الاسلوب الذي ينبغي لك الدعوة الى الله عز وجل. اما الدعوة بالجهل فهذا يضر ولا ينفع. كما يأتي بيان ذلك ان شاء الله جل وعلا ان قال قائل اليس من السلف من كان يشدد الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فهذا هو المجلس الثاني من مجالس المغرب في هذه الدورة الصيفية المباركة وهي في رسائل مفتي الانام الامام الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله وكنا قد بدأنا امس في رسالته العظيمة وجوب الدعوة الى الله تعالى واخلاق الدعاء ووقفنا على قوله في الامر الثاني كيفية ادائها واساليبها فنبدأ على بركة الله تعالى ونسأله جل وعلا ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح نعم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه اما بعد اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى قال الامام شيخ الاسلام وقت الانام عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله. الامر الثاني كيفية ادائها واساليبها واستجيبها. اما كيفية الدعوة اسلوبها فقد بينها الله جل وعلا في كتابه الكريم وفيما جاء في سنة النبي عليه الصلاة والسلام ومن موضة ذلك قوله جل وعلا ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن. فاوضح سبحانه الكيفية ينبغي ان يتصل بها الداعية ويسلكها يده اولا بالحكمة. والمراد بها الادلة المقنعة الواضحة الكاشفة للحق والداحظ للباطل ولهذا قال بعض المفسرين المعنى للقرآن لانه الفكرة العظيمة لان فيه البيان والايضاح للحق باكمل وجه. وقال بعضهم معناه بالأدلة من الكتاب والسنة وبكل حال في الحكمة كلمة عظيمة معناها الدعوة الى الله بالعلم والبصيرة والادلة الواضحة المقنعة كاشفة للحق بين له وهي كلمة مشتقاة تطلق على معان كثيرة تطلق على النبوة وعلى العلم وعلى العقل وعلى الوراء وعلى اشياء اخرى وهي في الاصل كما قال الشوكاني رحمه الله الامر الذي عن السفر. هذه هي الحكمة. والمعنى ان كل كلمة كل مقالة تردعك وتزجرك عن الباطل فهي حكمة وهكذا كل مقال واضح صريح صحيح في نفسه فهو حكمة والايات القرآنية هي اولى بان تسمى حكمة وهكذا السنة الصحيحة اولى بان تسمى حكمة بعد كتاب الله. وقد سماها الله حكمة في كتابه العظيم من قوله جل وعلا يعلمهم الكتاب يعني السنة كما في قوله سبحانه اوتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا الاية الواضحة تسمى حكمة والكلام الواضح المصيب للحق يسمى حكمة كما تقدمت. ومن ذلك الحكمة التي تكون في فم خلاص وهي فتح الحاء الحكمة احسنت اللهم بارك. ومن ذلك الحكمة التي تكون في فم في فم الفرس وهي بفتح الحاء والكاف سمية بذلك لانها تمنع الفرس من المضي في السير اذا جذبها صاحبها بهذه الحسنة ولذلك يقول الشاعر ايا بني حنيفة احكموا سفهاءكم احكموا يعني امنعوهم هذا في اللغة معنى الحكمة معناها في اللغة يعني منع الشيء وسميت السنة النبوية حكمة لانها تمنع الانسان من السفاهة وسمي الدليل الواضح حكمة لانه يمنع الانسان من الجهالة نعم قال رحمه الله فالحكمة كلمة تمنع من سمعها من المضي في الباطل وتدعوه الى الاخذ بالحق والتأثر به والوقوف عند الحد الذي حده الله وعز وجل فعلى الداعية الى الله عز وجل ان ان يدعو بالحكمة بالحكمة ويبدأ بها ويعني بها فاذا المدعو عنده بعض الجفا والاعتراض دعوته بالموعظة الحسنة بالايات والاحاديث التي فيها الوعظ فان كان عنده شبهة جادلته بالتي احسن ولا تغضب عليه فلتصبر عليه ولا تعجل ولا تعلم بل تجتهد في الشبهة وايضاح الادلة بالاسلوب الحسن. وهكذا ينبغي لك ايها الداعية ان تتحمل وتصبر ولا تشدد. لان هذا اقرب الى الحق وقبوله وتأثر المدعو وصبره على المجادلة والمناقشة. قد امر الله جل وعلا موسى وهارون لما بعثهما الى فرعون ان يقولا له لينة وهو الطواف قال الله جل وعلا في امره لموسى وهارون فقولا له قولا لينا لعله ويتذكر او يخشى يعني الله سبحانه وتعالى اذا كان قد امر النبيين الكريمين باللين وبالقول الحسن مع الطاغية الكبرى فرعون فغيره من باب اولى واذكر هنا ما ذكره ابن الجوزي في كتاب الاذكياء ان رجلا من الوعاظ دخل على هارون الرشيد فاراد ان يعظه فقال يا امير المؤمنين اسمع مني فاني ساشدد عليك فقال له هارون الرشيد مهلا فان الله قد بعث من هو خيرا منك من هو خير منك الى من هو شر مني فقال لهما فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى. نعم قال رحمه الله وقال سبحانه في نبيه محمد عليه الصلاة والسلام فبما رحمة الى الله لنت لهم. ولو كنت فظا غريب القلب تنفض من حولك الاية علم بذلك ان الاسلوب الحكيم الطريق المستقيم في الدعوة ان يكون الداعي في الدعوة مصيرا باسلوبها لا يعجب ولا يعنف بل يدعو حكمة وهي المقال الواضح المصير للحق من الايات والاحاديث وبالموعظة الحسنة والجدال التي هي احسن هذا هو في الدعوة ويعنف؟ فالجواب ان الغالب على حال السلف اللين اللطف وانما الشدة الواردة عنهم هي طارئة وفي بعض الاحوال الخارجة عن الاصل المضطرد ولا يجوز للانسان ان يترك الاصل المضطرد لاجل الطارئ الوارد فالداعي الى الله سبحانه وتعالى عليه ان يكون لينا لطيفا في اغلب دعوته ولكن هذا لا يعني انه لا يشدد احيانا نعم قال رحمه الله اما الدعوة من الجهل فهذا يضر ولا ينفع. فكما يأتي بيان ذلك ان شاء الله تعالى عند ذكر اخلاق الدعاء لان الدعوة من الجهل ادلة قول على الله بغير علم. وهكذا الدعوة بالعنف والشدة ضررها اكثر من الواجب والمشروع هو الاخذ بما بينه الله عز في سورة النحل وقوله سبحانه انظروا الى سبيل ربك بالحكمة الاية. الا اذا ظهر من المدلول العلاج والظلم فلا مانع من الاغراض وقال سبحانه وتعالى يا ايها النبي جاهدوا الكفار والمنافقين واغضب عليهم الاية. وقال تعالى ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن الا الذين ظلموا الامر الثالث بيان الامر الذي يدعى اليه. اما الشيء الذي يدعى اليه فيجب على الدعاة ان يوضحوه للناس كما اوضحه الرسل عليه الصلاة والسلام فهو الدعوة الى صراط الله المستقيم. وهو الاسلام هو دين الله الحق. هذا هو محل الدعوة. كما قال سبحانه ادعوا الى ربك ادع الى سبيل ربك. فسبيل الله جل وعلا هو الاسلام. هو الصراط المستقيم. هو دين الله الذي بعث به محمد عليه الصلاة والسلام هذا هو الذي تجب الدعوة اليه لا الى مذهب فلان ولا الى رأي فلان ولكن الى دين الله الى صراط التدخين الذي بعث الله به نبيه وخليله محمدا عليه الصلاة والسلام وهو ما دل عليه القرآن العظيم السنة المطهرة الثابتة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام وعلى رأس ذلك والى العقيدة الصحيحة الى الاخلاص لله بالعبادة والايمان به وبرسله عثمان باليوم الاخر وبكل ما اخبر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم. هذا هو صراط مستقيم وهو الدعوة الى شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ومعنى ذلك انك ومعنى ذلك الدعوة الى توحيد الله والاخلاص له والايمان به وبرسله والايمان به وبرسل عليهم الصلاة والسلام. ويدخل في ذلك الدعوة الى الايمان بكل ما اخبر الله به ورسوله ورسله مما كان وما يكون من امر الاخرة وامر اخر الزمان وغير ذلك. ويدخل في ذلك ايضا الداع يعني الاية ادعوا الى سبيل ربك قوله الى سبيل ربك وتقديمه على الحكمة ما قال ادعوا بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن الى سبيل ربك وانما قدمه التقديم الجار والمجرور او تقديم المعمول يدل على الحصر اي لا ينبغي ان تكون الدعوة الا الى الله جل وعلا الى دين الله الى اخلاص الى الاخلاص لله تبارك وتعالى الى توحيد الله الى سبيل الله اما الدعوة الى فلان او الى طريقة فلان او الى حزب فلان او الى مذهب فلان او الى حكم فلان فهذه دعوات اشبه ما تكون بالنعرات الجاهلية التي حذر منها ربنا جل وعلا وحذر منها نبينا صلى الله عليه وسلم واذا اردنا ان نعرف الداعية الى الله هل هو داع الى الله او لا ننظر اليه هل هو متحزب هل هو من اصحاب الطرق هل هو من اصحاب الدعوات الى فلان وفلان فاذا ليس بداع الى الله وانما داع الى من ينتسب اليه اما الداعي الى الله واس دعوته وعظم دعوته هو الدعوة الى التوحيد والتحذير من الشرك الدعوة الى السنة والتحذير من البدعة نعم قال رحمه الله ويدخل في ذلك ايضا الدعوة الى ما اوجب الله من اقامة الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت الى غير ذلك يدخل ايضا في ذلك الدعوة الى الجهاد في سبيل الله والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والاخذ بما شرع الله طهارة والصلاة والصلاة والمعاملات والنكاح والجنايات والنفقات والحرب والستر والسلم وفي كل شيء بان دين الله عز عز وجل دين شامل يشمل مصالح العباد في المعاصي والمعاصي. فيشفى كل ما يحتاج اليه الناس في امر دينه ويدعو الى الاخلاق والمحاسن الاعمال ويبحث عن سفاسد الاخلاق وعن سيء الاعمال. فهو عبادة وقيادة يكون يكون عابدا ويكون قائدا للجيش عبادة آآ عبادة وحكما. يعني جملة مستأنفة عبادة وحكم نعم سلام عليكم. عبادة وحكم يكون عابدا مصليا صائما ويكون حاكما بشرع الله منفذا باحكامه عز وجل. عبادة عبادة وجهاد يدعو الى الله. من باب الفايدة يعني لا اذكر اني درست عند احد من مشايخنا الا ووقع منه اللحن في العربية فمنهم من يستدرك ذلك اللحن ومنهم من قد لا يستدرك ذلك اللحن لكني لم ارى رجلين في حياتي طول اجتماع لهما ولدروسهما وملازمتي لهما واخذ العلم عنهما لم ارهما الحنان ابدا احدهما الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى والثاني شيخنا ابو محمد غلام الله رحمتي رحمه الله تعالى نعم. اما الشيخ غلام الله وهو امام في العربية واما الشيخ ابن باز فان لم يشتهر بالعربية لكن لا تجد عليه لحنا ابدا وما قد يوجد في بعض المصنفات المطبوعة آآ يعني ظني غالب ظني ان ذلك من الطباعين ومن الذين كتبوا او فرغوا. نعم واحد السؤال قال رحمه الله عبادة جهاد يدعو الى الله ويجاهد في سبيل الله من خرج عن دين الله. مصحف رديت تأملوا القرآن يتدبره ينفذ احكامه بالقوة. ولو بالسيف اذا دعته الحاجة اليه سياسة اجتماع هو يدعو الى الاخلاق الفاضلة والاخوة الايمانية والجمع بين والجمع بين المسلمين والتأليف بينهم. كما قال جل وعلا واعتصموا بحول الله جميعا ولا تتفرقوا. فدين الله يدعو الى الاجتماع والسياسة الصالحة الحكيمة. التي تجمع ولا تفرق تؤلف ولا تباعد تدعو حب احترام الاخوة الاسلامية والتعاون على البر والتقوى والنصح لله ولعباده. هو ايضا يدعو الى اداء الامانة والحكم بالشريعة وفض الحكم غير انزل الله عز وجل كما قال سبحانه ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها بين الناس ان تحكموا بالعدل. هو ايضا سياسة واقتصاد كما انه سياسة وعبادة وجهاز هو يدعو الى الاقتصاد الشرعي المتوسط. ليس رأسماليا غاشما ظالما لا يبالي بالمحرمات ويجمع المال بكل وسيلة وبكل طريق. وليس اقتصادا شيوعيا احاديا لا يحترم اموال الناس. ولا يبالي بالضغط عليهم وظلمهم والعدوان عليهم وليس هذا ولا ابدا هو وسط بين الاقتصاديين وسط بين الطريقين وحق بين الباطلين الغرب عظموا المال وغرزت به وفي جمعه حتى جمعوه بكل وسيلة وسلف فيما حرم الله عز وجل شرط من الملحدين ومن السوفييت ومن ومن سلك مسلكهم لم يحترموا اموال العباد بل اخذوها وتحلوها ولم يبالوا بما فعلوا في ذلك. قل استعبدوا العباد اضطهدوا الشعوب وكفروا بالله انكروا الاديان. وقالوا لا اله وقالوا لا اله والحياة مادة. فلم يبالي بهذا المال ولن يكترثوا باخذه بغير حل بغير حله. ولم يكترثوا بوسائل الابادة والاستيلاء على الاموال والخيولة بين بينما فطره الله عليه من الكسب والانتفاع والاستفادة من قدراتهم ومن عقولهم وما اعطاهم الله من الادوات فلا هذا ولا هذا فالاسلام المال واكتسابه بالطرق الحقيقة ان رأسمالية والشيوعية كلاهما فيهما من الغلو والجفاء ما لا يعلمه الا الله تبارك وتعالى فاذا كان الشيوعيون يقولون لا اله والحياة مادة ثم جعلوا المادة شائعا واخذوا من الاموال الاغنياء قصرا وجعلوه للفقراء فهم غلوا في جانب اه حقوق الفقراء وهظموا حقوق الاغنياء واخرجوا الدين من قلوب الناس بقولهم لا اله والحياة مادة والرأسمالية غلوا في جانب اعطاء الحقوق للاذكياء وان من يكسب كيفما يكسب فليكسب المهم ان لا يخالف قانونا وهظموا حقوق الفقراء وحقوق الذين لا يحسنون البيع والشراء ويقولون مقولتهم المشهورة عن القانون الغربي الذي شاع حتى بين المسلمين مع الاسف بوضعهم القوانين حتى يقول احدهم القانون لا يحمل المغفلين بينما الشريعة الغراء تحمل تحمل مغفلين بل وتحمي الضعفاء والمساكين وهؤلاء الرأسماليون كالشيوعيين في وقوفهم ضد الدين. فقالوا الدين مقامه الكنيسة او مقامه المسجد. او مقامه البيع والصلوات وللحقيقة كأنهم يقولون لا يوجد دين. الدين مكانه في الكنيسة ما دام الدين مكانه في الكنيسة اذا ما في دين لأن هاد الدين هو ما يتدين به الإنسان في حياته كيف يكون دين مكانه بالكنيسة؟ اذا خرج من الكنيسة لا دين اذا هم والشيوعيون في النتيجة واحدة ولهذا تجد هؤلاء وهؤلاء لا يبالون بالاديان نعم حشومة عليكم قال رحمه الله فالاسلام جاء بحفظ المال واكتسابه بالطرق الشرعية البعيدة عن الظلم والغش والربا وظلم الناس والتعدي عليهم. كما جاء احترامي والجماعي فهو وسط بين النظامين وبين الاقتصاديين وبين وبين الطريقين الغاشمين فاباح المال ودعا اليه ودعا الى اكتسابه بالطرق الحكيمة من غير ان يشغل كاسبه عن طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. وعن اداء ما اوجب الله عليه لهذا قال عز وجل يا ايها الذين امنوا لا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل وقال النبي عليه الصلاة والسلام كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه وقال ان دمائكم واموالكم ان دمائكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهر كم هذا في بلدكم هذا قال عليه الصلاة والسلام بان يأخذ احدكم حبله فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها فيكف بها وجهه خير له من سؤال الناس وسئل صلى الله عليه وسلم اي الكشف اطيب؟ فقال عمل الرجل بيده كل بيع مبرور. وقال عليه الصلاة والسلام ما اكل احد طعام الافضل من ان يأكل من عمل يده. وكان نبي الله داود يأكل من عمر يده. فهذا يبين لنا ان النظام الاسلامي في المال نظام متوسط. لا مع رأس المال الغاشم من الغرب واتباعه ولا مع الشيوعيين شيوعيين الملحدين الذين استباحوا الاموال واهدروا اهلها لم يبالوا بهم استعبدوا الشعوب قضوا عليها واستحلوا ما حرم الله منها فلك ان تكسب المال وتطلبه بالطرق الشرعية وانت اولى وانت اولى بمالك ان تسبت بالطرق بالطريقة التي شرعها الله واباحها جل وعلا الاسلام ايضا يدعو الى الاخوة الايمانية والى النصح لله ولعباده والاحترام المسلم لاخيه. ولا حسد ولا غش ولا خيانة ولا الزميمة كما قال جل وعلا المؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض. وقال جل وعز فانما المؤمنون اخوة. قال النبي عليه الصلاة والسلام المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ولا يخذل الحديث. فالمسلم اخو المسلم يجب وعليه احترامه وعدم احتقاره يجب عليه انصافه اعطاؤه حقه من كل الوجوه التي شرعها الله عز وجل. قال صلى الله عليه وسلم المؤمن مرآة اخيه المؤمن مرآة اخيه المؤمن فأنت يا اخي مرآة اخيك وانت لبنة من البناء الذي قام عليه بنيان الأخوة الإيمانية فاتق الله في حق اخيه واعرف حقه وعامله بالحق والنصح والصدق. وعليك ان تأخذ الاسلام كله ولا تأخذ جانبا دون جانب. لا تأخذ العقيدة وتدعو والاعمال ولا تأخذ الاعمال والاحكام وتبع العقيدة. بل خذ الاسلام كله خذه عقيدة وعملا وعبادة وجهادا واجتماعا وسياسة واقتصادا وغير ذلك. خذوا من كل الوجوه كما قال سبحانه يا ايها الذين امنوا اتقوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه عدو مبين. قال جماعة من السلف. معنى ذلك ادخلوا في السلم جميعا. يعني في الاسلام يقال للاسلام سلم لانه طريقة لانه طريق السلامة. طريق النجاة في الدنيا والآخرة هو سن واسلام والإسلام يدعو الى السلم يدعو الى حقن الدماء بما شرع من الحدود والقصاص والجهاد نادي الشرعي الصادق. هو سلم واسلام امن وايمان. ولهذا قال جل وعلا ادخلوا في السنة كافة. اي ادخلوا في جميع شعب الايمان لا تأخذوا بعضا وتدعوا بعضا. عليكم ان تأخذوا بالاسلام كله. ولا تتبعوا خطوات الشيطان. يعني المعاصي التي حرمها الله عز وجل فان الشيطان يدعو الى المعاصي والى ترك دين الله اي كله. فهو فهو اعدى عدو. ولهذا يجب على المسلم ان يتمسك من كل من يدين بالاسلام كله ان يعتصم بحبل الله عز وجل وان يحذر اسباب الفرقة والاختلاك في جميع الاحوال فعليك ان ان تحكم شرع الله في العبادات وفي المعاملات وفي النكاح والطلاق وفي النفقات وفي الرضاعة وفي السلم وفي السلم والحرب وما العدو والصديق وفي الجنايات وفي كل شيء دين الله يجب ان يحكم في كل شيء. واياك ان تواري اخاك لانه وافقك في كذا. وتعادي الاخر لانه خالفك في رأي او في مسألة ليس هذا من الانصاف. فالصحابة رضي الله عنهم اختلفوا في مسائل. ومع ذلك لم يؤثر ذلك في الصفاء بينهم. والموالاة والمحبة رضي الله عنها المرضى فالمؤمن يعمل بشرع الله يعمل بشرع الله ويدين بالحق ويقدمه على كل احد بالدليل. ولكن لا يحمله ذلك على ظلم اخيه وعدم انصافه اذا قاله برأيه في مسائل الاجتهاد التي قد يخفى دليلها وهكذا في المسائل التي قد يختلف في تأويل النص فيها فانه قد يعذر. فعليك ان تنصح له وان تحب له الخير ولا يحملك ذلك على العدو على العداء والانشقاق وتمكين العدو منك ومن اخيك ولا حول ولا قوة الا بالله. هذه نصيحة عظيمة قيمة لكل الذين اذا اختلفوا في راية يتباغضون فاتقوا الله عز وجل ولا تجعل للشيطان عليكم سبيلا فان الاختلاف لا ينبغي ان يكون سببا لترك الانصاف نعم قال رحمه الله الاسلام دين العدالة ودين الحكم بالحق والاحسان دين المساواة الا فيما استثنى الله عز وجل فيه الدعوة الى آآ ففيه الدعوة الى كل خير وفيه الدعوة الى مكارم الاخلاق ومحاسن الاعمال والانصاف والعدالة والبعد عن كل خلق خلق ذميم قال تعالى ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى. ينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي. يعظكم لعلكم تذكرون. وقال ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير. والخلاصة ان الواجب الداعية الاسلامي ان يدعو الى الاسلام الى الاسلام كله. ولا يفرق بين الناس ولا والا ان يكون متعصبا لمذهب دون مذهب. او لقبيلة دون قبيلة او لشيءته او رئيسي او غير ذلك. بل الواجب ان يكون هدفه اثبات الحق وايضاحة استقامة الناس عليه. وان خالف رأي فلان او فلان او فلان ولما نشأ في الناس من يتعصب بالمذاهب ويقول ان مذهب فلان اولى من مذهب فلان. جاءت الخبرة والاختلاف حتى ببعض الناس هذا الامر الى ان لا يصلي مع من هو على غير مذهبه. ولا يصلي الشافعي خلف الحنفي ولا الحنفي خلف المالكي ولا خلفها الحمري وهكذا وقع من بعض المتطرفين المتعصبين. وهذا من البلاء ومن اتباع خطوات الشيطان والادهى والامر ان الشافعي صار لا يصلي خلف الحنفي والحنفي لا يصلي خلف الحنبلي ثم تجد المتعصبين من هؤلاء وهؤلاء يبررون بتبريرات لو سكتوا عنها لكان الامر اهون لكن الشيطان استجراهم حتى وقعهم في تكفير بعضهم بعضا نعم قال رحمه الله وهذا من البلاء ومن اتباع خطوات الشيطان في الائمة ائمة هدى الشافعي مالك احمد وابو حنيفة الاوزاعي واسحاق واشباههم كلهم ائمة هدى ودعاة دعوا الناس الى دين الله وارشدوهم الى الحق. وقع هناك مسائل بينهم. اختلفوا فيها الدليل على بعضهم فهم بين مجتهد مصيب له مجتهد مصيب له اجران وبين مجتهد اخطأ الحق فله اجر واحد. فعليك ان تعرف لهم قدرهم وفضلهم وان تترحم عليهم وان تعرف انهم ائمته الاسلام ودعاء الهدى لكن ولكن لا يحملك ذلك على التعصب والتقليد الاعمى فتقول مذهب فلان يقول بالحق بكل حال او مذهب فلان اولى بالحق كل حال لا يخطئ. لا هذا غلط عليك ان تأخذ بالحق وان تتبع الحق اذا ظهر دليله لو خالف فلانا وعك الا تتعصب وتقلد تقليدا اعمى تعرف للائمة فضلهم وقدرهم ولكن مع ذلك تختاط لنفسك ودينك فتأخذ بالحق وترضى به وترشد اليه. اذا طلب اذا طلب منك وتخاف الله وتراقبه جل وعلا من نفسك مع ايمانك بان الحق واحد وان المجتهدين ان اصابوا ان اصابوا فلهم اجران اخطأوا فلهم اجر واحد اعني مجتهدي اهل السنة اهل العلم والايمان والهدى كما صح بذلك الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم. قال رحمه الله اما المقصود من الدعوة والهدف منها فالمقصود والهدف اصدار الناس من الظلمات الى النور وارشاد من الحق حتى يأخذوا به. وينجوا من النار وينجو من غضب الله. اخراج الكافر من ظلمة الكفر الى النور والهدى اخراج الجاهل من ظلمة الجاهل الى نور العلم والعاصي. من ظلمة المعصية الى نور الطاعة. هذا هو المقصود من الدعوة كما قال جل وعلا. الله ولي امنوا رجعوا من الظلمات الى النور والرسل بعثوا ليخرجوا الناس من ظلمات من الظلمات الى النور. ودعاة الحق كذلك يقومون دعوة ينشطون لها لاخراج الناس من الظلمات الى النور ولإنقاذهم من النار ومن طاعة الشيطان وانقاذهم من طاعة الهوى الى طاعة الله الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. متى ما كان هذا هو الهدف من الدعوة الى الله انقاذ الناس من النار وهدايتهم الى النور فان العمل لابد وان يكون مبرورا ومتى ما خلا ومتى ما خلت الدعوة الى الله من هذه الغاية ومن هذا الهدف فان هذه الدعوة يشوبها ما يشوبها من الانحرافات سواء في جانب الغلو او في جانب الافراط والتفريط. نعم الامر الرابع بيان البيان الاخلاقي والصفات التي ينبغي للدعاة ان يتخلقوا بها وان يسيروا عليها اما اخلاق الدعاة وصفاتهم التي ينبغي ان يكون عليها وقد اوضحها الله جل وعلا في ايات كثيرة اماكن متعددة من كتابه الكريم. اولا منها الاخلاص يجب على الداعية ان يكون مخلصا لله عز وجل لا يريد رياء ولا سمعة ولا ثناء للناس ولا حمدهم انما يدعو الى الله يريد الله عز وجل كما قال سبحانه قل هذه سبيلي ادعو الى الله. وقال عز وجل ومن احسن قولا ممن دعا الى الله فعليك ان تخلص لله عز وجل. هذا اهم الاخلاق. هذا اعظم الصفات ان تكون في دعوتك تريد وجه الله والدار الاخرة. ثانيا ان تكون وعلامة ذلك انه لا يثنيه عن الدعوة الى الله جل وعلا ذم الناس ولا يثنيه عن الدعوة الى الله عز وجل مديح الناس نعم قال رحمه الله ثانيا ان تكون على بينة في دعوتك اي على علم لا تكن جاهلا بما تدعو اليه. قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة. فلابد فلا بد من العلم. العلم فريضة فاياك ان تدعو على جهالة. واياك ان تتكلم فيما لا تعلم الجاهل يهدم ولا يبي ويفسد ولا يصلح. فاتق الله يا عبد الله. اياك ان تقول على الله بغير علم. لا تدعو الى شيء الا الا بعد العلم والبصيرة بما قاله الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فلابد من بصيرة فلابد من بصيرة وهي العلم. فانا طالب العلم على الداعية ان يتبصر فيما يدعو اليه وان ينظر فيما يدعو اليه ودليله. فان ظهر له الحق وعرفه دعا الى ذلك سواء كان ذلك فعلا او تركا فيدعوا الى الفعل اذا كان طاعة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم ويدعو الى ترك ما نهى الله عنه رسوله صلى الله عليه وسلم على بينة وبصيرة. وتأمل اية سورة يوسف ان جملة على بصيرة الجار المجرور تأخر ليصح تعلقه بالامور الثلاثة قل هذه سبيلي على بصيرة ادعو على بصيرة الى الله على بصيرة فيصح تعلق الجار والمجرور بهذه الثلاث وفائدة البصيرة بمعنى العلم قل هذه سبيلي يعني انا على علم وادعو بعلم الى الله بالعلم نعم قال رحمه الله ثالثا من الاخلاق التي ينبغي لك ان تكون عليها ايها الداعية ان تكون حريما في دعوتك رفيقا فيها متحملا صبورا كما فعل الرسل عليهم الصلاة والسلام اياك والعجلة اياك والعنف والشدة عليك بالصبر عليك بالحلم عليك بالرفق في دعوتك وقد سبق لك بعض الدليل على ذلك في قوله جل وعلا ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن. وقوله سبحانه الى رحمة من الله لنت لهم. الآية وقوله جل وعلا في قصة موسى وهارون. فقولا له قولا لينا لعله يتذكر يخشى. وفي الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم اللهم من ولي من امر امتي شيئا فرفق بهم فارفق به ومن ومن ولي من امر امتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه مسلم في الصحيح عليك يا عبد الله ان ترفق في دعوتك ولا تشق على الناس ولا تنفرون من دين الدين ولا تنفرون بلغتك ولا بجهلك ولا باسلوبك العنيف المؤتي عليك ان تكون حليما صبورا. سلس سلس القيادي لينا الكلام. طيب الكلام حتى طيب الكلام حتى في قلب اخيك وحتى تؤثر في قلب مدعو وحتى يأنس بدعوتك ويلين لها ويتأثر بها يثني عليك بها ويشكرك عليها اما العنف فهو منفر لا مقرب ومفرق لا جامع ومن الاخلاق والاوصاف التي ينبغي بل يجب ان يكون عليها الداعية عملوا بدعوته وان يكون قدوة صالحة فيما يدعو اليه ليس ممن يدعو الى شيء ثم يتركه او ينهى عنه ثم يرتكبه وهذه الخاسرين نعوذ بالله من ذلك. واما المؤمنون الراجحون فهم دعاة الحق يعملون به وينشغلون فيه ويسارعون اليه ويبتعدون عما ينهون قال الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون. وقال سبحانه موبخا لليهود على امرهم الناس بالبر ونسيان انفسهم. اتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم وانتم تتلون الكتاب افلا لا تعقل وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق اقتاب بطنه فيدور فيها ما يجر الحمار بالرحى فيجتمع عليه اهل النار فيقولون له يا فلان الم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول بلى كنت بالمعروف ولا اهتيه وانهاكم عن المنكر ويأتيه وهذه حال من دعا الى الله وامر بالمعروف ونهى عن المنكر ثم خالف قوله فعله وفعله قوله نعوذ بالله من ذلك. نعم اعوز بالله فمن اهمها الاخلاق ومن اعظمها في حق الداعية ان يعمل بما يدعو اليه وان ينتهي عما ينهى عنه وان يكون ذا خلق فاضل سيرة حميدة وصبري ومصابرة واخلاصهم في الدعوة في دعوته واجتهاد فيما يوصل الخير الى الناس وفيما يبعدهم من الباطل ومع ذلك يدعوا لهم بالهداية هذا من الاخلاق الفاضلة ان يدعوا لهم بالهداية ويقول للمدعو هداك الله وفقك الله لقبول الحق اعانك الله على قبول الحق تدعوه وترشده وتنصره على الاذى ومع ذلك تدعو له بالهداية. قال النبي عليه الصلاة والسلام لما قيل عن دوس انهم عصوا قال الله اللهم اهد دوسا وات بهم تدعو له بالهداية والتوفيق لقبول الحق وتصبر وتصابر في ذلك ولا تقنط ولا تيأس ولا تقل الا خيرا لا تعرف لا ولا تقل كلاما سيئا ينفره من من الحق. ولكن من من ظلمه تعدى له شأن اخر. كما قال الله جل وعلا ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن الا الذين ظلموا منهم. فالظالم الذي يقابل الدعوة بالشر والعلاج والاذى له حكم اخر في الامكان تأديبه على ذلك بالسجن او غيره. ويكون التأديب على ذلك على حسب مراتب الظلم. لكن ما دامت تأفل عن الاذى فعليك ان تصبر عليه وتحتسب وتجادله بالتي هي احسن وتصفح عما يتعلق بشخصك من بعض الاذى كما صبر الرسل واتباعهم احسنت واسأل الله عز وجل ان يوفقنا جميعا لحسن الدعوة اليه وان يصلح قلوبنا واعمالنا وان يمنحنا جميعا الفقهاء والثبات عليه ويجعلنا من الهداة المهتدين والصالحين المصلحين انه جل وعلا جواد كريم. وصلى الله وسلم بارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله واصحابه واتباعهم باحسان الى اتباعه باحسان الى الى يوم الدين من الامور العظيمة التي ينبغي علينا ان ننتبه لها معاشر طلاب العلم ان لا نخلط في قضية الظلم والتعدي بعض الناس في حال الدعوة ان لا نخلط في ظلم الناس في حق الدين في حقوق انفسنا فان الداعي الى الله جل وعلا لا يبلغ مرتبة الداعي الى الله حتى ينسى حق نفسه فلا ينتصر لنفسه ابدا ولا يبالي بظلم الناس له ابدا لانه انما يصيبه ما يصيبه في سبيل الله عز وجل وما يصيبه من كلمات الناس ومن كلم الناس ربما يكون اشد من الجروحات والكلم الذي يصاب به المجاهد في سبيل الله ومع ذلك يصبر المجاهد في سبيل الله فالداعي الى الله اولى ولهذا لا يجوز للداعي الى الله ان ينتصر لنفسه بل يجعل قدوته في ذلك نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم يحلم ويكون حليما يعفو ويكون عفوا يكرم ويكون كريما يعطي من منع ويعفو عن من ظلم ويصل من قطع كل ذلك لانه لا يلتفت الى حظ نفسه كما قالت عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قالت كان لا ينتقم لنفسه ابدا الا ان تنتهك حرمات الله عز وجل ولهذا ينبغي لنا ان ندرك لماذا قبل الناس دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لانهم رأوه عليه الصلاة والسلام متمثلا الدين يأتيه الرجل وهو يبغضه فاذا رآه وسمع مقاله ونظر الى فعاله كان احب الناس اليه وهكذا كان الصحابة رضوان الله تعالى عليهم فيما بعد وائمة الهدى كانوا كذلك جعلنا الله تبارك وتعالى واياكم منهم والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات جزى الله شيخنا خير الجزاء على هذه الرسالة العظيمة في بيان وجوب الدعوة الى الله تعالى وذكره لاخلاق الدعاة لعلنا نكتفي بهذا القدر ان شاء الله وغدا بعد صلاة المغرب نأخذ رسالة الادلة النقلية والحسية على امكان الصعود الى الكواكب والله تعالى اعلم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته