بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين السلام باب فضل السلام والامر بافشائه قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على اهلها وقال تعالى فاذا دخلتم بيوتا فسلموا على انفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة. وقال تعالى اذا حييتم بتحية فحيوا باحسن منها او ردوها. وقال تعالى هل اتاك حديث ضيف ابراهيم المكرمين؟ اذ دخلوا على فقالوا سلاما قال سلام. وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما. ان رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم اي خير. قال تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف. متفق عليه. بسم الله الرحمن الرحيم. قال رحمه الله تعالى الا كتاب السلام السلام اسم من اسماء الله عز وجل. كما قال الله تعالى الملك القدوس السلام. ومعناه السالم من كل نقص وعيب وفي كونه تحية له معنيان. المعنى الاول اذا قلت السلام عليكم. المعنى الاول اسم السلام عليك اي بركته وحفظ الله تعالى ورعايته لك والمعنى الثاني السلام عليكم دعاء بان يسلمك الله عز وجل من كل افة ومن كل نقص وعيب ثم ذكر المؤلف رحمه الله الايات في هذا الباب الاية الاولى يا ايها الذين امنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على اهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون. هذه الاية فيها ادب من اداب دخول البيوت وهو الاستئذان والسلام عند الدخول. فصدر الله تعالى هذه الاية بالنداء تنبيها نادى اهل الايمان حثا واغراء اي لايمانكم افعلوا ما امركم به. وهذا يدل على ان امتثال ما وجه اليه من الخطاب سبب لزيادة الايمان. وان مخالفته نقص في الايمان. يا ايها الذين لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم. اي لا تدخلوا بيوت غيركم حتى تستأنسوا. وتسلموا على اهلها حتى تستأنسوا اي حتى تستأذنوا. والاستئناس اعم من الاستئذان لان معناه الاطمئنان والانشراح ونحو ذلك. حتى تستأنسوا وتسلموا على اهلها عند دخولكم بان تقولوا السلام عليكم وظاهر الاية الكريمة انه اذا اراد ان يدخل البيت فانه يستأذن ثم يسلم. ودلت السنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم انه يسلم ثم يستأذن. ففي سنن ابي داوود ان رجلا دخل على النبي صلى الله عليه وسلم ولم يستأذن ولم يسلم. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ارجع فقل السلام عليكم اا يقول وهذا صريح بان السلام قبل الاستئذان والقول الثالث واليه ذهب بعض العلماء وهو التفصيل قالوا ان كان صاحب البيت موجودا فانه يسلم اولا ثم وان كان صاحب البيت غير موجود فانه يستأذن قبل ان يسلم. وهذا القول اصح لان به تجتمع الاحاديث مع الاية الكريمة. حتى تستأنسوا وتسلموا على اهلها ذلكم خير لكم اي الاستئذان والسلام خير لكم. والخير هو اعلى الحالين من كل شيء فاضل. وانما كان استئذان خيرا لاسباب. اولا انه اذا استأذن فانه يأمن من الاطلاع على العورات والنظر الى ما لا يجوز النظر اليه. وثانيا انه ربما اذا لم يستأذن يكون فيه احراج لصاحب البيت بحيث انه يبغته وربما يكون صاحب البيت لا يرغب في دخوله. فاذا استأذن فان اذن له دخل والا فلا. وثالثا ايضا ان من فوائد الاستئذان انه يعطي الفرصة لمن في البيت او في الغرفة او ما اشبه ذلك لاجل ان يتهيأ فربما يكون على حال لا يحب ان يراه احد عليها. ورابعا من خيرية لذلك ان فيه دفعا للتهمة عن نفسه. لان الانسان اذا بغت اهل بيت من غير ان يستأذن فقد يتهم انه يريد ان يطلع على العورات او انه يريد سرقة او نحو ذلك. فاذا استأذن دفع التهمة عن نفسه ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون اي لاجل ان تتذكروا. والتذكر هو الاتعاظ والاعتبار. فهذه الاية الكريمة فيها توجيه من الله عز وجل لعباده المؤمنين. الا يدخلوا بيوتا الا بعد الاستئذان هذا عام لدخول البيت وعام ايضا لدخول المنازل التي في البيت. فلا يجوز للانسان ان يدخل غرفة من لابنائه او لبناته الا بعد ان يستأذن لانه قد يكون هذا الابن على حال لا يرضى ان يراه ابوه عليه وكذلك البنت ربما تكون على حال لا تحب ان يطلع احد عليها. فالمشروع لمن اراد ان يدخل موضعا او علن ان يستأذن. وهذا ايضا يشمل حتى في غير المنازل. حتى في الدوائر الحكومية وغيرها اذا اراد ان يدخل مكتبا من المكاتب او اراد ان يراجع معاملة ونحو ذلك فان المشروع له قبل ان يدخل ان يستأذن فان اذن قيل له فليدخل والا فليرجع. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد