الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فهذا هو المجلس العاشر من مجالس قراءتنا في كتاب الداء والدواء او الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي. للعلامة آآ ابن القيم الجوزية رحمه الله وهو طبيب رحمه الله آآ الف في الابدان والف في طب القلوب ولا زلنا في كلامه عن اثار الذنوب والمعاصي على النفس وعلى القلب وعلى الصدر ولا يبالي بهم واذا عظمت طاعاته كثرت غيرته. نعم وفي الصحيح ايضا عنه انه قال في خطبة الكسوف يا امة محمد ما احد ما احد اغير من الله ان يزني عبده او فنبدأ حيث وقفنا على قوله فصل ومن اثار الذنوب والمعاصي انها تحدث في الارظ انواعا من الفساد فنسأل الله جل وعلا ان يعصمنا واياكم بعصمته ان يحفظنا واياكم بحفظه وان يكلعنا برعايته ويطهر قلوبنا وانفسنا فنبدأ على بركة الله لمعرفة هذه الاثار حتى نتجنب الذنوب ونلجأ العزيز الغفار. نعم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اما بعد. اللهم اغفر شيخنا ولوالديه ولنا ولوالدينا والمسلمين اجمعين. قال الامام ابن القيم رحمه الله فصل ومن اثار الذنوب والمعاصي انها تحدث في الارض انواعا من الفساد في المياه والهواء والزروع والثمار والمساكن. قال تعالى ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون. الان يقولون ان الارض فيها احتباس حراري. البحر فيها مدري ايش. الجو فيها كربون ها كل هذه بسبب المعاصي. هم يرجعون الى اسباب ظاهرة. لكن نحن نرجعها من الناحية الشرعية الى اثار الذنوب والمعاصي ومخالفة الشرع الحكيم ظهر الفساد في البر والبحر الاصل ان البر عن الخلقة الطبعية التي خلقها الله. والبحر كذلك فلماذا يظهر الفساد في البر والبحر؟ فجأة تجد اسماك كلها ماتت لماذا بسبب الذنوب والمعاصي بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون وهذا من رحمة الله ليذيقهم بعض الذي عملوا ما هو كل لو اخذهم بكل ما عملوا لاقام الحساب نعم قال مجاهد اذا ولى الظالم سعى بالظلم والفساد فيحبس الله بذلك القطر فاهلكوا الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ثم ثم قرأ ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس الاية ثم قال اما والله ما هو ما هو بحركم هذا ولكن كل قرية على ماء جار فهو بحر نعم يعني ليس المقصود بالبحر هو خصوص البحر المالح وانما كل قرية على ماء جار فهو بحر فاذا ظهر الفساد في البحر والنهر فسببه هو الذنوب معاصي. نعم. وقال عكيمة ظهر الفساد في البر والبحر اما اني لا اقول بحركم هذا ولكن كل قرية على ماء وقال قتادة اما البر فاهل العمود واما البحر فاهل القرى والريف قلت لقد سمى الله تعالى الماء العذب بحرا فقال وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح اجاج. وليس بحر حلم واقف وانما هي الانهار الجارية والبحر المالح هو الساكن. فسمى القرى التي على المياه الجارية باسم تلك كالمياه. وقال ابن زيد ظهر الفساد في البر والبحر. قال الذنوب. قلت اراد ان الذنوب سبب الفساد الذي ظهر. وان اراد ان الفساد الذي ظهر هو الذنوب نفسها فيكون قوله ليذيقهم لام العاقبة والتعليل. هم. وعلى الاول في المراد بالفساد النقص الشر والالام التي يحدثها الله في الارض عند المعاصي عند معاصي العباد. وكلما احدث ذنبا احدث لهم عقوبة. كما قال بعض السلف كلما ما احدثتم ذنبا احدث الله لكم من سلطانه عقوبة. وهذا يشمل الحروب والفتن والزلازل والحراير والفيضانات والاعاصير وغيرها. كل ذلك بسبب ذنب ما ينزل بالناس بلاء الا وسببه ذم. والا لو امنوا كما يريد الله تعالى لحصل لهم الامن والاهتداء. نعم والظاهر والله اعلم ان الفساد المراد به الذنوب وموجباتها ويدل عليه قوله ويدل عليه قوله ليذيقه قوم بعض الذي عملوا فهذا حالنا وانما اذاقنا الشيء اليسير من اعمالنا فلو اذاقنا كل اعمالنا لما سرك على ظهرها من دابة ومن تأثير معاصي الله في الارض ما يحل بها من الخسف والزلازل ومحق بركتها. وقد مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على ديار فمنعهم من دخول ديارهم ومن شرب مياههم ومن الاستقاء من ابارهم حتى امر ان يعلف العجين الذي عجن بمائهم واضح لتأثير شؤم المعصية في الماء. وكذلك شؤم تأثير الذنوب في نقص الثمار وما ترمى به من الافات. وقد ذكر الامام واحمد في مسنده في ضمن حديث قال وجدت في خزائن في خزائن بني امية حنطة الحبة بقدر نواة التمر وهي في سورة مكتوب عليها هذا كان ينبت في زمن العدل فكثير من هذه الافات احدثها الله سبحانه بما احدث العباد من الذنوب. واخبرني جماعة من شيوخ الصحراء انهم كانوا يعهدون الثمار اكبر من اما هي الان وكثير من هذه الافات التي تصيبها لم يكونوا يعرفونها. وانما حدثت من قرب. واما تأثير الذنوب في الصور في الصور والخلق فقد روى الترمذي في جامعه عنه صلى الله عليه وسلم انه قال خلق الله ادم وطوله في السماء ستون ذراعا فلم يزل الخلق ينقص حتى الان. ولما يطهر الله سبحانه الارض من الظلمة والفجرة والخونة. ويخرج عبدا من عباده من اهل بيته ذلك اثنى على نفسه فجمع في هذا الحديث بين الغيرة التي اصلها كراهة القبائح وبغضها ومحبة العذر الذي يوجب كمال العدل والرحمة والاحسان وانه سبحانه مع شدة غيرته يحب يحب ان يعتذر اليه عبده نبيه صلى الله عليه وسلم فيملأ الارض عدلا. فيملأ الارض قسطا كما ملئت جورا. ويقتل المسيح اليهود والنصارى. ويقيموا دين الذي بعث الله به رسوله تخرج الارض بركتها وتعود كما كانت حتى ان العصابة من الناس حتى ان العصابة يعني في من اعجب ما قرأت ان قوما ارسلهم عمر الى اليمن ليتفقدوا احوالهم فمروا وهم في طريق لليمن على قرية وهذه القرية في حصن منيع في حصن منيع. يقول اه هذا الراوي يقول اه فلما اه قربنا من الحصن سمعنا صوت عرس قال فاتينا واذا هم في هرج ومرج اه يقول تركناهم وذهبنا يقول فما رجع فلما رجعنا الى عمر ما مررنا بذاك الطريق يقول ثم كان في زمن معاوية شوفوا كم سنة الان ثم كان في زمن معاوية وارسلنا معاوية لليمن وانا فيهم نفس الرجل اللي كان مع وفد عمر يقول فمررنا على تلكم القرية فنظرت اليها فاذا هي خراب بلقع فقلت لقومي ان قصتي مع هذه القرية كذا وكذا. وعهدي بها من زمن عمر كذا وكذا فلننظر اليها قال فدخلنا في حصن منيع فما وجدنا فيها احدا غير عجوز قد جاوزت السبعين او الثمانين قال متكأة على عصاها وهي تمشي قال فقلت لها ما لكم اين اصحابكم؟ قال اصابنا وباء ما ترك منا احد قال اوتعرفنا؟ قال نعم قد كنت في زمن كذا مررت منها هنا كان عرسنا هنا. قال نعم انه كان عرس اختي انا الذي كنت ادفدف ها لكن ما شكرنا الله قلب الله حالنا يا اخوان انسان يجب ان يتعظ بيت من احسن البيوت الطمأنينة وسكينة بسبب الذنوب والمعاصي تنقلب الى شرور مجتمع صالح امن وطمأنينة ورزق بسبب الذنوب والمعاصي تنقلب نعم نريد الصلاح ولا نصلح انفسنا. نريد الخير ولا ولا نعمل الخير هذا محال هذا محال كيف نريد الخير في المجتمع ونحن ما نعمل الخير نعم قال حتى ان العصابة من الناس ليأكلون الرمانة ويستظلون بقحفها. ويكون العنقود من العنب وقر البعير. وان اللقحة واحدة لا تكفي الفئام من الناس وهذا لان الارض لما طهرت من المعاصي ظهرت فيها اثار البركة من الله تعالى التي محقتها الذنوب الكفر ولا ريب ان العقوبات التي انزلها الله في الارض بقيت اثارها سارية في الارض تطلب ما يشاكلها من الذنوب التي هي اثار تلك الجرائم التي التي عذبت بها الامم فهذه الاثار في الارض من اثار تلك العقوبات كما ان هذه المعاصي من اثار تلك الجرائم فتناسبت حكمة الله الكوني اولا واخرا وكان العظيم من العقوبة للعظيم من الجناية والاخف للاخف وهذا يحكم سبحانه بين وهكذا يحكم سبحانه وبين خلقه في دار البرزخ ودار الجزاء. الله اكبر. وتأمل مقارنة الشيطان محله وداره فانه لما قارن العبد واستولى عليه نزع البركة من عمره وعمله وقوله ورزقه. ولما اثرت طاعته في الارض ما اثرت نزعت البركة من كل محل ظهرت فيه طاعته ذلك مسكنه لما كان الجحيم لم يكن هناك شيء من الروح من الروح والرحمة والبركة قال فصل ومن عقوبات الذنوب انها تطفئ من القلب نار الغيرة التي هي لحياته وصلاحه كالحرارة الغزيرة الغريزة غريزية السلام عليكم التي هي التي قال رحمه الله نعم. ومن عقوبات الذنوب انها تطفئ من القلب نار الغيرة التي هي لحياته وصلاحه كالحرارة الغريزية في حياة جميع البدن فالغيرة حرارته وناره التي تخرج فيها تخرج ما فيها من الخبث والصفات المذمومة كما يخرج الكير الذهب والفضة والحديد واشرف الناس واشرف الناس واعلاهم همة اشدهم غيرة على نفسه وخاصته وعمومه الناس. ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم اغير الخلق على الامة. والله سبحانه اشد غيرة منه كما ثبت في الصحيح صلى الله عليه وسلم انه قال اتعجبون من غيرة سعد؟ لانا اغير منه والله اغير مني. هذا لا شك ان الانسان اذا كثرت ذنوبه ذهبت غيرته لا يغار على حريمه تزني يا امته. وفي الصحيح ايضا عنه انه قال لا احد اغير من الله من اجل ذلك. من اجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا احد احب اليه العذر من الله من اجل ذلك ارسل الرسل. مبشرين ومنذرين. ولا احد احب اليه المدح من الله من اجل ويقبلوا عذر من اعتذر اليه وانه لا يؤاخذ عبيده بارتكاب ما يغار من ارتكابه حتى يعذر اليهم. ولاجل ذلك ارسل رسله انزل كتبه اعذارا وانذارا. وهذا غاية المجد والاحسان. ونهاية الكمال فان كثيرا ممن تشتد غيرته من المخلوقين تحمله شدة الغيرة على سرعة الايقاع والعقوبة من غير اعذار منه. ومن غير قبول لعذر من اعتذر اليه. بل يكون له في نفس الامر عذر. ولا تدع شدة الغيرة ان يقبل عذره. وكثير ممن يقبل المعاذير يحملها على قبولها قلة الغيرة حتى يتوسع في طرق المعادن. ويرى عذرا ما ليس بعذر حتى يعذر كثيرا حتى يعذر كثير منهم بالقدر. وكل منهما غير ممدوح على الاطلاق. وقد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان من الغيرة ما يحب ما يحبها الله ومنها ما يبغضه الله التي فالتي يبغضها الغيرة في غير ريبة وذكر الحديث وانما الممدوح اقتران الغيرة بالعذر في غار في محل الغيرة ويعذر في موضع العذر من ومن كان هكذا هو الممدوح حقا الانسان اذا غار على اهله وعلى زوجته وعلى بناته وامهاته واخواته فهذا حق لكن لا يجوز ان يحمله ان تحمله الغيرة الى الشك في اعراضهن ولا يجوز في المقابل ايضا من قوة اه الوثوق بهن ترك الحبل على الغارب ينبغي التعهد والعذر اذا ما رأى منها زلة يعذرها لانها بشر وربما يكون لها عذر كما جاء في الحديث ان رجلا من الانصار تزوج وكان حديث عهد بعرس فاستأذنا في وهم قافلون من الغزو فاستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في ان يرجع الى اهله فرجع الى اهله قبل وصول الجيش فلما وصل وهو حين وصوله رأى زوجته خارج الدار في ثياب البيت فمن غيرته اخرج السيف اراد ان يقتلها كيف انت تخرجين بثياب المنزل الى خارج الدار وتنظر فقالت رحمك الله لا تعجل وانظر الى ما في الدار تأمل معي لو ان هذا رجل تعجل وضربها بالسيف كان ماتت وهي مظلومة فلما دخل الدار وجد دابة عظيمة فظربها والدابة اللي هي الثعبان العظيم والدابة لدغته فلا يدرى ايهما كان اعجل لصاحبه نعم ولما جمع سبحانه صفات الكمال كلها كان احق بالمدح من كل احد. ولا يبلغ احد ان يمدحه كما ينبغي له. بل هو كما مدح نفسه واثنى على نفسه فالغيور قد وافق ربه سبحانه في صفة من صفاته. ومن وافق الله في صفة من صفاته قادته تلك الصفة اليه بزمامه. طبعا من وافق الله في صفة من صفاته اه التي يجوز له ان يتصف بها لان هناك صفات لله لا يجوز ان نتصف بها مثل الكبر والخيلاء والعظمة فهذه صفات خاصة لله عز وجل اما الصفات التي يجوز ان نتصف بها فهي الرحمة والشفقة الرحمة والغيرة والرأفة والكرم والعلم ونحو ذلك نعم قال رحمه الله ومن وافق الله في صفة من صفاته قادته تلك الصفة اليه بزمامه. وادخلته على ربه. واذنته واذنته منه وادنته منه وقربته من رحمته وسيرته محبوبا له. فانه سبحانه رحيم يحب الرحماء. كريم يحب الكرماء عليم يحب العلماء. قوي يحب المؤمن القوي وهو احب اليه من المؤمن الضعيف. حيي يحب اهل الحياء رجل يحب الجمال وتر يحب الوتر. الله اكبر ولو لم يكن في الذنوب والمعاصي الا انها توجب لصاحبها ضد هذه الصفات. وتمنعه من الاتصاف بها لكفى بها عقوبة فان الخطرة تنقلب وسوسة والوسوسة والوسوسة تصير ارادة والارادة تقوى فتصير عزيمة ثم تصير فعلا ثم تصير صفة لازمة وهيئة ثابتة راسخة. وحينئذ يتعذر الخروج منها كما يتعذر عليه الخروج من صفاته القائمة به. ايها الاخوة هذه الخطوات الخمس خطيرة اولها الخطرة وهي ما يخطر بالبال. اياك اياك والتمادي مع الخطرات والافكار اقطع فانها بذرة الشرور الخطرات بذرة الشرور فاذا ما ساير الانسان خطرته انقلبت الى وسوسة وصار يشغل باله وعينه واذنه ولسانه ثم الوسوسة تنقلب الى الارادة فيوجد الهم والارادة حينئذ تقوى مع قوة الوارد من الخطرات والوساوس والايرادات فتصير عزيمة والعزيمة نتاجها الفعل عياذا بالله والفعل مع دوام الخطرات والوساوس والايرادات والعزايم الافعال تصبح راسخة واوصافا لازمة لا يكاد ينفك عنها الا القلة من الرجال فمبدأ كل شر خطرة في القلب او فكرة بالعقل فالواجب عدم التمادي. نعم قال رحمه الله والمقصود يعني مثلا انسان يخطر بباله ان ينظر الى هذه المرأة يقطع هذه الفكرة اذا قطع خلاص ارتاح لكن لو تمادى في هذه الخطرة لو لم ينظر اليوم سينظر غدا اذا لم ينظر غدا سينظر بعد غد لان الخطرة مؤثرة مثل التنكيت هذي تؤثر على قلب الانسان يقول الانسان ان يخلو بامرأة ويقول ان ايماني قوي وان آآ لا لا يكون هناك شيء في اليوم الاول وفي اليوم الثاني وفي اليوم الثالث لكن ما الذي يحصل بعد ذلك؟ يحصل بعد ذلك خطرات ومع الخطرات الوساوس ومع الوساوس الايرادات ومع الايرادات العزايم من عزايم الفعل عياذا بالله نعم قال رحمه الله والمقصود انه كلما اشتدت ملابسته الذنوب اخرجت من القلب الغيرة على نفسه واهله وعموم الناس وقد تضعف في القلب جدا حتى لا يستقرح بعد ذلك القبيح. لا من نفسه ولا من غيره. واذا وصل الى هذا الحد فقد دخل في باب الهلاك. يصبح مخاطبته النساء امرا هينا مخالطته بالنساء من الغي هينا سماعه للغيب امر هين ها حديثه عن فلان وفلان امر هين خلاص ما هو السبب اذا انا تأملت تجد السبب هو انها اصبحت صفة ملازمة للنفس. نسأل الله السلامة والعافية. نعم قال رحمه الله وكثير من هؤلاء لا يقتصروا على عدم الاستقباح. بل يحسنوا الفواحش والظلم لغيره. ويزينه له ويدعوه اليه ويحثه عليه ويسعى له في تحصيله. ولهذا كان الديوث اخبث خلق الله. والجنة حرام عليه. وكذلك محلل الظلم والبغي غيره ومزينه له فانظر ما الذي حملت عليه فلننظر ما الذي حملت عليه حملت فانظر ما الذي حملت عليه قلة الغيرة؟ وهذا يدلك على ان اصل الدين الغيرة ومن لا غيرة له لا دين له. فالغيرة تحمي القلب فتحمى له الجوارح فتدفع السوء والفواحش. وعدم الغيرة يميت القلب فتموت الجوارح فلا يبقى عندها دفع البتة. بل ان الغيرة ان يغار الانسان على محارم المسلمين يغار الانسان ايش على محارم المسلمين فيرى المسلمات اما بناته واما اخواته واما عماته واما خالاته فيجهد نفسه في المحافظة على الاعراض فضلا عن ان يكون سببا في الانتهاك عياذا بالله وهذا من فوائد الغيرة الغيرة من علامات الرجولة ولهذا كان الجاهلي الجاهلي اذا كان عظيم الرجولة قوي الشكيمة صاحب عزيمة معروف في البأساء والحرب واللأواء مثل عنترة وهو في جاهليته يقول اذا ما بدت لجارتي غضضت الطرف عنه. ها يغار على جارته فيحافظ عليها ولا ينظر اليها نظرة ريبة نعم قال رحمه الله ومثل الغيرة في القلب كمثل القوة التي تدفع المرض وتقاومه. فاذا ذهبت القوة الداء المحل قابلا ولم يجد دافعا. فتمكن فكان الهلاك. ومثلها مثل صيص الجاموس التي يدفع بها نفسه وولده فاذا كسرت طمع فيه عدوه قال فصل لذلك الذئاب الذياب يمكن ما ادري تعرفون هذا ولا لا؟ الذئاب اذا ما هاجمت على مجموعة الابقار سواء كانت برية او انسية لا تهاجم الا على البقرة التي لا صيصي لها. لا قرون لها ما تهاجم على الابقار التي لها قرون الا اذا كانت معيبة كان تكون عرجاء او اعمى او عمى او هزيلة ونحو ذلك نعم قال رحمه الله فاصل من عقوباتها ذهاب الحياء الذي هو مادة الحياة للقلب. وهو اصل كل خير وذهابه ذهاب اجمعه كلما زاد الانسان حياء زاد حياة في القلب كلما زاد الانسان حياء زاد الحياة في القلب لانه يكون مانعا من الشر فالحيا يمنع الانسان من الغيبة والنميمة ومن القيل والقال من انشغالي بفلان وفلنتان ومن ها الحش مثل ما نقول ومن جميع المحارم الحياء اصل في الصد عن محارم كثيرة. نعم وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال الحياء خير كله فقال ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت وفيه تفسيران احدهما انه على التهديد والوعيد والمعنى من لم يستحي فانه يصنع ما شاء من القبائح اذ الحامل على تركها الحياء فاذا لم يكن هناك حياء يزعه من القبائح فانه يواقعها وهذا تفسير ابي عبيد. والثاني ان الفعل اذا لم تستحي منه من الله افعله وانما الذي ينبغي تركه ما يستحي منه من الله وهذا تفسير الامام احمد وفي في رواية ابن هاني. التفسير الثاني هو ويسمع ويطيع لعبد من عبيد الملك او يركب هواء نفسه ويفعل ما يشاء هذا لا شك ان الملك بعد ذلك ينساه ويتركه اذا ما وقع في مصيبة فالانسان يسعى ان يكون الله جل وعلا اقرب اذا لم تستحي فاصنع ما شئت يعني الفعل اذا كان لا يستحى منه فافعل وانما اترك الفعل الذي يستحى منك نعم فعلى الاول يكون تهديدا كقوله اعملوا ما شئتم. وعلى الثاني يكون اذنا واباحة. فان قيل فهل من سبيل الى حمله على قلت لا ولا على قول من يحمل المشترك على جميع معانيه. لما بين الاباحة والتهديد من المنافاة. ولكن اعتبار احد يوجب اعتبار الاخر والمقصود ان الذنوب تضعف الحياء من العبد حتى ربما انسلخ منه بالكلية حتى انه ربما لا يتأثر بعلم الناس بسوء حاله ولا باطلاعهم عليه. بل كثير منهم يخبر عن حاله وقبيح ما يفعله والحامل له على ذلك انسلاخ من الحياء. واذا وصل العبد الى هذه الحال لم يبق في صلاحه مطمع كما قيل. واذا رأى ابليس طلعة حيا وقال فديت من لا يفلح. والحياء مشتق من الحياة. يعني ابليس ها من شدة حبه لمن حياء له يفدي نفسه له شفتوا شلون ابليس من شدة حبه لمن لا حياء له يفدي نفسه له يقول انا فدوة لك ابليس يفدي نفسه ابليس اللي يحب نفسه محبة ما يحب احد نفسه بقدرها. ومع ذلك يفدي نفسه لمن لا حياء له نعم والحياء مشتق من الحياة والغيث يسمى حيا بالقصر لانه لان به حياة الارض لان به حياة الارض والنبات وكذلك بالحياء حياة الدنيا والاخرة. فمن لا حياء فيه ميت في الدنيا شقي في الاخرة وبين الذنوب وبين قلة الحياء وعدم الغيرة تلازم من الطرفين. وكل منهما يستدعي الاخر ويطلبه حثيثا. ومن ومن استحيا من الله عند معصيته استحيا الله من عقوبته يوم يلقاه. من لم يستحي من معصيته لم يستحي من عقوبته فصل ومن عقوبات الذنوب انها تضعف في القلب تعظيم الرب جل جلاله وتضعف اوقاره في قلب العبد. ولابد شاء ان ابى شاء ام ابى ولو تمكن وقار الله وعظمته في قلب العبد لما تجرأ على معاصيه. وربما اغتر المغتر وقال انما يحملني على المعاصي حسن الرجاء وطمعي في عفوه. لا ضعف عظمته في قلبي وهذا من مغالطة النفس فان عظمة الله وجلاله في قلب العبد وتعظيم حرماته تحول بينه وبين الذنوب. فالمتجرؤون على معاصيهم ما قدروا ما قدروه حق قدره. وكيف يقدره حق قدره او يعظمه ويكبره ويرجو وقاره ويجله من يهون عليه امره ونهيه هذا من امحل المحال وابين الباطل. يعني هؤلاء الذين يتجرأون على الذنوب والمعاصي ويقولون نحن عندنا حسن الرجاء يذكرني احد المغالطين انه كان يتجرأ على الله في المعاصي فقيل له كيف تتجرأ على الله؟ اما تستحي من الله فقال هو الكريم جرأني عياذا بالله. يقول كرمه جرأني ما غرك بربك الكريم قال غرني كرمه وهذا جهل مركب لماذا جاء المركب لان الكرم انما يقابل بالكرم ولا يقابل بعكسه الان اضرب لك مثال لو ان انسانا احسن اليك فاعطاك فطلبت فاعطاك فطلبت فاعطاك فطلبت فاعطاك فطلبت فاعطاك فطلبت فاعطاك هل تسيء اليه ام تكونوا مثل العبد لديه الثاني ولا الاول قطعا الثاني ابوك الذي يحسن اليك ويحسن اليك ويحسن ويحسن ويحسن ولو لم يكن من احسانه الا انفاقك عليه انفاقه عليك وانت صغير لكان هذا كافيا هل تقابل هذا الاحسان باللؤم وتقول كرمه غرني اذا ابوك او امك او جارك حليم وساكت عنك هل هذا يجعلك تتجرأ عليه لو كنت عاقلا لكان ذلك سببا لحبه والقرب منه ولم يكن ذلك سببا لاستيحاشه والبعد عنه رب العالمين واكرم الاكرمين كرمه يجب ان يقابل بالكرم منه وذلك بالقرب منه والاستحياء منه وتعظيمه جل وعلا وتوقيره. نعم قال رحمه الله وكفى بالعاصي عقوبة ان يضمحل من قلبه تعظيم الله جل جلاله وتعظيم حرماته ويهون عليه حقه ومن بعض عقوبة هذا ان يرفع الله عز وجل مهابته من قلوب الخلق ويهون عليهم ويستخفون به كما هان عليه امره استخف به فعلى قدر محبة العبد لله يحبه الناس. وعلى قدر خوفه من الله يخافه الناس. وعلى قدر تعظيمه لله وحرماته الناس حرماته. وكيف ينتهك عبد حرمات الله ويطمع ان لا ينتهك الناس حرماته؟ ام كيف يهون عليه حق الله ولا يهونه الله على الناس ام كيف يستخف بمعاصي الله ولا يستخف به الخلق واصر عليها خيفة عليه ان يلين على قلبه. فيخرجه عن الاسلام بالكلية. ومن هنا اشتد خوف السلف كما قال بعضهم انتم تخافون الذنوب وانا اخاف الكفر. يعني اخاف ان الذنوب توصلني الى الكفر هذا مراده وقد اشار سبحانه الى هذا في كتابه عند ذكر عقوبات الذنوب وانه اركس اربابها بما كسبوا وغطى على قلوبهم وطبأ عليها بذنوبهم وانه نسيهم كما نسوه واهانهم كما اهانوا دينه. وضيعهم كما ضيعوا امره. ولهذا قال تعالى في اية سجود المخلوقات له من يهن الله فما له من مكرم. فانهم لما هان عليهم السجود له واستخفوا به ولم يفعلوه. اهانهم فلم يكن لو من مكرم بعد ان اهانهم ومن ذا يكرم من اهانه الله او يهين من اكرمه الله. مثل هؤلاء الذين يقولون الله غفور رحيم ويرتكبون الذنوب ذكر والدي رحمه الله عن بعض شيوخه انه كان عالما جليلا وكان مبتلى بشرب الشيشة وكان مبتلى بشرب الشيش يقول كان لا يعيبه الا هذا يقول فما عرفنا كيف نفعل وكان لا يشرب الشيشة امام احد يستخفي يقول فاتفق الطلاب ان يسألوا زوجته لماذا الشيخ يشرب الشيش يقول فذهب كبير الطلاب وطرق الباب وخرجت زوجة الشيخ فقال لها يا اماه شيخنا اذا شرب الشيشة ماذا يقول تقول انه من يوم ان يأمرني ونجهز له الشيشة الى ان ينتهي وهو يقول الله غفور رحيم الله غفور رحيم الله غفور رحيم الله غفور فجلس الطلاب قال ماذا نقول؟ قالوا نقول لامنا زوجة شيخنا اذا قال الله غفور رحيم فانت ارفعي صوتك وقولي وهو شديد العقاب وهو شديد العقاب يقول فلما انتهى من الدرس وجاء الى البيت قال لزوجته جهز الشيشة تم بدأ هو بذكره الله غفور رحيم الله غفور رحيم واذا بالمرأة ترفع صوتها وهو شديد العقاب وهو شديد العقاب فضرب الشيشة وكسرها وما شربها من يومه لان الله يقول في اية واحدة نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم ها وان عذابي هو العذاب الاليم غافر الذنب وقابل التوب بعدين شديد العقاب ذي الطول كيف تأمن؟ ما الذي جعلك تأمن هل عندكم كتاب؟ هل عندك كتاب تأمن عطنا الكتاب اللي اللي عندك ها فامنت اتى الكتاب اللي عندك فامنت اذا ما عندك فهذا تخرص نسأل الله السلامة والعافية نعم قال رحمه الله فصل من عقوباتها انها تستدعي نسيان الله لعبده وتركه وتخليته بينه وبين نفسه وشيطانه. هذه من اعظم المصائب من اثار الذنوب انها تستدعي ترك الله العبد واذا ترك العبد ونسي فلا تسل في اي واد يهلك. نعم وهناك الهلاك الذي لا يرجى معه نجاة. قال تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون. ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم انفسهم. اولئك هم فاسق فامر بتقواه ونهى ان يتشبه عباده المؤمنون بمن نسيه بترك تقواه واخبر انه عاقب من ترك التقوى بان انساه نفسه اي انساه مصالحها وما ينجيها من عذابه وما يوجب له الحياة الابدية وكمال لذتها وسرورها ونعيمها فانساه ذلك كله جزاء لما نسيوا من عظمته وخوفه والقيام بامره. فترى العاصي مهملا لمصالح نفسه مضيعا لها قد اغفل الله قلبه عن ذكره واتبع هواه. وكان امره فرطا. وقد انفرطت عليه مصالح دنياه واخرته واخرته وقد فرط في سعادته الابدية واستبدل بها ادنى ما يكون من لذة انما هي سحابة صيد او خيال طيف احلام نوم او كظل زائل. ان اللبيب بمثلها لا يخدع. واعظم العقوبات نسيان العبد لنفسه واهماله لها طاعته حظها ونصيبها من الله وبيعها ذلك بالغبن والهوانئ وابخس الثمن. فضيع من لا غنى له عنه ولا عوض له منه واستبدل به من عنه كل الغنى ومنه كل العوظ. من كل شيء اذا ضيعته عوض. وما من الله ان ضيعته عوض الله اكبر فالله سبحانه يعوض عن كل ما سواه يعوض عن كل ما سواه ولا يعوض منه شيء ويغني عن كل شيء ولا يغني عنه شيء ويمنع ومن كل شيء ولا يمنع منه شيء ويجير من كل شيء ولا يجير منه شيء. فكيف يستغني العبد عن طاعة من هذا شأنه طرفة عين وكذا وكيف ينسى ذكره ويضيع امره حتى ينسيه نفسه فيخسرها ويظلمها اعظم الظلم. فما ظلم فما ظلم العبد ربه ولكن ظلم نفسه وما ظلمه ربه ولكن هو الذي ظلم نفسه يعني بالنسبة للانسان لو تفكر في عقله يتفكر في عقله يعرف الملك او الامير ثم بعد ذلك لا يسمع ولا يطيع للامير ويفسد ما بينه وبين الامير من الود والحب او الملك هو معه فانه اذا كان معه فانه يعوضه عن كل شيء واذا لم يكن الله مع العبد فكل العالمين لو كان معه لم ينفعه نعم قال رحمه الله فصل من عقوباتها انها تخرج العبد من دائرة الاحسان. وتمنعه ثواب المحسنين فان الاحسان اذا باشر القلب منعه من المعاصي فان من عبد الله كانه يراه لم يكن ذلك الا لاستيلاء ذكري ومحبته وخوفه ورجائه على قلبه. بحيث يصير كانه يشاهده وذلك يحول بينه وبين ارادة المعصية فضلا عن مواقعتها. فاذا خرج من دائرة الاحسان فاذا خرج من دائرة الاحسان فاته صحبة رفاقه الخاصة وعيشهم الهنيء ونعيمهم التام. انسان يتأمل في هذه الحال ان المعاصي تخرج العبد من دائرة الاحسان ويفسد العلاقة التي هي بين العبد وبين ربه بعدما كان محسنا اصبح مسيئا بعدما كان مرتقيا اصبح متدنية ويذكرني الان اشعار لابي فراس الحمداني يقول فليتك تحلو والحياة مريرة وليتك ترضى والانام غضاب وليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب اذا نلت منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب هذه من محاسن ما قاله وليت الذي بيني وبينك عامر. وبيني وبين العالمين خراب اذا نلت منك الود فكل فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب. نعم قال رحمه الله فان اراد الله به خيرا اقره في دائرة عموم المسلمين اي عموم المؤمنين. فان عصاه بالمعاصي التي تخرجه من دائرة الايمان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع اليه فيها الناس ابصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن. فاياكم اياكم. والتوبة معروضة بعد خرج من دائرة الايمان وفاته رفقة المؤمنين وحسن دفاع الله عنهم. فان الله يدفع عن الذين امنوا وفاته كل خير رتبه الله في كتابه على الايمان وهو نحو مئة خصلة كل خصلة منها خير من الدنيا وما فيها فمنها الاجر العظيم وسوف يؤتي الله مؤمنين اجرا عظيما. ومنها الدفع عنهم شرور الدنيا والاخرة. ان الله يدفع عن الذين امنوا انبه الان ان البيت الذي فيه قاله فراس فيه خطأ وهو اهلنا قال وليت الذي بيني وبين العالمين خراب الانسان لا يطلب هذا التمني لان هناك العالمين حقوق لهم الوالدين وكذا لكن هذا نفحة شاعر اراد به شيئا واخطأ في شيء نعم قال رحمه الله ومنها استغفار حملة العرش لهم الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون الذين امنوا ومنها موالاة الله لهم ولا يذل من ولاه الله. الله ولي الذين امنوا. الله اكبر اذا تولى الله العبد ها فكيف يكون ذليلا؟ الله ولي الذين امنوا اللهم يا ولي الاسلام واهله تولنا برحمتك وبفظلك وجودك واحسانك وتجاوز عنا زلاتنا وتقصيرنا. نعم ومنها امره ملائكته بتثبيتهم اذ يوحي ربك الى الملائكة اني معكم فثبتوا الذين امنوا. ومنها ان لهم ان لهم الدرجات عند ربهم والمغفرة والرزق الكريم. ومنها العزة ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين. ومنها معية الله اهل الايمان وان الله مع المؤمنين. ومنها الرفعة في الدنيا والاخرة يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات ومنها اعطائهم كفلين من رحمته واعطاؤهم نورا يمشون به ومغفرة ذنوبهم. ومنها الود الذي يجعله سبحانه لهم وهو انه يحبهم ويحببهم الى ملائكته وانبيائه وعباده الصالحين. ومنها امانهم من الخوف يوم يشتد الخوف فمن امن واصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. ومنها انهم المنعم عليهم الذين امرنا ان نسأله ان يهدينا الى صراطهم في كل في يوم وليلة سبع عشرة مرة. ومنها ان القرآن انما هو هدى لهم وشفاء. قل هو للذين امنوا هدى وشفاء. والذين الا يؤمنون في اذانهم وقر وهو عليهم عمى اولئك ينادون من مكان بعيد. والمقصود ان الايمان سبب جالس لكل خير وكل خير في الدنيا والاخرة فسببه الايمان. وكل شر في الدنيا والاخرة فسببه عدم الايمان. فكيف يهون على العبد ان يرتكب شيئا يخرجه من دائرة الايمان ويحول بينه وبينه. ولكن لا يخرج من دائرة عمومه لكن لا يخرج من دائرة عموم المسلمين. فان استمر على الذنوب فالواجب على الانسان انه ليس فقط يخاف الذنب يخاف ان الذنب يكون باب يوصله الى دار الكفر وهذا امر خطير وكم من صاحب ذنب ولا جبابا كان داره الكفر نسأل الله السلامة والعافية. نعم قال رحمه الله فصل من عقوبات انها تضعف سير القلب الى الله والدار الاخرة او تعوقه او توقفه وتقطعه عن السير فلا تدع دعه يخطو الى الله خطوة. هذا اذا لم ترده عن وجهته الى ورائه. فالذنب يحجب الواصل ويقطع السائر الطالب والقلب انما يسير الى الله بقوته. فاذا مرض بالذنوب ضعفت تلك القوة التي تسيره. فان زالت الكلية انقطع عن الله انقطاعا يبعد تداركه والله المستعان. فالذنب اما ان يميت القلب او يمرضه مرضا مخوفا او او يضعف قوته ولابد حتى ينتهي ضعفه الى الاشياء الثمانية التي استعاذ منها النبي صلى الله عليه وسلم وهي الهم والحزن العجز والكسل والجبن والبخل وضلع او ضلع الدين وغلبة الرجال. وكل اثنين منها قرينان. فالهم والحزن قرينان فان المكروه على القلب ان كان من امر مستقبل يتوقعه احدث الهم. وان كان من امر ماض قد وقع احدث الحزن. والعجز والكسل قرينان. فان تخلف العبد عن اسباب الخير والفلاح ان كان لعدم قدرته فهو العجز. وان كان لعدم ارادته فهو الكسل. والجبن والبخل قرينان ان عدم النفع منه ان كان ببدنه فهو الجم. وان كان بماله فهو البخل. وضلاع الدين وقهر الرجال قرينان. فان استعلاء الغير عليه ان كان بحق فهو من ضلع الدين وان كان بباطل فهو قهر الرجال. والمقصود ان الذنوب من اقوى الاسباب الجالبة لهذه الثمانية. كما ان من اقوى الاسواب الجالبة لجهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الاعداء. ومن اقوى الاسباب الجالبة لزوال نعم الله وتحول عافيته وفجاءة نقمته وجميع سخطه قال فصل من عقوبات الذنوب انها تزيل النعم وتحل النقم. فما زالت عن العبد فما زالت عن العبد نعمة الا بذنب. ولا حلت به نقمة الا بذنب كما قال علي ابن ابي طالب رضي الله عنه ما نزل بلاء الا بذنب ولا رفع بلاء الا بتوبة. وقد قال تعالى وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير. وقال تعالى ذلك بان الله لم يكن مغيرا نعمة انعمها على قوم حتى يغيروا ما بانفسهم. فاخبر تعالى انه لا يغير نعمه التي انعم بها على احد حتى يكون هو الذي يغير ما بنفسه. في غير طاعة بمعصيته وشكره بكفره واسباب رضاه باسباب سخطه. فاذا غير غير عليه جزاء وفاقا. وما ربك بظلام للعبيد فان غير المعصية بالطاعة غير الله عليه العقوبة بالعافية والذل بالعز. وقال تعالى ان الله لا غيروا ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم. واذا اراد الله بقوم سوءا فلا مرد له. وما لهم من دونه من وال. وفي بعض الاثار عن الرب تبارك وتعالى انه قال وعزتي وجلالي لا يكون عبد من عبيدي على ما احب ثم ينتقل عنه الى ما اكره الى ما اكره الا انتقلت له مما يحب الى ما يكره. ولا يكون عبد من عبيده على ما اكره ثم ينتقل عنه الى ما احب. الا انتقلت له مما يكره الى ما يحب. فقد احسن القائل اذا كنت في نعمة فارعها فان المعاصي تزيلوا النعم وحطها بطاعة رب العباد. فرب العباد سريع النقم. واياك مهما استطعت فظلم العباد شديد الوخم. وسافر بقلبك بين الورى. لتبصر اثار من قد ظلم. فتلك مساكنهم بعدهم شهود عليهم ولا تتهم وما كان شيء عليهم اضر من الظلم وهو الذي قد قسم. فكم تركوا من جنان من قصور واخرى عليهم اطم. صلوا بالجحيم وفات النعيم وكان الذين لهم كالحلم نكتفي بهذا ونسأل الله ان يحفظنا بحفظه ويكلأنا برعايته سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك