بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه من مشايخه ولجميع المسلمين امين. قال الشيخ الكرمي رحمه الله تعالى في كتابه الدليل الطالب قال رحمه الله كتاب الصلاة تجب على كل مسلم مكلف غير الحائض والنفساء وتصح من المميز وهو من بلغ سبعا والثواب له. ويلزم وليه امره بها لسبع. وضربه على تركها لعشر ومن تركها جحودا فقد ارتد وجرت عليه احكام المرتدين واركان الصلاة اربعة عشر. طيب بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله. وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه قال رحمه الله تعالى كتاب الصلاة الصلاة باللغة بمعنى الدعاء ومنه قول الله عز وجل خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها. وصل عليهم اي ادع لهم والدليل على ان المراد ادع لهم ما جاء في حديث ابن ابي اوفى ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا اوتي بالصدقة قال اللهم صلي على ال فلان اذا هي في اللغة بمعنى الدعاء واشتقاقها اعني الصلاة قيل انها مشتقة من الصلة بانها صلة بين العبد وبين ربه عز وجل وقيل ان اشتقاقها من الصلوين والصلوات عرقاني في الظهر ينحنيان عند الركوع والسجود فاشتقت من ذلك ولكن المعنى الاول اسد وهو ان اشتقاقها من الصلة لانها صلة بين العبد وبين ربه عز وجل واما شرعا الصلاة هي التعبد لله عز وجل باقوال وافعال معلومة مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم وان شئت فقل عبادة ذات اقوال وافعال مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم وقولنا اقوال عبادة ذات اقوال لا يرد على هذا صلاة الاخرس الذي ليس في صلاته اقوال لان الاقوال في حقه مقدرة الاقوال في حقه مقدرة والمقدر الشي الموجود والصلاة مع كونها ركنا من اركان الاسلام ومبانيه العظام الا ان فيها فضلا عظيما وثوابا جزيلا والادلة على وجوبها معلومة ظاهرة من كتاب الله عز وجل ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن اجماع المسلمين ولها اهمية عظيمة ومكانة عالية الاسلام فهي احد اركان الاسلام العظيمة الاهم اركان الاسلام بعد الشهادتين ويدل على اهمية الصلاة امور اولا انها مشروعة في جميع الملل ولولا انها عبادة عظيمة محبوبة الى الله ما شرعها في جميع الملل ولهذا قال الله عز وجل يا مريم اقنطي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين وقال عز وجل عن موسى وهارون واجعلوا بيوتكم قبلة واقيموا الصلاة ثانيا مما يدل على اهميتها انها فرضت من الله عز وجل الى نبيه صلى الله عليه وسلم بدون واسطة وهذا يدل على اهميتها ثالثا انها فرضت على الرسول صلى الله عليه وسلم في اعلى مكان يصل اليه المخلوقون اعلى مكان يصل اليه البشر فرضت ورابعا انها فرضت على الرسول صلى الله عليه وسلم في افضل الليالي في حقه وهي ليلة الاسراء والمعراج خامسا مما يدل على فضيلتها انها فرضت اول ما فرضت خمسين صلاة وهذا العدد يعني الخمسين يدل على محبة الله عز وجل لها وانها عبادة تستحق من العبد ان يمضي معظم وقته فيها ثمان الله عز وجل خفف على عباده فجعلها خمسا بالفعل وخمسين في الميزان مما يدل على اهميتها ايضا ان الله تعالى اوجب لها الطهارة اوجب لها الطهارة من الحدث والطهارة من النجس اوجب سبحانه وتعالى بهذه الصلاة الطهارتين. الطهارة من الحدث والطهارة من النجس اي الخبث لاجل ان يكون المصلي على اكمل احواله من طهارة ظاهره وباطنه مما يدل على اهميتها ايضا وهو كما الثامن ها السابع انها فرضت يوميا في جميع العمر فرضت يوميا في جميع العمر بخلاف الزكاة والصيام والحج يعني بخلاف بقية اركان الاسلام والزكاة حولية ولا تجب الا لمن ملك نصابا والصيام حولي ايضا والحج عمري اذا بقية اركان الاسلام الزكاة والصيام حوليان والحج عمري. لانه لا يجب في العمر الا مرة واحدة. اما الصلاة فهي عبادة تجب في كل يوم وليلة مما يدل على اهميتها ايضا انه لا توجد عبادة يؤمر بها الصبيان ويضربون عليها غير الصلاة ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم مروا اولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر ولم يأمر الشارع لم يأملوا الشارع الاولياء ان يضربوا ابناءهم على على ترك الصيام والحج مع ان كلا منهما عبادة ولا يرد على ذلك اداء الولي الزكاة عن من تحت يده لان ادائه للزكاة انما وجب لانها تجب في عين المال ولها تعلق في الذمة ومما يدل على اهمية الصلاة كثرة النصوص الواردة في شأنها في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ترغيبا وترهيبا وخبرا وطلبا وامرا النصوص الشرعية الواردة في ما يتعلق بالصلاة تارة تكون ترغيبا في فعلها والحث على ذلك وتارة تكون ترهيبا في تركها والتهاون فيها وتارة تكون امرا وتارة تكون نهيا وتارة تكون خبرا قال الله عز وجل قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون وقال عز وجل والذين هم على صلاتهم يحافظون اولئك في جنات مكرمون وقال الله تبارك وتعالى اتلوا ما اوحي اليك من الكتاب واقموا الصلاة وقال عز وجل واقيموا الصلاة واتوا الزكاة وقال تعالى محذرا فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا كل هذه النصوص تدل على عظمها واهميتها اما فضائلها وثمراتها وفوائدها تحية كثيرة جدا فمن فضائلها وفوائدها اولا انها صلة بين العبد وبين ربه عز وجل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان احدكم اذا صلى يناجي ربه فهي صلة بين الله بين العبد وبين ربه عز وجل لان هذه الصلة التي بين العبد وبين ربه اذا انقطعت حصلت الغفلة ولهذا تأمل ان الصلوات الخمس متصل بعضها ببعض قال الله تعالى اقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل فمن حين ان يخرج الظهر يدخل وقت العصر. واذا خرج العصر دخل المغرب واذا خرج المغرب دخل وقت العشاء لاجل ان يتصل يعني ان يكون العبد متصلا بالله عز وجل ما بين صلاة العشاء الى طلوع الفجر ليس وقتا لصلاة مفروضة وما بين صلاة الفجر الى صلاة الظهر او الى دخول وقت صلاة الظهر. ليس وقتا للصلاة المفروضة وهو وقت طويل وكذلك ما بين العشاء والفجر وقت طويل. قد تحصل فيه الغفلة لشرع الله تعالى برحمته وحكمته شرع ما بين صلاة العشاء الى طلوع الفجر شرع قيام الليل وشرع سبحانه وتعالى لعباده ما بين صلاة الفجر الى صلاة الظهر شرع صلاة الضحى لاجل ان تكون يقول العبد متصلا بالله عز وجل في جميع اوقاته ولهذا مما يدل على انها صلة قول الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما من فضائلها ايضا وثمراتها انها قرة قرة العين وطمأنينة القلب وراحة النفس كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وجعلت قرة عيني في الصلاة وكان صلى الله عليه وسلم يقول لبلال ارحنا بالصلاة يا بلال اذا هي قرة العين وطمأنينة النفس وراحة القلب ثالثا من مما يدل على فضلها فضلها وثمرتها وفوائدها انها روضة عبادات روضة عبادات فيها من كل زوج بهيج فتفتتح التكبير ثم تلاوة تلاوة لكلام الله عز وجل ثم ركوع وتسبيح ثم رفع وتحميد الى غير ذلك ولهذا اجتمع فيها اجتمع في الصلاة نوعا الدعاء دعاء العبادة ودعاء المسألة القيام والقعود والركوع والسجود دعاء عبادة وقول المصلي فيما بين السجدتين رب اغفر لي او دعاؤه في السجود او بعد التشهد هذا دعاء مسألة من فضائلها ايضا وثمراتها انها تنهى عن الفحشاء والمنكر تنهى عن الفحشاء والمنكر كما قال عز وجل واقم الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وذلك يعني سبب ذلك لما يحصل في القلب اذا خضع وخشع في الصلاة من الانابة الى الله عز وجل وحضور القلب يزال قلبه متعلقا بالله وحينئذ فاذا اهم فاذا هم في منكر او بفاحشة تذكر تلك الصلاة التي بينه وبين الله عز وجل فلا يتجاوز حدوده ولا يتعدى حدوده من فضائل الصلاة ايضا انها عون للانسان على المهمات من امور دينه ودنياه كما قال الله عز وجل واستعينوا بالصبر والصلاة وكان النبي صلى الله عليه وسلم اذا حزبه امر يعني اهمه امر فزع الى الصلاة فهي من اكبر العون للعبد على مهمة الامور بل اذا اصابه غم او هم فمن اعظم ما يفرج همه وغمه ان يلجأ الى الصلاة ولهذا قال الله عز وجل ولقد نعلم انك يضيق صدرك بما يقولون. فسبح بحمد ربك وكن ها؟ من الساجدين ومنها ايضا من فضائلها انها نور للمؤمنين نوم المؤمنين في قلوبهم وفي قبورهم وفي حشرهم فهي نور في القلب ونور في القبر ونور في الحشر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة نور وقال عليه الصلاة والسلام من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة فهي نور في الوجه ونور في القلب ونور في القبر ونور في الحشر وهذا ايضا مما يدل على اهميتها كما في الحديث الصلاة نور ومن فضائل الصلاة ايضا انها سبب لتكفير السيئات ومحو الخطايا ورفعة الدرجات كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان مكفرات لما بينهن اذا اجتنبت الكبائر ومنها ايضا ما رتب الله عز وجل عليها من الاجر العظيم والثواب الجزيل كما في قوله عليه الصلاة والسلام خمس صلوات كتبهن الله عز وجل على العباد فمن جاء بهن ولم يضيع منهن شيئا ولم نضيع منهن شيئا استخفافا بحقهن كان له عند الله عهد ان يدخله الجنة المحافظة عليها سبب لدخول الجنة هذه بعض الفضائل والثمرات للصلاة فينبغي للمرء ان يعتني بها وان اه يحث نفسه وغيره عليها ولا سيما من جعلهم الله عز وجل تحت ولايته من اهله واولاده. ولهذا قال النبي ولهذا قال الله عز وجل وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها قال المؤلف رحمه الله تجب على كل مسلم تجب الواجب باللغة بمعنى الساقط ومنه قول الله عز وجل فاذا وجبت جنوبها اي سقطت واما اصطلاحا فالواجب وما امر به الشارع على سبيل الزام بالفعل ما امر به الشارع على سبيل الالزام بالفعل فقولنا ما امر به الشارع يخرج المحرم لانه منهي عنه والمكروه لانه منهي عنه والمباح لانه لا يتعلق به امر ولا نهي ويدخل فيه المستحب او المسنون وقولنا لا على سبيل الالزام يخرج به ماذا؟ المستحب لأنه نعم وقولنا على سبيل الإلزام وقولنا على سبيل الإلزام يخرج به المستحب لأنه مأمور به لا على سبيل وقول رحمه الله تجب هذه الجملة لم يرد المؤلف رحمه الله لم يرد منها بيان وجوب الصلاة المؤلف هنا قال تجب لم يرد ان يبين وجوب الصلاة بان وجوبها امر معلوم وانما اراد بيان من تجب عليه الصلاة وعلى هذا فمحط الفائدة هنا على من تجب لا وجوبها فهمتم؟ وكثيرا ما يتوهم بعض من يشرح مثل هذه العبارات اذا قال ابونا تجب قال وجليل الوجوب كذا وكذا وكذا هذا بالواقع وهم لان المؤلفين حينما يقول تجب الزكاة تجب الصلاة ونحو ذلك لا يريدون. يعني يقول تجب على كل مسلم بالغ عاقل حر يجب الحج على كذا وكذا. حينما يقولون يجب على كذا لا يريدون الحكم وانها واجبة لان هذا امر معلوم للضرورة من الدين وانما يريدون بيان ايش؟ من تجب عليه. اذا معطوا الفائدة هو على من تجب لا الوجوب قال تجب على كل مسلم مسلم اي تجب الصلوات الخمس في كل يوم وليلة على كل مسلم وقوله على كل مسلم يشمل الذكر والانثى والخنزع سواء كان حرا ام عبدا ام مبعظا وقوله على كل مسلم المسلم هو الذي يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واتى بمقتضى هاتين الشهادتين هذا هو الحد الجامع المانع للمسلم لا نقول الذي يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله لانه قد يشهد ولكن لا يأتي بما تقتضيه هاتين الشهادتين فاذا قلنا ذلك صار الحج جامعا مانعا. اذا المسلم الذي يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. واتى بمقتضى هاتين الشهادتين وقوله تجب على كل مسلم مفهومه انها لا تجب على غير المسلم وهو الكافر وهو كذلك ولكن ليس معنى عدم وجوبها على الكافر انه لا يحاسب عليها كما تقدم لنا في اول الكتاب انه يحاسب عليها وعلى ترك غيرها من الواجبات والدليل على انه يحاسب على ذلك قول الله عز وجل في اخر سورة المدثر يتساءلون عن المجرمين ما سلككم في سقر قالوا ها لم نك من المصلين ولم نك نطعم مسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين قال اهل العلم تكذيبهم بيوم الدين كاف في عقوبتهم وعذابهم فلولا ان لهذه الاعمال فلولا ان لتركهم لهذه الاعمال اثرا في زيادة العقوبة ماذا ذكروها طيب قول ثم قال مكلف والمكلف والبالغ العاقل. المكلف هو من جمع وصفين البلوغ والعقل فلا تجب على الصغير الذي دون البلوغ لقول النبي صلى الله عليه وسلم رفع القلم عن ثلاثة وذكر منهم الصبي حتى يبلغه ولا تجب على غير العاقل لا تجب على غير العاقل وان شئت فقل لا تجب على من لا عقل له المجنون والكبير المهذري ونحو ذلك والدليل على عدم وجوبها عليه قوله عليه الصلاة والسلام وعن المجنون رفع القلم عن ثلاثة وذكر منهم المجنون حتى يفيق ولان الصلاة عبادة وكل عبادة لابد فيها من النية لقول النبي صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى وغير العاقل لا يعقل النية ولا تتصور منه النية على هذا لا تجب وقوله على مكلف قلنا المكلف هو البالغ العاقل فخرج بالبالغ من دون البلوغ لكن سيأتينا ان شاء الله تعالى ان من دون البلوغ نوعان مميز وغير مميز المميز يؤمر بها المميز يؤمر بها لقول النبي عليه الصلاة والسلام مروا اولادكم بالصلاة لسبع. واما غير مميز فلا تصح منه قال غير الحائض والنفساء هذا مستثنى من قوله تجب فلا تجب على الحائض والنفساء والدليل على عدم وجوبها على الحائض والنفساء قول النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر نقصان دين المرأة قال اليس اذا حاضت لم تصل ولم تصم وهذا دليل على عدم وجوب الصيام الصلاة والصيام حال وجوب الحيض واما النفاس فالدليل على انه لا يجب على النفساء فلان النفاس حيض ولهذا يطلق الحيض على النفاس والنفاس على الحيض والدليل على اطلاقه ما في حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما حينما نفست اسماء بنت عميس نعم الدليل على ذلك حديث عائشة رضي الله عنها حينما حاضت لما حاضت عائشة رضي الله عنها بسلف دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي فقال ما ما يبكيك لعلك نفثت فاطلق على الحيض ماذا؟ النفاس فلا تجب الصلاة على غير الحائض والنفساء. اي ما دامتا متصفتين في هذين الوصفين وهما الحيض والنفاس ولكن هل يجب عليهما القضاء الجواب لا فلا تجب عليهما الصلاة حال حيضهما ولا قضاء ولا قضاءها بعد طهرهما بخلاف الصيام ولهذا لما سئلت عائشة رضي الله عنها ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة قالت كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة دل هذا على ان الحائض لا تصلي حال حيضها بل ولا تصح منها. ولا يلزمها اذا طهرت ان تقضي وكذلك النفساء والحكمة من ذلك بالنسبة للحيض الحكمة من ذلك ان الحيض يتكرر كل شهر قلقان ما هي الحكمة نقول اولا الحكمة امران الامر الاول ورود النص بذلك وكفى بذلك حكمة وهذه اعني ورود النص يعلل بها عن كل حكمة قال الله عز وجل وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم وعائشة رضي الله عنها لما سئلت ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؟ لم تقل لكذا وكذا وانما قالت كان يصيبنا ذلك فنؤمر تعللت ذلك بامر الشرع ثانيا من الحكم ان الحيض يتكرر كل شهر المرأة ستة ايام او سبعة ايام فلو امرت بقضاء ما تركته حال حيضها لكان فيه مشقة كان يلزمها مثلا ان تقضي كل شهر نحو من خمس وثلاثين صلاة او ثلاثين صلاة وهذا فيه مشقة وامن نفساء فكذلك ايضا النفاس قد تطول مدته يعني اكثر النفاس عنده اكثر العلماء اربعون يوما فعلى هذا الحائض والنفساء لا تجب عليهما ولا يلزمهما القضاء قال رحمه الله وتصح من المميز اي تصح الصلاة من المميز قال وهو من بلغ سبعا المميز من التمييز او من الميز والميز هو العقل ولهذا يعرف العقل بانه ما يحصل به الميز يعني التمييز واختلف العلماء في حد مميز فقيل من بلغ سبعا من بلغ سبعا وهو الذي مشى عليه المؤلف قال وهو من بلغ سبعا واستدلوا بذلك في قول النبي صلى الله عليه وسلم مروا اولادكم بالصلاة لسبع اي لتمان سبع واذا تم سبع سنين ودخل في الثامنة يؤمر وقيل ان المميز هو من يفهم الخطاب ويرد الجواب ولا ينضبط في سن بل يختلف باختلاف الافهام وهذا الحد اسد هذا الحج اشد اعني ان المميز لا يحد بسن وانما يحد بوصف وضابط وهو من يفهم خطاب ويرد الجواب لان نجد في الواقع من يميز وله خمس وقد يبلغ سبعا وهو لا يميز كوننا نضبط الظأن نضع ضابطا او وصفا هذا ايش؟ هذا اظبط وان كان الغالب الغالب الاعم ان المميز من بلغ سبعا ولكن هذا ليس دائما فقد يميز من له دون ذلك الا وهو من بلغ سبعا وعلى هذا تصح من المميز يفهم منه ان غير المميز لا تصح منه الصلاة لان من شرط صحة الصلاة النية والعقل والعقل والنية لا تتصور من غير مميز. قال والثواب له اي ثواب ما يفعله من صلاة او غيرها من العبادات يكون له وليس لوالديه في عموم قول الله عز وجل من عمل صالحا فلنفسه ولحديث ابن عباس رضي الله عنهما ان امرأة رفعت الى النبي صلى الله عليه وسلم صبيا فقالت يا رسول الله الهذا حج؟ قال نعم ولك فاثبت له النبي صلى الله عليه وسلم حجا واذا ثبت الحج ثبت اثره وما يترتب عليه وهو الثواب واما الحديث المروي ثواب حج الصبي لوالديه هذا الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم بل ثواب حج الصبي له لكن لوالديه اجر الاحسان والدلالة والارشاد الى الخير والصبي يكتب له ولا يكتب عليه يكتب له بمعنى ان ما يفعله من الحسنات ان ما يفعله من الطاعات يثاب عليها. ويكون اجرها له وما يفعله من المخالفات او ما يرتكب من المخالفات لا يعاقب عليه لانه لم يبلغ سن التكليف والله اعلم جمهور العلماء على انه يلزمه على ان الصبي اذا احرم يلزمه ما يلزم البالغ واذا فعل محظورا عليه الفدية المحظور. ومذهب ابي حنيفة ان ذلك لا يلزمه هل يجوز له عند الصبي ان يتحلل يتحلل من النسك لانه غير مكلف ومال الى هذا كما مر علينا ابن مفلح رحمه الله في الفروع وهو الصحيح. وعلى هذا فلو ان صبيا مثلا احرم بنسك حج او عمرة ثم رفض نسكه الذي اراد الخروج من النسك ولا يلزمه شيء