بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال المصنف رحمه الله تعالى باب من سب الدهر فقد اذى الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين من سب الدهر فقد اذى الله وفي رواية يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر اقلب الليل والنهار فاذا سب الدهر صب من خلقه وهو الله سبحانه وتعالى والدهر انما هو وقت للاعمال لا يسب. قول المصنف من سب الدهر فقد اذى الله هذا اخذ من الحديث لا تسبوا الدار فان الله هو الدهر وليس الدهر من اسماء الله وانما بين الرسول صلى الله عليه وسلم معنى معنى اذى الله في ان الدهر انما هو زمان ووقت للاعمال من خير او شر فهو لا يسب وانما يسب فعل العصاة والمذنبين الذين يستغلون الدهر لغير ما خلق له نعم قال المصنف رحمه الله باب من سب الدهر فقد اذى الله وقول الله تعالى فالله سبحانه وتعالى يتأذى ولكن انه لا يتضرر يتأذى بافعال الناس والخلق التي لا تليق وهو لا يتضرر سبحانه وتعالى بذلك نعم وقول الله تعالى وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر وما لهم بذلك من علم انهم الا يظنون هؤلاء الكفار الذين الذين ينسبون الحوادث الى الدهر وما يهلكنا الا الدهر الدهر انما هو وقت للاعمال ولا ينسب اليه شيء من افعال بني ادم انما افعالهم تعود عليهم هم والدهر بريء منها وليس الدهر من اسماء الله سبحانه لان الرسول بين قول الرسول صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل وانا الدهر بقوله اقلب الليل والنهار الذي يقلب الليل والنهار هو الله سبحانه وتعالى نعم وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر. ما هي الا حياتنا الدنيا لا يؤمنون بالاخرة فقالوا ما هي؟ اي الكفار الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا ثم نسبوا ذلك وما يهلكونا الا الدهر ولم ينسبوا ذلك الى الله سبحانه وتعالى الذي يحيي ويميت والذي بيده الامر والذي خلق الدهر خلق الليل والنهار نعم ومالهم بذلك من علم بهذا الكلام من علم انما هو من عند انفسهم لانهم لم يتلقوا العلم عن اهله لم يتلقوا العلم عن اهله المعروفين به فصاروا يتخرصون ويتخبطون ويقولون ما لا يليق في جناب الله سبحانه وتعالى نعم قال الشارح رحمه الله قال العماد ابن كثير رحمه الله في تفسيره يخبر تعالى عن قول الدهرية من الكفار ومن وافقهم من مشركي العرب في انكار المعاد وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا. اي ما ثم الا هذه الدار يموت قوم ويعيش اخرون وما ثم معاد ولا قيامة. وهذا يقوله مشركوا العرب المنكرون للميعاد نعم هذا انكار انكار للبعث ما هي الا حياتنا الدنيا يعني ينكرون الاخرة والبعث وقالوا واذا كنا عظاما ورفاتا فانا لمبعوثون خلقا جديدا هكذا يقولون وهذا كفر بالله سبحانه وتعالى كفر بما جاءت به الرسل من الاخبار عن البعث والنشور والجزاء والحساب وان هناك يوما بعد الدنيا وهو اليوم الاخر نعم اي ما تم الا هذه الدار يموت قوم ويعيش اخرون وما ثم معاد ولا قيامة وهذا يقوله مشركوا العرب المنكرون للميعاد ويقوله الفلاسفة الالهيون منهم وهم ينكرون البدءة والرجعة نعم وهذا كفر موروث عن السابقين من كفار الامم الذين ينكرون البعث والنشور ويقولون ما هي الا هذه الدنيا فقط. وليس هناك بعث ولا يوم اخر ولا حساب ولا جزاء هكذا يقولون نعم وتقوله الفلاسفة الدهرية الدورية المنكرون للصانع المعتقدون ان في كل ستة وثلاثين الف سنة يعود كل شيء الى ما كان عليه كلها اقوال باطلة واقوال تخمينية ولانهم اعرضوا عن الرسل وعما جاءوا به من الاخبار عن البعث والنشور وعن الجزاء والحساب وان هناك يوما ينتظرهم وهو اليوم الاخر الذي لابد لكل الخلق من ملاقاته لا سيما البشرية آآ الله جل وعلا خلق الدنيا وجعلها مزرعة للاخرة فالسعادة في الاخرة مبنية على العمل الصالح والعمل الصالح انما هو في الدنيا فالدنيا مزرعة للاخرة فمن حفظ دنياه حفظ اخرته ومن ضيع دنياه ضيع اخرته نعم. وزعموا ان هذا قد تكرر مرات لا تتناهى فكابروا المعقول الفلاسفة يعني فلاسفة الذين يدعون الحكمة ويسمون بالحكماء فهذا اعتقادهم بحياتهم وفي معادهم لانهم لم يتبعوا الرسل عليهم الصلاة والسلام الذين جاءوا بالبيان التام بينوا ما ان الله خلق الدنيا وخلق الاخرة الدنيا مزرعة للاخرة. فمن حفظ دنياه بالخير والعمل الصالح حفظ اخرته وسعد فيها ومن ضيع دنياه وعاش عيشة البهائم في هذه الدنيا فانه يكون خاسرا في اليوم الاخر نعم فكابروا المعقول وكذبوا المنقول. ولهذا قالوا وما يهلكنا الا الدهر قال الله تعالى وما لهم بذلك من علم ان هم الا يظنون اي يتوهمون ويتخيلون. نعم ينسبون الموت للدهر وينسون الله جل وعلا الذي يحيي ويميت والذي بيده الامر الاول والاخر فهذا خسران والعياذ بالله مع انهم يدعون الحكمة ويدعون المعرفة لكنهم كل معرفة وكل قول لا يكون له دليل من مما جاءت به الرسل فانه قول ظايع وقول باطل نعم قال المصنف رحمه الله في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر اقلب الليل والنهار. وفي رواية لا تسبوا الدهر فان الله هو الدهر. نعم يؤذيني يقول الله جل وعلا يؤذيني ابن ادم فالله يتأذى ولكنه لا يتظرر سبحانه وتعالى يؤذيه ابن ادم تسب الدهر يقول وما يهلكنا الا الدهر والذي يحيي ويميت هو الله سبحانه وتعالى والدهر ليس له دخل الا انه وقت للعمل وقت للعمل من خير او شر وهذا العمل يحصى يسجل ثم يوم القيامة يلقاه صاحبه كتابا يلقاه منشورا. اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا من اهتدى فانما يهتدي لنفسه ومن ظل فانما يظل عليها وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا الله جل وعلا اقام الحجة على عباده ببعثة ببعثة الرسل وانزال الكتب فلم يبق لاحد حجة على الله سبحانه وتعالى نعم. قال الشارح رحمه الله فاما الحديث الذي اخرجه صاحب الصحيح وابو داوود والنسائي من رواية سفيان ابن عوينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر بيدي الامر اقلب الليل والنهار وفي رواية لا تسبوا الدهر فان الله هو الدهر وفي رواية لا يقل ابن ادم يا خيبة الدهر فاني انا الدهر ارسل الليل والنهار فاذا شئت قبضتهما. نعم هذا يوضح ان ان قول الله جل وعلا انا الدهر ليس الدهر من اسماء الله الله جل وعلا وظح ذلك بقوله سبحانه اقلب الليل والنهار الذي يتصرف في الدهر هو الله جل وعلا وليس الدهر هو الذي يتصرف وانما الدهر وقت للعمل من خير او شر نعم وقال في شرح السنة حديث متفق على صحته اخرجه من طريق معمر من اوجه عن ابي هريرة رضي الله عنه قال ومعناه ان العرب كان من شأنها ذم الدهر وسبه عند النوازل لانهم كانوا ينسبون اليه ما يصيبهم من المصائب والمكاره ويقولون اصابتهم قوارع الدهر وابادهم الدهر نعم هذا شأن لاهل الجاهلية انهم ينسبون ما يصيبهم من المكاره الى الدهر ولا يقرون ان ذلك بسبب ذنوبهم ومعاصيهم حتى يحفزهم هذا على التوبة واصلاح العمل ينسون هذا وينسبون كل ما يصيبهم الى الدهر انه هو الذي اماتهم وهو الذي اصابهم وهو الذي حصل منه كذا وكذا هذه عقيدة جاهلية مخالفة لما جاءت به الرسل ونزلت به الكتب ان الله جل وعلا هو الذي خلق الدنيا وخلق الاخرة وجعل الدنيا مزرعة للاخرة فمن صلحت دنياه صلحت اخرته ومن ساءت دنياه ساءت اخرته ولا يظلم ربك احدا. نعم فيقولون اصابتهم قوارع الدهر وابادهم الدهر فاذا اضافوا الى الدهر ما نالهم من الشدائد سبوا فاعلها فكان مرجع سبها الى الله عز وجل اذ هو الفاعل في الحقيقة للامور التي يصفونها فنهوا عن سب الدهر انتهى باختصار نعم لان الدهر انما هو وقت للعمل سواء كان عملا طيبا او عملا سيئا وقت للعمل فقط وليس الدهر هو الذي يحدث انما هذا بيد الله سبحانه وتعالى نعم وقد اورده ابن جرير بسياق غريب جدا بهذا الطريق قال كان اهل الجاهلية يقولون انما يهلكنا الليل والنهار وهو الذي يهلكنا ويميتنا ويحيينا فقال الله في كتابه وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر ويسبون الدهر فقال الله عز وجل يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر بيدي الامر اقلب الليل والنهار نعم هذا فيه ابطال لما يعتقده اهل الجاهلية من ان ما يصيبهم انما هو من الدهر ومن طول الحياة ومن ما يقع فيها وينسون الله سبحانه المدبر الخالق المحيي المميت ينسون الله جل وعلا ومعنى قوله انا الدار ليست دهر من اسماء الله لان الرسول بينه بين ذلك بقوله انا الدهر اقلب الليل والنهار هذا معنى ان قول الله انا الدار اي ان الله هو الذي يقلب الدهر ويقلب الليل والنهار بيده الامر الاله الخلق والامر تبارك الله رب العالمين. نعم وكذا رواه ابن ابي حاتم عن احمد ابن منصور عن شريح ابن النعمان عن ابن عيينة مثله ثم روى عن يونس عن ابن وهب عن الزهري عن ابي سلمة عن ابي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يقول الله تعالى يسب ابن ادم الدهر وانا الدهر بيدي الليل والنهار واخرجه صاحب الصحيح والنسائي من حديث يونس ابن يزيد به وقال محمد ابن اسحاق عن العلاء ابن عبدالرحمن عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الله عز وجل استقرظت عبدي فلم يعطني وسبني عبدي يقول وا دهراه وانا الدهر نعم الاحاديث بمعنى واحد ان الدهر ليس له تصرف وانما الدار وقت للعمل من خير او شر وان الامور كلها بيد الله سبحانه وتعالى الله جل وعلا بيده الخير وهو على كل شيء قدير واما الشر فلا ينسب الى الله جل وعلا وانما ينسب الى فعل العبد ينسب الى فعل العبد هو الذي هو الذي اكتسب هذا العمل السيء وهو الذي نسي الاخرة والبعث والنشور واطلق لنفسه العنان ولم يكن في حسبانه ان هناك بعثا ونشورا وحسابا وجزاء بل اكثرهم لا يؤمن بالاخرة وانما يقول انما هي انما هي حياتنا الدنيا وما يهلكنا الا الدهر. نعم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين