فانك صادق امين يستجيب الله دعائك في تقدم يدعو لهم يسقيهم الله جل وعلا ويقول ايضا مادحا النبي عليه الصلاة والسلام ولقد علمت بان دين محمد من خير اديان البرية دينا الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد بحيي هلا بالاخوة جميعا في هذا الديوان المبارك الذي اسأل الله عز وجل ان يجعله في موازين القائمين عليه وان يبارك فيهم وفيكم وعلينا وعليهم نبدأ في درس جديد نقرأ فيه رسالة ماتعة وهي رسالة التوضيح والبيان من شجرة الايمان للعلامة الشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله تعالى صاحب التفسير المعروف بتفسير السعي هذه الرسالة الصغيرة في مبناها كبيرة في معانيها مؤثرة في مضامينها كيف لا والشيخ رحمه الله معلوم من مؤلفاته انه يكتب وكانه يخاطب القلوب وهذه الرسالة المبنية على ثلاثة فصول الفصل الاول في حد الايمان وتعريفه وزيادته ونقصانه اصل من اصول عقائد اهل السنة والجماعة اصل ينبغي ان يعرفه كل مسلم حتى يعرف كيف يبذر الايمان في قلبي كيف يجعل بذرة الايمان في قلبه فان الايمان مبدأه بذرة صغيرة حتى شبهها النبي عليه الصلاة والسلام بقوله قال الله عز وجل اذهبوا فاخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة خردل من ايمان حبة خردل من ايمان كناية عن اصل بذرة الايمان فاذا كان الايمان مبدأه من حبة الخردل تأمل بعد ذلك كيف تجعل هذه الحبة تنمو كيف تجعل هذه الشجرة تكبر لا تتأثروا بالصواعق ولا بالرياح العاتية ولا بالجفاف ولا بغزارة الامطار شجرة اصلها ثابت وفرعها في السماء لابد للمسلم ان يتعلم من اين يمد ايمانه وكيف يحفظ ايمانه فان الغراس انما يتم تمامه ويؤتي ثمرته اذا كان صاحب الغرس ممدا له بما يحتاج اليه حافظا له مما يضره والفصل الثاني لهذا المؤلف العظيم تحدث فيه المصنف رحمه الله عن ممدات الايمان من اين نستمد الايمان عن مقويات الايمان عن مغذيات الايمان كيف نغذي الايمان في القلوب اذا كان الانسان يغذي بدنه بل ويتعلم ما ينفعه وما يضره في بدنه حتى ان بعض الناس لا يهتم اماما بليغا بهذا الجانب فيصبح اكله بحد سعرات معينة لا يريد الزيادة ولا النقصان انواع ويأكل انواعا معينة لكي لا ينقص كذا وكذا فاذا كان اهتمام اهل الدنيا بهذا الجانب بليغا فحري بنا ان نهتم بجانب الغذاء الروحي ان نفتش وان نعلم وان نتعلم غذاء الجانب الايماني والفصل الثاني كله في هذا الباب واما الفصل الثالث والاخير فقد خصه الشيخ رحمه الله في بيان ثمرات الايمان الدنيوية والاخروية في ذكر ثمرات الايمان العاجلة والاجلة وهذه الرسالة لو قرأها الانسان مع نفسه مرارا وتكرارا لانتفع به واذا قرأ في بيت ينتفع به اهل البيت واذا قرأ في مجالس الايمان فان الايمان يزيد نبدأ على بركة الله عز وجل ونسأله سبحانه وتعالى ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح وهذا هو المجلس الاول ونحن في مساء الاثنين الخامس عشر من شهر رجب المحرم عام اربعة واربعين واربع مئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم نسأل الله العون والسداد والتوفيق هدى والرشاد. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين يا رب العالمين قال العلامة عبدالرحمن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه التوضيح والبيان في شجرة الايمان مقدمة المؤلف الحمد لله الذي غرس شجرة الايمان في قلوب عباده الاخيار. وسقاها وغذاها بالعلوم النافعة والمعارف الصادقة واللهج واللهج بذكره اناء الليل والنهار. وجعلها تؤتي اكلها وبركتها كل حين من الخيرات والنعم الغزار واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له الواحد القهار الكريم الرحيم الغفار. واشهد ان محمدا عبده ورسوله رسول المختار اللهم صلي وسلم على محمد وعلى اله واصحابه البرارة الاخيار. اما بعد فهذا كتاب يحتوي على مباحث الايمان التي هي اهم مباحث الدين. واعظم اصول الحق واليقين. مستمدا ذلك من كتاب الله الكريم الكفيل بتحقيق هذه الاصول تحقيقا لا مزيد عليه. ومن ومن سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم التي توافق الكتاب وتفسره وتعبر عن كثير من مجملاته وتفصل كثيرا من مطلقاته مبتدأ بتفسيره بذكر اصوله ومقوماته ومن اي شيء يستمد مثلثا بفوائده وثمراته. وما يتبع هذا وما يتبع هذه الاصول. في هذه المقدمة شار المصنف اشارة لطيفة الى امر مهم تعال تعال هذا الامر هو ان مستمدات الايمان انما يكون من ايات كتاب الرحمن ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من حيث الحد والتعريف ومن حيث مقوياته ومن حيث بيان ثمراته وكل امر يتكلم فيه عن الايمان بعيدا عن الكتاب والسنة فانه من الامور العقلية او الوجدية او الذوقية التي ربما يظن الناس انها من مثبتات الايمان لكنها في الظاهر وان كانت كذلك لكن نتائجها وخيطة فان من تدليسات ابليس تزيين الايمان في قلوب الناس من طريق العقل تزيين الايمان في نفوس الناس من طريق الذوق والوجد الايمان الصادق المحقق الذي له قوة وثبات وثمرات هو الايمان المستمد من الكتاب والسنة. نعم احسن الله احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى السلام عليكم. قال الله تعالى الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت ضرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون. فمثل الله كلمة الايمان هي اطيب الكلمات بشجرة هي اطيب الاشجار. موصوفة بهذه الاوصاف الحميدة. اصولها ثابتة مستقرة ونماؤها ومستمر وثمراتها لا تزال كل وقت وكل حين تغل على اهلها وعلى غيرهم وعلى غيرهم المنافع المتنوعة والثمرات النافعة وهذه الشجرة متفاوتة في قلوب المؤمنين تفاوتا عظيما بحسب تفاوت هذه الاوصاف التي وصفها الله بها فعلى العبد الموفق ان يسعى لمعرفتها. ومعرفة ومعرفة اصولها واسبابها واصولها وفروعها وجد معرفة اوصافها واسبابها واصولها وفروعها. ويجتهد في التحقق بها علما وعملا فان نصيبه من والفلاح والسعادة العاجلة والآجلة بحسب نصيبه من هذه الشجرة. الله سبحانه وتعالى بالقرآن في سورة إبراهيم التي غرس الله عز وجل به التوحيد والحنيفية السمحاء في قلوب الناس ذكر مثل الايمان في قلب المؤمن بمثل الشجرة الطيبة غرس الشجرة الطيبة بالاقرار بشهادة التوحيد هذه الشجرة الطيبة وصفها الله في القرآن بقوله اصلها ثابت يعني في قلب المؤمن وفرعها في السماء به ترفع الاعمال في هذه الشجرة المباركة النورانية اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والايمان يعلو ولا يعلى عليه والمؤمن معطاء. تؤتي اكلها كل حين باذن ربها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون فيجدون ويجتهدون في تحصيل وفي زرع في رعاية هذه الشجرة المباركة في القلب وفي اية ابراهيم وفي اية سورة ابراهيم الشجرة نكرة كشجرة طيبة لكنها موصوفة بالطيبة والنبي عليه الصلاة والسلام بين نوعا من انواع هذه الشجرة الطيبة بقوله مثل المؤمن كمثل شجرة لا تيبسوا اوراقها قالوا ما هي؟ قال هي النخلة ومعلوم لكل من له زرع او عناية بالزرع ان النخل بحاجة الى رعاية تقاية ورعاية حتى تؤتي ثمارها والايمان في القلب ينبغي ان يكون مراعى اكثر من رعاية اهل الزروع لزروعهم واهل الاشجار لاشجارهم ذلك لان الزروع والثمار الدنيوية وقتية اما الايمان المزروع في القلب الثابت في القلب المنمى ثمراتها انية واجلة وسعادة العبد ليست مرتبطة بالثمرات الدنيوية فان لذتها على اللسان وبمجرد من يتجاوز الثمر اللسان لا يحس الانسان بطعمه بخلاف الايمان فان ثمرته في القلب يشعر به كل البدن سواء زاد فيفرح او نقص فيحزن واذا كان الامر كذلك فلا بد اذا ان نعرف اولا ماهية هذه الشجرة على ضوء الكتاب والسنة وذكر المصنف حقيقة شجرة الايمان وحده وتفسيره في الفصل الاول نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى الفصل الاول في حد الايمان وتفسيره. حدود الاشياء وتفسيرها الذي يوظحها تقدموا احكامها فان الحكم على الاشياء فرع عن تصورها. فمن حكم على امر من الامور قبل ان يحيط علمه بتفسيره صوره تصورا يميزه عن غيره اخطأ خطأ فاحشا. ولهذا يقولون الحكم على الشيء فرع تصوري اذا اراد الانسان ان يتصور شيئا ما فلابد ان يعرفه اولا وفي الامثال العامية اللي ما يعرفك ما يثمنك فالذي لا يعرف ما هو الايمان كيف يتصور منه الاتيان به الذي لا يعرف حقيقة الايمان كيف يتصور منه رعاية الايمان الذي لا يعرف شفافية الايمان كيف يتسور منه رعاية الايمان الحكم على الشيء فرع عن تصوره نعم احصروا احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى اما حد الايمان وتفسيره فهو التصديق الجازم والاعتراف التام بجميع ما امر الله ورسوله بالايمان به. والانقياد ظاهرا وباطنا فهو تصديق القلب فهو تصديق القلب المتضمن لاعمال القلوب واعمال البدن. وذلك شامل للقيام بالدين كله. ولهذا كان الائمة والسلف يقولون قوله اما حد الايمان وتفسيره فهو التصديق الجازم يعني هذا من حيث اللغة من حيث اللغة اكثر الناس يقولون الايمان في اللغة تصديق جازم واعتراف تام قول بعض الناس ان الايمان هو مجرد التصديق هذا فيه نظر نبه عليه شيخ الاسلام ابن تيمية ان هذا غلط من حيث اللغة فان اللغة التي بها نزل القرآن تأبى ان تكون كلمة التصديق مرادفة لكلمة الايمان وانما الكلمة اعني كلمة الايمان لو عرفت في اللغة بالتصديق الجازم مع الاعتراف فهذا قريب لكن الاقرب ان يقال ان الايمان في اللغة هو الاقرار فانت تقول في اللغة امنت برسول الله صلى الله عليه وسلم ويصح ان تقول بدلا عن ذلك اقررت برسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول امنت له وتقول اقررت له ولا يصح ان تقول امنت له ثم تقول صدقت له هذا الكلام لا يستقيم في اللغة فلما اختلفت المتعلقات بين الايمان والتصديق علمنا ان بينهما وان كان ثم تداخل لكنه بعيد وانما المرادف القريب للايمان في اللغة هو الاقرار وهذا هو معنى قول ابناء يوسف لابيه ابناء يعقوب لابيهم في شأن يوسف عليهما السلام وما انت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين والمعنى وما انت بمقر لنا على فعلتنا ولو كنا صادقين في خبرنا اما تفسير الاية بقولهم وما انت بمصدقنا بحذف اللام فهذا تلاعب لا ينبغي ان يكون مع كلام الله عز وجل ولا يصح لغة ان تقول وما انت بمصدق لنا وانما التصديق شيء من اشياء الايمان في اللغة ولذلك نبأ شيخ الاسلام على باكثر من عشرين وجها ان الايمان تفسيره بالتصديق تفسير قاصر وانما يفسر الايمان بانه الاقرار وقد يكون الشخص مصدقا للنبي عليه الصلاة والسلام لكنه لا يقر بنبوته ولو كان الايمان في اللغة هو التصديق لجاز لنا لغتنا ان نقول انه مؤمن فمثلا ابو جهل كان يمشي مع ابن اخ له فتعثر فقال كلمة قبيحة في حق النبي عليه الصلاة والسلام فقال له ابو جهل صح لا يسمعك محمد فيدعو عليك فوالله ان دعوته لمستجابة الولد بفطرته تقول يعني هو على الحق يقول اي وربي انه لعن الحق طيب هو يعلم ان النبي عليه الصلاة والسلام على الحق ويصدق انه على الحق فلماذا لا يسمى مؤمنا لانه لم يقر بذلك عنده الاستكبار والاباء ويقول ابو طالب في ابيات له يمدح النبي عليه الصلاة والسلام وابيض يستسقى الغمام بوجهي كانوا قبل النبوة اذا اصابهم الجدع الجدب يقدمونه يقولون له ادعو ربك لولا الملامة او حذاري من سبة لوجدتني سمحا بذاك مبينا فهذه الابيات تبين لنا بجلاء ابا طالب مصدق للنبي عليه الصلاة والسلام ومع ذلك قال الله في حقه انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء فنفى عنه الهداية فدلنا ان التصديق ليس هو الهداية المطلوبة فالايمان الاقرار الاقرار ومن اراد الزيادة في هذا الباب للتأكيد على ان التصديق ليس ليس مرادفا للايمان في اللغة وانما هو جزء معناه فليرجع الى ما كتبه شيخنا واخونا الدكتور عبد الرزاق ابن شيخنا عبد المحسن عباد البدر في رسالته زيادة الايمان ونقصانه نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى ولهذا كان الائمة الائمة والسلف يقولون الايمان قول قول القلب واللسان القلب واللسان والجوارح. وهو قول قول وعمل واعتقاد. يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. فهو يشمل عقائد الايمان واخلاقه واعماله. هذا التعريف هو تعريف الايمان شرعا هذا القول المنقول عن الائمة والسلف نقله الامام هبة الله ابو القاسم الطبراني اللانكائي في كتابه شرح اصول اعتقاد اهل السنة والجماعة ان الايمان قول وعمل ونقل هذا الكلام عن اكثر من خمسمائة نفس من علماء الانصار في مختلف الازمنة من مختلف البلدان ونقل البخاري رحمه الله انه ما لقي احدا في عدة مدن بايام طلبه للعلم وهو من علماء القرن الثالث الهجري الا وهم يقولون الايمان قول وعمل واذا اطلقوا هذا القول فمقصودهم كما قال الشيخ مقصود السلف الايمان قول وعمل يعني كل قول تقوله اما مؤثر ايجابا في الايمان فيزيده او مؤثر سلبا في الايمان فينقصه فافهم رعاك الله احفظ لسانك وكل عمل تعمله فانه مؤثر في الايمان ايجابا فيزيده او سلبا فينقصه سواء كان هذا القول وهذا العمل قوليا لسانيا او قوليا قلبيا او عملا قلبيا او عملا لسانيا وبدنيا فالحب عمل القلب والخوف عمل القلب والرجاء وعمل القلب لكن القلب حينما يتحرك والشفتان مصمتتان واذا بك تجد في قرارة نفسك قلبك يقول اني احب الله هذا قوله اني ارجو الله هذا قوله اني اخاف الله هذا قوله وعمل القلب يزيد وينقص وعمل البدن يزيد وينقص لذلك الايمان عند اهل السنة والجماعة هو المنقول عن السلف والائمة الايمان قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية سواء كانت الطاعة قولية او عملية قولية قلبية او قولية لسانية عملية قلبية او عملية جارحية ولذلك لا تترك لنفسك ان تجعلها كالاسفنجة تأتي الخواطر فتجذبها فانها مؤثرة على الايمان فاحذر يرعاك الله نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى فالاقرار والاعتراف بما لله تعالى من الاسماء الحسنى. والصفات الكاملة العليا والافعال الناشئة عن اسمائه وصفاته هو من اعظم اصول الايمان وكذلك الاعتراف بما لله من الحقوق الخاصة وهو التأله والتعبد لله ظاهرا وباطنا من اصول الايمان والاعتراف بما اخبر الله به عن ملائكته وجنوده والموجودات السابقة واللاحقة. والاخبار باليوم الاخر كل هذا من اصول ايمان وكذلك الايمان بجميع الرسل صلوات الله وسلامه عليهم وما اوصفوا به في الكتاب والسنة من اوصاف الحميدة كل هذا من اصول الايمان كما ان من اعظم اصول الايمان الاعتراف بانفراد الله بالوحدانية والالوهية. وعبادة الله وحده لا شريك له واخلاص الدين لله بشرائع الاسلام الظاهرة وحقائقه الباطنة. كل هذا من اصول الايمان ولهذا رتب الله على الايمان على الايمان دخول دخول الجنة والنجاة من النار. ورتب عليه رضوانه والفلاح والسعادة ولا يكون ذلك الا بما ذكرنا من شموله للعقاد واعمال القلوب واعمال الجوارح. لانه متى فات شيء من ذلك حصل من النقص وفوات الثواب وحصول العقاب بحسبه بل اخبر الله تعالى ان الايمان المطلق تنال به ارفع المقام. بل اخبر الله تعالى ان احسنت. بل اخبر الله تعالى ان الايمان المطلق تنال به المقامات في الدنيا واعلى المنازل في الاخرة. فقال تعالى والذين امنوا بالله ورسله اولئك هم الصديقون هم اعلى الخلق درجة بعد بعد درجة الانبياء في الدنيا وفي منازل الاخرة واخبر في هذه الاية ان من حقق الايمان به وبرسله نال هذه الدرجة ويفسر ذلك ويوضحه ما ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم قال ان اهل الجنة ليتراءون اهل الغرف في الجنة كما ترأون الكوكبة الشرقية او الغربية في الافق لتفاضل ما بينهم. فقالوا يا رسول الله تلك منازل الانبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال بلى والذي نفسي بيده رجال امنوا بالله وصدقوا المرسلين وايمانهم بالله وتصديقهم للمرسلين في ظاهرهم وباطنهم في عقائدهم واخلاقهم واعمالهم. وفي كمال لله ولرسله فقيامهم بهذه الامور به يتحقق ايمانهم بالله وتصديقهم الى المرسلين. يعني ان الايمان لابد اذا لا بد ان كنا نريد ان نقوي هذه الشجرة ان نقوي اصولها وجذورها فاصول شجرة الايمان وجذور شجرة الايمان مبناه على اركان الايمان الستة واعظم اصلين الايمان بالله والايمان باليوم الاخر ولذلك يأتي في القرآن ذكر الايمان بالله واليوم الاخر مفردتين عن بقية اركان الايمان ويأتي في السنة كذلك ذلك يوعظ به من كان منكم يؤمن بالله واليوم الاخر وفي القرآن في مواضع كثيرة ذكر الايمان بالله واليوم الاخر ومثل قوله عليه الصلاة والسلام من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه فذكر الايمان بالله واليوم الاخر وذلك لان الايمان بالله اصل للايمان والايمان باليوم الاخر دافع للعمل محسن للعمل ظابط للعمل ولهذا ينبغي علينا ان نقوي هذه الاصول كيف نقوي اصل الايمان بالله بالعلم فنعرف الله تبارك وتعالى باسمائه صفاته وافعاله وما له من الكمالات ما له من الجلالات والجمالات انه ارحم الراحمين لو احكموا الاحكمين احكموا الحاكمين وانه اكرم الاكرمين وانه سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير كلما تعرفت على الله عز وجل اكثر كلما تجذر الاصل الاول من اصول الايمان في قلبك اكثر وبقية اركان الايمان كذلك لابد ان تأصلها وتعرف كيف تؤمن بها تعرف المؤمن به على اي وجه لابد ان تؤصلها في قلبك الايمان ملائكة توصل الايمان بالكتب توصل الايمان بالرسل توصل الايمان بالقدر خيره وشره متى ما وجد الايمان في القلب مبنيا على هذه الاصول على متانة وقوة وعلم وعمل فحينئذ ابشر بالخير فان الجنة وعد الله لمثل هؤلاء الذين غرسوا الايمان في قلوبهم على هذا المنوال ويتبع ذلك الاقرار بشرائع الاسلام الاقرار بما جاء عن سيد الانام صلوات ربي وسلامه عليه ولذلك ينبغي على الانسان ان يتعلم ما في كتاب الله وما في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم والاصل ان كل وعد في الجنة ان كل وعد بالجنة في الكتاب والسنة فانه مرتبط بالايمان المطلق وهو الايمان التام الكامل الناضج وكل وعيد في القرآن فانه مرتبط بالكفر او الشرك والنفاق او الكبائر ومن بين ذلك فليس لهم وعد مطلق ولا لهم وعيد مطلق كما قال جل وعلا واخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا واخر سيئا عسى الله ان يتوب عليه فوعد الله عز وجل المطلق بالجنة مرتبط بمن اتى بالايمان المطلق تحصيل رظوان الله عز وجل مرتبط بتحقيق الايمان المطلق كون الانسان مرضيا عند الله مرتبط بتحصيل الايمان المطلق بل الثواب التام الكامل مرتبط بالايمان الكامل وبقدر نقصان الايمان ينقص ثواب العبد فاذا ما نزل من الايمان المطلق الى الايمان الواجب فله مطلق الوعد فاذا نزل من الايمان الواجب فليس له من مطلق الوعد الا انه في اخر الامر يدخل الجنة وما عدا ذلك فهو تحت المشيئة ولذلك الله جل وعلا مدح الصديقين المؤمنين به بقوله والذين امنوا بالله ورسله اولئك هم الصديقون هذه الاية من سورة الحديد وعلى احد التفسيرين طبعا هي سورة الحديد مدنية على احد التفسيرين في الاية ان الصديقين في هذه الاية هم الذين جمعوا الوصفين الايمان بالله والايمان بالرسول صلى الله عليه وسلم والمعني بالايمان بالله تحقيق التوحيد والمعني بالايمان برسول الله صلى الله عليه وسلم تحقيق شهادة ان محمدا رسول الله بالاتباع اذا من هو الصديق هو الذي حقق التوحيدين؟ حقق الشهادتين شهادة ان لا اله الا الله وشهادة ان محمدا رسول الله هذا هو الصديق بدلالة نص الاية على هذا الوقف والذين امنوا بالله ورسله اولئك هم الصديقون اذا كملنا الاية يمكن ان يكون المعنى والذين امنوا بالله ورسل اولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم فيكون المعنى ان الذي يكون من الشهداء يوم القيامة هو الصديق ومن نزل عن مرتبة الصديقية لا يكون من الشهداء الذين قال الله عنهم يوم الذين قال الله عز وجل فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد فالانسان يكون شهيدا وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس من هو الشهداء على الناس هو من اتى بمرتبة الصديقية على وقف لا تقف على الصديقين وانما قف والشهداء عند ربي والذين امنوا بالله ورسله اولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم ثم جاء الخبر لهم اجرهم عند لهم اجرهم الاية ونورهم. اذا هذا كلام مستأنس ثواب اخر مرتب على الصديقية وعلى الايمان بالله والرسول واما على الوقف الاول والذين امنوا بالله ورسل اولئك هم الصديقون انتهى الكلام. والشهداء عند ربهم لهم اجرهم ونورهم الواو واو استئناف لكن الاية الصحيح من اقوال اهل العلم انها محتملة للمعنيين ولا تعارض بين القولين فلا يكون عند الله شهيد يشهد على الخلق الا ان كان صديقا وكل صديق فانه موعود بالمغفرة والنور والشهداء وان لم يكونوا صديقين فانهم موعودون بالمغفرة والنور. لكن لا يكونون شهداء على الناس ينبغي على الانسان ان يحصل هذه المرتبة الصديقية بتمام العلم وتمام العمل واصله اصل الصديقية انما يتم باصلاح ما في القلب ولهذا قال من قال من السلف ما سبق الصديق الناس بكثير صوم او صلاته وانما بشيء وقر في قلبه يعني يعني انه من جذور الايمان ابعد الحشائش المظرة التي تشوش على جذور الايمان الناس انتبه الناس الى شكل الثمرة الى سورة الشجرة ولم ينتبهوا الى اصل جذر الشجرة. بينما الصديق انتبه الى اصل جذر الشجرة فسبقه رضي الله تعالى عنه وحق فيه قول الشاعر من لي بسيرك المدلل تأتي رويدا وتأتي الاول ولا ريب ان اهل الايمان الكمل لهم الثواب المطلق الذي لا يصل اليه احد وهذا الثواب المطلق منازل عالية في الجنة كما جاء في الحديث ان اهل الجنة ليتراءون اهل الغرف في الجنة كما ترأون الكوكب الشرقي او الغربي في الافق مسافة كبيرة لتفاضل ما بينهم الانسان لما يشوف نفسه تحت ويشوف الكوكب فوق يقول شو يوصلني لهذه الدرجة؟ فالصحابة ظنوا ان هذه منازل الانبياء والمرسلين النبي عليه الصلاة والسلام عمم هذه المنازل بقوله بلى والذي نفسي بيده رجال امنوا بالله وصدقوا المرسلين فجعل الوضع الثواب المطلق لمن حقق الايمان المطلق وهذا لا يتم الا بصلاح الظاهر والباطن. نعم السلام عليكم. قال قال رحمه الله تعالى وقد امر الله في كتابه بهذا الايمان العام الشامل وما يتبعه من الانقياد والاستسلام واثنى على من قام به فقال في اعظم ايات الايمان قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون. قولوا هذه اي قولوا قولا تقرون به لانه قال قولوا امنا. قولوا نقر اقررنا هذا معنى قولوا امن. ليس المقصود مجرد اللفظ وانما المقصود اللفظ مع الاقرار. قولوا امنا قولوا اقررنا وهذه الاية متظمنة الاصل الاول وهو الايمان بالله والاصل الثالث وهو الايمان بالكتب وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم والاصل الرابع وهو الايمان بالرسل. نعم احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى فامر الله عباده بالايمان بجميع هذه الاصول العظيمة والايمان الشامل بكل كتاب انزله الله وبكل رسول ارسله الله وبالاخلاص والاستسلام والانقياد له وحده بقوله. ونحن ونحن له مسلمون كما اثنى على المؤمنين في اخر السورة بالقيام بذلك فقال امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير فاخبر ان الرسول ومن معه من المؤمنين امنوا بهذه الاصول ولم يفرقوا بين احد من الانبياء بل امنوا بهم جميعا وبما اوتوه من عند الله. وانهم التزموا طاعة الله فقالوا سمعنا واطعنا. وطلبوا من ربهم ان لهم ذلك وان يعفو عن تقصيرهم ببعض حقوق الايمان. وان مرجع الخلائق كلهم ومصيرهم الى الله. يجازيهم بما قاموا به من حقوق الايمان وما ضيعوه منها. كما قال تعالى عن اتباع الانبياء عيسى وغيره انهم انهم قالوا ربنا امنا بما انزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين فامنوا بقلوبهم والتزموا بقلوبهم وانقادوا بجوارحهم. وسألوا الله ان يكتبهم مع الشاهدين شاهدين له بالتوحيد. وان يحقق لهم القيامة به قولا وعملا واعتقادا وقال تعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم اذا تولت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. اولئك هم المؤمنون حقا. لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم فوصف الله المؤمنين في هذه الصفات فوصف الله سلام فوصف الله المؤمنين بهذه الصفات المتضمنة للقيام باصول الايمان باصول الدين وفروعه وظاهره وباطنه فانه فانه وصفهم بالايمان به ايمانا ظهرت اثاره في عقائدهم واقوالهم واعمالهم الظاهرة والباطنة وانه مع ثبوت الايمان في قلوبهم يزداد ايمانهم كلما تليت عليهم ايات الله ويزداد خوفهم ووجلهم كلما ذكر الله وهم في قلوبهم وسرهم متوكلون على الله ومعتمدون في امورهم كلها عليه. ومفوضون امورهم اليه وهم مع ذلك يقيمون الصلاة فرضها ونفلها. يقيمونها ظاهرا وباطنا ويؤتون الزكاة وينفقون النفقات الواجبة الواجبة والمستحبة ومن كان على هذا الوصف فلم يبقي من من الخير مطلبا ولا من الشر مهربا. ولهذا قال اولئك هم المؤمنون حقا. الذين يستحقون هذا الوصف على الحقيقة ويحققون القيام به ظاهرا وباطنا ثم ذكر ثوابهم الجزيل المغفرة المتضمنة لزوال كل بشر ومحذور ورفعة الدرجات عند ربهم والرزق الكريم الرزق الكريم المتضمن من من النعم ما لا عين رأت ولا اذنى سمعت ولا خطر على قلب بشر وقال تعالى قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم على اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون والذين هم لفروجهم حافظون الا على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم فانهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فاولئك هم العادون. والذين هم معاديهم راعون والذين هم على صلواتي محافظون. اولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون فسر الله الايمان في هذه الايات بجميع هذه الخصال. فانه اخبر بفلاح المؤمنين ثم وصفهم بقوله الذين هم في صلاتهم خاشعون الى اخر الايات المذكورة. فمن استكمل هذه الاوصاف فهو المؤمن حقا. ومظمونها القيام بالواجبات الظاهرة والباطنة واجتناب واجتناب المحرمات والمكروهات. وبتكميلهم للايمان استحقوا وراثة الجنات الفردوس هي اعلى الجنات كما انهم قاموا باعلى الكمالات. وهذه صريحة في ان الايمان يشمل عقائد الدين واخلاقه واعماله الظاهرة والباطنة ويترتب على ذلك انه يزيد بزيادة هذه الاوصاف والتحقق بها. وينقص بنقصها وان الناس في الايمان درجات متفاوتة بحسب تفاوت هذه الاوصاف. يعني هذه الايات اذا تلاها الانسان فانه يستيقن بان الايمان مقتضاه واصله مبني على علم وعمل فلا يكفي مجرد الاقرار ولا يكفي مجرد العلم دون العمل ولذلك تمام الايمان وكماله انما هو بتمام الانقياد والاستسلام وهذا من معاني كوني ابراهيم عليه السلام كان حليفا مسلما مسلما يعني منقادا تمام الانقياد مائلا الى التوحيد تمام الميل وآآ النبي عليه الصلاة والسلام ومن معه من الصحابة المؤمنين اثنى الله عليهم بقوله امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون وهذا خبر من الله عن عما وقع في قلوبهم وفي اعمالهم وفي اقوالهم فمن يأتي بعد ذلك ويطعن فيهم فانه مكذب لخبر الله فان الله يقول امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون والالف واللام في المؤمنون الاستغراق يشمل جميع المهاجرين والانصار اي اقر الرسول صلى الله عليه وسلم بما انزل اليه من ربه والمؤمنون اقروا بما انزل على الرسول صلى الله عليه وسلم كل اي كل من الرسول والمؤمنون والتنوين هنا للعوظ فلم يعد ذكرهم لاجل معلومية مذكور كل من الرسول وكل من المؤمنين امن بالله وملائكته وكتبه ورسله وهذا فيه ذكر اصول الايمان الستة الايمان بالله الايمان الملائكة والايمان بالكتب والايمان بالرسل وبقي الايمان ب اليوم الاخر في اخر الاية واليك المصير هذا ايمان باليوم الاخر وبقي الايمان بالقدر فهذا متظمن لقوله لقولهم سمعنا واطعنا فهذا يدلنا على كمال الايمان كيف يكون يكون بالاقرار بهذه الامور واذا اقر الانسان بهذه الامور فحينئذ تظهر عليه اعمال الايمان ولهذا قال قد افلح المؤمنون فيأتي السؤال من هم ما صفاتهم الذين هم في صلاتهم خاشعة والذين هم فجاءت الايات لبيان او صافي المؤمنين اذا من هو المؤمن؟ الخاشع في صلاته من هو المؤمن دائم لصلاتي المحافظ على صلاتي المزكي ولهذا جاء في اية الانفال انما المؤمنون انما على سبيل الحصر اي الكمل الذين بلغوا الغاية في الايمان انما المؤمنون الذين ودايما لما تسمع الاسم الموصول في اللغة العربية فان الاسم الموصول وما بعده يكون صفة لصلته انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون والتوكل من اعمال القلب الذين يقيمون الصلاة هذا عمل جارحي ومما رزقناهم ينفقون عمل مالي. ثم وصفهم بقوله اولئك اي الذين حققوا هذه الاوصاف هم المؤمنون حقا ولم يقل اولئك المؤمنون حقا وان ما اتى بظمير الفصل هم بين المبتدأ والخبر اولئك مبتدأ المؤمنون خبر اتى بضمير الفصل هم لافادة الحصر اي ان من سواهم قد يكون مؤمنا لكن لا يكون مؤمنا حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم. فوافقت هذه الاية في اخرها اية سورة الحديد لهم مغفرة و لهم آآ رزقهم الشهداء عندنا لهم مغفرة من ربهم نور ورزق كريم. كل هذا مساو لهذا المعنى اما قول الشيخ في قوله للقيام باصول الدين وفروعه مقصوده رحمه الله بالفروع المسائل الفقهية وهذا اصطلاح حادث تقسيم الدين لاصل وفرع تقسيم المتأخر والصواب انه لا يوجد في الدين ما يسمى اصل وفرع لانه لو قيل مثلا الفروع المسائل الفقهية طيب الصلاة من المسائل الفقهية اليس هو من اصول الايمان الجواب بلى طيب الوضوء من المسائل الفقهية اليس الاقرار بالوضوء من مسائل اصول الايمان؟ الجواب بلى اذا هذا التقسيم متأخر اولا حادث لكنه غير مستقيم في المعنى. ليس له ضابط صحيح ولهذا من تكلم به من اهل العلم وذكره فيحمل كلامه على احسن المحامل والا فليس في الدين اصل ولا يقسم الدين لاصل وفرع وانما يقال الاعمال كلها من الايمان. لكن بعض الاعمال اصول وبعض الاعمال واجبات وبعض الاعمال مكملات هذا هو التقسيم الصحيح الاعمال وذكر الشيخ رحمه الله ان الايمان اذا كمل استحق الانسان الثواب الكامل فهذه الايات ومثيلاتها وهي كثيرة مصرحة في ان الايمان يشمل عقائد الدين ويشمل اخلاق المسلمين ويشمل الاعمال الظاهرة والاعمال الباطنة ليس هناك شيء يخرج عن ماهية الايمان اما اصل له او من واجباته او من مكملاته او من نواقضه او من نواقصه او من مخدشاته والمؤثرات عليه ولهذا ينبغي للانسان ان يكون دقيق اللفظ دقيق اللحظ ان يكون الانسان ناظرا في حركته ناظرا في سكنته لماذا يقوم؟ لماذا يجلس؟ لماذا يفعل فيستحضر الاخلاص لله عز وجل والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم ذكر الشيخ ان الناس في الايمان درجات متفاوتة بحسب تفاوت هذه الاوصاف نرجي هذا ان شاء الله في لقاء اخر نسأل الله عز وجل ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح. وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين