لماذا؟ خروجا من الخلاف فمثلا هل هادي اسم من اسماء الله او صفة؟ اختلف في هذا العلماء فالافضل ان لا تسمي ابنك عبد الهادي عبده باسم متفق عليه بين العلماء الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم المبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فان من اعظم مقاصد ارسال الرسل وانزال الكتب هو معرفة الله عز وجل ومعرفة الله تبارك وتعالى تتم بامرين احدهما النظر الى الائه عز وجل ومخلوقاته نظرة تأمل وتفكر كما سمعنا من الامام في ايات سورة ال عمران ان في خلق السماوات والارض لايات لاولي الالباب فكلما نظر العاقل بلب وتعقل وتكيس الى هذه المخلوقات ودقة صنعتها وعظيم الحكمة في ايجادها وكيفية بقائها وترتب الاسباب بعظها على بعظ كلما ازداد الانسان بان ربه عز وجل الخالق للسموات والارض عليم حكيم خالق عظيم قوي قدير سبحانه وتعالى ومهما كان تفكر العبد في هذه الناحية فانه يبقى من حيث الاجمال. واما من حيث التفصيل فلا يمكن للعبد ان يعرف ربه من حيث التفصيل ما هي اسماؤه؟ ما هي صفاته؟ ما هي افعاله ما هي خصائصه سبحانه وتعالى ما يجوز له وما يجب وما لا يجوز عليه ويمتنع هذا لا يمكن ادراكه على وجه التفصيل الا بالنظر الى التنزيل ولهذا لما نقرأ القرآن الكريم نجد ان اول الايات فيها الحديث عن الله عز وجل الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. ما لك يوم الدين. واعظم اية في كتاب الله عز وجل اية الكرسي والحديث فيه عن الله عز وجل الله لا اله الا هو الحي القيوم. فمن اراد ان يعرف ربه سبحانه وتعالى على وجه يخشع قلبه لربه ويزداد يقينا بربه وتعظيما لمولاه فعليه ان يتأمل بما ورد في كتاب الله عز وجل من الاسماء الحسنى والصفات العليا فانها لا ريب تورث الخشية. وتورث الخشوع ولهذا قال عز من قائل انما يخشى الله من عباده العلماء لماذا العلماء هم اكثر من يخشون الله عز وجل لماذا خشية العلماء خشية تامة كاملة لمعرفتهم بالله عز وجل بالكمال لمعرفتهم الله تبارك وتعالى بالجلال والاكرام والعظمة ولذلك كانت خشيتهم مختلفة عن خشية الناس والله سبحانه وتعالى اخبرنا في محكم التنزيل بان له اسماء فقال سبحانه ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها ونحن ان شاء الله عز وجل كل يوم اثنين كما قال الشيخ احمد جزاه الله خيرا حيث سنح لنا الفرصة في ان نجلس في هذا المسجد ونتذاكر في الحديث عن اعظم متحدث عنه هو الله عز وجل نتذاكر بالمنهج الاسمى في بيان معاني اسماء الله الحسنى الله سبحانه وتعالى له اسماء كما قال سبحانه المصور له الاسماء الحسنى واسماء الله عز وجل ليست كاسماء المحدثات ليست كاسماء المخلوقات فان المخلوقات اكتسبت اسمائها بعد الوجود اما الله الذي لم يزل ولا يزال فاسماؤه سبحانه وتعالى ازلية ابدية فهو الخالق قبل ان يخلق وهو الرزاق قبل ان يرزق كما انه المحيي المميت قبل ان يحيي الخلق في يوم النشور الله له الاسماء الحسنى من خصائص اسمائه سبحانه وتعالى انه سبحانه هو الذي سمى نفسه ازلا بهذه الاسماء ليس لاحد من الورى مهما كان علمه وشأنه ان يسمي الله من نفسه اذ ان تسمية الله من نفس الانسان كتسمية المشركين اصنامهم من عند انفسهم ولهذا قال عز وجل ان هي الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان اما اسماء الله عز وجل فلا بد ان تكون هناك ايات واحاديث تتحدث عن هذه الاسماء سلطان وبراهين وحجج ثمان اسماء الله تعالى كلها حسنى ووجه كونها حسن من وجهين الوجه الاول ان لها معاني ذات دلالات عظيمة هذه الاسماء التي هي لله عز وجل لها معاني ذات دلالات عظيمة فلما نقول الله الكريم فمعناه الكرم على وجه الكمال الذي ليس له بداية ولا نهاية ولا يعتريه نقص ولا عيب لما نقول الله القوي فمعناه انه سبحانه وتعالى القوي ازلا وابدا وان قوته على وجه الكمال لا يدانيه قوة ولا يقاربه قدرة فاسماء الله كلها حسنى نعم نقول الله الرحيم. وقد نقول العبد رحيم لكن ليس الرحيم كالرحيم فلما نقول عن الله انه الرحيم فرحمته على وجه الكمال المطلق الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه ولما نقول فلان رحيم فان رحمته بحسبه ولنضرب مثلا على هذا ولننظر الى نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم الذي وصفه الله بانه رحيم فقال عنه بالمؤمنين رؤوف رحيم الله وصف نبيه بانه بالمؤمنين رؤوف رحيم لكن رحمة الانسان ولو كان عظيما فانها محدودة فانها محدودة لما قتل الكفار عمه حمزة وقتل من الكفار سبعين النبي صلى الله عليه وسلم غلب جانب الشفقة لاصحابه على الرحمة المطلقة فقال كيف يفلح قوم شجوا وجه نبيهم وفعلوا وفعلوا ثم صار يدعو على قريش فانزل الله ليس لك من الامر شيء او يتوب عليهم او يعذبهم فتأمل كلمة او يتوب عليهم من اي باب من باب التواب من باب الرحيم ما في مقارنة انظري الى مثال اخر لتعرف ان المشابهة بين اسم الخالق والمخلوق قد تكون لفظية ليس الا فالله عز وجل موصوف بانه الرحيم. انظر الى رحمته الكفار والمشركون والفجار والظلمة يسيئون الليل والنهار وهو يرحمهم لعلهم ان يتوبوا ولو قبل الموت بساعات لعلهم ان يؤوبوا يصبر عليهم خيره نازل وشرهم اليه صاعد رحمة عظيمة ما لها مثال يسقيهم يطعمهم يعطي لهم الحول والقوة ويمهلهم سبحانه وتعالى ولكن لا يهمله هذا كله من رحمة الله من كرم الله عز وجل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم كان من اجود الناس ومن اكرم الناس حتى قيل انه عليه الصلاة والسلام ما سئل عن شيء من امور الدنيا من المباحات؟ فقال لا يعطي كما قال بلال انفق ولا تخشى من ذي العرش اقلالا فكان ينفق عليه الصلاة والسلام ويعطي عطاء من لا يخشى الفقر ابدا ومع هذا لما تكالب عليه الاعراب وهو يوزع الغنايم في بعد اوطاس اذا بهم الجأوه الى عظات حتى تعلقت تعلق رداؤه بعظات الشجر وهم يقولون اعطنا اعطنا اعطنا فاهقاهم فاعطاهم حتى نفذ ما بين يديه عليه الصلاة والسلام ثم قال ايها الناس ان يكن عندي شيء فلن ادخره عنكم هاتوا الي ردائي فتأملوا ان كرم النبي صلى الله عليه وسلم له حد لان المخلوق له حد اما اسماء الله حسنى فلها المعاني المطلقة. التي لا يستطيع عقل عقل لا يستطيع عقل عاقل ان يحده ولهذا قال عز وجل ولا يحيطون به ولا يحيطون به علما قد يقول قائل عرفنا اسماء الله عرفنا صفات الله كيف لا نحيط به علما؟ لان معرفتك للاسم انما هو ومن وجه ولكن لا تستطيع ان تحده فاسماء الله الحسنى بهذا الاعتبار وباعتبار اخر اسماء الله كلها حسنى باعتبار اخر انها واردة على صيغ المبالغة والكمال صرفيا فمثلا لما تتأمل في كتاب الله عز وجل تجد ان اسماء الله اكثرها واردة على صيغة المبالغة. وصيغ المبالغة الصرفية معروفة فمثلا الرحيم فعيل الرحيم فعيل من الرحمة. صيغة مبالغة والرحمن فعلان من الرحمة صيغة مبالغة ومالك اسم فاعل يدل على المبالغة وملك اسم وصف يدل على الثبوت والتقرر فكل هذه من صيغ المبالغة ولذلك نجد ان اسماء الله الحسنى من جهة ان الاسم اذا تردد بين صيغ المبالغة او الصيغ العادية فان اسماء الله لا ترد الا على صيغة المبالغة ومن هنا قال العلماء رحمهم الله من اسماء الله عز وجل العليم دون العالم لان العليم صيغة مبالغة والعالم اسمه فاعل. فاذا تردد الامر بين الصيغتين فالمبالغة هي التي تأتي بها صيغة الاسم اسماء الله الحسنى كلها لان الله قال ولله الاسماء الحسنى وقال له الاسماء الحسنى واللام في قوله تعالى ولله الاسماء الحسنى المصور له الاسماء الحسنى اللام له معنيان الاول لام الاستحقاق فان الله يستحق الاسماء الحسنى والثاني لام الكمال والتخصيص اي ان هذه الاسماء خاصة لله عز وجل فليس لاحد ان يتسمى بها ومن هنا قال العلماء رحمهم الله لا يجوز لاحد ان يسمي نفسه باسماء الله عز وجل فانت تسمي نفسك عبد الله وعبدالرحمن وعبدالرحيم وعبد الملك وعبدالعزيز لكن لا يجوز ان تسمي نفسك الرحمن الرحيم الملك العزيز القدير لكن قال العلماء رحمهم الله يجوز اطلاق هذه الاسماء على غير الله على صيغة الوصفية لا الاسمية على صيغة الوصفية لا الاسمية مثال ذلك قوله عز وجل وقال الملك ائتوني به استخلصه لنفسي فالملك الان صفة لهذا الرجل وليس اسما له وقالت امرأة العزيز العزيز صفة للوزير وليس اسما له وكان ورائهم ملك اذا جاء اطلاق اسماء الله على غير الله باعتبار الوصفية فقط ولانها مضافة الى المخلوق فهي اكتسبت خصائص المخلوق. واذا اظيفت الى الخالق جل في علاه فهي تكتسب صفة. خصائص الخالق سبحانه وتعالى واما وصفا فيجوز اطلاقه على غير الله لان الاوصاف تتبع الموصوف كم من وكيفا فانت لما تقول يد زيد فانت تعرف انها اليد هذه صفة لزيد والصفة تتبع الموصوف. اذا لما تقول يد زيد فلابد ان تكون يد بشرية ولا يخطر ببالك ان اليد يد الفيل ليش ما خطر ببالك ان اليد يد فيل؟ لان الصفة تتبع الموصوف ولما تقول يد زيد لا يخطر ببالك ان يده مثل يد النملة لماذا لم يخطر ببالك ان يده كيد النملة؟ لان اليد اضيف الى زيد ولم تظف الى نملة ولما تقل يد زيد لا يخطر ببالك ان يد زيد مثل يد جبريل عليه السلام ولما تقول يد جبريل لا يخطر الى على بالك يد الانسان. لماذا؟ لان اليد اضيف الى جبريل. وهذه اضافة الصفة الى الموصوف فاليد تكتسب صفات الموصوف كذلك لما تقول يد الله هنا لا يخطر ببال احد ان يد الله كايد المخلوقات ابدا. لماذا؟ لانها اظيفت الى الخالق جل في علاه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فجاز اطلاق هذه الاسماء اوصافا لانها في حال الوصفية تكتسب خصائص المضاف اليه وقال الملك ائتوني به وكان ورائهم ملك او نكرة يجوز اطلاقها نكرات على العلمية ايضا فانت تقول مثلا شخص اسمه عبد الملك الناس ينادونه يا ملك يجوز لانه منكر ولم يقل الملك الملك هو الله سبحانه وتعالى اذا اسماء الله كلها حسنى معنى الحسن الكمال في المعنى الكمال في المبنى واللام في قوله جل وعلا ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها اللام لام التخصيص التي تفيد خصائص الربوبية خصائص الالوهية خصائص الذات العلية ولام الاستحقاق ثم ننتقل الى مسألة اخرى وهي ما هي اهمية دعاء الله باسمائه الحسنى. قال الله عز وجل ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها كيف ندعوا الله باسمائه الحسنى دعاء الله باسمائه الحسنى فيه مراتب الاول وهو الاهم اعتقاد ان هذه الاسماء لله عز وجل فاعتقاد ان هذه الاسماء لله هو عبادة وهو من دعاء الله عز وجل لان دعاء الله يعني عبادة الله تبارك وتعالى ثانيا التعبد وفق وفق الاسم التعبد وفق الاسم فانت تقول الله الرحيم فتطلب رحمته جل في علاه. تعمل ما يكون وسيلة وسببا الى نيل رحمة الله عز انت تعلم ان الله عز وجل التواب فتعمل وفق هذا الاسم فتتوب اليه فيتوب عليك سبحانه وتعالى من دعاء الله عز وجل باسمائه ان تنادي الله بها ان تنادي الله بها كيف تنادي الله بها؟ يا الله يا رحمن يا رب وهذا الدعاء كثير في القرآن نجد من دعاء الانبياء انهم يقولون ربنا ربنا قال نوح عليه السلام رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين الا خسارا وقال ابراهيم عليه السلام رب اغفر لي ولوالدي وقال عيسى ابن مريم اللهم ربنا انزل علينا مائدة من السماء وقال موسى هارون ربنا انك اتيت فرعون وملأه انك اتيت فرعون وملأه زينة في الحياة الدنيا الدعاء اذا الانبياء عليهم السلام يدعون الله عز وجل باسمائه سبحانه وتعالى ولذلك قال العلماء قوله تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها. كيف تدعو الله بها؟ تنظر الى ما يناسبه حالك تنظر الى ما يناسب حالك والاصل في الادعية انها تبدأ اما بربنا واما باللهم هذا هو الدعاء الاكثر ادعية النبي الكريم صلى الله عليه وسلم كانت موزعة على هذين الاسمين الكريمين. ربنا اللهم اللهم هو بمعنى يا الله كما سيأتي التنبيه عليه ان شاء الله فانت تقول ربي اوزعني ان اشكر نعمتك التي انعمت علي وعلى والدي وان اعمل صالحا ترضاه واصلح لي في ذريتي اني تبت اليك واني من المسلمين وتقول بين السجدتين ربي اغفر لي وتب علي وتقول ربي اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني واجبرني واهدني وتقول اللهم اني اعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال وتقول اذا دخلت الخلاء اللهم اني اعوذ بك من الخبث والخبائث اذا ندعوا الله عز وجل بان نذكر اسمه سبحانه وتعالى فالله ينادى باسمائه سبحانه وتعالى وايضا من دعاء الله عز وجل باسمائه سبحانه وتعالى مراعاة اسم للحال. يا رزاق ارزقني. يا عزيز اعز يا كريم اكرمني يا رحيم ارحمني يا تواب تب علي يا اغفر لي هكذا تدعو الله عز وجل باسمائه الحسنى ثم انبه ها هنا الى امر عظيم وهو ان اسماء الله عز وجل ليست جامدة في معتقد اهل السنة والجماعة. خلافا لاهل البدع ومن سبر القرآن ونظر الى السنة الصحيحة تيقن ان اسماء الله سبحانه وتعالى كلها ان اسماء الله سبحانه وتعالى كلها اسماء حسنة ذات دلالات عظيمة. فاهل السنة يقولون لما يقول العبد يا الله يا رب يا عزيز يا ملك يا تواب يقولون فان العبد نادى الرب باسمه الاحسن اسماء الله كلها حسنى بلا استثناء كلها حسن والكلمات عند عند العقلاء خمسة انواع الكلمات المتداولة على السنة الناس معانيها خمسة اقسام معان حسنى يقابلها الاقبح معان حسنة يقابلها السيء. مع ان ليس فيها قبح ولا حزن الكرم حسن الاكرم احسن السيء سيء الاسوء اسوأ اذا الكلمات المتداولة عند الناس على السنة الناس خمسة اقسام اسماء الله لا تكون الا من قبيل الاحسن كلها ومن هنا لما انت تقول يا الله تذكر هذين الامرين ان انك تنادي الذات العلية الموسومة بهذا الاسم فكل اسماء الله بطريق الترادف كما قال العلماء رحمهم الله كل اسماء الله بطريق الترادف تدل على الله فانت تقول يا الله يا رحمن يا رحيم وليس كما ظن المشركون المشركون سمعوا النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول يا رحمن يا رحيم فاذا بهم يقولون ان محمدا يدعونا ان نعبد الله الواحد ثم هو يشرك ويقول الرحمن الرحيم فانزل الله عز وجل قل ادع الله او ادعو الرحمن ايا ما تدعو ها فله الاسماء الحسنى فانت اذا دعوت قلت يا الله دعوت الذات العلية. اذا قلت يا رحمن دعوت الذات العلي المقدسة العظيمة جليلة اذا قلت يا ملك الملوك اذا قلت يا ارحم الراحمين يا اكرم الاكرمين اذا الله سبحانه وتعالى ينادى باسمائه وهذه الاسماء وان تعددت فهي كلها تدل على ذات واحدة وهو الواحد القهار سبحانه وتعالى هذه الاسماء وان تعددت فهي تدل على ذات واحدة موصوفة بالفردانية. قل هو الله احد على قراءة التنوين الله الصمد. وعلى قراءة الرفع قل هو الله احد الله الصمد فهو فرض سبحانه وتعالى. واحد لا شريك له وما من اله الا اله واحد طيب تعدلت الاسماء لعظمته وجبروته وكبريائه سبحانه وتعالى فان تعدد الاسماء دليل على عظمة المسمى وانظروا الان تجدون في دنيا الناس انهم اذا ارادوا ان يعظموا انسان. ماذا يقولون له يقولون له اذا كان عالم يقولون له انت الفهامة انت العلامة انت البحاثة انت المحدث انت الفقيه ما تنتهي لما يرونه من عظمة علمه واذا رأوا ملكا عادلا يقولون انت وانت وانت قد يكونوا صادقين وقد يكونوا كاذبين اذا تعدد الاسماء دليل على عظمة المسمى انظر الى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم تعددت اسماؤه وهو واحد عليه الصلاة والسلام فهو محمد صلى الله عليه وهو احمد صلى الله عليه وسلم. وهو الحاشر والعاقب والماحي صلى الله عليه وسلم واوصافه متعددة وهو وحي والقرآن الكريم اسماؤه متعددة وهو كلام الله عز وجل لعظمته وعظمة ما فيه فالله العظيم اسماؤه متعددة وهذه الاسماء من عظمتها ومن حسنها انها تدل على صفات الله تبارك وتعالى اذا لا يوجد اسم من اسماء الله جامد لا معنى له كل اسم من اسماء الله تبارك وتعالى فهي حسنى وحسن هذه الاسماء من باب دلالتها على المعاني الكاملة من وجه ومن باب انها تدل على الافعال من وجه اخر اذا كانت متعدية ثم انبه الى امر اخر وهو ان اسماء الله عز وجل ليست محصورة يظن بعض الناس لما رواه البخاري في صحيحه من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان لله تسعة وتسعين اسما مئة الا واحدة من احصاها دخل الجنة يظن ان بعظ الناس ان هذا الحديث يدل على ان اسماء الله محصورة هذا غير صحيح وقد نبه على هذا جمع من اهل العلم. وخطأوا فيه العلامة ابن حزم لانه الوحيد الذي زعم ان اسماء الله محصورة طيب ما الدليل على ان اسماء الله غير محصورة الدليل على هذا من عدة اوجه الوجه الاول ان العبادة لا يحيطون به علما ولو قلنا ان اسماء الله محصورة ان اسماء الله محصورة قد علمناها او ان اسماء الله محصورة قد علمناها فمعناها احطنا به علما والله يقول ولا يحيطون به علما الوجه الثاني نصي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم اني اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او علمته احدا من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك اذا هناك اسماء استأثر الله بها فلم يعلمها احد ومما يؤكد هذا الايثار وهذا الاستئثار ما جاء في حديث الشفاعة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فاذهب واسجد تحت العرش فيفتح الله علي من المحامد ما لا احسنه الان فدل على انه يذكر الله باسمائه وصفاته مما لا يعلمه الان فعلمنا ان اسماء الله غير محصورة فكيف نفهم حديث ابي هريرة رضي الله عنه في صحيح البخاري ان لله تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة قال الحافظ ابن حجر رحمه الله ومن قبله العلامة ابن القيم وشيخ الاسلام ابن تيمية وكذا قال غير واحد ممن الف في اسماء الله قالوا معنى هذا الحديث ان الثواب مرتب على هذا القدر الذي انت اذا اعددته تستحق الثواب. مثاله لو اعلن ولي الامر وقال من اتى بتسعين درجة فانه يدخل في كلية كذا وكذا هل معنى هذا الكلام انه لا يوجد درجة فوق التسعين ولا يوجد يوجد اذا معنى قوله من اتى بتسعين درجة فله كذا وكذا ليس معناه انه ما في درجات فوق التسعين لا في في تسعة وتسعين في مئة في ظن البشر اذا المقصود ان هذا القدر يؤهلك لنيل الثواب لنيل الثواب الخاص من احصاها؟ دخل الجنة؟ فمن عد تسعة وتسعين اسما من اسماء الله التي لا تحصى فانه يستحق نيل الجنة ومعنى الاحصاء من احصاها دخل الجنة احسن ما قيل فيها انها تتضمن اربعة امور الامر الاول عدها من الكتاب والسنة. فانت تقرأ الايات ثم تقول هذا اسم من اسماء الله او تتبع اقوال العلماء فتعرف ان هذا اسم من اسماء الله هذا متفق عليه هذا مختلف فيه مثلا اذا منح صاها اي عدها. المعنى الثاني انك تعتقد معانيها. لان من معاني الاحصاء احصيت الشيء اي عرفت محتواه عرفت محتواه ولذلك الاحصاء السكاني ما يقولون في تعداد سكاني في احصاء سكاني ما الفرق بين التعداد واحد اثنين ثلاثة الاحصاء واحد اثنين ثلاث هذا ذكر هذا انثى هذا كبير هذا صغير هذا يروح ثانوي هذا يروح متوسط هذا امي هذا كذا هذا الاحصاء لذلك انتم الان لما تسوون عملية احصاء او كل عشر سنوات بعض الدول تسوي احصاء. هل يسألون عن العدد فقط ولا عن العدد والمعاني الموجودة في البيت لان من معاني الاحصاء معرفة المحتوى اذا من احصاها عدها من احصاها عرف معناها من احصاها قال العلماء انه عمل بمقتضى المعنى فهو يقرأ من اسماء الله يقول هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن عزيز الجبار المتكبر هو الله الذي لا اله الا هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا اله الا هو الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى يقرأ هذه الاسماء في عمل بمقتضاها. يعلم انه سميع فلا يتلفظ الا بما يرضي الله يعلم انه بصير فلا يعمل الا ما يرضي الله يعلم انه سبحانه قوي فلا يتجبر على عباد الله وهكذا اذا احصاها عدها وعرف معناها وعمل بمقتضاها ودعا الله بها هذه الرابعة ودعا الله عز وجل بها اخيرا اختم هذا اللقاء بموضوع قد يقول قائل ما سبب اختلاف العلماء في عد اسماء الله عز وجل وهل ورد عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عد الاسماء سردا قد اتفق العلماء رحمهم الله انه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث في سرد الاسماء لا تسعة وتسعين ولا اقل ولا اكثر والحديث الوارد الذي رواه الترمذي من طريق شيوخه عن الوليد ابن مسلم الدمشقي عن شيوخه انما هو من ادراج الوليد هذه الاسماء عدا بعد الحديث الذي هو في البخاري اذا هذا مدرج من كلام العلماء لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه شيء. ولو ثبت لما قال لنا من احصاها دخل الجنة لانه عدها فكيف يقول لنا من احصاها دخل الجنة؟ يعني عدوها ابحثوا عنها فتشوها اعرفوها طيب قد يقول قائل ما دام لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم عد اسماء الله الحسنى فهي منثورة في الكتاب والسنة فما سبب اختلاف علماء سبب اختلاف العلماء في عد الاسماء راجع الى عدة امور الاول راجع الى الاعتقاد فربما تجد من يعد اسماء الله الحسنى ليست ليس على طريقة السلف كابن حزم فيعد من اسماء الله ما لا يصح فقد زعم ان من اسماء الله الماكر ولو بحثت القرآن كله لن تجد كلمة الماكر لا خبرا عن الله ولا مبتدع وانما ورد على صيغة فعلية. ولا يجوز اشتقاق اسماء الله من الافعال والصفات القاعدة عند اهل السنة والجماعة ان اسماء الله تشتق الصفات منها ولا نشتق من الصفات اسما لله عز وجل حتى يرد على صيغة الاسمية السبب الثاني في اختلاف العلماء في عد اسماء الله عز وجل راجع الى المنهج في اختيار الاسم فبعضهم يرى ان الاسم لابد ان يكون واردا بالتعريف. ال وبناء عليه فان اي اسم لم يرد معرفا عنده لا يعده من اسماء الله عز وجل وهذا ضابط غير صحيح فان هناك اسماء هي بالاتفاق من اسماء الله عز وجل ولم يرد معرفا بال وايضا هناك من اهل العلم من وضع ضوابط لنفسه في سرد اسماء الله عز وجل هذه الظوابط اختلف فيها العلماء فلما اختلفوا وجد الاختلاف في عد اسماء الله عز وجل ولهذا الاسلم والاحوط لمن اراد ان يسمي ابنه او يدعو الله عز وجل او يعد الاسماء الحسنى التسعة وتسعين ان يبتعدا عن الاسماء المختلف فيها ابده باسم متفق عليه بين العلماء. اذا جيت تعد اسماء الله تسعة وتسعين لا تعد الهادي ضمنها لماذا؟ حتى تكون على يقين انك ذكرت تسعة وتسعين اسما على سبيل القطع لا على سبيل الظن اذا هذا بعض ما يتعلق بمقدمات في شرح اسماء الله عز وجل الحسنى وان شاء الله سبحانه وتعالى من الاثنين القادم نبدأ باسماء الله عز وجل ونصير في كل اسم على وفق المنهج الاتي اولا نذكر الاسم من حيث وروده في القرآن اولا. فمن مثلا اول اسم الله فنأتي بهذا الاسم. ثم الرحمن ثم الرحيم ثم الملك ثم المالك وهكذا ثانيا نذكر عدد مرات ورود الاسم في القرآن الكريم وفي السنة النبوية. ثم نذكر الصيغة ورود الاسم في القرآن الكريم وهل هي صيغة واحدة او متعددة ثالثا نذكر معنى الاسم ان شاء الله عز وجل بالمطابقة والتظمن والالتزام ودلالة الاسم على الصفة ونذكر ايضا اذا كانت اذا كان الاسم متضمنا لوصف متعدي نذكر الافعال المتعلقة بهذا الاسم والموارد التي وردت فيها الاسم العظيم من اسماء الله عز وجل. ثم كيفية دعاء الله سبحانه وتعالى والاثار العظيمة لهذا الاسم في الاعتقاد والاقوال والافعال والاخلاق. نكتفي بهذا القدر وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين. جزاك الله خير. بارك الله فيكم