بينها من التناسب والتناسق ما لا يدرك غوره الا من تأمل فيه حق التأمل فيرد ها هنا سؤال ما مناسبة ايات الصيام بعد ايات الامر بالقصاص والوصية لان قبلها يا ايها الذين امنوا كتب عليكم القصاص وبعدها الوصية ذكر الوصية وقد تأمل في ذلك العلماء فقالوا ان الامر بالقصاص فيه كف عن اعظم المفاسد وهو قتل الانفس والامر بالوصية فيه الامر بحفظ الاموال وعدم تضييعها والامر بالصوم فيه الكف وفيه الحفظ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فان التأمل في ايات كتاب الله تعالى من اهم ما يورث العلم ويزيد في الايمان وينمي البصيرة ويشرح الصدر ويورث الثبات ولهذا فان على طلاب العلم على وجه الخصوص وعلى عموم المسلمين ان يتأملوا في ايات الوقت فاذا ما جاء وقت الصوم عليه ان يتأمل ايات الوقت والزمان والمكان والمناسبة وبهذه الطريقة يستفيدون علما من جهة ويزدادون ايمانا من جهة ويحصلون فقها ويكونون على الصواب علما وعملا ويقدرون على ختم تفسير القرآن الكريم وبما اننا مقبلون على شهر الصيام فان من المناسب ان نتأمل في ايات الصيام التي وردت في سورة البقرة في الاية الثالثة والثمانين بعد المئة. في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون اياما معدودات فمن كان منكم مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وان تصوموا خير لكم ان كنتم تعلمون نأخذ اليوم هاتين الايتين ثم نرجي الايات التي بعدها الى يوم الاثنين ان شاء الله تعالى. اولا نعلم جميعا ان القرآن الكريم مع تفاوت ازمنة نزولها الا انها تعتبر كعقد واحد كفوا النفس عن مباحات لتربيتها وحفظ النفس امتثالا لامر الله حتى لا تضيع في مهامه الحياة وقال اخرون ان في القصاص قتل النفس حسا وهذا بدلالة المنطوق وفي الصوم قتل الشهوة المانعة للوطأ المسببة للانجاب فهذا فيه حياة وهذا فيه منع وهذا فهذه مناسبة لطيفة ذكرها صاحب نظم الدرر البقاعي رحمه الله تعالى الوجه الثالث ان القصاص فيه حياة الاجساد معنى القصاص فيه حياة الاجساد معنى وفي الصوم حياة الارواح بطهارة القلوب وفراغها للتفكر وتهيئتها لافاضة الحكمة والخشية الداعية الى التقوى واماتة الشهوة الرابع ان في القصاص اقداما على المحرم اذ في الاصل ان قتل النفس محرم وفي الصوم تدريب على ترك المباح فيكون للمحرم اولى واحرى هذه اربعة اوجه بين ذكر القصاص يا ايها الذين امنوا كتب عليكم القصاص يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام وثم اوجه اخر بين الوصية التي قبلها بايتين وبين الصيام الاول ان الوصية تشوف لمال زائل وفي الصوم تشوف لاجر باق لما امر بالوصية فان الموصى له يتشوف الى ما وصي له فجاءت ترغيب الى انه لا ينبغي ان يكون نظرنا قريبا وانه ينبغي ان يكون نظرنا بعيدا وان نتشوف للاجور الباقية لا للاموال الزائلة الوجه الثاني ان الموصى به من عبد الموصى به من عبد لان الوصي هو عبد الذي يوصي فالموصي به عبد قد يحصل منه الشيء وقد لا يحصل يمكن يوصيك بشيء ثم يغير الوصية يمكن يوصي بشيء ثم لا يحصل الموصى به واما الموصى به في الصوم وهو من رب قادر على الوفاء وعلى الاستيفاء فالتشوف لاجل الصوم ينبغي ان يكون اعظم من التشوف الموصى به الوجه الثالث ان الوصية متى تكون لازمة النفاذ بعد وفاة الموصي الوصية تنفذ بعد زمن موت الموصي وشهر الصوم هو شهر الصبر يعلم على الصبر ويعلم انك كما انك لا تحصل ما اوصي لك به من عبد الا بعد موته فانت لا تحصل اجر الصوم كاملة مستوفاة الا بعد موتي اخيرا ختم الله اخر اية الوصية بالمغفرة والرحمة. ختم الله اية الوصية بالمغفرة والرحمة. فمن بدله بعد ما سمع فانما اثمه على الذين يبدلونه ان الله سميع عليم. فمن خاف من موس جنفا او اثما فاصلح بينهم فلا اثم عليهن الله غفور رحيم وفيه اشارة ان الله غفور رحيم يا الذين امنوا كتب عليكم الصيام ففيه اشارة الى ان الصائم من اقرب الناس اليهما وان اعظم باب يدرك به العبد يدرك به العبد رحمة الله ومغفرته هو الصوم هذه بعض المناسبات بين ايات الصوم والتي قبلها وثمة فائدة اخرى ان الله عز وجل ما قال يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصلاة في هذا الشكل ما في في القرآن معنى حفاظ القرآن ولا في اية والذين امنوا كتب عليكم الزكاة لكن لما جاء عند الصوم قالوا يا الذين امنوا كتب عليكم الصيام. فيه نداء يا ايها الذين امنوا تأملوا معي وجه المناسبة ان الصلاة هي امارة الايمان والزكاة علامة الايمان كما قال صلى الله عليه وسلم والصدقة برهان فمن اقام الصلاة واتى الزكاة استحق ان ينادى بالايمان لذلك جاء الركن الاول لا اله الا الله محمد رسول. الركن الثاني الصلاة الركن الثالث ايتاء الزكاة. الركن الرابع يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام اذا هذه مناسبة لطيفة في كون الخطاب جاء فيه يا ايها الذين امنوا وترتيب ايات فرظية اركان الاسلام مرتبة مع تباعد ما بينها يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم فيه معنى لا اله الا الله. ولا تجعلوا لله اندادا وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله فيه اثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم معنى شهادة ان محمدا رسول الله. بعد ذلك تقلب الصفحة واقيموا الصلاة واتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين والاصل في الامر لبني اسرائيل امر لنا ما لم يأتي دليل المغايرة اذا تأملوا الايات اركان الاسلام مرتب في سورة البقرة ولما كان التوحيد اول مأمور به كان اول مذكور على صيغة الامر في القرآن ولما كانت الشهادة للنبي صلى الله عليه وسلم قرينة التوحيد فدلالة نبوته عليه الصلاة والسلام مقرونة باية اثبات توحيد الالوهية واما الصلاة والزكاة فالصلاة والزكاة فرضتا قديما وقبل الصلاة الصيام فلذلك جاء قبل. ثم جاء الامر بالصيام قال تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام هنا يا حرف نداء كما تعلمون والنداء يكون فيه تلطيف للمنادى فيه لطف من المنادي للمنادى لانه اما خير يأمر به فهذا لطف واما شر يحذر منه وهذا لطف وهذا هو معنى قول ابن مسعود رضي الله عنه اذا سمعت الله يقول يا ايها الذين امنوا فارعي لها سمعك فرعي لها سمعك فانه اما خير يأمرك به واما شر يحذرك منه يا نداء واي هذه الاداة تأتي لعدة معاني وهنا وقع موقع المنادى بمعنى الاسم الموصول اي وهو يعم اي من يستحق عليه اسم الموصول يعمه النداء لكنه موصوف الذين امنوا دل على ان المنادى وان كان جاء بصيغة اي لكنه موصوف لما تقول يا ايوب هكذا على العموم فكأنك تخاطب اي انسان لكن قال يا ايها الذين امنوا والنداء في القرآن قد يكون لعموم الناس وقد يكون لخصوص الجن والانس وقد يكون لخصوص ابن ادم قد يكون لخصوص بني اسرائيل وقد يكون لخصوص متعلق الاوصاف يا ايها الرسل يا ايها الذين امنوا هذه من انواعات النداء في القرآن الكريم اذا هو نداء عام يا ايها الذين امنوا لزلك يقول البقاعي رحمه الله خاطب بما يتوجه بادئ بدء الى ادنى الطبقات التي التزمت امر الدين لانه لم يكن لهم باعث حب وشوق يبعثهم على فعله من غير فرض بخلاف ما فوقه من رتبة المؤمنين والمحسنين. فانهم كانوا يفعلون معالم الاسلام من غير الزام فكانوا يصومون على قدر ما يجدون من الروح فيه فلذلك لم ينادوا في القرآن نداء بعد ولا ذكروا الا ممدوحين والذين ينادون في القرآن هم الناس الذين انتبهوا لما اشار به بعضهم على بعض والذين امنوا في محل الائتمار يا ايها الذين امنوا اي منادى وهاء هاء هنا شيء عجيب جدا يعني حينما نتمعن في ايات الله ونتأمل يجد الانسان لذة ايها الاخوة يا حرف نداء واي اداة تستخدم للنداء ايضا وتستخدم للتفسير وتستخدم للشرط وتستخدم للعموم اسم موصول. وها حرف تنبيه تستخدم للنداء ايضا فعلى هذا يمكننا ان نقول ان الاية في نسق واحد تضمنت ثلاث ادوات للنداء وان كان استعمالاتها مختلفة متنوعة كل ذلك الطافا بالمؤمنين لكن اي بمعنى اسم الموصول للعموم. وهنا يأتي السؤال لماذا لم يقل يا من لانه لو قال من ما دخل فيه الا العقلاء لكن لما قال اي دخل فيه عموم الذين امنوا عموم الذين امنوا وها للتنبيه يا ايوب ها انذا اناديكم او انادي من وصفه الذين امنوا شيء عجيب لما يقول الانسان يريد ان ينبه الانسان لاخر يقول هذا ها قد جاء زيد ها هو عمرو تنبيه فلما قال تعالى يا ادار الاسماع الى النداء ثم عمم اي ثم نبه هاء اي تنبهوا الذين امنوا خصهم يا ايها الذين امنوا امنوا الصحيح من اقوال اهل العلم ان معناه الاقرار يا من اقررتم بالتوحيد وبالرسالة وصليتم وزكيتم اخاطبكم بركن جديد من اركان الاسلام يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام هنا كلام عجيب كتب مبني مجهول ولا معلوم ها؟ مبني لما لم يسمى فاعله احسن. احسن من كلمة مجهول لان اللغويون لان اللغويين السابقين كانوا يقولون مبني لما لم يسمى فاعله لان هذا فيه ادب مع الله عز وجل فهذا احسن خلينا مع السلف حتى في اللغة قال ابو حيان لماذا لم يسمي الفاعل قال لان في التكليف نوع مشقة نوع مشق والله لا يريد لعباده المشقة فلم يسمي نفسه وسمى نفسه فيما هو محض فضل كتب ربكم على نفسه الرحمة. قال كتبه ما قال كتب انتبهتم لهذي حيث كان محض الرحمة ذكر نفسه صريحا كتب ربكم على نفسه الرحمة ولما كان فيه نوع مشقة اظمر الفاعل كتب عليكم القصاص في القتلى كتب عليكم القتال كتب عليكم الصيام تأملتم مشاق ولا لا؟ نوع مشاق وهذا فيه دلالة على فضل الله عز وجل وكرمه انه سبحانه لم يكلفنا حتى هذه الامور التي فيها نوع يسير من المشقة الا لننال به امور عظيمة. لكن مع ذلك هو سبحانه وتعالى لم يذكر نفسه الصريح يا ايها الذين امنوا كتب عليكم فان قال قائل فقوله عز وجل وكتبنا على بني اسرائيل ان النفس بالنفس وهذا مرشق قال العلماء اظهر نفسه لاستحقاق بني اسرائيل ذلك استحقاق بني اسرائيل هذه المشقات وما جعل الله عليهم الاصر والاغلال الا الاستحقاق فذكر نفسه صريحا لان لاستحقاقهم وهنا قال كتب عليكم الصيام معلوم ان الذي كتب هو الله وكتب باتفاق المفسرين بمعنى فرض وهذا مستفاظ في لسان الشرع يؤكد ان معنى كتب بمعنى فرض اداة الاستعلاء عليكم ما قال كتب الصيام لو قال كتب الصيام يمكن لقائل ان يقدر كتب لكم الصيام وحينئذ لا يكون بمعنى عليكم واضح لكن لما عد الفعل بعلى باداة الاستعلاء علمنا انه لا يحتمل معنى اخر وهنا طالب العلم عليه ان يتقاعد بان الافعال تتغير معانيها بتغير بتغير متعدياتها استوى الى غير استوى على كتب الى غير كتب لي غير كتب على صح ولا لا لما تقول كتبت لزيد يعني راسلته كتبت الى زيد يعني طلبت كتبت على زيد يعني الزمته صار المعاني متفاوت اذا يا ايها الذين امنوا كتب عليكم كتب بمعنى فرة عليكم الصيام وانما جاء بالاستعلاء للدلالة على ان هذا امر مفروظ مفروغ منه لا ينبغي للعبد الا ان يذعن له وقال عليكم فيه دلالة على ان امر الله يكون من علو ملزما لنا الكاف كم هذا لان الاصل كلمة علي العلا والكاف كاف الخطاب والميم ميم الجمع كم كلمة عندنا حرف على وكاف الخطاب وميم الجمع اذا يكون المعنى اذا اردنا ان نترجم بلغة غير العربية ها لابد تنتبه حينما تترجم الى لغة غير العربية لابد ان تنتبه الى حرف الجر وكاف الخطاب وميم الجر فيكون المعنى على للاستعلاء والكاف للخطاب اي اخاطبك يا محمد وميم الجمع هم طيب اذا قال قائل الكافر للجمع نعم نقول لان الخطاب للجمع عليكم اذا انتبه لهذه المسألة العظيمة ان الصوم مكتوب علينا جميعا تأملوا معي النداء كان اي للجميع وصلة الموصول الذين امنوا هذا يدل على الوصفية العامة كل من امن لان الذين يا ايها الذين امنوا الذين سموا موصول يدل على العموم ولا خصوص؟ عموم وصف بامنوا والوصف عام من حيث انه يشمل كل اهل الاسلام وخاص من حيث انه خرج من ليس من المسلمين يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كتب عليكم الصيام مر معنا في تعليقنا على رسالة ابي العباس ابن تيمية رحمه الله شيخ الاسلام ان الصوم والصيام مصدران اللي صام يصوم صوما وصام يصوم صيامه وكل فعل اجوف واوي فان مصدره كثيرا يأتي على فعال قام يقوم قياما صام يصوم صياما و يجوز ويأتي ايضا على الصوم بالواو اصلية فتقول صام يصوم صوما قام يقوم قوما نام ينام نوما هنا قال يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام. الصيام ما اصدار والصوم مصدر لكن في الاستخدام اللغوي وباب اللغة اعظم بابه. والتفقه فيه هو القرآن والسنة انا اتعجب من بعض اللغويين انهم يستدلون باشعار العرب التي لا زمام لها ولا اسانيد يتركون الاستشهاد بالقرآن والسنة فرحم الله ابن مالك فانه اول من فانه اول من ادخل الاستشهاد بالقرآن والسنة في اللغة نتأمل نجد ان استخدام الصيام اكثر في الاسمية والصوم اكثر في الفعلية اذا نستطيع ان نقول الصيام اسم لما نصومه. والصوم اسم لفعلنا هذا من حيث الاستخدام علمنا هذا المعنى والا فان المصدر يجوز اطلاقه هنا وهنا كتب عليكم الصيام وهو في اللغة الصيام في اللغة مطلق الامساك عن اي شيء وقد جاء في الصيام عن الكلام واما ترين من البشر احدا فقولي اني نذرت للرحمن صوما وكما قال الشاعر الجاهلي فخيل صيام وخيل غير صوام يعني ممسكة باللجام واخرى مطلقة اذا الصيام معناه مطلق الامساك سواء كان يعني الكلام كان صوم الفرس باللجام يعني السير والاطلاق او كان الامساك عن الاكل والشرب ايا كان اما في لغة الشرع فقد بينه الله في قوله وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر ثم يتموا الصيام الى الليل اذن الصوم الشرعي الامساك من طلوع الفجر الصادق الى غروب الشمس. بنص الاية الامساك عن المفطرات من طلوع الفجر الصادق الى غروب الشمس طبعا لا بد بالنية والصوم في النية بالاجماع مطلوب سواء كان فرضا او نفلا ما الذي اختلف الذي اختلفوا فيه هو موعد النية بالنسبة للصوم الفرض والنفل يعني الفقهاء لم يختلفوا ان الصوم عبادة ان الصوم عبادة مفتقرة الى النية سواء كان فرضا او نفلا وانما اختلفوا في وقتها. بالنسبة للفرظ والنفل ومعلوم ان العبادات لابد لها من نية لاسيما العبادات المحضة وقول بعض الحنفية بعدم اشتراط النية فيما ليس من العبادات المحضة مثل الوضوء والاغتسال قول مرجوح كما هو معلوم لكن يرد الان سؤال متى يجب للانسان ان ينوي لصوم الفرظ اولا الصيام من قسم الى قسمين صوم فرض وصوم النفي صوم الفرض خمسة اقسام نعدها مع بعض صوم الفرض كم قسم خمسة اقسام بدلالة الصبر والتقسيم عند الفقهاء الاول وهو اعظمها صوم شهر رمضان والثاني صوم النذر المعين صوم النذر المعين كان يقول الانسان نذر علي ان اصوم اول ثلاثة ايام من كل شهر. الثالث صوم النذر المطلق صوم النذر المطلق. يقول الانسان نذر علي ان اصوم عشرة ايام ما قيدها متى ما صام فهو فرض علي الرابع صوم ما ثبت في الذمة قضاء بالنسبة للمريض والمسافر والحائض صوم ما ثبت في الذمة قضاء للمسافر والمريض والحائض والنفساء هذا فرض والذمة مشغولة بهذا الفرض. الخامس والاخير صوم الكفارات اللازمة صوم الكفارات الواجبة هذه خمسة انواع للصوم هنا المقصود يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام الالف واللام ليس لاستغراق الجنس ها اذا يكون المقصود هنا عليكم الصيام الالف واللام للعهد وهو الصيام الذي هو ركن من اركان الاسلام وهو صيام شهر رمظان وسيأتي بيانه بنص الاية الخامسة والثمانين من بعد المائة من ايات سورة البقرة في الصيام يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام اما صوم النفل وهو انواع كثيرة لا يمكن حصرها ولكن الاصل في الصوم النفل الاباحة ولا يحرم الصوم ولا يكره الا لعارض كيف نتعلم هذه القاعدة؟ الاصل ان ايام الله كلها ايام مباحة للصوم ولا يحرم الصوم ولا يكره الا لعارض مثال التحريم حرم صوم يوم العيد لا لذات الصوم وانما لعارض العيد لعارض العيد حرم صوم ايام التشريق على قول الجمهور لغير الحاج لعارض ايام التشريق يكره صوم يوم السبت او الجمعة مفردا لكون الجمعة عارظ عارض لانه يوم من ايام العيد بالنسبة للمسلمين والسبت يوم تعظمه اليهود فكره افراده وهكذا يكره لسبب مثل المريض الذي يخشى ان الصوم يزيد مرظه يكره عليه في حقه الصوم. والمسافر الذي يتعب يكره في حقه الصوم. وهكذا يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام قال بعض العلماء رحمهم الله لما قال كتب عليكم الصيام اي فرض لما فيه من التهيئ لعلم الحكمة وعلمي ما لم تكونوا تعلمون. وهو الثبات على تماسك عما من شأن الشيء ان يتصرف فيه لذلك ايها الاخوة ينبغي ان ندرك ان الصوم فيه خلاء من الطعام وانصراف عن حال الانعام وانقطاع شهوات الفرج وتمامه الاعراض عن اشغال الدنيا والتوجه الى الله تعالى والعكوف في بيته ليحصل بذلك ينبوع الحكمة في قلبه هكذا قال بعض العلماء رحمهم الله يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام لما قال كتب عليكم فيه استعلاء وفي نوع مشقة حتى يسهل هذا العم امره على المؤمنين قال كما كتب على الذين من قبلكم كما كتب على الذين من قبلك. الكاف للتشبيه بمعنى مثل الكاف للتشبيه بمعنى مثل كتب عليكم الصيام وهل نقول مثله او مثل فيه وجهان لاهل اللغة ان قلنا كتب عليكم الصيام مثل فيكون الكاف هنا في محل رفع عن الصيام اذا الصيام مثل صيامكم صار المعنى ان الصيام المفروض عليكم هو مثل الصيام المفروض على الامم السابقة فان قال قائل فان النصارى قد زادوا يصومون خمسين يوما كما عند الطوائف منهم واليهود غيروا يقول الجواب هذا من تحريفاتهم والا فاصل الصوم على نفس الجنس وهو قول لبعض فقهاء اه مفسري الصحابة والتابعين اذا يكون الكاف بمعنى مثل في محل الرفع عن الصيام يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من اي مثل ما كتب على الذين من قبل فيكون المعنى متشابها وعلى المعنى الثاني ان الكاف في محل نصب فيكون المعنى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما اي مثلما فيرجع الى الفرضية. وليس الى المثلية في الصوم. وهذا توجيه صحيح وهناك توجيهات اخرى لكن هذان التوجيهان هما اشهر التوجيهان في هذه الاية كما مثل او مثله اذا كان الصوم قد فرظ على الذين من قبلنا فمتى فرظ جاء عن علي رضي الله عنه ان الصوم فرض على ادم ومن بعده وهذا هو الصواب ليش ليش هذا هو الصواب؟ لان دين الاسلام هو الذي كان عليه ادم اما نوح ثم ابراهيم ثم موسى ثم عيسى ثم محمد صلى الله عليه وسلم ومن بينهم من الانبياء ودين الاسلام لا فيه بين اصول الايمان واصول الاسلام والقواعد العامة للتشريع والاخبار اذا اين الفرق الفرق في الكم والكيف في الفرضيات فقط الفرق في الكم والكيف في الفرائض اذا لو قال لنا قائل ما هي اركان الايمان عند ادم ونوح وابراهيم نقول هي الستة لو قال لنا قائل ما هي اركان الاسلام عند ابراهيم؟ نقول هي الخمسة ولهذا عندنا احاديث في صحيح البخاري ومسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيت موسى ابن عمران حاجا هذا البيت ها رأيت يونس ابن متى حاجا هذا البيت صح ولا لا اذا معناه حتى الحج كان فرض عليهم نعم فان قال قائل فكيف كانوا يحجون قبل ابراهيم؟ نقول هناك قول لجمع من المفسرين ان البيت كان موجودا ان البيت كان موجودا ولكن بعد طوفان نوح عليه السلام فقد مكانه اذا كتب عليكم الصيام كما يعني مثله او مثله كما هنا ماء اسم موصول على قول بعض المفسرين كالذي ها كالذي كتب على الذين من قبل وهذا قول في نظري انه ضعيف والراجح ان ما مصدرية ان ما مصدرية موصوفة كتب عليكم الصيام كصيام كتب على الذين من قبلكم من حيث فرضيته كصوم كتب على الذين من قبلكم وهذا معنى دقيق ولطيف فحينئذ نفوسنا تتهيأ انه ما دام ان الله عز وجل هذا دينه عن الذين من قبلكم ولا ينبغي ان تذهب اذهاننا الى كلمة من قبلكم اليهود والنصارى فقط بنى على العموم وان كان من المفسرين من قال على الذين من قبلكم يعني اليهود والنصارى لكن هذا ثبت عندهم الى الان ان الصوم موجود عندهم مع التغيير والتبديل الحاصل لديه كما كتب يقول بعض المفسرين تشبيه لمطلق الفرظ لا لمثلية الصوم ونحن قلنا ان مباني الاسلام الخمس هي مباني الاسلام في جميع الديانات. لكن كما وكيفا يختلف يعني بمعنى الزكاة عندنا اثنين ونصف في المئة لا يلزم ان الزكاة المفروضة عندهم هو نفس اثنين ونصف في المئة الصوم المفروض علينا هو شهر نصوم من كذا الى كذا لا لا يلزم ان يكون من كذا الى كذا يمكن يكون اطول يمكن يكون اقصر يمكن يكون نفس الممسك عنه ويمكن يختلف لكن الصوم فرض الصلاة فرض؟ نعم الصلاة فرض ولهذا قال موسى عليه السلام كما في حديث الاسراء في البخاري ومسلم قال الى ان قال في اخر الامر لما فرض الله خمس صلوات قال موسى للنبي صلى الله عليه وسلم وعليه السلام يا محمد ارجع الى ربك فسلوا التخفيف هو خمس صلوات والان مع ذلك يحث على ايش طلبتها يقول فاني بليت بني اسرائيل باقل من ذلك اذا معنى هذا الكلام ان الصلاة كان فرظا على موسى وعلى قومه اقل من خمس وقد جاء في بعض الروايات قال بصلاتين بصلاتين اذا نقول نعم اركان الاسلام فرض ولكن كما وكيفا هو الاختلاف بين التشريعات الامم والانبياء السابقين ونبينا صلى الله عليه كما كتب على الذين من قبلكم وعلى الذين على ايظا افاد الاستعلاء افاد ايظا الاستعلاء والذين اسم موصول دل على العموم فالقول بان المقصود بهم خصوص اليهود والنصارى يحتاج الى دليل ولا دليل فعلمنا ان ذلك على العموم ولهذا نقول ان المشركين والكافرين واليهود والنصارى الذين يتركون الصيام بعد فرض الله عليهم هم اثمون لان الله فرض على جميع الامم كما كتب على الذين من قبلك ومن قبلكم قال بعض العلماء في اشعار بانه مما نقضوا فيه العهد فكتموه حرصا على ظلال العرب لكن هذا فيه نظر قوله جل وعلا لعلكم تتقون ها تأملوا هذا المعنى لعلها في لغة العرب معناه الترجي صحيح وليت تمنية والترجي قد يكون انت تقول ذاكر لعلك تنجح فجعلت الفعل رجاء لحصول النتيجة وتأملوا هنا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم. لعلكم تتقون. اذا المقصود من الفرضية هنا ان يأتي السؤال ليس المقصود من الفرضية مطلق التكليف اذا ما المقصود من الفرضية الصوم؟ المقصود من فرضية الصوم لترتقوا لتصلوا الى مرتبة التقوى وهذا يدلنا على عظيم لطف الله عز وجل وهو اللطيف الخبير بامة الاسلام قال لعلكم اذا حرف ترجي لعلكم وقد يقول قائل الله لا يترجى قطعا الله لا يترجى هذه عقيدة اهل السنة والجماعة. الله يأمر وينهى فلماذا قال لعل قال لانه متعلق بفعلنا وليس متعلق بخبر الله اي انتم ان فعلتم الصوم كما فرض عليكم تصلون الى مرتبة التقوى يرجى انكم بفعلكم ذاك تصلوا الى مرتبة التقوى وان لم تؤدوا الصوم كما انتم مخاطبون به به فحينئذ لا تصلون الى مرتبة التقوى قوله لعلكم تتقون فيه فائدة فرضية الصوم. اذا المقصود من الصلاة ليس ها انتبه الان ليس المقصود من الصلاة ان الله محتاج الى عبادتنا. هو الغني الحميد ولا الى زكاتنا يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد ولا الى صومنا فلماذا اذا فرض الصوم؟ فرض الصوم صلاة الزكاة الحج لاصلاحنا لنصل نحن الى ما يريده الله ان نصل اليه. وان لا نكون كالبهائم وان لا نكون كالانعام يوجد الان من البشر من هو كذلك تسأله لماذا تأكل؟ قال لاعيش. لماذا تعيش؟ لاكل. هذا حال حال لسان حالهم. وهو لسان ما لبعضهم يعمل طول النهار ليعيش ليأكل ويأكل طول الليل ليعيش الى الصباح ليعمل. هذا حالهم لكن هنا الاية يبين لنا ان المقصد ان المقصد من فرضية هذه الامور لنصل الى مرتبة يريدها الله منا لعلكم تتقون قال البقاعي رحمه الله وتتقون تجعلون بينكم وبين اسقاط الله وقاية بالمسارعة اليه والمواظبة عليه. رجاء لرضا ربكم وخوفا ممن سبق ممن سبق من قبلكم لتكون التقوى لكم صفة راسخة فتكون ممن جعلت الكتاب هدى لهم فان الصوم يكسر الشهوة فيقمع الهوى فيروع عن موافقة السوء قال وفي قوله لعلكم تتقون قال فيه دلالة على ان الصائمين ان الصائمين منقسمون على قسمين قسم بلغوا مرتبة التقوى وقسم قصر بهم صومهم عن بلوغ مرتبة التقوى نسأل الله ان يجعلنا من الاولين لعلنا نقف على هذا يمكن طولنا كان المفروض المفروض ينتهي من ايتين لكن نكتفي بهذا ان شاء الله ونكمل ان شاء الله لكن نبدأ الساعة التاسعة يوم الساعة التاسعة بالظبط احسن. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك