بسم الله الرحمن الرحيم. يسر تسجيلات الراية الاسلامية بالرياض ان تقدم لكم دروس الدورة العلمية الثامنة عشرين والتي اقيمت بجامع شيخ الاسلام ابن تيمية بحي السويدي بمدينة الرياض. في الفترة من التاسع والعشرين من شهر محرم الى الخامس من شهر صفر لعام الف واربعمئة واربعة واربعين من الهجرة النبوية ومع شرح الاصول الثلاثة للامام محمد ابن عبدالوهاب. والذي قام بشرحه فضيلة الشيخ محمد ابن عبد الله المعيوف. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا اللهم انفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا وزدنا وارزقنا علما ينفعنا. رب زدنا علما رب زدنا علما رب زدنا علما ما بعد الكلام يدور حول رسالة وجيزة قصيرة لكنها كبيرة في مضمونها ومعناها ومغزاها. وهي رسالة ثلاثة الاصول وادلتها اذكر فيها الشيخ اجلة من المسائل المهمة والتي يحتاج المسلم اليها في حياته اذ تمثل الكلام عن توحيد الالهية والذي يحتاج اليه المسلم وتتضمن المسائل الثلاثة الكبار والتي يحتاجها ويحتاج ان يعرفها في كما ذكر وبعد مماته حول المسائل الثلاث التي سيسألها كل انسان. فان الناس في وقبورهم يمتحنون ويفتنون ويسألون هذه المسائل الثلاث من ربه وما دينه؟ ومن نبيه فان اجاب عنها بعلم واعتقاد وعن ما كان عليه في حياته. فاز وافلح وانجح وان لم يجب عليها ولا قوة الا بالله. كان هناك الخسران والضياع لهذا كان لزاما على المسلم ان يستمسك من هذه المسائل يعرفها يعرف ادلتها. يعتقدها في قرارة نفسه. مستعينا بالله عز وجل العمل بما فيها في حياته وحتى يكون عمله في حياته سببا للاجابة على هذه المسائل بعد مماته. في حديث البراء انه خرج في الصحيح ان المسلم يسأل في قبره يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وقرأ يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة يا اخواني ان نبدأ احب ان نأخذ نبذة موجزة عن شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب قدس الله روحه. وهو ان كان على من يا اخوان الناس امره التقاصي والداني الا انه لا بأس ان نذكر الاخوان بما تعرفونه سلفا حول ولادة الشيخ و عمله رحمه الله وقد ولد الشيخ في بلدة العيينة سنة الف ومائة وخمس عشرة للهجرة وانتقل منها مع ابيه وكان قاضيها انتقل الى بلدة حريملاء وكان ابوه قاضيا فيها وهو من اسرة علم فابوه كان قاضيا وجده كان قاضيا حفظ القرآن وهو في العاشرة من عمره ثم بعد ذلك سافر للرحلة لطلب العلم فسافر الى مكة والمدينة البصرة ولم يتمكن من السفر الى الشام ثم عاد بعد ذلك اين بلدة حريملاء ثم انتهى به التسيار الى بلدة الدرعية اتفق فيها مع الامام محمد ابن سعود وله الامام وناصره وناصر دعوته واستمرت الدعوة تنتشر في الافاق ويظهر صداها في كل مكان وظهر مؤيدوها في مشارق بلاد المسلمين ومغاربها من علماء الربانيين الذين هم على الجادة المستقيمة والطريق الى المستقيم على جادة السلف رحمهم الله ثمرة هذه الدعوة ولله الحمد وما زالت اصداؤها وفي كل مكان. الشيخ لم يأت رحمه الله تعالى بجديد. ولم يدعو الناس كما قال هو الى طريقة ولا الى فقيه ولا الى متكلم بل ولا حتى الى الائمة الذين كان يعظمهم وانما كان يدعو كما يقول الى كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فدعوته تتلخص في الرجوع الى الاصلين العظيمين. الكتابي والسنة واذا كان لا يدعو لاولئك فلا يمكن ابدا ان يدعو الى نفسه وحاشاه بقيت هذه الدعوة وما زلنا نتفيأ ظلالها ونقطف ثمراتها عقيدة نقية صافية روى فيها الامام رحمه الله تعالى القرون وردد الناس الى مذهب السلف والذي قل ظهوره واتباعه بعد القرون المفضلة كما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وذكر بعدما يكون هذه القرون وذكر شيئا من صفات الناس بعدها والله المستعان ولكن لا يزال ولن يزال الخير باقيا حتى يأتي امر الله عز وجل قال عليه الصلاة والسلام لا تزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي امر الله تعالى ومن نعم الله الكبرى والاءه العظمى ان وفق هذا الشيخ المجدد رحمه الله وجزاه عنا. وعن الاسلام خيرا الى هذا النهج بينما كان النهج السائد في زمانه وقبل زمانه بقرون كان اللهج السائد نهج المتكلمين في العقيدة فلا يعرف الا علم الكلام واهله الا ما قل وعلم الكلام يا اخوان هو ما احدثه المتكلمون في اصول الدين من اثبات العقائد بالطرق التي ابتكروها وابتعدوا بها عن الكتاب والسنة. والمتكلمون هم الذين يعتمدون في عقائدهم على الطرق الفلسفية والنظريات العقلية بعيدا عن كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والقرون كلها وترك تلك المقالات والمناهج التي كانت فاشية ومنتشرة بين الناس اذا ما كان عليه السابقون الاولون من المهاجرين والانصار ومن جاء بعدهم من التابعين وتابعيهم باحسان لا عجب ان يكون لهذه الدعوة صدى في بلادي المسلمين وان يظهر مؤيدوها يقول الامام محمد بن علي الشوكاني رحمه الله العلامة المشهور صاحب السنة المعروف لقد اشرقت نجد بنور ضيائه وقام مقامات الهدى بالدلائل فما هو الا قائم في زمانه مقام نبي في اماتة باطل والعلماء ورثة الانبياء والانبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا ولكن ورثوا العلم ويقول العلامة الامير محمد بن اسماعيل الصنعاني في قصيدته الشهيرة السلام على نجد ومن حل في نجدي وان كان تسليمي على البعد لا يجدي لقد صدرت من سفح صنعاء سقى الحيا رباها وحياها بقهقات الرعد قفي واسألي عن عالم حل سوح هذه يهتدي من ظل عن منهج الرشد محمد الهادي لسنة احمد. فيا حبذا ويا حبذا المهدي لقد انكرت كل الطوائف قوله الى صدر في الحق منه ولا وردي ثم يقول في ابيات له ظمنها كتابة المعروف تطهير الاعتقاد عن اضرار الالحاد وهو يتكلم عن الواقع المرير الذي يعيشه المسلمون في كثير من الاصفار كيف توجهوا ووجهوا الى الموتى والى القبور يطوفون بها كما يطاف ببيت الله العتيق ويدعونها كما يدعى الرب الكريم سبحانه وبحمده. اعادوا بها معنى معنى سواء ومثله يعوق ود بئس ذاك من ود وقد هتفوا عند الشدائد باسمها كما يهتف المضطر بالصمد الفردي وكم نحروا في سوحها من نحيرة لغير الله جهرا على عمد وكم طائف حول القبور مقبل ومستلم للاركان منهن باليد ذكر ان ما عند الشيخ من العقيدة موافق لعقيدته. فصيلة معروفة وطويلة ومشهورة شيخ في دعوته رحمه الله تعالى ومعه الامام محمد بن سعود واستمرت الدعوة وتحت هذه الراية تنتشر في الافاق ويقبل عليها الناس الى يومنا هذا ولله الحمد والمنة. لان مضمونها وحقيقتها الرجوع الى الاصلين الى كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وقد قال المصطفى وهو يوصي الناس في حجة الوداع في خطبته يوم عرفة فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله وفي رواية في غير مسلم وسنتي التمسك بالاصلين سفينة النجاة وهو الطريق المستقيم. الذي يوصل الى جنات النعيم. فالموفق المعان من وفقه الله لسلوك هذا الطريق والسير عليه وثبته عليه الى ان يلقى ربه عليه نسأل الله ان يثبتنا واياكم بقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة وان يرزقنا واياكم الاستقامة في الدين واتباع هدي سيدي المرسلين صلوات ربي وسلامه عليه نعم في حديقة