الايتين اه الايات الاول من سورة الكهف لان فيه ذكرى الكتاب بعده فناسب التقاء الحمدي مع نزول الكتاب وكأن فيه اشارة الى ان الحمد لله على كونه انزل هذا الكتاب جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم اذا في مواطن الغلظة تكون مطلوبة وفي مواطن يقول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم فاعف عنهم واصفح ان الله يحب المحسنين فالواجب علينا الحمد لله رب العالمين. واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فبلا سنيد المتصلة الى الحافظ الامام ابو بكر محمد ابن حسين ابن عبد الله الاجري رحمه الله نروي كتابه المعروف باخلاق اهل القرآن او اخلاق حملة القرآن وهذا الكتاب او هذه الرسالة لها اسانيد كثيرة لكن جل اسانيدنا الى الامام البيهقة الامام الاجري رحمه الله هو من طريق الشيخ محمد ابن عبد الرحمن ابن اسحاق ابن آآ الامام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى باذن الله عز وجل بعد ان ننتهي من هذه الرسالة نعطي اسانيد متصلة الى الامام نسأل الله جل وعلا ان يرزقنا الاخلاص في القول والعمل قبل ان نبدأ بهذه الرسالة هنا يرد سؤال ما هو المقصد من دراسة هذه الرسالة اخلاق اهل القرآن كلنا نقرأ قول الله عز وجل وانك لعلى خلق عظيم وكلنا ندرك ان الله تبارك وتعالى انما بعث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم اول ما بعثه بعثه ليتمم مكارم الاخلاق ولهذا لا نجد في مبدأ الاسلام ان الله تبارك وتعالى امر المؤمنين بالصلاة او بالصوم او بالزكاة او بالحج وانما كان الرجل يأتي من البادية او من اهل القرى او من اهل مكة للنبي صلى الله عليه وسلم ويسأله بما بعثت فيقول عليه الصلاة والسلام بعثت بصلة الارحام والصدق والامانة فيذكر عليه الصلاة والسلام بعد التوحيد الاخلاق يذكر عليه الصلاة والسلام بعد التوحيد الاخلاق نحن نسأل انفسنا سؤال حينما يفسر ابن عباس قول الله تعالى وانك لعلى خلق عظيم اي وانك لعلى دين عظيم ما وجه تفسير الخلق بالدين هذا يسميه العلماء التلازم ويخفف شوية يسميه العلماء بالتلازم. اي لا دين الا بالاخلاق والاخلاق بلا دين لا منفعة فيها ومن هنا يتبين لنا جليا ان الايمان العظيم من جل ثمراته ومن عظم ثمراته الاخلاق الفاضلة والاخلاق الفاضلة سبيل للايمان الصحيح ولهذا نجد ان النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم كان اذا جاءه رجل يبشر الصحابة ب الخير او بالسوء من جهته لمعرفته عليه الصلاة والسلام باخلاقه ونحن الذين نقول اننا نشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله خفف بعد الونة هذي تتعبني يا شيخ ما راح اقدر اكمل درسي سكر هذا اللي عندنا اصلا ما يحتاج خل عندهم بس لا هذا كافي هذا ما تعرف تسكره الدقبة اللي عندك دقي عليها باش حنا الحين تشذي يمكن هم يسمعون الصوت انتم تسمعون الصوت اه شوفوا شوفوا الباب اذا هم يسمعون الصوت خلاص حنا ما نبي نسمع الصوت الصوت عندكم واضح يقول واظع الصوت بس نقول ان نحن نشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله وندين بهذا الاسلام فالواجب علينا ان نتخلق باخلاق هذا الدين. نتخلق باخلاق القرآن الكريم ما معنى التخلق باخلاق القرآن؟ فسرته ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها لما قال مسروق عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت كان خلقه القرآن كان خلقه القرآن ولهذا ينبغي لكل واحد منا ان ينظر الى نفسه لا يكفي كون الانسان طالب علم او طالبة علم وهو مكفهر الوجه لا يكفي ان يكون الانسان طالب علم او طالبة علم وهو لا يعرف اخلاق الاسلام سواء مع الكفار المعاهدين او الكفار المحاربين او الكفار اه المسالمين او لا يعرف اخلاق الاسلام في حال اه النفاق كيف يتعاملون مع المنافقين؟ كيف يتعاملون مع المبتدعة كيف يتعاملون مع الموافقين لو تأملنا هذي مقدمة اذكرها قبل ان نقرأ الكتاب لو تأملنا القرآن نجد ان الله تبارك وتعالى ذكر اخلاق اهل الايمان عموما اه والصحابة على وجه الخصوص لان الخطاب عنهم انهم اشداء على الكفار رحماء بينهم طبعا المقصود باشداء على الكفار الالف واللام فيه للعهد يعني المحاربين ورحماء بينهم بينهم اتى بالظمير ليدل على العموم وهذه من اعظم اخلاق اهل الاسلام فيما بينهم ومع اعدائهم وذكر الله عز وجل آآ مخاطبا نبيه والمؤمنين فقال يا ايها النبي ان نتعلم هذه الاخلاق من حيث الوقت ومن حيث الزمان ومن حيث المكان ومن حيث الجهة لينبغي اه او الواجب الذي ينبغي ان نكون عليه اننا نتخلق باخلاق القرآن في انفسنا بغض النظر عن الجهة التي نحن نتعامل معها وشعارنا نعامل الناس بديننا ولا نعامل الناس باخلاقهم نعامل الناس باخلاقنا الذي تعلمناه من كتاب ربنا ومن سنة نبينا صلى الله عليه واله وسلم ولا نعامل الناس باخلاقهم اهل القرآن اذا اطلق فالمقصود به حملته وحفاظه والداعون اليه والواجب على اهل القرآن ان يتخلقوا بهذه الاخلاق التي جاءت في كتاب الله عز وجل منثورة وجمعها الامام ابو بكر محمد بن حسين الاجري رحمه الله تعالى وقد رتب كتابه ترتيبا بديعا ماتعا فذكر مقدمة نافعة نعلق عليها بما يتيسر ان شاء الله عز وجل وبابا في فضل آآ من تعلم القرآن وعلمه بابا في فضل من تعلم القرآن وعلمه ثم ذكر باب فضل الاجتماع في المسجد لدرس القرآن ثم ذكر باب ذكر اخلاقي اهل القرآن ثم ذكر بابا في اخلاق من قرأ القرآن لا يريد به الله عز وجل وما هي سماتهم ثم ذكر بابا في اخلاق المقرئ اذا جلس يقرئ ويلقن لله عز وجل ماذا ينبغي له ان يتخلق به ثم ذكر اخلاق من يقرأ على المقرئ يعني في ذكر اخلاق الحامل للقرآن وهو العالم او طالب العلم وذكر الم تعلم وطالب العلم وطالبة العلم. ثم ادب قراء عند تلاوتهم القرآن مما لا ينبغي لهم جهله ثم ختم اه هذه الرسالة بباب في حسن الصوت بالقرآن الكريم تبويبات الامام ابو بكر محمد بن حسين اجري رحمه الله من انفع ما يكون لان الباب الاول باب فظل حملة القرآن فيه شحذ للهمم حتى نكون من حملة القرآن تم مما يزيد آآ الجهد ويزيد الرغبة تعلم القرآن والعمل به فظل الباب الثاني فضل من تعلم القرآن وعلمه ثم لا يتأتى هذا كله الا بالاجتماع بالمساجد او في المكاتب او في الدور لمدارسة القرآن الكريم ثم بعد هذا نحتاج ان نتعلم اخلاق اهل القرآن وان نبتعد عن اخلاق المرائين وان نتخلق باخلاق حاملي القرآن الذين يعلمونه لوجه الله عز وجل ثم ان نتعلم الاخلاق في الادب مع المتعلمين ثم اخلاق المتعلمين ونختم الحديث بي اه ادب التلاوة ما هي الاداب التي ينبغي ان نكون عليها حال التلاوة ثم حكم حسن الصوت فهذا تبويب لطيف وترتيب معقول بديع يقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين بن عبدالله الاجري رحمه الله يقول اه احق ما استفتح به الكلام الحمد لمولانا الكريم وافضل الحمد ما حمد به الكريم نفسه فنحن نحمده به الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم اجرا حسنا ماكثين فيه ابدا والحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الارض وله الحمد في الاخرة وهو الحكيم الخبير يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور احمده على قديم احسانه وتواتر نعمه حمد من يعلم ان مولاه الكريم علمه ما لم يكن يعلم وكان فضله عليه عظيما افتتح المصنف رحمه الله كتابه بعد البسملة بذكر الحمد لله عز وجل والحمد كما تعلمن معناه الثناء على الجميل بصفات الكمال والجمال الثناء على الموصوف بصفات الكمال والجلال وهذا الوجه على الاطلاق لا يكون الا لله سبحانه وتعالى ومن هنا ادرك المصنف ان البدء بالحمد لله عز وجل من احسن ما يكون من وجهين الاول ان فيه اتباعا لكتاب الله تبارك وتعالى فالله سبحانه وتعالى افتتح كتابه بالحمد وافتتح بعظ سور القرآن بالحمد الوجه الثاني ان الانسان الذي يريد ان يتخلق باخلاق اهل القرآن عليه ان يعلم ان ربه جل وعلا هو موصوف بصفات الكمال والجلال ولهذا ينبغي للانسان ان ينظر الى مولاه الكريم سبحانه وتعالى ويتخلق بما امكنه من اخلاقه سبحانه وتعالى وان يبتعد عما لا يليق بالعبد من الاخلاق ومما هو من خصائص الخالق سبحانه وتعالى وانتن تعلمن ان الله تبارك وتعالى افتتح خمسة سور من سور القرآن بالحمد اولها الفاتحة وثنيها سورة الماء الانعام وثالثها سورة الكهف ورابعها سورة سبأ وخامسها سورة فاطر والمصنف رحمه الله ذكر الذي فيه ذكر صفات المحمود سبحانه وتعالى الذي يجب على العباد ان يخافوه فلا يتصفوا بما هو من خصائصه ويتصف بالصفات التي هي من الصفات التي يجوز لنا التخلق بها من صفات الله عز وجل فهو سبحانه الغفور يحب من عباده ان يتصفوا بالغفر وهو سبحانه الرحيم يحب من عباده ان يكونوا راحمين وطبق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم هذا المعنى فقال ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء وهو سبحانه وتعالى يصفح و ان يرفع الذلات وهو سبحانه وتعالى يرفع الزلات وهو سبحانه وتعالى فيكفر السيئات والله سبحانه وتعالى رغب لنا هذا فقال سبحانه وتعالى الا تحبون ان يغفر الله لكم وايضا آآ قال المصنف احمده على قديم احسانه ومعنى هذا الكلام ان احسان الله تبارك وتعالى وهو ايصاله الخير للعباد قديم قديم بمعنى انه سبحانه وتعالى ليس احسانه ليس احسانه الينا فقط بل احسانه قديم على الاباء والاجداد واباء الاباء واجداد الاجداء واجداد الاجداد الى ادم عليه السلام بل حمده سبحانه وتعالى ظاهر في كل مخلوق فكل مخلوق فكل مخلوق هو مخلوق بكمال الله عز وجل فالله ذو الكمال والجمال والجلال هو الذي اوجده وهو الذي احسن الى المخلوقات ايجادا وادامة و انعاما وايصالا. قال احمده على قديم احسان ويحتمل ان يكون مراد المصنف بقوله احمده على قديم احسانه ان الله عز وجل موصوف بالاحسان ازلا لان لفظ القديم قد يراد به القدم الازلي كما جاء في الحديث في حديث دعاء دخول المسجد اعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم في الدعاء المسجد اعوذ بالله العظيم وبوجه الكريم وسلطانه القديم سلطانه القديم يعني سلطانه الذي له القدم فالله سبحانه وتعالى صفاته اه قديمة بمعنى ازلية هذه واردة وان كان لفظ القدم لم يرد في الكتاب والسنة ولكن اذا فسر القدم بمعنى الازل بمعنى الاول فهذا معنى مقبول والله جل وعلا صفاته ازلية فهو سبحانه وتعالى لم يزل فعالا لم يأت وقت ولم يكن محمودا لم يأت وقت ولم يكن محسنا فهو ذو الحمد والاحسان ازلا وهو ذو الحمد والاحسان ابدا ثم بين وجه كونه سبحانه وتعالى يستحق الحمد على احسانه قال وتواتر نعمه فهو احسانه الى العباد قديم ونعمه على العباد متواترة فلو ان الواحد منا تأمل في حال نفسه يجد ان نعم الله تبارك وتعالى عليه تترى فهو سبحانه وتعالى اوجدنا من ماء مهين فهل يحق لنا بعد ذلك ان نتكبر وان لا نتخلق بالاخلاق الفاضلة هو سبحانه وتعالى تواتر نعمه علينا ونحن في بطون امهاتنا ونحن كنا في العجز والظعف فهل يليق بنا ان نتكبر ولنتجبر هو سبحانه وتعالى نعمه متواترة علينا بعد خروجنا الى الدنيا وبعد كبرنا فلولا رحمته واحسانه وحمده جل وعلا ما استحق احد منا لنعمة البصر ولا نعمة السمع ولا نعمة العقل ولا اي نعمة من النعم فالله سبحانه وتعالى انعم علينا بنعم متواترة متواترة والامر كما قال الله وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها. فنعم الله تبارك وتعالى على العبد المعين ان ان اراد العبد ان يعدها ما استطاع ان يحصيها فهو يمكن ان يقول واحد واثنين وعشرة ومئة والف وعشرة الاف لكنه لا يبلغ المنتهى ولا يستطيع ان يصل الى نهاية العد في نعم الله تبارك وتعالى والله عز وجل قال هذا لان نعمه متواترة متكاثرة متوافرة وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها قال احمده على قديم احسانه وتواتر نعمه حمد من يعلم ان مولاه الكريم علمه ما لم يكن يعلم تعليم الله لنا ما لم نكن نعلم هذا من احسانه الينا هذا من تواتر نعمه علينا وكان فظله عليه عظيما لو ان الانسان تأمل كيف انه خرج من بطن امه لا يعلم شيئا اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وبل ان الله عز وجل امتن على خيرة خلقه فقال وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فظل الله عليك كبيرة فالله عز وجل علمنا ما لم نكن نعلم بل ان تعليمه لنا من اعظم نعمه علينا ولولا تعليمه لنا لكان الناس والبهائم سواء بل لكانت البهايم افظل في القول والعمل الا من الله سبحانه وتعالى. لذلك ينبغي على الانسان ان يكثر من قول لا حول ولا قوة الا بالله قال ابو بكر يعني الامام الاجري رحمه الله لان البهايم لا عقل للتكليف لديها والانسان الذي لا يتعلم مع عقلك تكليف يكون اضل من الانعام وفي ذكر تعليم الله لنا ما لم نكن نعلم اشارة الى ان الاخلاق تتعلم الاخلاق ينبغي لنا ان نتعلمها وهنا يجرنا الى سؤال هل الاخلاق هل الاخلاق مكتسبة اوجبلية هل الانسان يولد وهو موصوف بهذا الخلق او يولد ثم يتصف بهذا الخلق جاء في الحديث انها شج عبد القيس جاء الى النبي صلى الله عليه واله وسلم فقال يا رسول الله لما التقى بالنبي صلى الله عليه وسلم قال له النبي صلى الله عليه وسلم ان فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله الحلم والاناة الحلم ومعناه الرزانة في اصطلاح اهل الكويت والاناة معناها التؤدة اه عدم التعجل قال الحلم والاناة. فقال الاشج يا رسول الله اخصلتين جبلت عليهما او تخلقت بهما معنى جبلت يعني ولدت وهاتين الصفتين موجودتين في او تخلقت بهما يعني اكتسبتهما بالتعلم والممارسة فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل جبلت عليهما فقال الحمد لله الذي جبلني على خصلتين يحبهما الله والشاهد في الحديث ان الصحابي بين بسؤاله بان الصفات منقسمة الى قسمين صفات جبلية يولد الانسان وتولد معه هذه الصفات وصفات يتخلق بها الانسان والنبي صلى الله عليه واله وسلم في هذا الحديث لم ينكر عليه ولم يقل له ليس هناك صفات تخلقية الصفات كلها جبلية بل انه عليه الصلاة والسلام جاء عنه صريحا ما يدل على ان الانسان يمكنه ان يتخلق باخلاق غير موجودة فيه بمعنى يمكن ان يكون انسان عجول يمكنه ان يصبح حليما يمكن ان يكون انسان من صفاته الغضب. يمكن ان يصبح حليما يمكن ان يكون هناك انسان من صفاته الجهالة. يمكن ان يصبح عالي من عند ربنا الله عز وجل امر الخلق ان يؤمنوا بالقرآن كلا قال عز وجل قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين فهذا الكتاب يجب علينا ان نؤمن به وان نعمل بمحكمه ومما يدل على هذا المعنى قول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم العلم بالتعلم قال عليه الصلاة والسلام ومن يتصبر يصبره الله. اذا هناك من الاخلاق ما هو محض فضل من الله عز وجل الله جل وعلا امتن على بعض العباد ببعض الاخلاق كم امتن على بعض العباد ببعض الفضائل ابتلاء من الله عز وجل وهناك بعض الاخلاق ينبغي على الانسان ان يكتسبها لان ما يكتسبه العبد يؤجر عليه بخلاف الاخلاق المكتسبة فان ثمراتها طيبة لكن اجر الاكتساب فيها مفتقدة فالواجب علينا ان ننظر الى الاخلاق التي ليست فينا فنتعلمها والله عز وجل علمنا ما لم نكن نعلم ثم قال المصنف رحمه الله واسأله المزيد من فضله والشكر على ما تفضل به من نعمه انه ذو فضل عظيم الواجب على الانسان دوما ان يسأل الله من فضله وان لا يكتفي بما انعم عليه فان الله ذو الجود والكرم فان الله ذو الجود والكرم لا ينقص لا ينقصه شيء ان اعطاك ولا ينقصه شيء ان اعطاك فالواجب على الانسان دوما ان يسأل الله المزيد من فضله ومن وفق ومن وفق لسؤال الله المزيد من فضله ليس كمن الهي او نسي او جهل سؤال الله من فضله فمن وفقه الله فسأل فضل الله فان الله يعطيه لانه اكرم الاكرمين. وارحم الراحمين كرماء الدنيا اذا سئلوا فظل ما يملكون يعطون فكيف باكرم الاكرمين سبحانه وتعالى وافضل ما ينبغي للعبد ان يسأل ربه المزيد من فضله العلم ولهذا لو تأملنا نجد ان الله تبارك وتعالى لم يأمرنا في القرآن بسؤال شيء مزيد فيه الا العلم. فقال عز وجل مخاطبا نبيه صلى الله عليه واله وسلم وهو من هو في العلم ودرجته ولكن الخطاب يشملنا من باب الاقتداء به قال الله له وقل ربي زدني علما وقل رب زدني علما فنسأله عز وجل المزيد من فضله علما وعملا قال والشكر على ما تفضل به من نعمه ان وفق العبد الى سؤال الله المزيد من الفضل كان ذلك سببا لاستكثار واستجرار الخيرات والشكر على ما تفضل به من نعم الله عز وجل سبب لبقاء الخيرات وثبات الخيرات اذا الجمع بين الشكر وسؤال الله الفضل هو ابقاء للنعم واستكثار لها لا سيما وهو ذو فضل عظيم ثم قال المصنف رحمه الله وصلى الله على محمد عبده عبده وصلى الله على محمد عبده ورسوله ونبيه وامينه على وحيه وعباده صلاة تكون له رضا ولنا بها مغفرة وعلى اله اجمعين وسلم كثيرا طيبا اصل الصلاة معناه في اللغة الدعاء وهنا صلاة الله على عبد من عباده معناه الثناء عليه في الملأ الاعلى كما قال ذلك ابو العالية الرياحي في صحيح البخاري قال صلاة الله ثناؤه على العبد في الملأ الاعلى فلما نقول وصلى الله على محمد اي اثني عليه يا ربنا في الملأ الاعلى عندك ومن صلى على النبي صلى الله عليه وسلم مرة اثنى الله عليه عشر مرات والمقصود عند الاطلاق بمحمد صلى الله عليه وسلم هو محمد ابن عبد الله ابن عبد المطلب ابن هاشم وهاشم من قريش وقريش من العرب والعرب من ذرية اسماعيل ابن ابراهيم عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام قال وصلى الله على محمد عبده ورسوله نتأمل لو سألنا سائل ما وجه المناسبة في الجمع بين العبودية والرسالة للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم يعني نحن نشهد في شهادة التوحيد فنقول واشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله ونقول في الصلاة الابراهيمية او نقول في التشهد التحيات لله والصلوات الى ان نقول واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله فلماذا نجمع بين العبودية والرسالة للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم اولا لان نتبع اللفظ الذي ورد عن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم فهو عليه الصلاة والسلام باكثر آآ الفاظه علمنا الجمع بين العبودية والرسالة له عليه الصلاة والسلام وفي بعض الالفاظ الجمع بين العبودية والنبوة له عليه الصلاة والسلام قال الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله مبينا مناسبة الجمع بين العبودية والرسالة قال فهو عبد لا يعبد ورسول لا يعصى. ما اجمل هذه الكلمة فنحن حينما نصلي على محمد صلى الله عليه وسلم عبد الله ورسوله فهو عبد الله اذا لا يعبد فنخالف اليهود الذين عبدوا الذين اليهود والنصارى الذين عبدوا رسل الله فهو عبد لا يعبد ورسوله. اذا هو رسول لا يعصى ونخالف المكذبين للرسول من هنا ندرك ان الجفاء مع مع نبينا صلى الله عليه وسلم على وجه الخصوص ومع الانبياء على وجه العموم يخالف معنى الايمان بالرسالة وعبادتهم مع الله يخالف معنى العبودية لهم فالانبياء عليهم الصلاة والسلام كانوا عبادا لله عز وجل يركعون لله ويسجدون لله ويعبدون الله فلا يجوز ان يعبدوا و كونهم عبيد لله عز وجل لا يعني ذلك ان نخالفهم بل لانهم رسل الله وجب علينا ان نطيعهم فهذا وجه المناسبة لطيفة بين العبودية والرسالة للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم وقد جاء في بعض الاحاديث انه عليه الصلاة والسلام من جميل اخلاقه ان الله خيره بين ان يكون ملكا رسولا وبين ان يكون عبدا رسولا ملكا رسولا تعلمن ان سليمان عليه السلام ومن قبل داوود عليه السلام كان ملكين وكانا رسولين فهناك من رسل الله من هم ملوك ورسل وهناك من رسل الله من هم رسل ليسوا ملوكا وان حكموا الامر وملكوا الامر لكنهم لم لم يحكموا الدنيا على سبيل الملكية او الملوكية ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم ما خيره الله بين ان يكون ملكا رسولا وبين ان يكون عبدا رسولا اختار ان يكون عبدا رسولا وبين عليه الصلاة والسلام هذا الوجه فقال آآ اجوع يوما فاذكر ربي واشبع يوما فاشكر ربي وهذا توجيه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لاختياره ويقول بعض العلماء رحمهم الله وانما اختار ان يكون عبدا رسولا لكمال اخلاقه عليه الصلاة والسلام من وجه ولاجل ان يكون قدوة للخلق كلهم فهو عليه الصلاة والسلام يمكن ان يكون قدوة للعبيد اجمعين اظعفهم واقواهم ملكهم ومملوكيهم قال وصلى الله على محمد عبده ورسوله ونبيه والصحيح من اقوال اهل العلم ان هناك فرقا بين الرسول والنبي وافضل ما قيل من الفروقات بين الرسول والنبي النبي من اوحي اليه وامر بتبليغ الموافقين او بتبليغ المسلمين والنبي من اوحي اليه وامر بتبليغ المسلمين الموافقين له ولكن عندهم نقص يحتاجون الى تكميل واما الرسول فهو من اوحي اليه امر بتبليغ الموافقين والمخالفين. يعني امر بتبليغ الرسالة الى الانبياء والى آآ الى المسلمين والى غير المسلمين هذا هو الفرق الدقيق الصحيح ان شاء الله عز وجل ونبينا صلى الله عليه وسلم حاله كحال المرسلين من قبل فكل رسول نبي لانه مأمور ان يبلغ الكفار ومأمور ان يبلغ من يؤمن به وليس كل نبي يكون رسولا ثم قال وامينه على وحيه وعباده آآ النبي صلى الله عليه وسلم امين امنه الله على الوحي المنزل القرآن ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لذاك الرجل الذي جاء وعنده غضب وعنده شدة لانه بزعمه النبي صلى الله عليه وسلم يعدل. هكذا بعض الناس يرى اشياء فلعلمه القاصر ينكر مباشرة ولا يستفسر ولا يستفسر فهذا الرجل الثائر الرأس الذي عليه اثار العبادة جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال كلمة شنيعة كلمة هي ردة قال اعدل يا محمد فانك اعدل يا نبي الله فانك لا تعدل فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ويحك ومن يعدل ان لم اعدل وفي رواية قال افا يأمنني اهل السماء ولا تأمنونني الله اكبر الله جل وعلا جعل جبريل عليه السلام امينا على الرسالة وهو من الرسل الملكي والله جل وعلا جعل لنا محمدا صلى الله عليه امينا على الرسالة وهو الرسول البشري قال الله عن جبريل قل نزله رح القدس من ربك وهو جبريل وقال عز وجل في سورة الشمس انه لقول رسول كريم يعني بلاغا ذي قوة عند ذي العرش مكين. مطاع ثم امين. مطاع ثم امين والله عز وجل بين امانة النبي صلى الله عليه وسلم على الوحي من عدة جهات. الجهة الاولى ان الله عز وجل آآ زكى عينه فقال ما زاغ البصر وما طغى ما زاغ البصر وما طغى وزكى الله عز وجل لسانه فقالوا وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى علمه شديد القوى ذو مرة فاستوى وهو بالافق الاعلى ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين او ادنى فاوحى الى عبده ما اوحى ثم زكى فؤاده فقال ما كذب الفؤاد ما رأى اذا هو امين عليه الصلاة والسلام بتزكية الله له من ثلاث جهات زكى فؤاده زكى لسانه زكى عليه زكى الله لسان النبى صلى الله عليه وسلم عين صلى الله عليه وسلم سمع النبي صلى الله عليه وسلم فهذا يؤكد معنى الامانة انه لا يزيد ولا ينقص وبين الله عز وجل هذه الامانة آآ اه على صورة عجيبة فقال عز وجل وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون تنزيل من رب العالمين. وقال قبلها انه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر ومما يدل على كرمه عليه الصلاة والسلام امانته لذلك قال عز وجل ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من احد عنه حاجزه وقال عز وجل مبينا امانته قل ما يكون لي ان ابدله من تلقاء نفسي ان اتبعوا الا ما يوحى اليه وقال عز وجل لما طلب الكفار منه اشياء يبدل ويغير وينزل قال سبحان ربي قل سبحان ربي هل كنت هل كنت الا بشرا رسولا اذا النبي صلى الله عليه وسلم امين الله على وحيه وهو امين الله على عباده كيف يكون النبي صلى الله عليه وسلم امينا على عباده يكون امينا على عباده من وجهين الوجه الاول انه عليه الصلاة والسلام انه عليه الصلاة والسلام امنه الله ان يبلغ دينه الى عباده فهو امين الله على عباده الجن والانس ولذلك ارتضاه ان يكون رسولا الى الجن والانس وارتضاه ان يكون رسولا الى كافة الورى ابيضهم واصفرهم واحمرهم واسودهم فهو امين الله على عباده. من هذا الوجه ان الله جعله امينا على الوحي امينا على عباده في تبليغ دينه الوجه الاخر ان الله جعل وجوده امانا امانا فلا ينزل العذاب على العباد فقال عز وجل وما كان الله ليعذبهم ما كان الله ليعذبهم وانت فيهم وما كان الله ليعذبهم وهم يستغفرون ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم فسر هذا المعنى في قوله فقال عليه الصلاة والسلام انا امنة لاصحابي فاذا ذهبت اوتي اصحابي ما يوعدون واصحابي امنة لامتي فاذا ذهب اصحابي اوتيت امتي ما توعد. يعني من الاختلاف والنجوم امنة للسماء فاذا ذهبت اوتيت السماء ما توعد اذا فهمنا كيف النبي صلى الله عليه وسلم امين على العباد من الوجهين امين بمعنى مأمون فعيل بمعنى مفعول فهو او امين بمعنى امن على العباد والنبي صلى الله عليه وسلم جنابه امن فلم ير العباد منه الا الامن. حتى اعدائه بل اشد اعدائي نتأمل الان صورتين من صورة اخلاق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في كونه جعله الله امينا على عباده امنا عليهم الصورة الاولى ان النبي صلى الله عليه وسلم لما مكنه الله من مشركي قريش واسر منهم سبعين وربطوا الاسارى وجاؤوا بهم الى المدينة قال كلمة عجيبة قال عليه الصلاة والسلام لو كان المطعم بن عدي حيا لو كان المطعم ابن عدي حيا ثم سألني في هؤلاء النتنى لوهبتهم له سبحان الله العظيم يسأل الانسان نفسه لماذا النبي صلى الله عليه وسلم يهب هؤلاء الاسرى لرجل مشرك قد مات على الشرك يقينا ويقول لو كان حيا لو هذا معلوم انه منهي عنه الا في فعل الخير دل على ان تمنيه هذا خير قال لو كان حيا وسألني في هؤلاء يعني الاسارى لوهبتهم له دل على ان الاحسان الى من احسن ولو كان كافرا هو من الخير. لذلك تمناه النبي صلى الله عليه لانه كان قد اجار النبي صلى الله عليه وسلم في عودته فاراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يكافئه لو كان حيا اي امانة اعظم من انه عليه الصلاة والسلام لم ينسى لكافر مشرك مات على الشرك ان يرد عليه خلقا من اخلاقه التي تعامل بها مع النبي صلى الله عليه وسلم الصورة الثانية من كونه عليه الصلاة والسلام امين على عباد الله انا ننظر فنجد في ترجمة وحشي الذي قتل حمزة ابن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهة وهو اسد الله واسد رسول الله فلما جاء حمزة مسلما واسلم لم يعامله النبي صلى الله عليه وسلم بشيء لم يرده ولم يقل له لا اقبل منك الاسلام. فدل على امانته عليه الصلاة والسلام على وحي الله وعباده فهو عليه الصلاة والسلام امين بمعنى الكلمة. ولهذا تقول ام المؤمنين عائشة مبينة هذه الامانة على صورة عجيبة تقول ما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه قط الا ان تنتهك حرمات الله الله اكبر اخلاق عظيم اخلاق سيد الاولين والاخرين محمد صلى الله عليه وسلم نتأمل في صورة ثالثة حضرني الان لاننا نحن في اخلاق اهل القرآن لابد ان نتصف بهذه الاخلاق. الاخلاق ليست كلمة نتغنى بها ليست كلمة نقولها بل لابد ان نوجدها في واقعنا النبي صلى الله عليه وسلم اوذي في زوجته عائشة احب نسائه اليه وكان ممن خاض في فتنة قذفها حسان بن ثابت الذي كان شاعرا واقام النبي صلى الله عليه وسلم حد القذف عليه بعد نزول براءة عائشة من السماء ومع ذلك ما بعده النبي صلى الله عليه وسلم ولا صد عنه النبي صلى الله عليه وسلم لان الحدود اقامة الحدود كفارات فالنبي صلى الله عليه وسلم يطبق الاخلاق عمليا ما جعله كون حسان قذف زوجته ما جعله ذلك بعد اقامة الحد يصد عنه ولا يبعده. بل كان الى وفاته عليه الصلاة والسلام شاعره وكان يشعر بين يديه حتى في اخر حياته لما قدم وفد بني تميم قام حسان ابن ثابت واجاب شاعرهم قال وامينه على وحيه او امينه على وحي وعباده صلاة تكون له رضا له الظمير راجع للنبي صلى له اه راجع الى الله عز وجل اي صلاة اه يرضى بها الله عنا واو صلاة يرظى بها النبي صلى الله عليه وسلم من اتباعنا له في هذه الصلاة يحتمل ان يكون الضمير يرجع للموضعين ولنا بها مغفرة فيه اشارة الى ان من اسباب المغفرات من رب البريات الصلاة على سيد البريات محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله اجمعين وسلم كثيرا طيبا هنا يرد سؤال ما معنى الال وما الفرق بين الال والاهل الصحيح من اقوال اهل العلم من حيث اللغة الاهل هو ذو الرجل الاقربين نسبا واما الال فهو ذو الرجل الاقربين والابعديين ما داموا موافقين اذا ما الفرق بين الال والاهل الان كلمة تطلق ويراد بها الاقربين الزوجة والاولاد والاقارب والاعمام وابناء العم والعشيرة اذا كانوا موافقين ويطلق الال على من هو ليس بينك وبينه نسب لكنه موافق لك واما الاهل فهم الذين يكونون من جهة النسب فقط من اين نعلم ان كلمة الال اشمل من كلمة الاهل فان الاهل خاص بالنسب نذكر دليليه الاول ان عثمان بن عفان والجبير بن مطعم رضي الله عنهما جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم عثمان ابن عفان ابن عبدشمس ابن عبد منحف تأملنا النسب عثمان ابن عفان ابن عبدشمس ابن عبد مناف فعثمان يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في الجد الرابعة و تأملوا الان العباس ابن عبد المطلب ابن هاشم ابن عبد مناف اذا العباس يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في عبد المطلب ما في اشكال وعلي ابن ابي طالب ابن عبد المطلب ابن هاشم ابن عبد مناف. يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في عبدالمطلب. ما في اشكال وهناك المطلب ابن عبدي المطلب بن عبد مناف النبي صلى الله عليه وسلم لما وزع الخمس اعطى ال هاشم واعطى ال المطلب طيب هاشم ابن عبد مناف المطلب ابن عبد مناف العقل يقول طيب لماذا لم يعطي عبد الشمس بن عبد مناف؟ وفي نفس المرتبة فجاء عثمان بن عفان وجبير بن مطعم ويقولان للنبي صلى الله عليه وسلم او طلحة يا رسول الله انا وبنو المطلب منك بمنزلة واحدة لان المطلب هو ابن عبد مناف مثل ما هاشم ابن عبد مناف مثل ما عبد الشمس ابن عبد مناف فكيف اعطيت المطلب ولم تعطنا هو ما نظر الى الى بني هاشم لان بني هاشم آآ عبد المطلب كلهم من اقارب النبي صلى الله عليه وسلم الادنيين ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم قال عليه الصلاة والسلام انا وبنو المطلب لم نفترق في جاهلية ولا في اسلام فهنا النبي صلى الله عليه وسلم لماذا اعطاهم الخمس؟ لا لمجرد النسب بل لوجود الموالاة والموافقة فاعطاهم الخمس للنسب وللموالاة الموجودة فابعد عبدشمس لانهم لم يكونوا موالين لبني اه هاشم بخلاف المطلب كانوا موالين لبني هاشم اذا الال كلمة تطلق على نسب الرجل اذا كانوا موافقين له وعلى من ليس من نسب اذا كانوا موافقين له ومما يدل على هذا المعنى ايضا ان الله عز وجل يقول في القرآن آآ عن فرعون قال ادخلوا ال فرعون اشد العذاب وكلنا نعلم ان امرأة فرعون وهي اسيا بنت مزاحم امرأة فرعون مبشرة بالجنة بنص القرآن وضرب الله مثلا للذين امنوا امرأة فرعون اذ قالت ربي ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين فاستجاب الله دعاءه طيب الان الله عز وجل يقول عن فرعون واله قال ادخلوا ال فرعون اشد العذاب ال هنا بمعنى الاتباع وليس المقصود فقط ذو قرابته لان الذين وافقوا فرعون هم امة يتعدون خمس مئة الف انسان كما جاء في كتب التواريخ كان جنوده نصف مليون انسان والله عز وجل قال عنه فاستخف قومه فاطاعوه انهم كانوا قوما فاسقين قوم سوء فاشل اذا الان بمعنى الاتباع نحن لما نقول اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد والله لا يدخل في كلمة ال ابو لهب مع انه عم النبي صلى الله عليه وسلم لماذا لا يدخل ابو لهب في الال؟ لانه ليس موافقا للنبي صلى الله عليه وسلم. وان كان من نسبه. ويدخل في الال سلمان الفارسي فقال عليه الصلاة وسلم وسلمان منا ال البيت. ما وجه منا ال البيت؟ وجه انه من اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ويدخل اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد يدخل في كل متبع للنبي صلى الله عليه واله وسلم الى يوم القيامة ومن هنا نحذر من البدع. ليش نحذر من البدع لان لما نقول اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد معناها ان اهل البدع لا يدخلوا لانهم ليسوا متبعين للنبي صلى الله عليه وسلم كلا وان كان عندهم اتباع من حيث الجملة قال وعلى اله اجمعين وسلم كثيرا طيبا. طبعا كثيرا طيبا من حيث هذا حال وسلم والسلام لما نقول اللهم صلي وسلم او وسلم ما معنى سلم ان يجعله سالما ومن آآ طلبنا السلامة من الله للنبي صلى الله عليه وسلم حتى يكون عليه الصلاة والسلام اه سالما من كل آآ شيء يلحقه او يلحق امته فهذا دعاء بالتمام والكمال ولذلك عليه الصلاة والسلام يقول يوم القيامة انا لها انا لها فيقوم يشفع وكثيرا حال وطيبا ايضا حال اخر. ثم قال اما بعد فاني قائل وبالله القى التوفيق والصواب من القول والعمل ولا قوة الا بالله العلي العظيم اه لا شك ان الانسان لا يمكن ان يجد التوفيق والصواب انزل الله عز وجل القرآن على نبيه صلى الله عليه وسلم واعلمه فضل ما انزل عليه واعلم خلقه في كتابه وعلى لسان رسوله ان القرآن عصمة لمن اعتصم به وهذا جاء نصا في القرآن كما قال عز وجل ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم وقال عز وجل واعتصموا بحبل الله حبل الله كما قال جمع من المفسرين القرآن قال واعلم خلقه في كتابه وعلى لسان رسوله على ما خلقه في كتابه عن القرآن وعلى لسان رسوله عن السنة ان القرآن عصمة لمن اعتصم به وجاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا ابدا كتاب الله قال الراوي فما زال يوصي بكتاب الله ثم قال وعترة ال بيتي اوصيكم بهم خيرا وجاء عند الحاكم بسند صحيح تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا ابدا كتاب الله وسنتي فاعلم خلقه في كتابه وعلى لسان رسوله ان القرآن عصمة لمن اعتصم به وحرز من النار لمن اتبعه ونور لمن استنار به وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين والمصنف رحمه الله يذكر الادلة على ذلك على هذه المعاني من القرآن الكريم كما سيأتي في ولكن من كلام النبي صلى الله عليه وسلم مما يدل على ان القرآن حرز من النار لمن اتبعه ونور لمن استنار به قوله عليه الصلاة والسلام والقرآن حجة لك او عليك والقرآن حجة لك او عليك. قال ثم امر الله خلقه ان يؤمنوا به ويعملوا بمحكمه فيحلوا حلاله ويحرموا حرامه ويؤمنوا بمتشابهه ويعتبروا بامثاله ويقولوا امنا به كل وان نحل حلاله ونحرم حرامه لذلك الله سبحانه وتعالى قال في القرآن الكريم لما اه حرم المشركون اشياء قل لا اجد فيما اوحي الي محرما على طاعم يطعمه الا وقال عز وجل وما لكم الا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم فالواجب على الانسان ان يحل حلال القرآن وان يحرم حرام القرآن وان يؤمن بمتشابهه فلا يخوض فيما لا يعلم اما ان يكون هذا المتشابه مطلقا مثل الغيبيات ومثل كيفيات الصفات فلا يخوض فيه ابدا واما ان يكون المتشابه من التشابه النسبي فيسأل اهل العلم الراسخين قال ويعتبروا بامثاله. وهذا باب عظيم. الاعتبار بامثال القرآن والناس اليوم مع الاسف الشديد يكادون لا يفهمون امثال القرآن ولا يعتبرون بامثاله وقد قال عز وجل وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون ويقول امنا به كل من عند ربنا قال ثم وعدهم على تلاوته والعمل به الله اكبر هذا وعد ممن لا يخلف وعده وعدهم على تلاوته والعمل به النجاة من النار. والدخول الى الجنة نسأل الله النجاة من النار ونسأل الله الدخول الى الجنة ثم ندب خلقه عز وجل اذا هم تلوا كتابه ان يتدبروه ويتفكروا فيه بقلوبهم. واذا سمعوه من غيرهم احسنوا استماعه ثم وعدهم على ذلك الثواب الجزيل فله الحمد ثم اعلم خلقه ان من تلى القرآن واراد به متاجرة مولاه الكريم فانه يربحه الربح الذي لا بعده ربح ويعرفه بركة المتاجرة في الدنيا والاخرة قال محمد ابن الحسين رحمه الله جميع ما ذكرته وما ساذكره ان شاء الله بيانه في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن قول صحابته رضي الله عنهم وسائر العلماء في هذين السطرين كلام عظيم ينبغي لنا ان نتعلم ان العلم قال الله قال الرسول قال الصحابة ان طريقة الايمان الصحيح ان يكون مصدر الايمان مصدر الاخلاق مصدر العمل مصدر العبادات مصدر التزكية القرآن والسنة بفهم الصحابة والعلماء السالفين هذا كلام عظيم من امام عالم من ائمة القرن الرابع الهجري يبين لنا انه لا بد من كتاب الله ومن سنة رسول الله ومن قول صحابته رضوان الله عليهم وسائر العلماء السالفين ولولا وجوب اتباع فهم السلف فهم الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين ومن بعدهم باحسان لكان كل واحد يقول في القرآن ما يشاء ولهذا قال وساذكر منه ما حظرني ذكره ان شاء الله والله الموفق لذلك. ثم ذكر الادلة التي تدل على المعاني السابقة قال قال الله عز وجل ان الذين يتلون كتاب الله واقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلا يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم اعمالهم ليوفيهم اجورهم ويزيدهم من فضله انه غفور شكور لعلنا نقف على استدلالاته ونستنبط منها ان شاء الله ما اشار اليه ونزيد ان شاء الله تبارك وتعالى في الاثنين القادم آآ واستأذنكن اليوم لان آآ اريد ان اذهب الى العزاء وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. الحمد لله رب العالمين