واذا كان الامر كذلك فما من عاقل الا وهو ينظر الى اعظم ما يملكه حراسة وحفاظا وابقاء وانقاء والا فان هذه الدرة الثمينة ربما تسرق منه خلسته وهو يشعر او لا يشعر الحمد لله رب العالمين نحمده سبحانه رزق من شاء الايمان واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وهو الكريم الرحمن واشهد ان محمدا عبده ورسوله الداعي الى عبادة الله عز وجل والايمان صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجهم واقتفى اثرهم الى يوم القيامة وبعد فهذا الكتاب العظيم المسمى بوصول الايمان للامام المجدد الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى كتاب نافع ماتع وهو على اختصاره الا انه جليل. لا سيما وانه يشتمل على ابواب يحتاج اليها المتأخرون كثيرا. قد الف في الايمان كتب كثيرة ومن اوائل ما الف في كتاب الايمان او في باب الايمان كتاب الايمان للامام ابي عبدالله محمد بن اسماعيل البخاري رحمه الله ضمن صحيحه بل هو يعتبر كتاب الايمان في صحيح البخاري يعتبر اول كتاب فيه بعد باب بدأ الوحي والف فيه العلماء السلف المحدثون وغيرهم مؤلفات مستقلة ومن اوائل من الف في الايمان استقلالا الامام ابن مندى رحمه الله فله كتاب بعنوان كتاب الايمان وغيره الايمان ايها الاخوة هي القضية الاساسية هي القضية الفاصلة بين الانبياء والمرسلين من جهة وبين المشركين والكافرين من جهة اخرى ما هو الايمان ماهية الايمان من اين نأخذ الايمان كيف نغرس شجرة الايمان كيف ننمي هذا الايمان كيف نجني ثمرات الايمان هذه اسئلة عظيمة ايها الاخوة ولما كان امر الايمان امرا عظيما فانا نجده مكررا في كتاب الله كثيرا لان عكس الايمان هو الكفر عكس الايمان هو الشرك عكس الايمان هو النفاق فكانت القضية الاساسية الجوهرية في القرآن هي قضية الايمان واليوم نسمع من بعض من لا يقيمون للايمان والتوحيد وزنا يزهدون الناس في الحديث عن الايمان والتوحيد ويقولون نحن على التوحيد فلماذا نتحدث عن التوحيد وما علم هؤلاء او علموا وتجاهلوا ان الايمان او التوحيد اعظم جوهرة يمتلكها الانسان اعظم تم ثمن واعظم رأس مال يمتلكه الانسان ربما هذه الدرة العظيمة تغبر اذا لم يتعهدها من نظافة ولم يتعاهدها بالسقي والرعاية هذا هو السبب في كون الانسان يقرأ القرآن فيجد الحديث جله وكله وعظمه في التوحيد والايمان فهل يستطيع احد ان يقول لماذا نقرأ القرآن وكله كلام في الايمان ونحن مؤمنون ابدا والله بل ان المؤمن الحق يعلم ان الحديث عن الايمان احب الحديث الى النفس لماذا الحديث عن الايمان احب الحديث الى النفس من جهة ان الايمان متعلقه عظيم وهو يتعلق بالله عز وجل تعلقوا بالله عز وجل اولا واساسا وبالملائكة وبالكتب وبالرسل وبقضية اليوم الاخر وبالقدر خيره وشره وهي اعظم قضايا الدين ومن جهة ان الايمان في نفسه بغض النظر عن متعلقه له فضائل ان عددناها لا نحصيها وان احصيناها نتعب في احصائها فاذا ايها الاخوة حري بنا ان نتذاكر في الايمان بين الفينة والفينة ولهذا صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال جددوا ايمانكم ويروى عن معاذ ابن جبل موقوفا وجاء مرفوعا قالوا كيف نجدد ايماننا؟ قال قولوا لا اله الا الله فظن بعظ الناس ان الايمان المعني هو مجرد القول وهذا امر خطير ايضا هذا الكتاب يتحدث عن اصول الايمان وهنا لابد مكمن العلم ان يدرك الانسان ما هي اصول الايمان حتى يتعاهدها كما تعلمون اركان الايمان ستة لكن اصل اركان الايمان كلها مرجعها الى الايمان بالله عز وجل ولهذا نجد ان قضية الايمان بالله من القضايا الكلية الاساسية التي نجد الحديث عنها في القرآن كثيرا قضية الايمان بالملائكة موجودة لكن تبع الايمان بالكتب تبع الايمان بالرسل تبع الايمان باليوم الاخر تبع الايمان بالقدر كل ذلك الاصل الايمان الايمان بالله عز وجل والحديث عن اصل الايمان يزيد الانسان خشية وخوفا وتعظيما هذا من حيث المؤمن به اصل الايمان من حيث المؤمن به الايمان بالله عز وجل ومن حيث المصدر الذي نستقي منه الايمان الكتاب والسنة الكتاب والسنة هذا هو اصل الذي منه نستقي الايمان ونعرف الايمان لو قال لنا قائل هل يمكن ان تعرفوا بالعقل ما الذي يحبه الله فنتقرب اليه به من العبادات التي لا تعقل معانيها؟ الجواب لا وان كان هناك من الاخلاق ما يمكن ان ندرك عقلا ان التقرب بها الى الى الله عز وجل امر حسن عظيم مثل الامانة العفة الصدق حسن الجوار حسن الخلق ونحو ذلك لكن كيف نتقرب الى الله بالعبادات هذا امر غير ممكن ولهذا تأتي قضية الاتباع في الايمان قضية الاتباع في الايمان. ونحن يجب ايضا ان ندرك قضية اخرى. وهي متى نقول متى نقول فلان المؤمن هذه قضية مهمة الصحابة وهم خيرة الخلق عليهم الصلاة والسلام آآ رضوان الله تعالى عليهم مع النبي عليه الصلاة والسلام ما خاطبهم الله باسم الايمان ثلاثة عشر عاما تأملوا معي يخاطبهم باسم الاسلام يخاطبهم باسم الناس ولا يخاطبهم باسم الايمان لما رسخ رسخ وترسخ الايمان في قلوبهم خاطبهم باسم الايمان فدلنا ذلك على ان هذا الاسم اسم شريف ومتى ما بني الايمان على اصول قوية متينة كان البناء عظيما وكثير من الناس اليوم قد لا يدركون اركان الايمان الست اركان الايمان ايها الاخوة ذكرها الله عز وجل في كتابه وبينها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته هذا من حيث الاركان القواعد الاساسيات فقال الله عز وجل في اية البر من يعرف اية البر ليس البر ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله تأمل الاية والملائكة والكتاب والنبيين واتى المال على حبه الى اخر الايات فذكر الله في هذه الاية في اية البر اربعة اركان صريحا من اركان الايمان ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين صريحا خمسة اركان ثم قال والصابرين في البأساء والضراء وهو من القدر ظمنا وليس تصريحا وهكذا في اخر اية من ايات سورة البقرة او الاية قبل الاخيرة امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله تأمل معي اصل الايمان وملائكته وكتبه ورسله كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير. فذكر اربعة ايمان اربعة اركان من اركان الايمان صريحا وذكر الركن الخامس وهو الايمان باليوم الاخر بلفظ مرادف قال واليه غفرانك ربنا واليك المصير. وهو اليوم الاخر وذكر القدر في المعنى في قوله ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا واخطأنا اما من حيث الافراد فانت تجد ان اركان الايمان مفردا يذكر كثيرا في القرآن امنوا بالله ورسوله والنور الذي انزلناه. اذا ذكر الايمان بالله الايمان بالرسول الايمان بالكتاب المنزل وجاء افراد بعض اركان الايمان في القرآن مثل افراده الايمان بالملائكة من كان عدوا لله وملائكته و ورسله فان الله عدو للشافعين وجاء ذكر الملائكة قال من كان عدوا لجبريل وميكال فان الله عدو للكافرين وجاء ذكر القدر ان كل شيء خلقناه بقدر اذا اركان الايمان واضحة جلية واذا تأملنا في السنة النبوية نجد هذا مصرحا كما في حديث عمر وابن عمر وابي هريرة وغيرهم من الصحابة في قصة جبريل لما جاء على صورة اعرابي فكان من ضمن اسئلته ما الايمان السؤال عن ماهية الايمان فجاء الجواب عن اركان الايمان فدل على انه لا ماهية للايمان ولا وجود للايمان بدون الاركان هذا يسمى مقتضى الجواب على السؤال هذه دلالته السؤال ما الايمان الجواب ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره وفي بعض الروايات بدل اليوم الاخر البعث اذا ذكر اركان الايمان الست مع ان السؤال كان عن الماهية والعادة ان السؤال هذي اعادة في قاعدة الاستدلال او الكلام اللغوي ان السؤال اذا كان عن الماهية فان الجواب ينبغي ان يكون عن تعريف ماهية الشيء وهنا جاء الجواب بذكر اركان الايمان. فدل على انه لا ماهية الايمان بدون هذه الاركان الست ومع الاسف الشديد اني بعظ الناس يقول انا مسلم تسأله ما هي اركان الايمان؟ لا يعرف وهذا من اغرب ما يكون انبه على امر اخر وهذه مقدمة للكتاب العظيم الذي سنتدارسه ان شاء الله وهو ان الناس اختلفوا في الايمان الناس اختلفوا في الايمان قبل النبوة وبعد النبوة وبعد ظهور الاسلام ايضا قبل النبوة كان الناس هناك ثلاثة اصناف كلكم تعلمون اليهود النصارى المشركون فكان اليهود عندهم تعريف للايمان والنصارى عندهم تعريف للايمان والمشركون عندهم تعريف للايمان ما هو الايمان عند اليهود قالت اليهود تأملوا معي تعريفهم للايمان ان اليهود يقولون ليست النصارى على شيء. وقالت اليهود ها ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود وهم يتلون الكتاب اذا اذا كان اليهود يقولون انتم ايها النصارى لستم على شيء والنصارى يقولون بالعكس معنى هذا ان الايمان بينهم ايش عندهم اختلاف لو كانوا متبعين سؤالي الان لو كانوا متبعين لموسى وعيسى هل يتنازعون او يأتلفون لان دين موسى وعيسى في الايمان واحد او مختلف دين ادم فنوح فابراهيم فصالح فهود فموسى فعيسى آآ الى محمد صلى الله عليه وسلم دينهم في الايمان واحد لا يختلف اركان الايمان ست اركان الايمان ست عندنا هو عند ادم عليه السلام عندنا وعند نوح عليه السلام مباني الاسلام خمس خمس مكارم الاخلاق هي هي لا تتغير. اذا اين النسخ؟ النسخ يكون في كمية العبادات؟ في كيفية العبادات في كيفية التكاليف العملية هذا الذي يرد عليه النسخ. اما مسائل اصول الايمان تأملوا معي اصول الايمان مسائل الاعتقاد اصول الاسلام مباني الاسلام اصول الاخلاق مكارم الاخلاق لا نسخ فيها لان النسخ فيها مخالف ها مخالف لكمال علم الله عز وجل النسخ في مكارم الاخلاق النسخ في مكارم في اصول الاعتقادات يعني عياذا بالله الكذب كيف يكون في احد الديانات الامانة طيبة وفي دين اخر الامانة ها ليست بطيبة كيف يكون في احد الاديان الايمان بالدجال وانه خارج في اخر الزمان دين ولا يكون في دين اخر دين هذا لا يمكن وعلى هذا المعنى نفهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح قال ما بعث الله نبيا ها الا وانذر قومه المسيح الدجال. نوح فمن بعده. طيب قد يقول قائل لماذا نوح يخوف قومه من الدجال؟ والدجال لا يأتي الا في اخر الزمان لانه يجب عليهم ان يؤمنوا بايش ان يؤمنوا بالمسيح الدجال. مثل ما نحن يجب ان نؤمن بمسيح الدجال. الصحابة يجب عليهم ان يؤمنوا بالمسيح الدجال. وهم يعلمون ان المسيح الدجال لا يخرج الا في اخر الزمان هذه مسائل عقدية ما في خلاف بين ولهذا ما من نبي بعثه الله الا كان من الاشياء المؤكدة في دينه انه يأخذ العهد ميثاق ان بعث خاتم النبيين ليؤمنن به هذا في القرآن اذا ايها الاخوة هذه قضية مهمة الكفار اليهود والنصارى عندهم تعاريف للايمان اليهود يقولون نحن ابناء الله واحباء خلاص هذا التعريف الايمان عندنا. يعتقدون ان الايمان هو كونك سامي. كونك سامي من اولاد يعقوب خلاص انت هذا هو الامام تفعل ما تفعل من الفسوق والفجور والطغيان يقولون لا يضرك طيب والاعمال الصالحة؟ الاعمال الصالحة ترتفع بها درجاتك ولا يضرك ولا يعرضك لعذاب الله. اذا الايمان عندهم كونك ثابت. طيب انا اسأل السؤال كون الانسان من ذرية سامي بن نوح وعلى وجه الخصوص من ذرية يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم هل هذا يملكه الانسان او هذا خارج عن ارادة الانسان اذا كانهم يقولون ان الايمان مرتبط بامر متعلق بالله ليس متعلق بالعبد. فكيف يطلب الله من ان نؤمن اذا كيف والنصارى ماذا يقولون النصارى اصناف لكن كلهم اتفقوا على شيء وهو ان الايمان عندهم مجرد اعتقاد بعيد مجرد عن العمل ما هو الايمان عندهم؟ الايمان عندهم انك تعتقد ان المسيح هو الله عياذا بالله او عند بعضهم المسيح ابن الله عياذا بالله او عند بعضهم المسيح ثالث ثلاثة تأمل معي الان. ولذلك هم يقولون كما سمعت بعض دعاتهم باذني يقول يجب عليكم ان تؤمنوا بالرب المسيح الذي مات من اجلكم. طيب ما دام مات ليش نؤمن به؟ رب يموت ليش تؤمن به عجب عقول لكن السؤال الذي يطرح نفسه الان هم يقولون انت تؤمن بان المسيح هو المخلص يكفي هذا هو الايمان طيب والاعمال الصالحة الاعمال الصالحة ترفع درجاتك ولا تضر ولا تعرضك للعذاب يقولون هذا المعنى موجود حتى عند المشركين. المشركون يقولون ان الايمان هو اتباع الاباء والاجداد. هذا هو الايمان لما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم وبين للناس الحق على فترة من الرسل وبعث بعثه الله على فترة من الرسل بين للناس الايمان. فمن اول يوم من اول يوم لم يربط الايمان بمجرد الاعتقاد بل اول كلمة قالها للناس هو واخوانه الانبياء من قبل اعبدوا الله ما لكم من اله غيره بدنا الايمان ليش ان تعتقد ان الله هو الخالق؟ الايمان ان تعبد الله وحده لا شريك له من اول يوم هذا نداء محمد صلى الله عليه وسلم. ونداء الانبياء من قبله ولهذا ايها الاخوة تأملوا معي الان القضية صارت الان بين النبي صلى الله عليه وسلم ومن ومن قبل اخوانه الانبياء والمرسلون وبين اليهود والنصارى المبدلين للدين وبين المشركين عباد القبور والاصنام والاوثان والكواكب والنجوم والملائكة ك صارت القضية انهم يعتقدون الايمان مجرد اعتقاد لشيء معين اما اتباع الاباء اما كذا اما كذا اما النبي صلى الله عليه وسلم فانه بين ان الايمان اعبدوا الله ما لكم من اله غيره بهذه الاخوة هذه قظية عظيمة ثم لما هاجر الى المدينة كان الناس على صنفين صنف يقولون ان الايمان هو اعتقاد كذا وكذا والمسلمون يقولون الايمان ان تعبد الله وحده لا شريك له وتعتقد هذا المعنى مع عبادتك لله ثم ظهر النفاق وهم الذين علقوا الايمان بالقول ظن الايمان قولي. انت تقول لا اله الا الله انت مؤمن ولهذا ايها الاخوة انتبهوا اصل الارجاء اصل الارجاع منشأه المنافقون ويخطئ من يظن ان اصل الارجاء ها اصل الارجاع انما جاء من قبل الفقهاء الكوفة او غيرهم هذا خطأ اصل الارجاء منشأه من المنافقين الذين زعموا انهم مؤمنون بالقول فاكذبهم الله وكذبهم وبين ظلالهم وانحرافهم لانهم ربطوا الايمان بالقول عريا عما في القلب عريا عما في الواقع من العمل ثم في اواخر في اواخر زمن تبع التابعين او في زمن التابعين جاء الجهم ابن صفوان الترمذي وهو زنديق من الزنادق ولا نشك في ذلك اراد هدم الاسلام من الداخل طيب كيف يبعد المسلمين عن الايمان؟ لو جاء وقال لهم لا تؤمنوا ما احد يقبل كلامه فاظهر لهم التنسك والتعبد شيخه الجعد ابن الدرهم وهو الجهم ابن صفوان اظهروا التنسك والتزهد ولبسوا لباس العلم وتكلموا بلسان العلماء وقالوا للناس الايمان هو المعرفة انت تعرف الله انت مؤمن والعمل الصالح والاعمال الصالحة ليس لها علاقة بالايمان فاضعفوا ايمان المسلمين بان ادخلوا عليهم هذا الاعتقاد الفاسد فصار عند بعض المسلمين فاصل بين الايمان وبين العمل الصالح وهنا مكمن الخطر استطاع العدو ان يتغلب عليه لان المسلم سلاحه الايمان وهو العمل الصالح فمتى ما انفك عنه العمل الصالح صار عنده الايمان مجرد دعوة صار هو ومن يدعي الدعاوى الاخرى سواء والامر خطير اذا هذه قضية مهمة نحن نقرأ القرآن من اول القرآن الى اخر القرآن هل ترون الايمان ذكر مفردا في مكان واحد يقول ابو العباس شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وما ذكر الله الايمان في موضع الا وقرن معه العمل الصالح اه اقتران كأن المعنى احدهما ملازم للاخر ما يوجد ايمان لا يوجد عمل صالح. لا يوجد عمل صالح لا يوجد ايمان هذه قضية مهمة لذلك انت تقرأ في القرآن تأمل معي في اول القرآن في اول القرآن انت تقرأه اهدنا اياك نعبد واياك نستعين. طيب نعبد ونستعين نعبد هذا عمل ولا مو عمل ونستعين عمل اياك نعبد واياك نستعين جاءت النتيجة اهدنا الصراط المستقيم فدل على ان لا انه لا يمكن سلوك الصراط المستقيم الا بالعبادة والاستعانة طيب في سورة الفاتحة او قبل هذا في سورة الفاتحة في اخرها غير المغضوب عليهم ولا الضالين. تأملوا معي الان. المغضوب عليهم لما تتأمل من هم المغضوب عليهم؟ في القرآن الكريم. في اول سورة البقرة بيان غضب الله على اليهود وبيان سبب غضب الله عليهم فذكر اكثر من خمسة اسباب لغضب الله على اليهود في البقرة وجاء التفسير المغضوب عليهم قال اليهود ما وجهه عن الايمان تأملوا علموا ها ولم يعملوا في انفكاك عندهم بينما في قلوبهم من العلم وبين ما في واقعهم من العمل طيب والظالين؟ الظالين جاء ذكرهم في سورة ال عمران. فانت حينما تقرأ سورة ال عمران يظهر لك جليا ما سبب الظلال هؤلاء سبب ظلال هؤلاء الجهالة اتخاذ الاحبار والرهبان ارباب من دون الله الى اخره ذكر الله اسباب ذلك هؤلاء عملوا لكن اين العلم الذي هو اساس الايمان؟ مفقود اذا دل على ان هذا ايضا سبب من اسباب الانزلاق الخطير عن المسلك المستقيم والصراط القوي ثم لما ذكر الله في اول سورة البقرة صفات المؤمنين تأمل معي كم ذكر الله من الصفات ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين وهذا من الايمان بالكتب من هم هؤلاء المتقون؟ قال الذين يؤمنون بالغيب الايمان بالغيب مسألة علمية وعملية علميا تام المال الذين يؤمنون بالغيب بعدين هذي مسألة ايش؟ عملية. عملية ويقيمون الصلاة بعدين وهذي ايظا مسألة عملية مالية صح والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وهذا ايضا مسألة علمية وبالاخرة هم هذي ايضا مسألة علمية يبنى عليها العمل لان الانسان لا يقن انه في حساب راح يحسن العمل اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون ثم ذم الله المنافقين بعد ايتين ليش لان ايمانهم ليس هو الايمان المطلوب. امنوا كما امن الناس؟ قالوا لا من يريد هذا الايمان؟ ما الايمان الذي يريدونه؟ الايمان الذي فيه اهوائهم الايمان الذي في جيوبهم الايمان الذي في نفوسهم الله ما ما يقبل منا هذا الايمان ولهذا ايها الاخوة الايمان المقبول عند الله بينه الله في كتابه في مواضع كثيرة واشترط شرطين لها في موضعه فقال للمنافقين المدعين الايمان امنوا كما امن الناس وهم الصحة وقال لليهود واهل الكتاب المدعين للايمان فان امنوا بمثل ما امنتم به فقد اهتدى هذه قضية مهمة ايها الاخوة ان ندرك ان ندرك ما هو الايمان؟ اذا الايمان ليس هو مجرد مسألة علمية تعتقدها ولا هو مجرد عمل بل الايمان اقولها بكل صراحة الايمان قول وعمل كما قال الصحابة رضوان الله عليهم والتابعون وتابعوا التابعين. حتى قال الامام اه ابو القاسم هبة الله الطبري اللا لكائي في شرح اصول اعتقاد اهل السنة والجماعة وقد روينا عن اكثر من خمسمائة وكلهم يقولون الايمان قول وعلل قول القلب قلبك يقول انا مؤمن بالله انا مؤمن باليوم الاخر انا كذا انا احب الله وعمل القلب لذلك وقول اللسان وعملوا البدن. هذا هو الايمان ومن هنا نفهم ان الله سبحانه وتعالى حينما يذكر الايمان يقرنه بالعمل او بجزء من اجزاء العمل او بما هو من لوازم العمل او بما هو من مقتضيات العمل لان خلو الانسان من العمل يعني ايه خلوهم للايمان في وجه مشابهة عياذا بالله المنافقين وهذا الامر خطير ايها الاخوة وهو مزلق يعني مزلق اهل الشر الذين يريدون الفساد للمسلمين فيريدون ان يقول للناس ان النجاة تحصل بمجرد القول لا بمجرد القول لا نجاة والا لزم من ذلك ان يكون المنافقون ناجون وقد قال الله عنهم ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار طيب المنافقون يقولون لا اله الا الله لماذا لم تنفعهم؟ لان قلوبهم تجردت عن العمل وابدانهم تجردت عن العمل فلم يقبل الله منهم فقول المرجية قول غلاة المرجية الجعد والجهم هؤلاء الزنادقة ارادوا ابعاد المسلمين عن العمل فقالوا الايمان المعرفة انا اسألكم سؤال ابليس يعرف الله ولا ما يعرف الله طيب هذا هذا ليس بايمان بل فرعون يعرف الله عز وجل وهو من اشد الناس عذابا عند الله من الطغاة بل المشركون يعرفون الله. قال الله عن ابليس مخبرا عنه ما منعك ان تسجد لما خلقت به. استكبرت ام كنت من العالمين؟ ما قال انت مو ربي انا ما اعرفك قال انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين قال فاخرج منها فانك رجيم وان عليك لعنتي ليوم الدين. وش قال قال ربي ها ربي تأمل يعترف بربوبية الله. قال ربي اذا اين وجه كفره؟ عدم طاعته لربه عدم عبادته للرب عز وجل بالسجود عدم طاعته للرب عز وجل بالسجود استكباره عن امر الله طيب وفرعون فرعون يعرف الله عز وجل. قال الله عنه تأمل معي هذه الاية قال موسى عليه السلام قد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات والارض. ها يقول لعلمت ولا لا قل علمت وقال الله عز وجل عنهم عن فرعون وشيعته وجحدوا بها اي برسالة موسى عليه السلام بالتوحيد والايمان الذي بعث به موسى عليه السلام واستيقنتها انفسهم اذا لو كان مجرد اليقين القلبي كافيا للزم من ذلك ان يكون فرعون مؤمنا اذا مجرد اليقين القلبي لا يكفي لان الله اثبت له اليقين القلبي واستيقنت يعني شنو العبارة اللي اصلح من هذه العبارة؟ واستيقن بشهادة من؟ الله رب العالمين واستيقنتها انفسهم طيب ليش اذا انجحدوا بها؟ ظلما وعلوا واستيقنت انفسهم هذه جملة معترض والمعنى قال الله عز وجل عنهم وجحدوا بها جملة واستيقظت انفسهم معترضة وجحدوا بها ظلما وعلوا اذا اليقين القلبي وحده لا يكفي والقول اللساني وحده لا يكفي. والعمل وحده لا يكفي. اذا لا بد من الايمان ان يكون قولا وعملا قولا وعملا وايضا من قال من الاشاعرة وغيرهم. الايمان من قال الايمان هو اليوم نطول في المقدمة عساس بعد ذلك نمر على الكتاب يكون سهل فاهمه علينا من قال من الاشاعرة ان الايمان هو التصديق او كما يقوله الماتريني الايمان التصديق مثلا على كل حال في فرق بين ما تريدون شعرا في هذا الباب وهذي احد الفروقات الثمانية بينهم الاشاعرة يقولون الايمان التصديق انت مصدق انت مؤمن. وقالوا التصديق امر فوق المعرفة تعرف الله هذا الشيء التصديق هو اقرار وهو عمل قلبي طيب انا نسأل سؤال قوم النبي صلى الله عليه وسلم مشركوا العرب يصدقون ان النبي صلى الله عليه وسلم فقارة انفسهم يعلمون صدق النبي صلى الله عليه وسلم او لا يعلمون؟ يعلمون بدلالة القرآن ها؟ فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بايات الله ها اذا هم لا يكذبونك. ايش القضية اذا ولكن الظالمين بايات الله يجحدون هم لا يكذبونك يعني يقول انت صادق ومما يؤكد لنا هذا المعنى ان ابا طالب قال عن النبي صلى الله عليه وسلم ولقد علمت بان دين محمد من خير اديان البرية دينك طيب ليش ما تتبع اذا يقول لولا الملامة او حذار مسبة لوجدتني بذاك سمحا مبينا. او سمحا بذاك مبينا. اذا مجرد التصديق ليس ايمانا وهناك من الناس غير الاشاعرة هناك طايفة اسمها الكرامية وهم اتباع ابي عبد الله محمد ابن كرام السجستاني ان كانوا يقولون الايمان مجرد القول يعني شعرك قالوا الايمان تصديق هم قالوا الايمان مجرد القول وعلى قولهم هذا يلزم ان المنافقين عياذا بالله مؤمن وهذا امر خطير وقد شهد الله لهم بالخلود في النار وهناك من قال الايمان قول مع التصديق قول مع التصديق وهذا قول ما تريدية. وهذا قول من الما تريديه. قول مع التصديق وهناك من من فقهاء الكوفة كحماد ابن ابي سليمان ونسب هذا الى الامام بحنيفة واشتهر عنه ولكن الصحيح انه رجع عنه انه كان يقول الايمان قول وتصديق قول وتصديق والاعمال والاعمال شرط كمال والاعمال شرط كمال اذا الاعمال ليس من ماهية الايمان انما من جماليات الايمان عندهم طيب حنا نسأل سؤال الان كيف يكون بناء الاسلام على خمسة اركان. الركن الاول الاعظم شهادة التوحيد الصلاة الصوم الزكاة الحج اربعة اركان من اركان الاسلام الخمس امور عملية كيف يكون هذه الامور الامعنية الاربعة هي من جماليات الايمان. وهو من اركان الاسلام هل يمكن ان يكون ركن البناء ركن البناء مجرد امر جمالي او ان ركن البناء وان كان جماليا لكن البناء قائم عليه هذا هو الاصل ان المركون انما يؤتى به ويبنى على الاركان ليتأسس ويبقى ولهذا ايها الاخوة كان السلف يقولون الايمان قول وعمل قال الامام البخاري رحمه الله ما اخذت الا عن من يقول الايمان قول وعمل شوفوا دقة احترازه الايمان قول وعمل وهو الذي قابل علماء الامصار في مختلف الديار واخذ عنهم العلم ينقل عنهم انهم كانوا يقولون لمن قول وعمل ولهذا اهل السنة اصولهم في الايمان عظيمة والايمان عندهم اذا قيل لهم ما الايمان؟ اما ان يقولوا قول وعمل او يزيدون يقولون قول وعمل ونية لبيان شيء من اعمال القلب او يقولون الامام قول باللسان و اقرار بالقلب اه ها عمل بالجوارح هنا يأتي السؤال ما هو الايمان في اللغة نختم بهذا السؤال ان شاء الله عز وجل ثم الاسبوع الشهر القادم نبدأ في الكتاب ما هو الايمان في اللغة اذا تأملنا كلمة الايمان مصدر امن يؤمن ايمانا امن يؤمن ايمانا هذا الايمان مصدر امنة طيب امن هل كلمة امن تأمل معي هل كلمة امنة في اللغة معناها التصديق هذا قال به جمع من اللغويين المتأخرين ولكن حينما تنظر لاشتقاق كلمة الالف والميم والنون تجده من الامن من الاستقرار من السكينة من الوقار من السلامة هذا المعنى لا تجده في الصدق الصدق امر قلبي محض حينما تنظر الى كلمة امن في مواردها في كلام العرب وفي مواردها في كلام الله عز وجل وفي مواردها في كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا تجد ان كلمة امنة تأتي بمعنى صدقه ولهذا ايها الاخوة من الخطأ من الخطأ ان نفسر الايمان في اللغة بمعنى التصديق ولكن لو قلنا تصديق مع الاقرار تصديق ها مع العمل هذا ما في بأس هذا جائز ان تفسر الكلمة بالمراد في القريب للمعنى لكن الاصل فاللغة ان كلمة امن بمعنى اقر بمعنى القرار بمعنى الاذعان بمعنى القبول هذا معنى اقره هم يقولون لا امن بمعناه صدق ما الدليل؟ قال الدليل قول آآ اخوة يوسف لابيهم وما انت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين ها يقولون ايش معنى ما انت بمؤمن لنا اي ما انت بمصدق لنا ولو كنا صادقين اذن استدلوا بهذه الاية على ان الايمان معناه في اللغة التصديق طيب نحن نسألهم سؤالا هل يعقوب عليه السلام كان في تمام ادراكه وعقله لما قال له ابناء هذا الكلام ولا كان في اخر عمره ها؟ لا ما كان في اخره جلس بعد ذلك سنين ويوسف مفقود ها؟ يدرك اذا كان في اول عمره نعم لم يكن قد وصل الى السبعين والثمانين كما يظن بعض الناس والانبياء عليهم السلام حنا بالعامية نقول محشومون لكن بالشرع نقول الانبياء معصومون عن الخرف او عن القول الذي لا يليق مهما كبر سنهم طيب الان السؤال اذا فسرنا هذا التفسير كانهم يستهزئون بابوهم يقولون حنا حتى لو كنا صادقين انت ما تصدقنا ليش؟ الصادق يصدق او يكذب الصادق يصدق اذا كانهم يقولون انت قاعد تخرف. عياذا بالله هذا التفسير غير صحيح التفسير الصحيح ان المعنى وما انت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين وما انت بمقر لنا على فعلنا ولو كنا صادقين في خبرنا هذا معنى الاية وما انت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين ما انت بمصدق لنا ولو كنا صادقين هذه ما تنتج عند علماء وما انت بمقر لنا ولو كنا صادقين في خبرك. كأن المعنى لو كنا صادقين في قولنا ان يوسف اكله الذئب فانت ما راح تقر لنا وراح تلومنا وتقول لنا لا شك له الذئب هذا المعنى هذا هو المعنى الصحيح وفعلا يستحقون اللوم هم قرابة العشرة وهو واحد فاذا جاء الذيب اكله فلو كانوا صادقين فلا ينبغي ان يقروا على هذا الفعل اما ان يقال هم عشرة ولا يصدقون ولو كانوا صادقين هذا ما يليق لهذا ايها الاخوة ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية في كتاب الايمان الكبير اكثر فمن عشرة اوجه بل وصلت الى العشرين وجها انه لا لا يصح تفسير الايمان في اللغة بمعنى التصديق ورتب هذه الاوجه رتبها ترتيبا بديعا ماتعا شيخنا الشيخ عبد الرزاق ابن شيخنا الشيخ عبد المحسن العباد في كتابه زيادة الايمان ونقصانه وهو من الكتب النافعة في هذا الباب اذا الايمان في اللغة معناه الاقرار هذا المرادف القريب او نقول التصديق مع العمل ما في اشكال او نقول التصديق مع القول والعمل ما في اشكال. اما مجرد تصديق لا اما الايمان في الشر قول ابن عمرو الايمان في الشرع العمل الايمان في الشرع قول باللسان وعمل الجوارح والاركان واقرارا بالجنان نسأل الله جل وعلا ان يثبتنا واياكم على الايمان حتى نلقاه على ذلك. ان شاء الله في المحاضرة القادمة نأخذ باب معرفة الله عز وجل والايمان به وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين