بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين امين. يقول الشيخ الحافظ النووي رحمه الله تعالى في كتاب رياض الصالحين باب الحث على الاكل من عمل يده والتعفف عن السؤال والتعرض للاعطاء. قال الله تعالى فاذا قضيت الصلاة فانتشلوا في الارض وابتغوا من فضل الله. بسم الله الرحمن الرحيم قال رحمه الله تعالى باب الحث على الاكل من عمل يده. ثم ساق المؤلف رحمه الله الاية في هذا الباب. واولها قول الله الله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله وذروا البيع يا ايها الذين امنوا امنوا اي صدقوا بما يجب الايمان به. والذي يجب الايمان به قد بينه النبي صلى الله الله عليه وسلم حينما سأله جبرائيل فقال اخبرني عن الايمان قال الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه به ورسله واليوم الاخر. وتؤمن بالقدر خيره وشره. ثمان تصدير هذا الخطاب بوصف الايمان دليل على ان امتثال ما وجه اليهم من الخطاب من مقتضيات الايمان. وان فعله سبب في بزيادة الايمان وان مخالفته نقص في الايمان. اذا نودي للصلاة اي اذن المؤذن للنداء بالصلاة والمراد بالنداء هنا النداء الذي يكون بين يدي الخطيب يوم الجمعة. فاسعوا الى ذكر الله ايمضوا وبادروا واقصدوا الى ذكر الله اي الى ما فيه تذكر لله عز وجل مما يكون في في الخطبة والصلاة. وذروا البيع اي اتركوا البيع. ذلكم خير لكم. اي لكم عند الله عز وجل واحسنوا عاقبة ان كنتم تعلمون اي ان كنتم من ذوي العلم فانما وجهكم الله عز وجل اليه من السعي الى الصلاة خير لكم من الانشغال في البيع والشراء ثم قال عز وجل فاذا قضيت الصلاة اي فرغ منها فانتشروا في الارض اي تفرقوا فيها طلبا مصالحكم المصالح الدينية والمصالح الدنيوية. وابتغوا من فضل الله ان يطلبوا فضل الله عز وجل ورزقه عطاءه بالكسب الحلال. واذكروا الله كثيرا اي بقلوبكم والسنتكم وجوارحكم. لان ذكر الله الله عز وجل يشمل ذكر القلب وهو التفكر والتدبر في ايات الله الكونية والشرعية. ويكون باللسان التسبيح والتحميد والتكبير. ومن ذلك قراءة القرآن. ويكون بالجوارح باستعمالها في طاعة الله من الصلاة عيادة المرضى واتباع الجنائز وغير ذلك. واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون. اي لاجل ان تفلحوا والفلاح هو والفوز بالمطلوب والنجاة من المرغوب. فبهاتين الايتين فوائد منها مشروعية الاذان يوم الجمعة ومنها ايضا وجوب السعي الى ذكر الله عز وجل من الخطبة والصلاة. لقوله فاسعوا الى ذكر الله فمتى سمع المؤمن النداء فانه يجب عليه ان يبادر ولا يجوز له ان ينشغل باي امر من الامور ومنها ايضا تحريم البيع والشراء بعد نداء الجمعة الثاني بقوله وذروا البيع وهكذا سائر العقود التي تشغل عن سماع الخطبة وحضورها. ومنها ايضا ان العقد اذا وقع بعد نداء الجمعة الثاني فانه يكون فاسدا بقوله وذروا البيع وهذا نهي عن ذات بيع وما نهي عنه لذاته فان النهي عنه يقتضي الفساد وعدم الصحة وفيه ايضا دليل على ان الصلاة اعظم ذكر لله عز وجل. ولهذا الصلاة فيها دعاء عبادة ودعاء مسألة. فالقيام والقعود والركوع والسجود دعاء عبادة. وسؤال العبد ربه عز وجل في سجوده وفي جلوسه بين السجدتين وفي التشهد هذا من دعاء المسألة. ومنها ايضا مشروعية السعي بطلب الرزق بقوله عز وجل فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم فعلى العبد ان يسعى في طلب الرزق. وفي اسبابه وان يتوكل على الله وان يطلب الرزق من الله. لان الرزق الله كما قال عز وجل فابتغوا عند الله الرزق. ومنها ايضا ذم الانشغال عن طاعة الله تعالى بامور الدنيا وان كل ما اشغل العبد عن طاعة ربه عز وجل من بيع او شراء او غير ذلك انه مذموم. ومنها ايضا مشروعية الاكثار من ذكر الله تعالى. لقوله فاذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون لان الانسان اذا شرع في البيع والشراء واكثر من ذكر الله فان هذا يمنعه من الكسب المحرم لانه يكون ذاكرا لله تعالى بقلبه وبلسانه وبجوارحه فيردعه هذا الذكر عن كل مخالفة ومنها ايضا ان امتثال ذلك اعني اجتناب البيع والشراء والسعي الى صلاة الجمعة وسماع والصلاة سبب من اسباب الفلاح. لقوله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون. والفلاح هو الفوز والنجاة من المرهوب. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد