بسم الله الرحمن الرحيم. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اجمعين. نقل المصنف رحمه الله الامام الحافظ احمد بن علي بن حجر العسقلاني في كتابه بلوغ المرام كتاب الطهارة باب المياه. عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في البحر هو الطهور ماؤه الحل ميتته. اخرجه الاربعة وابن ابي شيبة واللفظ وصححه ابن خزيمة والترمذي. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد. خاتم النبيين وامام المتقين وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان الى يوم الدين. اما بعد فان الكتاب والسنة هما المصدران اللذان يرجع اليهما في الاحكام الشرعية. فالاحكام الشرعية مصدرهما كتاب الله سنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. ولما كان الاحتجاج بالكتاب يحتاج الى نظر واحد وهو النظر في دلالة النص احتاج العلماء رحمهم الله فيما يتعلق بالسنة الى بيان درجة هذه السنة اذ ليس كل ما ينسب الى النبي عليه الصلاة والسلام يكون صحيحا ثابتا. فالناظر في السنة يحتاج الى نظرين نظر في صحة ونسبة ثبوتها الى الرسول الى الرسول عليه الصلاة والسلام والنظر الثاني في دلالة هذا النص على هذا الحكم. ومن ثم احتاج العلماء الى بيان ما صح وما ثبت من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم. فصنفه المصنفات من الصحاح ومن غيرها على الابواب والكتب وعلى الاجزاء والمسانيد وكذلك فيما يتعلق بالاحكام. ومن اجمع الكتب وانفع الكتب فيما يتعلق باحاديث الاحكام. هذا الكتاب الذي صنفه الحافظ بن حجر العسقلاني رحمه الله والمسمى بلوغ المرام من ادلة الاحكام. فانه جمع فيه من الاحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم ورتبها على ابواب الفقه. وقد يذكر رحمه الله في هذا الكتاب قد يذكر شيئا من الاحاديث الظعيفة وذلك لفوائد منها اولا بيان ضعفها لاجل ان يبين لطالب العلم ان هذا الحديث ضعيف. وثانيا ليبين ايضا ان بعض اهل العلم ربما يستدل بهذا الحديث وثالثا ان الحديث الضعيف اذا لم يكن ضعفه شديدا وكانت الاصول الشرعية والقواعد المرعية تشهد له انه حينئذ يعمل به. بل الحديث الضعيف عند كثير من العلماء اولى من العمل بالقياس. قال رحمه الله كتاب طهارة بدأ رحمه الله بالطهارة لاسباب. اولا ان الطهارة شرط لصحة الصلاة لقول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق. الاية قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يقبل الله صلاة احدكم اذا احدث حتى يتوضأ. وثانيا لان الطهارة شرط والشرط يتقدم على المشروط. وثالثا ايضا لاجل ان يهيئ الانسان او طالب العلم نفسه وينبه نفسه على تطهير قلبه من ما ينافي الاخلاص لله عز وجل فيطهر قلبه من ومن السمعة ومن الحقد ومن البغض وما اشبه ذلك. فلذلك بدأ رحمه الله بالطهارة وان كان الاولى ان يبدأ بما يتعلق بالتوحيد والكلام على الشهادتين. لكن لما كان اهل العلم يفردون الكلام في العقائد وفي الشهادة وعلى الشهادتين. في كتب مستقلة اقتصر رحمه الله على ما يتعلق بابواب الاحكام والطهارة في اللغة بمعنى النظافة والنزاهة. من الاقذار الحسية والمعنوية ما شرعا فانها تطلق على معنيين. المعنى الاول اصل وهو الطهارة المعنوية. وهي وهي ان يطهر قلبه من الشرك في عبادة الله ومن البغظ والغل والحسد والحقد لعباد الله النوع من الطهارة يتكلم عليه ارباب السلوك. والنوع الثاني من الطهارة الطهارة الظاهرة. وهي الطهارة ويعرفها الفقهاء بانها ارتفاع الحدث وما في معناه وزوال الخبث وقوله باب المياه. المياه جمع ماء. وجمع المياه مع ان المياه جنس لا باعتبار انواعها ومصادرها فان الماء يختلف منه مياه البحار والانهار والعيون والابار وغير ذلك. والماء عرفه عرفه العلماء بانه جوهر بسيط سيال جوهر بسيط سيء. اما الحديث فقال عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال هو الطهور ماء وهذا الحديث له سبب وهو ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انا نركب البحر وليس معنا الا القليل من الماء. افنتوضأ بماء البحر؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم هو الطهور ظلماؤه الحل ميتته. وتأمل هنا ان الرسول عليه الصلاة والسلام لم يقل نعم توضأ بماء البحر. لفائدتين الفائدة الاولى لاجل ان يعم الحكم. لاجل ان يعم الحكم ما ورد في السؤال وغيره. لانه لو قال نعم لكان التقدير نعم توظأ بماء البحر اذا ركبت وليس معك ماء. وثانيا ايظا لان لا يظن ان ان ماء البحر لا ينتفع به فيما يتعلق بالطهارة الا في الوضوء. فلا تزال به الانجاس والاقذار وغير ذلك وقوله عليه الصلاة والسلام هو الطهور ماؤه. الطهور اسم لما يتطهر به. وقوله الحل ميتته اي الحلال وقول ميتته الميتة كل ما لم يذك ذكاة شرعية فهو ميتة. سواء مات حتف انفه او ترك او كان طرق التسمية او مات بخنق او ما اشبه ذلك. فدل هذا الحديث على مسائل منها اولا حرص الصحابة رضي الله عنهم عنهم عن السؤال عما يشكل عليهم من الاحكام. ومنها ايضا طهورية ماء البحر. وان ماء البحر طهور يجوز ان يستعمل في الوضوء وفي الغسل وفي ازالة الاحداث والانجاس. ومنها ايضا دليل على حل ميت البحر لقوله عليه الصلاة والسلام الحل ميتته. وميتة البحر ما اخذ ميتا. ولهذا قال ابن عباس رضي الله الله عنهما في قوله عز وجل احل لكم صيد البحر وطعامه. قال صيده ما اخذ حيا وطعامه ما اخذ ميتا. وظاهر الحديث ان حيوانات البحر حلال ولو كان نظيره مما يكون في البر محرما. فلو فرض ان هناك في البحر كلبا فهو حلال خنزير فهو حلال لان النبي عليه الصلاة والسلام اطلق الحل فيما يتعلق في حيوانات البحر فكل حيوانات البحر فالاصل فيها الحل والاباحة. ولكن المراد بحيوانات البحر ما لا يعيش الا في الماء. بحيث لو خرج من الماء لمات وهلك. اما ما يعيش في البر والبحر هذا لا يسمى من حيوانات البر. من حيوانات البحر وفق الله الجميع لما يحب ويرضى. وصلى الله على نبينا محمد