا محمد ابن عبدالله عليه وعليه من ربهم افضل الصلاة والتسليم. فبلغ رسالته الامانة ونصح الامة وجاهد في الله وجهاده ودعا الى الله سرا وجهرا ابدي في الله اشد الاذى ولكن صبرا على ذلك صبر من قبل ومن الرسل عليهم الصلاة والسلام. صبرا كما صبروا. وبلغ كما بلغوا ولكنه اوذي اكثر وصدق اكثر وقام باعباء عليه وعليهم الصلاة والسلام. ما كثت ثلاث وعشرين سنة يبلغ رسالات الله ويدعو اليه وينشر احكام منها ثلاث عشرة سنة من القرى مكة المكرمة. اولا بالسر ثم بالجهر صدع بالحق واوذي وصبر على الدعوة وعلى اذى الناس. مع انهم يعرفون صدقه وامانتهم. ويعرفون فضله ونسبه ومكانته. ولكنه الهوى والحسد. والعناد من والجهل والتقليد من العامة والاكابر جحد واستكبروا وحسدوا. والعامة اللبذ واتبعوا واساءوا. واودي بسب ذلك اشد الاذى عليه الصلاة والسلام ويدلنا على اننا كابر عرس الحق وعدوا قوله سبحانه قد نعلم انه ليحزنك الذي يقولون فانهم لا يكذبونك ولكن بايات لا يجحدون. وبين سبحانه انهم لا يكذبون رسول الله صلى الله عليه وسلم. بل يعلمون صدقه وامانته في الباطل. وكانوا يسمونه الامير قبل ان اوتي اليه عليه الصلاة والسلام ولكنهم جحا الحق حسدا وبغيا وبغيا عليه الصلاة والسلام ولكنه عليه الصلاة والسلام لم بذلك ولم تستنفذ به من صبر واحتسب وصار في الطريق ولم يزل داعيا الى الله جل وعلا وصابرا على الاذى مجاهد بالدعوة كافا عن الاذى محتلا له صافحا عما يصدر منهم حسب حتى اشتد الامر وعزموا على قتله عليه الصلاة والسلام فعند ذلك اذن الله بالخروج الى المدينة فهاجر اليها عليه الصلاة والسلام وصارت على صحة الاسلام الاولى وظهر فيها دين الله وصار للمسلمين بها دولة وقوة واستمر عليه الصلاة والسلام دعوة ايضاح الحق وشرع ذو الجهاد بالسيف واصدر الرسل يدعون يدعون الناس الى الخير والهدى ويشرحون لهم دعوة نبيهم محمد عليه الصلاة والسلام وبعث السرايا وغزل غزوات حتى اظهر الله دينه على يديه وحتى الله به الدين واتم عليه النعمة وعلى كل ما اتم عليه وعلى امه امهات النعمة ثم توفي عليه الصلاة والسلام بعدها اكمل الله به الدين بلغ البلاغة ليس بعدها ثم توفي عليه الصلاة والسلام بعد ما اكمل هذا خطأ من الطابع بعدما اكمل الله به الدين نعم احسن الله اليكم ثم توفي عليه الصلاة والسلام بعد ما اكمل الله به الدين وبلغ البلاغ المبين عليه الصلاة والسلام فتحمل اصحابه الى مستحيل ينشرون دين الله ويعلمون الناس شريعته ويوضحون له العقيدة التي بعث الله بها الرسل وهي اخلاص العبادة لله وحده عبادة ما سواه الاشجار والاحجار والاصنام وغير ذلك. فلا يدعى الا الله وحده. ولا يستغاث الا به ولا يحكم الا شرعه ولا يصلى الا له. ولا ينذر الا له الى غير ذلك من العبادات واوضح واوضحوا للناس ان العبادة حق لله وعليهم ما ورد في ذلك من الايات مثل قوله سبحانه يا ايها الناس اعبدوا ربكم وقضى ربك الا فتعبد الا اياه اياك نعبد واياك نستعين. لا تدعو مع الله احدا. قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين. لا شريك له وانا اول المسلمين وصبروا على ذلك صبرا عظيما وجاهدوا في الله جهادا كبيرا رضي الله عنهم وارضاهم تبعهم على ذلك ائمة الهدى من التابعين واتباع التابعين من العرب وغير العرب وساروا في هذه الامة سبيل الدعوة وساروا في هذا السبيل. سبيل الدعوة الى الله عز وجل وتحملوا اعباءها وادوا الامانة جمع السد والصبر والاخلاص للجهاد في سبيل الله. وقتال من خرج عن دينه وصد عن سبيله ولم يؤدي ولم ولم يؤد الفزية. التي فرضها الله اذ اذا كان من اهلها فهم حملة الدعوة وائمة الهدى بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهكذا اتباع الصحابة من التابعين واتباع التابعين وائمة وائمة هدى ساروا على هذا الطريق كما تقدم وصبروا في ذلك وانتشر دين الله وعلت كلمته على ايدي الصحابة من تبعهم من اهل العلم والايمان من العرب والعجم من هذه الجزيرة جنوبها وشمالها من غير الجزيرة من سائر ارجاء الدنيا ان كتب الله له السعادة ودخل في دين الله وشارك في الدعوة والجهاد وعلى ذلك صارت لهم السيادة والقيادة والامامة في الدين بسبب صبرهم وامتحنهم وجهاد في سبيل الله عز وجل وصدق فيهم قوله سبحانه فيما كان في بني اسرائيل وكانوا باياتنا يوقنون. صدق هذا في اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي من سار وفي من سار على سبيلهم صاروا ان وهداتهم دعاة للحق. واعلاما يقتدى بهم بسبب صبرهم وايمانهم. فان بالصبر ان تنال تنال الامامة في الدين. فاصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام واتباعه باحسان الى يومنا هذا. هم الائمة وهم الهدى وهم القادة في سبيل الحق وبذلك يتضح لكل الظالم علمه ان الدعوة الى الله من اهل المهمات وان الامة في كل زمان ومكان في اشد الحاجة اليها بل في اشد الضرورة الى ذلك ويتلخص الكلام في الدعوة الى الله عز وجل في امور. الامر الاول حكمها وفضلها. الامر الثاني تحية ادائها واساليب واساليبها. الامر الثالث بيان الامر الذي يدعى اليه الامر الرابع بيان الاخلاق والصفات التي ينبغي للدعاة ان يتخلقوا بها وان يسيروا عليها. فنقول وبالله المستعان وعليه اتفقان وهو المعين وهو الموفق لعباده سبحانه وتعالى الامر الاول في بيان حكم الدعوة الى الله عز وجل وبيان فضلها. اما حكمها فقد دلت الادلة من الكتاب والسنة على وجوب الدعوة الى الله عز وجل وانها من الفرائض في ذلك كثيرة منها قوله سبحانه جل وعلا من فروظ اه الكفايات كما سيأتي ان شاء الله. نعم منها قوله تعالى ولتكن منكم امة يدعون للخير يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر اولئك هم المفلحون. انها قوله جل وعلا ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة مجادل بالتي هي احسن منها قوله عز وجل وادعوا الى ربك ولا تفنن من المشركين ومنها قوله سبحانه قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبع وبين سبحانه وان اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم هم الدعاة الى الله وهم اهل البصائر والواجب ما هو معلوم هو اتباعه والسير على منهاجه عليه الصلاة عليه الصلاة والسلام كما قال تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا. وصرح العلماء ان الدعوة الى الله عز وجل فرض الكفاية بالنسبة للابطال التي يكون فيها الدعاء. فان كل قطر وكل وكل طيب يحتاج الى الدعوة والى النشاط فيها. فهي فرض كفاية اذا قام بها من يكفي سقط عن الباقين ذلك الواجب. وصارت الدعوة في حق الباقين سنة مؤكدة وعملا صالحا جليلا. واذا لم يكن اهل الاقليم او اهل الفطر المعين بالدعوة على التمام صار الاسم عاما وصار الواجب على الجميع. فلا يقوم بالدعوة حسب طاقته وامكانه. اما بالنظر الى عموم البلاد فالواجب الدعوة الى الله جل وعلا في ارجاء المعمورة. تبلغ رسالتي الله وتبين امر الله عز وجل بالطرق الممكنة. فان الرسول صلى الله عليه وسلم قد بعث الدعاة ارسلكم الناس والى الملوك ورؤساء ودعاهم الى الله عز وجل. وفي اليوم ان يسأل الله عز وجل امر الدعوة اكثر بطرق لم تحصل لمن قبلنا. امور الدعوة اليوم تيسر اكثر من من طرق تأثيرة باقامة الحجة للناس بطرق متنوعة عن طريق الاذاعة عن طريق الاذاعة وعن طريق التلفزة وعن طريق الصحابة ومن طرق شتى. فالواجب على اهل العلم والايمان وعلى خلفاء الرسول ان يقوموا بهذا الوادي وان يتكاتفوا فيه وان يبلغوا رسالات الله الى عباد الله ولا يخشوا في الله لومة لائم ولا يحابوا في ذلك كبيرا ولا صغيرا ولا غنيا ولا فقيرا بل يبلغون امر الله الى عباد الله كما انزل الله كما شرع وكم شرع الله قد يكون قد يكون ذلك فرض عين اذا كنت في مكان ليس فيه من يؤدي ذلك سواه كالامر بالمعروف والنهي عن المنكر فانه يكون فارض ويكون فرض كفاية فاذا كنت في مكان ليس فيه من اقوى على هذا الامر ويبلغ امر الله سواك فن الواجب عليك ان تقوم والواجب عليك انت ان تقوم فاما اذا وجد من يقوم بالدعوة والامر والنهي وغير ذلك فانه يكون في حقك السنة. واذا بادرت اليه وحرصت عليه كنت بذلك في الخيرات وسابقا الى الطاعات. ومما احتج به على انها فرض كفاية قوله عز وجل فلتكن منكم امة يدعون الى الخير الاية. قال الحافظ ابن كثير رحمه الله لهذه الاية وجماعتي وجماعة ما معناها ولتكن منكم امة منتصبة لهذا الامر العظيم تدعو الى الله وتنشر دينه وتبلغ امره سبحانه وتعالى ومعلوم ايضا ان الرسول عليه الصلاة والسلام دعا الى الله وقام بامر الله حسب طاقته. وقام الصحابة رضي كذلك رضي الله عنهم بذلك حسب طاقته. ثم المهاجر قاموا يدل على ان الدعوة الى الله من فروض الكفايات اية سورة ايش اية سورة التوبة بقوله جل وعلا فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم الى الله ورشد اليه وعمل بما يدعو اليه. يعني دعا الى الحق وعمل به وانكر الباطل وحذر منه. وتركه ومع ذلك صرح بما هو عليه يخجل بالقال انني من المسلمين مقتبطا وفرحا بما من الله به عليه وليس كما يستنكف عن ذلك ويكره ان ينطق ان ينطق بانه مسلم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون. نعم قال رحمه الله قال الصحابة كذلك رضي الله عنهم وارضاهم بذلك حسب طاقتهم. ثم لما هاجروا قاموا بالدعوة اكثر بالدعوة ابلغ ولما انتشروا في البلاد بعد وفاته عليه الصلاة والسلام قاموا بذلك ايضا رضي الله عنهم وارضاهم. كل على قدر طاقته وعلى قدر علمه فعند قلة الدعاة وعند كثرة عند غابة الجهد اتحاد اليوم تكون الدعوة فرض عيننا على واحد للناس بطاقة اذا كان في محل محدود كقرية ومدينة ونحو ذلك ووجد فيها من هذا الامر وقام به وبلغ امره وبلغ امر الله وصار التبليغ في حق غيره سنة لانه قد اقيمت الحجة على يد غيره ونفذ امر الله على يد السخط لكن بالنسبة الى بقية الارض والى بقية الناس يجب على العلماء حسب اضافتهم وعلى ولاة الامر حتى طاقتهم ان يبلغوا امر الله لكل ما يستطيعون وهذا فرض عين عليهم على حسب الطاقة والقدرة. وبهذا يعلم ان كونها فرض وكونها فرض وكون ان كونها فرض عين وكونها فرض شفاية امر يختلف وقد تكون دعوة فرض عين بالنسبة الى اقوام والى اشخاص. وسنة بالنسبة لاشخاص والى اقوام. لانه وجد في محلهم وفي مكانهم امري وكفى عنهم. اما بالنسبة يعني جل وعلا لا نستطيع ان نقول انه فرض عين مطلقا ولا فرض كفاية مطلقا وانما نقول بحسب الامكنة والازمنة وبحسب الاحوال فقد تكون الدعوة الى الله من فروض الكفايات وقد تكون من فروض الاعيان. نعم قال رحمه الله اما بالنسبة لاولاة امور لهم قد واسع فعليهم بالواجب اكثر وعليهم ان يبلغوا الدعوة الى ما استطاعوا من الاقطار حسب الامكان بالطرق الممكنة وباللغات الحية التي ينطق بها الناس يجب ان يبلغ امر الله بتلك اللغات حتى يصل دين الله الى كل احد بلغته الاخوة اللغة العربية يبغيها فان الامر الان ممكن وميسور بالطرق التي تقدم بيانها طرق الاذاعة والتلفزة والصحافة وغير ذلك من الطرق التي تيسرت اليوم. فلم تتيسر في السابق كما انه يجب على الخطبات هذا في زمان الشيخ اما في زماننا اليوم ويوجد ما يسمى بالقرية الواحدة. اصبح العالم كالقرية الواحدة يمكن للانسان في اي مكان ان يدعو الى الله جل وعلا وهو في بيته بصوته او بكلماته بهذه الوسائل الحديثة هذه الوسائل التي يسعى فيها اهل الشر بشرهم يجب على اهل الخير والصلاح ان يسعوا فيها بخيرهم نعم الو قال رحمه الله كما انه يجب على الخطباء الاحتفالات وبالجمع وفي غير ذلك ان يبلغوا ما استطاعوا من امر الله عز ينصر دين الله حسب طاقتهم وحسب علمهم ونظرا الى انتحال الدعوة الى المبادئ الهدامة والى الالحاد وان كان رب العباد وانكار الصلاة وانكار الاخرة وانكسار الدعوة بكثير من البلدان وغير ذلك من الدعوات المضللة نظرا الى هذا فان الدعوة الى الله عز وجل يوم اصبحت فرضا عاما واجبا على جميع العقاب وعلى جميع الحكام الذين يدينون بالاسلام فرض عليهم ان يبلغوا دين الله حسب طاقتهم وبامكانهم الكتابة والخطابة وبالاداعة وبكل وسيلة ان استطاعوا الا يتقاعسوا عن ذلك او يتكلوا على زيد او عمرو في الحاجة بل للضرورة تماسك اليوم الى التعاون والاشتراك والتكاثر في هذا الامر العظيم اكثر من ما كان قدي. ذلك لان اعداء الله قد تكاتفوا وتعاونوا به وسيلة للصد عن سبيل الله والتشريك في دينه. دعوة الناس الى ما يخرجهم من دين الله عز وجل فوجب على اهل الاسلام ان يقابلوا هذا النشاط الملحج بنشاط اسلامي وبدعوة اسلامية على شتى المستويات بجميع الوسائل وبجميع الطرق الممكنة. وهذا من باب اداء ما اوجب الله على العباد ان الدعوة الى سبيله قال رحمه الله فضل الدعوة وقد ورد في فضل الدعوة والدعاة اياته احاديث كثيرة كما انه ورد في ارسال النبي صلى الله عليه وسلم الدعاة احاديث لا تخفى على اهل العلم. ومن ذلك قوله جل وعلامة من احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني ابن المسلمين. فهذه الاية الكريمة فيه فيها التنويه بالدعاة والثناء عليهم انه احد احسن قولا منهم. وعلى رأسهم رسل عليهم الصلاة والسلام ثم اتباعهم على حسب مواتبهم في الدعوة والعلم والفضل. فانت يا عبد الله يكفيك شر من اتباع الرسل ومن المنتظمين في هذه الاية الكريمة ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال ان لي من المسلمين. المعنى لا احد احسن قولا منه لكونه او بانه يدعو الى الاسلام في مراعاة او مجاملة فلان ولا حول ولا قوة الا بالله. بل المؤمن الداعي الى الله القوي الامات البصير بامر الله يصرح بحقك وينشط في الدعوة الى الله ويعمل بما يدعو به ويحذر ما ينهى عنه فيكون من اسرع الناس الى ما يدعو اليه. ومن ابقى الناس عن كل ما ينهى عنه. ومع ذلك يصرح بانه مسلم بانه يدعو الى الله وبانه يدعو الى الاسلام ويغتبط بذلك ويفرح به كما قال عز وجل كن بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا. هو خير مما يجمعون برحمة الله وفضله فرح الاختبار فرح السرور امر مشروع اما الفراح المنهي عنه فهو فرح الكبر والفرح وهذا هو المنهج عنه كما قال عز وجل في قصة هارون لا تفرح ان الله لا يحب الفرحين. هذا فرح الكبر والتعاي على الناس والتعامل. هذا وهذا هذا هو الذي ينهى عنه. اما فرح الاغتباط والسرور بدين الله. والفرح بهداية الله. والاستبشار بالطريق. والتصريح بذلك ليعلم فامر مشروع ممدوح ومحمود. فهذه الاية الكريمة من اوضح الايات في الدلالة على فضل الدعوة وان من اهم القربات ومن افضل الطاعات ان اهلها في غاية من الشرف وفي ارفع مكانة وعلى رأسهم الرسل عليهم الصلاة والسلام. واكملت في ذلك خاتمهم وامامهم سيدهم نبينا محمد عليه وعليهم افضل الصلاة والسلام ومن ذلك قوله جل وعلا قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومتبعني فبين سبحانه ان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو على بصيرة وان اتباعه كذلك فهذا فيه فضل الدعوة وان اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم هو الدعاة الى سبيله على بصيرة والبصيرة هي العلم بما يدعو اليه وما ينهى عنه شرف لهم تثقيل. وقال النبي الكريم عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح ان دل على خير الذنوب تؤجر فاعليه. رواه مسلم في الصحيح. وقال عليه الصلاة والسلام من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل اجور من تبعه. لا ينقص ذلك من اجور شيئا ومن دعا الى ضلالة كان عليه من الاثم مثل اسام من تبعه لا ينقص ذلك من اثامهم شيئا. اخرجه مسلم يبا وهذا يدل على فضل الدعوة الى الله عز وجل وصح عنه عليه الصلاة والسلام انه قال علي رضي الله عنه وارضاه فوالله لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. متفق على صحته. وهذا ايضا يدلنا على فضل الدعوة الى الله ما فيها من الخير العظيم. واحنا الى الله جل وعلا يعطى مثل اجور من هداه الله على يديه. ولو كانوا الاف الملايين فتعطى ايها الاية مثل اجورهم فهنيئ قال لك ايها الداعية الى الله بهذا الخير العظيم. وهذا تضح ايضا ان الرسول عليه الصلاة والسلام يعطى مثل اجور اتباع يا لها من نعمة عظيمة. قال نبينا عليه الصلاة والسلام مثل اجور اتباعه الى يوم القيامة. لانه بلغ رسالة الله ودلهم على الخير ودلهم على الخير عليه الصلاة والسلام. وهكذا الرسل يعطون مثل اجور اتباعهم عليهم الصلاة والسلام. انت كذلك ايها الداعية في كل زمان تعطى مثل اجور اتباعك. قابلين لدعوتك فاغتنم هذا الخير العظيم وسارع اليه نعم فضل الدعوة لا شك انه عظيم وما ذكره الشيخ انما يدل على بعض فضائل الدعوة الى الله جل وعلا والثمرات الاخروية للدعوة الى الله تبارك وتعالى كثيرة جدا لو لم يكن في فضل الدعاء الا انه ينتسب ويضاف الى الله. فيقال داعي الله هذا كان كافيا نعم الامر الثاني الشيخ باقي خمس دقايق نقف على هذا ان شاء الله ونكمل غدا بعد صلاة المغرب اه بالنسبة لهذا الكتاب وشكر الله لكم حسن الاستماع وشكر الله لك حسن القراءة وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين