الرابع المؤلفة قلوبهم. وهم السادة المطاعون في عشائرهم الذين يرجى بعطيتهم دفع شرهم او قوة ايمانهم او دفعهم عن المسلمين او اعانتهم على اخذ الزكاة ممن يمتنع من دفعها قال رحمه الله الرابع المؤلفة قلوبهم. لقوله تعالى والمؤلفة قلوبهم المؤلفة قلوبهم التأليف ضد التنفير والمراد بالمؤلفة قلوبهم وهم اصناف صنف من الناس يعطى من الزكاة اما لمصلحة نفسه او مصلحة عموم المسلمين واذا قيل بالمصلحة ايضا درء الشر عن المسلمين اذا كان فيه شر يلتحق بهذا ان يدفع شره عن المسلمين او شره عن الزكاة الواجبة ومن اوسع المذاهب في المؤلفة قلوبهم المذهب الحنابلة رحمهم الله توسعوا في هذا وادخلوه في باب الزكاة والاصل في المؤلفة قلوبهم ان النبي صلى الله عليه وسلم اعطى يوم حنين اه صفوان ابن امية وكان على الكفر كما في صحيح مسلم عنه رضي الله عنه قال اعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابغض الناس الي وما زال يعطيني حتى صار احب الناس الي من الناس من يسلم بالحجة والبرهان ومنهم من يسهم بالقوة والسلطان ومنهم من يسلم بالمال لكن ليس معنى هذا ان ان الاسلام يدخلهم لاجل هذه الاشياء الاسلام دين حق وهو على الفطرة التي فطر الله الناس عليه ليس فيه اي باطل دين الله عز وجل على الحق والعدل الذي لا عوج فيه ابدا لكن هناك عوائق تمنع الشخص وهذه العوائق اذا ازلتها وامعن النظر فحينئذ يأتي مسلما طواعية هذه هي مرحلة ازالة العوائق ان تزيل عنه العوائق سيدخل رغبة او رهبة فاذا دخل وان زالت عنه الحجب التي تحجبه عن معرفة الحق بعد ذلك يطمئن من نفسه. ما يحتاج الى مال ولا يحتاج الى سلطان ولا يحتاج ان تكرر عليه الحجة والبرهان. لانه رأى الحق هذا هو احوال الناس مع الدين والشرع فاذا استبنت ولذلك تجد في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم هذا اوضح ما يكون ان الناس لما تبين لهم الحق وزالت عنهم الغشاوة تمسكوا بالدين ولم يفرطوا ولم ولم يرضوا ولم يريدوا من وراء هذا التمسك شيئا من الدنيا البتة اصبحوا طواعية لله ورسوله بمحض اختيارهم لكن هذه مرحلة فقط تهيأ الانسان فيها ان ينظر بامعان اذا نظر بامعان لم يحتاج الى اغراء ففي الانسان جبلة هي في الحقيقة من حيث انه يأتي رغبة او رهبة يسلم طوعا او كره الكره اللي هي القوة التي يزول بها سلطان الشيطان عنه فيحسن النظر. ولذلك لما كان ثمامة ابن اثال وهو سيد من سادات بني حنيفة. ومن سادات العرب ما اخذه النبي صلى الله عليه وسلم بالقوة وتركوا حتى امعن النظر ورأى الاسلام فحبسه في المسجد حتى يرى المسلمين ويرى افعال المسلمين ويرى افعال سيدهم صلوات الله وسلامه عليه وهدي وسمته ودله بابي وامي صلوات الله وسلامه عليه ثم بعد ذلك اسلم طواعية المقصود من هذا ان المال يعطى لهؤلاء في الاصل يعطى المال للسادة المطاعون يلاحظ ان المؤلفة قلوبهم هم السادة فقط ولا يعطى للعوام انما يعطى للناس الذين لهم نفوذ وتأثير وهذا هذا اذا نظر اليه حكمة في الشريعة. البعض لما يأتي ينظر الى هذا الباب مجردا لا يفهمه لكن حينما ينظر الى تشريع والى دين وان الدين ينظر الى الناس على اختلاف احوالها يعلم ان الاسلام ان الله عز وجل ما فرط في هذا الدين من شيء. كما قال تعالى ما فرطنا في الكتاب فهذا اصل عند العلماء رحمه الله انهم اهل النفوذ والقوة. هؤلاء الذين هم مطاعون ولهم تأثير على عشائرهم اما ان نعطيهم المال لكي ينظروا في الاسلام ويسلموا فحينئذ نتألفهم من اجل ان يسلموا ما الدليل فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع صفوان ابن امية وكان الصفوان يوم شهد حنينا كان الصومال على الكفر يوم حنين كان على الكفر رضي الله عنه وارضاه ثم اسلم وكذلك ايضا اعطى عليه الصلاة والسلام من اسلم لكي يثبت على اسلامه ولذلك لما اعطاهم ووجد الانصار ما وجدوا كما في الصحيحين وقد بينا هذا في اه شرح حديث المؤلفة قلوبهم في كتاب عمدة الاحكام اه في قصة حنين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال للانصار اجتمعوا لي ولا يكون معكم احد من غيركم اجتمعوا له في قبة كما في الحديث الصحيح عن انس ابن مالك رضي الله عنه في الصحيحين وهو من ثلاثيات الامام احمد في مسنده اجتمعوا له في قبة قرابة الست مئة رظي الله عنهم وارضاهم قال هل معكم احد من غيركم؟ قالوا لا الا رجل وهو ابن اختنا فقال صلى الله عليه وسلم ابن اخت القوم منهم ثم ذكر ما ذكر الى ان قال اوقدتم اي غضبتم عليه وحملتم ما حملتم وقد وجدتم علي في لعاعة من الدنيا اعطيها اقواما اتألفهم الاسلام وتركتكم لايمانكم فدل على انه اعطى من اجل التأليف وفي الصحيحين انه قال بلفظ اخر ان قريشا حديث عهد بجاهلية ان قريشا حديث عاد بجاهلية فعطاؤه لابي سفيان وايضا لغيره من اعيان العرب كعيينة ابن حصر الفزاري وكذلك ايضا الاقرع بن حابس اعطاهم مئة من الابل اعطى ابا سفيان واعطى عيينة بن حصن الفزاري واعطى الاقرع بن حابس التميمي رضي الله عنهم وارضاهم كل هذا بين النبي صلى الله عليه وسلم انه يقصد به التأليف عن الاسلام