فان قوة العبد مكتسبة بالاكل والشرب والطعام والغذاء واما قوة الرب فذاتية غير مكتسب وهكذا في جميع الارصفة تمشي على هذا المنوال العلم علم الله عز وجل ازلي ابدي علم العبد مكتسبة ثم ينسى وربما يخرف علم الله عز وجل محيط بكل شيء. علم العبد نسبيا علم الله عز وجل يطرأ عليه النسيان وما كان ربك نسيا ولا الغفلة وما ربك بغافل عما تعملون قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم. والايات في هذا المعنى والايات في هذا المعنى العظيم كثيرة تدل اوضح دلالة على ان افرض الفروض على العباد ان يصدقوا الله تعالى في كل ما ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مظلله ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم لم من سار على نهجه واختفى اثره واستسلم وبعده فنحمد الله تبارك وتعالى على ما من به علينا وعليكم هذا اللقاء في هذه الدورة المباركة للتعليق على رسالة عظيمة نافعة من رسائل العلامة الشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله تعالى وهي رسالة فتح الرحيم الملك العلام في علم العقائد والتوحيد والاخلاق والاحكام المستنبطة من القرآن رسائل الشيخ السعدي رحمه الله تعالى من حيث العموم متضمنة لامرين عظيمين لا غنى لطالب العلم عنهما اول ما تتضمنه هذه الرسائل الاصول والقواعد والظوابط التي تجمع لطالب العلم قاعدة اساسية لينطلق منها في فهم كتاب رب البرية وفهم كلام سيد البشرية صلوات ربي وسلامه عليه ومن هنا لا زال مشايخنا واوصي تلامذتي ومن يسمع مني بالعناية برسائل العلامة الشيخ ابن ناصر السعدي رحمه الله وقد كنت قديما قبل الالتحاق بالجامعة الاسلامية اطالعوا تفسير السعدي لكن هذه المطالعات كانت مطالعات غير مستمرة فما كنت اعرف قدر تفسير الشيخ السعدي رحمه الله الا لما التحقت بالجامعة الاسلامية ثم في عام ثمانية عشر واربع مئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم اي قبل ثمانية وعشرين عاما تقريبا قرأت رسالة القواعد الحساب للشيخ السعدي رحمه الله فعلمت من حينها ان هذه الرسائل لابد من الاعتناء بها واخذت على نفسي عهدا بقراءة كتب الشيخ والحمد لله على ما من به علينا وعليكم من الاطلاع على مؤلفات الشيخ رحمه الله تعالى رحمة واسعة وقد قرأت بحمد الله تبارك وتعالى كل رسائل الشيخ مرتين ان لم يكن اكثر من ذلك الامر الثاني الذي تتضمنه هذه الرسائل العظيمة الدربة لطالب العلم. فطالب العلم وان كان متعلما للقواعد عالما باللغة والنحو والصرف والبلاغة والاصول والفقه لكنه بحاجة الى الدربة وهو حينما يقرأ رسائل الشيخ العلامة السعدي رحمه الله يجد انه في دورة تدريبية واقعية ما تعلمه من الات العلم وهذه ميزة قلما تجدها في غير رسائل الشيخ رحمه الله تعالى هذان امران احببت التنبيه عليهما علاوة على مال الشيخ من اللصوق بالنص المنزل وكلما كان الانسان بالقرآن والسنة الصق كان توفيق حليفا له وبالحق الصق والشيخ السعدي رحمه الله كان مشايخنا يصفونه بانه مفتاح علوم كتب العلامة ابن القيم وابن تيمية فمن رام فاهمة كتب ابن تيمية وابن القيم فعليه بالمفتاح فنسأل الله ان يفتح علينا وعليكم وشكر الله لاخينا الشيخ يوسف اقتراحه هذا المبارك ونجلس معكم في هذه الايام الاربعة مع هذه الرسالة المباركة مع تعليق يسير لما يحتاج الى تعليق على بركة الله نبدأ والكرامة مع الشيخ يوسف ابن شيخنا جاسم العينات فليتفضل مشكورا مأجورا. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر اغفر لنا ولشيخنا ولمشايخه وللمسلمين والمسلمات يا رب العالمين. قال الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتابه فتح الرحيم الملك العلام. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي نزل الكتاب هدى وشفاء لما في الصدور واودع فيه من اصناف المعارف وانواع العلوم ما تستقيم به الامور. يسره للمتذكرين وبين انه للمتدبرين وكشفه للمتفكرين. واصلح به الظاهر والباطن والدنيا والدين. وجعله من فضله وكرمه حاويا لعلوم الاولين والاخرين. ومهيمنا على ومهيمنا على الكتب والمقالات. واية المستبصرين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له في ملكه وسلطانه. ولا مثيل له في نعوته واوصافه وكرمه واحسانه ولا نديد له في الوهيته وحمديته وعظمة كبريائه وشأنه. واشهد ان محمد عبده ورسوله المؤيد باياته وبرهانه الهادي الى جنته ورضوانه. اللهم صل على محمد وعلى اله به واتباعه على الحق واعوانه. وسلم تسليما. اما بعد. قوله رحمه الله في هذه المقدمة واية للمستبصرين. جعلني الله واياكم منهم. لو قال وايات للمستبصرين لكان اشبه لان القرآن الكريم من حيث كونه كلام الله اية لكن من حيث كونه ما تضمن على الدلائل والبراهين فهي ايات لا تحصى ايات لا تحصى والله الذي لا اله الا هو لو جمعنا كل كتب علوم القرآن فجمعنا كل ما قالوه لكان القرآن فوق ما قالوا نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله اما بعد فقد كتبت سابقا كتابا مطولا في تفسير القرآن فصار طوله من او ملكا او ملكا او انسيا او جنيا فقد تأله معبودا مخلوقا فلما تعبد مخلوقا استحق ان يسمى اسفه السفه في سفيه وفي اسفه السفه السفيه الذي يضيع ماله ووقته بل الدواعي لعدم نشره لفتور الهمم ومللها من الطول. ثم اني بعد ذلك استخلصت منه ومن غيره قواعد تتعلق وكلها باصول التفسير وهي نعم العون للراغبين في علم التفسير الذي هو اصل العلوم كلها. فبلغت سبعين قاعدة المولى طبعها ونشرها. قوله كتبت كتابا مطولا في تفسير القرآن. مقصوده التفسير المشهور جير السعدي اللي هو تيسير الكريم الرحمن وقوله انه استخلص منه ومن غير قواعد تتعلق كلها بسورة تفسير عن به كتابه القواعد في تفسير القرآن نعم قال رحمه الله فتكرر علي الطلب في السعي في في نشر التفسير فاعتذرت بالعذر المذكور. ولكن لا زلت افكر في تلخيصه واختصاره فظهر فظهر لي ان الاولى والانفع ايراد علوم التفسير كل نوع على حدته. ولو لزم من ذلك ترك ترتيب التفسير بل لو لزم من ذلك ترك الكلام على كثير من الايات القرآنية اذا تكلمنا على نظيرها او ما يقاربها ان الاحاطة على جميع الايات القرآنية ليس من شروط علم التفسير. لان من خواص تيسير الله لمعاني كتابه انه جعله طولا وقواعد واسسا. اذا عرف العبد منها شيئا وموضعا عرف نظيره ومشابهه ومقاربه في كل المواضع معرفة بعضه يدعو الى معرفة باقيه. حقيقة الشيخ رحمه الله يعني احسن في وضع هذا الكتاب مع انه هو اختصر تفسير الكريم الرحمن بتفسير معروف بين العوام بتيسير الكريم. المنان لكن هذه الرسالة بالذات مثل ما قال الشيخ انه نظر الى علوم القرآن وتكلم على بعض الايات منها وما يساويها او ما يشابهها ويقاربها يلحق بها فهذا يختصر على طالب العلم الكثير من الطريق مثال ذلك لما يقرأ قلنا اهبطوا منها جميعا فيفهم ان الخطاب فيه اهبطوا لادم وحواء وذريته او لادم وحوا وابليس او لادم وحوا وابليس والحية وذرية الجميع فاينما مر الخطاب بصيغة الجمع فانه يفهم نفس المعنى ولا يشكل عليه الكلام. نعم قال رحمه الله ثم نظرت فاذا علوم التفسير كثيرة جدا وفي استيعابها يطول الكتاب جدا. فرأيت اهم علوم القرآن على الاطلاق ثلاثة علوم علم التوحيد والعقائد الدينية وعلم الاخلاق والخصال المرضية وعلم الاحكام للعبادات والمعاملات فرأيت الاقتصار على هذه الثلاثة اولى وانفع واحسن موقعا. وكل واحد من هذه الثلاثة يقتضي كتابا مطولا خصوصا علم الاحكام وخصوصا علم الاحكام. ولكن اتينا بمقاصدها ونصوصها من الكتاب وجمعناها في فنها واختصرنا الكلام فيها واختصرنا الكلام فيها اختصارا لا يخل بالمقصود ولا يغلق ولا يغلق العبارات. بل اتينا بذلك بعبارات واضحة ليس فيها فيها حشو ولا تعقيد. ونسأل المولى تعالى ان يعيننا على ذلك وان يجعله خالصا لوجهه الكريم. وان ينفعنا به وسائر اخواننا وان يعفو عن خطأنا وتقصيرنا واسرافنا في امرنا انه جواد كريم. امين. وسميته فتحا الرحيم العلام في علم العقائد والاخلاق والاحكام المستندة الى كتاب الله الكريم نصا واستنباطا وتنبيها وارشادا. علوم القرآن الكريم ما نبه عليه العلامة ابن الجوزي وهو من اوائل من صبر العلوم في القرآن ذكر قرابة عشرين نوعا واستدرك عليه العلامة الزركشي فاوصل هذه العلوم الى ما يقرب من خمسين علما واستدرك على الزركشي من جاء بعده ومن اواخرهم العلامة الحافظ السيوطي رحمه الله بكتابه الاتقان في انواع علوم القرآن فذكر ما يقرب من مائة نوع ثم ظهر بعدهم اناس زادوا ونقصوا وآآ يسر الله لمحدثكم جمع انواع علوم القرآن كلها باختصار فزادت عن مئتي نوع وذلك في كتابه التبيان في انواع علوم القرآن لكن ما ذكره الشيخ من ان اهم علوم القرآن على الاطلاق علم التوحيد والعقائد الدينية وهذا يشمل اولا التعريف بالله عز وجل من حيث ما له من صفات الكمال وما ينفى عنه من صفات النقص والزوال وما له سبحانه وتعالى من الافعال وماله على الحقوق ما وما له على العباد من الحقوق ثم التعريف بالكتب المنزلة ثم التعريف بالملائكة ثم التعريف بالرسل عليهم السلام من حيث العموم وبرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم من حيث الخصوص ثم التعريف باليوم الاخر وما يتضمن ذلك من عالم البرزخ من الموت وما بعده. من اشراط الساعة الكبرى والصغرى ما يكون يوم القيامة والجنة والنار وكذلك التعريف بالقدر ويتضمن ايضا علم الاخلاق والخصال المرضية وهذا الجانب والجانب الاول مع الاسف لم يفرط في التصنيف في التفسير يعني مثلا قد نجد تفسيرا نحويا تفسيرا بلاغيا تفسيرا فقهيا للاحكام لكن قل ما نجد تفسيرا مختصا بعلم العقائد. فيقول مفسره في مقدمة تفسير اقتصرت فيه على علم التوحيد والعقائد الدينية ولذلك لو قال لي قائل من اول من اعتنى بهذا العلم في التفسير؟ اقول لك السعدي في تيسير الكريم الرحمة فانه باسلوبه الفذ يبين لك هذا العلم في تفسيره وكذلك علم الاخلاق والخصال المرضية وان كان لبعض المنتسبين الى التصوف كالالوس من المتأخرين والسلم من المتقدمين عناية بهذا الباب لكنها مشوبة اما ان يكون تفسير خالص يتكلم على علم الاخلاق والخصال المرضية فهذا لا اعلم له وجودا الا ظمنيا لا فرديا وهنا يصدق قول القائل كم ترك الاول للاخر واما علم الاحكام للعبادات والمعاملات فهذا الف فيه مؤلفات كثيرة مثل تفسير الاحكام لابن العربي والجامع آآ للقرطبي في تفسير ايات الاحكام وتفسير ايات الاحكام النسف وغير ذلك من الكتب في هذا الباب فكل صاحب مذهب الف فيه وقول الشيخ انه رأى الاقتصار على هذه الثلاثة هذا وجه لطيف لان المقصود الاساس من ارسال الرسل وانزال الكتب هو الاول والثاني والثالث الاول كقاعدة اساسية والثاني كقاعدة عملية مع الخلق. والثالث كقاعدة عملية مع الخالق ولهذا عناية الشيخ في هذه الرسالة بهذه الاصول الثلاثة من انفع ما كان فجزاه الله عنا كل خير حقيقة يعني كفى كفى ووفى وكفى ووفى نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى النوع الاول من علوم القرآن علم العقائد واصول التوحيد وهذا هو اشرف العلوم على الاطلاق وافضلها واكملها. وبه تستقيم القلوب على العقائد الصحيحة. وبه تزكو الاخلاق تنمو وبه تصح الاعمال وتكمل. وموضوع هذا العلم البحث عما يجب لله من صفات الكمال ونعوت الجلال وما ويستحيل عليه من اوصاف النقص والعيب والمثال. وما يجوز عليه من ايجاد الكائنات وانه الفعال لما يريد. ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. وكذلك البحث عما يجب الايمان به من الرسل وصفاتهم وما يجب لهم ويمتنع في حقهم والايمان بالكتب المنزلة على الرسل والايمان بما اخبر الله به واخبرت به رسله عن الحوادث الماضية والمستقبلة وعن الايمان باليوم الاخر والجزاء والثواب والعقاب والجنة والنار وما يتبع ذلك ويتعلق به. فهذه مجملات فهذه مجملات مواضيع هذا العلم الجليل. والقرآن العظيم قد بين هذه الامور غاية التبيين ووضعها ووضحها توضيح لا يقاربه شيء من الكتب المنزلة. ولم يبق منها اصلا الا بينه وجمع فيه بين البيان والبرهان. بين المسائل المهمة الجلية والبراهين القاطعة العقلية والنقلية والفطرية. وهذا النوع اقسام. هنا قوله قد بين هذه الامور غاية التبيين ووظحها توظيحا لا يقاربه شيء من الكتب المنزلة فظلا عن الكتب المؤلفة من البشر فمهما الف الناس في باب العقائد ولو كان من اهل السنة فانه يبقى قاصرا اما من حيث التوظيح واما من حيث الجمع واما من حيث السياق واما من حيث السباق عن طريقة القرآن القرآن ولذلك كان طريقة القرآن في جميع الابواب من حيث العموم وهذا الباب من حيث الخصوص من انفع ما يكون لطالب العلم وللعامة فهذه ميزة عظيمة لا تجد في القرآن حشوا من المسائل لا تجدوا في القرآن اطالة بلا طائل كما هو في كتب العقائد. فضلا عن غيرها لا تجدوا في كتاب الله عز وجل كلاما غير مفهومه. ولذلك ايها الاخوة يجب على المسلم ان يعتقد ان القرآن اصل عظيم في بيان المسائل المهمة الجليلة في باب الاعتقاد بطريقة البيان والبرهان وهذا رد على المتكلمين الذين يزعمون ان القرآن غير ان القرآن غير مشتمل على البراهين بل في القرآن البراهين القاطعة العقلية والنقلية والفطرية وهذا اجمع لانه يخاطب الفطر ويورد المنقولات الاجماعية قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا قل فاتوا بكتاب من عند الله هو اهدى منهما اتبعه ان كنتم صادقين ويجمع بين البراهين العقلية. ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون يضيع سمعته وعرضه واسفه السفه الشرك لان فيه ضياع الدنيا والاخرة لهذا قال جل وعلا ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه يصل الى مرحلة انه يسفه نفسه ام خلقوا السماوات والارض بل لا يوقنه نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى اولها ومقدمها علم التوحيد. وهو العلم بما لله من جميع صفات تلك مال وان الرب تفرد بها وان له الكمال المطلق الذي لا تقدر القلوب ان تبلغ كنهه. ولا الالسن على التعبير عنه ولا يقدر الخلق على الاحاطة ببعض صفاته فضلا عن جميعها. وهذا العلم مبني على اعتقاد وعلم وعلى تأله وعمل. اما الاعتقاد والعلم لابد لطالب العلم ان يدرك ان العلم بصفات الله لا يمكن ان يكون بابا عقليا العلم بصفات الله لا يمكن ان يكون بابا عقليا بل هو باب نقلي لكن العقل تابع نعم قال اما الاعتقاد قال رحمه الله اما الاعتقاد والعلم فاي يعتقد العبد ان جميع ما وصف الله به نفسه من الصفات كاملة ثابت لله على اكمل الوجوه. وانه ليس لله في شيء من هذا الكمال مشارك. وانه منزه عن كل ما ما في هذا الكمال ويناقضه مما نزه به نفسه او نزهه رسوله صلى الله عليه وسلم. يعني هذه قاعدة مطردة يجب على المسلم ان يعتقد يجب على العبد ان يعتقد ان كل شيء وصف الله به نفسه فانه متصف به على وجه الكمال ثابت لله على اكمل وجه وليس لله عز وجل في شيء من هذه الصفات مشارك لا في الكمال ولا في الوجوه وانه سبحانه منزه عن كل ما ينافي هذا الكمال ويناقض فانت تعلم ان الله قوي وتعلم ان العبد قد يوصف بالقوي قال زاده بسطة في العلم والجسم قال ذو القوة لكن لابد ان تدرك ان القوة المضافة لله قوة لا تشابه قوة المخلوقين وهي قوة تثبت لله على وجه الكمال وكل ما ينافي هذه القوة فانه منفي عن الله اما علم العباد ليس كذلك نعم قال رحمه الله واما التأله والعمل فان يتقرب العبد الى ربه باعماله الظاهرة والباطنة الى الله طهى لوجهه وينيب اليه ويتألهه محبة وخوفا ورجاء وطلبا وطمعا. فيقصد وجهه الاعلى بما يعتقده من العقائد الصحيحة وبما يقصده ويريده من الارادات الصالحة والمقاصد الحسنة التابعة لاعمال القلوب. وبما يعملون من الاعمال الصالحة الراجعة للقيام بحقوق الله وحقوق عباده. وبما يقوله ويتكلم به من ذكر الله والثناء عليه وقراءة في كلامه وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. وكلام اهل العلم الذي يرجع الى ذلك. ومن الكلام الطيب والنصح للعباد في امور دينهم ودنياهم. ومن ذلك تعلم العلوم النافعة وتعليمها. فكل هذه الاشياء يجب اخلاصها لله وحده وبتمام الاخلاص يتم التوحيد والايمان. هذه ميزة من ميزات عقيدة اهل السنة والجماعة انهم لا يرون الفكاك بين علم الاعتقاد وبين التأله والتعبد لله عز وجل بالاعجاب قال فهم يرون الخشية الخوف والخضوع والمحبة والرغبة والرهبة توكل والانابة من الاعمال القلبية يرونها من الاعتقاد ويرون ان الاقرار باركان الايمان الاقرار اركان الاسلام ظاهريا قوليا من التعبد والتأله لله عز وجل ويتألهون ويتعبدون الله تبارك وتعالى بذلك. فيراقبون الله سبحانه وتعالى لانه سميع عليم ويقفون عند حدوده لانه عزيز ذو انتقاء ويخافون من مغبة افعالهم لانهم يعلمون ان الله جل وعلا غني فيزدادون تذللا وتعبدا حتى يتقبل الله منهم نعم قال رحمه الله فبهذا التقرير يكون التوحيد يرجع الى امرين. توحيد توحيد الاسماء والصفات ويدخل فيه الربوبية وهذا يرجع الى العلم والاعتقاد. وتوحيد الالهية والعبادة وهذا يرجع الى العمل والارادة عمل القلوب وعمل ابدانك ما تقدم ويسمى توحيد الالهية. لان الالهية وصف الباري تعالى ويسمى توحيد العبادة لان العبادة فوصف العبد الموحد المخلص لله في اقواله واعماله وجميع شؤونه. والقرآن العظيم يكاد كله ان يكون تقرير لهذه الاصول العظيمة ودفعا لما يناقضها ويضادها من التعطيل والتشبيه والتنقيص. ومن الشرك الاكبر والاصغر والتنديد قال رحمه الله تعالى وجوب تصديق الله ورسوله في كل خبر وتقديم ذلك على غيره. قال الا قل صدق الله ومن اصدق من الله قيلا ومن اصدق من الله حديثا ولا ينبئك مثل خبير قل انتم اعلم ام الله. قل اي شيء اكبر شهادة؟ قل الله. لكن الله اشهد بما انزل اليك انزله بعلمه والملائكة يشهدون كفى بالله شهيدا. شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولوا العلم اخبر به عن نفسه من صفات الكمال وما تنزه عنه من صفات النقص. وانه اعلم بذلك من خلقه. وشهادته ذلك اكبر شهادة وخبره عن نفسه وعن جميع ما يخبره وخبره عن نفسه وعن جميع ما يخبر به اعلى درجات صدق وذلك يوجب للعبد الا يدخل في قلبه ادنى ريب في اي خبر يخبر الله به. وان ينزل ذلك من قلبه منزلة كالعقيدة الراسخة التي لا يمكن ان يعارضها معارض ولا يعتريها شك. وان يعلم علم اليقينيا انه لا يمكن ان يرد شيء يناقض خبر الله وخبر رسوله. وان كلما عارض ذلك ونفاه من اي علم كان انه باطل في نفسه وباطل في حكمه وانه محال ان يرد علم صحيح يناقض ما اخبر الله به. وتدل اكبر وتدل اكبر دلالة على ان وتدل اكبر دلالة ان من بنى عقيدته على مجرد خبر الله وخبر رسوله فقد بناها على اساس متين بل على اصل الاصول كلها. ولو ولو فرض وقدر معارضة اي معارض كان. فكيف الادلة العقلية والفطرية والافقية والنفسية كلها تؤيد خبر الله وخبر رسله. وتشهد بصدق ذلك ومنفعته. ولهذا اذا مدح الله خواص خلقه واولي الالباب منهم حيث بنوا ايمانهم على هذا الاصل في قولهم ربنا اننا سمعنا منادي ينادي للايمان ان امنوا بربكم فامنا. وقالوا سمعنا واطعنا. الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه. اولئك الذين هداهم الله واولئك هم اولوا الالباب وعلم من ذلك ان ابتداع اهل الكلام الباطل لاقوال وعقائد ما انزل الله عليها من سلطان ولم تبنى على الكتاب والسنة بل على عقول قد علم خطأ اصحابها وضلالهم انه من ابطل انه من ابطل الباطل واسفه السفه حيث رغبوا عن خبر الله وخبر رسله الى حيث سولت لهم نفوسهم الامارة بالسوء ودعتهم عقولهم التي لم التي لم تتزكى بحقائق الايمان ولا تغذت بالايمان الصحيح واليقين الراسخ. يكفي هذا الاصل في يكفي هذا الاصل في لجميع اقوال اهل الزيغ بقطع النظر عن معرفة بطلانها على وجه التفصيل لانه متى علمنا مخالفتها للقواطع الشرعية والبراهين السمعية علمنا بطلانها لان كل ما نافى الحق فهو باطل وما خالف الصدق فهو كذب. هذه قاعدة جدا ان الشيخ رحمه الله يريد ان يبين ان الدلائل السمعية ممدوحة بكل حرف قالوا سمعنا واطعنا. سمعنا منادي ينادي يجتمعون القول فيتبعون احسنه فان قال قائل اليس التعقل ايضا مطلوب كما في قوله تعالى قالوا لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب السعي نقول بلى لكن ينبغي جعل العقل تابعا للسمع. الا ترى ان اهل النار وهم في النار جعلوا عقولهم بعد فقالوا لو كنا نسمع او نعقل واما ابتداع قواعد العقلية مردي مدلولات الايات المنزلة والاحاديث الثابتة فهذا والله من ظلالات ابليس ادخلها على المنتسبين الى الاسلام بالتدليس. فانه هو اول من قاس في مقابل نص فان الله قال فاذا نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين. وهذا نص فقاس اللعين وقال انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ابى واستكبر وقال اسجد لمن خلقت طينا فلا يجوز لعاقل ان يقدم عقله على كلام ربه. لان كلام الرب فوق عقل العبد فعقل العبد مهما كان فانه قاصر ولا يمكن ان نجعل العقل حاكما. لان العقول متفاوتة ولا يمكنها ان تتفق بخلاف المنقول فانها محفوظة وهي محصورة وهي معصومة اما العقول فكم بينها من تفاؤل نجعل التحاكم الى عقل من الفلسفي يقول عقل والمعتزلي يقول عقل والرافظي يقول عقل بل والنصراني يقول عقلي واليهودي يقول عقلي واهل السنة يقولوا عقلي فعقل من بخلاف ما لو جعلنا الاصل ما ذكره الله اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والى الرسول والرد الى الله الرد الى كتابه والرد الى الرسول صلى الله عليه وسلم الرد الى هديه وسنته. نعم قال رحمه الله شرح اسماء الله الحسنى الواردة في القرآن على وجه الايجاز غير المخل. هذا الاصل هو اعظم اصول بل لا يقوم التوحيد ولا يتم ولا يكمل حتى ينبني على هذا الاصل. فان التوحيد يقوى بمعرفة الله. ومعرفة الله معرفة اسمائه الحسنى وما تشتمل عليه من المعاني العظيمة والتعبد لله بذلك. التوحيد يقوى بثلاثة امور بمعرفة الله اولا وهذا باب علمي ثم بالعبادة وهذا باب عملي ثم بالنظر الى الايات المتلوة والمشاهدة فهذه ثلاثة ابواب يكوي به توحيدك نعم قال رحمه الله وفي الحديث الصحيح ان لله تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة واحصاؤها تحصيل معانيها في القلب وامتلاء القلب من اثار هذه المعرفة. فان كل اسم له في القلب الخاضع لله المؤمن به اثر وحال لا لا يحصل العبد في هذه الدار ولا في دار القرار اجل واعظم منها. فنسأله تعالى ان يمن علينا بمعرفته محبته والانابة اليه. قال رحمه الله تعالى الله هذا الاسم الجليل الجميل هو اعظم الاسماء بل قيل انه الاسم الاعظم وسيأتي التنبيه على الاسم الاعظم عن قريب ان شاء الله. ولهذا تضاف جميع الاسماء الحسنى الى هذا الاسم ويوصف بها فيقال الرحمن الرحيم الخالق الرازق العزيز الحكيم الى اخرها من اسماء الله. ولا يقال الله ومن اسماء الرحمن الرحيم الى اخرها. ولهذا لم يأتي في القرآن تبعا وانما جاءت الاسماء تابعة لاسم الله الا في اية واحدة على احد القراءتين الله العزيز الحكيم وهذه التبعية لها معنى خاص. نعم قال رحمه الله فمعنى الله كما قال ابن عباس رضي الله عنهما ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين رضي الله عنه في هذا التفسير بين الوصف المتعلق بالله من هذا الاسم الكريم وهو الالوهية التي هي وصفه الدال عليها لفظ الله كما دل على العلم الذي هو وصفه لفظ العليم. وكما دل على العزة التي هي وصف وصفه لفظ العزيز. وكما دل على الحكمة التي هي وصف التي هي وصفه لفظ الحكيم. وكما دل على الرحمة التي هي وصفه لفظ رحيم وغيرها من الاسماء الدالة على ما قام بالذات من مدلول صفاتها. قول ابن عباس بتفسير معنى الله ذو الالوهية فكأنه جنح الى ان في اله ان اصل كلمة الله يقولون اله دخل عليه الف فكأنه بمعنى ذو ذو الالوهية اي صاحب الالوهية الموصوف بالالوهية ذو بمعنى الصفة الموصوف بالالوهية والعبودية او ذو بمعنى الاستحقاق. اي المستحق الالوهية. هذه ثلاثة معاني كلها صحيحة ذو الالوهية صاحب عبادة فهو اهل للعبادة وغيره ليس اهلا للعباد وذو الالوهية والعبودية اي الموصوف بالالوهية والعبودية فيؤلى ويعبد وذو الالوهية والعبودية بمعنى الاستحقاق اي المستحق للعبودية والالوهية. نعم قال رحمه الله فكذلك الله هو ذو الالوهية والالوهية التي هي وصفه هي الوصف العظيم الذي استحق ان يكون به اله اه بل استحق الا يشاركه في هذا الوصف العظيم مشارك بوجه من الوجوه. الالوهية والعبودية والربوبية مصدر صناعي واصل كلمة اله هو مصدر وعبادة مصدر. واما الالوهية العبودية الربوبية ونحو ذلك فهذه مصادر صناعية اي بمعنى الذي ينبغي ان تتصنع له التعلم الذي ينبغي ان تتصنع له العبادة الذي ينبغي له ان توجد له الربوبية. نعم قال رحمه الله واوصاف الالوهية هي جميع اوصاف الكمال واوصاف الجلال والعظمة والجمال واوصاف الرحمة واوصاف البر واوصاف الرحمة والبر والكرم والامتنان. هذه المسألة بحثها العلامة ابن القيم. وهي ان اوصاف الالوهية الصق بها وصف الجمال والكمال واوصاف الربوبية الالصق بها اوصاف المنة والبر واوصاف الجلال نعم قال رحمه الله فان هذه الصفات هي التي يستحق ان يؤله ويعبد. فان هذه الصفات هي التي يستحق ان يؤلاها ويعبد لاجلها فيؤله لان له اوصاف العظمة والكبرياء. ويؤله لانه المتفرد بالقيومية والربوبية والملك والسلطان ويؤله لانه المتفرد بالرحمة وايصال النعم الظاهرة والباطنة الى جميع خلقه. ويؤله لانه المحيط بكل شيء علما حكمه وحكمة واحسانا ورحمة وقدرة وعزة وقهرا. ويؤلاها لانه المتفرد بالغنى المطلق التام من جميع الوجوه. كما ان ما سواه مفتقر اليه على الدوام من جميع الوجوه. مفتقر اليه في ايجاده وتدبيره مفتقر اليه في امداده ورزقه. مفتاح اليه في حاجاته كلها مفتقر اليه في اعظم الحاجات واشد الضرورات وهي افتقاره الى عبادته وحده والتأله وحده فالألوهية تتضمن جميع الأسماء الحسنى والصفات العليا. وبهذا احتج من قال ان الله هو هو الإسم الأعظم. ولهذا لهذا احتج من قال ان الله هو الاسم الاعظم. ومنهم من قال انه الصمد الذي تصمد اليه جميع المخلوقات بحاجتها لكمال وعظمته وسعة اوصافه. ومنهم من قال ان الاسم الاعظم هو الحي القيوم لوروده في بعض الاحاديث. ولان هذين الاسمين العظيمين يتضمن ان جميع الاسماء الحسنى والصفات الكاملة فان الصفات الذاتية ترجع الى الحي الذي قد كملت حياته فكملت صفاته وصفات الافعال ترجع الى القيوم لانه الذي قام بنفسه وقام بغيره. وافتقرت اليه الكائنات باسرها. وقيل في تعيين الاسم من اعظم اقوال اقوال اقوال اخر والتحقيق ان الاسم والتحقيق ان الاسم الاعظم اسم جنس لا يراد به اسم معين فان اسماء الله نوعان اختلاف العلماء في تعيين الاسم الاعظم راجع الى امرين الاول اختلاف السلف في تعيين الاسم الاعظم والثاني عدم ورود نص ثابت يعين الاسم الاعظم وما ذكره الشيخ رحمه الله من ان التحقيق ان الاسم الاعظم اسم جنس لا يراد به اسم معين هذه احد الاقوال في المسألة والاظهر عندي والله اعلم ان الاسم الاعظم والجمع بين الاسماء الثلاثة الله الحي القيوم فلو قال العبد اللهم اني اسألك بانك انت الله الحي القيوم فقد سأل الله باسمه اللهم انا نسألك بانك انت الله الحي القيوم ان تعلمنا ما ينفعنا وان تنفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا رب العالمين وعملا يقربنا الى رضوانك يا ارحم الراحمين نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله فان اسماء الله نوعان احدهما ما دل على صفة واحدة او صفتين او تضمن اوصافا معدودة والثاني ما دل على جميع ما لله من صفات الكمال وتضمن ما له من نعوت العظمة والجلال والجمال. فهذا النوع هو الاسم الاعظم ولما دل عليه من المعاني التي هي اعظم المعاني واوسعها. فالله اسم اعظم. وكذلك الصمد وكذلك الحي القيوم كذلك الحميد المجيد وكذلك الكبير العظيم وكذلك المحيط. وهذا التحقيق هو الذي تدل عليه التسمية وهو مقتضى الحكمة هي ايضا تجتمع الاقوال الصحيحة كلها والله اعلم قال رحمه الله والمقصود ان هذا التفسير من ابن عباس رضي الله عنهما يدخل فيها وصفه بالالوهية التي نبهنا هذا التنبيه اللطيف على ما معنى الالوهية؟ ويدخل فيها وصف العباد وهو العبودية. فالعباد يعبدونه ويألهونه. قال تعالى وهو الذي في السماء اله وفي الارض اله. ان يألهه اهل السماء واهل الارض طوعا وكرها. الكل خاضعون لعظمته منقادون لارادته ومشيئته. عانون لعزته وقيوميته. وعباد الرحمن يألهونه ويعبدون ويبذلون له ويبذلون له مقدورهم بالتأله القلبي والروحي والقولي والفعلي. بحسب مقاماتهم ومراتبهم من نعوته واوصافه ما تتسع قواهم لمعرفته. ويحبونه من كل قلوبهم محبة تتضائل جميع المحاب لها فلا يعارض هذا فلا يعارض هذه المحبة في قلوبهم محبة الاولاد والوالدين وجميع محبوبات النفوس. بل بل خواصهم جعلوا كل محبوبات النفوس الدينية والدنيوية العادية تبعا لهذه المحبة. فلما تمت محبة الله في قلوبهم احب ما احبه من اشخاص واعمال وازمنة وامكنة. فصارت محبتهم وكراهتهم تبعا لالههم وسيدهم ومحبوبه ولما تمت محبة الله في قلوبهم التي هي اصل التأله والتعبد. انابوا اليه فطلبوا قربه ورضوانه وتوسلوا الى ذلك والى ثوابه بالجد والاجتهاد في في فعل ما امر الله به ورسوله. وفي ترك جميع ما نهى الله عنه ورسوله وبهذا صاروا محبين محبوبين له. وبذلك تحققت عبوديتهم والوهيتهم لربهم. وبذلك استحقوا ان يكونوا حقا وان يضيفهم اليه بوصف الرحمة حيث قال وعباد الرحمن. ثم ذكر اوصافهم الجميلة التي انما نالوها برحمته وتبوأوا منازلها برحمته. وجازاهم بمحبته وقربه ورضوانه وثوابه وكرامته برحمته وقد علم بهذا ان من بذل هذه المحبة التي هي روح العبادة التي خلق الخلق لها. التي خلق الخلق لها لغير الله. فقد وضعها في غير موضعها ولقد ضيعها ايضا. ولقد ظلم نفسه اعظم الظلم حيث هضمها اعظم حقوقها. وبذلك استحق ان يكون الشرك هو الظلم العظيم. وان يكون المشرك مخلدا في النار محروما دخول الجنة محرما عليه. لانها دار الذين عبدوه حق عبادته واخلصوا له الدين. لا شك ان ما ذكره الشيخ ان روح العبادة التي خلق الخلق لها وهي المحبة اذا صرفت لغير الله فان هذا تضييع لاصل مقصد ايجاد الخلق وهذا ايها الاخوة يجرنا الى ان نفهم لماذا كان الشرك اسفه السفه لان العبادة هو التأله لله عز وجل محبته عبادته طاعته فاذا صار الانسان يحب شجرا او حجر او ميتة من هذا الذي يسفر نفسه؟ هو اسفه السفهاء العادة ان الناس يسفهون غيرهم يقولون فلان ما يفهم. فلان ما يعقل. اما انه هو يسفه نفسه فهذا عين الشرك وقباحة وفيه دلالة على قباحة الشرك نعم قال رحمه الله وقد جمع الله هذين المعنيين في عدة مواضع مثل قوله تعالى لموسى انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني واقم الصلاة لذكري. وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. فاعبده واصطبر لعبادته. هل تعلم له سميا؟ اي مساميا مماثلا في في صفات الالوهية وكذلك كلمة الاخلاص وهي لا اله الا الله. تتضمن نفي الالوهية عن غير الله. وانه لا يستحق احد من الخلق فيها مثقال ذرة فلا يصرف لغير الله شيء من العبادات الظاهرة والباطنة. وتقرر الالوهية وتقرر الالوهية كلها وتقرر الالوهية هو العبارة هكذا وانه لا يستحق احد من الخلق فيها مثقال ذرة. يعني كلمة الاخلاص تتضمن وكلمة الاستخلاص تقرر وتقرر الالوهية كلها لله وحده. نعم. احسن الله اليكم وتقرر الالوهية كلها لله وحده. فهو الذي يستحق ان يؤله محبة ورغبة ورهبة وانابة اليه. وخضوعا وخشوعا له من جميع الوجوه والاعتبارات. فهو المألوف وحده المعبود المحمود المعظم الممجد ذو الجلال والاكرام. قال رحمه الله اية ذو الجلال والاكرام جاءت مرتين في سورة الرحمة مرة في وصف صفتي بوصف وجهه العظيم فقال سبحانه ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام فوصف الله وجهه والوجه صفة من صفاته بالجلال والاكرام ووصف نفسه العلية بذي الجلال والاكرام فقال في اخر سورة الرحمن تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام ونخلص من الجمع بين الايتين ان اوصافه واسماءه وافعاله موصوفة بالجلال والاكرام ومعنى الجلال اي العظمة والشيء الجليل العظيم والجلال فعال من العظمة والاكرام اي المنزه من كل نقص اكرمت كذا اكرمت جليسي عن كذا واكرمت كذا عن كذا ويجوز اكرمته بكذا وهنا المراد الاول والله جل وعلا في صفاته ذو الجلال والاكرام وفي ذاته العلية ذو الجلال والاكرام وفي افعاله ذو الجلال والاكرام. نعم والو قال رحمه الله الرحمن الرحيم البر الكريم الجواد الوهاب الرؤوف هذه اسماء الكريمة متقارب معناها وكلها تدل على انه موصوف بكمال الرحمة وسعة البدء والاحسان وكثرة المواهب والرأفة فجميع ما فيه العالم العلوي والسفلي من حصول المنافع والمحاب والمسار والخيرات. فان ذلك منه ومن رحمته وجوده وكرمه وفضله. كما ان من كما ان ما صرف عنهم كما ان ما صرف عنهم من المكر. ما صرف كما ان ما صرف عنه من المكاره والنقم والمخاوف والاخطار والمضار فانها من رحمته وبره فانه لا يأتي بالحسنات الا هو ولا يدفع السيئات ولا يدفع السيئات الا هو. وبهذا نفهم معنى سبقت رحمتي غضبي فان الانسان اذا نظر يجد ان رحمة الله اشمل من عقابه وان رضاه اوسع من غضبه وان بره كرمه وجوده وهباته ورأفته اظهر على عباده من المنتقم من القهار الجبار. نعم قال رحمه الله ورحمته تعالى سبقت غضبه وغلبته وظهرت في خلقه ظهورا لا ينكر حتى ملأت اقطار السماوات وامتلأت منها القلوب حتى حنت المخلوقات بعضها على بعض بهذه الرحمة التي نشرها عليهم واودعها في قلوبهم. وحتى البهائم التي لا ترجو نفعا ولا عاقبة ولا جزاء على اولادها. وشوهد من رأفتها بهم وشفقتها العظيمة ما يشهد ما يشهد بعناية باريها ورحمته الواسعة وعمت مواهبه اهل السماوات والارض ويسر لهم المنافع والمعايش والارزاق وربطها لاسباب ميسرة وطرق مسهلة. فما من دابة في الارض الا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها وعلم تعالى من مصالحهم ما لا يعلمون وقدر لهم فيها ما لا يريدون وما لا يقدرون. وربما اجرى عليهم مكارهة توصلهم الى ما يحبون. بل رحمهم بالمصائب والالام. فجعل الالام كلها خيرا للمؤمن الذي يقوم بوظيفة الصبر عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له وليس ذلك الا للمؤمن. وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم. والله يعلم وانتم لا تعلمون. وفي هذا الباب في هذا الجانب العظيم الدقيق فاق انسوا الملائكة فان الملائكة لا يستطيعون ان يتعبدوا الله جل وعلا طلب العفو بالمغفرة مثلا انهم لا يذنبون فالصبر على الاقدار لانه لا يجري عليهم من قدر الله ما يسيئهم هذا جانب عظيم اذا علم العبد انه قد ينفرد بهذه الخاصية فيرتفع بها درجات العلية عند رب البرية ربما نفهم الان معنى كلام السلف كان البلاء احب اليهم من العافية. نعم قال رحمه الله وكذلك ظهرت رحمته في امره وشرعه ظهورا تشهده البصائر والابصار ويعترف به اولو الباب فشرعه نور ورحمة وهداية. وقد شرعه محتويا على الرحمة وموصلا الى اجل رحمة وكرامة وسعادة وفلاح وشرع فيه من التسهيلات والتيسيرات ونفي الحرج والمشقات ما يدل اكبر دلالة على سعة رحمته وجوده وكرمه ومناهيه كلها رحمة لانها لحفظ اديان العباد وحفظ عقولهم واعراضهم وابدانهم واخلاقهم واموالهم من والابرار فكل النواهي تعود الى هذه الامور. وايضا الاوامر سهلها واعان عليها باسباب شرعية واسباب قدرية وذلك من تمام رحمته. كما ان النواهي جعل عليها من العوائق والموانع ما ما يحجز العباد ايحجز ما يحجز العباد عن مواقعتها الا من ابى وشرد ولم يكن فيه خير بالكليه وشر مثلا المنهيات والنواهي الله سبحانه وتعالى من رحمته بالمخلوقات جعل عليها من العوائق والموانع ما يكون سببا لان يمتنع عن مواقعته مثلا الخمر لها رائحة كريهة فهذا عائق ثم هو يذهب العقل فهذا مانع العاقل يقول ليش اخذ شيء يوخر عقله مثلا هذه مسائل ينبغي للانسان ان يتأمل فيها لما حرم الكذب هناك عوائق وموانع يمنع الانسان من الكذب يفكر انا ان كذبت اليوم وغدا وبعد غد فلو قلت الصدق بعد لن يصدقني احد فهذا العايق يمنعه من الكذب ثم يفكر مع نفسه ما الفائدة من الكذب فيمتنع عن الكلم وهكذا فقس نعم قال رحمه الله وشرع ايضا من الروادع والزواجر والحدود ما يمنع العباد ويحجزهم عنها ويقلل من الشرور شيئا كثيرا جملة فشرعه وامره نزل بالرحمة واشتمل على الرحمة واوصل الى الرحمة الابدية والسعادة السرمدية. خلاصة هذا الاسم العظيم الرحمن الرحيم البر الكريم الجواد الوهاب الرؤوف ان العبد لابد ان يعلم انه لولا رحمته ما طاق احد العيش لولا بره ما بقي احد لولا كرمه لما لفنيت الموجودات. فالله سبحانه وتعالى رحمته بره وبره وكرمه وجوده وهباته ظاهرة على العباد مؤمنهم بل ومسلمهم بل وكافرهم نعم قال رحمه الله الخالق البارئ المصور اي هو اي هو المنفرد بخلق جميع المخلوقات وبرأ بحكمته جميع البرية وصور باحكامه وصور باحكامه وحسن خلقه وحسن ها خلقه كيف بخل نعم وصور باحكامه وحسن خلقه جميع الكائنات يعني حسن بخلقه جميع الكائنات. نعم وصور باحكامه وحسن خلقه جميع الكائنات فخلقها وابدعها وفطرها في الوقت المناسب لها. وقدر خلقها احسن تقديرا العبارة هذه اما ان تكون وحسن خلق جميع الكائنات بدونها واما ان تكون العبارة وحسن بخلقه جميع الكائنات نعم شيخنا وحسن خلقه ها حسن الخلق حسن خلقه ممكن وحسن خلقه ممكن نعم احسن الله اليكم وصور باحكامه وحسن خلقه جميع الكائنات فخلقها وابدعها وفطرها في الوقت المناسب لها وقدر خلقها احسن تقدير وصنعها اتقن صنع وهداها لمصالحها اعطى كل شيء خلقه اللائق به. ثم هدى كل مخلوق لما هيأ وخلق له. واذا كان هو الخالق وحده البارئ المصور لا شريك له في شيء من ذلك. فهو الاله الحق الذي لا يستحق عبادة الله وهو الخالق للذوات والافعال والصفات. وهو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء. ويجعل المؤمن مؤمن والكافر كافرا من غير ان يجبر العباد على غير ما يريدون. ففي عموم خلقه رد على القدرية حيث اخرجوا على العباد وطاعاتهم ومعاصيهم عن دخولها تحت خلقه وتقديره. حذرا منهم وفرارا من الجبر. ولم يدرون كماله وكمال قدرته ينفي الجبر. وانه قادر على جعل العبد يفعل ما يختاره ويريده جاريا على قدره ومشيئته على قدره ومشيئة فهو اعظم من ان يجبر العباد واعدل من ان يظلمهم. بل هم الذين يريدون ويختارون والله هو الذي جعلهم كذلك وإرادتهم وقدرتهم تابعة لمشيئة الله. لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. اذا جاءك ابليس او هوى النفس واراد ان يقول لك انك مجبور تذكر هذه الاية ولو شاء ربك لامن من في الارض كلهم جميعا افانت تكره الناس حتى يكون مؤمن فمعنى الاية ان الله اذا اراد ان يجبرهم لجبرهم على الايمان ومعناه ان الله لا يجبر العباد فان هم اطاعوا الله فبفظله. وان هم عصوا الله فبعدله ولا يمكن ان يقول عاقل ان الله يجبر الخلق هذا يقوله من لا يتصور عظمة الخالق فهو يقول كيف يأمرهم وينهاهم وهم لا يخرجون عن مشيئة وارادته. لماذا قال لانه تصور الخالق مثل نفسه مسكين لكن لما لو يتصور ان الله قادر على ان يخلق عبادا لا يعصونه كالملائكة وعبادا خلق مخلوقات حية تروح وتأتي وتقوم وتنام وترقد وتأكل وتشبع لكنها لا تخرج عن ارادة الله عز وجل كالبهائم والطيور الحيوانات ولا تثاب لان الامتثال عندها مفقود اما انت فالله خيرك وجعل لك ارادة ولو اراد جبرك لجبرك فهو يقول لنبيه فانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ثم يأتي الجبري ويقول الخلق مجبورهم او يأتي القدر ويقول لو اثبتنا خلق الله لافعال العباد للزم منه الجار. مساكين ما عرفوا الله حق قدره والله لو عرفوا الله حق قدره ما قالوا مثل هذا الكلام. نعم قال رحمه الله العزيز الجبار المتكبر القهار القوي المتين. فالعزيز الذي له جميع معاني العزة ان العزة لله جميعا فهو العزيز لكمال قوته وهذه عزة القوة. ويرجع الى هذا المعنى القوي المتين الامتناع عن مغالبة احد وعن ان يقدر عليه احد او يبلغ العباد ضره فيضر او يبلغ العباد ضره فيضره او نفعه او نفعه فينفعوه وامتناعه وتكبره عن جميع ما لا يليق بعظمته وجلاله من العيوب والنقائص وعن كل ما ينافيك ماله ويرجع اليها معنى المتكبر مع ان المتكبر اسم دال على على كمال العظمة ونهاية الكبرياء مع دلالته على المعنى المذكور وهو تكبره وتنزهه عما لا يليق بعظمته ومجده وجلاله. المعنى الثالث القهر الدال الدال عليها اسم القهار الذي قهر بقدرته جميع المخلوقات. ودانت له جميع الكائنات فنواصي العباد كلهم بيده وتصاريف الملك وتدبيرات وتدبيراته بيده والملك بيده فما شاء كان وما لم لم يكن فالعالم العلوي والعالم السفلي بما فيها من المخلوقات العظيمة كلها قد خضعت في حركاتها وسكناتها وما تأتي وما تذر لمليكها ومدبرها فليس لها من الامر شيء ولا من الحكم شيء. بل الامر كله لله والحكم والقدري والجزائي كله لله لا حاكم الا هو ولا رب غيره. ولا اله سواه. والعزة بمعنى القهر هي احد معاني الجبار ومن معاني الجبار انه العلي الاعلى الذي على العرش استوى وعلى الملك احتوى وعلى السلطان وانواع وانواع التصاريف استولى ومن معاني الجبار معنى يرجع الى لطف الرحمة والرأفة. وهو الذي يجبر الكثير ويغني الفقير ويجبر المريض والمبتلى ويجبر جبرا خاصا قلوب المنكسرين لجلاله الخاضعين لكمال الراضين لفضله ونواله لما يفيضه على قلوبهم من المحبة وانواع المعارف الربانية والفتوحات الالهية والهداية والارشاد والتوفيق والسداد. لهذا قال بعض الشعراء لا يجبر الناس عظما انت كاسره ولا يكسر الناس عظما انت جابر فمن معاني الجبر الذي يجب يؤبر كسر المنكسرين ولهذا اذا انكسر عظمك فقل يا جبار اجبر كسري واذا انكسر خاطرك قل يا جبار اجبر خاطري تعبد لله باسمه وآآ من عظمة اسماء الله ان الاسم الواحد يتضمن معانيا متعددة مثل ما ذكر الشيخ في معنى العزيز ثلاثة معاني العزيز بمعنى النادر الذي لا مثل له العزيز بمعنى الغالب الذي لا يقهر العزيز بمعنى القوة والعظمة نعم قال رحمه الله تعالى الملك المالك للملك اي الذي له جميع النعوت العظيمة الشأن التي تفرد بها ملك الملوك من كمال القوة والعزة والقدرة والعلم المحيط والحكمة الواسعة ونفوذ المشيئة. وكمال التصرف وكمال الرأفة والرحمة. والحكم العام للعالم العلوي والعالم السفلي والحكم العام في الدنيا والاخرة والحكم العام للاحكام الثلاثة التي لا تخرج عنها جميع الموجودات الاحكام القدرية حيث جرت اولها الاحكام القدرية حيث جرت الاقدار كلها والايجاد والاعدام والاحياء والاماتة والايجاد والاعداد والامداد كلها على مقتوى قضائه وقدره. ثانيها والاحكام الشرعية حيث ارسل رسله وانزل كتبه وشرع وخلق الخلق لهذا الحكم. وامرهم ان يمشوا على حكمه في عقائدهم واخلاقهم واقوالهم وافعالهم. وظاهرهم وباطنهم ونهاهم عن مجاوزة هذا الحكم الشرعي كما اخبرهم ان كل حكم يناقض حكمه فهو شر جاهلي من احكام الطاغوت والاحكام الجزائية وهو الجزاء على الاعمال خيرها وشرها في الدنيا والاخرة. واثابة الطائعين وعقوبة العاصين وتلك الاحكام كلها تابعة لعدله وحكمته وحمده العام فهذه النعوت كلها من معاني ملكه. ومن معاني الشيخ رحمه الله قسم الاحكام الى ثلاثة انواع وهذا التقسيم باعتبار التفصيل. والا فالذي عليه عامة العلماء ان الاحكام منقسمة الى قسمين احكام قدرية سواء كان حكما قدريا ابتلائيا او حكما قدريا جزائيا والاحكام الشرعية سواء كان الحكم الشرعي تعبديا او كان الحكم الشرعي جزائيا وعقوبيا. نعم قال رحمه الله ومن معاني ملكه ان جميع الموجودات كلها ملكه وعبيده المفتقرون اليه المضطرون اليه في جميع شؤونهم ليس لاحد خروج عن ملكه ولا لمخلوق غنى عن ايجاده وامداده ونفعه ودفعه. ومن معاني ملكه انزال كتبه هذا هذا الشيء لا تنسى. ما من مخلوق الا وهو مفتقر الى الله في الايجاد والامداد والنفع والدفع وانت وانا احد هذه المخلوقات فنحن كنا في عالم العدم مفتقرون الى الله فاوجدنا من ماء مهين ثم امدنا وامدنا وامدنا حتى جعل فوق العظام لحما ثم انشأنا خلقا اخر فتبارك الله احسن الخالقين ثم امدني وامدني وامدنا حتى ولدنا. ثم امدنا وامدنا حتى صرنا فتيانا ثم امدنا وامدنا حتى صرنا شبابا ومع هذا كله من اول ايجاد الى ان نموت نحن بحاجة الى نفعه فلولا نفعه ما استطعنا الانتفاع بطعام لوجدنا المضرة باللبن السائغ للشاربين لولا نفعه ما استطعنا الانتفاع بالعسل اللذة للشاربين لولا نفعه ما استطعنا امرار الماء كذلك دفعه فالعبد من يوم ان يوجد الى ان يموت بحاجة الى دفع الواردات عليه من الذي يدفع عنك البلاء الاوبئة التي لا تراها. يقول بعض الاطباء لو ان مترنا مترا في متر مربع ثم كبرنا هذا المكان كبرناه عشرات الالاف المرات لوجدنا من الفيروسات والميكروبات الله به عليم من الذي يدفع عنك هذا كله فهذا معنى افتقار العبد الى ربه في الايجاب والامداد والنفع والدفع. نعم قال رحمه الله ومن معاني ملكه انزال كتبه وارسال رسله وهداية العالمين وارشاد الضالين واقامة الحجة واقامة الحجة والمعذرة على المعاردين المكابرين ووضع الثواب والعقاب مواضعها وتنزيل الامور منازلها كما ان من معاني ملكه انه كل يوم في شأني يغفر ذنبا ويفرج كربا ويكشف غما ويزيل المشقات اللهفات ويجبر الكسير ويغني الفقير ويهدي ضالا ويخذل معرضا موليا ويعز قوما ويذل اخرين ويرفع قوما ويضع اخرين ويغير ما شاء من الامور الجارية على نظام واحد. ليعرف العباد كمال ملكه خذ مشيئته وعظمة سلطانه. الناس اذا اشتروا شيء وقالوا له هذا الشيء ظمانه مدى الحياة يعني مئة سنة اوه يفرحون طيب هذا الشمس وهذه القمر هذه النجوم هذه الارض خلقها الله على نظام دقيق ها منذ ان خلق الله ادم والى ان الارض ومن عليها اي عظمة اعظم منها اي خلق هذا نعم قال رحمه الله فالملك يرجع الى ثلاثة امور صفات الملك التي هي صفاته العظيمة وملكه للتصاريف والشؤون في جميع العوالم وان جميع الخلق مماليكه وعبيده فهو الملك الذي له ملك العالم العلوي والسفلي. وله التدبيرات النافذة فيها ليس لله بشيء من ذلك مشارك. من اسماء الله الملك والمليك والمالك. وهي متظمنة لهذه المعاني الثلاثة نعم قال رحمه الله القدوس السلام اي الذي له كل قدس وطهارة وتعظيم. وتقدس عن صفات النقص يرجع الى صفات العظمة والى السلامة من العيوب والنقائص. كما ان السلام يدل على المعنى الثاني. فهو السالم من كل عيب وافة ونقص. ومنه بيت المقدس. اي بيت الطهر. بيت المقدس اي بيت الطاهر. او بيت المقدس اي بيت العظمة وهذا من معاني القدس. فالقدس في لغة العرب الشيء الطاهر. والشيء العظيم. نعم قال رحمه الله ومجموع ما ينزه عنه شيئان احدهما انه منزه عن كل ما ينافي صفات كماله فان له المنتهى في كل صفة كمال فهو موصوف بكمال العلم وكمال القدرة. منزه عما ينافي ذلك من النسيان والغفلة ليعزب عنه مثقال ذرة في السماوات والارض ولا اصغر من ذلك ولا اكبر. ومنزه عن العجز والتعب والاعياء واللغوب. وموصوف كمال الحياة والقيومية منزه عن ضدها من الموت والسنة والنوم وموصوف بالعدل والغنى التام. منزه عن الظلم والحائجة الى احد بوجه من الوجوه وموصوف بكمال الحكمة والرحمة. منزه عما يضاد ذلك من العبث والسفه. وان يفعل او ما ينافي الحكمة والرحمة. وهكذا جميع صفاته منزه عن كل ما ينافيها ويضادها انه منزه عن مماثلة احد من خلقه او ان يكون له ند بوجه من الوجوه فالمخلوقات كلها وان عظمت وشرفت وبلغت المنتهى الذي يليق بها من العظمة والكمال اللائق بها. فليس شيء منها يقارب او يشابه الباري. بل جميع اوصافها نحل اذا نسبت الى صفات باريها وخالقها. فالجميع ما فيها من المعاني والنعوت والكمال هو الذي اعطاها اياه فهو الذي خلق فيها العقول والسمع والابصار والقوى الظاهرة والباطنة. وهو الذي علمها والهمها. وهو الذي ما هو ظاهرا وباطنا وكملها؟ قالت الرسل والملائكة لا علم لنا الا ما علمتنا. وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى يا عبادي كلكم ضال الا من هديته. فاستهدوني اهدكم. يا بادي كلكم جائع الا من اطعمته. الى اخر الحديث. فهو المنزه عن كل ما ينافي صفات المجد والعظمة والكمال وهو المنزه عن الضد والند والكفء والامثال وذلك داخل في اسمه القدوس السلام. سبحان الله قال رحمه الله تعالى المؤمن الايمان يرجع معناه الى التصديق والاعتراف وما يقتضيه ذلك من الارشاد وتصديق الصادقين قامت البراهين على صدقهم فهو تعالى المؤمن الذي هو كما اثنى على نفسه. وما عرفه رسله وعباده من اسمائه وصفاته واثار ذلك مما هو اعظم اوصاف خيار الخلق من معرفته والايمان به هو شيء يسير بالنسبة الى ما له من الكمال المطلق من كل وجه فهو كما اثنى على نفسه وفوق ما يثني عليه عباده. وهو تعالى الذي صدق رسله وشهد بصدقهم قوله وشهد بصدقهم بقوله وفعله واقراره حيث اخبر عن صدقهم. وفعل تعالى افعالا كثيرة من معجزات ايات وخوارق كثيرة وبراهين متنوعة تعرف العباد بصدقهم وتشهد بالحق الذي جاءوا به. فكل المطالب والمسائل العظيمة لم يبق من لم يبق منها شيء الا اقام عليه من البراهين شيئا كثيرا. وقال تعالى سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم حتى يتبين لهم انه الحق فالايمان الراجع الى المعرفة والمحبة فالايمان الراجع الى المعرفة والمحبة الله احق به واولى به انتصر على هذه الاشارة في هذا المحل العظيم. المؤمن آآ من اسماء الله عز وجل بمعنى المقر فهو سبحانه يقر رسله وانبياؤه والصالحين من عباده على ما قالوه وما ما يفعلونه ومن معاني المؤمن انه سبحانه يأمنه عباده اذا استغفروه ورجعوا اليه وهذان المعنيان داخلان تحت اسم المؤمن. نعم قال رحمه الله الشهيد المهيمن المحيط اي المطلع على جميع الاشياء الذي احاط علمه بالظواهر والبواطن والخفيات والجليات والماضيات والمستقبلات. وسمع جميع الاصوات خفيها والجليات. وابصر جميع الموجودات دقيقها وجليلها وصغيرها وكبيرها. واحاط علمه وقدرته وسلطانه. واولويه واوليته واخر او اوليته واخريته وظاهريته وباطنيته بجميع الموجودات. فلا يحجبه عن خلقه ظاهر عن باطن ولا كبير عن صغير ولا قريب عن بعيد. ولا يخفى على علمه شيء. ولا يشأ ولا يشد ولا ولا يشد في ولا يشد في ملكه وسلطانه شيء. ولا ينفرت عن قدرته وعزته شيء. ولا يتعصى عليه شيء ولا عظمه شيء. وجميع اعمال العباد قد احصاها وقد علم مقدارها ومقدار جزائها في الخير والشر اجازيهم بما تقتضيه حكمته وحمده وعزله ورحمته. والملوك والجبابرة وان وان عظمت سطوت. والملوك قوى الجبابرة وان عظمت سطوتهم وعظم ملكهم واشتد جبروتهم وتفاقم طغيانهم. فان الله لهم بالمرصاد قد احاط باحوالهم واحصى وراقب كل حركاتهم وسكناتهم ونواصيهم بيده. ونواصيهم ونواصيهم بيده وليس لهم خروج عن تصرفه وارادته ومشيئته. اين المفر والاله الطالب والمجرم المغلوب قيس الغالب فهذه الاسماء الثلاثة ترجع الى سعة علمه واحاطته بكل شيء والى عظمة ملكه وسلطانه لا شهادته لعباده وعلى عباده باعمالهم. والى الجزاء وانفراد الرب بتصريف العباد واجرائهم على احكام القدر واحكام الشرع واحكام الجزاء والله اعلم. قال رحمه الله تعالى الحميد المجيد اي الذي له المحامد والمدائح كلها وهي جميع صفات الكمال. فكل صفة من صفاته يحمد عليها ويحمد على اثارها تعلقاتها فيحمد على كل تدبير دبره ويدبره في الكائنات. ويحمد على ما شرعه من الشرائع واحكمه من الاحكام ويحمد على توفيقه اولياءه وعلى خذلانه لاعدائه. كما يحمد على اثباته كما يحمد وعلى اثابته للطائعين وعقوبته للعاصين. وله الحمد على ما تفضل به على العباد من النعم والخيرات والبركات. التي لا يمكن العباد احصائها ويتعذر عليهم استقصاؤها. فحمده تعالى قد ملأ العالم العلوي والسفلي. وله الحمد في والاخرة وقد عم حمده كل ما يتقلب فيه العباد لكون ذلك راجعا الى حكمته وعدله وفضله واحسانه ووضعه الامور مواضعها وهو الحميد الذي يحمده انبياؤه واصفيائه وخيار خلقه. وهو تعالى الحميد الذي يحمده على ما انعم به عليهم فمنه السبب والمسبب. واما المجد فهو واما المجد فهو سعة الصفات وعظمتها فالمجيد يرجع الى عظمة اوصافه وكثرتها وسعتها والى عظمة ملكه وسلطانه. والى تفرده بالكمال المطلق والجلال المطلق والجمال المطلق الذي لا يمكن العباد ان يحيطوا بشيء من ذلك. فاذا جمع بين الحميد المجيد صار اسم الحميد خص بكثرة الاوصاف وسعتها واسم المجيد اخص بعظمتها وتوحده بالمجد. الحمد صوف ربنا تبارك وتعالى به ويتجلى هذا حتى في عذابه وايقاع العذاب على العاصين فهذا من تمام كمال حمده سبحانه اذ لو لم يعاقب العاصين والكافرين لكان في ذلك نقصا ومن كونه المجيد والمجد والعظمة انه سبحانه قد يعفو عن العاصين ولا يبالي بسيئاته نعم قال رحمه الله الحكيم اي الموصوف بكمال الحكمة وبكمال الحكم بين عباده. فالحكمة هي سعة العلم والاطلاع على مبادئ الامور وعواقبها وعلى سعة الحمد حيث يضع الاشياء مواضعها وينزلها منازلها. ولا يتوجه اليه سؤال ولا يقدح فيه حكمته ما قال فله الحكمة في خلقه وامره. اما الحكمة في خلقه فانه خلق الخلق بالحق ومشتملا على الحق وكان غايته وكان غايته ونهايته الحق. خلقها باحسن نظام. رتبها باكمل اتقان. واعطى كل مخلوق خلقه الله بل اعطى كل جزء من اجزاء المخلوقات وكل عضو من اعضاء الحيوانات خلقته وهيئته اللائقة به حيث لا يرى بحيث لا يرى الخلق في خلق الرحمن. بحيث لا يرى الخلق في خلق الرحمن تفاوتا ولا فطورا ولا قال لو ولا نقصا بل لو اجتمعت عقول الخلق ليقترحوا مثلا واحسن من هذه الموجودات لم يقدروا. وهذا امر معلوم قطعا من العلم بصفاته فاذا كان من المعلوم لكل منصف مؤمن ان الله له الكمال الذي لا يحيط به العباد وانه وما من كمال وانه ما من كمال تفرضه وانه ما من كمال تفرضه الاذهان ويقدره المقدرون الا والله اعظم من ذلك واجل. كانت افعاله ومخلوقاته وجميع ما اوصله الى الخلق اكمل الامور واحسنها ومهاوئتك وانظمها واتقنها صنع الله الذي اتقن كل شيء. فالفعل يتبع في كماله وحسنه فاعله منسوب الى مدبره. والله تعالى كما لا يشبهه احد في صفاته في العظمة والحسن والجمال. فكذلك لا يشبهه احد في افعاله وقد تحدى عباده في مواضع كثيرة من كتابه هل يجدون او يشاهدون في مخلوقاته نقصا وخللا ومن ادعى من ذلك بسفاهة عقله وعظم جرائته فقد نادى على عقله بين العقلاء بالحمق والجنون. واما الحكمة في شرعه وامره فانه تعالى شرع الشرائع وانزل الكتب وارسل الرسل ليعرفه العباد ويعبدوه. فاي حكمة اجل من هذا واي وكرم اعظم من هذا فان معرفته تعالى وعبادته وحده لا شريك له واخلاص العمل له وحمده وذكره وشكره ثناء عليه افضل العطايا منه لعباده على الاطلاق. واجل المناقب لمن يمن الله عليه بها. واكمل السعادة والفلاح والسرور للقلوب والارواح كما انها هي السبب الوحيد للوصول الى السعادة الابدية والفلاح السرمدي لو لم يكن في امره وشرعه الا هذه الحكمة التي هي اصل الخيرات واكمل اللذات واكبر الوسائل والمقاصد. ولاجلها خلقت الخليقة ولاجلها حق الجزاء ولاجلها خلقت الجنة والنار ولاجلها جرت على الخليقة احكام الملك الجبار الشرعية والجزائية لكانت كافية شافية. الله اكبر. هذا وقد اشتمل شرعه على كل خير. فاخباره تملأ القلوب علما وعقائد وتستقيم بها القلوب ويزول انحرافها ويحصل لها من المعارف افضل الغنائم والمكاسب. واوامره كلها منافع ومصالح وتثمر من الاخلاق الجميلة والمناقب الثمينة والاعمال الصالحة والهدي الكامل والاجر العظيم والثواب الجسيم كلها موافقة للعقول الصحيحة والفطر والفطر المستقيمة. لانها لا تنهى الا عما يضر الناس في عقولهم واخلاقهم واعراضهم وابدانهم واموالهم وبالجملة. فالمصالح الخالصة او الراجحة تأمر بها. والمفاسد الخالصة او الراجحة تنهى عنها فهو الحكيم في خلقه وامره وكذلك احكام الجزاء على الاعمال في غاية المناسبة والموافقة للحكمة جملة تفصيلا والله اعلم. قال رحمه الله السميع البصير العليم الخبير اي السميع لجميع الاصوات باختلاف اللغات على تفنن الحاجات سرها وجهرها. سواء منكم من اسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار. البصير الذي ابصر كل شيء شيء دق وجل فيبصر دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في ظلمة الليل ويبصر جريان الاغذية في عروقه الحيوانات واغصان النباتات. ولقد احسن من قال يا من يرى مد البعوض جناحها في الليل البهيم الاليل ويرى نياط عروقها في نحرها والمخ من بين العظام ام علي بتوبة تمحو بها ما كان ما كان مني في الزمان الاول العليم بكل شيء الذي لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء ولا يعزب عن علمه شيء احاط علمه بالواجب والمستحيلات والجائزات. وبالماضيات والحاضرات والمستقبلات وبالعالم العلوي والسفلي وبالخفي والجليات وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو. ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في بكتاب مبين يعلم السر واخفى ويعلم ما اكنته الصدور وما توسوس به النفوس. وما فوق السماوات العلا وما تحت الثرى. الخبير الذي ادرك علمه السرائر. واطلع على مكنون الضمائر. وعلم خفيات ولطائف الامور ودقائق الذرات في ظلمات الديجور. فالخبير يرجع الى العلم بالامور الخفية التي هي في غاية اللطف والصغر وفي غاية الخفا ومن باب اولى واحرى علمه بالظواهر والامور الجلية. والعليم يدل بالمطابقة على الامرين وكثيرا ما يأتي ذكر هذه الاسماء الكريمة في سياق الاعمال وجزائها. ليوقظ القلوب وينبهها على اكمال واحسانها واتقانها واخلاصها وليرغبهم ويرهبهم. قال رحمه الله تعالى اللطيف من اسمائه الحسنى له معنيان احدهما بمعنى الخبير وهو ان علمه دق ولطف حتى ادرك السرائر والضمائر والخفيات والمعنى الثاني اللطيف الذي يوصل اولياءه وعباده المؤمنين الى الكرامات والخيرات بالطرق التي يعرفون والتي لا يعرفون والتي يريدون وما لا يريدون وبالذي يحبون والذي وبالذي يحبون والذين يكرهون. فيلطف والذي يكره احسن الله اليكم. وبالذي يحبون والذي يكرهون فيلطف باوليائه فييسرهم ليسرى ويجنبهم العسرى. ويلطف لهم امورا خارجية عاقبتها تعود الى مصالحهم ومنافعهم. قال يوسف صلى الله عليه وسلم ان ربي لطيف لما يشاء اي حيث اي حيث قدر امورا كثيرة خارجية عادت عاقبتها الحميدة الى يوسف وابيه وكانت في مبادئها مكروهة للنفوس ولكن صارت عواقبها احمد العواقب وفوائدها وفوائدها اجل الفوائد. احسنت نكتفي بهذا القدر نكمل في الغد ان شاء الله بعد صلاة العصر مباشرة والديجور في ظلمات الديجور يجور في لغة العرب وصف لشدة الظلمة. وشدة الشيء عند العرب يوصف بالديجوع. فيقولون ظلمة ديجورة ومطر ديجور وليل ديجور وهكذا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك