بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم اغفر لي ولشيخنا وللحاضرين هذه قراءة في اصول السنة للامام احمد قال المصنف رحمه الله تعالى قال شيخ الامام ابو المظفر عبد الملك ابن علي ابن محمد الهمداني قال حدثنا الشيخ ابو عبد الله يحيى ابن ابي الحسن ابن البنا. قال اخبرنا والدي ابو علي الحسن بن احمد بن عبدالله بن البنا. قال ابو الحسين علي بن محمد بن عبدالله بن بشران المعدل قال اخبرنا عثمان بن احمد بن السمان. قال حدثنا ابو محمد ابن عبدالوهاب ابن ابي العنبري قراءة عليه من كتابه في شهر ربيع الاول من سنة ثلاث وتسعين ومائتين. قال حدثنا ابو جعفر محمد ابن سليمان المنقري البصري بتلنيس. قال حدثنا عبدوس ابن مالك العطار قال سمعت ابا عبد الله ابني محمد ابن حنبل يقول اصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والاقتداء بهم وترك البدع وكل بدعة فهي ضلالة. وترك الخصومات والجلوس مع مع اصحاب الاهواء. وترك المراء والجدال والخصومات في الدين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. وبعد فان المصنفات يأبوا شرفها موضوعنا وهذه الرسالة التي بين ايدينا ايمان السنة المبدل ابي عبدالله محمد عبد الله احمد ابن محمد ابن حنبلة رحمه الله تعالى هي في اصول الايمان فهي رسالة عظيمة ومما يرفع قدر المصنفات النظر الى واضعها ولا يخفى على جميل علمكم ان هذه الرسالة هي من املاء ابي عبدالله احمد ابن محمد ابن حنبل رحمه الله تعالى. في رواية عبوس ابن مالك ابن العطار ومما يرفع من شأن المؤلفات مكانة هذه التصنيفات عند من يأتي من العلماء من بعد وهذه رسالة التي بين ايدينا للامام المبجل ابي عبدالله احمد ابن محمد ابن حنبلة رحمه الله من المصنفات الجميلة التي اهتم بها العلماء من حيث الرواية والسماعات والاستشهادات بل كان لشيخ الاسلام ابي العباس احمد ابن عبد الحليم ابن عبد السلام شرحا على هذه الرسالة لكن هذا الشرح مفقود هذه الرواية التي يرويها ابن البنا عن والده من طريق ابن المعدل المعدل بكسر الذال وصف كان في قديم الزمان ليناس معينين يكونون عند القضاة يعدلون الشهود ويقولون فلان تصح شهادته وفلان لا تصح عن عثمان ابن احمد ابن سلمان عن اه ابي محمد الحسن ابن عبد الوهاب ابو العنبر ويرويه ابو العنبر من طريق ابي جعفر محمد ابن سليمان المنقرض البصري بتلميز عن شيخه البصري عبوس ابن مالك العطار عن ابي عبد الله احمد ابن محمد ابن حنبل وقد ذكرت ترجمة هؤلاء الاعلام في قسم الدراسة من هذه الرسالة لما قال الامام اهل السنة المبجل اصول السنة عندنا من هذه الفقرة استفاد العلماء رحمهم الله اسم هذه الرسالة فهذه الرسالة تسمى باصول السنة وتسمى برسالة الامام احمد الى عبوس ابن مالك وتسمى برسالة السنة وهذه اسماء متقاربة و هي في الاصل رسالة املاها الامام احمد نادية عرجوش ابن مالك العطار لكن محتوى هذه الرسالة هي اسم على مسمى فهي في فقراتها اصول للسنة وهنا نسألكم سؤالا اصول السنة ما نوع هذه الاظافة نوع الاظاءة ها هنا من باب اضافة الظرفية اي اصول في السنة يعني اصول مبينة في السنة التي هي الاعتقاد او ان اصول اضيف الى السنة من باب اضافة التخصيص فيكون المعنى اصول للسنة اي هذه امور وجمل من الاعتقادات التي هي لسنة دعائم واعتقادات تظهر معتقد اهل السنة والجماعة وكلا المعنيين صحيحة ومن هنا ندرك ايها الاخوة ان للسنة اصولا ان للسنة رسولا وهذه الاصول من تمسك بها معتقدا مقررا فهو من اهل السنة ومن ترك شيئا من هذه الاصول فانه يخرج عن السنة واليوم طلبة العلم منتسبين الى السنة بحاجة الى مدارسة مثل هذه الاصول حتى لا يختلفوا على ما لا ينبغي ان يختلفوا وحتى يعرفوا ما هي الاصول التي من خالف يصح ان يبدع ويخالف؟ وما هي الاصول التي من قال بها فانه ينبغي ان يؤلف وان وان يسمع له والا ينبذ بمجرد مخالفة اخرى عنده هذه الاصول التي بينها امام اهل السنة رحمه الله هي التي من خالفها عد من اهل البدع واما من يخالف في مسائل ليست من اصول الدين كمذهب الخوارج وغيرهم فالذين يرون ان من وافقهم فهو منهم ومن لم يوافقهم فهو ليس منهم هذه ليست عند اهل السنة لذلك قال الامام احمد اصول السنة ومن هنا اشحل هممكم واخذ واذكركم ونفسي لاهمية حفظ هذه الاصول والمدارسة فيها حتى نكون منها على علم من قول ومعقول والا نكون من السنة في غيابة وفي جهول يقول الامام احمد رحمه الله اصول السنة اصول السنة باعتبار المضارع والمضاف اليه اصبح علما من الاعلام التي تطلق على التوحيد وعلى الايمان وعلى الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. وعلى الاسلام فهذه مسميات فهذه اسماء واسماء مختلفة لمسمى الواحد الامام التوحيد السنة اصول السنة والاسلام ونحو ذلك من الكتب ومن الاسماء التي تطلق على المعتقد الصحيح فهي والدة عن السلف رحمهم الله تعالى ووصول السنة علم من اعلام صحة الاعتقاد كما ان السنة والشريعة علم من الاعلام على المعتقد الصحيح ومن هنا ينبغي لنا ان ندرك ان السنة تطلق على عدة معاني بحسب عرف المطلق لها فهناك من يطلق كلمة السنة ويريد من ورائها قسيم الكتاب ويعني بذلك ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في التشريق وهذا الاطلاق كثير عند الفقهاء الاصوليين يقولون الدليل من الكتاب والسنة وايضا السنة عند الفقهاء يعنون بها ما لا يأثم تاركها ويؤجر فاعلها وممتثلها فهذا صراع فقهي والسنة تطلق ويراد بها ايضا المصدر الذي هو قول الله وقوله ورسوله وتقريره وهذه السنة عند المحدثين يقولون السنة ما اثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قول او فعل او وصف خلقي او خلقي. وهذا عند علماء الحديث المعنى الرابع وهو عند علماء الاعتقاد السنة بمعنى طريقة النبي صلى الله عليه وسلم في الاعتقاد وهذا المعنى هو المراد في علم الاعتقاد السنة اي الاعتقاد طريقة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في الارتقاء فقول الامام رحمه الله اصول السنة عند الهاء اي الامور والضوابط التي عليها بناء الاعتقاد عند ذا اي عند اهل السنة والجماعة الاثر والرواية التمسك بما كان عليه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والاقتداء به وهؤلاء سؤال مهم لماذا المصنف رحمه الله اول ما بدأ بدأ بالتمسك بما كان اي اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والجواب ان الاصل في اهل الاسلام المنتسبين الى الاسلام الاقرار بالكتاب والسنة ولو من حيث الجملة ولكن النزاع الشديد ليس هو في التنزيل وانما النزاع في تأويل النزاع في كيفية فهم التنزيل فهم الكتاب والسنة ولذلك الامام رحمه الله اول ما ذكر ذكر اصلا من الاصول التي يمتاز بها اهل السنة من غيرهم الا وهو انهم يفهمون الكتاب والسنة بما كان عليه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا من اهم من اهم اصول اهل السنة فهم الكتاب والسنة وفق فهمه دون الفهوم المبتدعة المخترعة التي يوالي الناس عليها ويعادون عليها ومن جميل ودقيق اللفظ الامام قال التمسك بما كان عليه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. نعم وهنا تنبيه اهمية النظر الى الامر الاول الذي كان عليه الصحابة رظوان الله تعالى عليهم فان التمسك بما كانوا عليه هذا هو الاصل الذي يبنى عليه الاعتقاد الصحيح الاعتقاد الذي يريده الله عز وجل الاعتقاد المرضي عند الله وتأملوا معي يا رعاكم الله ان هذا الاصل جاء مقررا في اول القرآن فمن اوائل السور التي نزلت في المدينة بلا نزاع سورة البقرة هذه السورة في اولها ذكر صفات المؤمنين ثم ذكر صفات الكافرين وجزاؤه ثم ذكر صفات المنافقين والجزاء وفي ضمن مورد ذكر صفات المنافقين الذين يدعون الايمان واهل البدع ايا كانوا فيهم نوع نفاق فهؤلاء المنافقون ادعوا الايمان ولذلك الله عز وجل ذكر عنهم ذلك فقال ومن الناس من يقول امنا بالله اذا هو يدعي الايمان بالله فلما ادعوا هذا الامام مثل بعض الناس اليوم يقول لك هذا رجل من المسلمين كيف انت من المسلمين؟ وعملك يخالف عمل الصحابة واعتقادك يخالف اعتقاد الصحابة او يقول الرجل انا سلفي ولكن اذا نظرت اليه وجدته ثوريا هروريا او مرجيا فاذا نحن نقول ان مطلق الادعاء غير كافي ولذلك لما ادعى المنافقون الامام امتحنهم الله تبارك وتعالى النار فقال لهم الله جل وعلا واذا قيل لهم امنوا كما امنناها هذا الامام المطلوب ان يكون ايمانهم كايمان الناس وهؤلاء الناس من هم؟ الصحابة رضوان الله عليهم واذا قيل لهم اي لهؤلاء منافقين. امنوا كما من الناس يعني اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. صلى الله عليه وسلم. قالوا قالوا هذه دعوة من دعاوى المنافقين. انؤمن كما امن السفهاء فهم حققوا ايمان الصحابة وكل من نظر الى الصحابة نظرة دون او نظر الى ايمانهم نظرة زوم ففيه شعبة من النفاق فقالوا انؤمنوا كما امن السفهاء ومن هنا ندرك ان الله جل وعلا لم يقبل من المنافقين الايمان حتى يكون ايمانهم كايمان الصحابة ولما هم لفقدوا الصحابة بالسفهاء دافع الله عنهم فقال الا اي انتبهوا انهم اي بلا شك هؤلاء المحقورون المخذولون من المنافقين الا انهم هم السفهاء. فالسفيه بحق هو من يخالف ايمانه ايمان الصحابة السفيه حقا هو من يفعل في الصحابة ليس هذا فحسب بل ان الله تبارك وتعالى لم يقبل من اليهود والنصارى ايمانهم الذي ادعوه لما قالوا نحن مؤمنون اليهود قالوا نحن مؤمنون والنصارى قالوا نحن مؤمنون ليس هذا فحسب لكن داب محبة لله. نحن ابناء الله الواحد او فقال الله عز وجل بعد ان ادعى الايمان والاعراض عن الايمان بما جاء عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى فان امنوا بمثل ما امنتم به فقد اهتدوا فتأملوا يا رعاكم الله ان من انتسب الى الاسلام لم يقبل الله منه الايمان حتى يكون ايمانه في ايمان الصحابة ومن لم يكن من اهل الاسلام لم يقبل الله منهم ايمانا حتى يكون ايمانهم كايمان الصحابة فان امنوا بمثل ما امنتم به فقد اهتدى وان تولوا فانما هم في شقاق فسيكفيكهم الله ففي هذه الاية دلالة على ما قاله الامام دلالة على هذا الاصل العظيم الذي يجب ان يقرره كل طالب علم في نفسه وفي اهله وفي ذويه ان الايمان المنجي الايمان المطلوب الايمان الذي به يحصل الاهتداء هو ذاكم الايمان الذي كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم وها هنا سؤال لكم هل يمكن ان يكون ايمان احد مثل ايمان الصحابة في الكم الجواب لا يمكن لان النبي صلى الله عليه وسلم قال لو ان احدكم امسق مثل احد ذهبا ما بلغ مد احد ولا نصيفه اذا يرد سؤال ما المراد بالمثلية ها هنا؟ بل امنوا بمثل ما امنتم به. فقد اهتدوا الجواب ان المراد بالمثلية ها هنا مثلية الكيف اللامسلية الكم لان مثلية الكم منتفية بدلالة النقل والعقل فلن يبقى الا مثلية الكيف ولذلك في الاية دلالة اننا اذا امنا بالله وبرسوله وبالقرآن وبالاسلام على هيئة غير الذي كان عليه الصحابة فان ذلك لا يحصل به الابتداء فان امنوا بمثلي اي بالكيفية بمثل ما امنتم به بالكيفية التي امنتم به فقد اهتدى يحصل لنا الاهتداء والاهتداء اذا حصل للانسان يكون على الصراط المستقيم واذا كان على الصراط المستقيم فانه يكون في الدنيا عالما بالصواب عالما بالحق المطلوب عند الوهاب عاملا بالكتاب واخذا بالسنة وفق طريقة الاصحاب لا ريب انه يصل الى رضا الله عز وجل حيث الجنات مروا على الصغار اذا اصول السنة عندنا تمسك بما كان عليه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذه المسألة قررها الامام المبجل ابو عبدالله محمد بن ادريس الشافعي رحمه الله في كثير من مواضع رسالته الرسالة وفي كثير من مواضع اصل كتب الفقه اسما على مسمى الام وهو انه لا بد من متابعة اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سواء في الاعتقاد او في المنهج الذي نسير فيه في الاعتقاد واستدل باية سورة الرسول من بعد تبين له هدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصبه جهنم وساءت بصيرا فالايتين من البقرة فيهما الامر في الاية الاولى الامر بالاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم واصحابه وان هذا هو الايمان المطلوب. وفي الاية الثانية من سورة البقرة الخبر ان الاهتداء لا يكون الا بمثل ايمانهم وان من خالفهم فيكون في شقاق ونساء واختلاف ومن شاققهم وخالفهم ولازعهم ما الذي يحصل؟ ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له هدى ويتبع غير سبيل المؤمنين الذي طل وليه ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيره. اذا العاصم من من الزال في فهم الكتاب والسنة هو ان ننظر كيف فهم الاصحاب حسن الجواب من الخطاب الموجود في الكتاب هل نحن نقول اصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وها هنا المهم هل هذا يعني اننا نغلق افهامنا في فهم الكتاب ولا ولا نبحث في خبايا ما فيه من حسن الصواب الجواب لا والدليل على هذا النسي ما جاء في الصحيحين من حديث علي رضي الله عنه يساعده انسان فقال له هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء قال لا الا فهما يعطيه الله عز وجل لعبد من عباده في كتابه وما في هذه الصحيفة. واخرج صحيفة فيها الاسنان الديات اذن كون الانسان يفهم من القرآن والسنة شيئا هذا ليس ممنوعا. انما الممنون المحظور ان يفهم شيئا يخالف ما فهمه. اما ان يفهم شيئا من الاشياء التي يحتاج اليها الناس في فقههم لان مسائل الفقه مستجدة في كل زمان ومكان ففي القرآن جواب ذلك وفي السنة جواب ذلك وهذا يحتاج الى استنباط والى فهم اما اصل الاعتقاد الذي كمل فهذا لا يمكن لاحد ان يأتي بشيء فان اتى بشيء فانه قطعا يكون خطأ لان الله قال اليوم اكملت لكم دينكم والمراد هنا بالكمال كمال الاعتقاد وكمال التشريع من حيث الدلالة واما مشايخ الفقه المستجدة فان اجذبتها موجودة في الكتاب والسنة يحتاج الى من يخرجها اذا هذا اصل عظيم ينبغي علينا ان ندندن حولها ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث عرباض ابن سارية رضي الله تعالى عنه الذي رواه ابو داوود والترمذي قال وقفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وجدت منها القلوب وذرفت منها العيون فقال العبارة قلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فاصيب قال اوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وان تم اوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة. اي اوصيكم بتقوى الله وبالسمع او اوصيكم بتقوى الله والسمع. اوصيكم السبعة ولكن الاول اجود اوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وان تأمر عليكم عبد فمشيت كان في بعض الروايات كان رأسه زبيلة ثم قال عليه الصلاة والسلام وعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين الحديث اذا النبي صلى الله عليه وسلم حثنا على التمسك بسنته وبسنة اصحابه لا سيما الخلفاء الراشدين ومما يؤكد الاقتداء بالخلفاء قوله صلى الله عليه وسلم انها ستكون خلافة راشدة ثلاثون سنة وقد كانت بخلافة ابي بكر الى خلافة الحسن ابن علي رضي الله تعالى عنهم اجمعين. وقال صلى الله عليه وسلم في احاديث كثيرة يبين منزلة الصحابة قال خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم فهذا من الادلة على انه لابد لنا ان نتمسك بما كان عليه خيار هذه الامة والامة من بعد الخياط لا خيار فيهم الا باتباع الاثار واتباع الاخطاء وهذا هو معنى قوله تعالى وجعلنا للمتقين اماما واجعلنا للمتقين اماما كيف يكون الرجل للمتقين اماما قال غير واحد من المفسرين يقتدي بمن سلف من المتقين فيقتدي به من خلف من المتقين ولذلك نحن لابد ان نفهم ان هذا الاصل هو ان الاعتقاد يكون كاعتقاد الصحابة وان كيفية الاعتقاد من حكاية المقصد حيث التلقي هو ذاكم المصدر الذي كان في زمن الصحابة والتابعون فالصحابة كان مصدر التلقي عنده الكتاب والسنة في الاعتقاد وغيره. اذا ليس لنا ان نزيد في مصادر الاعتقاد مستحدثات مخترعات من الادلة سواء كانت معقولة او كانت منحولة فلا يصح ان نقول ان من مصادر الاعتقاد الاستنزالات العقلية المنطقية ولا يصح ان نقول ان من مصادر الاعتقاد الاذواق الوجدية والملامات والقصص والوقائع فان هذه ليست من اصول الاعتقاد التي ينبني عليها الصواب ولابد لنا جميعا ان نتأمل في هذه العبارة العظيمة اسطول السنة عندنا التمسك بما كان عليه اصحاب رسول الله لان الله لم يرظى لمن جاء بعدهم الا بهذا القيد. قيد الاقتداء. ولهذا قال الامام الاقتداء به قال الله تعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار الان المهاجرين عام ولا خاص الالف واللام في عام. وهكذا في كلمة الانصار الالف واللام فيه عام. من المهاجرين والانصار فدخل كل من كان مهاجريا في هذه اللحظة العامة ولو كانت هجرته لحظتين الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل في هذه الكلمة كل من كان نصريا ولو رأى النبي صلى الله عليه وسلم دقيقتان فالله اخبر انه رضي عنهم بدون اي قيد ولا شر والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار ثم لمن جاء بعدهم قيده فقال جل وعلا والذين اتبعوهم باحسان هذا هو معنى الاحسان. نعم. اننا نتمسك بما كانوا عليه رضوان الله تعالى عليهم والذين اتبعوهم باحسان اتباعهم باحسان ان ننظر كيف اعتقدوا فنعتقد ان ننظر كيف استدلوا فنستدل ان ننظر في منهج استدلالهم بمنهج اعتقادهم في منهج اخلاقه ونسير وفق ما كانوا في جميع الاحوال ثم قال والذين اتبعوه باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه. فما دام ان الله رضي عن المهاجرين والانصار فان من اراد الرضا ينبغي عليه ان يقتدي به لذلك كان ابن مسعود رضي الله تعالى عنه يقول ايها الناس قد كفيت ايها الناس قد كفيتم عليكم بمن سلف فان الحق لا تؤمن عليه الفتنة فهذا اذا كان يقوله ابن مسعود ويحث الناس على اتباع ابي بكر وعمر وكبار الصحابة فكيف بمن جاء بعد الصحابة؟ لا شك انهم اولى بالاتباع لعل هذا الاصل الذي جعلني استطرد فيه انه ينبني عليه كل الكتاب فان طالب العلم اذا تقررت هذه المسألة في ذهنه وعرف معرفة قلب ويقين فانهما من مسألة اعتقادية تخطر له على بال الا ويسأل نفسه سؤالا واحدا ما كان عليه الصحابة كيف كان عمله كان ازا كان اعتقادهم فحين اذ يعلم ان لهذه المسألة الطارئة اما انها كانت موجودة في زمانهم فهي من الاعتقاد واما انها قارية ولكن كونوا من الاعتقاد وانما من المسائل المدخولة فينبغي علينا ان ندرك ان الاعتقاد هو ما كان عليه اصحاب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ولابد ان ان نرجع كل مسألة من مسائل الدين الى عملهم فانه رضوان الله تعالى عليه من اعلم الناس بعد الانبياء والمرسلين بالحق وهم من اصدق الناس لهجته بعد الانبياء والمرسلين وهم من احرص الناس نية فمما يدلنا على ذلك انهم ما جلسوا في بيوتهم بل اوصلوا الاسلام شرقا وغربا ومما يدلنا على وجوب السير نحوهم على منوال انهم كانوا من اشد الناس تمسكا بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم علما وعملا. وهم اصدق الناس وهم آآ ايقنوا الناس في دين الله عز وجل اخلص الناس لدين الله تبارك وتعالى واعلم الناس فلذلك وجب اتباعهم دون من سواهم فان من سواها اما ان يكون رجل فقد يقينا واوتي اخلاصا او رجل فقد باخلاصا ولكن عنده شيء من العلم او رجل لا اخلاص له ولا علم. وحينئذ الخير كله في اتباع من سلف. والشر كله في ابتداء من خلف اليوم بهذا القدر لعلنا ان شاء الله اه ان نسير في شرحنا لهذا الكتاب شيء من التفصيل والله اسأل ان يوفقنا