ايها الناس لا تقولوا في عثمان الا خيرا فانه ما قال الذي قال ولا فعل الذي فعل الا عن حضور او قال عن شهادة من اه لان عثمان رظي الله لما جمع المصحف الامام الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله الله عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه. واقتفى اثره الى يوم الدين وبعد. بادئ ذي بدء ارحب بكن في هذه للدورة المباركة خلال ايام ثلاث في المناسبات والمقاصد في القرآن الكريم تبدأ اولا بعلم المناسبات. وهو احد علوم القرآن الكريم علم المناسبات احد علوم القرآن الكريم. ولو اني هل تكن هل يمكن ان يكون الكلام بعضه مع بعض بلا مناسبة لما قبلت احداكن ان يكون كلامها غير مرتب غير مناسب فضلا عن كلام الفصحاء والبلغاء وغيره من هنا ندرك ان المناسبة لا يمكن نفيها ابدا وان علم المناسبات علم عظيم لو اني سألتكن ما المناسبة لاقامة هذه الدورة؟ قطعا ستجيبنا على هذه المناسبة اننا نريد طلب العلم. نريد ان نفهم اكثر فيما يتعلق بالمناسبات لو سألتكن لماذا اخترتن انتن الحضور من دون الاستاذات ذات الاخريات لكان الجواب او المناسبة الكلام المناسب للجواب قولكن اننا متخصصات في تدريس علم التفسير او ومحبات لعلم القرآن الكريم فلا يمكن بناء على هذا ندرك انه لا يمكن ان يكون كلام البذيء ان يكون كلام البليغ بلا والا عد ذلك عيا وعجزا عد ذلك ايا وعجزا ولنضرب ولنضرب بيان المناسبة بامر معلوم لدينا ما هو هذا الامر المعلوم الذي بناء عليه نقيس المناسبات عليه. الامر المعلوم هو ان الله جل وعلا لا يفعل شيئا الا لحكمة فهذا امر مستيقن بيننا يستيقنه كل مؤمن الله جل وعلا حكيم فلا يفعل الا لحكمة فاوجد المخلوقات بحكمة بديعة واذا كان الامر كذلك فيجب ان نعتقد انه جل في علاه لا يقول الا لا لحكمة وهذه الحكم من حيث مدلول القول جلي لكل احد. واما من حيث المناسبات فقد لا تحتاج الى تمعن وتفكر وتدبر ما المقصود بالمناسبة اولا؟ المقصود بالمناسبة او في المناسبات وجود مواءمة او ملائمة بين اللفظ والمعنى في الكلمة وبين الجملة والجملة في الخطاب وبين القصة والقصة في الكلام او في السورة. اذا المقصود بالمناسبات هي بيان الملاءمة لماذا ناسب هذا هذا لماذا كانت سورة الفاتحة هي الاولى؟ مع انها قطعا ليست هي الاولى بالتنزيل اليس كذلك بالاجماع ليست هي الاولى في التنزيل اذا كانت ليست هي الاولى في التنزيل ولا البقرة هي الثانية في التنزيل ولا الناس هي الاخيرة في التنزيل فوضع ما ليس منزلا اولا في اول الكتاب ووضع ما ليس منزلا اخرا في اخر الكتاب لابد ان يكون له جواب اذ لو كان مرتبا على التنزيل لكان الجواب سهلا انا نقول المناسبة الترتيب الزماني المناسبة الترتيب الزماني. لكن لما كانت الفاتحة ليست من السور الاولى تنزيلا لكنها الاولى في الكتاب مزهورة ولا الناس من السور الاخيرة انزالا لكنها اخر سورة في القرآن مستورا فماذا يدلنا هذا؟ يدلنا على انه لا بد ان يكون ثم مناسبة وسيأتي بيان المناسبات بين السفر. ننتقل الى شيء لم نذكره في المذكرة التي بين ايديكن. وهو ما المقصود بعلم المناسبات ما المقصود بعلم المناسبات علم المناسبات علم يبحث عن المناسبات في القرآن الكريم علم يبحث عن المناسبات في القرآن الكريم. والحقيقة ان هذا العلم بحر لا ساحل له بحر لا ساحل له. لو اني انا سألتكن مثلا في قوله جل وعلا واذ اخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم واخذنا منهم ميثاقا غليظا لو سألتكن ما المناسبة في تقديم النبيين ثم تخصيص نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ثم ذكر نوح والانتهاء بعيسى لابد ان نكن بعد التفكير تقولن بدأ بالنبيين لانه وخص بنبينا صلى الله عليه وسلم تشريفا فاذا اخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ثم ناسب ان يذكر اول الرسل نوح واخرهم قبل محمد صلى الله عليه وسلم عيسى ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى. ووجه الاختصار على هؤلاء الاربع مع نبينا صلى الله عليه وسلم المناسبة ظاهرة لانهم اولوا العزم من الرسل لانهم اولوا العزم من الرسل اذا عندنا بعد التأمل والتفكر نجد ان هناك مناسبة بين العام والخاص وعندنا مناسبة في الترتيب الزماني. نوح ابراهيم ام موسى وعيسى وعندنا مناسبة في بدء الرسالات ان اول رسالة كانت على نوح فالبدء كان به اذن ايضا الاقتران بين هؤلاء الانبياء الخمس نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ثم الترتيب الزماني لاولي العزم الباقين لانهم اولو العزم فخصوا بالذكر فهذه وجه المناسبة هو علم لا بأس حل له لماذا؟ لانه من التعريف المناسبات تعريف المناسبة في القرآن الكريم وجود الموائمة او الملاءمة بين اللفظ والمعنى في كلمة واحدة وبين الجملة والجملة في الخطاب والموضوع الواحد وبين القصة والقصة في الكلام هذا ايضا كله يجعلنا نخوض في بحر عظيم لابد فيه من التربة وتعلم السباحة والمهارة في استخراج المواءمات والملاءمات والمناسبات. قد تقول احدى كنا لكنا نرى ان البحث في المناسبات حكم مختلف فيه وللجواب على هذا الاشكال نقول حكم البحث عن المناسبات القرآن الكريم معجزة خالدة. اذا قري من اوله لاخره لاجمع كل منصف على انه كتاب محكم السرد دقيق الشبك متين الاسلوب قوي الاتصال. اخذ بعضه ببعض يجري الاعجاز في اياته وسوره اعظم من جريان الماء في النهر المنحدر واسلس من جريان الدم في الجسم السليم وكانه سبيكة واحدة هو عقد فريد نظمت اجزاؤه على اكمل وجه واتمه اجزاؤه في المذكرة مطبوع عندكم خطأ اجزائي نظمت اجزاؤه على اكمل وجه واتمه كما قال عز وجل كتاب احكمت اياته ثم فصلت ملة حكيم خبير وقال قرآنا عربيا غير ذي عوج واذا اراد الانسان ان يدرك التناسب لينظر الى نفسه وهو يقرأ سورة البقرة فينتقل ما بين لفظ واخر وموضوع واخر وقصة واخرى وموضوع وقصة وقصة وموضوع وخبر وامر او نهي او امر وخبر او نهي وخبر دون ان يحس باي تنافر مع طول السورة كثرة تعداد اياتها يعني الانسان الذي يقرأ بديهة سورة البقرة مع ان الايات والقصص والموضوعات متنوعة لكنه هو حينما يقرأ لا يحس بالتنافر لماذا؟ لوجود الملاءمة بين الكلمات لوجود المناسبة بين الموضوعات لوجود المناسبة بين القصص سبق في احد الدورات ذكرنا ها هنا ان هناك شيء اسمه براعة الاستهلاك ما معنى براعة الاستهلال؟ يعني حسن البدء في الخطاب وهناك شيء اسمه البراعة في الخروج من الموضوع والدخول في موضوع اخر البراعة في الخروج من الموضوع والدخول في موضوع اخر يعني هذا كله موجود في موضوعات القرآن بين موظوع وقصة بين قصة وقصة براعة الخروج من الموظوع الى القصة من القصة الى الموضوع من الخبر للحكم من الحكم الى الخبر شيء لا يجد الانسان فيه الا ان يقول تنزيل من حكيم حميد. واذا اردنا ان انظر الى براءة الاستهلال يعني في القرآن الكريم وبراعة الختم للموضوعات والدخول في اخر شيء يفوق الوصف شيء يفوق الوصف. سبحان الله العظيم ولا يخفى علينا ان صناديد قريش وهم ارباب الفصاحة والبيان وفي عرفنا اليوم ارباب الحس للمجموع من الكلام وكان منهم وكان منهم من هو حكم من هو من الحكام بين الشعراء ومن هو من الحكام بين الخطباء سنين لما سمع القرآن الكريم ماذا قالوا عن مع تنوع موضوعاته والجن مع علمهم بالتوراة ماذا قالوا عن القرآن لما سمعوه؟ قالوا انا قرآنا عجبا ومن اوجه اسباب هذا التعجب ما في القرآن من بدائع علم المناسبات وهو كما يقول العلامة الرازي رحمه الله علم عظيم اودعت فيه اكثر لطائف علل وحكم ترتيب الايات والسور اذن علم المناسبات اودعت فيه اكثر لطائف علل وحكم ترتيب الايات والسبل والذي ذهب اليه المحققون من اهل العلم ان ترتيب ايات القرآن الكريم امر توقيفي من النبي صلى الله عليه وسلم لا مدخل للاجتهاد فيه اذن ترتيب الايات ترتيب توقيفي ولا اعلم عالما معتبرا قد خالف في هذه المسألة فترتيب الايات هذه الايات تضع توضع بعد كذا وقبل كذا في السورة هذا الترتيب توقيفي ومما يدلنا على ان ترتيب الايات توقيفي عموم قوله جل وعلا ان علينا جمعه وقرآنه جمعه ومن معاني الجمع كما قال المفسرون على معنيين الاول جمعه في صدر النبي صلى الله عليه وسلم وهذا اساس لانه عليه الصلاة والسلام سيقرئ الناس وكلما كان جمعه في قلبه عظيما متينا راسخا كلما سهل عليه التعليم كلما سهل عليه الا تنظرين الى نفسك انك متى ما ظبطتي القرآن سهل عليك تعليمه للناس والمقرئ الماهر يسهل عليه الاقراء بخلاف غير المائل ومن معاني ان علينا جمعه المعنى الثاني جمعه بمعنى تأليفه وترتيب سوره واياته. وفي حديث عثمان رضي الله عنه قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مما يأتي عليه الزمان ينزل عليه من السور ذوات عدد يعني مثل سورة البقرة اكثر من مئتين اية ستة وثمانين ومئتين اية طيب هذه السورة ما نزلت جملة واحدة نزلت على دفعات قال عثمان رضي الله عنه جامع القرآن وكان اذا انزل عليه الشيء يدعو بعض من يكتب عنده يقول ضعوا هذا في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا رواه الامام احمد واصحاب السنن الثلاثة وغيره ومن باب الفائدة هذا النوع من التناسب لم ينكره احد ننتبه الى هذه يعني لم ينكر احد من اهل العلم التناسب بين الايات وانما وجد الخلاف الشديد في التناسب بين السور واما التناسب بين السور فانه مذكور مشهور ومن اشهر القائلين بانكار التناسب الشوكاني رحمه الله صاحب فتح القدير صاحب فتح القدير الشوكاني رحمه الله قام يرد على من يدعي التناسب بين سور القرآن ويقول ان هذه السور نزلت على فترات متباعدة فاي تناسب يتصور بين اه ولا اعلم احدا تابع الشوكاني رحمه الله على هذا القول لا سيما ممن جاء بعدها واما عذرنا للشوكان انا نقول لانه رأى تهجما على القرآن واسرافا في علم في المناسبات بلا بيان ربط بلا بيان ربطه ولا ذكر دليل وما ينقل عن بعض العلماء من انكار المناسبات فينبغي حمله على المبالغة في هذا الباب او على عدم ذكر ادلة التناسق فان الذي يقول بوجود المناسبة بين كذا وكذا بلا وجه ظاهر او بلا دليل من ادلة التناسب التي بها سنبين كيف نبين التناسب فلا ريب ان هذا يدخل اما في التقول على القرآن فيكون مجرد رأي وهذا امر خطير وقد نقل عن غير واحد من الصحابة والتابعين ان من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار اذا التهجم في علم المناسبات بدون اليات المناسبات مثل الذي يتهجم على اعراب القرآن بدون علم يقول هذا مرفوع هذا منصوب هذا مجرور ليش ما يعرف طيب ما دام ما تعرف ها ذلك الكتاب لا ريب فيه يقول ذلك مبتدأ ليش مبتدأ؟ ما اعرف طيب اذا هذا تهجم حتى لو كان كلامك صحيحا واقعيا لكنه امر خطير فمن يتكلم في الاعراب لابد ان يكون مدركا. لماذا يقول هذا مرفوع وهذا منصوب وهذا مجرور وهذا مجزوم لماذا يقول هذا معرب وهذا مبني والا عد فعله تخرصا وتقولا وهكذا من يتكلم في علم المناسبات بدون ان يكون عنده دليل بين ظاهر في الربط فانه يعتبر من المتقولين في كلام الله جل وعلا وهذا لا شك انه يجب انكار وصنف اخر يقولون بالمناسبات لا بناء على القواعد والادلة اجل ليش هيك يجيبون المناسبات يقولون ان ان قولنا في المناسبات مبني على الذوق شنو يعني الذوق؟ الاحساس انا احس ان كذا وكذا. ومتى كان حسي وحسك او ذوقي وذوقك متى كان حكما على كتاب الله جل وعلا وكيف يتجرأ عاقل فيجعل حسه او ذوقه حاكما فيتكلم في كتاب الله اذا كنا لم نرظى العقول ان تكون حاكما فكيف نرظى بالاذواق ان تكون محكمة ولهذا قال بعض الزهاد العباد كمعروف الكرخي وغيره ممن عرف بالزهد والورع والدعاء علماء التصوف انه منهم قالوا ان ذوقنا هذا محكوم لا نقبله محكوم مو حاكم ان ذوقنا هذا محكوم حتى يأتي شاهد عدل من كتاب الله او سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فيشهد بذلك اذا لا يمكن ان نجعل اذواقنا حسنا حكما في المناسبات الذوق حس محكوم لا نقبله الا اذا وجدنا له شاهدا وكيف نوجد الشاهد بالنظر الى القواعد التي بها ندرك وجه المناسبة طيب قد تقول احداكن وجه المناسبات بين الايات لا ننكر لا ننكرها لان هذه المناسبات بسبب التوقيف فالايات مرتبة ترتيبا توقيفيا لكن سور القرآن ليست توقيفية وهي ترى او ترجح قول من قال بان سور القرآن الكريم ليست توقيفية فنقول اولا الراجح ان سور القرآن الكريم توقيفية ثانيا نقول سلمنا جدلا ان سور القرآن ليست توقيفية بمعنى ان سور القرآن في اللوح المحفوظ ليست مرتبة كهذا الترتيب فانا نقول ان اجماع الصحابة على هذا الترتيب يخرجه عن الاجتهاد الى مجال التوقيف ارجو ان تنتبهن الى هذه المسألة. لانها مسألة مطردة فما من مسألة فما من مسألة فيها خلاف او لا نعلم لها نصا تم نرى فيه الاجماع الا وينقله من دائرة اللا علم او من دائرة الاجتهاد الى دائرة التوقيف ومن دائرة الخلاف الى دائرة قطع الخلاف اذن نقول نعم الصحابة تنازعوا في ترتيب السور اما لعدم علمهم بالنص اولا او لانهم ظنوا ان المسألة اجتهادية لكن لما وقع الاجماع على المصحف الامام الذي جمع في عهد عثمان رضي الله تعالى عنه بمحظر من الصحابة الكرام اذا صارت المسألة توقيفية اما النصوص الدالة على ان سور القرآن مرتب مرتبة ترتيبا توقيفيا فالادلة كثيرة جدا نذكر منها على سبيل المثال قول النبي صلى الله عليه وسلم اقرأوا الزهراوين البقرة وال عمران فذكرهما مرتب وقول ابن مسعود رضي الله عنه صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فافتتح بالبقرة يعني بعد الفاتحة ثم ال عمران ثم النسا وهذا في الصحيح وفي غير الصحيح انه قرأ السبع الطوال في ركعة واحدة مرتبا كترتيب مصحفنا البقرة وال عمران والنساء والمائدة والانعام والانفار والتوبة في ركعة واحدة اذا نقول ان ترتيب السور ترتيب توقيفي سواء قلنا انه توقيفي بالنص كما هو رأينا او توقيفي باجماع الصحابة وهذا نرد به على من يرى الاجتهاد يعني بيسلكون من السؤال الان هل يجوز انه احدى المطابع تقوم الان وترتب المصحف بالترتيب نزول السور يجوز ما يجوز لماذا لا يجوز؟ لان الاجماع انعقد على هذا المصحف علي بن ابي طالب رضي الله عنه كم سنة حكم بعد عثمان خمس سنوات مهو سنة ولا سنتين بل خمس سنوات خلال خمس سنوات ما امر بمصحف اخر كترتيب مصحفه الذي كان رتبه منزلا. ليش؟ لانه رجع الرأي وكان يقول في خلافته جهارا نهارا مرارا تكرارا كم عدد العشر المبشرين الموجودين فقط؟ غير فضلا عن البدريين فضلا عن اصحاب شجرة الرضوان فضلا عن بقية الصحابة تدرون كم عدد العشر المبشرين بالجنة موجودين في زمن جمع عثمان عدوا معي عثمان وهو على رأسي وعلي هذا اثنين وطلحة ثلاث والزبير اربعة وسعد بن ابي وقاص خمس وسعيد بن زيد ست. وعلى قول عبد الرحمن بن عوف بعد صاروا سبع سبع من العشرة المبشرين بالجنة موجودين وعثمان جمع الناس على هذا المصحف محد خالف وبقي عثمان حيا بعد جمعه المصحف ثلاث سنوات كم سنة ثلاث سنوات لانه جمع المصحف قيل سنة ثلاثين وقيل سنة اثنين وثلاثين من الهجرة هو توفي سنة خمسة وثلاثين وعلي ابن ابي طالب رضي الله عنه تولى الخلافة سنة خمسة وثلاثين الى اربعين والناس يقرؤون في مساجدهم ويصلون بالناس في صلواتهم ويروحون في التراويح بترتيب المصحف الامام اذا تقرر هذا فاذا لا يمكن ان نقول الا ان ترتيب السور فيه من المناسبات ما في ترتيب الايات. ها اذا نقيس المسألة الخلافية على المسألة النصية لان الاجماع نص قاطع طيب ننتقل الى جزئية اخرى وهي ثمرات هذا العلم سبق ان ذكرت قول الرازي رحمه الله ومنه نستنبط ان من اعظم فوائد علم المناسبات الوقوف على العلل والاحكام الوقوف على العلل والاحكام يعني مثلا الان لما نجي نقرأ في قولي يوسف عليه السلام واتبعت ملة ابائي ابراهيم واسحاق ويعقوب اذا نفهم من هذا ليش ما قال يعقوب؟ منو اللي احب الى النفس؟ الاب ولا الجد قطعا الاب ما في اشكال. صح ولا لا طيب لماذا بدأ بجد ابيه ثم بجده ثم بابيه لان المناسبة هنا انه يريد تعظيم الامر فذكر المعظم الاكبر وهو ابراهيم ثم اسحاق ثم يعقوب وهذا وجه مناسبة وجه لطيف لا ينتبه اليه الانسان الا اذا نظر الى علم الى القرآن بعلم المناسبة فنقول ثمرات هذا العلم كما يذكر العلماء الالتفات الى الحكمة من ترتيب السورة فندفع ما قد يتوهمه الناس من الترتيب العشوائي ومن ترتيب الايات على الوجه الذي هو عليه ويدفعنا هذا العلم الى الاهتمام باستخراج المعاني والحكم ولطائف الفوائد يعني الان لو سألتكن سؤالا لماذا اول قصة في القرآن هي قصة ادم عليه السلام فما الجواب الجواب انها اول قصة وقعت فناسب من حيث الربط الزماني ها ان يكون اول قصة ورودا اذا ما هو الربط بين اولية قصة ادم واخره يتبع القصص الاخرى هو الربط الزماني طيب نفس الكلام نقوله لماذا كانت قصة بني اسرائيل هي القصة الثانية في القرآن الان لا نستطيع ان نقول ربط الزماني ليش لان بني اسرائيل لان بني اسرائيل كانوا متأخرين جدا في زمن موسى عليه السلام اول قصة بني اسرائيل ولا لا يعني هناك قبلهم قصة قوم نوح قصاد قوم عاد قصة قوم ثمود قصة قوم شعيب قصة قوم ابراهيم قصة قوم لوط قصة قوم بعد ذلك قصة فرعون وقصة موسى عليه السلام وبعد ذلك قصة بني اسرائيل اذا الان لا بد ان ننتبه اننا حينما يأتينا السؤال لماذا كانت قصة بني اسرائيل؟ هي القصة الثانية لابد ان ننظر الى المناسبة نظرة اخرى غير النظرة الزمانية فنجد ان المقصود والمطلوب منا نحن معشر المسلمين ان نوجد الخلافة في الارض والحكم بشرع الرب تبارك وتعالى وان قصة بني اسرائيل قصة دائرة حول هذه القضية وهي قضية الخلافة في الحكم والحكم به حكم الرب تبارك وتعالى اذا لو قال لنا قائل ما اول القصص في القرآن نقول قصة ادم وهي اول قصة وقعت وما هي القضية من ايجاد بني ادم القضية من ايجاد بني ادم مستفاد من القصة بني اسرائيل هي اقامة العبادة لله عز وجل وحكم اليه والى شرعه سبحانه وتعالى الذي نسميه الحكم والخلافة فانتقلنا الى مناسبة اخرى فهو علم كثير الفوائد لا يتوصل الناس الى كثير من الحكم واللطائف الا بالتلاس المناسبة بين القصص وبين السور وبين الموضوعات ولمعرفة وجوه المناسبات طرق متعددة مثل ما قلنا في تفسير لو تذكرن قلنا التفسير له طرق متعددة احسنها التفسير المأثور واخطرها التفسير بالرأي والمتوسط بينهما من جمع بين التفسير بالراء والتفسير بالمأثور فكذلك هناك طرق تبين وتعرف لنا وجوه المناسبات وقد فصل اهل العلم القول فيها ومجمل ذلك ان هناك من المناسبات القرآنية ما يعرف بادنى تأمل ادنى تأمل لو وحدة دخلت وقلت لها ليش نقيم هذه الدورة؟ ادى تأمل راح تقول لك عشان نطلب العلم هذا يسمى ادنى تأمل فنظرت الى الغاية ممكن ان نقول ان وجوه المناسبات اكثرها اكثرها ها اكثرها مدركة بادنى تأمل اكثرها مدركة بادنى تأثير وذلك من خلال ادراك الارتباط الظاهر بين انواعها المختلفة ومن المناسبات ما لا يعرف الا بعد طول تأمل ولاعمار نظري وهذا لا يتيسر الا لمن اعمل الفكر وطال النظر في سور القرآن الكريم واياته فمن تأمل وتفكر واطال النظر وتدبر وكان عنده من اليات العلم ما يؤهله الى شيء من الرقي في الفهم فانه باذن الله جل وعلا يدرك من المناسبات ما لا يدركه غيره ومن هنا انا اقول شيئا ارجو الا يغضبكن ذلك اذا اردت ان تكون ما ان تكوني ماهرة في علم المناسبات فلابد ان تكوني ماهرة في اربعة انواع من العلو ما هي؟ الاول علم الصرف الاشتقاق الصرفي ويدخل في الثاني علم النحو الثاني علم النحو الثالث علم البلاغة الرابع علم اصول الفقه علم اصول الفقه. فمتى ما كان الانسان ماهرا في هذه العلوم الاربعة فانه باذن الله جل وعلا يعظم علمه وادراكه للمناسبات القرآنية غير الظاهرة فيستطيع ان يستنبط قبل ان ننتهي من مسألة حكم المناسبات اجد نفسي مضطرا ان انبه الى ان تقرير المناسبات بين الايات والسور وغير ذلك من انواع المناسبات لا ينبغي ان يكون عشوائيا بل لا بد ان يقوم على اساس متين راسخ مطرد ويستند الى ركن ركيب من الدليل معتمدا في ذلك كله على قرائن وادلة تؤيد تقرير وجه هذه المناسبة او تلك معنى هذا الكلام انك متى عجزت عن تقرير المناسبة بذكر دليل فانه يبقى كلاما فانه يبقى كلاما فاحذري اما التكلف في استخراج وجوه المناسبات من غير دليل يستند اليه او امر يعول عليه فهذا امر مرفوض لا يؤبأ به ولا يلتفت اليه ولاجل هذا المعنى يقول الشيخ العز ابن عبد السلام رحمه الله ان من محاسن الكلام ان يرتبط بعضه ببعض ويتشبث بعضه ببعض لئلا يكون مقطعا متبرا او هنا مكتوب متبرا هي مبتورة لئلا يكون مقطعا مبتورا وهذا بشرط ان يكون الكلام في امر متحد فانظر انظرن كيف اشترط بشرط ان يكون الكلام في امر متحد فيرتبط اوله باخره فان وقع على اسباب مختلفة لم يشترط فيه ارتباط احد الكلامين بالاخر ومن ربط ذلك فهو متكلف لما لم يقدر عليه. الا بربط ركيك يصان عن مثله حسن الكلام. فضلا عن احسنه هذا كلام العز ابن عبد السلام وهو من العلماء الذين لا يرون المناسبات بين السور. ها ويرى المناسبات بين الايات ذات الموضوع الواحد لكن لا يرى المناسبات بين السور و مع ان علم المناسبات علم شريف كما يقول الامام السيوطي رحمه الله بيد ان القليل من اهل العلم من اهتم به وهذه مسألة مهمة وهي لماذا اهتم القليل من اهل العلم بهذه العلو او بهذا العلم علم المناسبة في نظر القاصر ان السبب في ذلك يرجع الى عدة امور الامر الاول ان علم او ان علوم القرآن لم تبحث الا بعد القرون الثلاثة الماضية هذا السبب الاول علوم القرآن كفن لم تبحث الا بعد القرون الثلاثة الفاضلة ومن اوائل من الف فيه ابن الجوزي في فنون الافلام السبب الثاني ان علم السلف رحمهم الله تعالى كان منصبا في تعليم القرآن واحكامه لان المقصود الاساس من القرآن العمل بالاحكام وكان الناس على رسوخ من الايمان وكان الناس على رسوخ من الايمان لا يحتاجون الى ادلة تؤكد او تبين او تجلي لهم عظمة القرآن هم عندهم القرآن معظم فلا يحتاجون الى البحث عن دليل اخر ولعل هذا هو السبب ايضا في تأخير التأليف في بيان اوجه اعجاز القرآن فاول من الف في اعجاز القرآن هو رماني من علماء المعتزلة واهتم بمسألة اعجاز القرآن من الناحية اللفظية السبب الثالث من الاسباب ان هذا العلم بينه وبين القول في القرآن بالرأي شعرة دقيق علم عميق فهابه اكثر العلماء ولم يخوضوا فيه السبب الرابع ان علم المناسبات مبسوس في ثنايا كتب التفسير ولم يفردوه حتى لا يشغلهم عن التفسير نفسه والا فانا نجد في الواقع العملي ان امام المفسرين ابن جرير رحمه الله يقول ولا مناسبة بين هذا وهذا فالراجح هو هذا لوجود التناسب اذا موجود اه كلمات وعبارات تدل على قولهم بالملائمة والموائمة والمناسبة يقول السيوطي رحمه الله مبينا ان القليل من اهل العلم من اهتم بهذا العلم وذلك لدقة هذا العلم وحاجته لغير قليل من النظر والتأمل اذا لماذا لم يهتم به اكثر اهل العلم؟ قلنا كما قال السيوطي دقته ومن اشهر من اعتنى بهذا العلم طبعا قلنا ان علم المناسبات اول ما ظهر ظهر مع علم علوم القرآن من حيث التأليف فبدأوا ابن الجوزي ابن الجوزي في فنون الافنان ذكر شيء من المناسبات وجاء بعد ابن الجوزي ايضا العلامة شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الامام وتلميذه البار العلامة ابن القيم واهتم بهذا تبعا لا تبعا لا قصدا ابن كثير في تفسيره لكن البقاعي رحمه الله وهو يعتبر من تلامذة امثال ابن كثير اهتم بهذا العلم اهتماما بليغا عظيما قل ما نجد مثله في من بعده فالف كتابا سماه نظم الدرر سماه نظمة باعتبار والا اسم الكتاب نظموا. نظم الدرر في تناسب الايات والسور وهذا الكتاب عمدة في هذا الباب عمد في باب المناسبة فقد ذكر فيه مؤلفه وجوه المناسبات بين السور والايات وغير ذلك من وجوب المناسبات بشكل موسع ومفصل طيب قبل البقاع تعرض العلامة الزركشي في كتابه البرهان لشيء من المناسبات لكنه لم يتوسع كتوسع كتوسع البقاع والعلامة السيوطي توسع في هذا الباب في كتابه قطف الازهار في كشف الاشرار لكن كتابه لا يعد الا نوع اختصار من كتاب البقاع مع اضافات من عنده عليه والا فان كتاب البقاع من اعظم الكتب في هذا الباب ونحن ان شاء الله في هذا الموضوع لنا وقفات بعون الله تعالى مع شيء من نفحات هذا العلم نعرج في المناسبات على ما يفيدنا ويدلنا على البلاغة في القرآن الكريم وذلك لا يتأتى الا بمعرفة اسرار المناسبات فيه والتدبر في ذلك نقف على هذا ان شاء الله عشر عشرة دقائق ثم نعود باذن الله جل وعلا