ياهبا وبحكمة احيانا بخلاصة التفسير للقرآن. لا تهجروا القرآن يا احبابي فهو الشفيع لنا بيوم حسابي وهو المعلم يا اولي هيا بنا نحيا به هيا بنا بخلاصة في التفسير للقرآن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد الصحابة رضوان الله عليهم كم واجهوا من المشاق في مكة المكرمة. حين امنوا بالدين الجديد واظهروا اسلامهم جهرا وقاوموا فتن الوثنية. وتحملوا في ذلك الاذى. الى ان وجدوا دارا تجمع امتهم وتقيم دولتهم. هناك هناك في المدينة المنورة. فهاجروا اليها وتوحدت جهودهم لبناء اول مجتمع اسلامي. لكن لم تكن اموره سهلة ومريحة فقد فوجئوا هناك بمقاومة من نوع اخر. وجد الصحابة في المدينة قوما استوطنوا ارض الحجاز منذ مدة. بعد ان فروا بعقائدهم من بطش الرومان وقد عاشوا بين العرب الاميين بهدوء. نأوا بانفسهم لم يحاربوا الاصنام. ولم ينشئوا دعوة الى عبادة الرحمن. ولم يعرضوا على احد تعاليم السماء. لظنهم ان الدين امتياز لهم. لا ينبغي لاحد ان يشاركهم فيه. فهل بقوا على هذا الموقف عندما ما ظهر الاسلام واتى من يتكلم باسم الوحي والنبوة والقرآن ام خافوا بان امتيازهم بالدين قد خرج منهم الى غيرهم. هؤلاء هم بنو اسرائيل لقد حاول النبي عليه الصلاة والسلام في المدينة ان يستنين جانبهم وان يتعاون معهم على الخير ويوقع معهم العهود والمواثيق بيد ان شرهم نمى وحقدهم غلب وحسدهم ظهر ومال اليهم المنافقون من اهل المدينة فكان المسلمون في مهجرهم يبنون بيد ويقاومون باليد الاخرى يؤسسون مجتمعهم الصغير وفق ارشادات الوحي ويدفعون عنه كيد كل عدو في هذا الجو المشحون نزلت سورة البقرة. اطول سورة في القرآن الكريم واحفلها بالتشريعات والتعاليم. حينها تدرك بان القرآن الكريم انا دائما في المعركة سواء تلك المعركة الناشئة في الجانب الداخلي في القلوب والعقول بين التصورات الجاهلية وتصورات الاسلام؟ ام المعركة الناشئة في الجو الخارجي بين الامة المسلمة وبين اعدائها. الذين يتربصون بها من كل جانب. سورة البقرة مدنية واياتها مئتان وست وثمانون اية. سورة البقرة اطول سورة في القرآن واول سورة بعد فاتحة الكتاب وفيها اطول اية وفيها اعظم اية وفيها اخر اية نزلت من القرآن. المحور الرئيسي لسورة البقرة هو الاستخلاف في الارض واعداد الامة لعمارة الارض ولا يتحقق هذا المقصود الا بالايمان الصحيح وتحقيق التقوى وقد ابرزت سورة البقرة ادوارا عديدة للتقوى. فتارة يكون وصفا وتارة يكون غاية. وتارة يكون وسيلة ودائما يكون التقوى ميزانا للاعمال ولذلك نلاحظ ان مادة التقوى تكررت خلال السورة بضعا وثلاثين مرة لا تشبهها في ذلك سورة اخرى وقد اوضحت السورة محور الاستخلاف في الارض باسلوب عجيب وترتيب بديع وتسلسل رائع يصل الى القلوب والعقول والافهام بسلاسة ويسر قال النبي عليه الصلاة والسلام اقرأوا القرآن فانه يأتي يوم القيامة شفيعا لاصحابه. اقرأوا الزهراوين البقرة وال عمران. فانهما تأتيان يوم القيامة كانهما غمامتان او انهما غيايتان تحاجان عن اصحابهما. اقرأوا سورة البقرة فان اخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة وهم السحرة. واخذ البقرة يكون بقراءتها وحفظها وتدبرها والعمل بها والعناية بها. سورة البقرة سورة عجيبة يكفي ان الصادق المصدوق قال عنها اخذها بركة. فهي في الدنيا بركة وفي الاخرة غيمة. في الدنيا تعطيك بركة في نفسك واهلك ومالك وولدك وجسدك ووقتك وحياتك. وفي الاخرة هي الغيمة التي تطوف حولك وتضل شخصك لتشفع علك وتدفع عنك الحر والعذاب. وقال النبي عليه الصلاة والسلام ان الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة. يا الله! فسورة البقرة هي نور البيوت ونور قلوب ونور الصدور ونور القبور ونور لاصحابها يوم النشور هل سمعت بلبيد بن ربيعة العامري؟ كان من شعراء الجاهلية من فحول الشعراء بل هو صاحب احدى المعلقات السبع اتعرف ماذا يعني ان تكون شاعرا من شعراء المعلقات يعني ان الناس ما برحت تتغنى بشعرك منذ الف واربعمائة عام يعني انه لا يبتدئ دارس للادب دراسته قبل المرور على ساحتك. وتصفح اشعارك وتقصي اخبارك الا يكفي لبيدا من العظمة انهم اذا ارادوا ان يبالغوا في مدح شاعرية شاعر قالوا اشعر من لبيد لبيد هذا ادرك الاسلام فاسلم وحسن اسلامه سأله عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوما انشدني من شعرك انشدني من شعرك فاخذ لبيد يقرأ سورة البقرة فقال له عمر انما سألتك من شعرك فقال له لبيد ما كنت ليقول بيتا من الشعر بعد ان علمني الله سورة البقرة يا الله عظمة سورة البقرة جعلته يعتزل الشعر. الشعر قديما انا جوهرة حياة الرجل العربي. وكان الشاعر سيدا في قومه بل هو لسانهم. وسجل تاريخهم وموفق امجادهم. لكن لبيدا تخلى عن كل هذا. استبدل ذلك المجد والشرف بسورة البقرة. هذه السورة غيرت محور حياته. وقلبت مسار تفكيره وحولت ميوله الادبية والفكرية. هذه السورة نقلته من الدنيا الى اخرة. وهو الذي كانت الدنيا بين يديه. فيا ايها المسلم ان اردت عظمة ورفعة وعلوا فعليك بسورة البقرة. يقول انس بن مالك رضي الله عنه كان الرجل اذا قرأ سورة البقرة وال عمران يعد فينا عظيما. وفي رواية عد فينا ذا شأن. فاللهم اجعلنا من اهل سورة البقرة. اما الموضوعات التي اولتها سورة البقرة فبمقدار ما في هذه السورة من طول كان فيها القدر الاكبر من الموضوعات قال ابن العربي سمعت بعض اشياخي يقول ان في سورة البقرة الف امر والف نهي والف حكم والف خبر. ويمكن تقسيمها الى ستة عناوين اساسا تيا المقدمة والخلافة والعقيدة والشريعة والقصة والخاتمة كانت المقدمة بالكلام عن القرآن وتقسيم الناس الى ثلاثة اصناف. المؤمن المتقي والكافر المعاند والمنافق المخادع وذكرت السورة صفات كل صنف. وبينت طبيعته وحقيقته ثم اتجهت هذه السورة لنداء عام الى الناس جميعا. لدعوتهم الى عبادة الله تعالى وحده مع تحذير المخالفين بالجحيم وتبشير المؤمنين بالنعيم العنوان الثاني موظوع الخلافة في الارض وتعميرها كما اراد الله ولا يتحقق هذا المعنى الا بالايمان الصحيح وتحقيق التقوى لله تعالى فكانت البداية مع ذكر قصة خلق الانسان وعرض الانموذج الناجح لاول خليفة في الارض وهو ادم عليه السلام واظهار عداوة ابليس لبني البشر وانه لا ملاذ لنا الا بالاعتصام بالله تعالى والانقياد لاوامره واجتناب نواهيه ثم عرض السورة الانموذج الثاني للاستخلاف في الارض متمثلا في بني اسرائيل ففتحت السورة معهم عدة ملفات مهمة ملف الوصايا وملف النعم وملف الجرائم وملف الادعاءات وملف المواثيق التي اخذها الله تعالى عليهم وهو الانموذج الفاشل الذي ابتلي فسخط وامر فعصى وعاهد فنكث ثم عرضت السورة الانموذج الثالث للاستخلاف في الارض متمثلا في اب الانبياء ابراهيم عليه السلام. وهو الانموذج الناجح الذي ابتلي فصبر وامر فاطاع العنوان الثالث في مواضيع سورة البقرة موضوع العقيدة فالاسلام دين مرتبط بعقيدة ابراهيم عليه السلام. ودين الانبياء من قبله ومن بعده وقد بينت السورة الكثير من اصول العقيدة وذكرت اركان الايمان ووضحت الدلائل على اثبات الخالق سبحانه وتعالى ناقشت المنكرين لله تعالى والبعث مؤكدة العلاقة بين التشريعات وبين الاعتقادات فالمستحق للعبادة هو صاحب الحق وحده في التحليل او التحريم كما عرضت السورة اسماء الله تعالى وصفاته باجمل سورة واحسن بيان خاصة في اية الكرسي العنوان الرابع في مواضيع هذه السورة موضوع الشريعة وقد اطالت السورة في بيان كليات الشريعة لشدة حاجة المسلمين الى المنهج الرباني والتشريع السماوي. وقد كان الصحابة في بداية تكوين الدولة اسلامية في المدينة فنجد ضمن بنود هذا المنهج اركان الاسلام وتمتاز سورة البقرة بان السورة الوحيدة التي ذكرت كل اركان الاسلام الخمسة الشهادتان والصلاة صيام والزكاة والحج مع تفصيل في ركني الصيام والحج وعرضت السورة احكام الاطعمة والاشربة ما يحل وما يحرم كما عرض التشريع الجنائي من خلال بيان احكام القصاص وحكمه وعرضت بعض المسائل المتعلقة بالنظام السياسي من خلال تأصيل قوانين السلمي والحربي في الاسلام وجانبا كبيرا من نظام المعاملات المالية المال من اين نجنيه وكيف ننميه ولمن نصرفه ونعطيه واحكام الوصية والتركات وحرمة العبث بها والنفقات والمستحقين لها واموال اليتامى وطريقة التعامل معها اضافة الى تأصيل النظام الاقتصادي الاسلامي من خلال بيان وجوب الزكاة والحث على الصدقات التطوعية واباحة البيوع وتوثيق الديون واحكام الرهن هاد والتحذير من المعاملات المحرمة كالربا والقمار والنهي عن اكل اموال الناس بالباطل الا ان الملفت في الامر ان سورة البقرة اسهبت في تشريع احكام الاسرة فتحدثت عن الخطبة والزواج واحكام الحيض والجماع والايلاء والطلاق والخلع والمهر وعدة المطلقات والارامل النفقة عليهن واحكام الرضاع. كل هذا الاهتمام لان الاسرة هي النواة الاولى للمجتمع. وفي صلاح الاسرة صلاح المجتمع والعنوان الخامس في مواضيع هذه السورة موضوع القصة القصة كان لها الحضور الابرز في سورة البقرة بل ان اسم هذه السورة الكريمة سورة البقرة هو في الحقيقة احياء لذكرى قصة عجيبة ظهرت فيها معجزة باهرة في زمن موسى عليه السلام قصة بدأت بجريمة قتل وانتهت بمعجزة الاحياء وتسمية السورة بالبقرة ليس لذات البقرة. وانما لرمزية الحدث فقصة البقرة عكست التردد في الاستجابة لامر الله والمجادلة في تنفيذ امر الله والسلبية في الشخصية والهروب من المسؤولية وهذه صفات لا ينبغي ان يتصف بها المتقون ولا من يطمحون لعمارة الارض وستأتي القصة مفصلة في موضعها ان شاء الله في سورة البقرة سنجد عدة قصص. قصة خلق ادم وقصة بناء الكعبة وقصة ابراهيم وهو يجادل النمرود وقصة عزير والقرية الخاوية وقصة ابراهيم واحياء الموتى وقصة طالوت وجالوت وغير ذلك من القصص وهذه القصص ليست وحدات مستقلة او عناصر منفصلة عن مقاصد السورة واهدافها بل هذه القصص لتعزز الحقائق وتؤكد المفاهيم التي طرحتها سورة البقرة ومع العنوان السادس في مواضيع هذه السورة نصل الى الخاتمة. وما اروعها من خاتمة تختتم رحلتنا مع سورة البقرة بالرجوع الى نقطة البداية. والمرسى الحقيقي لكل رحلة الى مرسى التقوى والايمان بدأت سورة البقرة باوصاف اهل التقوى والايمان وتختتم بطلب العون في تحصيلها من العزيز الرحمن ختمت السورة بدعاء المؤمنين ليتناسق البدء مع الختام ويلتئم شمل السورة افضل التئام. من يتأمل سورة البقرة ويستعرض مواضيعها امام عينيه يدرك انه امام عظيمة. مهمتها تصحيح المسار. واخذ الحيطة من كيد الاعداء. والاستفادة من بالناجحين والحذر من اخطاء الفاشلين والسير على المنهج القويم والصراط المستقيم في كل للمجالات والمسارات المتعلقة بالاعتقادات والعبادات والمعاملات والتصورات عمر الارض بالايمان والطاعات. لنتأهل بعدها للدور المشرف لنا وهو دور الامامة والريادة الخلافة والعدل والوسطية. وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس من اصعب القرارات التي اخذتها في حياتي ان افسر سورة البقرة. فهي سورة زعت هيبة لعظمتها وبهائها. وكثرة مواعظها وتشعب احكامها فقد تعلمها عمر الفاروق بفقهها واحكامها في اثنتي عشرة سنة. وابنه عبدالله في ثماني سنين. وانا اليوم اقدم لكم تفسيرها تفسيرا مختصرا في اقل من ثلاثين حلقة يشمل بيان المعنى وسبب النزول وبعض الوقفات التربوية. المهمة صعبة والجهد متواضع. لكن التوفيق من عند الله. وانصحك اخي المشاهد ان معك مصحفا وتتابع هذه الدروس من خلال النظر في الايات. لتزيد منفعتك بهذه الحلقات ان شاء الله. في الحلقة القادمة سنشرع في تفسير سورة البقرة. والتي كي تبدأوا بداية عجيبة تبدأ بالتحدي. الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه. نلقاكم باذن الله اياتي ونذوب طعم الشند في كلماته متعلمين انفق من لمحاته. ان ارى به اراحنا تسمو بنا بخلاصة التفسير للقرآن. قصص به تعطينا تحكي لنا انباء فيها مستجرون رسل الكرام مع البشر وتكون تثبيتا لقلب حبيبنا بخلاصة التفسير للقرآن من القرآن