من صلاتنا فرضها ونفلها لما تشتمل عليه من الاسرار العظيمة التي من جملتها هذا الدعاء العظيم بان يوفقنا الله لسلوك طريق اصحاب العلم النافع والعمل الصالح الذي هو طريق النجاة في الدنيا والاخرة بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان شرح كتاب الملخص الفقهي من الفقه الاسلامي للدكتور صالح بن فوزان الفوزان. الدرس الاول. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحابته والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين وبعد ايها المستمع الكريم ان التفقه في الدين من افضل الاعمال وهو علامة الخير قال صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. وذلك لان التفقه في الدين يحصل به العلم النافع الذي يقوم عليه العمل الصالح قال الله تعالى هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق الهدى هو العلم النافع ودين الحق هو العمل الصالح قد امر الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم ان يسأله الزيادة من العلم قال تعالى وقل ربي زدني علما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله وهذا واضح الدلالة في فضل العلم لان الله لم يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بطلب الازدياد من شيء الا من العلم قد سمى النبي صلى الله عليه وسلم المجالس التي يتعلم فيها العلم النافع برياض الجنة واخبر ان العلماء هم ورثة الانبياء. ولا شك ان الانسان قبل ان يقدم على اداء عمل ما لابد ان يعرف الطريقة التي يؤدي بها ذلك العمل على وجهه الصحيح حتى يكون هذا العمل صحيحا مؤديا لنتيجته التي ترجى من ورائه فكيف يقدم الانسان على عبادة ربه التي تتوقف عليها نجاته من النار ودخوله الجنة كيف يقدم على ذلك بدون علم ومن ثم افترق الناس بالنسبة للعلم والعمل الى ثلاث فرق الفرقة الاولى الذين جمعوا بين العلم النافع والعمل الصالح وهؤلاء قد هداهم الله صراط المنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا الفريق الثاني الذين تعلموا العلم النافع ولم يعملوا به هؤلاء هم المغضوب عليهم من اليهود ومن نحى نحوهم الفريق الثالث الذين عملوا بلا علم وهؤلاء هم اهل الضلال من النصارى ومن نحى نحوهم ويشمل هذه الفرق الثلاثة قوله تعالى في سورة الفاتحة التي نقرأها في كل ركعة من صلواتنا. اهدنا الصراط مستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال الامام الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله واما قوله تعالى غير المغضوب عليهم ولا الضالين المغضوب عليهم هم العلماء الذين لم يعملوا بعلمهم والضالون العاملون بلا علم الاول صفة اليهود والثاني صفة النصارى وكثير من الناس اذا رأى في التفسير ان اليهود مغضوب عليهم وان النصارى ضالون ظن الجاهل ان ذلك مخصوص بهم وهو يقر ان ربه فارض عليه ان يدعو بهذا الدعاء ويتعوذ من طريق اهل هذه الصفات فيا سبحان الله كيف يعلمه الله ويختار له ويفرض عليه ان يدعو ربه دائما مع انه لا حذر عليه منه ولا يتصور ان فعله هذا هو ظن السوء بالله. انتهى كلام الشيخ رحمه الله. وهو يبين لنا الحكمة في فرظية قراءة هذه السورة العظيمة سورة الفاتحة في كل ركعة مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا. وان يجنبنا طريق هالكين الذين فرطوا بالعمل الصالح او بالعلم النافع ثم اعلم ايها المستمع الكريم ان العلم النافع انما يستمد من الكتاب والسنة تفهما وتدبرا مع الاستعانة على ذلك بالمدرسين الناصحين وبكتب التفسير وشروح الحديث وكتب الفقه وكتب النحو واللغة العربية التي نزل بها القرآن الكريم ان هذه الكتب طريق لفهم الكتاب والسنة فواجب عليك يا اخي المسلم ليكون عملك صحيحا انت ان تتعلم ما يستقيم به دينك من صلاتك وصومك وحجك وتتعلم احكام زكاة مالك وكذلك تتعلم من احكام المعاملات ما تحتاج اليه لتأخذ منها ما اباح الله لك وتتجنب منها ما حرم الله عليك ليكون كسبك حلالا ورزقك طيبا وطعامك طيبا لتكون مجاب الدعوة كل ذلك مما تمس حاجتك الى تعلمه وهو ميسور باذن الله متى ما صحت عزيمتك وصلحت نيتك اتحرص على قراءة الكتب النافعة وتتصل بالعلماء لتسألهم عما اشكل عليك وتتلقى احكام دينك وكذلك تعنى بحضور الندوات والمحاضرات الدينية التي تقام في المساجد وغيرها وتستمع الى البرامج الدينية من الاذاعة وتقرأ المجلات الدينية والنشرات التي تعنى بمسائل الدين فاذا حرصت وتتبعت هذه الروافد الخيرية نمت معلوماتك واستنارت بصيرتك ولا تنسى يا اخي ان العلم ينمو ويزكو مع العمل فاذا عملت بما علمت زادك الله علما كما تقول الحكمة المأثورة من عمل بما علم اورثه الله علم ما لم يعلم ويشهد لذلك قول الله تعالى واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم والعلم احق ما تصرف فيه الاوقات ويتنافس في نيله ذو العقول والمروءات فيه تحيا القلوب وتزكوا الاعمال ولقد اثنى الله جل ذكره وتقدست اسماؤه على العلماء العاملين. ورفع من شأنهم في كتابه المبين قال تعالى قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر اولو الالباب. وقال تعالى يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات. والله بما تعملون خبير فبين سبحانه وتعالى ميزة الذين اوتوا العلم المقرون بالايمان ثم اخبر انه خبير بما نعمله ومطلع عليه ليدلنا على انه لابد من العلم والعمل معا وان يكون كل ذلك صادرا عن الايمان ومراقبة الله سبحانه وتعالى في السر والعلانية ايها المستمع الكريم ونحن عملا بواجب التعاون على البر والتقوى سنقدم لك بحول الله من خلال هذا البرنامج بعض المعلومات من الرصيد الفقهي الذي استنبطه لنا علماؤنا ودونوه في كتبهم سنقدم لك ما تيسر من ذلك لعله يكون دافعا لك عن الاستفادة والاستزادة من العلم النافع. فالى الحلقات القادمة باذن الله ونسأل الله ان يمدنا واياك بالعلم النافع والعمل الصالح ويوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه كما نسأله سبحانه وتعالى ان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه انه سميع مجيب صلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه. والى حلقة قادمة بعونه تعالى وتوفيقه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته كاتب