الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فهذا هو الدرس الاول من دروس كتاب تفسير احسن الكلام في تفسير القرآن لشيخنا فبتوفيق من الله تعالى وفضله سنبدأ بتفسير القرآن واوله تفسير سورة الفاتحة اعلم انني قد عاهدت في تفسيري هذا. ولاية سورة من سور القرآن الكريم سالتزم فيه ببيان امور مهمة لزكريا عبدالسلام الرستمي رحمه الله تعالى وقبل البدء بهذا التفسير انبه على مكانة المفسر اولا ثم على مكانة تفسيره ثانيا اما مكانة المفسر فهو رحمه الله عالم جليل من العلماء الكبار الذين اخذوا العلم بالطريقة القديمة بالتلقين من المشايخ وكان شيخنا الشيخ شمس الدين السلفي رحمه الله يجله ويحترمه كذلك الشيخ جميل الرحمن رحمه الله تعالى كان يقف معه ويعينه في كل صغيرة وكبيرة والشيخ رحمه الله كان له مدرسة ولا زال اولاده يدرسون في هذه المدرسة الكبيرة في منطقة من قريبة من بيشاور من بلاد باكستان كان بارعا جدا في اللغة العربية واهتم كثيرا بتفسير القرآن واثنى عليه كل من ادركه من اه اه المشايخ الذين عرفوه عن قرب او خالطوه او ذاكروه وكان الشيخ رحمه الله يجلس لهذا التفسير فيحظر له اكثر من خمسة الاف طالب خمسة الاف طالب ويفسر القرآن الكريم في كل رمضان مرة فسر القرآن في كل رمضان مرة يجلس من بعد صلاة الفجر ومعه طلاب وطالباته الذين هم قرابة خمسة الاف من بعد صلاة الفجر الى صلاة العصر كل يوم يفسرون يفسر لهم جزءا من القرآن او جزء وربع لا يأتي يوم تسعة وعشرين الا وقد ختم القرآن كاملة وصار رحمه الله على هذه الطريقة في التفسير اكثر من اربعين مرة. يعني فسر القرآن القاء اربعين مرة. رحمه الله رحمة واسعة هذا بعض ما يتعلق بسيرة شيخنا رحمه الله وكان اذا جاء الى المدينة اتشرف بالتتلمذ علي وبخدمته رحمه الله تعالى واسكنه الفردوس الاعلى وكان قد خلف كثيرا من طلاب العلم وعلى رأسهم شيخ تلميذه البار وابنه شيخ ابو سعيد رحمه الله وقد توفي بعد الشيخ بزمن يسير ايضا وكان عالما رحمه الله تعالى وله تلامذة كثر يفسرون القرآن بطريقة الشيخ وساروا على نهجه ولله الحمد والمنة اما مكانة هذا التفسير فمكانته تتجلى بامرين الاول ان نعلم ان شيخنا رحمه الله ما كان يفسر القرآن الا بعد ان يمر على التفاسير كلها حتى انه مرة قال لي لا اجلس للتفسير في رمضان الا وقد قرأت اكثر من مئة وعش اكثر من مئة وعشرين تفسيرا هذا على اقل التقدير وقد كانت مكتبته تحوي مئات التفاسير المطبوعة كاملة او ناقصة كان الشيخ يحب كتب التفسير حبا جما ومن علامات حبي للتفسير انه رحمه الله مرة قال لي وكنا في المدينة قال خذني الى درس في التفسير فبحثنا ذهبنا الى درس الشيخ ابو بكر الجزائري رحمه الله واذا به كان اليوم الذي لا يفسر والشيخ كان يقسم دروسه الى ايام فذهبنا الى درس اخر ودرس اخر تقريبا مررنا على ثلاثة دروس وهو على كبر سني يمشي ثم اخذت عيناه الدمعة قال سبحان الله مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نجد اليوم فيه تفسيرا كان الشيخ رحمه الله يحب التفسير حبا جما ومما يدلنا على مكانة هذا التفسير انه رحمه الله سار فيه على طريقة بديعة ماتعة لا تكاد تجده في كثير من التفاسير مجتمعة فضلا عن كونها متفرقة هذا ليس تعصبا لشيخنا رحمه الله ولكن هذا تجدونه عمليا تطبيقيا ان شاء الله وهذا التفسير هو في تسع