الحمد لله الذي هدانا للاسلام والسنة نحمده سبحانه وان جعلنا من خير امة ونشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له المعبود بحق من اهل الملة واشهد ان محمدا عبده ورسوله المبعوث بالرحمة بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة صلى الله عليه وعلى اله وصحبه الذين ساروا على دربه واقتفوا اثره وعلى ما يتبعهم باحسان الى يوم القيامة اما بعد فنحمد الله تبارك وتعالى على ان يسر لنا ولكم ولكم هذا اللقاء المبارك في هذا المكان الذي اسأل الله جل وعلا ان يجعله مباركا وايانا واياكم وانه لمن دواعي سروري وغبطة ان يكون بين يدي مشايخ فضلاء وائمة وخطباء ومؤذنين في المساجد يرفعون النداء ويدعون الى الله عز وجل باقوالهم وافعالهم واخلاقهم فهذه هي المحاضرة هي في واقع الامر ليست محاضرات وانما سميتها مدارسات في دراسة ما يتعلق بالمعتزلة واصولهم الخمسة فهذه المدارسات التي تكون بيننا ان شاء الله تبارك وتعالى حتى لا يكون حديثنا مشتتا ولا يكون كلامنا ذو شجون مفرقا فنأخذ من ها هنا وها هنا فاني جعلت لهذه المحاضرات مطالب على النحو الاتي نتدارس واياكم خلال اربعة ايام ان شاء الله بهذه المطالب اولا التمهيد وفيه بيان مصادر العقيدة ثانيا المطلب الاول في التعريف بالمعتزلة. وجعلت فيه اربعة مسائل والمطلب الثاني في الاصول الخمسة للمعتزلة وجعلت هذا المطلب في مسائل المسألة الاولى في التوحيد هذه ان شاء الله نتدارسها معكم اليوم وما يتبقى من المطالب والمسائل غدا وبعد غد ان شاء الله نتحدث عن المسألة الثانية من اصولهم وهي العدل والمسألة الثالثة من اصولهم المنزلة بين المنزلتين والمسألة الرابعة من اصولهم انفاذ الوعيد ثم المطلب الثالث دراسة اصلهم الخامس وهو الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ثم المطلب الرابع علاقة المعتزلة بالخوارج المطلب الخامس اثر المعتزلة على بعظ الفرق والجماعات المعاصرة هذه بعض الخطوات او نستطيع ان نسميها الطرق التي سنسلكها ان شاء الله في مدارستنا لما يتعلق بالمعتزلة لكن قبل ان نتكلم في المعتزلة وانتم مشايخ فضلاء نستفيد منكم ان شاء الله نريد ان نسأل انفسنا سؤالا من اين كان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم واصحابه يستقون مسائل الاعتقاد لماذا اسأل هذا السؤال ما علمي وتيقني انه لا يختلف اثنان ولا ينتطح كبشان على هذه المسألة وهي ان العقيدة مأخذها الكتاب والسنة لاني اريد ان ننطلق من هذه القاعدة حتى لا ننسى الى نهاية المحاضرة فمأخذ الاعتقاد لا نسأل من اين نأخذ الاعتقاد لاننا قد نختلف ولكن اعيد السؤال واكرر من اين كان النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه يأخذون الاعتقاد فلو سألنا اي انسان ولو كان عاميا هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ مسائل الاعتقاد بالاجتهاد بالقياس بالرأي انتم مشايخ ودرستم في اصول الفقه فاختلف الاصوليون هل النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد او لا يجتهد؟ صحيح ولا لا اذا كان الاصوليون قد اختلفوا في اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم في المسائل العملية في مسائل الفقه فهل نختلف نحن واياكم او مسلم واخر على ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يأخذ عقيدته بالاجتهاد او بالعقل مع رجاحة عقله صلوات ربي وسلامه عليه. والله لو جمع عقل الثقلين الانس والجن لما كان عند عقله شيئا ولا لا ومع ذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم المبدأ والمنهج الذي اسسه لاصحابه انه يسأل عن مسائله في الاعتقاد لو سئلنا نحن اليوم وقد اه سئلنا كثيرا ماهية الروح يعني لو ان اي طالب علم يسأل عن هذا السؤال ينظر اذا كان منهجه الكتاب والسنة مباشرة يقول يسألونك عن الروح قل الروح وما اوتيتم من العلم الا هل سيخوض ولا لن يخوض لكن ما رأيكم ان هناك الاقوال في ماهية الروح من المنتسبين الى الاسلام بلغت المئات ما هو السبب الترف العلمي او خطأ في المنهج اخواني ائمة المساجد خطباء المنابر مؤذن بيوت الله تبارك وتعالى. هذه المسألة يجب ان ندندن حولها كثيرا من اين كان النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه؟ يستقون الاعتقاد والله لا اظن ان اثنان ان اثنين سيختلف على هذه المسألة ابدا فنحن نعلم علم اليقين فنحن نقول ان هذه المسألة من المسائل التي هي مقررة الف كما يقولون لكن مع الاسف الشديد اننا في خلال قراءتنا لاعتقادات الناس فنكرر ونقول هل النبي صلى الله عليه وسلم استخدم عقله في مسائل الاعتقاد فافتى الجواب كلنا سنقول لا انما كان ينتظر الوحي هل الصحابة رظوان الله تعالى عليهم استخدموا عقولهم في الاعتقاد لابد ان ندرك ان اسباب الاختلاف الذي وقع في الامة في مسائل الاعتقاد غير عن اسباب الاختلاف الواردة في مسائل الفقه واظنكم قد قرأتم وتمعنتم او درستم او وصل الى اسماعكم كتاب رفع المنام عن ائمة الاعلام صحيح؟ فنحن نعرف ان العلماء رحمهم الله من الصحابة ومن بعدهم والى زماننا هذا يقع بينهم ما يقع في مسائل الفقه لان اسباب الاختلاف في الفقه متعددة لكن اذا سألنا انفسنا ما هي اسباب الاختلاف في الاعتقاد؟ كيف وجدت المعتزلة لماذا وجدت المعتزلة؟ لماذا وجدت الفرق هذا سؤال مهم هل لان بيانه صلى الله عليه وسلم لم يكن كاملا من يجرأ؟ يقول لم يكن كاملا حاشا والله. هل لانه عليه الصلاة والسلام ترك بعظ المسائل واخفاها كما يقول من يقوله ما يمكن بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته فنحن ندرك ان مسائل الاعتقاد اسباب الخلاف فيها اسباب الاختلاف فيها مرجعها كما يقول العلماء الى ثلاثة اصول انتبهوا لهذه المسائل اسباب الاختلاف يا اخواني في الاعتقاد كثيرة لكن مرجعها لكن مرجعها الى هذه الاصول الثلاثة الاصل الاول اناس ظنوا انهم رجال واشاروا الى انفسهم بانهم رجال واغتروا بالذكورية وظنوها وصفا للرجولية فقالوا الصحابة رجال ونحن رجال فنفهم القرآن بفهومنا. والسنة نعرضها على الكتاب فان وافق فبها ونعمة والا ردها هذا اول منشأ من اسباب الاختلاف في الاعتقاد عدم الاعتداد بفهم السلف الصالح في الكتاب وفي السنة ففهم الخوارج من نصوص الكتاب والسنة ما لم يفهمه الصحابة رضوان الله تعالى عليهم وهذه والله رزية عظيمة وانتم تعلمون يا رعاكم الله انهم اناس عاصروا التنزيل ومعلمهم من الله اكبر اذا كان معلمهم سيد البشر صلى الله عليه وسلم فهل يظن عاقل انه يمكنه ان يأتي بخير منهم او بخير من فهمهم فهم كما قال ابن مسعود عن علم وقفوا اذا رأيتم لم يخوضوا في بعض المسائل فذلك لعلمهم فاول سبب من اسباب الخلاف عدم الالتفات الى ما قاله الصحابة رظوان الله عليهم في مسائل الاعتقاد يأتي انسان بما عنده من لغة وربما يكون مغترا بها الى بعض الايات في الكتاب وفي السنة فيؤولها يحرفها يفهم منها ما لم يفهمه السلف لا يمررها كما مروها ولا يفهمها كما فهموها ولا يفسرها كما فسروها هم فسروا هذه الايات ولذلك ايها الاخوة هذا هذا السبب للخلاف عدم الاعتداد بفهم سلف الامة في الاعتقاد سبب رئيس وجود جميع الفرق سواء ابن سبأ واتباعه او عبدالله بن وهب الراسب واتباعه او غيرهم ثم السبب الثاني تقديم العقل على النقل وهذا السبب طغى لا سيما في الخلافة العباسية من ايام المأمون ثم المعتصم فاصبح العقل كأنه سيد كانه سيد على الكتاب والسنة اذكر اني مرة من المرات ذكرت لرجل يدرس الفلسفة دكتوراه في الفلسفة فقلت له لو ان النبي صلى الله عليه وسلم كان حيا هل ستقول له يا رسول الله انا لا افهم الذي فهمت حتى انظر ماذا قال اساطين واهل الكلام ارسطو وافلاطون وغيرهم هذه مصيبة عظيمة ان نجعل الكتاب والسنة محكومين لا حاكمين وهذه والله واقعة من كثير من المنتسبين للاسلام بلسان الحال وان لم يكن بلسان المقال ونحن وما دمنا ندرس عن المعتزلة فتأملوا معي ان وصول المعتزلة الخمسة التوحيد والعدل اول اصل عندهم التوحيد. والاصل الثاني العدل. يقولون ان التوحيد وهو اثبات وجود الله عز وجل والايمان به والعدل اعتقاد ما يجب لله وما لا يجب وما يجوز عليه وما لا يجوز يقولون ان اول قلين عقليين يعني لا يرجعون فينا الكتاب والسنة وهذا موجود. تقرأ في كتاب كامل في الاعتقاد. قالوا وقلنا فان قالوا قلنا فان قالوا كذا قلنا كذا. ما تجد اية تمر على صفحة صفحتين ثلاث اربعة خمس لا تجد اية في الصفحة السادسة ان وجدت اية تجد معها تأويل هذا السبب العظيم ولما نظر قوم وهذا هو الصنف الثالث نظر قوم الى طريقة اولئك الذين قالوا نحن رجال وهم رجال ففهموا من النصوص ما لم يفهموا السلف ما لم يفهمه الصحابة فوجدوا ان هناك تعارض ثم نظروا الى اساطيل العقل اساطيل علماء الكلام ووجدوا ان ما يوجبه هذا يجعله الاخر مستحيلا. وما يجعله الاخر مستحيلا يجعله جائزا وهكذا فنظر فقال بالنص اذا لم تستطع ان تعرف الحق من خلال النصوص لانها متعارضة هكذا يقولون لانها متعارضة او من خلال القياسات العقلية لانها متناقضة فليس لك ثم طريق لمعرفة الاعتقاد الصحيح الا الذوق السليم سبحان ربي نحن نسأل هؤلاء من الذي خلق العقل الله من الذي اوجد الذوق والحس في القلب الله فكيف يتصور عاقل مهما اوتي من العقل او ذو حس مهما كان رأف حسه كيف يتصور ان ثم تعارضا بين المنزل من السماء كلام الله عز وجل شرعه ودينه وبين مخلوق الله عز وجل لا يمكن. ولذلك يقول العلماء ليس ثم تعارض بين النقل والعقل. النقل فيما بينه ما يمكن يكون تعارض انما التعارض ينشأ في اذهاننا والسبب ذلك قصور فهو منا او قلة علومنا ما في سبب اخر اما قصور الفهم واما قلة العلم واما الصحابة رضوان الله تعالى عليهم فانا اذا نظرنا الى ما نشأ عندهم من التعارض ان الله عز وجل لما انزل القرآن ذكر لنا لو كان من عند غير الله لو فيه ايش؟ الصحابة لما كانت فهومهم سليمة وعلومهم في اللغة وفيرة وكثيرة لم يجدوا اختلافا فيما بين القرآن الا في ايات معدودة تعد على رؤوس الاصابع من ستة الاف اية شوفوا كيف هل من خلال قراءتك للبخاري ومسلم وابو داوود دواوين الاسلام هل تجد ان الصحابة اشكلت عليهم انه في اية تعارض بين هذه هذي ما تجد هذا انما وجد التعارض بعد في زمن التابعين وليس عند تلامذة التابعين وانما عند من اعرض فجاء من عند الخوارج رسالة الى ابن عباس يقول له انا نجد في كتاب الله كيت وكيت ويقول في موضع كذا وكذا فكيف الجمع بينهما المسلم المؤمن الحق يعلم علم اليقين ان هذا القرآن كلام الله عز وجل فلا يمكن ان يكون بين كلام الله تناقظ والوحي والسنة وحي ولا ما هو وحي وحي ان هو الا وحي يوحى علمه شديد القوى. القرآن وحي لان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى وقد قال لعبدالله بن ابن عمرو بن العاص قال اكتب فوالذي نفسي بيده لا يخرج من هذا ويشاء اللسان الا ايش؟ حقا. شوفوا كيف ما في تعارض بين القرآن والسنة بناء على هذا نحن نقول لا يوجد تعارض بين النقل وبين العقل لكن بشرط العقل الصحيح ها والصريح لذلك لما يأتي انسان ويزعم التعارض نقول التعارض التعارض ليس بسبب الواقع وانما شيء راجع الى المدعي شيء راجع الى المدعي ليس واقعا ولذلك يطالب المدعي بتصحيح دعواه وانا ساضرب لكم مثالا تعرفون ان الانسان اذا اصيب بالعور حفظ الله لنا ولكم اسماعنا وابصارنا وقواتنا لو اصيب بالعور سيراك وانت تمشي معوج. اليس كذلك؟ لكن في الواقع انت تمشي مستقيم ولا معوج اما هؤلاء فتلوثت عقولهم بمنطق اليونان وفلسفة الهند ها وبقية زبالات الاديان فلذلك اصبحت ترى النصوص معوجة اين المشكلة المشكلة ليست في النصوص لذلك نحن نطالبهم نقول لهم لماذا لا ترجعون معنا الى الصحابة رظوان الله عليهم فهذه مسألة عظيمة ايها الاخوة لا يمكن ان يكون هناك تعارض بين نقل صحيح وعقل صريح ولا بين نقل صحيح طوق سليم ابدا ما يجده الانسان من الذوق او ما يجده الانسان مما يدعيه ويسميه كشفا او وجدا كما قال الجنيد وغيره قال ان علمنا اهذا يعني علم الذوق؟ ان علمنا هذا مقيد بشاهدي عدل الكتاب والسنة اذا لم يكن على ذوقك ووجدك وكشفك وما تجده في قلبك اذا لم يكن عليه دليل فما الذي انت تعتقد ان هذا من الله كيف تعتقد ان هذا من الله وهو يخالف المنزل من الله عز وجل فاساس ظلال الفرق ايها الاخوة اعتداد بالفهم تقديم العقل على النقل تقديم الذوق على النقل اساسا في الضلالة للفرق وهذا واقع ولو فتشتم ما فتشتم لوجدتم انه ما من فرقة الا وسبب ظلالها احد هذه الثلاثة او هي مختلطة او متقاربة من بعضها البعض احسنت الا الناجية هاي استدراك عظيم. لكن لماذا لم نذكر الناجية؟ لانها على الاصل نحن نتكلم عن الفرق التي تفرقت وهنا كلام يعني مسألة مهمة اهل السنة يلقبون باي شيء اهل السنة وايش؟ والجماعة. لماذا لا يلقبون اهل السنة يلقبون باهل السنة والجماعة وغيرهم باهل الفرقة. هذا السؤال مهم لانهم هم اصل جسد الاسلام فجاء اصحاب الذوق فقطعوهم من جهة. جاء اصحاب العقل فقطعوهم من جهة. جاء اصحاب الفهوم العقلية ها وقطعوهم من جهة هم بقوا على الاصل هم لكن الناس فرقوهم وجزؤوهم ولذلك من معاني الجماعة الاصل كما قاله بعض السلف وان كان من معاني الجماعة كما جاء عن بعض السلف معناه جماعة المسلمين معناه امام المسلمين كما جاء في بعض الروايات لذلك تسمية اهل السنة بالفرقة هذه جائزة كما قال الشيخ بشرط تقييدها بالفرقة الناجية او الطائفة المنصورة هذا جائز. اما ان نسمي اهل السنة بالفرقة فقط فهذا فيه نظر ننتقل الى جزئية اخرى مهمة وهي جزئية آآ التعريف بالمعتزلة من الناحية اللغوية لعل كثير منكم اعلم مني باللغة كما تعلمون كلمة المعتزلة اسم فاعل من اعتزل يعتزل معتزل. فهو معتزل واتعوا فيه آآ اما للتأنيث لانهم فرقة فتسمى معتزلة. وهذا هو صواب يقول صاحب لسان العرب الافريقي رحمه الله يقول عزل الشيء يعزله عزلا وعزله فاعتزل وانعزل وتعزل قال معناه نحاه جانبا فتنحى ثم اورد دليلا على ذلك من القرآن. قال قال الله عز وجل انهم عن السمع لمعزولون والمعنى انهم لما رموا بالنجوم منعوا من السمع ثم قال رحمه الله وقوله تعالى فان لم تؤمنوا لي فاعتزلون اراد ان لم تؤمنوا بي فلا تكونوا علي ولا معي يخاطب قومه قال وتعازل القوم ان عزل بعضهم عن بعض يعني تمايزوا قال والعزلة انعزال نفسه ثم قال واعتزلت القوم اي فارقتهم وتنحيت عنهم. ثم قال في الاخير من القدرية يلقبون المعتزلة زعموا انهم اعتزلوا فئتي الظلالة عندهم يعنون اهل السنة والجماعة والخوارج الذين يستعرضون الناس قتلا اذن من الناحية اللغوية الاعتزال معناه التنحي الى جانب ومن المعنى اللغوي نحن ندرك ان الفرقة الاعتزالية هي فرقة تفرقت عن الجماعة هي التي انشأت الفرقة يأتي بعظ الناس اليوم يقول لماذا لا نجتمع؟ نحن على الاصل الذي يريد الاجتماع يأتي الى الاصل لا يمكن نحن ان نترك الاصل ونذهب اليهم. الاصل الكتاب والسنة وفق فهم السلف كما تقرر قبل. وهو متقرر عندكم لانه لا يمكن لانسان ان يقول ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرر مسائل الاعتقاد بحسب العبارات المنطقية والمقدمات والنتائج لا يمكن لانسان ان يقول ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقدم ذلك بحسب الذوق والوجه فلم يبقى الا اننا نحن على الاصل وهم اعتزلوا وتنحوا جانبا ثم ذكر ان قتادة ابن دعامة السدوسي المفسر المشهور راوية انس مر بعمرو بن عبيد بن باب وهو جالس في مسجد في طرف الكوفة معتزلا حلقة الحسن البصري فقال قتادة له ما هذه المعتزلة؟ فسموا من يومها بالمعتزلة لقبوهم بالمعتزلة اذا اعتزل افتعال من اه اعتزلا يعتزل اعتزل افتعل. فاسم الفاعل منه معتزل. ثم اصبح علما على طائفة من من الناس هذا من حيث الاشتقاق اللغوي انهم اعتزلوا فهم الذين خالفوا وتفرقوا يقول جولد شهر المستشرق المعروف وغيره من المستشرقين ان المعتزلة انما سموا معتزلة لاعتزالهم الفتنة وهذا والذي لا اله الا هو تلبيس للحق بالباطل وتلبيس الباطل بالحق فانهم يريدون ان يقولوا كما يقوله المسعودي من المعتزلة وكما يقوله ابن ابي الحديد من المعتزلة اذا ينسبوا انفسهم الى الذين تركوا الفتنة التي وقعت بين الصحابة واعتزلوا وهذا من ناحية تاريخية ليس بصحيح لان لا لم يأتي احد ويسمي اولئك بالمعتزلة. وانما قالوا واعتزل فتنة فلان وفلان واما الذي قال عن عمرو بن عبيد واصحابه بالمعتزلة فهو قتادة ابن دعامة السدوسي وجاء ايضا وهذه رواية لا تناقض الرواية الاخرى وجاء ايضا النواصل ابن عطا الغزال الغزال بتشديد الزاي نسبة الى الغزل وليس الغزال حتى ابو حامد لا يقال له الغزالي انما يقاله ابو حامد الغزالي نسبة الى الى الغزل نعم الى المهنة نسبة الى المهنة فهذا قياس لكن اذا سمع بالتخفيف فان كان مسموعا فهو مقبول والا فالاصل ان الاسماء اما ان تكون قياسية واما ان تكون سماعية كما هو معلوم لديكم يقول النواصل ابن عطا الغزال كان في مجلس الحسن البصري فدخل عليه رجل فقال له ان الخوارج يقولون ان الخوارج او قال الازارق او نحوهم انهم يقولون ان من فعل الكبيرة كفر. والمرجئة يقولون ان صاحب الكبيرة كاتقى انسان على وجه الارض فما تقول؟ قال فاطرق الحسن البصري رأسه يتأمل للرد على هذا الرجل واذا بواصل ينبري له ويقول انا اقول تأمل كلمة انا اقول. فلا ينسب قوله الى من سلف وانما تجرأ بعقله فقدم رأيه الخلفي على رأي من سلف فقال انا اقول انه في منزلة بين المنزلتين لا هو مؤمن ولا هو كافر فسموا بالمعتزلة لان الحسن البصري قال له قم واعتزل مجلسنا هذا فذهب الى مجلس عمرو ابن عبيد التقيا وكانا رفيقين فكانت هذه نواة نشأة المعتزلة اما المعتزلة من حيث التعريف الاصطلاحي فان علماء الفرق اختلفوا فيما بينهم بما فيهم انفسهم فاختلفوا في تعريفهم لانفسهم فصاحب الفرق بين الفراق عبدالقاهر البغدادي يقول المعتزلة هم الذين اعتزلوا الحق طيب هذا الوصف ينطبق على كل مخالف للحق. وليس خاصا بالمعتزلة. ولذلك قوله المعتزلة عن الحق يعني يعتزل الحق هذا الوصف كما تسمعون منطبق على كل من جانب الصواب ولذلك من قال بالبدعة والهوى فهو يدخل تحت هذا التعريف. لذا قال بعض العلماء ان هذا الوصف غير دقيق وانما الصواب ان المعتزلة هم كل من وافق واصلا ووافق عمرا على اصل بدعتهما ما هو اصل بدعة ايمان عمرو بن عبيد اصل بدعته انه انكر القدر وواصل ابن عطى اصل بدعته انه انكر ان يكون الفاسق الملي مسلما مؤمنا وفي الاخرة يلحقه بالكافرين فاصل نشأة الاعتزال على هاتين الفكرتين فكرة نفي تقدير الله عز وجل للاشياء نفي القدر وفكرة ان المسلم الفاسق الفاسق الملي مؤمن ناقص الايمان انه ليس من اهل الايمان ولا هو من اهل الكفر في الدنيا انما ما هو في منزلة بين المنزلتين وفي الاخرة قالوا انه يلحق بالكافرين. هذا اصل نشأة فرقة المعتزل لذلك آآ الذي آآ مال اليه جمع من اهل العلم ان المعتزلة ليس هناك ظابط يجمعهم ولذلك لو لاحظنا نجد ان المسعودي وهو ينتسب اليهم يقول انهم سموا معتزلة. لماذا؟ يقول لانهم عزلوا مرتكب الكبيرة عن اسم الايمان والكفر وهذا وقف ادق ذكره المسعودي في مروج الذهب وهذا وصف ادق واما تسمية واحمد امين فكما ذكرت لكم انهم يقولون انما المعتزلة قوم يعتزلون الفتن فهذا وصف غير دقيق لان الصحابة رضوان الله عليهم ومن بعدهم ممن اتزلوا الفتن هم صح عليهم هذا اللقب من ناحية اللغة ولكن لا يصح عليهم هذا اللقب من حيث الاصطلاح وفي تهذيب اللغة للازهر رحمه الله قال الازهري رحمه الله في كتابه تهذيب اللغة قال المعتزلة هم الذين اعتزلوا فئتي الظلالة عندهم يعنون اهل السنة والجماعة والخوارج. هذا التعريف كما انما هو وصف يصح في وقت كانت الفرق الاسلامية الظاهرة فرقة اهل السنة والجماعة معه فرقة الخوارج لم يكن التشيع معروفا بصورته الحالية ولا الرفظ ظاهرا بفراش الحالية فلا يصح هذا التعريف الان واما المعتزلة انفسهم فانهم يلقبون انفسهم بالموحدين. وهذا سيأتي سببهم لهذه التسمية. ويسمونهم انفسهم باهل العدل انتبهوا اسماء رنانة جميلة تجذب الناس ومن العجائب والعجائب جمة اني في الحج رأيت حملة من الحملات عنوان هذه الحملة واسم هذه الحملة حملة توحيد واذا هم معتزلة واذا هم معتزلة فاهل الاعتزال ينقبون انفسهم بهذه الالقاب. فيسمون انفسهم بمثل هذه الاسماء مما يهمني الان ان نعرف اساطيل المعتزلة من هم نريد ان نعرف من هم اساطيل المعتزلة الذين نشروا المذهب المعتزلي انا لا اخفيكم سرا لعل هذا عندكم من البديهيات. ان عقيدة الاعتزال قبل وجود الاحتلال الانجليزي والغربي للعالم الاسلامي لم يكن معروفا الا في بطون الكتب فكان العالم الاسلامي في غيبة عن عقيدة الاعتزال لكن الغربيين والمستشرقين لا سيما جامعة سوربون وجامعة الجامعات لندن اصبحت نشيطة في احياء تراث المعتزلة فاخرجوا كتاب القاضي عبد الجبار المعتزلي الاصول الخمسة عند المعتزلة. اخرجوا هذا الكتاب واخرجوا كتب اخرى وبعض المتأثرين بالفكر الغربي اصبحوا يتلقفون هذه الكتب التي يسمونها بالعقلية اياك وليس عندهم علم بالنقليات فيتسببون في مصايب عند المسلمين كما نحن اليوم نسمع الكثير في الجرايد في مجلات في الاذاعات في التلفزيونات ماذا ننتظر اذا كان الشخص يشار اليه بالبنان بانه عالم وانه كذا وانه كذا ويذهب ويقول لليهود انتم يا اخوان على الحق لكن تستروا ها على انفسكم حسنوا صورتكم امام المسلمين نسأل الله السلامة والعافية الى اي حد وصل بنا يعني اننا نعظم العقول فلا نقول للمخالف. يا اخي هو يقول عن نفسه يهودي. انت تستطيع ان ترفع عنه الاسم انسان يقول عن نفسه يهودي يقول عن نفسه نصراني انت ما تستطيع تقول عنه يهودي نصراني ما هذه الانهزامية؟ قال لا يجمعنا ما يسمى العقل التحرر او العقل التنويري هذا الفكر من اين جائنا هذا ما جانا من فراغ جاءنا من احياء الاحتلال لكتب هؤلاء القوم. لذلك لا بد ان نعرف اساطين اساطين لان ايها الاخوة اساطيلهم اقوالهم مشهورة واقايدهم في كتبهم مستورة لذلك لابد ان نعرفهم من اشهرهم كما ذكرت لكم عمرو ابن عبيد ابن باب واصله وال من الموالي ولذلك يقول الامام ابن الاعرابي رحمه الله يقول ان هؤلاء من العجمة اوتوا ها انتبهوا لان من يدخل في في الكتاب سنة بعقله فهو يغلب لان القرآن غالب في اللغة والسنة كلام افصح الخلق صلى الله عليه وسلم فلذلك سيغلب بعجبته ما لم يتنور بكلام الراسخين في العلم من الصحابة والتابعين سيغلب وايضا واصل ابن عطا الغزال وكان ايضا مولى من الموالي ولذلك انا من خلال رسالتي اه في الدكتوراة تقراءة ائمة الدعوة في مخالفة مذهب الخوارج وابطاله تبين لي امر غريب وانا استقرأ كتب الفرق وجدت ان مؤسسي الفرق المنحرفة وجدت ان مؤسس الفرق كلهم اعاجب ولما صنفتهم جمعتهم ونظرت في سيرهم وجدتهم احد رجلين. اما رجل حسن النية لكنه عديم العلم في اللغة فلذلك اتى بالعجايب والغرائب واما انه رجل سيء النية نوى الزندقة لان الزن ما الفرق بين بين النفاق والزندقة يا اخواني ها يعني العلماء يقولون ان من من الفروقات الجليلة بين النفاق والزندقة ان المنافق يظهر الاسلام ويبطن الكفر خوفا على نفسه وعرضه وماله بس يريد السلامة الدنيوية طيب والزنديق؟ قالوا لا اذا قيلها هؤلاء من الزنادق المقصود انهم يظهرون الاسلام ويبطنون الكفر ويريدون هدم الاسلام فهم يعملون باسم الاسلام لهدمه يعني اذا صح التعبير مخابرات سي اي ايه ها لا تزعلوا هذا صحيح الليل والنهار يشتغلون ويعملون كيف يولعون بين الامة الاسلامية كيف ينشئون؟ كيف يتسببون في الدخول الى بلاد الاسلام؟ كيف وكيف؟ هذا موجود. زندقة موجودة. كان قديم حاضر ايضا من اساطين هؤلاء والاخوة الكعبي وهو مشهور كذلك من ممن يسميهم المستشرقين بالمحققين واذا نظرت اليهم تجدهم محككين في النقول. وليسوا محققين حتى في المعقول هذا الوصف الدقيق الذي ينطبق عليهم فهم مساكين في النقل وصفهم الجرب في العقل لان ايها الاخوة كما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية كلمة جميلة يقولها رحمه الله يقول ان الانسان كلما كان الصق بالكتاب والسنة كلما كان عقله انور وهي عبارة الشافعي رحمه الله يقول من كان من حفظ السنة قويت حجته ليش تقوى الحب؟ لان السنة تعلمك تدربك. هو يقول ان قالوا كذا كذا انت تقول قال رسول الله كذا وكذا خلاص انتهت القضية ما يحتاج الى كثير بيان من الشياطين ايها الاخوة ايضا ابراهيم النظام على وزن الغلام فكثير من الناس يخطئ في نطقه ويقول النظام لا هو الغلام على وزن الغلام النظام وهو مشهور يسميه المستشرقون بالمحقق وابو الهذيل العلاف وابو القاسم جار الله ابن محمد ابن عمر الزمخشري صاحب تفسير المعروف الذي يدخل الاعتزال في تفسير الايات ادخالا لطيفا لا يتنبه اليه الا القلة من العلماء ولذلك يجب ان تحذر اذا كان عندك تفسير الكشاف ها انا اقول لك لا تحطه في المسجد اتق الله في مصلين عندك حطه عندك في المكتبة ان كان ولابد الخاصة واكتب عليه لا يقرأ فيه الا المحققين من اهل العلم والله تجد فيه اشياء انا كنت اقرأ فيه ثم اذهب واعرض ما كنت اقرأه على شيخنا احمد ابن عطية الغامدي تغمده الله برحمته اقول هذه العبارة ما فيها شيء. فينظر الي هكذا نظرة غضب. كيف ما فيها شيء؟ انتبه! انظر ماذا يقول! فانظر ما اجد شيء. اقرأ مرة اخرى يخليني اقرأ العبارة خمس مرات حتى يتبين لي ماذا الخطأ الذي فيه ولذلك يقولون انه ادس السم في العسل وهذه فائدة ايها الاخوة ان اساطين المعتزلة انما يأتوننا من باب اللغة ولذلك هم مثل الحريري صاحب المقامات هذا رجل معتزل ها الشريف الرظي ايظا معتزلي. وايظا الرماني من اساطين المعتزلة. فهم اساطين في اللغة لا ينكر والجاحظ ابو عثمان عمرو ابن محر. ايظا من اساطيل المعتزلة ومحققهم وناشر مذهبهم القاضي عبدالجبار وابو علي الجباري محمد بن عبدالوهاب وابنه ابو هاشم فهؤلاء والرماني كما ذكرت هؤلاء هم ايها الاخوة رؤوس المعتزلة المحققين في العصور الماضية اما في العصر الحاضر فانتم ادرى مني انه كم من انسان اليوم يتكلم باسم الدين المزاج بالعقل والله لو سألته عن حديث في البخاري لا يعرف لا يعرف الله انما يتكلم من فراغ عقله ومن كيسه هذا موجود مع الاسف الشديد. هنا سؤال مهم هذه الفرقة الاعتزالية نشأت في اواخر الى الاموية ولكنها ازدهرت واصبحت لها القوة والسيطرة ابان الخلافة العباسية في زمن المأمون وهنا لي وقفة مع المستشرقين الكذابين. اسمحوا لي هالعبارة هذه اقولها اكرمكم الله يقولون ان المعتزلة يعيشون في عصر يمكن تعايش الفرق معهم يا اخوان هذا له حق في الواقع اليس المعتزلة في عهد المأمون والمعتصم والواثق كانوا يلجمون اهل السنة؟ ها اين الحرية المزعومة هم يقولون ان الاعتزال او علماء المعتزلة يمثلون الديموقراطية فاذا كان ديمقراطيتكم صح لان ديمقراطيتكم خرس لسان كل من يخالفكم. هذا واقع ولا لا؟ بعد تقولوا لا؟ والله صحيح لكن الحرية الصحيحة المنضبطة بالكتاب والسنة عند اهل السنة انا اسألكم سؤال في خلاف الاموية في الاموية كان التشيع موجود. وما كانت الخلافة تتعرض لهم الا في حالتين ما كانوا يذهبون الى اماكنهم في حالتين فقط. الحالة الاولى ان يأخذوا التسلح هذا اي دولة ستقاوم ولا لا الحالة الثانية ان يصبح لهم دعاة يذهبون الى بلدان المسلمين فيمسكونهم ويلجمونهم هذا شيء معتاد في اي دولة في العالم. اما خلافها فالواقع يشهد ان الفرق لا بل والاديان عاشت تحت ظل المسلمين بامن وامان في اماكنهم لم يتعرض لهم احد النصارى في مصر طيلة الف وثلاث مئة سنة كانوا يعيشون تحت والى الان يعيشون تحت ظل اسم الاسلام بامن وامان وما كان لهم كنائس هل احد يقول انهم تعرضوا لاضطهاد؟ والله الاضطهاد الذي كانوا يتعرضون له ايام الامبراطورية البيزنطية والايام الامبراطورية الرومانية وايام الامبراطورية القيصرية كانت شيء غير غير معقول ولذلك هم دخلوا في الاسلام كثير منهم دخلوا في الاسلام فهؤلاء فقط يريدون تلميع ان المعتزلة هم يمثلون العقل النوراني للاسلام لا اهل يسمونكم اهل الجمود ترى ليش؟ عندكم قال الله قال الرسول واهل الاعتزال يسموننا بالقاب عجيبة حشوية. ها حشوية. ليش حشوية؟ لانهم يقولون قال الله قال الرسول قال السلف هذه حشوية نعمة الحشوية هذه كما يقول الشافعي رحمه الله ان كان تابع مذهب ان كان تابع مذهب احمد ها؟ مترفظا فليشهد الثقلان اني رافظ حب احمد صلى الله عليه وسلم هذا ليست رفظا هذا دين اعتقاد يا اخواني. فكون الانسان يقول قال الله قال الرسول الشيء لا يجوز انكاره نحن ننكر ابدا. الشاهد اني اقول لكم ان المستشرقين يلمعون هؤلاء يقولون ان الامة الاسلامية عاشت في ابهى صور ابهى صور الحرية ابان المعتزلة ويشوشون صورة هارون الرشيد انتبهوا ليش؟ لان هارون الرشيد كان رجلا محبا لاهل الحديث لاهل السنة ولذلك يشوشون عليه كثيرا هؤلاء المعتزلة ايها الاخوة كما ذكرت لكم عندهم اسماء كثيرة يطلقونها على انفسهم ويقولون نحن اهل التوحيد اهل العدل ويسمون انفسهم بالعدلية ايضا وبالقدرية والمعتزلة. وايضا يسمونهم المقتصدة والوعيدية والثانوية الواردية والبترية اسماء كثيرة. لا يهمنا هذا ننتقل الى تنبيه مهم احب ان انبهكم لان اهل اهل السنة والجماعة اهل انصاف اهل انصاف اذا اردتم الانصاف فوالله لا تجدونه الا عند اهل السنة وسيتبين لنا خلال مدارستنا ان شاء الله هذا جليا فمن انصافنا ان نقول ان المعتزلة ايها الاخوة لا يجوز لنا ان ننظر اليهم نظرة واحدة لا يجوز لنا ان ننظر الى علماء المعتزلة ولا الى المعتزلة نظرة واحدة بل هم على ثلاث درجات اهل الاعتزال علماؤهم واعوامهم على ثلاث درجات. الصنف الاول منهم قوم لهم نوع عبادة وزهادة انتبه هذا الصنف لهم عبادة ولهم زهادة ولكن قل علمهم في الرواية فقدموا عقولهم وافتوا بعقولهم في الاعتقاد ولذلك وقعوا في الاعتزال وعلى رأس هؤلاء عمرو بن عبيد فقد كان زاهدا عابدا حتى الخليفة هارون الرشيد اغتر به وكان يقول عنه كلكم ياتي رويد كلكم يبغى صيد الا عمرو بن عبيد ولذلك لا يغتر الانسان بزهد الانسان ما لم يكن معه اتباع. ننتبه لهذه القضية ومن هذا الصنف واصل بن عطا فقد كان عابدا معروف من عباد البصرة ومن هذا الصنف بعض علماء الفقه الحنفي الذين ينتسبون في الفقه الى الامام ابي حنيفة وفي الاعتقاد الى المعتزلة مثل اه على رأس هؤلاء جار الله الزمخشري ابو القاسم صاحب تفسير الكشاف فهو يكتب الحنف يكتب الحنفي لكنه معتزلي جلد وهو صاحب عبادة وطاعة ولكن علمه بالرواية قليل بل يكاد يكون نذرا. اه الصنف الثاني قوم لهم عناية بالعلوم الدينية المعقولة يعني عندهم عناية بالعلوم المعقولات ومثل علوم الالة علوم اللغة البلاغة علم الفصاحة علم العروض شعراء الى اخره عندهم نوع عناية بالعلوم الدينية الالية لكن رام الخوظ في الاعتقاد فاتوا بالاجايب مثل الجاحظ فالجاحظ هو يعتبر من علماء الحيوان. لانه عالم متخصص بالحيوان. ولذلك الف كتابه المعروف الحيوان وهو عالم في اللغة وهكذا القاضي عبد الجبار كان عالما في اللغة وابنه كان عالما في اللغة فهذا قسم ثالث لكن لكن هم في العبادة دون الصنف الاول الصنف الثالث ايها الاخوة قوم لهم علوم دنيوية بحتة ولا عبادة لهم ايضا ككثير من الاطباء والمنجمين والكيمائيين ونحوهم. ثم خاضوا في الدين فاتوا بالغرائب والعجائب وهذا موجود كثير في فرق المعتزلة لعلنا ننتقل الى نقطة اخرى وهي المسألة الرابعة عدد فرق المعتزلة كم عدد فرق المعتزلة حتى لا يظن ظان لابد ان ندرك ان انه ما من فرقة تفرقت عن السنة الا وستتفرق لذلك يقول بعض العلماء ان من علامات الحق ان الناس يجتمعون اليها ولا ينفرون عنها ومن الباطل ان الناس فيما بينهم عنها يتفرقون ولذلك لو نظرنا الى فرق الشيعة فنجد ان الشهرستاني يذكر اكثر من خمسة عشر فرقة من فرقهم خمسطعشر فرقة للمعتزلة الى ايام وهو متقدم يعتبر من علماء القرن الخامس واما صاحب كتاب الفرق بين الفراق وهو عبدالقادر البغدادي فانه يقول ان المعتزلة افترقت الى عشرين فرقة وفي موضع اخر قال الى اثنتين وعشرين فرقة عشرين منها من هذه الامة واثنتان منها خارجة عن الاسلام لذلك اه بدأ يسميهم فذكر منهم الواصلية والعمرية والهذيلية والنظامية الى اخر ما ذكر. وهنا انبه تنبيه ان كان لنا فخر فلنفتخر ها؟ الا نفتخر اننا عبيد لله؟ والله هذا حق الفخر. غيرنا يفتخر بانه عبد الرسول. او عبد عيسى او عبدالحسين فلنا الفخر ان نفتخر باننا عبد الله وعبدالرحمن ولا لا؟ هذي واحدة ونفتخر بان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو قدوتنا مطلقا. ليس لنا قدوة على الاطلاق الا هو. اما غيره فهم قدوات لكن بقيد بقيد الاتباع ايضا نفتخر هنا مسألة عظيمة وهي ان ما من فرقة الا وهي تنتسب الى اصحابها او الى مبادئها واسماء المبدأ الا للسنة فانها تنتسب الى السنة هذي والله مفخرة عظيمة يا اخوان يجب ان نعتز بها ونحمد الله عليها ونعض عليها بالنواجذ وان ننشرها بين الناس هذه الاسماء لماذا ذكرت لنا كلها تنتسب الى اشخاصها واصحابها ومبادئها الاشكالية الجعفرية البشرية التمامية حتى انهم واحد من الفرق اسمه المردارية واذكر ان اني كتبت في تعليق على التعريف بالمردار هذا كان يلقب بالمردار فقلت آآ ومن العجائب ان انه كان يلقب بالمرداد والمرداد بالفارسية معناه العذرة اعاذكم الله فضحك شيخنا قال كيف جاءت هذه؟ قلت ما ادري من الله سبحانه وتعالى وكان له اشياء عجيبة وغريبة يقول حتى ان المعتزلة بدأوا يكفرونه ولذلك يقول عبدالقاهر البغدادي يقول فهي اثنتان وعشرون فرقة ثنتان منها ليستا من فرق الاسلام وهما الحايطية والحمارية ثم بدا يعدهم هنا سؤال مهم كيف نعرف ان هذه الفرق هم من المعتزلة ولا ليسوا من المعتزلة لذلك يقول الخياط في كتابه الانتصار وهو من علماء المعتزلة. وهذه نظيفة الى علماء المعتزلة يقول الخياط في كتابه الانتصار يقول فلسنا ندفع ان يكون بشر كثير يوافقوننا في التوحيد ويقولون بالجبر وبشر كثير يوافقوننا في التوحيد والعدل ويخالفوننا في الوعد والاسماء والاحكام. وليس يحق احد منهم اسم الاعتزال. انتبه حتى يجمع القول بالاصول الخمسة اذا لماذا هذه الفرق معتزلية؟ لانها وافقت على الاصول الخمسة ما هي هذه الاصول الخمس بعدين ذكرها؟ قال التوحيد والعدل والوعد والوعيد والمنزلة بين منزلتين والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ثم قال اذا كملت في الانسان هذه الخصال الخمس فهو معتزل احنا متى نقول عن انسان انه مؤمن؟ فمتى اذا وجدت في اركان الايمان الست. متى يقول الانسان المسلم اذا اقر باركان الاسلام هم عندهم متى يكون الانسان معتزلي فسمعتم كلامه هذا من كتابه ما هو من كلامنا. هذا نص كلامه. ويقول المسعودي وهو ايضا منهم في كتابه مروج الذهب بعد ان ذكر الاصول الخمسة للمعتزل يقول بالنص فهذا بعد ان ذكر الاصول الخمس يقول فهذا ما اجتمعت عليه المعتزلة ومن اعتقد ما ذكرناه من هذه الاصول الخمس كان معتزليا. فان اعتقد الاكثر او الاقل لم يستحق اسم الاعتزال فلا يستحقه الا باعتقاد هذه الاصول الخمسة وقد تتوزع فيما ذلك من فروعهم اذا المعتزلة لا يسمى معتزليا حتى عندهم الا اذا جمع هذه الاصول الخمس. لعلي اليوم اكتفي بهذا القدر