عند رب البرية وفي هذه الحلقة نتناول اعظم سبب واكبر سبب ولولاه لما كانت الاسباب الاخرى لتنفع الا وهو الايمان الايمان التام وهو الاتيان بما امر الله به من الطاعات فالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد فحيا الله المستمعين والمجتمعات في هذا البرنامج المعنون له بكيف تبني بيتا في الجنة ايها الاخوة والاخوات ان كثيرا من الناس يهتمون ببناء البيوت لهم في دار الدنيا ويحرصون على ذلك كثيرا ويبذلون في سبيله غاية السبل ويجتهدون في ايجاده وسعهم وطاقتهم ولكن هل احد منا فكر كيف يبني لنفسه بيتا او بيوتا في الجنة وما سبيل ذلك ما هي الوسائل التي تجعلنا نحصل بيوتا في الجنة ما هي الطرق الشرعية التي جاءت في كتاب الله جل وعلا وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتدلنا على انا اذا سلكنا هذه الطرق نحصل بيتا او بيوتا في الجنة وهل في ذلك كلافة ومشقة نعلم جميعا ان بيوت الجنة وقصورها ليست كبيوتات الدنيا بل ولا قصور الدنيا باجمعها يدانيها فضلا عن ان يساويها فقد جاء في وصف بيوت الجنة قول نبينا الكريم صلى الله عليه واله وسلم الجنة لبنة من فضة ولبنة من ذهب وملاطها المسك الاظفر وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وتربتها الزعفران من دخلها ينعم لا يبأس ويخلد لا يموت لا تبلى ثيابهم ولا يفنى شبابهم رواه الامام احمد في المسند والترمذي في جامعه وقال حديث صحيح ايها الاخوة والاخوات هذا بعض ما جاء في وصف الجنات وفي وصف بناء الجنان والبيوتات التي بناها الرحمن جل وعلا لاهل الايمان فلنسعى في تحصيل بيت من هذه البيوتات ونذكر بعضا مما ورد من الاسباب الشرعية التي تكون سببا لمن راعاها في امتلاك بيت وترك ما نهى الله عنه من المعاصي الايمان الكامل هو فعل المأمورات وترك المحرمات هذا سبب عظيم من اسباب ان يحصل الانسان بيتا في الجنة والايمان التام هو الذي جاء الوعد عليه بان صاحبه يدخل الجنان سواء في ذلك دخوله الى جنة عدن او جنة النعيم او جنة المأوى او جنة الفردوس على حسب ايمانه وعمله وتقاه وقد جاء في القرآن الكريم ان الكافرين والمشركين والمنافقين مأواهم النار واما الذين خلطوا عملا صالحا واخر سيئا فعسى الله ان يعفو عنه ومما يدل على ان الايمان سبب في ان يحصل العبد بيتا في الجنان ما جاء في حديث انس ابن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان المؤمن اذا وضع في قبره وكلمة المؤمن اذا جاء معرفا في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فالمراد به المؤمن الكامل التام وهو الذي يسمى بالتقي النقي البر ان المؤمن اذا وضع في قبره اتاه ملك وملك اسم جنس يطلق على الواحد والاكثر فيقول له ما كنت تعبد فان الله هداه قال كنت اعبد الله فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول هو عبد الله ورسوله فما يسأل عن شيء غيرها فينطلق به الى بيت كان له في النار فيقال له هذا بيتك كان لك في النار وهذا يفيد ايها الاخوة والاخوات انه ما من انسان الا وله بيت في النار فعليه ان يسعى جاهدا بان يخلص نفسه من بيت النار قال صلى الله عليه وسلم فيقال له هذا بيتك كان لك في النار ولكن الله عصمك ورحمك فابدلك به بيتا في الجنة فيقول دعوني حتى اذهب فابشر اهلي فيقال له اسكن هذا لفظ ابي داوود وفي رواية الامام مسلم اذا انصرفوا يعني المشيعين للرجل في القبر يأتيه ملكا وكما ذكرت فلا تعارض بينما جاء في رواية ابي داوود من ذكر الملك وما جاء من ذكر هنا مثنى فان الملك مفرد يفيد اسم الجنس والملكان مثنى والمثنى نص في العدد لا يحتمل غيره وزاد ابن حبان والترمذي من طريق سعيد ابن ابي سعيد المقبوري عن ابي هريرة رضي الله عنه قال اسودان ازرقان يقال لاحدهما المنكر وللاخرين نكير وفي رواية ابن حبان يقال لهما منكر ونكير وللامام احمد في مسنده من حديث عائشة رضي الله عنه فيقال له ما هذا الرجل الذي كان فيكم وله من حديث ابي سعيد الخدري سعد ابن مالك ابن سنان رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم فان كان مؤمنا قال اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله فيقال له صدقت وزاد ابو داوود فلا يسأل عن شيء غيرهما وفي حديث اسماء بنت ابي بكر الصديق رضي الله تعالى عنها عند الامام البخاري فاما المؤمن او الموقن فيقول محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فاجبنا وامنا واتبعنا فيقال له نم صالحا وفي حديث ابي سعيد الخدري عند سعيد بن منصور في سننه فيقال له نم نومة العروس فيكون في احلى نومة نامها احد حتى يبعث وللترمذي في حديث ابي هريرة ويقال له نم فينام نومة العروس الذي لا يوقظه. الا احب اهله اليه حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك فلنتأمل في هذه الرواية التي جاءت عند ابي داوود فان فيها الاشارة على ان الله عز وجل اذا عصم العبد ورحمه فرزقه الايمان في الدنيا وثبته في الاخرة يقال له لكن الله عز وجل عصمك ورحمك فابدلك الله به بيتا في الجنة اذا لاهل الجنة بيوتات فحينها يقول هذا المبشر دعوني حتى اذهب فابشر اهلي فيقال له اسكن وفي رواية عند الامام احمد كان هذا منزلك لو كفرت بربك يعني يشار اليه الى منزله في النار وعند الامام البخاري فيقال له انظر الى مقعدك من النار وجاء في حديث ابي سعيد الخدري من وجه اخر عند الامام احمد ويفسح له في قبره وللترمذي وابن حبان من حديث ابي هريرة رضي الله عنه فيفسح له في قبره سبعين ذراعا وفي حديث البراء الطويل رضي الله عنه قال في نادي مناد من السماء ان صدق عبدي فافرشوه من الجنة وافتحوا له بابا في الجنة. وقرأه بعضهم ان صدق عبدي فافرشوه من الجنة وافتحوا له بابا في الجنة والبسوه من الجنة قال فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له فيها مد بصره مجتمعي الاكارم والمجتمعات الكريمات في هذه الروايات دلالة على ان الانسان يبشر ببيت في الجنة وهو في قبره وذلك بسبب كمال ايمانه قال الله تعالى يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ويضل الله الظالمين فنسأل الله جلت قدرته ان يوفقنا للايمان التام الذي يكون سببا في ان يرزقنا الجنان وبيوتات فيها وقد اخفى الله تبارك وتعالى على المكلفين احوال الاخرة ومن جملة ذلك احوال ما سيكون في القبر ابقاء عليهم وقد جاء في نعيم القبر وعذابه احاديث كثيرة ودلالة الايات على ذلك ايضا ظاهرة فان الانسان اذا مات انتقل من دار الدنيا الى دار البرزخ وليس هو دار الاخرة فهنا يكون الانسان منعما او معذبا وان لم يكن ذلك تاما كما سيكون يوم القيامة ولكنه كائن وعلى عقيدة اهل السنة والجماعة هو ثابت فيكون النعيم والعذاب على الروح والبدن معا كما ان البعث يكونوا على الروح والبدن معا اما ارواح المؤمنين في عالم البرزخ فهي في الجنة الى قيام الساعة ودلت الادلة على تعلقها بالبدن وكذا ارواح الكافرين معذبة ولها علاقة بالبدن وهذا من الغيب الذي لا ينكره العقل ولا يدركه فهو مما يحار فيه العقل ولا يحيله ولكن النصوص الشرعية دالة على ان المؤمن منعم والكافر والمنافق معذب ومن الاحاديث التي رويت عن جمع من الصحابة في اثبات نعيم القبر وعذابه ما ذكرناه قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح ومنها اي من الاحاديث الدالة على نعيم القبر وعذابه عن ابي هريرة وابن عباس وابي ايوب وسعد ابن وسعد وزيد ابن ارقم وام خالد في الصحيحين او احدهما وعن جابر عند ابن ماجة وعن ابي سعيد عند ابن مردويه وعن عمر وعبدالرحمن بن حسنة وعبدالله بن عمرو عند ابي داود وعن ابن مسعود عند الطحاوي وعن ابي بكرة واسماء بنت يزيد عند النسائي وام مبشر عند ابي شيبة وعن غيرهم قال رحمه الله وفي الاحاديث من الفوائد اثبات عذاب القبر وانه واقع على الكفار. ومن شاء من الموحدين. وفيه ذم التقليد في الاعتقادات لمعاقبة من قال كنت اسمع الناس يقولون شيئا فقلته وفي الاحاديث ان الميت يحيا في قبره للمسألة. خلافا لمن رده واحتج بقوله تعالى قالوا ربنا امتنا اثنتين واحييتنا اثنتين الاية قال فلو كان يحيى في قبره للزم ان يحيا ثلاث مرات ويموت ثلاثا وهو خلاف النص والجواب بان المراد بالحياة في القبر للمسألة ليست الحياة المستقرة المعهودة في الدنيا التي تقوم فيها الروح بالبدن وتدبيره وتصرفه. وتحتاج الى ما يحتاج اليه الاحياء بل هي مجرد اعادة لفائدة الامتحان الذي وردت به الاحاديث الصحيحة فهي اعادة عارظة كما حي خلق لكثير من الانبياء لمسألتهم لهم عن اشياء ثم عادوا موتى وقال الحافظ ايضا واخرج الطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه ما من نفس الا وتنظر في بيت في الجنة وبيت في النار فيرى اهل النار البيت الذي في الجنة فيقال لو عملتم ويرى اهل الجنة البيت الذي في النار فيقال لولا امنا الله عليكم فدلت هذه الاحاديث على ان الانسان يبشر ببيت في الجنة وذلك بسبب الايمان التام رزقني الله واياكم الايمان التام ورزقني الله واياكم بيتا في دار السلام وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. والحمد لله رب العالمين