مجلدات كبار الفه الشيخ باللغة البشتو. اللغة السائدة في بلاد بيشاور وقد رغب الي وكتب ذلك بخط يده ايضا يطلب مني ان اترجمه الى العربية وان اصلح فيه ما اراه قد يكون خطأ لا سيما في باب الاسماء والصفات فجزاه الله خيرا على تواضعه واسأل الله ان يكرمه الفردوس الاعلى وان يعيننا على وصية تنفيذ وصية الشيخ الحمد لله قد قام بعض الاخوة جزاهم الله خيرا الاعانة في هذا الموضوع حتى آآ اعطينا الكتاب لجهة رسمية من الجهات ترجمة وهو بين ايدينا الان قبل الطبع نقرأه ان شاء الله جل وعلا ونسأله سبحانه وتعالى ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح. نعم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه ولا اما بعد. اللهم احفظ لنا شيخنا واغفر له ولوالديه ولنا ولوالدينا والمسلمين اجمعين قال المؤلف رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم سورة الفاتحة الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين. محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما عدة اولا بيان ربط السورة بما قبلها من من السورة ثانيا بيان دعوى السورة وموضوعها ثالثا ذكر الخلاصة لمواضيع السورة محتوياتها على الاجمال والتفصيل رابعا شرح وتوضيح الالفاظ والجمل في كل اية. وبيان المعنى المراد منها خامسا ذكر الحكم واللطائف والفوائد لكلمات القرآن الكريم ولجمله واياته. سادسا ذكر الاسماء الاخرى لكل سورة لها اسماء كثيرة في بدايتها ربط السورة بما قبلها يعني هذه الامور الستة لا تكاد تجدها في كتاب واحد مجتمعة بل لا تكاد تجدها في عدة مؤلفات في التفسير فتتعب حتى تجدها لكن الشيخ اثابه الله قد جمع لنا هذه الامور الستة ولله الحمد والمنة نعم ربط الصورة بما قبلها لا داعي هنا وفي بداية التفسير لسورة الفاتحة الى ذكر ربط السورة بما قبلها وذلك لعدم وجود اية سورة قبل السورة هذه في ترتيب المصحف بل السورة هذه هي الاولى في المصحف وفي وفي مقدمة السور كلها نعم. دعوة السورة هي اعلان توحيد الله تعالى. والرد على الشرك بكل انواعه. وذلك في قوله الحمد لله والهدف من ذلك ان يعرف الانسان ولا سيما المؤمن عظمة ربه معرفة لا يرى تلك العظمة لاحد غير الله سبحانه وتعالى بحيث يجد تعلقا بربه وشغفا ومحبة له سبحانه لا يجدها لاحد غيره خلاصة السورة اولا دعوى اثبات التوحيد لله تعالى في الاية الاولى ثانيا اثبات الدعوة باسماء الله باسماء الله تعالى وصفاته. وهذه تسمى الاستدلال باسماء الله تعالى وصفاته وهذا نوع من الاستدلال العقلي فهذه ثلاثة انواع من الاستدلالات العقلية وكلها في الايات الثانية والثالثة والرابعة تارسا نتيجة الدعوة وما يتفرع منها. وهذا في الاية الخامسة. رابعا تعليم الدعاء لطلب الهداية الى التوحيد والى النتيجة لدعوى التوحيد والاستقامة على ذلك وهذا في الاية السادسة خامسا ذكر اصناف الناس الثلاثة. والتي لكل واحد منها موقفها الخاص بها تجاه تلك الدعوة بها وكل ذلك في الاية السابعة الحكم والفوائد ان لكل كلمة من كلمات ايات القرآن ولكل اية من اياتها حكما وفوائد خاصة خاصة بها وهي كثيرة وعديلة سنذكر بعضها باذن الله تعالى في اثناء التفسير لها لكني الان هنا اذكر بعض تلك الحكم والفوائد التي تتعلق بالسورة ككل والتي هي كخلاصة كخلاصة للسوء هذا وساذكر الحكم والفوائد هذه على مخمسات اي كل خمسة على حدة وهي عشر مخمسات المخمس الاول خمسة اقسام متعلقة بمعرفة الله تعالى الاول معرفة ذات الله تعالى في الاية الاولى الثاني معرفة صفات الله تعالى في الايتين الثانية والثالثة الثالث معرفة حقوق الله تعالى في الاية الرابعة الخامس معرفة الرابع معرفة الطريق الموصل لتلك الحقوق في الاية الخامسة الخامس معرفة اهل ذاك الطريق. واولئك الذين يجب علينا اتباعهم في الايتين السادسة والسابعة المخمس الثاني خمسة انواع من التوحيد الاول توحيد ذات الله تعالى في الاية الاولى الثاني توحيد الربوبية في الاية الثانية الثالث توحيد الاسماء والصفات في الايتين الثالثة والرابعة. الرابع توحيد الالوهية في الاية الخامسة. الخامس توحيد الحاكمية تشريع في الايتين السادسة والسابعة المخمس الثاني مقصودنا بتوحيد الحاكمية ليس ما هو معروف عند الخوارج وانما المقصود بتوحيد الحاكمية هنا هو وجوب التحاكم الى شرع الله سبحانه وتعالى نعم المخمس الثالث التصريح بذكر خمسة اسماء لله تعالى الاول الله. الثاني الرب الثالث الرحمن الرحيم الخامس المالك المخمس الرابع الاشارة الخامس المالك على قراءة مالك يوم الدين بالالف واما على قراءة ملك يوم الدين فيكون الخامس هو الملك نعم المخمس الرابع الاشارة الى خمس صفات لله تعالى الاول المحمود الثاني المعبود. الثالث المستعان الرابع الهادي الخامس المنعم المخمس الخامس ذكر خمس ذكر خمس عبادات الاولى التسمية الثانية التحميد الثالثة التعبد الرابعة الاستعانة الخامسة الدعاء. المخمس الرد على خمسة اصناف من المنحرفين المشركين بطوائفهم القدرية الجبرية المرجئة الروافظ الشيعة والشيعة الفرق الضالة الخمسة الاخرى الدهريين بجميع اصنافهم المنكرون او المنكرين للنبوة والمنكرين للبعث والمنكرين للقيامة والمنكرين للصفات اي الجهمية كلهم نعم فالمخمس السابع ذكر خمسة فرق صالحة كانت او طالحة الحامدون العابدون المنعم عليهم المغضوب عليهم الضالون المخمس الثامن خمس تخصيصات لله سبحانه وتعالى تخصيصه بالحمد تخصيصه بالصفات تخصيصه بالعبادة تخصيصه بالاستعانة تخصيصه بالهداية والانعام المخمس التاسع ذكر خمسة اقسام من الجمل الجملة الخبرية بمعنى الانشاء الحمد لله الجملة الخبرية المحضة اياك نعبد واياك نستعين. الجملة الانشائية المحضة اهدنا الجملة الاسمية الحمدلله الجملة الفعلية اياك نعبد يعني جميع انواع الجمل موجودة في سورة الفاتحة وهذه صيغة بلاغية صيغة بلاغية. نعم المخمس العاشر امور مهمة خمسة قد ذكرت من قبل الدعوة ادلتها النتيجة الدعاء الفرق الثلاثة هذا هو المخمسات وهذه كلها تتعلق بالسورة ككل وهي كلها غير تلك المخمسات التي قد يجدها القارئ الكريم في كتاب لطائف القرآن وقد طبع بالعربية والبشتو طبعا كتاب لطائف القرآن الفه الشيخ بالعربية وطبع بالعربية وايضا طبع بالبشتو وهو كتاب لطيف يتكلم فيه الشيخ رحمه الله عن اه استدلالات متعلقة بالمناسبات ونحوها نعم اسماء السورة سورة الفاتحة سورة الحمد سورة الصلاة سورة النور اعظم سورة السورة العظمى سورة الشفاء سورة الرقية سورة الواقية سورة الوافية سورة الكافية سورة الشافية سورة الكنز سورة تعليم المسألة السبع المثاني القرآن العظيم اساس القرآن سورة الشكر سورة المناجاة سورة التفويض سورة السؤال ام الكتاب ام القرآن هذا يعني هذه الاسماء التي ذكرها الشيخ رحمه الله هي منقسمة الى قسمين وهذا في جميع القرآن جميع اسماء سور القرآن منقسمة الى قسمين اسماء توقيفية واسماء استنباطية الاسماء التوقيفية هذه لا يجوز انكارها ولا يختلف الناس فيها وانما الذي يمكن ان يختلف الناس فيها هي الاسماء الاجتهاد هي المستنبطة نعم هذا والاسماء هذه قد ثبتت بالنقل ولكل واحد منها وجه تسمية كما بينها الالوسي في رح المعاني. قال الشيخ في الحاشية وتنبيه ما اود قوله هنا وفي نهاية التمهيد هذا ان القارئ الكريم ان احب معرفة المزيد في تفسير السورة فسيجد ذلك حتما في تفسير الموسع سورة في كل من مؤلفات الثلاثة التبيان في تفسير ام القرآن بالعربية التبيان في تفسير من القرآن في قرابة ثلاث مئة وخمسين صفحة فقط في تفسير الفاتحة وهو من اعظم ما وقفت عليه من تفاسير في سورة لسورة الفاتحة. نعم لطائف لطائف القرآن بالعربية. ترجمة لطائف القرآن بالبشتون وكل ذلك لاني قد ذكرت بعض الموضوعات في تفسير هذا مختصرا بخلاف تلك الكتب الثلاثة فمثلا المخمسات المتعلقة بالسورة قد ذكرتها هنا عشر مخمسات حال كونها في كتاب لطائف القرآن قد وصلت الى ثلاثة عشر مخمسا وهلم جرا التفسير بسم الله الرحمن الرحيم قد اختلف اهل العلم حول بسم الله الرحمن الرحيم هل هي اية مستقلة بذاتها ام لا؟ وهل هي جزء من اجزاء سورة الفاتحة ام لا؟ وكذلك هل هي جزء لكل سورة ذكرت اه ذكرت هي في اولها ام لا اقول قد بينت هذه الاقوال في التبيان في تفسير ام القرآن بشيء من التفصيل لكني الخصها هنا واقول ان المتبادر ان بسم الله الرحمن الرحيم قد نزلت مكررة. وفي بداية كل سورة الا سورة توبة. فينبغي الا تترك عند التلاوة في في تلكم السورة لتلكم السور. رغم اننا نسلم بوجود الاختلاف قراءتها جهرا او خفية شرح كلمات البسملة حرف الباء من حروف المعاني ويقوم بعملية الجر فالاولى فيه انه للاستعانة ولما ولما كان من السورة تعليم المسألة والمراد منه ان الله تعالى يعلم عباده المسألة. فبناء عليه فان المقدر هنا كلمة قولوا في اولها ويصير بذلك معناها يا عبادي قولوا بسم الله وهذا يشير بان العباد كلهم محتاجون لله قال في مسألة الاستعانة وبهذا يثبت ان في الحرف ان في الحرف الاول للسورة ردا على الشرك في الاستعانة. كما ورد في رواية بجرير ان هذا قد نزل ردا على المشركين حيث كانوا يقولون بسم الله وباسم العزى فامرهم الله تعالى ان يقولوا بسم الله اسم الاسم قد يكون علما وقد يكون صفة وقد يكون عاما في كلتا حالتيه وهو عام هنا يشمل جميع اسماء الله وصفاته وهذا يعني انه يجوز عند الاستعانة ذكر اي اسم او صفة لله سبحانه وتعالى لقوله تعالى الاسماء الحسنى فادعوه بها وكذلك لقوله قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى. يعني يجوز للانسان يقول باسم الرب بسم الرحمن باسم العزيز باسم الغفار باي اسم من اسماء الله تبسمل جائز نعم هذا وطلب العون لا يكون الا باللسان. وما يذكر باللسان يقاله انه الاسم. فلاجل ذلك قال بسم الله ولم قل بالله باسم جار ومجرور بحاجة الى عامل ولم يذكر العامل فلا بد من تقديره وفيه الاختلاف ولا بأس بذلك لاحتمال كل وجه من تلك الوجوه ابدأ ابتدأ ابتدائي اقرأ لكن الاولى ان يقال تقديره كلمة استعينوا او استعن وهذا رجحه ايضا شيخنا اه ابو عبد الله محمد ابن صالح العثيمين رحمه الله تعالى نعم ان اولى التقديرات هو تقدير استعين او استعينوا او استعن نعم وهذا عام يدخل فيه كل عمل يريد العبد القيام به من قراءة او اكل او شرب او غير ذلك من الاعمال هذا ولا بد من كون العمل مقصودا بعد قول بسم الله كما ان تقديم الجار والمنسور على العامل يفيد الاختصاص والحصر ويكون المعنى عند وذلك ان الاستعانة مختصة باسماء الله وصفاته. وان الشرك في ذلك في كل ذلك باطل ومردود الله اسم خاص لله تعالى وعلم له. وهو موصوف به لكنه لا يقع كصفة له سبحانه وتعالى. ولا يطلق على احد سواه واختلف اهل العلم في لفظة الله اما اشتقت تنهي ام جامدة؟ فان كان مشتقا فما مبدأه وما مصدره اسم الله باتفاق العلماء انه لا يقع صفة لله جل وعلا مع انه مشتق منه الصفة لكنه لم يرد فنقول الله اي ذو الالوهية الله المحبوب هذه او الصفات المشتقة من اسم الله لكن ما جاء انما الذي جاء اي الاسماء الاخرى مع صفاتها فجاء الشكور وشكورا جاء الرحيم ورحيما نعم نعم اختلفوا لكن لكل ادلته والراجح ان لفظة الله باعتبارها اللغوي لفظة مشتقة وباعتبار العلمية اسم خاص لله تعالى فغير مشتقة وهذا من احسن الجمع بين القولين انك اسم الله باعتبارها اللغوي مشتق من اله يأله او من آآ الاله ايا كان. اما باعتبار العلمية فانها غير مشتقة لان الله تسمى بها قبل وجود الاشتقاق وقبل وجود العربية نعم ولفظة الله اصلها اله الاله. والالف واللام رغم انهما زائدتان لكنهما لازمتان لها. فهي مبدأ لفظة الله ففي مبدأي لفظة الله اختلاف كثير وبناء على اختلافهم في ذلك اختلفوا في معناها ايضا. والنتيجة لكل ذلك ان لكلمة الاله معناها الخاص بها في الشرع وهو المعبود اه وهو المعبود بحق وهو المعنى المراد منها في قول لا اله الا الله وفي مقام التوحيد عند ذكرها كذلك هذا وان لهذه اللفظة معناها العامة كذلك. وهو المالك المتصرف للكون كله وهو الصمد السند والمعتمد الحقيقي والقاضي للحاجات المدبر للخلق ولامورهم اجمع وهذا المعنى المراد منها في ايات غنية كثيرة كالايات ما بين الستين والرابعة والستين من سورة النمل والايتين الحادية والسبعين والثانية والسبعين من سورة القصص وكذلك الاية السادسة والاربعين من سورة الانعام وبناء على هذا قال ابن القيم قال ابن ابن قيم الجوزي. نعم نعم. بدون ال قال ابن قيم الجوزية رحمه الله ان هذا الاسم اي الله مستلزم لمعاني الاسماء الحسنى كلها ويدل على الاسماء الحسنى كلها وبهذا يكون في لفظ الله اجمال والاسماء الحسنى الاخرى فتفصيل له يعني اسم الله مستلزم لمعاني الاسماء الحسنى لاحظ الان هذه مسألة مهمة دقيقة من كلام ابن القيم اسم الله مستلزم لمعاني الاسماء الاخرى ودال على الاسماء الحسنى يعني جهتين فهي فهذا الاسم مغن عن كل اسم ولا يوجد اسم مغن عنها عن هذا الاسم نعم وقال الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله في هذا المعنى العام لها ايضا ان اي شيء تعتمد عليه انت وتخاف منه وترجوه وتحسبه المختار وفي النفع والضر فهذا هو الاله لك وهذا المعنى نراه في لا اله الا الله ايضا. هذا الكلام الذي قاله الجيلاني هو هو بعينه الذي نقله الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كشف الشبهات في معناه لما قال هو الذي يقصد يسميه العامة السيد هو الله الناس يقولون فلان سيد ما معنى سيد؟ قاضي الحاجات. كاشف الكربات ها يقولون مزيل اه النقم دافع النقم هذا كله يقولون عليه السيد هذا معنى كلام الجيلاني الاله هو الذي انت تعتمد عليه وتخاف منه وترجوه في جميع احوالك سواء سميته اله ولا ما سميته نعم الرحمن الرحيم صيغتان للمبالغة في الفاعلية مأخوذ من الرحمة. يعني الرحمن على صيغة فعلان مفيد المبالغة في الفعل والرحيم صيغة مبالغة فعيل في صيغة مبالغة فعيل من الفعل نعم لكن الرحمة لكن الرحمة قسمان قسم يتعلق بصفات الله تعالى وقسم اخر يتعلق بصفات المخلوقين والقاعدة العامة تقول انه قد يوجد يوجد التشابه اللفظي بين صفات الله تعالى وصفات المخلوقين. لكن لا يوجد بينهما تشابه ولا تماثل في المعنى والمقصود وذلك لقوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. ولقوله تعالى ولم يكن له كفوا احد لقوله تعالى فلا تضربوا لله الامثال ان الله يعلم وانتم لا تعلمون. كما ان القاعدة هي ان صفات الله تعالى كلها بمعناها الحقيقي والقول بالمجاز فيها باطل قطعا. وعلى هذا كان المعنى الحقيقي للرحمة من الله تعالى هو من صفات افعال ضد الشدة والغلظة ويجب اثبات لازم هذه الصفة من التفضل والاحسان والانعام دون عوظ او غرض وهذا من رحمته تعالى يعني يجب اثبات الصفة ويجب اثبات لوازمها لا يجوز ان نؤول الصفة باللوازم ونترك معنى الصفة نعم واما المعنى اللغوي للرحمة في المخلوق فهو رقة القلب ولينه وعلى هذا فان قول بعض المفسرين الذين يقولون بان هذه الصفة لله تعالى باعتبار غايتها لا باعتبار مبدأها باطن. لان هذا المعنى نوع من المجاز والقول به يستلزم النقص الكبير في صفات الله تعالى ولذا نقول بان معنى الرحمن الرحيم هو ان المالك المعطي لكل نعمة واحسان وفضل وخير وبركة هو الله سبحانه. وذلك من رحمته تعالى الله اكبر ما من نعمة وما من خير وما من فضل الا هو من الله عز وجل. وهذا هو معنى كونه رحيما نعم الفرق بين الرحمن والرحيم. بناء على الفرق بين كلمتي الرحمن والرحيم في المبنى فثم فرق بينهما في المعنى. وهذه قاعدة متى ما وجد الفرق في المبنى لزم الفرق في المعنى سواء كان الفرق في المبنى من حيث الصيغة او من حيث الزيادة والنقص نعم بناء على الفرق بين كلمتي الرحمن ورايحين في المبنى فثم فرق بينهما فثم فرق بينهما في المعنى على وجوه عدة ذكرها الاول ان الرحمن متعلق بجميع الخلق. ولهذا جاء في الاستواء على العرش ذكر الرحمن لان الاستواء متعلقه الخلق اما الرحيم فمتعلق على وجه الخصوص للمؤمنين بدليل قوله تعالى وكان بالمؤمنين رحيما وهذا القول قد اختاره ابن جرير الثاني ان الرحمن يدل على معنى اعطائه النعم اما الرحيم فمستعمل في دفعه العذاب والمصائب والنقم. كما جاء في الاية السادسة عشر من من سورة الانعام وفي الاية التاسعة. من سورة غافر الثالث ان الرحمن هو المعطي لنعم الدنيا. اما الرحيم فهو المعطي لنعم الاخرة وهذا القوم قد اختاره الفراء ومما اه يرجح هذا القول عند الفارة تقديم الرحيم على الرحمن على الرحيل تقديم الرحمن على الرحيم لكون الدنيا قبل الاخرة نعم الرابع ان الرحمن يدل على سعة الرحمة. اما الرحيم فيدل على لزوم الرحمة. وقد جاءت الاشارة الى هذا في اية السادسة والخمسين بعد المئة من سورة الاعراف. والاية السابعة من سورة غافر كما ذكر لزوم الرحمة في الاية الرابعة والخمسين من سورة الانعام الخامس ان الرحمن يدل على النعم الكبيرة واما الرحيم فيدل على النعم الصغيرة الرحمن يدل على النعم الكبيرة العميمة الكبيرة العميمة واما الرحيم فيدل على النعم الصغيرة الخاصة يعني وكان بالمؤمنين رحيما هذا خاص بالمؤمنين نعم السادس ان الرحمن يتعلق باهل السماء. اما الرحيم فيتعلق باهل الارض. السابع ان الرحمن هو الذي يعطي من سأله مسألته واما الرحيم فهو الذي يعطيهم ولو من غير مسألة. الثامن ان الرحمن يدل على تعدد الرحمات منه سبحانه. اما الرحيم فيدل على تكرر الرحمة منه تعالى ذكر هذا القول ابو حيان في تفسيره البحر المحيط التاسع ان الرحمن هو هو الذي اذا سئل مسألة او حاجة فرح بها وقضاها اما الرحيم فهو الذي اذا الم يسأل سخط وغضب تنبيه لا يجوز اطلاق كلمة رحمن على غير الله تعالى. قال ذلك وكتبه المفسرون كلهم كابن كثير وابن جرير والقرطبي الامام الراغب الاصبهاني وغيرهم وغيرهم لكن يجوز اطلاق كلمة رحيم على المخلوق. وباعتبار التشابه اللفظي صفة للمخلوق كما جاء في الاية الثامنة والعشرين سنين بعد المئة من سورة التوبة في صفة النبي صلى الله عليه وسلم. ولما لم يجز اطلاق كلمة الله وكلمة رحمن على غير الله تعالى الا لاجل ذلك ذكرهم الله تعالى معا في سياق وفي سياق واحد فوائد متعلقة ببسم الله الرحمن الرحيم. الاولى ان اسماء الله تعالى يعني الذي يترجح والله اعلم وهو ان الرحمن صفة ذات والرحيم صفة فعل وهذا يشمل كل هذه الاقوال التي ذكرها شيخه اي ان الله لما نقول عنه الرحمن اي ذاتا ولما نقول الرحيم اي فعلا نعم الفائدة الاولى ان اسماء الله تعالى الحسنى كثيرة وتخصيص الذكر بهذه الاسماء الثلاثة لله تعالى والاكتفاء بها في البسملة لان لفظ الجلالة الله مستجمع جميع اسمائه تعالى ومستلزم لمعانيها ولما لم يكن يمكن سرد تلك الاسماء كلها في البسملة فاكتفى بدلا من سرد كل تلك الاسماء بذكر لفظ الجلالة الله وكذلك لما كانت صفات الله تعالى بعضها لجماله تعالى ورحمته وبعضها لجلاله تعالى وجبروته وغضبه وايضا لما كانت الاستعانة تناسبها صفات الجمال والرحمة فاكتفي هنا بذكر الرحمن الرحيم وكأن هذا لجعل صفات الله تعالى وسيلة لمسألته تعالى. وطلب العون منه سبحانه الثانية لما كان المقصد الاصلي للسورة يكمن في كلمة الحمد لله. وكانت الاستعانة باسمائه تعالى والوسيلة والوسائل تكون مقدمة على المقاصد فلاجل ذلك قدمت البسملة على التحميد له تعالى الثالثة ذكر السيوطي رحمه الله في الاتقان في علوم القرآن كما ذكر غيره من اهل العلم ان البسملة خلاصة للقرآن كله. واحدى وجوه ذلك ان المقصد العام للقرآن هو اثبات حاجة الخلق الى الله تعالى ولزوم استعانتهم به تعالى بما يوافق التوحيد والحال ان حرف الباء في كلمة بسم الله للاستعانة. فبذلك قد دلت البسملة وفي مطلعها على المقصد الاصلي للقرآن الكريم ولهذا يقول ابن القيم ان حقيقة القرآن القرآن اشتمل على الكتب السابقة كلها وخلاصة القرآن بالفاتح وخلاصة الفاتحة فاياك نعبد واياك نستعين والمدلول على اياك نعبد واياك نستعين قل بسم الله نعم الحمد لله هي دعوة السورة وقضيته الكبرى وقضيتها الكبرى التي تريد اثباتها والغرض منها هي الرج على الشرك بكل انواعه. الرد على المشركين بجميع طوائفهم. ووجه ذلك ان المبتدأ وهو الحمد معرف بالف وكذلك خبره لله ولام الجر بالتخصيص. ومعنى ذلك كله ان لله تعالى لا لغيره من نبي او ملك او ولي من انس او جن او صنم او غيره. ولهذا لا لا يقول الانسان آآ احمد فلانا والحمد لفلان وانما يقول الحمد لله نعم وقد وردت هذه الكلمة الحمد لله كرات ومرات عديدة في القرآن الكريم ففي مطلع خمس سور سورة الفاتحة وسورة الانعام وسورة الكهف وسورة سبأ وسورة فاطر ووردت ايضا بنفس بنفس اللفظ ثمانية عشر اية في اواسط السور القرآنية وردت بصيغة له الحمد في كل من الاية الثامنة عشر من سورة الروم والايات الاولى من سورة سبأ والاية السبعين من سورة في القصص والاية وكذلك الاية الاولى من سورة التغابن ووردت بصيغة فلله الحمد وفي الاية السادسة والثلاثين من سورة الجاثية. وهذه الصيغة تدل على التخصيص ايضا. تخصيص الحمد لله تعالى لتقديم الخبر فيها على المبتدأ وكذلك جاء صيغة قل الحمد لله التي فيها امر النبي صلى الله عليه وسلم بقول ذلك وابلاغه وقد وردت في ستة ايات كريمة فقراءة ذلك واجبة وكذلك ابلاغه الف كلمة الحمد الالف واللام في كلمة الحمد اما للجنس واما للعهد. لان علماء اللغة وكذلك الاصوليين من الفقهاء يقولون ان انس والعهد هما المعنى الحقيقي لال وما دام يمكن حمله على الحقيقة لا يجوز حمله على المجاز اذا قلنا ان الف كلمة الحمد للجنس فالمعنى جنس المحامل كلها لله جل وعلا او ما من حمد الا والله مستحقه ومعنى الحمد يعني الكمال والجمال والجلال واذا قلنا هل للعهد فيكون المعنى الحمد الكامل المعهود لله جل وعلا وهما متلازمان نعم سؤال ان قيل ان للجنس يكون المراد منه الماهية وماهية الحمد مطلق التحميد قد توجد في المخلوق وتستعمل له كذلك. فكيف يصح بذلك دعوة اختصاص الحمد لله تعالى وحصره له سبحانه الجواب ان المراد من الحمد ها هنا ماهيته الشرعية كما سيأتي بيانه لاحقا. وباذن الله تعالى. والحمد بماهيته الشرعية مختص بالله تعالى وحق الله. وهناك جواب اخر وهو ان الحمد وان كان جنسه قد يكون موجودا في المخلوقات لكن اه ما يوجد من المحامد في المخلوق ناقص ناقص وهم الله جل وعلا فكل حمد له كامل فعلى هذا يمكن دفع هذا الاشكال لان الموصوفة العبد او المخلوقة الموصوفة بالحمد حمد يليق به ناقص والله عز وجل له الحمد المطلق على وجه الكمال في كل جنس كان نعم سؤال العهدية يكون صحيحا عندما يكون له فرض معهود في الخارج. فكيف الحمد ها هنا يكون معهودا ولم يذكر في الكلام من قبل الجواب الحمد المعهود هو حمد الله المذكور في القرآن. وفي الاحاديث الصحيحة وذاك حمد شرعي ولاجل ذلك اشير اليه ها هنا بالعهدية وهذا المعنى يرجع الى المعنى الاول له. هذا ويحتمل ان يكون الف كلمة الحمد للاستغراق كذلك فيشمل جميع افراد الحمد الشرعي عامة ودون اي استثناء وهذا القول قد اختاره ابن كثير لحديث اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله. احسنت نقف على هذا ان شاء الله. نكمل في الاثنين القادم وارجو ان تكونوا ان شاء الله استمتعتم بهذا التفسير انا شخصيا مستمتع ما ادري عنكم ما بين القوسين قد تجدون بين القوسين عبارات كل ما تجدون ما بين القوسين فهذه اظافات من عندي على تفسير الشيخ لاجل تقريب المعنى هو المعنى كله مقرم لانه ما ادري هل الشيخ اراد هذا اللفظ او لم يرد لكن ان شاء الله نكون يعني قد بذلنا وسعنا وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين