من الناس يا ايها الانسان ايا كل من هو انسان اذا الالف واللام بمعنى الكل فهو اسم جنسي يشمل كل احد ما يأتي انسان بعد ذلك يقول ان الانسان الانسان لفظ مفرد نقول هو لفظه مفرد لكن معناه شامل لجميع جنسه والعصر ان الانسان لفي خسر اذا كل الناس في خسارة لان الالف واللام دخل على اسم الجنس وهذه قاعدة مضطربة مطردة يريدك بخير فلا راع لفضله. فكل ضر قدره الله على العبد ليس في ليس في استطاعة احد من الخلق كشفه بوجه من الوجوه. ليس في استطاعة احد من الخلق كشفه كشفه بوجه من البحث التام عن امثل واحسن الطرق الموصلة اليه. ولا ريب اننا نحن فيه هو اهم الامور واجل كلها واصلها. واتوا البيوت من ابوابه هي قاعدة كما ستأتي معنا ان شاء الله والعوام يقولون لابد انك تعرف من وين تاكل الكتف هذا المعنى العامي مصداقه في القرآن واتوا البيوت من ابوابها اي لابد ان تعرف كيف تلج الدار اذا عرفت كيف تلج الدار لو كان يقرأ القرآن بتأمل يجد ان ظلم فرعون ما كان له مثيل ولن يكون له مثيل يقتل ابناءهم ويستحيي نساءهم لا مو بس هكذا وانا فوقهم قاهرون اي مذلون لهم الحمد لله رب العالمين احمده سبحانه انزل القرآن المبين وجعله كتاب هداية للعالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له المعبود بحق في السماوات والاراضين واشهد ان محمدا عبده ورسوله المنزل عليه القرآن الكريم صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى اثره الى يوم الدين وبعد فحياكم الله في هذه الدورة المختصرة بين يدي شهر رمضان في سفر مبارك من اسفار مؤلفات العلامة الشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله تعالى وهو المسمى بالقواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن والواجب على المسلم ان يتعلم المراد من كتاب الله تبارك وتعالى ولا يمكن ذلك الا بثلاثة امور رئيسة الامر الاول العلم باللغة التي انزل بها القرآن الكريم وكلما ازداد الانسان علما بهذه اللغة وهي العربية لان الله انزل القرآن بلسان عربي مبين فانه يزداد علما به وفهما لمعانيه وادراكا لاسراره الامر الثاني ان يكون على علم ودراية اسباب النزول فان هذا باب عظيم يجعل الانسان يدرك المراد من الاية والايات فلا يخطئ في التنزيل بل يعرف المتشابه من الواقعات فينزل هذه الايات على تلكم الواقعات ولهذا لما قصر افهام بعض اللغويين عن سبب النزول وعن عدم الالتفات الى زمن النزول حصل منهم الخلل وزال عنهم العلم المطلوب في مثل هذه الايات التي اخطأوا فيها الامر الثالث وهو امر مهم ان ننظر الى تفاسير من سلف من الصحابة والتابعين ومن سار على نهجهم في التفسير فانهم اعلم بالتنزيل لعلو كعبهم في اللغة ولشمول علمهم بزمن النزول ولهذا نعلم علم اليقين ان من لا يبالي بتفسير سلفنا الصالح من الصحابة والتابعين وتابعيهم انه يقع في اشياء وفي زلل ليس فقط في باب الاسماء والصفات ولا في باب الايمان ولا في باب الرسل ولا في باب الاخلاق بل حتى في باب الفقه وكلما كان الانسان الصق بفهم السلف كلما كان علمه ادق في كتاب الله تعالى والمتتبع لعلم اللغة التي بها نزل القرآن والمحيط التي والمحيط الذي نزل فيه القرآن وكلام السلف يستنبط قواعد عظيمة هذه القواعد هي التي تكون فيها دربة الطالب في فهم معاني كتاب الله عز وجل وهذه القواعد منثورة في كتب علماء اللغة لا سيما في بيان معاني الحروف وفي كتب الاصوليين وفي كتب مقدمات التفاسير السلفية ما من تفسير سلفي الا وتجد فيه او في مقدمته قواعد عظيمة في التفسير ابتداء من الكلمات المنثورة لابن عباس كقوله كل ما قال الله فيه وما ادراك فقد اعلمه وكل ما قال فيه وما يدريك فلم يعلمه ثم مقدمة تفسير ابن جرير ثم مقدمة تفسير ابن كثير الى اخره ولقد اجاد الشيخ السعدي رحمه الله وافاد حيث جمع هذه القواعد المتعلقة بتفسير القرآن في موضع واحد وهي قواعد عظيمة ان شاء الله تبارك وتعالى تعيننا وتدربنا على فهم كتاب الله تعالى ومن عمل ومن عمل لنفسه جدولا في كتابة هذه القواعد ثم كلما قرأ اية انزلها على هذه القواعد تكون الحصيلة عنده فوائد عظيمة تكون الحصيلة عنده فوائد عظيمة واستنباطات جليلة لا يصل اليها من يهمل هذه القواعد فنبدأ على بركة الله وهذه المقدمة هي بالنسبة لنا كالمقدمة لتفاسير المفسرين حيث اننا ان شاء الله بعون الله وتوفيقه في رمظان من اول يوم فيه الى العشرين منه نقرأ تفسير الجلالين ان شاء الله عز وجل ونختمه يمكن لمن حفظ او فهم هذه القواعد ان يطبقها اثناء قراءتنا لتفسير الجلالين ايضا فنبدأ على بركة الله ونسأله جل وعلا العون والتوفيق والسداد والفهم والعلم والرشاد ربنا زدنا علما واتنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب وعلى بركة الله نبدأ قراءة مع الشيخ يوسف جاسم العينات الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولمشايخه وللمسلمين والمسلمات يا رب العالمين قال الشيخ العلامة عبدالرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتاب القواعد الحسان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما نعم. اما بعد فهذه اصول وقواعد في تفسير القرآن الكريم. جليلة المقدار عظيمة النفع تعين قارئها ومتأملها على فهم كلام الله والاهتداء به ومخضرها اجل من وصفها. فانها تفتح للعبد من طرق التفسير ومنهاج الفهم عن الله ما يعين على كثير من التفاسير الحالية في هذه البحوث النافعة. ارجو الله واسأله ان يتم ما قصدنا ارادة ويفتح لنا من خزائن جوده وكرمه. ما يكون سببا للوصول الى العلم النافع والهدى الكامل امين حقيقة اخباره عن هذا السفر المبارك في هذه الاسطر المختصرة هو من باب التواضع والا فان هذا هذه القواعد امره اجل واكثر مما ذكر رحمه الله لا سيما من اخذها ودرب نفسه على تطبيقها نعم قال رحمه الله واعلم ان علم التفسير اجل العلوم على الاطلاق وافضلها واوجبها واحبها الى الله لان الله امر بتدبر كتابه والتفكر في معانيه. والاهتداء باياته. واثنى على قائمين بذلك وجعلهم في اعلى المراتب. ووعدهم اسمى المواهب. فلو انفق العبد جواهر في هذا الفن لم يكن ذلك كثيرا في جنب ما هو افضل المطالب. واعظم المقاصد واصل اولي كلها وقاعدة اساسات الدين وصلاح امور الدين والدنيا والاخرة. وكانت حياة العبد زاهرة بالهدى والخير والرحمة للحياة والباقيات الصالحات. حقيقة من افنى عمره متأملا في كتاب الله مع شيء من مما ذكرنا من الامور الثلاثة مع نية صالحة في طلب الهداية يجد شيئا لا يكاد يوصف من انشراحة الصدر وسلامة النفس وراحة البال وقوة البصيرة والتبصر وغير ذلك فنسأل الله جل وعلا ان يستخدمنا في طاعته وان يجعلنا من المتأملين في اياته وكتابه كم يضيع الناس اعمارهم وساعات عمرهم ولحظات حياتهم في هذه الوسائل الحديثة التي تسمى بالتواصل وهي وسائل آآ التي يسمونها تواصل وانا اسميها وسائل الانقطاع عن الاهل وعن الحقوق وعن الواجبات والله المستعان. نعم قال رحمه الله فلنشرع الان بذكر القواعد والضوابط على وجه ايجاز الذي يحصل به مقصود. لانه لو انفتح للعبد باب وتمهدت عنده القاعدة وتدرب منها بعدة امثلة توضحها وتبين ومنهجها لم يحتج الى زيادة البسط وكثرة التفاصيل. ونسأله ان يمدنا بعونه ولطفه وتوفيقه وان يجعلنا هاديين مهتدين بمنه وكرمه. القواعد جمع قاعدة وهي الامر المستمر الذي يستنبط منه الحكم لانه على منوال واحد والقواعد التي هي الاصول منقسمة الى قسمين قواعد كلية لا استثناء فيها وقواعد اغلبية فيها بعض الاستثناءات ثم هذه القواعد ايضا منقسمة الى قسمين قواعد هي على بابها لانها تدخل في جميع ابواب التفسير وضوابط والظوابط جمع ظابط والظابط ما يدخل في بعظ الابواب دون الكل واول من فرق بين القواعد والظوابط هم علماء قواعد الفقه فانهم يفرقون بين القاعدة وبين الظابط بان القاعدة تنطبق كلياتها على اكثر الابواب واما الظابط فان كليتها مختصرة على باب او بابين ثم هذه القواعد اذا نظرنا اليها من حيث الاستخدام فهي اما ان تكون لغوية واما ان تكون اصولية واما ان تكون سلفية مستنبطة من عمل السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم ولنشرع الان في هذه القواعد ونسأله جل وعلا ان يرزقنا الفقه فيها. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى القاعدة الاولى في كيفية تلقي التفسير كل من طريقا وعمل عملا واتاه من ابوابه وطرقه الموصلة اليه. فلابد ان يفلح وينجح كما قال تعالى واتوا البيوت من ادواتها. وكلما عظم المطلوب تأكد هذا الامر. وتعين فانك ستدخل بسلام وتستفيد من هذا الباب الذي دخلت منه الى هذه الدار واما من لم يعرف كيف يدخل الدار فربما اراد الدخول واذا بالناس يظنونه لصا وهذا موجود في من لم يضبط القواعد في التفسير ويتنصص على المفسرين فيأتي بما لم ياتي به الاوائل وهذا من عجائب الناس لانهم لم يأتوا البيوت من ابوابها نعم قال رحمه الله فاعلم ان هذا القرآن العظيم انزله الله لهداية الخلق وارشادهم. وانه في كل وقت وزمان يرشد الى اهدى الامور واقومها. ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم فعلى الناس ان يتلقوا معنى كلام الله كما تلقاه الصحابة رضي الله عنهم فانهم اذا قرأوا رايات او اقل او اكثر لم يتجاوزوها حتى يعرفوا ما دلت عليه من الايمان والعلم والعمل ينزلونها على الاحوال الواقعة. فيعتقدون ما احتوت عليه من الاخبار. وان قادون لاوامرها ونواهي ويدخلون فيها جميع ما يشهدون من الحوادث والوقائع الموجودة بهم وبغيرهم ويحاسبون انفسهم هل هم قائمون بها او مخلون؟ وكيف الطريق الى الثبات على الامور النافعة ايجاد ما نقص منها وكيف التخلص من الامور الضارة. فيهتدون بغلومه ويتخلقون باخلاقه وادابه ويعلمون انه خطاب من عالم الغيب والشهادة موجه اليهم ومطالبون بمعرفة تأتي معانيه والعمل بها يقتضيه. من طبق هذه القاعدة ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم لم يكن ان يلتفت الى ما سواه لم يمكنه ان يلتفت الى ما سواه لعلمه بان هذا القرآن يهدي على الاطلاق للتي هي اقوى فما من امر ديني وما من امر شرعي الا والقرآن قد اشار اليه وصرح به وحتى ما ليس له ذكر في القرآن وانما هو مذكور في السنة فالقرآن قد اشار اليه بقوله واطيعوا الرسول وبقوله وما اتاكم الرسول وبقوله ومن يطع الرسول فقد اطاع الله والسنة شافية كافية لمن اراد الفلاح والنجاح والواجب على المسلم ان يعتقد ان هذا القرآن فيه صلاح الدنيا والاخرة وما من امر نتنازع فيه الا وفي القرآن والسنة جوابه وشفاؤه ودواؤه نعم قال رحمه الله من سلك هذا الطريق الذي سلكوه وجد واجتهد في تدبر كلام الله. انفتح له باب الاعظم في علم التفسير وطويت معرفته. وازدادت بصيرته. واستغنى بهذه الطريقة عن كثرة التكلف وخصوصا اذا كان قد اخذ من علوم العربية جانبا قويا وكان له واهتمام بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم. واحواله مع اوليائه واعدائه. فان ذلك اكبر على هذا المطلب. يعني مثال على هذا ان بعض علماء الغرب بحثوا اعوام وسنين كيف ان هذه الابحر تلتقي ولا تتمازج ثم جاءوا الى بعض علماء المسلمين فقرأوا ما كتبوه وما تعبوا في الوصول اليه ان هناك شيء من الحواجز وما من ماء عذب يختلط بماء البحر الا ويكتسب خصائصه والعكس بالعكس والمسلم المهتدي بكتاب الله لا يحتاج الى كثير عون ليعلم ذلك لانه يعلم قوله تعالى بينهما برزخ لا يبغيان فهذا الرجل او هؤلاء الرجال اتعبوا انفسهم سنين لكي يصلوا الى ما هو مجبور في الكتاب المبين يعلمه المبتدئون من طلاب علم المسلمين فهذا اعظم دليل ان معرفة علم التفسير يختصر الطرق على المسلمين في كثير من العلوم. نعم قال ومتى علم العبد ان القرآن فيه تبيان كل شيء. وانه كفيل بجميع المصالح مبين لها عليها زاجر عن المضار كلها. وجعل هذه قاعدة نصب عينيه. ونزلها على كل واقع وحادث من سابق او لاحق ظهر له عظم موقعها وكثرة فوائدها وثمراتها. هذا لا بد ان الانسان يتيقن من هذا الامر القرآن فيه تبيان كل شيء كفيل بجميع المصالح ما يحتاج تعمل عقلك انت اعملي عقلك في النص ما هو خارج النص يعني مثلا لو جانا انسان وقال والله الحاكم الفلاني يظلم الناس ويفعل ويفعل ويفعل ما جوابه الان ننظر الى حال المسلمين هل لهم قوة الى ازالة هذا الكافر ان كان كافرا او لا اذا لم يكن لهم قوة فهو يقرأ القرآن كيف كان يتعامل الانبياء والمرسلون؟ مع الطغاة والجبابرة والكفرة والله يقول انه فيه من الظلم ما لا يحتمل ومع ذلك موسى قال لقومه استعينوا بالله واصبروا هذا هو الدواء وهو الشفاء اذا لابد للمسلم ان يعتقد ان يعلم علم اليقين ان القرآن فيه تبيان كل شيء وكفيل بجميع المصالح كما قال ابن عباس القرآن فيه كل شيء ولكن قصرت عنها الافهام. نعم قال ويلتحق بهذه القاعدة القاعدة الثانية العبرة بعموم الالفاظ لا بخصوص الاسباب قال وهذه قاعدة نافعة جدا بمراعاتها يحصل للعبد خير كثير. وعلم غزير وباهمالها عدم ملاحظتها يفوته علم كثير. ويقع الغلط والارتباك. وهذا الاصل اتفق عليه المحققون من اهل الاصول وغيرهم ومتى راعيت القاعدة السابقة وعرفت ان ما قاله المفسرون من اسباب النزول انما هي امثلة ثم توضح الالفاظ ليست الالفاظ مقصورة عليها. فقوله نزلت في كذا وفي كذا. معناه ان هذا ومما يدخل فيها ومن جملة ما يراد بها فانه كما تقدم انما انزل القرآن لهداية اوله الامة واخرها والله تعالى قد امرنا بالتفكر والتدبر لكتابه. فاذا تدبرنا الالفاظ العامة وفهمنا ان معناها يتناول اشياء كثيرة. فلأي شيء يخرج بعض هذه المعاني مع ادخالنا ما هو مثله ونظيرها. ولهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه اذا سمعت الله يقول يا ايها الذين امنوا فارعها سمعك. فانه اما خير تؤمر به. واما شر تنهى عنه فمتى مر بك خبر عن الله وعن ما يستحقه من الكمال وما يتنزه عنه من النقص فاثبت جميع ذلك المعنى الكامل الذي اثبته لنفسه. ونزهه عن كل ما نزه نفسه عنه. وكذلك اذا اخبر عن رسله كتبه واليوم الاخر وعن جميع الامور السابقة واللاحقة. جزمت جزما لا شك فيه انه حق على حقيقته بل هو اعلى انواع الحق والصدق ومن اصدق من الله قيلا وحديثا واذا امر بشيء نظرت الى معناه وما يدخل فيه وما لا يدخل وان ذلك موجه الى جميع الامة. وكذلك وفي انه ولهذا كانت معرفة حدود ما انزل الله على رسوله اصل الخير والفلاح. والجهر بذلك اصل الشر الجفاء فمراعاة هذه القاعدة اكبر عون على معرفة حدودها انزل الله على رسوله. والقرآن قد ومع اجل المعاني وانفعها واصدقها باوضح الالفاظ واحسنها كما قال تعالى ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا قال يوضح ذلك ويبينه وينهج طريقه القاعدة الثالثة. القاعدة الثانية العبرة بعموم الالفاظ لا بخصوص الاسباب هي قاعدة عظيمة ونافع يقول جل وعلا يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا لا يأتي احد ويقول هذه نزلت في حق فلان لا هذه الاية في حق كل فاسق وان كان فلانا هو المراد بعينه حين نزولها قوله جل وعلا ويل للمطففين. ما يأتي انسان ويقول ان خصوص سبب النزول انها نزلت في اناس من اهل المدينة كانوا يطففون المكاييل بل يقول العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ولكن هنا لابد ان ننتبه الى امرين الاول انا لما نقول العبرة بعموم الالفاظ ان نتأكد عموميتها اولا لانها قد تكون خاصة لا تحتمل العموم وثانيا ان ننزلها على الواقعة التي من اجلها نزلت ان ينزلها للواقعة التي من اجلها نزلت او للواقعة التي شابهت الواقعة التي من اجلها نزلت فان قال قائل ويل للمطففين نزلت فيمن يطففون المكاييل والموازين هل يشمل العموم فيمن يريد حقه كاملا ولا يعطي حق الاخرين كاملا؟ الجواب نعم يدخل في عموم ويل للمطففين لان ذاك الرجل الذي لاجله نزل القرآن كان يأخذ حقه وزيادة ويعطي حق الناس ناقصا فنزلت ويل للمطففين الذين اذا اكتالوا على الناس يستوفون واذا كالوهم او وزنوهم يخسروا كذلك العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ينبغي انك حينما تقول العبرة بعموم اللفظ ان تتأكد انقطع العموم عما قبلها وعما بعدها لا يفسد المعنى اما اذا كان يفسد المعنى فلا يجوز ان تقول العبرة بعموم اللفظ مثلا قوله تعالى في ابطال العمل يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى الان نفهم انه لا يجوز لمسلم ان يبطل صدقته بالمن والاذى طيب لو ان الانسان كان ليس عنده صدقة وانما عمل خيرا وليس مالا فهل له ان يبطلها بالمن والاذى؟ الجواب لا لان قوله لا تبطلوا صدقاتكم هنا قيد الصدقات ورد لسبب الورود والا المقصود لا تبطلوا اعمالكم كلها بالمن والاذى ومثل هذا قوله جل وعلا ولا تبطلوا اعمالكم هذه الاية سياقها يدل على ان الردة مبطلة للعمل وان مشاقة الله ورسوله مبطلة للعمل فيستدل بعمومها بعض الفقهاء بان الانسان اذا شرع في العبادة ليس له ان يبطلها نقول هذا العموم الاستدلال به صحيح لكن بشرط ان لا يكون معارضا بما هو اصلح فلا تبطلوا اعمالكم اذا اذا كان المراد اذا صام الانسان ليس له ان يفطر لعموم لا تبطلوا اعمالكم نقول لا هذا الفهم من العموم قطعته عن سبب الورود وهو ان الاية وردت في الشرك لان النبي صلى الله عليه وسلم قال عن الصائم النافل انه امير نفسه انه امير نفسه. نعم احسن الله اليكم قال يوضح ذلك ويبينه وينهج طريقه القاعدة الثالثة الالف واللام الداخلة على الاوصاف اسمائي الاجناس تفيد الاستغراق بحسب ما ما دخلت عليه قال وقد نص على ذلك اهل الاصول واهل العربية واتفقا على اعتبار ذلك اهل العلم والايمان قال فمثل قوله تعالى ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الى قوله اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما. ادخل في هذه الاوصاف كلما تناولهم من معاني الاسلام والقنوط والصدق الى اخرها. وان بكمال هذه الاوصاف وان بكمال هذه الاوصاف يكمل صاحبه. احسن الله اليكم. وان بكمال هذه الاوصاف يكمل لصاحبها ما رتب عليها فمن المغفرة والاجر العظيم. وبنقصانها ينقص وبعدمها يفقد. وهكذا كل وصف رتب عليه خير واجر وثواب وكذلك ما يقابل ذلك كل وصف نهى الله عنه ورتب عليه وعلى المتصف به عقوبة وشرا ونقص سيكون له من ذلك بحسب ما قام به من الوصف المذكور وكذلك مثل قوله تعالى عام عام بجنس الانسان. فكل انسان هذا وصفه الا ما استثنى الله بقوله الا المصلين الى اخرها. كما ان قوله والعصر الانسان لفي خسر. اي كل انسان متصف بالخسار. الا الذين امنوا وعملوا الصالحات الآية وامثال ذلك كثير. هذه القاعدة وهي ان اسماء الاوصاف اسماء الاوصاف اه وهي اه اسم الفاعل اسمه المفعول والمصدر والصفة المشبهة هذه الاسماء التي تسمى باسماء الاوصاف اذا دخل عليها الالف واللام فهي تفيد الاستغراق فهي تفيد الاستغراق مسلم هذا وصف المسلم افاد استغراق المؤمن المؤمن افاد الاستغراق كافر الكافر افاد الاستغراق كذلك اسم الجنس لما تقول تمر التمر تمر هذا اسم جنس لكنه نكرة التمر اسمه جنس الالف واللام فيه للاستغراق الجنسي. يعني جنس التمر لما قال عز وجل الانسان في القرآن كثير جاء ذكر الانسان لما جاء ذكر الانسان ذكر الناس مثلا يا ايها الناس فالمقصود بالالف واللام الداخل على اسم الاجناس او اسم الجنس المقصود به الاستغراق الجنسي يا ايها الناس ان ياكل من هو والسارق والسارقة السارق هذا اسم وصف دخل عليه ال فعم كل سارق وكل سارقة الزانية والزاني والذين يرمون المحصنات المحصنة المؤمنات الغافلات هذه قاعدة عظيمة نافعة جدا وهي ان اسماء الاجناس اذا دخل عليها ال واسماء الاوصاف اذا دخل عليها ال فانها تفيد العموم الجنسي تفيد العموم في جنسه طيب ادفن الاوصاف اذا قال اذا قال ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الان من يدخل في هذا الاسم يدخل فيه كل من عنده شيء من معاني هذا الوصف معنى هذا ان الناس فيه يتفاوتون بين مقل ومكثر بين من عنده ادنى مسمى الاسلام وبين من عنده اكمل مسمى الايه؟ الاسلام بين من عنده ادنى مسمى الايمان وبين من عنده اعلى مسمى الايمان. اولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم نعم احسن الله اليكم ثم قال واعظم ما تعتبر به هذه قاعدة في اسماء الحسنى. فان في القرآن منها شيء كثير وهي اجل علوم القرآن فمثلا يخبر الله عن نفسه انه الله وانه الملك والعليم والحكيم والعزيز والرحيم القدوس السلام والحميد المجيد. فالله هو الذي له جميع معاني الالوهية التي يستحق ان يؤله لاجلها وهي صفات الكمال كلها والمحامد كلها والفضل كله والاحسان كله. الكمال وهي سبات الكمال كلها كلها المقصود الكمال يعني ماشي نسأل الله العافية قال وهي صفات الكمال كلها والمحامد كلها والفضل كله والاحسان كله. وانه لا يشارك الله احد في معنى من معاني الالوهية لا بشر ولا ملك. بل هم جميعا متألهون متعبدون لربهم خاضعون لجلاله وانه الملك الذي له جميع معاني ملك وهو الملك الكامل والتصرف النافذ وان الخلق كلهم ممالي عبيد تحت احكام ملكه القدرية والشرعية والجزائية. وانه العليم بكل شيء الذي لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء. الذي احاط عينه بالبواطن والظواهر والخفيات والجليات واجبات والمستحيلات والجائزات والامور السابقة واللاحقة. والعالم العلوي والسفلي والكليات والجزء اياك وما يعلم الخلق وما لا يعلمون وانه الحكيم الذي له الحكمة التامة الشاملة لجميع ما قضاه وقدره وخلقه. وجميع ما شرعه لا يخرج عن حكمته مخلوق ولا مشروع. وانه العزيز الذي له جميع معاني العزة على وجه الكمال التام من كل وجه عزتي القوة وعزة الامتناع وعزة القهر والغلبة. وان جميع الخلق في غاية الذل اية الفقر ومنتهى الحاجة والضرورة الى ربهم وانه رحيم الذي له جميع معاني الرحمة الذي وسعت رحمته كل شيء. ولم يخلو مخلوق من لسانه طرفة عين ووصلت رحمته حيث وصل علمه. ربنا وسعت كل شيء رحمة وانه القدوس السلام المعظم المنزه عن كل عيب وافة ونقص. وعن مماثلة احد. وعن ان يكون له ند من خلقه. وهكذا بقية الاسماء الحسنى اعتبرها. هنا في سؤال لغوي الان كلمة عباس في اللغة اسم والعلم اذا دخل عليه لا يزيده تعريفا لان العلم معرف فانت اذا قلت عباس العباس نفس المعنى ولكن هذه القاعدة بناء على عقيدة اهل السنة والجماعة وليس على عقيدة المعتزلة الذين يعتقدون ان اسماء الله اعلام محضة اهل السنة يعتقدون ان اسماء الله تعالى اعلام واوصاف صح اذا انتبه الان لما تقول اسماء الله تعالى اعلام بالنسبة لدلالتها الى الذات العلية واوصاف بالنسبة لدلالتها للمعاني الحسنة وهنا تعرف ان الفيه ها قال فيه للاستغراق ليش؟ لانه دخل على الوصف دخل على الوصف فلما تقول العليم فكأن المعنى كل علم هو به عليم لما تقول الحكيم الالف واللام هنا على المعنى الوصفي يكون كالذي دخل على الاسماء الاوصاف كما قلنا في المسلمين وكما قلنا في المؤمنين. واضح اذا ما في اشكال عندنا على عقيدة اهل السنة والجماعة. الاشكال يرد على من؟ يرد على قول المعتزلة الذين يعتقدون ان اسماء الله اعلام محضة اما اهل السنة يقولون لا ان اسماء الله تعالى اعلام دالة على الذات العلية. واوصاف دالة على الصفات العالية الحسنة نادي الكعبة نعم قال وهكذا بقية الاسماء الحسنى اعتبرها بهذه القاعدة الجليلة ينفتح لك باب عظيم من ابواب معرفة الله بل اصل معرفة الله تعالى معرفة ما تحتوي عليه اسمائه الحسنى من المعاني العظيمة بحسب ما بحسب ما يقدر والا فلا يبلغ علم احد من الخلق ولا يحصي احد ثناء عليه. بل هو كما اثنى على نفسه فوق ما يثني عليه عباده. قال ومن ذلك قوله تعالى وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا وعلى الاثم والعدوان. فالبر يشمل جميع انواع البر والخير وتشمل التقوى جميع ما يجب اتقاؤه من انواع المعاصي والمحرمات والاثم اسم جامع لكل ما يؤثم ويوقع في معصية كما ان العدوان اسم جامع ادخلوا فيه التعدي على الناس في الدماء والاموال والاعراض. والمعروف في القرآن اسم جامع لكل ما عرف حسنه شرعا وعقلا وعكسه المنكر. وقد نبه النبي صلى الله عليه وسلم امته الى هذه القاعدة وارشدهم الى ما في قوله في التشهد في الصلاة في قول المصلين. السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. فقال فانكم اذا قلتم ذلك سلمتم على كل عبد صالح من اهل السماء والارض. وامثلتها في القرآن كثيرة جدا المعروف في القرآن وامر بالمعروف. الان دخل عليه الالف واللام وكان المعنى وامر بكل ما هو معروف. صار مفيد الاستغراق الجنسي لانه دخل على وصف المعروف المعروف في القرآن قال الشيخ رحمه الله اسم جامع لكل ما عرف حسنه شرعا وعقلا وعكسه المنكر وهذا على قاعدة اهل السنة والجماعة خلافا للاشاعر الذين يقولون بان المعروف انما هو ما عرف حسنه شرعا ولا يدخلون العقل في هذا الباب وهذا غلط الصواب ان المعروف يعرف بالشرع ويعرف بالعقل ولكن المؤاخذة لا تكون الا بالشرع وهذا من رحمة الله جل في علاه وكذلك المنكر المنكر يعرف بالشرع ويعرف بالعقل فالناس الذين ليس عندهم شرع لو سألتهم عن الكذب ماذا سيقولون قبيح ولا حسن ها قبيح اذا يعرف الكذب بانه قبيح عقلا ولو لم يوجد الشرع اذا دل على ان المنكر يعرف بالشرع ويعرف بالعقل الله جل وعلا اذا امر بالمعروف فالمقصود به ما عرف معروفه بالشرع او ما عرف معروفه بالعقل ولا تعارض بين شرع وعقل عند اهل السنة والجماعة والمسلم لما يقول في في التشهد السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. ها تأمل الان الالف واللام دخل على الوصف اسم الفاعل صالح وجمعه صالحين ايش صار المعنى كل صار المعنى يشمل كل عبد صالح ولو فيه ذرة من الصلاح او بلغ المنتهى من الصلاح. دخل في هذا العموم ولا ما دخل كانك انت سلمت على من فيه ادنى ذرة من الصلاح ممن يدخل تحت مسمى الصالح ومن عنده اعلم معاني الصالحين فالسلام وصل الى هذا ومما يؤكد هذا العموم قول النبي صلى الله عليه وسلم فانكم اذا قلتم لانهم كانوا يقولون السلام علينا وعلى فلان وفلان وفلان وفلان فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم قولوا السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فانكم اذا قلتم ذلك سلمتم على كل عبد صالح من اهل السماء والارض في هذا الحديث فائدة عظيمة وهي ان الصحابة ربما يحتاجون الى تنبيه العموم بخبر النبي صلى الله عليه وسلم فنحن اذا نحتاج الى تنبيه على العمومات نعم احسن الله اليكم ثم قال رحمه الله القاعدة الرابعة اذا وقعت النكرة في سياق النفي او النهي او الشرط او الاستفهام دلت على العموم كقوله تعالى فانه نهى عن الشرك به في النيات والاقوال والافعال وعن الشرك الاكبر والاصغر والخفي والجلي. فلا يجعل العبد لله ندا ومشاركا في شيء من ذلك ونظيرها فلا تجعلوا لله اندادا. وقوله في وصف يوم القيامة يوم لا تملك نفس لنفس شيئا. يعم كل نفس وانه لا تملك شيئا من الاشياء وانه لا تملك شيئا من الاشياء لا ايصال المنافع ولا دفع المضار. يعني شيئا نكرة جاء في سياق النهي لا تشركوها تأملوها الان لا تشركوا نهي صريح وشيئا نكرة وفي الاية اللي بعدها فلا تجعلوا لله اندادا اندادا النكرة جاء عنه النهي فلا تجعلوا يوم لا تملك نفس لنفس شيئا هذا الان خبر شيئا نكرة وهو بمعنى انه لا يملك احد لاحد لا نبي ولا رسول ولا ملك ولا صالح ولا شهيد لا يملك احد نفس لنفس شيئا والامر يومئذ لله. نعم قال وكقوله تعالى وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو ونهاية ما يقدر ونهاية ما يقدر عليه المخلوق من الاسباب والادوية جزء من اجزاء كثيرة داخلة في قضاء وقدره. يعني ان يمسسك الان ان اداة شرط يمسسك فعله بضر نكرة الان نكرة ضر نكرة فلا كاشف له الا هو. سواء كان الظر يسيرا او كان كبيرا احيانا تجد على جلد الانسان على جلده تجد حبة تسأله يا فلان ما لك؟ قال والله ما تركت طبيبا الا وذهبت اليه ما انتفع لان الله لم يرد اذا لا يمكن لاحد ان يدفع عنه هذا الظر ولو كان يسيرا وحقيرا او كان كبيرا وعظيما وجسيما هذا العموم يستفاد لان النكرة في سياق الشرط يفيد العموم. نعم قال وقوله ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها. وما يمسك فلا ارسل له من بعده وقوله وما بكم من نعمة فمن الله. يشمل كل خير في العبد ويصيب العبد. وكل وكل نعمة فيها وكل نعمة فيها حصون محبوب او دفع مكروه. فان الله هو المتفرد بذلك. ما يفتح الله للناس من رحمة رحمة نكرة ولا لا ما هي واحدة ليش؟ لانها نكرة عمت جميع انواع الرحمات ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وهذا نفي وهذا نفي فلا ممسك لها اذا جاءت النكرة في سياق النفي وما يمسك فلا مرسل له من بعدي في الاول قال لها في الثاني قال له كيف ترجعون الظمير ها الاول قال لها الظمير راجع الى ايش الرحمة بالاتفاق وما يمسك فلا مرسل له الضمير راجع الى ها ها ما في ضر ما في ضر ما ذكر الضر وما يمسك الله فلا مرسل له. الظمير راجع لايش ها الممسك احسنت بارك الله فيك ولا وما يمسك فلا مرسل للممسك ها الممسك هذا وما يرسل وما يمسك فلا مرسل له. اذا الله يمسك شيء ما احد يستطيع ان يرسل الممسك عنده يعني مثلا اراد ان يمنع القطر من السماء. من الذي يستطيع ان يرسل هذا الممسك فله ظمير راجع الى الممسك عند الله عز وجل نعم قال وقوله هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والارض لا اله الا هو. واذا دخلت من صارت نصا في العموم كهذه الاية منكم من احد عنه حاجزين. ما لكم ما لكم من اله غيره امثلة كثيرة جدا. يعني هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والارض تأمل الان هل اداة استفهام جاء في سياقه النكرة خالق هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والارض؟ الجواب لا لان لا خالق سوى الله لا كبير ولا صغير لانها نكرة جاءت في سياق الاستفهام وايضا مسبوقة بمن؟ ما قال هل خالق غير الله سبقت بمن ومن اذا سبقت النكرة في هذا الباب كان نصا في العموم بدون من؟ بدون من الاستفهام هل خالق غير الله بدون من ظاهر في العموم ومع من نص في العموم والنص مقدم على الظاهر عند التعارض عرفنا الفرق يعني فما منكم من احد عنه حاجزين لو قال فما منكم تأمل فما منكم احد عنه حاجز المعنى يفيد العموم لكنه ظاهر لكن بمجيء من صار نصا في العموم لما قال ما لكم اله غيره هذا المعنى يفيد انه ظاهر في العموم لماذا لانه ما لكم نفي جاء اله. لكن اذا سبق بمن صار نصا في العموم ليس لكم ما منكم ما لكم من اله غيره. نعم احسن الله اليكم ثم قال رحمه الله القاعدة الخامسة المفرد المضاف يفيد العموم كما يفيد ذلك اسم جمع فكما ان قوله تعالى حرمت عليكم امهاتكم الى اخرها يشمل كل ام انتسبت كل ام انتسبت اليها وان نعلت وكل بنت انتسب انتسبت اليك وان نزلت الى اخر مذكورات. فكذلك قوله قال فانها تشمل النعم الدينية والدنيوية. يعني المفرد المفرد المضاف تأمل معي الان نعمة مفرد اذا اضيف نعمة الله الان المفرد المضاف ماذا يفيد؟ يفيد العموم ام امك افاد العموم المفرد المضاف يفيد العموم اب ابوك يحفيد العموم لكن افادته للعموم ظاهر واما افادة الجمع المضاف للعموم نص امهاتكم ابائكم اخوانكم هذا نص في العموم اما المفرد المضاف يفيد العموم على سبيل الظهور عند جمع من الاصوليين نعم قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين. فانها تعم صلوات كلها فانها تعم الصلوات كلها والانساك كلها وجميع ما العبد فيه وعليه في حياته لكن الجميع قد اوقع الجميع قد اوقعته اوقعته واخلصته. الجميع قد اوقعته واخلصته لله وحده لا شريك له. يعني هذا هو المنبغى صلاة مفرد الان وظيفي لا ياي المتكلم صلاتي نسك جمع على قول بعض العلماء ومفرد على قول بعض العلماء اذا كان المقصود النسك هي طريقة الحج فهو جمع واذا كان المقصود بالنسك هل هدي فهو مفرد لكنه مضاف الى ياء المتكلم والمحيا مفرد مضاف الى ياء المتكلم محياي والممات مفرد مضاف مماتي هذه مفردات مضافات الى يا المتكلم فافادت العموم فمعنى الكلام الواجب ان يكون كل صلواتك وكل انساكك وكل حياتك وكل اتكال الله رب العالمين من اين استفدنا العموم؟ لان المفرد المضاف يفيد العموم. هذه قاعدة المفرد المضاف يفيد ماذا العموم المفرد المضاف يفيد العموم. نعم. احسن الله اليكم وقوله واتخذوا من مقام ابراهيم المصلى على احد القولين انه يشمل جميع مقاماته في مشاعر الحج. اتخذوه معبدا. واصلح من هذا قول تعالى امن لكل ما هو عليه من التوحيد والاخلاص لله تعالى والقيام بحق العبودية قال واعم من ذلك واشمل قوله تعالى لما ذكر الانبياء اولئك الذين هدى الله بهداه مقتده فامره الله ان يقتدي بجميع ما عليه المرسلون من الهدى الذي هو العلوم النافعة والاخلاق الزاكية والاعمال الصالحة والهدى المستقيم. وهذه الاية احد الادلة على الاصل المعروف ان شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد شرعنا بخلافه. وشرع الانبياء السابقين هو هداهم في اصول الدين وفروعه وكذلك قوله تعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه وهذا يعم جميع ما شرعه لعباده فعلا وترك الاعتقادا وانقيادا. واضافه الى نفسه في هذه الاية لكونه الذي نصبه لعباده. كما اضاف الى الذين انعم عليهم في قوله صراط الذين انعمت عليهم بكونهم هم السالكون له فصراط الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. ما اتصفوا به من العلوم والاخلاق والاوصاف والاعمال. يعني هذه القاعدة عظيمة الان كلمة مقام الاية الاولى مفرد ما هي مقامات مقام مفرد مفرد مضاف الى ابراهيم واتخذوا من مقام ابراهيم على قول بعض المفسرين ان المفردة المضاف يعم فالمقصود يجب عليك يا محمد انت واتباعك ان تسيروا في الحج على مقامات ابراهيم ومقامات إبراهيم هي الطواف والحجر الأسود والركن اليماني والسعي بين الصفا والمروة حدود الحرم وكذلك من ومزدلفة وعرفة. هذه هي مقامات ابراهيم عليه السلام. من اين استفدنا هذا؟ لان المفرد المضاف يعم الواجب علينا ان نتخذ وان نتبع ابراهيم في جميع مقاماته وعلى هذا القول يمكن ان نقول واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى ان كل مقامات ابراهيم في الحج هي مواضع عبادة مصلى يعني مواضع عبادة فنحن نتعبد الله بالسعي نتعبد الله ها بالرمي نتعبد الله الوقوف عشية عرفة نتعبد الله بالمبيت ليلة المزدلفة يتعبد الله عز وجل بالنحر نتعبد الله عز وجل بالحلق والتقصير صار كل مقامات إبراهيم بالنسبة لنا مصلى يعني عبادة وطاعة مما يؤكد هذا العموم الاية ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا الان ملة ابراهيم ملة مفرد مضاف الى ابراهيم. فدل على ان كل ما كان عليه ابراهيم منه لان الملة معناها الدين الملة معناها الدين المقصود الان ان نتبع دين ابراهيم عليه السلام ثم وصف هذه الملة بان حنيفا او حال حليفا حال كونه حنيفا. حال من ابراهيم عليه السلام ثم جاء ما يدل على اعم من ذلك انه ليش لسنا فقط مأمورين بمقام إبراهيم ولا باتباع إبراهيم بل نحن مأمورون باتباع الانبياء السابقين قال الله اولئك الذين هداهم الله فبهداهم اقتدي. ها هدى هم مفرد مضاف مفرد مضاف الى الجمع فافاد العموم فبهداه مقتدي فلما كان مفردا مضافا الى عموم الانبياء علمنا اننا مأمورون باتباع جميع الانبياء. ومن هنا نؤكد القاعدة عظيمة انه لا اختلاف بين الانبياء في مباني الاسلام في مباني الايمان في القواعد العامة والاخبار العامة ما في اختلاف الذي امر به ادم وموسى هو نفسه الذي امر به محمد صلى الله عليه وسلم. الاختلاف بينهم في الكم والكيف في العبادات فقط في الكم والكيف في العبادات نعم. وقوله تعالى وان هذا صراطي مستقيما. الصراط مفرد واضيف الى الى الرب تبارك وتعالى اذا دل على العموم ان كل ما كان مضافا الى الله فنحن مأمورون باتباعه ثم اضاف هذا الصراط مفردا صراط الذين انعمت عليهم مفرد مضاف مفرد مضاف ده اللي ايضا على العموم ثم جاء هؤلاء المنعم عليهم بيان في سورة النساء اولئك الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين فنحن مأمورون باتباع هؤلاء نعم. قال رحمه الله وكذلك قوله ولا يشرك بعبادة ربه احدا يدخل في ذلك جميع العبادات الظاهرة والباطنة العبادات الاعتقادية والعملية كما ان وصف الله لرسوله صلى الله عليه وسلم بالعبودية المضافة الى الله. سبحان الذي اسرى بعدده وان كنت في ريب كنتم السلام عليكم عددنا تبارك الذي نزل الفرقان على عبده. يدل على انه وفى جميع مقامات العبودية لاشرف المقامات بتوفيته لجميع مقامات العبوديات. تأملوا معي هذه الاضافة العظيمة اخوه والله لما اتأملها اتعجب يعني وحق لنا ان نتعجب هذا كلام الله قال سبحان الذي اسرى بعبده ما قال عبد الله تأملوا معي ما قال عبد الرب ولا قال عبد الحي وانما قال بعبده اظاف العبودية الى هذا الظمير الذي يدل على عموم الرب تبارك وتعالى. عبده سبحان الذي اسرى بعبده ان على عبدنا على عبده كل ها اضيف الى الظمائر فيه اشارة اولا مفرد المضاف يدل على العموم. معنى هذا الكلام ان النبي صلى الله عليه وسلم قد وصل في مراقي العبودية في التأله والربوبية والاسماء والصفات ما استحق معه ان يفرد الى الله على الاطلاق واضح هذا المعنى نعم لما انت تقول فلان عبد الله يمكن ان يستشف للاظافة فلان عبد الله بمعنى عابد الله اي انه يترقى في عبودية الله معنى هذا انه يمكن ان يكون بعيد عن الترقي في عبودية الربوبية يمكن ان يكون في منأى عن عبودية الاسماء والصفات لكن لما قال عبدنا عبده دل على الرقي في جميع مقامات العبودية نعم قال رحمه الله تعالى وقوله اليس الله بكاف عدده؟ وكلما كان العبد اقوم بحقوق العبودية كانت كفاية الله له اكمل واتم وما نقص منها نقص من الكفاية بحسبه بحسبه وقوله الا واحدة كلمح بالبصر. انما قولنا لشيء اذا رضيناه ان نقول له كن فيكون. يشمل جميع اوامره القدرية الكونية الا في القرآن شيء كثير. تأمل الامر مضاف الى ناء المتكلم امرنا وقوله آآ انما قولنا قول مفرد مضاف فعم جميع الاقوال لشيء اذا اردناه ارد اراد هذا مفرد ومضاف ثم شيء نكرة جاءت في سياق الشرط اذا فهذه عموم في عموم في عمره نعم قال رحمه الله تعالى القاعدة السادسة في تقرير القرآن في في طريقة القرآن في تقرير التوحيد ونفي ضده يكاد القرآن ان يكون كله لتقرير التوحيد ونفي ضده. واكثر الايات يقرر الله فيها توحيد الالهية واخلاصه العبادة لله وحده لا شريك له. ويخبر ان جميع الرسل تدعو قومها الى ان يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا وان الله تعالى انما خلق الجن والانس ليعبدوه. وان الكتب والرسل اتفقت على هذا الاصل الذي هو اصل الاصول كلها وان من لم يدم بهذا الدين الذي هو اخلاص العمل لله فعمله باطل. لئن اشركت ليحبطن ما عملك ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون. ويدعو العباد الى ما تقرر في فطرهم من ان المتفرد بالخلق والتدبير والمتفرد بالنعم الظاهرة والباطنة والذي لا يستحق العبادة الا وان سائر الخلق ليس عندهم خلق ولا نفع ولا دفع ولن يغنوا عن احد من الله شيئا ويدعوهم ايضا الى هذا الاصل لما يتنبح به بما يتمدح به ويثني على نفسه الكريمة من تفرده بصفات العظمة والمجد والجلال والكمال. وان من له هذا كمال المطلق الذي لا يشاركه فيه مشارك احق من اخلصت احق من اخلصت له الاعمال احق من اخلصت له الاعمال الظاهرة والباطنة. ويقرر هذا التوحيد بانه هو الحاكم وحدة فلا يحكم غيره شرعا ولا جزاء وتارة يكرر هذا بذكر محاسن التوحيد وانه الدين الوحيد الواجب شرعا وعقلا وثقة على جميع العبيد ويذكر مساوئ الشرك وقبحه واختلال عقول اصحابه بعد اختلال اديانهم بافئدتهم وكونهم في شك وامر مريج. وتارة يدعو اليه بذكر ما رتب عليهم من الجزاء الحسن في الدنيا والاخرة والحياة الطيبة في الدور الثلاث. وما رتب على ضده من العقوبات العاجلة والاجلة. وكيف كانت عواقبهم اسوأ العواقب وشرها وبالجملة. فكل خير عاجل واجل فانه من ثمرات التوحيد. وكل شر فانه من ثمرات ضده والله اعلم. هذه ثمانية طرق او ثمانية طرق في تقرير اه التوحيد في القرآن الكريم. ونفي ضده ذكرها الشيخ رحمه الله واذا تأمل العبد في هذه الامور الثمانية يكاد يجد القرآن كله في تقرير التوحيد. الاول ان جميع الرسل تدعو الى عبادة الله كما في السطر الثالث هذا رقم واحد الثاني اخباره انه انما خلق الجن والانس لذلك هذا الثاني الثالث ان الكتب والرسل اتفقت على هذا الاصل الرابع ان من لم يدن بهذا الدين الذي هو اخلاص العمل لله فعمله باطل الخامس يدعو العباد الى ما تقرر في فطرهم وعقولهم السابع في الصفحة التي بعدها في السطر الثاني ويدعوهم ايضا الى هذا الاصل بما يتمدح به ويثني على نفسه الكريمة الى اخرها السابع ويقرر هذا التوحيد بانه هو الحاكم وحده ويقرر هذا التوحيد بانه هو الحاكم وحده الثامن يقرر هذا بذكر محاسن التوحيد التاسع يقرر هذا بذكر مساوئ الشرك وقبحه بذكر مساوئ الشرك وقبحه العاشر والاخير يدعو اليه بذكر ما رتب عليه من الجزاء الحسن الى اخره فهذه عشرة عشر طرق في القرآن الكريم في تقرير التوحيد لو ان طالب علم انشغل بها وافردها واستدل لها لكان امرا عظيما. نعم احسن الله اليكم ثم قال رحمه الله القاعدة السابعة في طريقة القرآن في تقرير نبوة محمد صلى الله عليه وسلم هذا الاصل الكبير قرره الله في كتابه بالطوق المتنوعة التي التي يعرف التي يعرف بها كمال صدقه صلى الله عليه وسلم فأخبر انه صدق المرسلين ودعا الى ما دعوا اليه وان جميع المحاسن التي في الانبياء فهي في محمد صلى الله عليه وسلم. وما نزهوا عنه من وما نزهوا عنه من النواقص والعيوب. فمحمد اولاهم واحقهم بهذا التنزيه. وان وشريعته مهيمنة على جميع الشرائع وكتابه مهيمن على كل الكتب. فجميع محاسن الاديان والكتب قد جمعها هذا الكتاب وهذا الدين وفاق عليها بمحاسن واوصاف لم توجد في غيره. وقدر نبوته بانه امي لا يكتب ولا لا يقرأ ولا جالس احدا من اهل العلم بالكتب السابقة. بل لم يفاجئ الناس حتى جاءهم بهذا الكتاب. الذي له جماعة الانس ويدل على ان يأتوا بمثله ما اتوا ولا قدروا ولا هو في استطاعتهم. ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا وانه محال مع هذا ان يكون من تلقاء نفسه او متقول او متوهم فيما جاء به واعاد في القرآن وابدى فيها ذا النوع وقرر ذلك بانه يخبر بقصص الانبياء السبعين مطولة على الوجه الواقع الذي لا يستريب فيه احد. ثم يخبر تعالى انه ليس له طريق ولا وصول الى فهذا الا بما اتاه الله من الوحي. كمثل قوله تعالى لما ذكر قصة موسى مطولة. وما انت بجانب الطور اذ ناديها ولكن رحمة من ربك وما كنت بجانب الغرب اذ قضينا الى موسى الامر وكما في قوله وما كنت لديهم اذ يلقون اقلامهم ايهم يكفر مريم ولا كنت لديهم اذ يختصمون. ولما ذكر قصة يوسف واخوته مقاولة قال وما فهذه الامور والاخبارات مفصلة التي يفصلها تفصيلا لم يتمكن اهل الكتاب الذين في وقته. ولا من بعدهم قم على تكذيبه فيها ولا معارضة من اكبر الادلة على انه رسول الله حقا. وتارة توبوا وتبوا بكمال حكمة الله وتمام قدرته. وان تأييده لرسوله ونصره على اعدائه وتمكينه في الارض وافق غاية الموافقة لحكمة الله وان من قدح في رسالته فقد قد قدح في حكمة الله وفي قدرته وكذلك نصره وتأييده الباهر على الامم الذين هم اقوى اهل الارض من ايات رسالته وادلة توحيده كما هو ظاهر منه متأملين. وتارة يقدر نبوته ورسالته بما حازه من اوصاف الكمال. وما هو عليه من الاخلاق وان كل خلق عال سام فلرسول الله صلى الله عليه وسلم منه اعلاه واكمله. فمن عظمت صفاته وفاقت نموته جميع الخلق التي اعلاها الصدق اليس هذا اكبر الذي على انه رسول رب العالمين. والمصطفى المختار من الخلق اجمعين. صلى الله نعم. وتارة يبررها بما هو موجود في كتب الاولين وبشارات الانبياء والمرسلين. اما باسمه العلم او باوصافه الجليلة واوصاف امته واوصاف دينه وتارة يقرر رسالته بما اخبر بهم الغيوب الماضية والغيوب المستقبلة التي وقعت في زمانه التي لا تزال تقع في كل وقت. فلولا الوحي ما وصل اليه شيء من هذا ولا له ولا لغيره طريق الى العلم وتارة يقررها بحفظه اياه وعصمته له من الخلق مع تكالب الاعداء وضغطهم وجدهم وجدهم التام في الايقاع به بكل ما في وسعهم. والله يعصمه ويمنعه وينصره. وما جاءك الا انه رسوله حقا وامينه على وحيه. وتارة من قبل رسالته بذكر عظمة ما جاء به هو القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. تنزيل من حكيم حميد وتحدى اعداءه ومن كفر بهم ان يأتوا بمثله او بعشر سور مثله او بسورة واحدة فعجزوا ونقصوا وباءوا بالخيبة والفشل. وهذا القرآن اكبر ادلة رسالته واجلها واعمها وتارة يقدر رسالته بما اظهر على يديه من المعجزات وما اجرى له من الخوارق والكرامات. الدالة واحد بمسنده منها فكيف اذا اجتمعت على انه رسول الله الصادق المصدوق؟ الذي لا ينطق عن الهوى الا وحي يوحى. وتارة يكررها بعظيم شفقته على الخلق وحلوه الكامل على امته وانه بالمؤمنين رؤوف رحيم. وانه لم يوجد ولن يوجد احد من الخلق اعظم شفقة وبرا واحسانا الى الخلق منه واثار ذلك ظاهرة الناظرين. فهذه الامور والطرق قد اكثر الله من ذكرها في كتابه نرى بعبارات متنوعة ومعاني مفصلة واساليب عجيبة وامثلتها تفوق العد والاحصاء والله اعلم هذه الطرق الخمسة عشرة التي ذكرها المصنف رحمه الله في طريقة القرآن في تقرير نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم ظاهرة ولكنها بحاجة الى التأمل من القراء من يقرأ القرآن عليه ان يتأمل في هذه الطرق الخمس عشرة التي ذكرها ربنا تبارك وتعالى اولها انه صدق المرسلين ثانيها ان دعوته موافقة لما دعوا اليه ثالثها ان جميع المحاسن هي فيه صلى الله عليه وسلم رابعها كل ما نزهوا عنه من النواقص والعيوب فمحمد صلى الله عليه وسلم منزه عن مثله خامسا احسن الله اليكم ثم قال رحمه الله القاعدة الثامنة طريقة القرآن في تقرير المعاد وهذا الاصل الثالث ان الاصول التي اتفقت عليها الرسل والشرائع كلها التوحيد والرسالة وامر المعادي وحشر العباد. وهذا قد شريعته مهيمنة وكتابه مهيمن ودينه مشتمل على المحاسن بالصفحة الخامسة والعشرين في الصفحة الخامس والعشرين في السطر الثاني الطريق السادسة وقرر نبوته بانه امي الى اخره في السطر السابع طريق السابعة وقرر ذلك بانه يخبر بقصص الانبياء السابقين يقولون انها ابرهة الاشرم او عفوا النجاشي ملك الحبشة لما ذهب اليه جعفر ابن ابي طالب ومن معه من المؤمنين قال لهم عمرو بن العاص انهم يقولون في مريم قولا لا تقولونه فقال له ملك الحبشة وما تقولون في مريم فتلا جعفر اوائل ما نزل من سورة مريم فتعجب ملك الحبشة من اين جاء هذا الكلام؟ قال هذا الكلام لا يخرج الا من الناموس الذي انزل على موسى وعيسى عين كلامي ورقة لما سمع كلام النبي صلى الله عليه وسلم في اول خمس ايات نزلت اذا هذه المسألة واضحة انه يخبر بقصص الانبياء السابقين والعجيب ان اليهود والنصارى يزعمون انه اخذ منهم طيب هو يخالفهم في كثير من اخبارهم في القرآن ما ينقض اخبارهم ويبطل دعاويهم هم يقولون ان عيسى ابن الله في القرآن في قصصه كل ما جاء قصة عيسى فيه بيان انه عبد الله في بيان انه عبد الله هم يتكلمون في قصة لوط ويطعنون في لوط والله عز وجل يذكر لوطا في القرآن وينزه ويكرمه وهكذا في جميع القصص ولهذا قصص القرآن ايها الاخوة من اعظم الادلة الدالة على صدق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الطريقة الثامنة الطريقة الثامنة في السطر الثالث من تحت صفحة خمسة وعشرين تارة يقرر نبوته بكمال حكمة لا الى اخرها صفحة ستة وعشرين الطريقة التاسعة يقرر نبوته ورسالته بما حازه من اوصاف الكمال ولذلك يقول ابو حامد الغزالي اذا لم تستطع ان تعرف الحقة من جهة الادلة النقلية ولا من جهة الادلة العقلية فبقي ولا من جهة الذوق فبقي لك ان تنظر الى سيرته صلى الله عليه وسلم فمن نظر الى سيرته تيقن انه نبي ما تمتع بالدنيا ومات ودرعه مرهونة عند يهودي مع انه ملك الجزيرة كلها هذا باب عظيم من ابواب صدق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الطريقة العاشرة يقررها بما هو موجود في كتب الاولين وبشارات الانبياء والمرسلين وانه لفي زبر الاولين ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل الحادية عشر وتارة يقرر رسالته بما اخبر به من الغيوب الماضية والغيوب المستقبلة انى له العلم بذلك لولا ان هذا وحي من الله الطريقة الثانية عشرة يقررها بحفظه اياه وعصمته له من الخلق اهل مكة ومن حول المدينة من الاعراب واليهود والنصارى كلهم يريدون التخلص منه ليس عنده حارس حارس ولا بواب ولا شرطي هما يستطيعون ان يقتلوا وحاولوا كم مرة كما قال الله وقتلهم الانبياء حاولوا كم مرة قتل النبي صلى الله عليه وسلم من اخر ذلك تسميم الشاة من قبل تلك اليهودية فلما اخذت قيل لها ما اردتي؟ قال اردت ان كنت نبيا سينبئك الله وان كنت دعيا سيخلصه الله من شرك فالله حفظه صلى الله عليه وسلم في جميع هذه المكايد بدون حارس ولا بواب وهذا امر خارج عن المعتاد وهذا امر خارج عن المعتاد الطريقة الثالث عشر يقرر رسالته بذكر عظمة ما جاء به من تأمل في عظمة تشريعات الاسلام يستيقن صدق هذه النبوة وصدق انه من عند الله الطريقة الرابعة عشر يقرر رسالته بما اظهر على يديه من المعجزات وقد ذكر البيهقي رحمه الله في دلائل النبوة مئات المئات من ايات النبي صلى الله عليه وسلم مئات المئات اوسع كتاب في دلائل النبوة هو كتاب البيهقي ذكر فيه كل ما ذكر في ايات النبي صلى الله عليه واله وسلم اخيرا يقرر نبوته بعظيم شفقته على الخلق وحنوه الكامل على امته واحسانه اليهم وبروا بهم وهذه ظاهرة نعم احسن الله اليكم هل يمكن ان نزيد ونقول وكونه رحمة للعالمين وكونه رحيما بالعالمين بل كان يشفق على اعدائه من الكفار والمشركين يمن عليهم بالفدع ويود لو يسلم وكان يجد في نفسه مشقة اذا لم يؤمنوا لعلك باخر نفسك الا يكونوا مؤمنين نعم ان يحدث عين صحيح ينقل شيئا منه. طبعا هذا المقصود به ان كل ما امر ينفع الناس فان القرآن لا يمنعه يعني من امور اما الامر الديني فالاصل فيه ايش؟ الحظر من ذكره في كتابه وقرره بطرق متنوعة. منها اخباره وهو اصدق القائلين ومع اكثار الله من ذكره فقد اقسم عليه في ثلاثة مواضع من كتابه. قال ومنها الاخبار بكمال قدرة الله تعالى ونفوذ مشيئته وانه لا يعجزه شيء. واعادة العباد بعد موتهم فرد من افراد اثار قدرته ومنها تذكيره العباد بالنشأة الاولى. وان الذي اوجدهم ولم يكونوا شيئا لا. ولم يكونوا شيئا مذكورا لابد ان يعيدهم كما بدأهم. واعاد هذا المعنى في مواضع كثيرة باساليب متنوعة. الطريقة الاولى لو ان صادقا اخبرنا بشيء نصدقه ومن اصدق من الله قيلا وقد اخبرا عن المعاد بل واقسم على المعاد واقسم على المعاد في ثلاثة مواضع كما قال الشيخ الثانية الاخبار بكمال قدرة الله تعالى فالذي له كمال القدرة ونفوذ المشيئة لا يعجزه شيء كن فيكون كن فيكون الامر الثالث تذكيره العباد بالنشأة الاولى ومن قدر على الخلق الاول فهو على الثاني والثالث ها اقدر واقدر اقدر واقدر وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو اهون عليه وله المثل الاعلى في السماوات وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم. الطريقة الرابعة نعم هامدة الميتة بعد موتها. وان الذي احياها سيحيي الموتى. وقرر ذلك بقدرته على ما هو اكبر من ذلك هو خلق السماوات والارض والمخلوقات العظيمة. فمتى اثبت المنكرون لذلك ولن يقدروا على انكاره فلأي شيء ان يستبعدون احياءه لموتاه. وقرر ذلك بسعة علمه وكمال حكمته. وانه لا يليق به ولا يحسب وان يترك خلقه سدى مهملين. لا يؤمرون ولا ينهون ولا يثابون ولا يعاقبون. وهذا طريح قرر به النبو وامر المعاد. ومما قرر به البعث. ومجازاة المحسنين باحسانهم والمسيئين باساءتهم. ما اخبر وبه من ايامه في الامم الماضيين والقرون الرابعة. وكيف نجى الانبياء واتباعهم؟ واهلك المكذبين لهم. المنكر اي بعث ونوع عليهم العقوبات واحل بهم المثلات. فهذا جزاء معجل ونموذج من جزاء الاخرة اراه الله عباده ليهيك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة من ذلك ما ارى الله عباده من احياءه الاموات في الدنيا كما ذكره الله عن صاحب البقرة. والانوف من بني اسرائيل الذين مر على قرية وهي خاوية على عروشها. وقصة ابراهيم الخليل والطيور واحياء عيسى ابن مريم الاموات وغيرها مما اراه الله عباده في هذه الدار ليعلموا انه قوي باقتدار. وان العباد لابد ان دار القرار ان الجنة او النار. وهذه المعاني ابداها الله واعادها في محال كثيرة الله اعلم. يعني الطريقة الرابعة احياء الارض الهامدة قال والنخل باسقات لها طلع النضيد رزقا للعباد واحيينا به بلدة ميتا كذلك الخراج كذلك الخروج الان تذهب الى الصحراء تنظر لا تجد فيها نبتا ولا اثرا للنبت ثم اذا جاء الربيع خرج الزرع فالذي احيا الارض بعد موتها قادر على ان يحيي الانسان بعد موته كونه صارمادا او او جزيئات الخامسة بيان عظيم قدرته على خلقه لما هو اكبر من خلق السماوات والارض قال تعالى لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس الحين لو جاكم احد وقال لكم اليابانيين يقدرون يسوون بطل ماي ولا ما يقدرون يسوون ايش تقولون مع اننا لم نرى لكننا نقطع بقدرتهم لماذا؟ لان عندهم من القدرة على ما هو اعظم من هذا فاستدللنا بما هو اعظم على ما هو ادنى اذا كان الله خلق السماوات والارض فما يعني ابداء الانسان مرة اخرى ليس بشيء لخلق السماوات والارض اكبر من الناس ولذلك هذا مذكور في القرآن في مواضع كذلك الطريقة السادسة قرر ذلك بسعة علمه وكمال حكمته. يعني لما قال المشركون قاف والقرآن المجيد بل عجبوا ان جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شيء عجيب فاذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد ليش قالوا رجع من بعيد لانهم يقولون متنا كنا تراب ذرات اصبحت هباء منثورا في الهواء في الماء في التراب في الشجر في الحجر في البر في البحر كيف يعيدها الله جاء الخبر من الله قد علمنا ما تنقص الارض منه يعني ذراتك اينما ذهبت علم الله محيط بها. علم الله محيط بها هذا امر عظيم الطريقة السابعة قرر البعث استدل بمجازاة المحسنين واحسانهم والمسيئين بسعته. يعني الانسان يرى يرى الظالم يموت هل مثلا هتلر بسببه قامت حرب عالمية اولى وثانية. كم مات من الناس؟ يقولون عشرين مليون طيب عشرين مليون ماتوا بسببه الان العقل يقول لا يمكن ان يكون ما في قيامة. كيف هذا الرجل مات وعشرين مليون موتهم او تسبب في موتهم او باشر في موتهم ولم يؤخذ لهم من حقهم مات يموت المظلوم ولا يؤخذ له من الحق هذا مناف للحكمة اذا هذه الطريقة يستدل بها على وجوب البعث والنشور هذه مسألة عظيمة جدا. الثامنة والاخيرة ان الله ارى امثلة مصغرة للبعث لاناس نقلوا الينا الخبر نقلوا الينا الخبر بطريقة النقل المتواتر فمثلا اليهود والنصارى والمسلمون يعتقدون بان عزير بعثه الله بعد ما مات النصارى والمسلمون يعتقدون بان عيسى عليه السلام لم يقتل وانه حي على ان النصارى يقولون صلب ثم عاد وصار حيا. وعن المسلمون يقول لم يصدم بل هو حي كلنا نعتقد اليهود النصارى والمسلمون يعتقدون ان عيسى كان يحيي الموتى باذن الله يصنع طيرا من الطين وينفخ في الطير فيصبح طائرا باذن الله اليهود والنصارى والمسلمون يستيقنون بان عيسى بان موسى عليه السلام يلقي عصاة وهي جامدة خشبة ما فيها روح ولا فيها حياة خشبة يابسة يلقيها تصبح حية اذا هذه الطرق ان الله ارى الطريقة الثامنة ارى الله عباده من احياء الاموات في الدنيا وهي ثمانية امثلة مذكورة في القرآن صاحب البقرة فقلنا اضربوه ببعضها والالوف المؤلفة الم تر الى الذين خرجوا من ديارهم هم الوف حذر الموت والذي مر على قرية وكالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشه. على القول بانه عزير او غيره واذ قال ابراهيم ربي الذي يحيي ويميت واذ قال ابراهيم ربي ارني كيف تحيي الموتى قال ولم تؤمن قال فخذ اربعة من الضير وعيسى عليه السلام يبرئ الاكمة والابرص ويحيي الموتى باذن الله باذن الله السادس قصة اصحاب الكهف وضربنا على اذانهم في الكهف سنين عددا السابع قصة السبعين الذين اختارهم موسى وذهبوا معه لملاقاة الله فاخذتهم الصعقة فماتوا قال ربي لو شئتهم لو شئت اهلكتهم من قبل واياي اتهلكنا بما فعل السفاء منا فاحياهم الله عز وجل بعد ذلك ورجعوا مع موسى يمشون الثامن قلب العصا حيا فهذه ثمانية امثلة حية لبيان قدرة الله على احياء الموتى. نعم احسن الله اليكم ثم قال رحمه الله القاعدة التاسعة في طريقة القرآن في امر المؤمنين وخطابهم بالاحكام الشرعية قد امر الله تعالى بالدعاء الى سبيله بالتي هي احسن اي باقرب طريق موصل للمقصود محصل المطلوب. ولا شك ان الطرق التي سلكها الله في خطاب عباده المؤمنين بالاحكام الشرعية هي احسنها واقربها. فاكثر ما يدعوهم الى الخير وينهارهم عن الشر بالوصف الذي من عليهم به وهو الايمان. فيقول يا ايها الذين امنوا افعلوا كذا واتركوا كذا لان في ذلك دعوة لهم من وجهين. احدهما من جهة الحث على القيام بلوازم الايمان وشروطه ومكملاته. فكان انه يقول يا ايها الذين امنوا قوموا بما يقتضيه ايمانكم من امتثال الاوامر واجتناب النواهي بكل خلق حميد. والتجنب لكل خلق غزير. فان الايمان الحقيقي هكذا يقتضي. ولهذا السلف ان الايمان يزيد وينقص. وان جميع شرائع الدين الظاهرة والباطنة من الايمان ولوازمه كما دلت على هذا الاصل الادلة الكثيرة من الكتاب والسنة. وهذا احدها حيث يسجل النطق حيث يصدر الله امر المؤمنين بقوله يا ايها الذين امنوا او يعلق فعل ذلك على الايمان وانه لا يتم الايمان الا بذلك المذكور. كثير في القرآن ان كنتم مؤمنين. وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين فخافوه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين فتعليق الامر على الايمان دليل على انه من اعمال اهل الايمان. نعم قال والوجه الثاني انه يدعوهم بقوله يا ايها الذين امنوا افعلوا كذا او اتركوا كذا او يعلق ذلك بالايمان يدعوهم بمنته عليهم بهذه المنة التي هي اجل المنن. اياما من الله عليهم بالايمان بشكر هذه النعمة بفعل كذا وترك كذا. قال في الوجه الاول دعوة لهم ان يتمموا ايمانهم ويكملوا وبالشرائع الطاهرة والباطنة. والوجه الثاني دعوة لهم الى شكر نعمة الايمان ببيان تفسير هذا الشكر. وهو القيادة التام لامره ونهيه. هناك وجه ثالث وهو ان نداؤهم بالايمان. نداؤهم بالايمان تلطيف لهم ملاطفة بهم وبيان لمقامهم ووجه رابع وهو ان قوله يا ايها الذين امنوا بيان ان هذا هو مقتضى الايمان ان هذا هو مقتضى الايمان وهو الامتثال او ترك امتثال الامر او ترك النهي نعم قال وتارة يدعو المؤمنين الى الخير وينهاهم عن الشر. بذكر اثاره الخير وعواقبه الحميدة العاجلة والاجلة وبذكر اثار الشر وعواقبهم وخيمة في الدنيا والاخرة. قال وتارة يدعوهم الى ذلك بذكر نعمهم المتنوعة والاءه الجزيلة. وان النعم تقتضي منهم القيام بشكرها وشكرها هو القيام بالحق يوقن الايمان وتارة يدعوهم الى ذلك بالترغيب والترهيب وبذكر ما اعد الله للمؤمنين الطائعين من الثواب وماله لغيرهم من العقاب. وتارة يدعوهم الى ذلك بذكر ما له من الاسماء الحسنى وما له من الحق العظيم على عباده وان حقه عليهم من يقوموا بعبوديته ظاهرا وباطنا. ويتعبدوا له ويدعوه باسمائه الحسنى وصفاته المقدسة كالعبادات كلها تعظيم وتكبير لله واجلال واكرام وتوكل اليه قرب منه وتارة يدعوهم الى ذلك لاجل ان يتخذوه وحده وليا وملجأ وملاذا ومعادا ومثنى اليه في الامور كلها وانابة اليه في كل حال ويخبرهم ان هذا هو اصل سعادة العبد وصلاحه وفلاحه. وانه ان لم يدخل في ولاية الله وتوليه خاص يتولاه عدوه الذي يريد له الشر والشقاء ويمنيه ويضره حتى يفوته المنافع والمصائب ويوقعه في المهالك. وهذا كله ممسوق في القرآن بعبارات متنوعة قال وتارتني حثهم على ذلك ويحذرهم من التشبه باهل الغفلة والاعراض والاديان المبدلة من اللوم ما ما لحق اولئك الاقوام كقوله فتكون من الظالمين ولا تكن من الغافلين. الم يأن للذين امنوا ان تخشى قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق. ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم. وكثيرا منهم فاسقون. الى غير ذلك بك من الآيات. هذه سبع طرق في اه يعني دعوة المؤمنين للامتثال وترك النواهي المقصود من هذا التنوع المقصود من هذا التنوع هو الترغيب والترهيب والتشويق وايضا حتى يعلم المؤمن ان هذه الافعال هي علامات الايمان ولذلك ينبغي على الدعاة ان ينوعوا بهذه الطرق السبعة في مخاطبتهم لاهل الايمان نعم احسن الله اليكم ثم قال رحمه الله تعالى القاعدة العاشرة بالطرق التي في القرآن لدعوة الكفار على اختلاف في مللهم ونحلهم يدعوهم الى الدين الاسلامي والايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم بما يصفه من محاسن شرعه ودينه وما يذكره من براهين رسالة محمد صلى الله عليه وسلم. ليهتدي من قصده الحق والانصاف تقوم الحجة على الموارد وهذه اعظم طريق يدعى بها جميع المخالفين لدين الاسلام. فان محاسن دين الاسلام محاسن النبي صلى الله عليه وسلم واياته وبراهينه. فيها كفاية تامة للدعوة بقطع النظر عن ابطال بقطع النظر عن ابطال شبههم وما يحتجون به. فان الحق اذا اتضح علم ان ما خالفه فهو باق ضلال قال ويدعوهم بما يخوفهم من اخذات الامم وعقوبات الدنيا وعقوبات الاخرة في العبارة السابقة المقطع الاول فيها كفاية تامة للدعوة بقطع النظر. ازيلوا الفاصلة حتى يتم المعنى فيها كفاية تامة للدعوة بقطع النظر عن ابطال شبههم وما يحتجون به نعم احسن الله اليكم. قال ويدعوهم بما يخوفهم من اخذات الامم وعقوبات الدنيا وعقوبات الاخرة. وبما في اديان الباطنة من انواع الشرور والعواقب الخبيثة ويحذرهم من طاعة رؤساء الشر. ودعاة النار وانهم لا بد ان ان تتقطع نفوسهم على طاعتهم حسرات. وانهم يتمنون ان لو اطاعوا الرسول ولم يطيعوا السادة والرؤساء وان مودتهم وصداقتهم ستتبدل بغضاء وعداوة. قال ويدعوهم ايضا بنحو ما يدعو المؤمنين بذكر ونعمه وان المنفرد بالخلق والتدبير والنعم الظاهرة والباطنة هو الذي يجب على العباد طاعته وامتثال امره واجتناب نهيه. قال ويدعوهم ايضا بشرح ما في اديانهم الباطلة. وما احتوت عليه من القبح. والمقارنة بينها وبين دين الاسلام ليتبين ويتضح ما يجب ما يجب ايثاره وما يتعين اختياره قال ويدعوهم بالتي هي احسن فاذا وصلت فاذا وصلت بهم الحال الى العناد والمكابرة الطاهرة توعدهم عقوبات الصوارم. وبين للناس طريقتهم التي كانوا عليها وانهم لم يخالفوا الدين جهلا وضلالا. او لقيام شبهة اوجبت لهم التوقف وانما ذلك جحود ومكابرة وعناد. ويبين مع ذلك الاسباب التي منعتهم من متابعة الهدى وانها رياسات واغراض نفسية. وانهم لما آثروا الباطل على الحق طغي على قلوبهم وختم وسد عليهم طريق الهدى عقوبة لهم على اعراضهم وتوليهم للشيطان وتخليهم لولاية الرحمن وانه وانه ولاهم ما تولوا لانفسهم وهذه المعاني الجزيلة مبسوطة في القرآن في مواضعك كثيرة وتأمل وتدبر القرآن تجدها واضحة جلية والله اعلم. هذه هي الطرق الخمسة التي نثرت في القرآن الكريم في مواضع متعددة فيها بيان الطريقة السليمة الصحيحة في دعوة الكافرين الى الدين الصحيح فينبغي على الدعاة المخلصين الناصحين ان يتبعوا هذه الطرق الموجودة في القرآن الكريم. نعم احسن الله اليكم ثم قال رحمه الله القاعدة الحادية عشرة. كما ان المفسرين القرآن يراعي ما دلت عليه الفاظه مطابقة. وما دخل في ضمنها فعليه يراعي لوازم تلك المعاني. وما تستدعيه من المعاني التي لم يصرح اللفظ بذكرها. وهذه القاعدة من اجل التفسير وانفعها وتستدعي قوة فكر وحسن تدبر وصحة قصد. فان الذي انزله هو العالم بكل شيء احاط علمه بما تحتوي عليه القلوب وما وما تضمنه المعاني وما يتبعها ويتقدمها وتتوقف هي عليه. ولهذا اجمع العلماء على الاستدلال باليازم في كلام الله لهذا السبب. يعني هذه القاعدة العظيمة هي ان المسلم يجب عليه ان يتيقن انه ما من كلمة في القرآن وما من خبر في القرآن وما من امر ونهي الا وله لوازم هذه اللوازم اختلف الاصوليون هل لوازم الكلمات هي لوازم لفظية لغوية او لوازم عقلية اما بالنسبة لوازم الكلمة ان كان المقصود بها دلالة المطابقة والتظمن فالصحيح ان دلالة المطابقة والتظمن دلالتان لفظيتان واما دلالة اللزوم فالصحيح انها دلالة عقلية هنا الان حينما يقرأ الانسان اي كلمة وهنا لوازم لهذه الكلمة فعليه ان يتمعن في اللوازم. وهذا هو الباب الذي هو مجال العلماء وطلاب العلم العامي لما تقول الحمد لله رب العالمين يقول لك الحمد لله رب العالمين لكن طالب العلم يدرك هناك لوازم اخرى لهذا الكلام لا يدركها العامي وهذا هو المجال العظيم الذي ينبغي لطالب العلم ان يستحث نفسه وعقله ونفسه وبصيرته في التفكر والتدبر فيها ولازم كلام الله وكلام رسوله لازم هذه قاعدة مطردة عند اهل الحق لكن بشرط واحد وهو ان يكون اللازم ثابتا في نفسه. بعض الناس يدعي لوازم ليست بلازمة انما هي لوازم في عقله هذي ما لنا علاقة فيها نحن نتكلم عن اللوازم لما قال جل وعلا واقيموا الصلاة لو جانا احد وقال اقيموا الصلاة معناه انه لا يجوز انه ان نصلي جالسين نقول نعم لا يجوز ان تصلي جالسين لا يجوز ان تصلي جالسا لكن جاء النص بجواز الصلاة جالسا في حالة معينة فاللازم صحيح لكن مستثنى منه الحال المعينة لما قال كتب عليكم الصيام. لو جاء انسان وقال الصيام في اللغة لازمه مطلق الامساك؟ نقول نعم فيقول لنا اني انهاكم عن الكلام في وقت الصوم. نقول هذا اللازم يكون صحيحا لولا مجيء الشرع باباحة الكلام للصائم اذا لابد ان ننتبه للوازم. نعم قال والطريق الى سلوك هذا الاصل النافع ينكد ما دل عليه اللفظ من المعاني. فاذا فهمتها فهما جيدا ففكر في الامور التي توقف عليها ولا تحصر بدونها وما يشترط لها. وكذلك فكر فيما يترتب عليها وما يتفرع عنها وينبني عليها ولا تزال تفكر في هذه الامور حتى يصير لك ملكة جيدة في الغوص على المعاني الدقيقة فان القرآن حق ولا ومن حقي حق وما يتوقف على الحق حق وما يتفرع على الحق حق. فمن وفق لهذه الطريقة واعطاه الله توفيقا انفتحت له العلوم النافعة والمعارف الجليلة. ويمثل لهذا الاصل امثلة توضحه منها في اسمائه الحسنى الرحمن الرحيم فانها تدل بلفظها على وصفه بالرحمة وسعة رحمته. فاذا فهمت ان الرحمة التي لا يشبهها رحمة احد ان هي وصفه الثابت وانه اوصل رحمته الى كل مخلوق. ولم يخلو احد من رحمته طرفة عين. عرفت ان هذا الوصف على كمال حياته وكمال قدرته واحاطة علمه ونفوذ مشيئته وكمال حكمته. لتوقف الرحمة على ذلك كله ثم استدللت بسعة رحمته على ان نور ورحمة. ولهذا يعلل تعالى كثيرا من الاحكام الشرعية برحمته واحسانه انها من مقتضاه واثره. ومنها قوله تعالى ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى فيها واذا حكمتم بين الناس ان تحفظوا بالعدل. فاذا فهمت ان الله امر باداء الامانات كلها يا اهلي استدللت بذلك على وجوب حفظ الامانات. وعدم اضاعتها والتفريط والتعدي فيها. وانه لا يتم الاداء نهائيا بذلك واذا فهمت ان الله امر بالحكم بين الناس بالعدل استدللت بذلك على ان كل حاكم بين الناس في الامور الكبار والصغار لابد ان يكون عالما بما بما يحكم به. فان كان حاكما عاما فلا بد ان يحصل من العلم ما يؤهله الى ذلك وان كان حاكما لبعض الامور الجزئية كالشقاق بين الزوجين حيث امر الله ان نبعث حتما من اهله وحكما من اهلها فلابد ان نائفا بهذه الامور التي يريد ان يحكم بها ويعرف الطريقة التي توصله اليها. وبهذا بعينه نستدل على وجوب بطلب العلم وانه فرض عين وانه فرض عين في كل امر يحتاجه العبد. فان الله امرنا باوامر كثيرة ونهانا عن امور كثيرة. ومن المعلوم ان امتثال امره واجتناب نهي يتوقف على معرفته وعلمه. فكيف يتصور فكيف يتصور ان يمتثل الجاهل الامر الذي لا يعرفه او يدع الامر الذي يعرفه. قال وكذلك امره لعباده ان يأمروا بالمعروف وينهوا عن ممكن يتوقف ذلك عن العلم بالمعروف والمنكر ليأمر بهذا وينهى عن هذا فما لا يتم الواجب الا به فهو واجب وما لا يحصل ترك المنهيه عنه الا به فهو واجب. فالعلم بالايمان والعمل الصالح متقدم على القيام به. والعلم بضد ذلك متقدم على تركه لاستحالة ترك ما لا يعرفه العبد قصدا وتقربا وتعبدا قال ومن ذلك الامر بالجهاد والحث عليه باللازم ذلك الامر بكل ما لا يتم الجهاد الا به من تعلم الرمي والركوب وعمل وصناعاته مع ان ذلك كله داخل دخول مطابقة في قوله تعالى واعدوا لهم ما استطعتم من قوة فانها تتناول كل قوة عقلية وبدينية وسياسية ونحوها. ومن ذلك ان الله استشهد اهل العلم على توحيده وقرن شهادتهم بشهادته وشهادة ملائكته. وهذا يدل على عدالتهم وانهم حجة من الله تعالى على من كذب بمنزلة آياته وادلته قال ومن ذلك سؤال عباد الرحمن ربهم ان يجعلهم للمتقين اماما يقتضي سؤالهم الله جميع ما تتم الامامة في الدين به من علوم ومعارف جليلة واعمال صالحة واخلاق فاضلة. لان سؤال العبد لربه شيئا سؤال له ولما لا يتم الا به كما اذا سأل الله الجنة واستعاذ به من النار فانه يقتضي سؤال كل ما يقرب الى هذه ويبعد من هذه قال ومن ذلك انه امر بالصلاح والاصلاح واثنى على المصلحين واخبر انه لا يصمت واخبر انه لا يصلح عمل المفسدين استدلوا بذلك على ان كل امر فيه صلاح للعباد في امر دينهم ودنياهم. وكل وكل امر يعين على ذلك فانه داخل في امر بالله وترغيبه وان كل فساد وضرر وشر فانه داخل في نهيه والتحذير عنه. وانه يجب تحصيل كل ما يعود الصلاح والاصلاح بحسب استطاعة العبد. كما قال شعيب صلى الله عليه وسلم ان اريد ان الاصلاح ما استطعت ومن ذلك قوله تعالى وبشر المؤمنين وحرض المؤمنين على القتال يقتضي الامر بكل ما لا تتم البشارة الا به والامر بكل ما فيه حث وتحرير وما يتوقف على ذلك ويتبعه من الاستعداد والتمرن على اسباب الشجاعة والسعي في قوة معنوية مئتان وفي اجتماع الكلمة ونحو ذلك قال ومن ذلك الامر بتبليغ الاحكام الشرعية والتذكير بها وتعليمها فان كل امر يحصل به التبليغ. وايصال وايصال الاحكام الى المكلف حين يدخل في ذلك حتى انه يدخل فيه اذا ثبتت الاحكام الشرعية ووجدت اسبابها وكانت تخفى عادة على اكتاف الناس كثبوت الاهلة والفطر والحج وغيره ابلاغها بالاصوات والرمي وابلاغها لما هو ابلغ من ذلك كالبرقيات ونحوها وكذلك ما يدخل فيه كل ما اعان على ايصال الاصوات الى السامعين من الالات الحادثة. فحدوثها لا يقتضي منعها. وكل امر ينفع الناس فان القرآن لا يمنعه بل يدل عليه لمن احسن الاستدلال به. وهذا من ايات القرآن واكبر براهينه انه لا يمكن الاصل في التعبدات هو التوقيف وليس الاحداث واما الاصل في امور الدنيا الاصل فيها الاحداث نعم قال فانه يرد بما تشهد به العقول جملة وتفصيلا او يرد بما لا تهتدي اليه عقول. واما وروده بما تحينه العقول الصحيحة وتمنعه فهذا محال والحس والتجربة شاهدان بذلك. فانه مهما توسعت الاختراعات وعظمت الصناعات وتوسعت في معارف الطبيعية وظهر للناس في هذه الاوقات ما كانوا يجهلونه قبل ذلك. فان القرآن ولله الحمد لا يخبر في حالته بل تجد بعض الايات فيها اجمال او اشارة تدل عليه. وقد ذكرنا شيئا من ذلك في غير هذا الموضع والله اعلم واحكم وبالله التوفيق. يعني ورود القرآن بما تحيله العقول الصحيحة وتمنعه هذا محال لان الذي انزل الشرع هو الله والذي خلق العقل هو الله. فلا يمكن التعارض بينهما. وانما يدعي التعارض بينهما من لم يقدر الشرع حق قدره كقول بعض اهل الكلام. ولابي العباس شيخ الاسلام كتاب عظيم في درء تعارض العقل والنقل. نكتفي بهذا ان شاء الله لكي هنا الأئمة والمؤذنون من الوصول الى مساجدهم وصلى الله وسلم على نبينا محمد والملتقى غدا ان شاء الله. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت