شيخنا احسن الله اليكم. يقول السائل يختلف الناس كثيرا حول كون العمل شرط كمال او شرط صحة للايمان ما الراجح في ذلك احسن الله اليكم؟ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان الى يوم الدين هذه المسألة قد فصلها العلم بينوها ولله الحمد وذكروا مذهب السلف رحمة الله عليهم وان قولهم ان الايمان اعتقاد بالجنان ونطق باللسان وعمل بالاركان او معناه وايضا انه اقراره بلسانه وكذلك اقراره بقلبه وقول القلب وهو اعتقاده وكذلك عمل القلب وهو اخلاصه ومحبته وخوفه وخشيته ورجائه وكذلك العمل بالجوارح العمل بالجوارح. وذكر العلم هذه المسألة لما ذكر من الخلاف ممن قال ان الاعمال ليست من الايمان. وهذه مسألة يطول الكلام عليها لكن آآ حاصل ما يفهم من كلام العلم وهو محل اجماع من حيث الجملة في ما تقدم ذكره من معنى الايمان اما قولهم ان الاعمال شرط في الايمان هل هي شرط كمال او شرط صحة؟ المعروف في كلام السلف ان الاعمال من الايمان وانها جزء منه. وليست خارجة عنه. ليست خارجة عنه. وبعضهم يطلق شرط وهذه اصطلاحات يذكرها بعض اهل العلم كما يذكرون اصطلاحات في بعض آآ الاعمال كالصلاة. واذا فهم الاصطلاح لا يضر اختلاف اللفظ. فقول من قال انه شرط لا يخالف قول من قال انه من الايمان او انه ركن من اركان الايمان ولا يريدون بذلك انه كالشرط الخارج عن الماهية. كشروط الصلاة. ولهذا يسمون بعض ما يكون داخل الصلاة شرطا مثل النية لان النية لا بد منها في الصلاة فهي كشرط او ركن فسواء قلت شرط او ركن فالمعنى واضح انه لا بد منها. وعلى هذا هي في الاصل منه ومن ماهيته وجزء منه فتكون بهذا الاعتبار ركن في الايمان وتكون جزءا منه وتكون جزءا لا يصح الايمان الا به يعني ان جنس العمل لابد ليس المعنى ان جميع الاعمال من جميع الاعمال فعلى هذا من قال انه شرط بالنظر الى فواتها ومن قال انها جزء منه او ركن فيه فبالنظر الى وجودها. فوجودها ركن وفواتها اه به يتخلف ما يصح به. وبهذا الاعتبار تكون شرطا. اما ان يقال شرط كمان فهذه العبارة ايضا يفصل. فان كان المراد به بعض اعمال الايمان هذا صحيح من اعمال لان ما هو كمال هو معلوم ان شعب الايمان كثيرة والايمان بضع وسبعون شعبة. بضع وسبعون شعبة ما له واهوى شعبه كثيرة. فهنالك من شعب الايمان ما هي مستحبة. ومنها ما هي واجبة. وليست شرطا. ليست شرطا او ليست ركنا وان كانت واجبة ولا يختل الايمان بفواتها في كثير من اعمال الايمان اه هنالك امور اتفق عليها وهنالك امور اختلف فيها. مثل الصوم والزكاة والحج. واه كذلك اعمال كثيرة وقع الخلاف فيها من جهة وجوبها وهم متفقون على انها لو لم توجد فالايمان في الاصل صحيح ولا يبطل ايمانه. وهنالك اعمال متفقون على انها شرط فيه بمعنى ان فواتها يبطل الايمان يبطل اركان الايمان وهي اركان وفواتها مبطل ومن هذا الوجه لا بل لا مانع ان يسمى شرط لا مانع بالنظر الى فواتها وتخلفها. اما بالنظر الى وجودها فكما تقدمت هي جزء منه وركن منه. وهنالك اعمال وقع خلاف فيها وهي اركان الاسلام اركان الاسلام هل هي لابد منها وانها ركن منه او من اركانه لو فاته فان الايمان يبطل آآ المرجح من العلم انه خاص بالصلاة وحدها. الصلاة وحدها وعلى هذا يكون الامر آآ بحسب العمل الذي يذكر لكن من قال ان الايمان يصح او ان الايمان آآ كامل او صحيح آآ ولو لم يعمل قط هذا قول لا يعرف عن السلف وذكر اهل العلم ان قول من قال ان من ادعى الايمان ولم يسجد لله شيئا قط ولم يزكي ولم ولم يحج ولم يعمل اي عمل من اعمال الايمان والاسلام وما يدعى اليه هذا لا يمكن ان يكون مؤمنا بل لا يمكن ان يكون الا مع نفاق او زندقة في قلب هذا المدعي للايمان هذا لا يمكن كان بعيد كان مستحيل. او لا يمكن وجوده. ولهذا قالوا جنس العمل على الخلاف في فيه من جهة العمل الذي يختلف فيه كما تقدم والسلف بسطوه وبينوه ولله الحمد