هو ادنى بالذي هو خير. قال الله تعالى في الانكار عليهم وبيان جرائتهم فبالهم يقولون عليه غير الحق اتباعا لهواهم وميلا مع مطامعهم. والحال انهم قد درسوا ما فيه فليس عليه في اشكال. بل قد اه كيف يحتج الله عليهم بامر ليس عندهم به خبر؟ لا الانسان يحتج بشيء قد حصل وان نسيه الانسان ورب العالمين جل وعلا يحتج على الناس بامر قد اخذ عليهم الميثاق وان نسوا فلان الانسان لا يذكر قبل عشر سنوات ماذا فعل لكن الله عز وجل يحتج عليه بما فعل فما الفرق بين احتجاج الله على على الانسان بما فعل قبل عشر سنوات ونسي اللهم لا بد ان الشرك انهم في ذلك ظالمون اشد ظلمه. وسواء كان الشرك فيما اقول ام في الافعال فان الخالق لهم في من نفس واحدة. لان الذي خلق منها زوجها في الدنيا والاخرة ولكن ليس في الاية ما يدل على هذا ولا له مناسبة ولا تقتضيه حكمة الله تعالى والواقع شاهد بذلك فان هذا العهد والميثاق الذي ذكروا انه حين اخرج او ذرية ادم البغضان حين كانوا في عالم في العالم كالداني لا يذكره احد ولا يخطر ببني ادم فكيف يحتاج الله عليهم بامر ليس عندهم به خبر ولا له عين ولا اثار الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين الاخ يسأل عن يقول هل اية القتل في قتل الخطأ في سورة النساء تفيد الكفارة والدية بقتل المؤمن؟ وهل في قتل الكافر ايضا؟ هناك نفس الكفارة او يختلف. اية النساء اللي هي وما كان لمؤمن ان يقتل مؤمنا الا خطأ فان كان ومن قتل مؤمنا خطأ فتحليل رقبة مؤمنة هذا حق من؟ دحين رقبة مؤمنة حق من؟ حق الله عز وجل. ودية مسلمة الى اهله من حق اهله ولياء المقتول فان كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن يعني من قوم عدو لكم وهو مؤمن عدو سواء كان عدو كافر او عدو اه بلدة مسلمة بلدة مسلمة بينهم عداوة وهو مؤمن وما تبي تسلم لهدية له مثلا على قول بعض المفسرين قال فتحرير رقبة مؤمنة. اذا حق الله ما سقط لانه في ازهاق روح مؤمن وان كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق يعني عهد وصلح انسان قتل كافر خطأ مستأمن يهودي معاهد ذمي رسول وان كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة الى اهله وتحرير رقبة مؤمنة والحمد لله المناسبة جاءت حتى اعلن رجوعي قد كنت برهة من الزمن افتي ان من يقع منه قتل الخطأ انه لا شيء عليه الا الدية لكن انا تبين لي ان قول الجمهور هو الصواب جمهور العلماء ان من قتل كافرا فانها يجب عليه الدية ويجب عليه ايظا على نص الاية. وان كان من قوم عدو لكم وان كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فالدية مسلمة له اهله وتحرير رقبة مؤمنة فلا بد من هذا فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين في الجميع فانا ارجع الى قول الجمهور واقول من قتل كافرا خطأ صدم بالسيارة مثلا يجب عليه ان يصوم شهرين متتابعا مع الدية نعم ما وصلت يا شيخ عبد السلام الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله هذا هو المجلس العاشر من مجالس القراءة ونحن في يوم الاربعاء من شهر رمضان سنة سبع وثلاثين واربع مئة بعد الالف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم. وكنا قد وقفنا على الاية التاسعة والخمسين من سورة الاعراف حيث قال المصنف رحمه الله لما ذكر تعالى من ادلة توحيده. نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فغفر الله للمؤلف ولشيخنا وللحاضرين قال رحمه الله تعالى تفسير قوله تعالى لقد ارسلنا نوحا الى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره اني اخاف عليكم عذاب يوم عظيم الى اخره في قصته لما ذكر تعالى من ادلة توحيده جملة صالحة ايد ذلك بذكر ما جرى للانبياء الداعين الى توحيده مع مم منكرين لذلك. وكيف ايد الله اهل توحيدي واهلك من عاندهم ولم ينقذ لهم وكيف اتفقت دعوة المرسلين على دين واحد او معتقد واحد. فقال عن نوح والمرسلين ولقد ارسلنا نوحا الى قومه يدعوهم الى عبادة الله وحده حين كانوا يعبدون الانسان فقال لهم يا قوم اعبدوا الله يوحدوه ما لكم من اله غيره لانه الخالق الرازق المدبر كذبا عدنا في ملتكم بعد ان نجانا الله منها يشهد علينا اننا ان عدنا فيها بعد ما نجانا الله منها وانقذنا من شرها اننا كاذبون يفترون على الله الكذب فانا نعلم انه جميع الامور وما سواها مخلوق مدبر ليس له من الامر شيء. ثم خوفهم ان لم يطيعوا عذاب الله فقال اني اخاف عليكم عذاب يوم عظيم وهذا من نصحه عليه الصلاة والسلام وشفقته عليهم حيث خاف عليهم العذاب الابدي والشقاء السرمدي كاخواني من المرسلين الذين يشفقون على الخلق اعظم شفقة من اعظم اتفقت ابائهم وامهاتهم فلما قال لهم هذه المقالة تردوا عليه اقبح رد فقال ما لو من قومه اي الرساء الاغنياء المتفوعون الذين قدرت العيادة باستكبارهم على الحق وعدم انقيادهم للرسل انا لنراك في ضلال مبين فلم يكفيهم قبحهم الله انهم لما انقادوا له بل الانقياد له وقدحوا في اعظم قدح ونسبوه الى الضلال وان اكتفوا بجرد الضلال حتى جعلوا ضلالة حتى جعلوه ضلالا مبينا واضحا لكل احد وهذا من اعظم انواع المكابرة التي لا تروج على اضعف الناس عقلا وانما هذا الوصف منطبق على قوم نوح الذين جاءوا الى اصنام قد ونحتوها بايديهم من الجمادات التي لا تسمع ولا تبصر ولا تغني عنهم شيئا. فنزلوها منزلة الفاطر السماوات والارض فلا فاطر السماوات طلبوا لها ما امكنه من انواع القربات فلولا ان لهم اذهانا تقوم بها حجة الله عليهم لحكم عليهم بان مجانين اهدى منهم بل هم اهدى منهم قال فرد نوح عليهم ردا لطيفا وترقى قال لهم لعلهم فقال في المسألة من المسائل من جميع وانما انا هادم واهتدي بالهداية عليه الصلاة والسلام من جنس هداية اخواني اولي العزيز للمرسلين. اعلى انواع الهدايات واكملها واتمها وهي هداية التي تمت الجامعة ولهذا قال ولكني رسول من رب العالمين ربي وربكم ربي جميع الخلق الذي ربى جميع الخلق بانواع التربية الذي بتربيته ان وصل الى عباده رسلا تامرهم بالاعمال الصالحة والاخلاق الفاضلة والعقائد الحسنة واتمام على مضادها ولهذا قال التي تبلأكم ببيان التوحيد واوامره ونواهيه على وجه النصيحة لكم والشفقة عليكم واعلم من الله ما لا تعلمون فالذي يتعين ان تطيعوني وتنقادوا لامري ان كنتم تعلمون او عجبت من جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكما كيف كيف تعجبون من حالة لا ينبغي العجب منها وهو ان داكم التذكير والموعظة والنصير على يد رجل منكم تعرفون حقيقته وصدقه وحاله فهذه الحال من عناية الله بكم وبره واحسانه الذي يتلقى بالقبول والشكر وقوله لينذركم ولتتقوا ولعلكم ترحمون لينذركم العذاب الاليم وتفعلوا والاسباب المنجية من استعمال تقوى الله ظاهرا وباطن وبذلك تحصل عليهم وبذلك تحصل عليهم وتنزل رحمة الله الواسعة فلم يفتهم ولا نجح فكذبوه فانجيناه والذين معه في الفلك اي السفينة التي امر الله نوحا عليه السلام بصنعها واوحى اليه ان يحمل من كل صنف واهله ومن امن معه فحمله فيها ونجاهم الله بها واغرقنا الذين كذبوا باياتنا انهم كانوا قوما عميلين عن الهدى ابصروا الحق واراهم الله على يد نوح من الايات البينات ما به من اولي الالباب فسخروا منه واستهزأوا به وكفروا. والى والى عاد اخاهم الى خلق الصائم وارسلنا الى عدن والاولى الذين كانوا في ارض اليمن اخاهم في النسب هودا عليهم السلام عليه السلام يدعوهم الى التوحيد وينهاهم عن الشرك والطغيان في الارض فقال لهم يا قوم اعدوا الله ما لكم من اله غيره فلا تتقون سخطه وعذاب وان اقمتم على ما انتم عليه فلم يستجيبوا لانقادوا فقالوا الملأ الذين كفروا من قومه رادين لدعوته قادحين في رأيي ان نراك في سفات وانا لنظنك من الكاذبين. اي ما نراك الا سفيا غير رشيد ويغلب على ظننا انك من جملة الكاذبين انه قد انقلبت عليهم الحقيقة واستحكم عما امحت حيث رموا نبيهم عليه السلام بما هم متصفون به وهو ابعد الناس عنه. فانهم اصطفاه حقا كاذب واي سفه اعظم ممن قابل احق الحق بالرد والانكار وتكبر عن انقياد المرشدين والنصحاء وانقاد قلبه وقالبه لكل شيطان مريد. لكل شيطان مريد وضع العبادة في غير موضعها فعبد من لا يغني عنه شيئا من الاشجار والاحجار واي كذب ابلغ من كذب من نسب هذه الامور الى الله تعالى قال يا قومي ليس بي سفاهة بوجه من الوجوه بل هو الرسول المرشد الرشيد ولكني رسول من رب العالمين ابلغكم رسالتي ربي وانا لكم ناصح فالواجب عليكم ان تتلقوا ذلك بالقبول للانقياد وطاعة رب العباد. او عجبت من جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم كيف تعجبون من امر الله منه هو ان الله ارسل اليكم رجلا منكم تعرفون امره يذكركم بما فيه مصالحكم ويحثكم على ما فيه نفع لكم فتعجبتم من ذلك تعجب المنكرين واذكروا واذ جاء لكم خلفاء من بعد قومنا اي واحمدوا ربكم واشكروه اذ ما كان لكم في الارض وجعلكم تخلفون الامة الهالكة الذين كذبوا الرسل بالكهم الله وابقاكم لينظر كيف تعملون واحذروا ان تقيموا على التكذيب كما اقاموا فيصيبكم ما اصابهم واذكروا نعمة الله عليكم التي خصكم بها وهي زادكم في الخلق بسطة في القوة وكبر الجسم وشدة البطش فاذكروا الاء الله اي نعمة نعمه الواسعة واياده المتكررة لعلكم اذ ذكرتموها بشكرها واداء حقها تفلحون تفوزون المطلوب تنجون من المرهوب. فوعظهم وذكرهم وامرهم التوحيد وذكر لهم وصف نفسه وانه ناصح امين وحذر من ان يأخذهم الله كما اخذ من قبلهم وذكرهم نعم الله عليهم فلم فقالوا متعجبين من دعوة ومخبرين الهوا انهم من المحال ان يطيعوا هديتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد اباؤنا قبحهم الله جعلوا الامر الذي هو اوجب الواجبات واكمل الامور من الامور التي لا يعارضون بها من الامور التي لا يعارضون بها ما وجدوا عليه اباء فقدموا ما عليه الا باء الضالون من الشرك وعبادة الاصنام على ما دعت اليه الرسل من توحيد الله وحده لا شريك له وكذبوا نبيهم وقالوا اتنا بما تعدون ان كنت من الصادقين هذا الاستفتاح منهم على انفسهم فقال هود عليه عليه السلام قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب لابد من وقوعه فانه قد انعقد اسبابه حان وقت الهلاك تجادلون وفي اسماء سميتم وانتم وابائكم اي كيف تجادلون على امور لا حقائق لها وعلى اصنام سميتموها الهة وهي لا شيء من الالهية فيها ولا مثقال ذرة الله بها من سلطان فانها لو كانت صحيحة ما انزل الله بها سلطانا فعدم نزاله له الدليل على بطلانها فانهما من مطلوب مقصود وخصوصا والكبار الا وقد بين الله فيها من حفظ ما يدل عليها. ومن السلطان ما لا تخفى معه فانتظروا ما يقع بكم من العقاب الذي وعدتكم به اني معكم لن فرق بين الانتظار انتظار من يخشى وقوع العقاب ومن يرجو ومن يرجو من الله النصر والثواب. ولهذا ما فتح الله بين الفريقين فقال فانجيناه ايهودا والذين امنوا معه برحمة منا فانه الذي هداهم للايمان وجعل ايمانهم ينالون به رحمته فانجاه برحمتي وقطعنا دابر الذين كذوا باياتنا اي استأصلناهم من العذاب الشديد الذي لم يبق منهم احدا وسلط الله عليهم الريح العقيم اذ اتت عليه لجعلته كرمي فاهلكوا فاهلكوا فاصبحوا لا يرى الا مساكنهم كذلك. انظر كيف كان عاقبة المنذرين الذين اقيمت عليهم الحجة فلم ينقادوا لها وامروا بالايمان فلم يؤمنوا فكان عاقبتهم الهلاك والخزي وفضيحته واتبعوا في هذه الدنيا لعنة يوم القيامة الا ان عادا كفروا ربهما لا بعدا لعاد قوم هود وقال هنا وقطعنا دابر الذين كذبوا باياتنا وما كانوا مؤمنين بوجه من الوجوه بل وصفهم بالتكذيب والعناد بعثهم الكبر والفساد فانظر كيف كان عاقبة المنذرين المنذرين بفتح الذال اسم مفعول اي المعاقبين الذين ارسل اليهم الرسل واما المنذرين بكسر الذال فاسمه فاعل وهم الرسل صلوات الله وسلامه عليه. فعاقبة المنذرين الهلاك وعاقبة المنذرين النجاة. نعم قوله تعالى والى ثمود اخاهم صالحا الى اخر قصتهم اي وارسلنا الى ثمود القبيلة معروفة الذين كانوا يسكنون الحجر وما حوله من ارض الحجاز وجزيرة الروسي ارسل الله اليهم اخاهم صالحا نبيا يدعوهم الى الايمان والتوحيد وينهاهم عن الشرك والتنديد فقال يا قومي اعبدوا الله ما لكم من اله غيره عليه الصلاة والسلام الجنسي لدعوة اخوانه المرسلين الامر بعبادة الله وبيان انه ليس لعبادي اله غيره. قد جاءتكم بينة من ربكم اي خالق من خوارق العادات التي لا تكون الا اية سماوية لا يقدر الناس عليها ثم فسرها بقولها ذي ناقة الله لكما هذه ناقة شريفة فاضلة اضافة الى الله تعالى اضافة تشريف لكم في اية عظيمة وقد ذكر وجلالته كان عندهم بئر كبيرة وهي معروفة بئر الناقة ها هم الناقة للناقة يوم تشربها ويشربون اللبن من ضرعها ولهم يوم يردونها وتصدر الناقة عنهم وقال له نبي صالح تأكل في ارض الله فلا عليكم من مؤنتها شيء. ولا تمسوها بسننه بعقل او بينه فيأخذكم عذاب اليم واذكروه جعلكم خلفاء في الارض تتمتعون بها وتدركون مطالبكم من بعد عادين الذين اهلكهم الله وجعلكم خلفاء من بعدهم. لكم اسبابا الموصلة الى ما تريدون ان تبتغون وتتخذون من السهول الاراضي السهلة التي ليست بجبال بيوتا ومن الجبال بيوتا يلحتونها كما هو مشاهد الا اعمالهم التي في الجبال من مساكن والحجر ونحوها وهي باقية ما بقيت الجبال فاذكروا الاء الله اي نعمه وما خولكم من فضل الرزق بالقوة ولا تعذب الارض المفسدين ولا تقربوا في الارض بالفساد والمعاصي من المعاصي تدعوا الديار العامرة بلاقعة مساكنهم موحشة بعدهم قال الملاذ الذين استكبروا من قومه اي الرؤساء والاشراف الذين تكبروا على الحق الذين استضعفوا ولما كان المستضعفون ليسوا كلهم مؤمنين قالوا لمن امن منه وتعلمون ان صالحا مرسل من ربه اي هو صادق ام كاذبا فقال المستضعفون انا بالذي ارسل به مؤمنون بتوحيد الله ايها الخبر عنه وامري ونهيه وقال الذين استكبروا انا بالذي امنتم به كافرون حملهم الكبر الا ينقادوا للحق الذي قاد له الضعفاء فعقروا الناقة التي توعدن الارض والسماوات بجعل من بعجل من اقص المخلوقات ولهذا قال وبين انه ليس فيه من الصفات الذاتية والفعلية ما يجب ان اله فهم اكمل حالة من هذا الحيوان او الجماد الذي لا يتكلم ولا يهديهم مسوى بسوء ان يصيبهم عذاب اليم وعاتهم ربهم ان قسوا اي قسوا عنه واستكبروا عن امره الذي منعت عن واذاقه العذاب الشديد وما احل الله بهم من النكال ما لم يحل بغيرهم وقالوا ها مع هذه الافعال متجرأين على الله معجزين له. معجزين له غير مبالين بما فعلوا بل بها يا صالحة بما تعدنا ان كنت من الصادقين من العذاب فقال تمتعوا في داركم ثلاثة ايام ذلك وعد غير مكذوب على ركبهم قد ابادهم الله وقد عدابرهم فتولى عنه صالح عليه السلام حين احل الله بمن عذاب وقال مخاطبا لهم توبيخا وعتابا بعدما اهلكهم الله يا قومي لقد ابلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم اي جميع ما ارسلني الله به اليكم قد ابلغتكم به وحرصت على هدايتكم واجتهدت في سلوككم طريق الصراط المستقيم والدين القوي ولكنكم لا تحبون الناصحين بل رددتم قول النصح اي واطعتم كل شيطان رجيم. واعلم ان كثيرا من المفسرين يذكرون هذه القصة ان لقد خرجت من صخرة صمام لساق اقترحوها على صالحه وانما تمخض التمخض الحامل. فخرجت الناقة وهم ينظرون وان لها فصيلا حين رغى ثلاث رغيات وفلق له الجبل ودخل فيه وان صالحا عليه السلام قالوا لهم اية نزول العذائب بكم؟ ان تصبحوا في اليوم الاول من ايام ستلوكم مصفرة واليوم الثاني محمرة والثالث مسودة فكان كما قال وهذه ما الاسرائيلية الاسرائيليات التي لا ينبغي نقل هذه بتفسير كتاب الله وليس في القرآن ما يدل على شيء منها بوجه من الوجوه بل لو كانت صحيحة لذكرها الله تعالى لان فيها من العجائب والعمل والايات ما لا يهمله تعالى ما لا يهمله تعالى ويدع ذكره حتى يأتي من طريق من لا يوثق بنقله بل القرآن يكذب. بل القرآن يكذب بعضه. هذه مذكورة فان صالحا قال وتمتعوا في داركم ثلاثة ايام اي تنعموا وتلذذوا فهذا الوقت القصير جدا فانه ليس لكم من المتاع واللذة سوى هذا واي لذة وتمتع لمن وعدهم نبي وقوع العذاب وذكر لهم وقوع مقدماته فوقعت يوما فيوما على وجه يعمهم ويشملهم لان احمرار وجوههم اصفرارها واسودادها من العذاب هذا الا مناقض للقرآن ومضاد له في القرآن وفيه التفات والهداية عما سواه نعم لو صح شيئا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا يوقظ ناقض تاب الله فعلى الرأس والعين وهما قومي امر القرآن باتباعه وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا قد تقدم انه لا يجوز تفسير كتاب الله تعالى الاخبار الاسرائيلية ولو على تجويز الرواية عنهم بالامور التي لا يجزم بكذبها فان معاني كتاب الله يقينية وتلك امور لا تصدق ولا تكذب لا يمكن اتفاقهما كلام الشيخ رحمه الله مبني على مقدمة صحيحة ونتيجة صحيحة لكن القضية يعني الاية في داركم ثلاثة ايام ما هي مخالفة لما جاء في الاسرائيليات انه قال لهم تصبحون ثلاثة ايام وبعدها العذاب ما هي مخالفة. لان قوله دعوا في داركم ثلاثة ايام هذا تهديد لهم والتهديد حصل بالقول ثم حصل ما اورده السلف. ثم لا بد ان ننتبه الى قظية ارى كثيرا من المعاصرين اليوم يعني يردون الاسرائيليات جملة وهذا فيه نظر لان الصحابة وهم خيرة الخلق والاعظم افتراء ممن جعل لله شريكه وهو الواحد الاحد الفرد الصمد الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولا شريك في ملكه وما يكون لنا ان نعود فيها يمتنع على مثلنا قبلوا هذه الاسرائيليات فما دامت هذه الاسرائيليات مثل ما قال الشيخ لا تخالف النص القرآني فحينئذ لا مانع من ذكرها نعم قوله تعالى ولوط اذ قال لقومه اتته الفاحشة ما سبقكم بها من احد من العالمين الى اخر قصته واذكر عبدنا لوطا عليه الصلاة والسلام اذا ارسلناه الى قوم يأمرهم بعبادة الله وحده وينهاهم عن الفاحشة التي ما سبقهم بها احد من العالمين. فقال اتأتون الفاحشة اي الخصلة التي بلغت في العظم والشناعة الى ان استغرقت انواع الفرش ما سبغكم بها من احد من العالمين فكونها فاحشة من اشنع الاشياء وكونوا تدعوا ابتكروها وسنوها لان بعض من اشنع ما يكون ايضا ثم بينها بقوله انكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء كيف تذروا النساء التي خلقهن الله لكم وفيهن المستمتع الموافق للشهوة والفطرة وتقبلوه تقبلون على جبال الرجال التي هي غاية ما يكون من الشناعة والخبث. محل تخرج منه الانتان والاخباث التي يستحى من ذكرها فظع ملامستها وقربها بل انتم المسرفون يتجاوزون لما حده الله متجرؤون على محارمه. وما كان جواب قومه الا ان قالوا اخرجوه من قريتكم انه ناس يتطهرون يتنزهون عن فعل فاسد وما منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد فانجيناه اهله الا امرأته كانت من الغابين الباقين والمعلمين امره الله ان يسري باهله ليلة فان العذاب مصبح قومه فسرى بهم الا امرأة واصابها ما اصابهم وان طم عليه مطرا حجارة حارة شديدة من سجيل وجعل الله عاليها سافلا فانظر كيف كان المجرمين الهلاك والخزي الدائم. وارسلنا الى قبيلة معروفة اخاهم في النسب شعيبا ادعوهم الى عبادة الله وحده لا شريك له ويأمرهم المكيال والميزان والا يبخس الناس يبخس الناس اشياءهم والا يعثوا في الارض يفسدون بالاكثار من المعاصي ولهذا قال ولا تفسدوا اصلاحها وادعوا ذلكم خير لكم ان كنتم مؤمنين. فان ترك المعاصي لامر الله هو تقربا اليه خير وانفع للعبد من الموجب سخط الجبار وعذاب النار ولا تقعدوا للناس بكل سرطان طريق من الطرق التي يكثر سلوكها تحذرون الناس منها وتوعدون من سلكها تصدون عن سبيل الله من اراد الاهتداء به وتبغونها عوجا اي تبغون سبيل الله تكون تكون معوجة تميلونها اتباعا لاهوائكم وقد كان واجب عليكم وعلى غيركم الاحترام والتعظيم للسبيل التي نصبها الله لعباده ليسلكوها الى مرضاته ودار كرامته ورحمهم بها اعظم رحمة وتصدون لنصرة والدعوة اليها والذب عنها لا ان تكونوا ان تقطع الصادين عن الناس عنها. فان هذا كفر لنعمة لا يمحى لله وجعله اقوم الطرق واعدلها مائلة وتشنعون على من سلكها واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم قليلا فكثركم اينما كنتم بما انعم عليكم الزوجات والنسل والصحة وانه ما ابتلاكم بوباء او امراض من الامراض المقلقة لكم ولا سلط عليكم عدوا يحتاجكم ولا سلط عليه كن عدوا يجتاحكم ولا فرغكم الارض بل انعم عليكم باجتماعكم وادرار الارزاق وكثرة النسل من ظروك فكان عقبة المفسدين فانكم لا تجدون في دموعهم الا الشتات ولا في ربوعهم الا الوحشة والانبتات ولم ولم يورثوا ذكرا حسنا بل اتبعوا في هذه الدنيا لعنة يوم القيامة شد خزينا فضيحة الانبتات من البت وهو القطع نعم وان كان طائفة منكما منوا بالذي ارسلت به طائفة لم يؤمنوا وهم جمهور منهم فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين فينصر المحق ويوقع العقوبة على المبطل. قال الملأ الذين استكبروا من قومهم هم اشراف الكبراء ومنهم الذين اتبعوا اهواهم ولهوا بلذاته فلما اتاهم الحق وراءه او غير موافق له وغير المرجعية رده واستكبروا عنه فقال النبي شعيب ومع ام المؤمنين امنوا معك من قرأتنا او لتعودن في ملتنا استعملوا قوتهم استعملوا قوتهم السبع سبعية في مقابلة الحق ولم يرى يراعوا دينا ولا ذمة ولا حقا وانما راعوا واتبعوا اهواءهم وعقولهم السفيهة التي دلتهم على هذا القول الفاسد فقالوا اما ان ترجع انت ومن معك الى دين او ليخرجنكم من قريتنا فشعيب عليه الصلاة والسلام وكان يدعوه طامعا في ايمانهم والان لم يسلم من شرهم حتى توعدوه ان لم يتابعهم بالجلاء في عن وطنه الذي هو ومن معه احق به منه فقال لهم شعيب عليه الصلاة والسلام متعدد قولهما او لو كنا كارهين ان نتابعكم على دينكم وملتكم الباطلة ولو كنا كارهين لها لعلمنا بطلانها فانما يدعي فانما يدعى اليها من له نوع رغبة فيها اما من يعلن بالنهي عنها والتشنيع على من اتبعها فكيف يدعى اليها؟ قد افترينا على الله نعود فيها فان هذا من المحالف ايسفقه من وجوه متعددة من جهته انه كارهون لها موقظون لما هم عليه من الشرك ومن جهة انه جعل ما هم عليه كذبا واشهدهم انهم اتبعهم ومن معه فانهم كاذبون ومنها اعترافهم بمنة الله عليهم اذا الله منها ومنها ندعوا ان ومنها ان نعو ومنها ان نعودهم فيها بعدما هداهم الله من المحالات بالنظر الى حالتهم والله ان جما في قلوبهم من تعظيم الله والاعتراف له بالعبودية وانه الاله وحده الذي لا تنبغي العبادة الا له وحده لا شريك له وان الهة المشركين في الاية السابقة ولما وقع عليهم الرجس ذكر المصنف رحمه الله ثلاثة اقوال العذاب والطاعون وما تقدم من الايات واقرب شيء هو العذاب وما تقدم من الايات لانك آآ اذا قلنا ان المقصود الطاعون تصير الايات عشر وقد ذكر الله في المحال وحيث ان وحيث ان الله من عليه بعقول يعرفون بها الحق والباطل والهدى والضلال واما من حيث النظر الى مشيئة الله وارادة النافذة بخلقه التي الخروج لاحد عنها ولو تواترت الاسماء وتوافقت القوى فانهم لا يحكمون على انفسهم انهم سيفعلون شيئا ويتركونه ان نعود فيها الا ان شاء الله وربنا اي فلا يمكننا ولا يغيرنا الخروج عن مشيئته التابعة لعلمه وحكمته وقد وسع ربنا كل شيء علما فيعلم اصلح للعباد وما يدبرهم عليه. على الله توكلنا يعتمدنا انه سيثبتنا على الصراط المستقيم وان يعصمنا من جميع طرق الجحيم فان من توكل على الله كفاه يسر له امر دينه ودنياه. ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق ينصر المظلوم وصاحب الحق لان الظالم ذي الحق وانت خير الفاتحين وفتحه تعالى لعباده ينحرف عنه والنوع الثاني فتحه بالجزاء وايقاع العقوبة على الظالمين والنجاة من الصالحين فاسأل الله ان يفتح بينه وبين قومه بالحق والعدل وان يريهم من اياته وعباده ما يكون فاصلا بين الفريقين طيب وقال الملأ الذين كفروا من قومه محذرين عن عن اتباع شعيب لئن اتبعتم شعيبا انكم اذا لخاسرون الخسارة والشقاء باتباع الرشد والهدى ولم يدروا انه خسارة كل الخسارة بلزومه في لزوم ما هم عليه من الضلال والضلال وقد علموا ذلك حين وقع بهم فاخذته الرجفة والزلزلة الشديدة قال تعالى كانه ما قاموا في ديارهم وكانهم ما تمتعوا في عرصاتهم. وكانهم ما تمتعوا في عرصاتهم ولا تفيأوا في ظلالها ولا غنوا في مسارح ولا غنوا في مسارح انهارها ولا اكلوا من ثمار اجدارها فاخذهم العذاب فنقلوا من مورد اللهو واللعب ولذات الى مستقر الحزن والشقاء والعقاع والدركات ولهذا قال الذين كذبوا كانوا هم الخاسرين يا خسارة خسار محصور فيهم لانهم خسروا انفسهم يوم القيامة على ذلك والخسران ومعاتبا موبخا ومخاطبا لهم بعد موتهم يا قوم قد غد بلغتكم رسالتي ربي ان اوصلتها اليكم وبينتها حتى بلغت منكم اقصى ما يمكن ان تصل اليه وخالطت افئدة وخالطت افئدتكم ونصحت لكم فلم تقبلوا نصحي ولا انقذتم لارشادي بل فسقتم وطغيتم فكيف على قوم الكافرين فكيف احزن على قوم لا خير فيما اتاهم الخير فردوه ولم يقولوه ولا يليق بهم الا الشر فهؤلاء شيء غير حقيقين ان يحزن اعليهم بل يفرح باهلاكهم ومحقهم فعياذا بك اللهم من خزي الفضيحة وان شقاء العقوبة ابلغ من ان يصلوا الى حالة يتبرأ منهم اصلح الخلق لهم قوله تعالى وما ارسلنا في قرية من نبي الا اخذنا اهلها بالوساء والضلال يقول تعالى ما ارسلنا في قرية من نبي يدعوا الى عبادة الله ينهاهم عما هم فيه من الشر فلم ينقادوا له الا ابتلاهم الله بالوساء والضراء والفقر والمرض وانواع البلاء لعلهم اذا صابتهم خضعت الرسوم وتضرعوا الى الله واستكانوا للحق ثم اذا لم يفت فيهم واستمر استقبالهم وازداد طغيانهم بدا لا مكان لسيئة الحسنة فاضل فادر عليهم الارزاق عافى ابدانهم ورفع عنهم البلايا كثروا وكثرت ارزاقهم وبسطوا في نعمة الله وفضله ونسوا ما مر عليهم من البلايا وقالوا مس اباءنا الضراء واسأل الله اي هذه عادة جارية لم تزل موجودة في الاولين واللاحقين تارة يكونون في سراء وتارة وتارة من فرح في طرح على حسب تقلبات الزمان وتداول الايام وحسبوا انها ليست الموعظة والتذكير ولا للاستدراج والنكير. حتى اذا اغتبقوا وفرحوا فاوتوا وكانت الدنيا اسر ما كانت اليهم اخذناهم بالعذاب وهم لا يشعرون. اي لا يخطر لهم الهلاك على بال وظنوا انه قادرون على ما اتاهم الله انهم غير زائلين ولا منتقلين عنه. قوله تعالى ولو ان اهل القرآن امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات الايات لما ذكرت على يبتلى بضراء موعظة وانذارا بالسراء استدراجا ومكرا ذكرا يا اهل القرى لو امنوا بقلوبهم انا صادقا صدقته الاعمال صدقته الاعمال واستعملوا تقوى الله على ظاهر وباطنا بترك جميع ما حرم الله تعالى من بركات السماء والارض فارسل السماء عليه مدرا وانبت لهم من الارض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في اقصب عيش واغزي رزق من غير عناء ولا تام ولا كد ولا نصب ولكنهم لم يؤمنوا ويتقوا فاخذناهم بما كانوا يكسبون بالعقوبات والبلايا ونزع البركات وكثرة الافات وهي بعض الجزاء اعمالهم والا فلو اخذهم بجميع ما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ظهر الفساد في البر والبحر ما كسبت ايدي الناس ليذي قوم بعض الذي عملوا انهم يرجعون اي شيء يؤمنهم من ذلك وهم قد فعلوا اسبابه وارتكبوا من الجرائم من عظيمة ما يجيء بعضه الهلاك فان من امن من عذاب الله فانه لم يصدق بالجزاء عن الاعمال ولا امن بالرسل حقيقة الايمان وهذه الاية الكريمة فيها من التخويف البليغ على ان العبد القلوب يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك وان يعمل ويسعى في كل سبب يخلصه من الشر عند وقوع الفتن فان العبد لو بلغت به الحال ما بلغت ليس على يقين من السلامة نسأل الله ان يثبت قلوبنا وقلوبكم وقلوب ذرياتنا وزوجاتنا على دينه. نعم قوله تعالى ولم يهدي الذين يرثون الارض من بعد اهلها لو نشاء واصبناهم بذنوبهم الايات يقول تعالى منبها الغابرين بعد هلاك الامم الغابنين او لم ويهدي الذين يرثون الارض ومن بعدها لعل نشاء اصبناهم بذنوبهم اي او لم يتبينوا ويتضح لهم الذين اورثوا. للامم الذين ورثوا الارض بعد اهلاك من قبلهم بذنوبهم ثم عملوا كأعمال اولئك المهلكين اولم يهتدوا ان الله لو شال اصابهم بذنوبهم. فان هذه سنة في الاولين سنته بالاولين والاخرين وقوله ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون اذا نبهم الله فلم يتبعوا وذكرهم فلم يتذكروا وهداهم بالايات والعبر فلم يهتدوا فان الله تعالى يعاقبهم ويطبع على قلوبهم فيعلوها الران والدنس حتى يختم عليها فلا يدخلها حق ولا يصل اليها خير ولا يسمعون ما وانما يسمعون به تقوم الحجة عليهم. تلك القرى الذين تقدم ذكر نقص عليك من انبائها ما يحصل به عبرة للمعتبرين وازدجار للظالمين موعظة للمتقين والغداء ترسل بالبيانات والغدات ولهؤلاء المكذبين رسلهم واتدعوهم تدعوهم الى ما في سعادتهم ايدهم الله بالجزاة الظاهرة والبيانات المبينات للحق بيانا كاملا. ولكنهم لم يفدهم هذا ولا اغنى عنه شيء فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل اي بسبب تكذيب مردهم والحق اول مرة ما كان يهديهم للايمان جزاء لهم على ردهم الحق. كما قال تعالى ونقلب في ابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة ونذروا في طغيانهم يعملون كذلك يطوى الله على قلوب الكافرين عقبة منه وما ضامنهم الله ولا ان ظلموا انفسهم وما وجدنا لاكثرهم من عهد وما وجدنا اكثر من الذين ارسل الله اليهم ارسل من عهدنا من الثبات والتزام لوصية الله التي اوصى بها جميع العالمين التي ساقها اليهم على السنة رسله. وان وجدنا اكثرهم لفاسقين خارجين عن طاعة الله متبعين لاهوائهم بغير هدى من الله فالله تعالى امتحن من هدى واستكبروا عما جاءت فيه الرسل واحل الله بهما من عقوباته المتنوعة ما احل. ثم بعثنا من بعدهم سبعة الى فرعون وملأه الى اخر قصته اي ثم بعثنا من بعد اولئك الرسل موسى الكليم الامام العظيم والرسول الكريم الى قوم عتاة جبابرة وفرعون وملأوا من اشرافهم فاراهم من فاراهم من ايات الله العظيمة ما لم يشاهد له نظير فانظر كيف كان عاقبة المفسدين كيف اهلكهم الله واتبعهم الذم واللعنة في الدنيا واليوم القيامة بئس الركد المرفود. وهذا مجمل فصله وقال موسى حين جاء الى فرعون يدعوه لما لي فرعون اني رسول من رب العالمين اني رسول من مرسي رسول من مرسل عظيم ورب العالمين الشامل ورب جميع خلقه بانواع التدبير والالهية التي من جملتها انه لا يترك اسودا بل يرسل اليهم الرسل مبشرين منذرين. وهو الذي لا يقدر احد ان الله عليه ويدعي انه ارسله ولم يرسله فاذا كان هذا شأنه وانا قد اختارني واصطفاني علي الا اكذب عليه عليه الا الحق فاني لا قلت ها غير ذلك لعاجني بالعقوبة واخذني اخذ عزيز مقتدر فهذا موجب لان ينقادوا له ويتبعوا خصوصا وقد جاءهم ببينة من الله واضحة على صحة ما جاء به من الحق فوجب عليهم ان يعملوا بمقصود رسالته ولها مقصودان عظيم ان ايمانهم به واتباعهم له وارسال بني اسرائيل الذي فضله الله على العالمين اولاد الانبياء وسلسلة يعقوب عليه السلام الذي موسى عليه الصلاة والسلام واحد منهم فقال له فرعون ان كنت جئت باية فات بها ان كنت من الصادقين فالقى موسى عصاه في الارض فاذا هي ثعبان مبين اي حية ظاهرة تسعى وهم يشاهدونها ونزع يدهم من كبيرتان دالتان الى صحة ما جاء به موسى وصدقه. ولكن الذين لا يؤمنون فلو جاءته كل اية لا يؤمن حتى يروا العذاب الاليم فلهذا قال ما لم من قوم فرعون حين بهرهم ما رأوا من الايات ولم يؤمنوا وطلبوا لها التويلات الفاسدة ان هذا لساحر عليم اي ماهر في سحره ثم خوفوا ضعفاء الاحلام وشفاء العقول بانه يريد موسى بفعله هذا يريد بفعله هذا ان يخرجكم من ارضكم ويريد ان يجليكم من اوطانكم بما لا تأمرون اي انهم تشاوروا فيما بينهم ما يفعلون بموسى وما يندفع به ضررهم دعمه مع نوم فان ما جاء به ان لم يقابل بما يبطله ويدحضه والا دخل في عقول اكثر الناس فحين اذ عقد رأيهم الى قانون فرعون ارجه ارضه واخاه ويحبسهما وامهلهما وابعث في المداء اناسا يحشرون اهل عليم وقال موعدكم يوم الزينة ويحشر الناس ضحى فتولى فرعون فجمع كيده ثم اتى وقال هنا وجاء السحرة فرعون طالبين منه جزاء غلبوا قالوا ان لنا لاجرا كنا نحن غالبين فقال فرعون نعم لولاكم اجر وانكم لمن المقربين فوعدهم الاجر والتقرير وعلو المنزلة عنده ليجتهد ويبذل وسعهم طاقة في مغالبة موسى من من جميل ما اذكره ان رجلا دخل على المعتصم وهو يرى القول بخلقه القرآن فالرجل بدأ يعني يقول ويستدل بان القرآن كلام الله. فقال له احد وزراء المعتصم يا امير المؤمنين اقتله ودمه علي فقال له هذا العالم يا سبحان الله ان وزراء فرعون كان خيرا منكم ما قالوا لفرعون اقتله ودمه عينه قالوا ارجه واخاه وابعث في المدائن حاشرين لو كان عندكم حجة برهان امهلوني خلوني اتكلم فتعجب المعتصم من حجته فتركه. نعم قال فلما حضروا مع موسى بحضرة الخلق العظيم قالوا على وجه التألي وعدل موسى يا موسى اما ان معك اما ان تلقي واما ان نكون نحن ملقين فقال موسى القوا لاجله لاجل يرى الناس ما معهم وما مع موسى فلما القوا حبالهم وعصيهم اذا هي من سحرهم كانها حياة تسعى فسحرها الى الناس واستغربوا وجاؤوا بسحر عظيم لم يوجد له نظير من السحر تلقفت جميع ما يأفكون ان يكذبون به ويموهون. فوقع الحق اي تبين وظهر واستعلم في ذلك المجمع وبطل ما كانوا يعملون فوليوا هنالك في ذلك المقام وانقلبوا صاغرين حقيرين وقد محل باطلهم وتلاشى سحرهم ولم يحصل لهم مقصود الذي ظنوا حصوله واعظم من تبين له الحق ولعظيم اهل الصنف والسحر الذين يعرفون من انواع السحر ما لا يعرفه غيرهم فعرفوا ان هذه ايات عظيمة من ايات الله لا لا يداني لاحد بها الايمان امنتم به قبل نادى لكم كان الخبيث حاكما مستبدا على الابدان والاقوال وقد تقرر عنده وعندهم ان قوله هو المطاع وامره نافذ فيهم ولا خروج لاحد عن قوله وحكمه وبهذه الحالة تنحط الام تضعف عقولها ونفوسها وتعجز عن المدافعة عن حقوقها ولهذا قال الله عنه فاستخف قومه فاطاعوه وقال هنا امنتم به قبل ان اذى لكم اي فهذا سواد منكم وتجرؤ عليه ثم على قومه وقال ان هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها اهلها ان موسى كبيركم الذي علمكم السحر. فتواطأتم انتم على ان تنغلي على ان تنغلبوا له فيظهر فتتبعونه ثم يتبعكم الناس جمهورهم فتخرجوا منها اهلها وهذا كذب يعلم هو ومن سفر الاحوال ان موسى عليه الصلاة والسلام لم يأت باحد منهم وانه لفرعون ورسله وانما جاء به موسى اية الهية وان سها رزقت بذل مجهودا في مغالبة موسى حتى عجزوا وتبين لهم الحق فاتبعوه. ثم توعدهم فرعون قوله فلسوف تعلمون ما احل بكم من العقوبة ويقطعن ايديكم وارجلكم من خلاف زعم الخبيث انهم مفسدون في الارض وسيصنع بهم ما ما يصنع بالمفسدين من تقطيع الايدي والارجل من خلاف اي اليد اليمنى والرجل اليسرى ثم لاصلبنكم يجوز للنخل تختز لتختزوا لتختزوا اجمعين الى افعال هذا الفعل باحد دون احد بل كلكم سيزوق هذا العذاب. فقال السحرة الذين امنوا لفرعون حين تهددهم انا الى ربهم انا الى ربنا مقلبون فلا نبالي بعقوبتك فالله خير وابقى فاقضي ما انت قاط. على انكارك علينا تواعدك لنا فليس لنا ذنب الا نمنا بايات ربنا لما جائتنا فان كان هذا ذنبا يعاب عليه ويستحقه صاحب العقوبة فهو ذنبنا ثم الله ان يثبتهم ويصبرهم فقالوا ربنا افرغ علينا اي افظ علينا صبرا عظيما كما يدل عليه التنكير لان هذه محنة عظيمة تؤدي الى ذهاب النفس فيحتاج فيها من الصبر الى شيء كثير ليثبت الفؤاد ويطمئن المؤمن على ايمانه ويزول عنه انزعاج الكثير وتوفنا مسلمين من قادين تبعين رسولك والظاهر انه وقع بهم ما توعدهم عليه وان الله تعالى ثبتهم عن مال هذا وفرعون وملأه وعامته ومتبعون الملأ قد استكبروا عن ايات الله بها ظلما وعلوا. وقال لفرعون مهيئ وقالوا لفرعون مهيئين عن ايقاع موسى وزعيم ان ما جاء به باطل وفاسد في الارض بالدعوة الى الله ولا مكارم الاخلاق ومحاسن الاعمال التي هي الصلاح بالارض وما هم عليه والفساد. ولكن الظالمين لا يبالون بما يقولون وادرك الهتك يدعو وانت والهتك وينهى عنك اي ويصد ويصد الناس عن اتباعك. فقال فرعون ديبا لهم بانه سيدعو بني اسرائيل مع موسى بحالة لا ينمون فيها ويأمن فرعون وقومه بزعمه من ضررهم سنقتل ابناءهم ونستحيي نساءهم ونسقيهن فلا نقتلهن فاذا ان ذلك امنا من كثرتهم وكنا مستخدمين لباقي ومسخرين له مسخرين لهم على ما نشاء من الاعمال وانا فوقهم قاهرون لا خروج لهم عن حكم لا قدرة وهذا نهاية الجبروت من فرعون والعتو والقسوة. قال موسى موصيا له في هذه الحالة التي لا يقدرون معها على شيء ولا مقاومة مقاومة الالهية والاستعانة الربانية يستعينوا بالله يعتمدوا عليه في جلب ما ينفعكم ودفع ما يضركم وثقوا بالله ان انه سيتم امركم واصبروا الزموا الصبر على ما يحل بكم منتظرين الفرد ان الارض لله ليست لفرعون ولا لقومه حتى يتحكموا فيها يورثها من يشاء من عباده تداولها بين الناس على حسب مشيئته وحكمته ولكن العاقبة للمتقين فانهم ان امتحنوا مدة ابتلاء من الله وحكم. مدة ابتلاء من الله وحكمة فان النصر لهم والعاقبة الحميدة لهم على قومهم وهذه وظيفة العبد انه عند القدرة ان يفعل من الاسباب الدافعة عنهم الدافعة عنه على الغير ما يقدر عليه وعند العبد ان يصبر ويستعين الله وينتظر الفرج. قالوا لموسى متضجرين من طول ما مكثوا فانهم يصومون من اسوء العذاب يذبحون ابنائنا وابناءنا ويستحيون نساءنا ومن بعد ما جئتنا كذلك فقال لهم موسى مرديا لهم الفرج والخلاص من شر عسى ربكم ان يهلك عدوكم ويستخلفكم بارض يمكنكم اياها ويجعل لكم التدبير فيها. فينظر كيف تعملون هل تشكرون ولا تكفرون؟ هذا وعدنا جزاه الله لما جاء الوقت الذي اراده الله تعالى. قال الله تعالى في بيان ما عامل به ال فرعون مدة الاخيرة انها على عادة وسنته في العموم ان يأخذهم الضراء لعلهم يتضرعون. الايات ولقد اخذنا ال فرعون بالسنين اي بالدهور الجد هو نفسه من الثمرات لعلهم يتذكرون يتعظون ان ما احل بهم واصابهم معاتبة من الله لهم لعلهم يرجعون عن كفرهم فلم يندع فيهم ولا افاد بل استمروا على الظلم والفساد. قالوا لنا هذه نحن مستحقون هذا لم يشكر الله عليها وان تسووا سيئة ان يقولوا انما جاءنا بسبب مجيء موسى واتباع بني اسرائيل قال الله تعالى الا انما طائرهم عند الله اي بقضائه وقدرته ليس كما قالوا بل ان ذنوبهم كفر والسبب في ذلك بل اكثرهم لا يعلمون فلذلك قالوا ما قالوا وقالوا مبينين لموسى انهم لا يزالون ولا يزولون عن باطلهم مهما تأتنا اية لتسحرن بها فما نحن كالمؤمنين قد تقر عندنا انك ساحر فمهما جئت باية جزمنا انها سحر. فلا نؤمن لك ولا نصدق هذا غاية يكون من العناد ان يبلغ بكافره الى ان تستوي عندهم الحالات سواء نزل عليهم الايات او لم تنزل فارسلنا عليهم الطوفان المال الكثير الذي اغلق اشجارهم وزروعهم والجرادة ولا توعية واغلقتهم واذتهم اذية شديدة والدم اما ان يكون الرعاف او كما قال اكثر المفسرين يشربون انقلب دما فكانوا لا يشربون الا دما ولا يطبخون الا بدم. ايات مفصلات ادلة وبينات على انه كانوا ظالمين وعلى ان ما جاء به موسى حق وصدق ما استكبروا لما استكبروا لما رأوا الايات وكانوا به سابق امرهم قوم مجرمين نحو ذلك عظمهم الله تعالى بان ابقاهم على الري والضلال ولما وقع عليهم الرجاء العذاب احتملوا ان المراد به الطاعون كما قاله كثير من المفسرين. ويحتمل ان يراد به ما تقدم الطوفان والجراد والقمل والضهاد والدين فانها رجل عذاب وانهم كلما اصابهم واحد منها قالوا يا موسى اجعل لنا ربك ما احد عندك اي تشفع بموسى بما عهد الله عندهم الوحي والشرع اليه كشفت عن بني اسرائيل وهم في ذلك كذبة لا قصد لهم الا زوال ما حل به من العذاب اذا رفع لا يصيبه غيره. فلما كشفنا عنهم العذاب لاجلهم بالغوه اي الى مدة قدر الله بقائهم اليها. وليس كشف مؤبد وانما هو مؤقت اذا هم ينكثون العهد الذي عاهدوا عليه موسى وعدوه بالايمان به وارسال بني اسرائيل فلا امنوا به ولا ارسلوا مع بني اسرائيل القرآن ولقد اتينا موسى تسع ايات فلا يجوز الزيادة على التسع لانها منصوصة تسع ايات فلا يقال هي الطاعون نعم قال قوله تعالى اذا هم يمكثون العهد الذي عاهدوا عليه موسى وعادوه بالايمان به وارسال بني اسرائيل فلا امنوا به ولا ارسلوا مع بني اسرائيل لاستمروا على كفرهم يعمهون تعذيب بني اسرائيل دائمين. الوقت المؤقت لهلاكهم امر الله موسى قال سينفعه جنود ما ارسل فرعون في المدائن يجمعون الناس ليتبعوا بني اسرائيل وقالوا لهم ان هؤلاء من جنات وعيون والكنوز ومقام كريم كذلك ورثناه بني اسرائيل فاتبعوه مشرقين افلم قال اصحاب موسى انا لمدركون قال كلا كلا ان معي ربي سيهدين فاوحينا الى موسى فكان كل فرق كالضود العظيم وازلفنا ثم الاخرين وانجينا موسى ومع اجمعين ثم اغرقنا الاخرين وقال بانه كذب باياتنا وكانوا عنها غافلين. اي بسبب تكذيب بايات الله واعراضهم عما دلت عليه من الحق بعض المفسرين كيف يخرج مئة وعشرين الف يهودي من مصر ولا ينتبه اليه الفراعنة. قالوا ان الله ظرب على اذانهم فناموا عميقا ما احسوا باي حركة صارت من قبل بني اسرائيل وخروجهم حتى او فلما اضحوا قاموا من نومهم تعجبوا اين بني اسرائيل؟ فارسلوا يتجسسون ويبحثون عنهم فجاءهم الخبر انهم الى ناحية البحر فحينئذ لحقهم فرعون بجنوده. نعم قوله تعالى وارثنا قوم الذين كانوا يستضعفون في الاظياء بني اسرائيل الذين كانوا في خدمة ال فرعون يسوون سوء العذاب ورثهم الله مشارق الارض ومغاربها والمراد بالارض ها هنا مصر التي كانوا التي كانوا فيها مستضعفين اذلين اي ملكهم الله تعالى جميعا ومكنوا فيها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني حين قال له موسى استعينوا بالله واصبروا الى ارض الله يورث من يشاء ومن عباده والعاقبة للمتقين. هذا ذكره كثير من المفسرين ان الارض التي فها هي ارض مصر لكن هذا فيه نظر. الصواب ان الارض التي ورثهم الله هي التي باركنا فيها. هي ارض اه بيت المقدس لما امنوا نعم قالوا دمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه من الابرية الهايلة والمسكين المزخرفة وما كانوا يعيشون فتلك بيوت خاوية مما ظلموا وان في ذلك لاية لقوم يعلمون وجاوزنا بني اسرائيل البحر فهذا ما انجاهم الله من عدوهم فرعون وقومه واهلكهم الله بنو اسرائيل ينظرون فاتوا اي مروا على قوم يكفون على اصنام ويقيمون عندهم ويتبركون بها ويعبدونها فقالوا من جهل وسفههم لنبيهم موسى بعدما اراهم الله من ايات ما اراهم يا موسى اجعل لنا اله كما الهة اي الشعلنة نتخذ اصناما من الهتك كما اتخذ هؤلاء فقال موسى انكم قوم تجهلون اي وجه واي جهل اعظم من جهل ربه واي جهل اعظم من من جهل ربه وخالقه واراد ان يسوي به غيره ممن لا يملك نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا صواب اي جهل اعظم ممن جهل ممن جهله صلحوها ممن جهل ربه نعم نسأل الله العافية قال ولهذا قال موسى ان هؤلاء معتبر ما هم فيه باطل ما كانوا يعملون لان الدعاء هم اياها باطل وهي باطلة بنفسها فالعمل باطن وغاية باطلة قال غير الله يبغيكم الها اي يطلب لكم الها غير الله المألوه الكامل في ذاته وصفاته وافعاله وفضلكم على العالمين فيقتضي ان ان تقابلوهم وتقضيهم بالشكر وذلك بافراد الله وحده بالعبادة والكفر ما يدعى من دونه. ثم ذكرهم الله ثم ذكرهم يعني فقالوا انجيناكم من ال فرعون اي من فرعون واله يصومون لكم سوء العذاب يوجهون اليكم العذاب من اسوأ من العذاب اسوء وهو انهم كانوا ويستحيون نسائكم وفي ذلكم النجاة من عذابهم جزيلة او وفي ذلك العذاب الصادر لكم بلاء من ربكم عليكم عظيم. فلما ذكرهم موسى واعظم انتهوا عن ذلك ولما اتم الله نعمته عليهم بالنجاة من عدو وتمكينه في الارض فاراد تبارك وتعالى ان يتم نعمته عليهم في انزال الكتاب الذي فيه احكام الشرعية والعقائد مرضية. والعقائد مرضية فوعد موسى ثم اتمها بعشر فصارت لوعد الله ويكون نزول لنزولها موقعا كبيرا لديهم وانزالها ولما ذهب موسى الى مرقة ربه وقال لهرون موصيا له على بني اسرائيل او من حرصه عليهم وشفقته اخلفني في قومي. اي كن خليفتي بهم واعمل بما كنت اعمل واصلحه يتبع طريق الصلاح ولا يتبع سبيل المفسدين وهم الذين لا هم الذين يعملون بالمعاصي كتابه وكلم ربه بما كلمه من وحيه وامره ونهيه تشوقا الى رؤية ربه ونزعت نفسه لذلك حبا لربه ومودة لرؤيته وقال انظر اليه فقال الله لن تراني لن تقدر الان على رؤيتي بين الله تبارك وتعالى ان شاء الخلق في هذه الدار على نشأة لا يقدرون بها ولا من رؤية الله تعالى وليس فيها دليل على انه لا يرونه في الجنة فانه قد دلت النصوص القرآنية والاحاديث النبوية على ان اهل الجنة يرون ربهم تبارك وتعالى ويتمتعون النظر الى وجهه الكريم وانه وانه ينشأه من نشأة كاملة يقدرون على رؤية الله تعالى ولهذا رتب الله تعالى رؤية في هذه الاية على ثبوت الجبل فقال مقنعا لموسى بعدم اجابته الرؤية جبل جعله فلما تجلى ربه للجبل الاصم الغليظ جعله دكا ينهال مثل الرمال انزعاجا من رؤية الله وعدم ثبوت لها وخر موسى حين رأى ما رأى صعقا فتبين له حينئذ انه اذا لم يثبت الجبل رؤية الله فموسى اولى الا يثبت لذلك. واستغفر ربه وصدر منه من السؤال الذي لم يوافق موضعا الذي لم يوافق موضع وقال سبحانك اي تنزيها لك وتعظيما عما يليق بدلالك عما لا يليق بجلال الله عز وجل مما لا يليق بجلال الله ان يرى في الدنيا الفانية. فهو الباقي فلا يرى في الفانية وهنا قال جعله دكا تأملوا معي دكا مصدر دك يدك دكا. وجاء في سورة الكهف فاذا جاء وعد ربي له دكاء ودكان ايضا مصدر دكة يدك دكاء لكن هنا استخدم المصدر غير الممدود دك يدك دكا وهناك يستخدم المصدر الممدود دك يدك دكاء لان الجبل صار دفعة واحدة رمادا ذرات هباء فما يحتاج الى المد لان المد الصوتي في اللغة العربية يدل على مدة الوقت واما السد الذي بناه ذي القرنين السد الذي بناه ذو القرنين فانه ينهد شيئا فشيئا فيحتاج الى مد الصوت فاذا جاء وعد ربه جعله دكا فهذا الوقت الذي يكون لاجل هذا جاء للفرق والا هو المعنى واحد. سدد القرنين يصبح رمادا وهذا الجبل اصبح ذرات ورمادا نعم قوله تعالى عن موسى تبت اليك من جميع الذنوب وسوء الادب معك وانا والمؤمنين اذ جدد عليه الصلاة والسلام ايمانه بكل ما كمل الله له مما كان يجهل قبل كذلك فلما منعه الله من رؤيته بعدما كان متشوقا اليه اعطاه خيرا كثيرا فقال يا موسى اني اصطفيتك على الناس اخترتك واجتبيتك وفضلتك وخصصتك جليلة اختص كليم وعرف بها من بين اخوانهم المرسلين والانقياد وتلقوا بالقول انقياد وكن من الشاكرين لله على ما خصك وفضلك. وكتبنا له في الالواح من كل شيء يحتاج اليه العباد موعظة ترغب بافعال الخير وترهبه من افعال الشر وتفصيلا لكل شيء من الاحكام الشرعية والعقائد والاخلاق والاداب فخذها بقوة بجد واجتهاد على اقامتها وامر قومك وباحسن يا ايها الامر الواجبة والمستحبة فانها احسنها وفي هاد على ان اوامر الله تعالى بكل شريعة كاملة على دلة حسنة. سأريكم دار الفاسقين بعدما اهلكهم الله ابقى ديارهم عبرة بعدهم يعتبروا بها المؤمنون الموفقون المتواضعون واما غيرهم فقال يعني الاعتبار في الايات الافقية والنفسية والفهم الذين يتكبرون في الارض بغير الحق يتكبرون على عباد الله وعلى الحق وعلى من جاء به فمن فمن كان بهذه الصفة حرمه الله حرمه الله خيرا كثيرا وخذله ولم يبقى من ايات الله ما ينتفع به بل ربما انقلبت عليه الحقائق واستحسن القبيح وهي ركن لاية لا يؤمن بها الاعراض مع الله ورسوله اي الهدى والاستقامة وصراط الموصل الى الله والى الدارك لا يتخذوا سبيلا اي لا يسلكوا ولا يغضبوا فيه وان يروا سبيل الغي اي الغواية لصاحب ادان الشقاية والسبب في انحراف ما احراب ذلك بانه كذبوا باياتنا وكانوا عنها غافلين فردهم لايات الله وكلتهم عما يراد بها واحتقارهم لها هو الذي اوجب لهم من سلوك طريق الغي وترك الطريق الرشد ما والذين كذبوا بايات عظيمة الدالة على صحة ما ارسلنا به رسلا ولقاء الى اخرة حفظت اعمالهم لانها على غير اساس وقد فقد الشر فقد شرطها وهو الايمان بايات الله والتصديق بالجزاء هل يجزئون في بطلان اعمالهم؟ وهي ضد مقصودهم الا ما كانوا يعملون فان اعمال من لا يؤمن باليوم الاخر لا يرجو ثوابا وليس له وليس لها غاية تنتهي اليه فلذلك اضمحلت وبطلت واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا فصاغه السامري والقى عليه قبضة من اثر الرسول فصار الخوار وصوت واتخذوه اله وقال هذا الهكم الى موسى فنسي موسى وذهب يطلبه وهذا من سفههم وقلة بصيرتهم. كيف اشتبه لا يدلهم طريقا دينيا ولا يحصل لهم مصلحة الدنيوية. لان العقول والفطن ان اتخاذ اله لا يتكلم ولا ينفع ولا يضر من واسمج السفه ولهذا قال اتخذوه وكانوا ظالمين. حيث وضعوا العبادة بغير موضعها واشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا فهو فيه هذا يعلى ان ماء اكثر كلام الله فقد انكر الخصائص الى اي فقد انكر خصائص الهية الهية الله تعالى ان الله ذكر ما عدم الكلام دليل على عدم صلاحيته الذي لا يتكلم الالهية ولما رجع موسى الى قومه فوجده على هذه الحالة واخبرهم بضلالهم ندموا وسقط في ايديهم اي من الهم والندم على فعلهم ورأوا انهم قد ضلوا فتنصلوا والله وتضرعوا وقول ان لم يرحمنا ربنا فيدلنا عليه ويرزقنا عبادته. ويوفقنا لصالح الاعمال ويغفر لنا ما صدر منا من عبادة العجل لنكون من الخاسرين خسروا الدنيا والاخرة لما رجع موسى الى قومه غضبا وغيظا عليهم لتمام غيرته عليه الصلاة والسلام وكمال نصحه وشفقته قال بئس ما اخرجتموني بعدي بس الحالة التي خرجتموني بها من بعد ذهابي عنكم فانها حالة تفضي الهلاك الابدي والشقاء السرمدي امر ربكم حيث وعدكم بجانب الكتاب بادرتم برأيكم الفاسد الى هذه الخصلة القبيحة والقى الالواح يرمى بالغضب واخذ برأس اخيه هارون ولحيته يجره اليه وقال ومنعك اذ رأيتهم ضلوا الا تتبعنا فعصيت امري لك بقول اخلفني في قومي واصلح ولا تبع سبيل المحسنين فقال ابنهم لا تأخذ بلحيتي ولا رأسي اني خشيت ان تقول فرقت بين بني اسرائيل ولم ترقب قولي وقال هنا ابن ام هذا ترقيق لاخيه بك الام وحدها والا فهو شقيقه لامه وابيه ان يفتقروني حين قلت لهم يا قومي انما فتنتم به وان ربكم الرحمن فاتبعوني واطيعوا امري وكادوا يقتلوني فلا تظن بي تقصيرا فلا تشمت بي الاعداء بنهرك لي ومسكك اياه بسوء فان بعدها حريصون على ان يجدوا علي عثرة او يطلعوا علي ليعلى زلة ولا لا تجعلني مع القوم الظالمين فتعاملني معاملة فندم موسى عليه السلام وعلى ما استعجل من صنعه باخيه قبل ان يعلم براءة ما ظنه فيه من التقصير ربي اغفر لي ولا اشي هارون وادخلنا برحمتك في وسطها. واجعل رحمتك تحيط بنا من كل جانب فان احسن حصير من جميع الشرور وثمة وثمة كل خير وسرور وانت ارحم الراحمين ان يرحم بنا من كل راحم ارحم بنا من ابائنا وامهاتنا واولادنا وانفسنا قال الله تعالى مبينا حالها العجل الذين عبدوه ان الذين اتخذوا العجل اله سينالهم غضب من ربهم والذلة في الحياة الدنيا كما اغضبوا ربهم واستهانوا بامره كذلك نجزي المفترين فكله على الله كاذبا على شرع متقوى عليه ما لم يقل فان له نصيب من غضب من الله والذل في الحياة الدنيا وقد نالهم غضب الله حيث امرهم ان يقتلوا انفسهم وانه لا يرضى الله عنهم الا بذلك فقتل بعضهم بعضا واندلت المعركة على قتلاك وانجلت المعركة على قتلى كثيرة تاب الله عليهم بعد ذلك ولهذا ذكر حكما عن ما يدخلون فيه هم وغيرهم فقال والذين عملوا السيئات من شرك وكبائر وصائر بعدها بان ندموا على مضى واقلعوا عنها وعزموا على الا يعودوا وامنوا بالله وما اوجب الله بالايمان به. ولا يتم الايمان الا باعمال القلوب اعمال المترتبة على الايمان انما ربك انما ربك. ان ربك من بعدها اي بعد هذه الحالة حالة التوراة من السيئات والرجوع الى الطاعات الغفور خصوصياتهم حتى ولو كانت قرب الارض رحيم بقبول التوبة والتوفيق لافعال الخير وقبولها. ولما سكت عن موسى الغضب وان سكن غضبه وتراجعت نفسه وعرف ما هو فيه اشتغل باهم الاشياء الواحة التي القاها وهي الواح عظيمة المقدار جليلة. في نسختها ومتظمنة هدى ورحمة فيها الهدى من الضلالة وبين الحق من الباطل واعمال الخير واعمال الشر والهدى لاحسن الاعمال والاخلاق والاداب رحمة وسعادة لمن عمل بها وعلم احكام ومعانيها ولكن ليس كل واحد يقبل هدى الله ورحمته وانما يقبل ذلك من قاتله ويتلقاه بالقول والذين هم لربهم يرهبون يخافون منه يخشونه واما امن يمي خف الله ولا المقاومة بين يديه. فانه لا يزداد بها الا عتوما تقوم عليه حجة الله فيها. ولما تاب بنوا اسرائيل فتراجعوا الى ربتهم اختار موسى من سبعين رجلا من خيارهم ليتعذروا لقوم عند ربهم واعدهم الله ميقاتا يحضرون فيه. فلما حضروا قالوا يا موسى ارنا الله جهرة فتجرؤ فتجر فتجرأوا على الله جرأة كبيرة وسؤوا الادب معه فاخذ ثم الرجفة فصعقوا وهلكوا فلم يزل موسى عليه الصلاة والسلام يتضرع الى الله ويتمتع ويقول ربي لو شئت هلكت من قبل واياي ان ان يحضروا ويكونون في حالة يعتذرون فيها لقومهم فصاروا هم الظالمين اتوركوا السفهاء منا يضعفاء العقول السفهاء الاحلام فتضرع الى الله واعتذر بان المتأجل بان المتجرئين على الله ليس لهم عقول كاملة ترضاهم عما قالوا وفعلوا وبانهم ليس لهم عقول كاملة تردعهم عما قالوا وفعلوا بانهم حصل لهم فتنة يخطر بها الانسان ويخاف من الذهاب لدينه فقال اني الا فتنتك تذل بها من تشاء وتهدي من تشاء وان تولي فاغفر لنا وارحمنا وانت خير الغافرين انت خير من غفر واولى من رحم واكرم من اعطى وتفضل فكأنه موسى عليه الصلاة والسلام قال المقصود يا ربي بالقصد المقصود يا ربي القصد الاولين لنا كلنا هو التزام طاعتك والايمان بك وان من حضر وان من حضره عقله ورشده وتم على ما وهبته من التوفيق فانه لم يجلس مستقيما واما من ضعف عقله والسفه رأيه وصرفته الفتنة الذي فعل ما فعل لدينك لدينك السببين ومع هذا فانت ارحم الراحمين وغير الغافرين فاغفر لنا وارحمنا فاجاب الله سؤاله واحياهم من بعد ثم غفر لهم ذنوبهم وقال موسى في تمام دعائهم اكتب لنا في هذه الدنيا حسنة النعيم الصالحين من الثواب انهن اليك اي رجعن رجعن مقرين بتقسيم او منيبين في جميع امورنا قال الله تعالى وبه من كان شقيا متعرضا اسبابه ورحمته وسعت كل شيء. من عالم البر والفاجر المؤمن والكافر فلا مخلوق الا وقد وصلته رحمة الله تعالى وغمره وفضله واحسانه ولكن رحمة الخاصة المقتضية للسعادة الابدية للسعادة الابدية والاخرة ليست لكل ولهذا قال فسكتوها الذين يتقون المعاصي صغارها وكبارها ويؤتون الزكاة الواجبة مستحقيها والذين هم باياتنا ومن تمام الايمان بايات الله معرفة معناها والعمل مقتضاها من ذلك اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا في اصول الدين وفروع الذين يتبعون رسلا نبيا احتراز عن سائل الانبياء فان المقصود بهذا محمد بن عبدالله وفي احوال بني اسرائيل وان الايمان بالنبي محمد شرط في دخولهم الايمان وان المؤمنين به المتبعين هم واهل الرحمة المطلقة التي كتب الله لهم ما وصفه بالامه ولانه من العرب الامة الامية التي لا تقرأ ولا ولا تكتب وليس عندها قبل القرآن كتاب الذين يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل باسمه وصفته التي من اعظمها واجلها ما يدعو اليه وينهى عنه وانه يأمر بالمعروف وكل ما عرف حسنه ونحوه ينام عن المنكر وهو كل ما عرف قبحه في العقول والنظر. فيأمرهم بالصلاة والزكاة وصوم الحج وصلة الارحام وبر الوالدين والاحسان الى الجارية المملوك وبذل النفع سائر الخلق والصدق والعفاف والبر والنصيحة وما اشبه ذلك. وينهى عن الشرك بالله تعالى وقتل النفوس بغير حق والزنا والشرب يسكر العقل والظلم وسيساء الخلق والكذب والفجور ونحو ذلك. فاعظم دليل يدل على انه اصل ما دعا اليه وامر به ونهى عنه واحله واحره فانه يحرم الطيبات من على المطاعم ومشارب الملائكة ويحرم عليهم الخبائث والمطاعم والمناكح والاقوال والافعال سمح ميسر لا اصل فيه ولا مشقات ولا تكالي فثقيلة فالذين امنوا به وعزروه ويعظموه وبجلوه ونصروه واتبع النور الذي انزل معه وهو القرآن الذي به في ظلمات الشك والجهالات به اذا تعاوت المقالات اولئك هم المفلحون الظاهرون بالخير الدنيا والاخرة والناجون من شرها لانهم اذا كانوا لانهم اتوا باكثر اسباب الفلاح واما من لم يؤمن بهذا النبي ويعزره وينصره ولم يتبع نور الذي انزل معه فاولئك هم الخاسرون ولما دعا الى التوراة بني اسرائيل اتباعه وكان يدل على العموم فقال قل يا قومي يقول يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا اي عرب عربيكم وعجميكم اهل الكتاب منكم وغيرهم الذي له ملك السماوات والارض يتسروا فيها باحكام والتدابير السلطانية واحكام الشرعية الدينية التي من جملتها نصل اليكم رسولا عظيما يدعوكم الى الله ولاذار كرامته ويحذركم من كل ما يباعدكم ومنه ومن دار كرامته لا اله الا هو لا معبود بحق الا الله وحده لا شريك له ولا تعرف عبادته الا من طريق رسله يحيي ويميت من جملة تدابيره الاحياء يشاركه فيها احد التي جعل الله الموتى جسرا ويعبر ويعبر منه الى دار البقاء التي من امن بها صدق الرسول صلى الله عليه وسلم قطعا فامنوا بالله ورسله فامنوا بالله ورسله النبي الامه ايمانا بصوم يعمج وقلبي وجماح الذي يؤمن الذي يؤمن بالله وكلماته. امنوا بهذا الرسول المستقيم في عقائد اعماله واتبعوا لعلكم تهتدون بمصالحكم الدنيا والدنيا فانكم اذا لم تتبعوا ضلالتهم ضلالا بعيدا. احسنت بارك الله فيك. القراءة مع الشيخ غلام. يعني اه تأملت البارحة كيف ان الناس يجلسون هذه المدة في العصر؟ آآ مثل الشيخ عبد السلام اخوانه الذين يقرأون معه يقرأون هذا الكتاب وتكتب في صحائف اعمالهم ويأتون يوم القيامة وانتم تسمعون ويأتي هذا في صحيفة اعمالكم واناس يجلسون مدة هذا المدة كلها من العصر الى المغرب يوميا في رمضان احسن واحد فيهم في المباحات وكم منهم من يضيع هذه الاوقات فهذه منة من الله عليكم ونعمة من الله واشكروا الله عليها يزيدكم نسأل الله ان يبارك لنا ولكم في الوقت نعم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى في تفسير قوله ومن قوم موسى ام اي جماعة يهدون بالحق وبه يعدلون اي يهدون به الناس في تعليمهم يا وفتواهم لهم ويعدلون به بينهم ويعدل نبي بينهم في الحكم بينهم قضاياهم كما قال تعالى وجعلناهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون وفي هذا فضيلة لامة موسى عليه الصلاة والسلام وان الله تعالى جعل منهم هداة يهدون بامره وكأن الاتيان بهذه الاية الكريمة فيه نوع احتراز مما ما تقدمت فانه تعالى ذكر فيما تقدم جملة من معائب بني اسرائيل منافية للكمال المناقضة للهداية فربما توهم متوهم ان ان هذا يعم جميعهم فذكرت على نمل طائفة مستقيمة هادية مهدية وقطعناهم اي قسمناهم اثنتي عشرة اسباطا اثنتي عشرة قبيلة متعارفة متوالفة كل بني رجل من اولاد يعقوب قبيلة واوحينا الى موسى اذ استسقاهم قوم اذ طلبوا منه ان يدعوا الله الا ان يسقيهم ماء يشربون منه ويتشربوا منه المواشيهم وذلك لانم والله اعلم في محل قليل ما فاوحى الله مؤلم استجابة لطلباتهم ان اضرب بعصاك الحجر احتمال انه حجرا معين واحتمل انه اسم اسم جنس يشمل اي حجر كان فضربه كمبجست معي انفجرت من ذلك الحجر اثنتا عشر عينا جارية سارحة قد علم كل اناس مشرب ومن قد قسم كل قبيلة على تلك القبائل الاثنتي عشر وجعل لكل منهما ينفع علموها واطمئنوا واستراحوا من التعب والمزاحمة وهذا من تمام نعمة الله عليهم. وضللنا عليهم الغمام فكان نسر من حر الشمس وانزلنا عليهم انه وهو الحلوى والسلوى وهو لحم طير من احسن انواع الطيور والذها فجمع الله لهم بين الظلال والشراب والطعام الطيب من الحلوى على وجه الواحد والطمأنينة وقيل لهم كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا حين لم يشكروا الله ولم يقوموا بما اوجب الله عليهم ولكن كانوا انفسهم هم يظلمون حيث قد فوتوها كل خير وعرضوها للشر والنقمة. وها وهذا كان مدة لبسهم في وهي في ذكر المن والسلوى قال بعض العلماء اشارة الى ان من اكل نوعين من انواع الطعام فانه لا يتضرر لا يتضرر بخلاف من اقتصر على نوع واحد دائما فانه يتضرر او من زاد فانه يتضرر. نعم واذا قيل له اسكنوا هذه القرية اي ادخلوها لتكون وطنا لكم ومسكنا وهي ايليا وكلوا منها حيث شئتم اي قرية كانت كثيرة الاشجار غزيرة احتمال رؤية العيش ولذلك امرهم الله ان يأكلوا منها حيث شاؤوا وقولوا حين تدخلون الباب حطة اي عنا خطايانا واعفوا عنا وادخلوا الباب سجدا خاضعين الى ربكم مستكينين لعزته شاكرين لنعمتي فامرهم بالخضوع وسؤال المغفرة ووعدهم على ذلك مغفرة ذنوبهم والثواب العاجل والاجل فقال نغفر لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين من خير الدنيا والاخرة فلم يمتثلوا هذا الامر الالهي بل بدل الذين ظلموا منهم اي عصوا الله واستهانوا بامره قولا غير الذي قيل لهم فقالوا بدأ فقالوا بدل طلب المغفرة وقولهم حط حبة في شعيرة واذا قول ما ما يسر وسهولته فتبديل من الفعل من باب اولى ولهذا دخلوا يزحفون على استاهم يزحفون على استاههم فارسلنا عليهم حين خالفوا امرهم وعصوه رجلا من السماء عذابا شديدا اما الطاعون واما غيره من العقوبات السماوية. وما ظلمهم الله بعقابه وانما كان ذلك بما كانوا يظلمون واسألهم عن اي اسأل بني اسرائيل عن القرية التي كانت حاضرة البحرين على ساحله في حال تعديهم وانقاب الله اياهم اذ يؤدون في السبت وكان الله تعالى وقد امر من ان يعظموه ويحترموه ولا يصيد فيه صيده. وابتلاهم الله وامتحنهم فكانت الحدام تأتيهم يوم السبت شرعا اي كثيرة طافية على وجه البحر ويوم لا يسبتون اذا ذهب يوم السبت لا تأتيهم اي تذهب في البحر فلا يرون منها شيئا. كذلك نبأ بما كانوا يفسقون ففسقهم هو الذي اوجب ان يبتليه الله ان تكون لهم هذه المحنة والا فلو لم يفسق والا فلو لم يفسقوا لعافهم الله ولما عرضهم للبلاء والشر فتحيلوا على الصيد فكانوا يحفرون لها حفرا وينصبون لها الشباك. فاذا جاءت يوم السبت وقعت في تلك الحفرة والشباك ولم يأخذوها في ذلك اليوم في اذا جاء يوم الاحد اخذوها وكثر فيهم ذلكم قسموا ثلاث معظمهم اعتدوا وتجرأوا واعلنوا بذلك وفرقة اعلنت بنهيهم انكار عليهم وفرقة اكتفت بانكار اولئك عليهم نهيهم لهم قالوا لما تعظون قوما كأنهم يقولون لا فائدة في بعض من اقتحم محارم الله للنصيح بل استمر على اعتداءه يعني فانه لا بد ان يعاقبهم الله مما بهلاك وعذاب شديد فقال الواعظون نعظهم وننهاهم معذرة الى ربكم اي ولعلهم يتقون ان يتركون ما هم فيه من المعصية فلا نيأس من هدايتهم فربما نجح فيهم الوعظ والاواثر فيهم اللوم. وهذا المقصود الاعظم من انكار المنكر معذرة واقامة حجة على المأمور المنهي. ولعل الله ان يهديه فيعمل. ولعل الله ان يهديه في عمل مقتضى ذلك الامر والنهي فذكروا به اي تراكموا ما ذكروا به واستمروا على غيهم واعتدائهم انجينا الذين ينهون عن السوء. وهكذا سنة الله في العباد ان العقوبة اذا نزلت نجا منها الامرون المعروف ان هنا للمنكر واخذنا واخذنا الذين ظلموا وهم الذين اعتدوا في السبت باعذاب بئيس اي شديد بما كانوا يفسقون واما الفرقة الاخرى التي طالت للناهين لمتى يرون قوما الا ملك؟ فاختلف المفسرون في نجاتهم ولكن الظاهر انهم كانوا من الناجين. لان الله خصنا لك بالظالمين وهم وهو لم يذكر انهم ظالمون فدل على ان العقوبة خاصة بالمعتدين في السبت ولان الامر لان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية الاخرة فاكتبوا بانكار اولئك ولان منكروا عليهم بقولهم لم تعظون قوما شديدا فابدأوا من غضب ما عليهم ما يقتضي انهم كارهون اشد الكراه في فعلهم ان الله سيعاقبهم اشد العقوبة فلما نهوا عنه اي اي قسوا فلم يلينوا ولا اتعظوا قلنا لهم قولا قدريا كونوا قردة خاسين فانقلبوا باذن الله قردة وابعدهم الله من رحمته ثم ذكر ضرب الذلة والصغار على من بقي منهم فقال واذ تأذن ربك يعلى اي اعلم اعلاما صريحا يبعث النار يوم القيامة من يصوم سوء العذاب ان يهنهم ويدلهم ان ربك لسريع الانقاب لمن عصاه حتى انه يعجل له من قلوب الدنيا قد وقف على الله بما وعدهم به فلا يزالون في ذل واهانة حتى حكم غيرهما لا تقوم لهم لا تقوم لهم راية ولا ينصر لهم علم وانام في الارض ومزقناهم في الارض بعد ما كانوا مجتمعين منهم الصالحون القائمون بحقوق الله وحقوق عباده. ومنهم دون ذلك دون الصلاح ما مقتصدون واما الظالمون لانفسهم وبلوناهم على عادتنا وسنتنا بالحسنات والسيئات اي باليسر والعسر لعلهم يرجعون عما هم عليه مقيمون من ويراجعون ما خلقوا له من الهدى ولا فلم يزالوا بين صالح وطالح ومقتصد حتى خلف من بعدهم خلف زاد شرهم ورثوا بعدهم فصار المرجع فيهم اليهم وصاروا يتصرفون فيه بافوائهم وتبدل لهم الاموال ليفتوا ليفتوا ويحكموا بغير الحق وفشتهم الرشوة يأخذون عرضه هذا الادنى ويقولون مقرين بانه ذنب وانهم ظلم سيغفر لنا وهذا قول وهذا قول خال من الحقيقة فانه ليس طلبا على الحقيقة لو كان ذلك للندم على ما فعلوا وهجموا على ان لا يعودوا ولكنهم اذا اتاهم عرض اخر يأخذوه فاشتروا بايات الله ثمنا قليلا وسدلوا اتوا ما امرهم بل قد اتوا امرا متعمد وكانوا في امرهم مستبصرين وهذا اعظم للذنب واشد للوم واشنع العقوبة وهذا من نقص عقولهم وسفاهة رأي الحياة الدنيا على الاخرة لهذا قال والدار الاخرة خير للذين يتقون ما حرم الله عليهم من المآكل التي تصاب وتؤكل رشوة بالحكم بغير ما انزل الله بغير المحرمات ايا فلا يكون لكم عقول توازن وبينما ينبغي ايثارهما ينبغي الايثار عليه وما هو اولى بسعيره التقييم له على غيره فخاصية العقل النظر للعواقب. واما من نظر الى عاجل الى عاجل طفيف منقطع يفوت نعيما عظيما باقية العقل والرأي وانما العقلاء حقيقة من وصفهم الله بقوله والذين يمسكون بالكتاب يتمسكون به علما وعملا فيعلمون ما فيه من كانوا الاخبار التي علمها اشرف العلوم. ويعملون بما فيها من الاوامر التي هي قرة العيون وسرور القلب وافراح الارواح وصلاح الدنيا والاخرة. ومن اعظم مما يجب التمسك به اما من المأمورات اقامة الصلاة ظاهرا وباطنا ولهذا خصها بالذكر لفضلها وشرفها وكونها ميزانا الايمان واقامة داعية لاقامة غيرها من العبادات ولما كان ولما كان عملهم كله اصلاح قال انا لا نضيع اجر المصلحين يا اخوانهم واعمالهم ونياتهم مصلحين انفسهم ولغيرهم وهذه الايات وما اشبهها دلت على ان الله بعث رسله عليهم الصلاة والسلام بالصلاح لا بالفساد وبالمنافع لا بالمضار وانهم بصلاح الدارين فكل من كان اصلح كان اقرب الى اتباعه ثم قال تعالى واذا انتقنا الجبل فوقهم حين امتلأوا من قبول ما في التوراة فالزمهم الله العمل ونطق فوقهم فوق رؤوسهم الجبل فصار فوقهم كأنه واقع بهم وقيلكم بقوة اي بجد واجتهاد واذكروا ما فيه دراسة واتصافا بالعمل به لعلكم تتقون اذا فعلتم ذلك وقوله واذا اخذ ربكم من بني ادم من ظهورهم ذرية واشهدهم على انفسهم الست بربكم الايات. يقول تعالى كم بني ادم بنين ذريتهم اي اخرج من اصلابهم ذريتهم وجعلهم يتناسلون ويتوالدون قرنا بعد قرن. وحين اخرجوا من بطون امهاتهم واصلاب ابائهم اشهدهم على انفسهم. الست بك من قررنا باثبات الربوبية بما اودعه في فطره من الاقرار. بانه رب وخلق وميت قالوا بلى قد اقررنا بذلك فان الله تعالى فطر عباده على الدين الحنيف القيم فكل احد فهو مفطور على ذلك ولكن الفطرة قد تغير قد تغير وتبدل بما يطرأ على العقول والعقائد الفاسدة. ولهذا قالوا بلى شايفين دنا ان تكونوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين. اي ان ما امتحناكم حتى اقربتم مما تقرر عندكم من ان الله تعالى ربكم خير تنكر يوم القيامة ولا تقر بشيء من ذلك فيزعمون ان حجة الله ما قامت عليكم ولا عندكم بها علم بل انتم وافلون عنها لاهون فاليوم وقد انقطعت حجتكم ثبتت الحجة البالغة لله عليكم هذا احد الاقوال في تفسير الاية وقد رجحها هذا القول شيخ الاسلام ابن تيمية ان المقصود اشهدهم على انفسهم شهادة الفطرة على ربوبية الله واما جماهير المفسرين وعليه دل الحديث ان المقصود بالاية واذا اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم ما حصل في عالم الذر حيث خلق الله الارواح كلها من ادم الى اخر نسمة ثم قال لها لست بربكم؟ قالوا بلى قال الله عز وجل شهدنا قالوا بلى شهدنا قال الله عز وجل ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين. اذا الاية فيها قولان والراجح والله اعلم هو قول القول القولين معا لان قول الاشهاد في عالم الذر دل عليه الحديث وقول شهادة الفطرة بالربوبية هو امر واقعي لا يمكن انكاره. نعم قال رحمه الله او تحتجون ايضا بحجة اخرى فتقولون انما اشرك اباؤنا من قبل كنا ذرية من بعدهم اتحذنا افتحذونا حذوهم وتبعناهم فحذونا احدهم تبعناهم في بطنهم افتهلكنا بما فعل المبطلون فقد اودع الله في فطركم ما يدلكم على ان ما مع ابائكم باطل وان الحق ما جاءت به الرسل هذا يقام وما وجدتم عليه اباكم يعلو عليه نعم قد يعرض للعبد ما من اقوال من اقوال ابائه الضالين مذاهب الفاسد ما يظن هو الحق ما ذاك الا للاعراض عن حجج وايات الافق والنفسية فاعراضه عن ذلك ويقبله على ما قاله المبطلون ربما سيره بحاتم يفضل بها الباطل الباطل على الحق. هذا هو صواب تفسير قد قيل ان هذا يوم اخذ الله الميثاق على ذرية ادم حين استخرجوا من ظهره واشهده على انفسهم فشهدوا بذلك واحتج عليهم بما امرهم بهم في ذلك الوقت على ظلمهم وفي كفرهم وعلى دينهم وباحتجاج الله باخذ الميثاق بعالم الذر عليه الان وان نسيه. وساضرب لكم مثالا حينما تأخذ الدين من انسان وياخذ منك ورقة على هذا وعهد وميثاق ثم تجلس عشرات السنين وتنسى. يجي يقول لك عطني الدين. قل له ما عندك دين. قال له ابد هذه الورقة. هذا شاهد وميثاق فانكارك لا ينفع انكارك لا ينفع ولا يدفع فاذا هذا القول فيه نظر قول الجمهور هو الصواب نعم قال رحمه الله ولهذا لما كان هذا امرا واضحا جليا قال تعالى وكذلك نفصل الايتين نبينها ونوضحها ولعلهم يرجعون الى ما اودع الله في فطرهم ثم الى ما عاهدوا الله عليه فيرتدعوا عن القبائح. وقوله تعالى واتلوا عليهم نبأ الذي اتيناه وايتنا فانسلخ منها الايات. يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم اتلو عليهم نبأ الذي اتينا وايتنا اي علمناه علما كتاب الله فصار العالم الكبير والحبر النحري فانسلخ منها فاتبعه الشيطان انسلخ من الاتصاف الحقيقي بالعلم بايات الله فان العلم بذلك يصير صاحبه متصل بمكارم الاخلاق ومحاسن الاعمال ويرقى الى اعلى الدرجات وارفع المقامات كتابا فترك هذا كتاب الله وراء ظهره ونبذ الاخلاق التي يأمر بها الكتاب وخلعها كما يخلع اللباس فلما انسلخ منها اتبعه الشيطان اي تسلط عليهم حين خرج من الحصن الحصين وصار الى اسفل سافل فاجزأه الى المعاصي ازاه. فكان من الغاويين بعد ان كان من الراشدين المرشدين. وهذا لان الله تعالى هذا الاول ووكلوا الى نفسه ولهذا قال تعالى ولو شئنا لرفعناه بها بان نوفقه للعمل بها ما يرتفع في الدنيا والاخرة فيتحصن من اعدائه ولكنه فعل ما يقتضي الخذلان فاخلد في الارض اي الى الشهوات السفية والمقاصد الدنيوية واتبع هواه وترك طاعة مولاه فمثله في شدة حرصه على الدنيا وانقطاع قلبه اليها كمثل الكلب تحمل عليه يلهث وتتركه يلهث اي لا يزال لاهثا في كل حال وهذا لا يزال حريصا حرصا قاطعا قلبه لا يسد فاقته شيء من الدنيا. ذلك مثلا القوم الذين بعد ان ساقها الله اليهم فلم ينقادوا لها بل كذبوا بها وردوها لهوانهم على الله واتباعهم لاهوانهم بغير هدى من الله يتفكرون في ضرب الامثال وفي العبر والايات اذا تفكروا وعلموا اذا علموا واذا علموا عملوا قال ساء مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا انفسهم كانوا يظلمون وقبح مثل من كذب بايات الله وظلم نفسه بانواع المعصية فان مثلهم مثل السوء وهذه الذي اتاه الله اياته يحتمل ان المراد به شخص قد كان منه ما ذكره الله فقص الله قصته تنبيها للعباد ولثمان المراد بذلك انه اسم جنس وانه شامل لكل من اتاه الله اياته فانسلخ منها وفي هذه الايات الترغيب في العمل بالعلم وان ذلك رفعة من الله لصاحبه عصمة من الشيطان والترهيب وترهيب من عدم العمل به وانه نزول الى اسفل الى اسفل سافلين وتسليط للشيطان عليه وفيه ان اتباع الهوى واخفاد العبد الى الشهوات يكون سببا الخذلان. ثم قال تعالى نبين انه المنتدب الهداية من يده الله بان يوفقه للخيرات ويعصمه للمنكرات ويعلمه ما لم يكن يعلم فهو المهتدي حقا لانه اثر هدايته تعالى ومن يضلل فيصل ويوفق للخير فاولئك هم يخسرون انفسهم وانهم يوم القيامة الا ذلك والخسران المبين يقول تعالى مبينا لكثرة الغاويين الضالين المتبعين لابليس اللعين جهنم كثيرا من الجن والانسصارات والبهائم احسن حالا منهم. لهم قلوب لا يبقون بها الا يصل اليها فقه ولا علم الا مجرد قيام الحجة. ولهم اعين لا ينشرون بها ما ينفعهم بل فقدوا منفعته وفائدته لهم اذان لا يسمعون بها سماء يصل معناه الى الى قلوبهم اولئك الذين بهذه الاوصاف القبيحة كالانعام البهايم التي فقدت التي فقدت العقول وهؤلاء اثر ما يفنى على ما يبقى فسلبوا خاصية العقل بل هم اضل من البهائم فان الانعام او الاختلاف فهذه تخالف الانصات. نعم قال رحمه الله تعالى تفسير سورة الانفال وهي مدينية بسم الله الرحمن الرحيم يسألونك عن الفالق الانفعال لله والرسول لايات الانفال هي الغنائم التي ينفلها الله تعالى لهذه الامة مستعملة فيما خلقت له ولهم اذهان تدركه تدرك بها مضرة من منفعتها فلذلك كانت احسن حالا ولذلك كانت احسن حالا منهم فهم الغافلون الذين غفلوا عن انفع الاشياء غفلوا عن الايمان بالله وطاعته وذكره خلق فهم الافئدة والاسماء والابصار لتكون عونا لهم على القيام باوامر الله واستعانوا بها على ضد هذه المقصود. فهؤلاء حققوا لمن يكونوا ممن درى لجهنم من ذرأ الله لجهنم وخلقهم لها فخلقهم للنار وباعمال لاهلها يعملون واما من استعمل هذه الجوانب في عبادة الله من صبغ قلبه بالايمان بالله ومحبته ولم يغفل عن الله فهؤلاء اهل الجنة وباعمالهم الجنة امنون ولله الاسماء الحسنى فادعوا بها وذروا الذين يفسدون في اسمائهم ما كانوا يعملون هذا بيان لعظيم جلال وسعة اوصاف بان له الاسماء الحسنى اي لهم كل اسم حسن وضابطن كل انه كل اسم دال على صفة كمال عظيمة وبذلك كانت لو دلت على غير سفر والكأس على من محضا لم تكن الحسا وكذلك لو دلت على صفة ليست بصفتك ما بصفته كمال بل اما صفة نقص او صفة منقسم الى مدح القدر لم تكن حسنا فكل اسم اسمى دال على على جميع الصفات التي اشتق منها مستبريق لجميع معنى هؤلاء وذلك نحو العليم. الدال على انه له علما محيطا بعامي جميلا خروجهم عن علمه مثقال في الارض ولا في السماء والرحيم دل على ان له رحمة عظيمة واسعة من كل شيء. والقدير الدال على ان له قدرة عامة لا يعجزها شيء ونحو ذلك. ومن تمام كلنا انه لا يدعى الا بغير ذلك قال فادعوه بها وليس من دعاء العبادة ودعاء المسألة. فيدعى في كل مطلوب بما يناسب ذلك المطلوب فيقول الداعي مثلا اللهم صلي ارحمني انك انت الغفور الرحيم وتب علي انك تب علي يا توابا ارزقني يا يا رزاق والطف بي يا لطيف ونحو ذلك. وقوله الذين يلحدون في اسمائه يسجلون ما كانوا يعملون اي عقوبة وعذابا الى الحادهم في اسمائهم حقيقة الالحاد. الميل بها عما جعلت لهم اما بان يسمى بها من لا يستحقها كتسمية المشركين بالهنة مما بنفي معانيها وتحقيقها ونجعلهم معنى ما ما اراده الله ما اراده الله ولا رسوله واما ان يشبه بها غيرها فالواجب ان ان يحذر الالحاد فيها ويحذر الملحدون فيها ويحذر الملحدون فيها وقد ثبت في صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان لله ثلاثة وتسعين اسماء دخل الجنة وقوله وممن خلقنا امة يهدون بالحق وبادلون اي ومن جملة من خلقنا امة فاضلة تامة في نفسها مكملة لغيرها يهدون لانفسهم يهدون انفسهم وغيرهم بالحق فيعملون بالحق ويعملون به فيعلمون الحق ويعملون به ويعلمونه ويدعون اليه والى العمل به وبه يعدلون بين الناس اذا حكموا في الاموال والدماء والحقوق والمقالات وغير ذلك. وهؤلاء ائمة الهدى ومصابيح الدجى وهم الذين انعم الله عليهم بالايمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والتواصي طب وهم الصديقون الذين مرتبتهم تلي مرتبة الرسالة وهم في انفسهم مراتب متفاوتة كل بحسب حال وعلوم فسبحان من يختص من يشاء محمد صلى الله عليه وسلم من هدى فردها ولم يقبلوها. الارزاق. بان يدر لهم ارزاق واملي لهم اي امهلهم حتى يظن انهم لا يؤخذون ولا يعاقبون فيزدادون كفرا وطغيانهم شرا الى شرهم. وبذلك تجد عقوبتهم يتضاعف عذابهم فيضرون انفسهم من حيث لا يعلمون. ولهذا قال ان كيدي متي اي قوي بليغ. اولم يتفكروا ما بصاحبهم محمد صلى الله عليه وسلم في الجنة كارهم ينظروا هل في صحيحهم الذي يعرفونه ولا يخفى عليهم حالهم شيء؟ هل هو مجنون في اخلاقه ودله وصفاته وينظرون فيما ادعى اليه فيما دعا اليه فلا يجدون فيه من الصفات الا اكملها ولا من الاخلاق لا تمها ولا من العقل ولا الا ما فاق به العالمين ولا يدعو الا لكل خير ولا ينهى عن كل شر افبهذا يا اولي الالباب افبهذا يا اولي الالباب جنة ام هم ام هو الامام الاعظم ام هو الامام العظيم الناصح الماجد الكريم والرؤوف الرحيم لهذا قال ان هو الا نذير مبينا يدعو الخلق الى ما ينجيه من العذاب ويحصل لهم الثواب في ملكوت السماوات والارض فانهم اذا نظروا اليها وجدوها جنة جادة على توحيد ربها وعلى ما لا ما له من صفات الكمال وكذلك ينظر في جميع ما خلق من شيء فان جميع اجزاء العالم يدل على اعظم دلالة على الله وعلى علم الله وقدرته وحكمته وسعة رحمته واحسانه ونفوذ وغير ذلك من صفاته العظيمة الدالتها على تبرده بالخلق والتدبير الموجبة لان يكون هو المعبود المحمود المسبح الموحد المحبوب وقوله ان عسى ان يكون قد اقترب ينظر في خصوص حالهم ينظرون في الى انفسهم قبل ان يقترب اجلهم ويفاجئهم الموت وهم في غفلة معرضون فلا يتمكنون حينئذ من استدراك الفالق فباي حديث بعدهم يؤمنون اذا لم يؤمنوا بهذا الكتاب الجليل فبأي حديث يؤمنون بكتب الكذب والضلال ام بحديث ام بحديث كل مفتري دجال ولكن الضال لا حيلة له في ولكن الضالة لا حيلة فيه ولا سبيل الى هدايته لهذا قال تعالى من يضل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون اي اي هين يترددون لا يخرجون منه ولا يهتدون الى الحق. يسألونك عن الساعة ان ينام مرساها الايات. يقول تعالى لرسول محمد صلى الله عليه وسلم يسألونك ايها المكذبون هناك المعنتون عن الساعة ايام مرساة اي متى وقلتها التي تجيء به؟ ومتى تحل بالخلق؟ قل انما علمها عند ربك اي انه تعالى المختص بعلم اي لا يظهران لوقتها الذي قدر ان تقوم فيه الا هو ثقلت في السماوات والارض اي خفي علمها على اهل السماوات والارض واشتد امرها ايضا عليهم فهم من السعد مشرقون. لا تأتيكم الا بغتة اي فجأة من حيث لا يشعرون لا يستعدون لها ولا يتهيأون يسألونك كأنك هدي عنها اي هم او هم حريصون على سؤالك عن السعد كأنك مستحفي عن السؤال عنها ولم يعلموا انك لك مال علمك ربك ما ينفع السؤال عنه غير مبال بالسؤال عنها ولا حريص على ذلك فلما لا فلما لا يقتدون بك؟ ويكفون عن الاستحفاء عن هذا السؤال قال الخالي من المصلحة المتعذر علمه فانه لا يعلمها نبي مرسل ولا ملك منقرب. وهي من الامور التي اخفاها للخلق لكمال حكمة وسعة ان يقول انما وعند الله ولكن اكثر الناس لا يعلمون فلذلك حرصوا على ما لا ينبغي الحرص عليه. وخصوصا مثل ما حال هؤلاء الذين يتركون السؤال عن ما يجب عليه من العلم ثم يذهبون الى ما لا سبيل لاحد ان يدركه ولا هم مطالبون بعلمه دبروا لا يأتيني خير الا من الله ولا يدفع عني الشر الا هو وليس لي من العلم الا ما علمني الله تعالى وان فعلت الاسباب التي اعلم انها تنتج لي المصالح والمنافع وانا حذرت من كل ما يفضي الى سوء ومكروه للعلم بالاشياء قبل كونها وعلمي بما تقضي مما تفظي اليه ولكني لعدم علمي قد ينال مما ينالني من السوء وقد يفوتني ما يفوتني من مصالح الدنيا ومنافعها فهذا ادل دليل على اني لا اعلم على اني لاعلم لي بالغيب ان انا الا نذر انذر العقوبات الدينية والدنيوية والاخروية. وابين الاعمال آآ ذلك واحذر منها وبشير بالثواب العاجل والاجل. ببيان الامان والترغيب فيها اولئك ليس كل احد يقبل هذه البشارة والنذارة وانما ينتبه بذلك ويقبل المؤمنون وهذه الايات الكريمات مبينة جهنم يقصد النبي صلى الله عليه وسلم يدعوه لحصون نفع او دفن ضرب فانه ليس بيده شيء من الامر ولا ينفع من لم ينفعه الله ولا ينفعه الله عنه ولا له من العلم الا ما علمه الله تعالى وانما ينفع ارسل به من البشارة والنذارة. وانما ينفع من قبل ما ارسل به من البشارة النذر بذلك فهذا نفعه عليه السلام الذي افاق نفع الاباء في الله ايها الاخوان بما حث العبادة على كل خير وحذر من كل شر بينهم غاية البيان والايضاح هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل من الزوج ان يسكن اليها الايات اي هو الذي خلقكم ايها الرجال والنساء المنتشرون في الارض على كثركم وتفرقكم من نفس واحدة وهو ادم ابو البشر صلى الله عليه وسلم منها زوجها ان خلق من ادم زوجته حواء لاجل ان يسكن اليها لانها اذا كانت منه حصل بينهما من المناسبة والموافقة ما يقتضي سكنى قدم الى الاخر فان قال كل منهما الى صاحبه بزمام الشهوة فلما ترى الشاي تجللها مجامعا لها قدر الباري ان يوجد من تلك الشهوة وذلك الجماع النسل فحملت حبلا خفيفا وذلك في جدال الحمل لا تحز به الانثى ولا يدخلها فلما استمرت به واثقلت به حين كبر ببطنها فحينئذ صار في قلوبهما الشفقة على وعلى خروجه حي صحيح سالما لا افت به. فدعوا الله ربهم لئن اتيتنا ولدا صالحا اي صالحا تامة لا نقتضي لنكونن من الشاكرين. فلما اتاهما صالحنا على وقت ما طلبا وتمت عليهما النعمة فيه. جعل له شركاء في متى ما جعل للناس شركاء في ذلك الولد الذي انفرج الله بهذه النعمة بما قر به اعين الوالدين فعبداه لغير الله واما ان يسمي بعبد غير الله عبد الحارث وعبد العزة وعبد الكعبة ونحو ذلك او يشركا في الله في العبادة بعد ما من الله عليهما بما من النعم التي لا يحصيها احد من العباد وهذا ثقال من النوع الى الجنس فان اول الكلام في ادم وحواء ثم تقليل الكلام في الجنس ولا شك ان هذا موجود في الذرية الكثيرة ولذلك من انفسهم ازواجهم مجال بينهما من المودة والرحم ما يسكن بعضهم الى بعض ويلف ويتلذذ ويلتد به ثم دام الى ما به تحصل الشامة ولذته الاولاد والناس ثم اوجد الذرية في بطون الامهات وقتا مؤقتا وتتشوف اليه نفوسهم ويدعون الله ان يخرجه سويا صحيحا فاتم الله عليهم النعمة وانالهم مطلوبهم الا يستحق ان يعبدوه ولا يشركوا به عبادة احدا ويخلص له الدين. يعني هذا القول اه فلما اتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما اتاهما قال المصنف انتقال من النوع الى الجنس هو اختيار ابن كثير رحمه الله ولكن جمهور العلماء من المفسرين يقولون ان المثنى جعل له شركاء اتاهما راجع الى الابوين ادم وحواء وليس الى الجنس وان عدم سمى ابنه عبد الحارث. وهذا يسمى شركا لفظيا ولكن هذا الحديث لم يصح وما دام انه لم يصح فما قاله ابن كثير وما اختاره الشيخ السعدي هو الاولى. نعم قال رحمه الله ولكن الامر جاء على العتب فاشركوا بالله ما لم يخلقوا ما لم ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون ولا يستطيعون لهم اي لعبدها نصر ولا انفسهم ينصرون فاذا كانت لا تخلق شيئا ولا مثقال ذرة بل هي مخلوقة ولا تستطيع ان تدفع المكروه عمن يعبدها ولا عن انفسها فكيف تتخذ مع الله الهة ان هذا الا اظلم الظلم اسفل السفه. اي وان تدعوا ايها المشركون هذه الاصنام التي عبدتموها من دون الله الى الهدى لا يتبعوكم سواء عليكم ادعوتم وما انتم صامتون فصار الانسان احسن حالة منه منها لانها لا تسمع ولا تبصر ولا تهدي ولا تهدى وكل هذا اذا تصوره الذي بالعقل تصور مجردا جزم ببطلان الاهيتها من عبد وقوله ان الذين تدعون من دون الله عباد امثالكم الايات وهذا من نوع التحدي للمشركين والعابدين الا وثاني يقول تعالى ان الذين تدعون من دون لله عباد امثالكم اي لا فرق بينكم وبينهم فكلكم عبيد لله مملوك فان كنتم كما تزعمون صادقين في انها تستحق من العباد شيئا فليستجيبوا لكم فان استجابوا لكم وحصلوا مطلوبكم والا تبين انكم كاذبون في هذه الدعوة المفترون على الله اعظم البرياء. وهذا لا يحتاج الى سبيل فيه فانكم اذا نظرتم اليها طبتم صورة دالة على انه ليس لديها من النفع شيء شيء. فليس لها ارجو ان تمشي بها ولا اذ تبطش بها ولا عين تبصر بها. ولا اذان تسمع بها فهي عادمة من الالات والقوة الموجودة في الانسان فاذا كانت لا تجيبكم اذا دعوتموها فهي فهي عباد امثالكم بل انتم اكمل منها واقوى منها على الكثير من الاشياء فلاي شيء عبدت ولدوا شركاءكم ثم كيدوني فلا تنظرون اجتمعوا انتم وشركائكم على ايقاع السوء والمكروه ومن غير امهال ولا فانكم غير بالغين شيء من المكروه به. لان ولي الله الذي يتولاني فيجيبوا لي المنافع يدفع عني المضار. الذي نزل الكتاب الذي فيه الهدى الشفاء والنور وهو من وهو من توليه وتربيته لعباده الخاصة الدينية وهو يتولى الصالحين. الذين صلحت نيتهم اعمالهم اقوالا كما قال الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور. فالمؤمنون الصالحون ربهم بالايمان والتقوى ولم يتولوا غيرهم ممن لا ينفع ولا يضر. تولى هداهم الله بما لطف بهم واعنهم على ما فيهم خير المصلحة لهم في في دينهم ودنياهم ودفع عنهم ايمانهم كل مكروه كما قال تعالى عن الذين امنوا وقوله والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا انفسهم ينصرون. ان تدعوا من الهدى لا يسمع ولا يسمعون وتراهم ينظرون اليكم لا يبصرون وهذا ايضا في بيان عدم استحقاق هذه الاصنام التي يعبدونها من دون الله شيئا من العبادة لانها ليست لها استطاعة ولا اقتدارا في نصب انفسهم ولا في نصر عبدي وليس له قوة العقل والاستجابة فلو دعوتها الى الهدى لم تأتي وهي صور لا حياة فيها فتراهم ينظرون اليك وهم لا يبصرون حقيقة لانهم صوروها على صور صور من الادميين او غيرها قلت هذه حية واذا تمتها عرفت انها جمادات لا حراك فيها لا حراك بها ولا حياة فباي رأي تتخذه المشركون عليه مع الله ولاي مصلحة او نفع عكفوا عندها وتقربوا لها بانواع العبادات اذا عرف هذا عرف ان المشركين والهتهم التي ولو اجتمعوا وارادوا ان يكيدوا من تولواه فاطر السماوات والارض متولي احوال عباده الصالحين لم يقدروا على كيدهم قذرة من الشر بكمال عجين وعجزها وكمال قوة لا وقوة من احتمى بجلاله وتوكل عليه وقيل ان ما لا قوله وتراهم ينظرون اليك هم لا يبصرون ان الضمير يعيد للمشركين مكدم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ينظرون اليك يا رسول الله نظرة بريء يتبين به الصادقون الكاذبين ولكنهم لا يبصرون حقيقة بما يتبسمون وما يتوسمون متوسمون فيك من الجمال والكمال والصدق خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين هذه الاية جامعة لحسن الخلق مع الناس وما ينبغي من معاناتهم بل الذي ينبغي ان يعامل به الناس ان يأخذ العفو اي ما راحت به انفسهم وما سهل عليهم من الاعمال والاخلاق. فلا يكلفهم ما لا تسمع به طائع بل يشكر ما من كل احد ما قبلوا به من قول وفعل جميلهما او ما هو ذلك ويتجاوزان تقصيرهم ويغض طرفه عن نفسه فلا يتكبر على الصغير لصغره ولا ناقص العقل لنقصه الفقيه الفقر من يعامل الجميع باللطف والمقابلة بما تقتضي الحال تنشرح لهم صدورهم. وامر بالعرف اي بكل قول حسن وفعل جميل وخلق كامل للقريب البيت بدال ما يأتي الى الناس منك ان ما تعليم علم او حث على خير من صلة الرحم او بر الوالدين او بر الوالدين انه اصلاح بين الناس او نصيحة نافعة او رأي مصيبة ومعاة على بر وتقوى او زجني عن قبيح او ارشاد الى تحصيل مصلحة الدنيا الدينية مصلحة دينية او دنيوية ولما كان لا بد من اذية الجاهل وامر الله تعالى امر الله تعالى ان يقبل الجائر بالاعراض عنه واعد المقابلة بجهره فمن اذاك بقوله وفعله او لا تؤذي ولا ومن حرمك لا تحرمه ومن قطعك فصله من فاعدل في واما ما ينبغي ان يعامل به العبد الشيطان واما ما ينبغي ان يعامل به العبد شياطين الجن فقال تعالى من الشيطان نزغ فاستعذ بالله. الايات. اي واي وقت في اي وقت وفي اي حال ينزغنك ينزغنك من اي تحس منه بوسوسة وتثبيط عن الخير او حث عن الشر وايعاز اليه فاستعذ بالله التجئ واعتصم الى ابن الله واحتم بحماه واحتم بحماه فانه سميع لما يقول عليم بنيتك وضعفك وقوتك وقوة التجائك له فسيحميك من فتنته ويعطيك من وسوسته كما قال تعالى سورة ولما كان العبد لابد ان يغفل وينال منه الشيطان الذي لا يزال مرابطا ينتظر غرته ووفاته ذكر تعالى علامة المتقين والمغاوين وان متقي اذا احس بذنب وما اسه طائف من فان من فعل محرم او ترك واجب تذكر من اي باب اوتي ومن اي مدخل دخل الشيطان عليه. وتذكر ما اوجب الله عليه وما عليه من لوازم الايمان فابصر واصتغوا فقد افسد عليه كل ما ادركه واما اخوان اولياء فانهم اذا وقعوا في الذنوب ولا يزالون يمدونهم في الغي ذنبا بعد ذنب. والاخصر على ذلك بل الشياطين لا تقصر عنهم الاوائل وان النوم طمعت فيهم حين رأتهم القيادة لا وهم لا يقصرون عن فعل الشر. واذا لم تأتي باية قالوا لولا اشتميتها قل انما اتبع ما الي من ربي هذا بصائر من ربكم هود ورحمة لقومه يؤمنون. اي لا يزال هؤلاء المكذبون لك في تعنت وعند لو جاءتهم لو جاءتهم الاية الدالة على الهدى فاذا جئتم بشيء من الايات الدالة على صدقك لم ينقادوا. واذا لم تأتي باية من ايات الاقتراح التي يعينها قالوا لولا اجتبيتها اي هلا اخترت الاية فصارت الاية الفلانية والمعجل كانك انت المنزل الاية المدبر لجميع المخلوقات ولم يعلموا انه ليس لك من الامر شيء وان المعنى لو لو اخترعتها من نفسك قل انما اتمم ما اوحى الي من ربه فانا عبد متبع مدبر والله تعالى هو الذي ينزل الايات ويرسلها على حسب ما اقتضاه حمده. وطلبته وطلبته وطلبت وطلبته حكمته البالغة فان اردتم اية لا تضمحلوا على تعاقب الاوقات وحجة لا تطل على جميع الالات فهذا القرآن العظيم والذكر الحكيم فصائر من ربكم يستغفر بهم في جميع يستبصروا به في جميع المطالب الالهية والمقاصد الانسانية وهو الدليل المدلول فمن تفكر فيه وتدبر علم انه تنزيل من حكيم حليم الى يأتيه الباطل من بين ولا من خلفه وباقامة الحجة على كل من بالغة. ولكن اكثر الناس لا يؤمنون الا فمن امن فهو هدى له من من الضلال. ورحمة له من الشقاء المؤمنون مهتدون بالقرآن متبع وله سعيد في دنياه واخراه. واما من لم يؤمن به فانه ضال شقي في الدنيا والاخرة. واذا قرئ القرآن فاستمعوا لو انصتوا لعلكم ترحمون. هذا الامر عام في كل من سمع كتاب الله يتلى مأمور بالاستماع والانصات والفرق بين الاستماع للانصات ان الانصات في الظاهر بترك التحدث او الانشغال او الاشتغال بما ينشغل بما بما يشغل عن اجتماعه. واما الاستماع له فهو ان يلقي سمعه ويحضر قلبه ويتدبر ايستمع فان من لازم هذين الامرين حين يتلى كتاب فان من لازم على هذين الامرين حين يتلى كتاب الله فانه ينال خيرا كثيرا وعلما غزيرا وايمانا سميرا متجددا وهدى متزايدا وبصيرة في دينه. ولهذا رتب الله حصول الرحمة عليهما فدل ذلك على ان من توي عليهم كتاب لم يستمع له وينصت. انه محروم من انه محروم الحظ من الرحمة فانه قد فاته خير من تيسير فرق بين فاستمعوا وانصتوا فاستمعوا اطلبوا سماعه السين والتالي الطلب اطلبوا سماعه فاذا جئتم وطلبتم سماعه الان تحتاجون الى الانصات وانصتوا فلا يمكن آآ يعني الا الاجتماع اولا قري القرآن اجتمع. اطلب سماعه. ثم الانصات وهو عدم التحدث مع الاخرين ثم يحصل النتيجة لعلكم ترحمون. نعم. قال رحمه الله من اوكد ما يمر به مستمعي القرآن يستمع له وينصرف لصلاة الجارية اذا قرأ مأمور بالانصات حتى ان اكثر ان اكثر العلماء يقولون ان اشتغاله بالانصات اولى من قراءة الفاتحة وغيرها. وقوله واذكر ربك بنفسك تضرعا وخيبة مما دون الجار من قول بالغدو والاصال ولا تكن من الغافلين. الذكر لله تعالى يكون بالقلب ويكون باللسان ويكون وهو اكمل انواع الذكر واحواله. فامر الله تعالى عبده ورسوله محمدا صلى الله عليه وسلم اصلا وغيره تبعا بذكر ربه تبعا بذكر ابيه في نفسه اي مخلصا قال ينتظر عن اي متضرعا بلسانك مكررا لانواع الذكر وخيفة في قلبك بان تكون خائفا من الله وجها للقلب منه خوفا ان يكون عملك ان يكون عملك غير مقبول وعلامة الخوف ان يسعى ويجتهد في تثميل العمل والاصلاح والنصح به. ودون الجهر من القول اي كن متوسطا لا تجهر بصلاتك ولا تقبل بها وابتل بين ذلك سبيلا بالغدو اولى النار والاصال اخره. وهذا لمقتني لذكر الله فيهما مزية وفظيلة على غيرهما. ولا تكن من الغالفين من الغافلين ان الذين نسوا الله فانسوا انفسهم فانهم حرموا خير الدنيا والاخرة واعرضوا عن من اعرضوا عن من كل السعادة والفوز كل السعادة في ذكره وعبوديته اقبلوا على من كل الشقاوة والخيبة والخيبة كل الشقاوة والخيبة في الاشتغال به. وهذه من الاداب التي ينبغي للعبد ان يراعيها احق رعايته الاكثار من ذكر الله اناء الليل خصوصا طرفي النهار مخلصا خاشعا متضرعا متذللا ساكنا متواطئا عليه قلبه ولسانه وبادب ووقار واقبال على الدعاء واقبال على الدعاء والذكر واحضار له بقلبه وعدم غفلة فان الله لا يستجيب دعاء من قلب الله ثم ذكرت على ان له عبادا مستميدين مستديمين لعبادة ملازمين لخدمته وهم الملائكة فلتعلموا ان الله لا يريد ان يتكسر بعبادتكم من قلة ولا ليتعزز بها من ذلة وانما يريد نفع انفسكم وان تربحوا علينا ضعفاء ضعف ما عملتم فقال وحملة العرش والكروبيين لا يستكبرون عن عبادتي بل يدينونها وينقادون لاوامر ربهم ويسبحونه الليل والنهار. لا يفترون له وحده لا شريك له يسجدون فليقتدي العباد هاي الملائكة الكرام وليداوموا على عبادة الملك العلام تم تفسير سورة الاعراف ولله الحمد والشكر والثلاث وصلى الله على محمد واله وصحبه وسلم. احسنت بارك الله فيك. القراءة مع الشيخ عبد السلام. اه اختيار الشيخ بان القراءة لا يقرأ الانسان في الجهرية هذا قول جمع من العلماء ومنهم الامام احمد وهو المذهب عندهم والذي اختاره الامام الشافعي وهو رواية عن الامام احمد ان الفاتحة ركن. والركن لا يتحمله احد عن احد فاذا القراءة وراء الامام لا يخالف الانصات. بشرط الموافقة بشرط المتابعة. اما المسابقة من اموال الكفار وكانت هذه الايات في هذه السورة قد نزلت في قصة بدر اول غنيمة كبيرة غنمها المسلمون من المشركين وحصل بين بعض المسلمين فيها نزاع رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها فانزل الله تعالى يسألونك عن النزل فكيف تقسم على من تقسم حيث شاب الاعتراض لكم على حكم الله ورسوله بل عليكم اذا حكم الله ورسوله ان ترضوا بحكمهما وتسلموا الامر لهما وذلك داخل في قوله فاتقوا الله نواهيه واصلحوا ذات بينكم واصلحوا ما بينكم من التشاؤم والتقاطع والتدابر بالتوادد والتحابي والتواصل فبذلك تجتمع كلمتكم ويزول ما يحصل بسبب بسبب التقاطع من التخاصم والتشاجر والتنازع. تحسين الخلق لهم والعفو عن المسيئين منه فانه بذلك يزول كثير مما يكون في القلوب من البظاء والتدابر والامر الجامع لذلك كله قوله تعالى واطيعوا الله ورسوله ان كنتم مؤمنين فان الايمان يدعو الى طاعة الله وسولي كما ان من لم يطع الله ورسوله فليس مؤمنا وان نقصت الطاعات لله ورسوله فذلك لنقص ايمانه. ولما كان الايمان قسمين ايمانا كاملا تم عليه مدح وثناء والفوز التام وايمانا دون ذلك ذكر الايمانا الكامل فقال انما المؤمنون الف واللام لاستغراق الشامل لشرائع الايمان الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم خافت فوجبت لهم خشية الله تعالى فوجبت لهم خشية الله تعالى الكفاف عن المحارم فان خوف الله تعالى اكبر علامات ان يحجز صاحب اذ يحجز صاحبه عن ذنوب. واذا تليت عليهم اياته زادته ايمان وجد ذلك انهم يلقون ليلقون له السمع ويحضرون قلوبهم فعند ذلك يزيد ايمانهم لان التدبر من اعمال القلوب. ولانه لا بد ان يبين لهم يبين يبين لهم معنى كانوا يجهلونه ويتذكر يرون ما كانوا نسوه او يحدث في قلوبهم رغبة في الخير واشتياقا الى كرامة ربهم او وجلا من العقوبات وازدجارا عن المعاصي وكل هذا مما يزداد الايمان وعلى ربهم وحده لا شريك له يتوكلون ان يعتمدون في قلوبهم على ربهم في مصالحهم ودفع مضادهم الدينية والدنيوية بان الله تعالى سيفعل ذلك والتوكل هو الحامل للاعمال كلها صلاة الفرائض ونوافل باعمالها الظاهرة والباطنة كحضور القلب فيها الذي هو رح الصلاة ولبها مما رزقناهم ينفقون النفقات الواجبة كالزكوات والكفارات والنفقة الزوجات والاقارب وما ملكت ايمانهم المستحبة كالصدقة في جميع طرق الخير اولئك الذين اتصوا بتلك الصفات هم يؤمنون حقا لان الله نهى اصل النعم على الجوارح وافضل منها وفيها دليل على ان الايمان يزيد وينقص فيزيد من فعل الطاعة وينقص بضدها وانه ينبغي للعبد ان يتعاهد ايمانه وينميه ان اولى ما يحصل به ذلك تدبر كتاب الله تعالى والتأمل بمعانيه. ثم ذكر ثواب المؤمنين حقا فقال لهم درجات عند ربكم عالية بحسب علو اعمالهم ومغفرة لذنوبهم ورزق كريم وهو ما اعد الله لهم في دار كرامة ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ودل هذا على ان من لم يصل الى درجة في الايمان وان دخل الجنة فلن ينال ما نالوا من كرامة الله التامة. قوله تعالى كما اخرجك ربك من بيتك بالحق لايات قدمت على امام هذه الغزوة الكبرى المباركة مباركة الصفات التي على المؤمنين ان يقوموا بها ان من قام بها استقامت احواله وصلحت اعماله التي من اكبرها الجهاد في سبيله. فكما ان ايمانهم هو الايمان الحقيقي وجزاؤهم هو الحق الذي وعدهم الله بي كذلك اخرج الله رسوله صلى الله عليه وسلم بيته الى لقاء المشركين في بدر بالحق الذي يحبه الله تعالى وقد قدره وقضاه. وان كان المؤمنون لم يخطروا ببالهم في ذلك خروج انه يكون بينه وبين عدوهم قتال. فحين تبين لهم ان ذلك واقع جعل فريق من المؤمنين يجادلوا النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك ويكرهون لقاء عدوهم الى الموت وهم ينظرون والحال ان هذا لا ينبغي منه خصوصا بعدما تبين لهم ان خروجهم بالحق وما مما ومما امر الله به ورضيه فبهذه الحال ليس للجدال فيها محل. لان الجدال محله وفائدة عند اشتباه الحق والتباس الامر فاما اذا وضح وبان فليس الا الانقياد والاذعان. هذا وكثير من المؤمنين لم يجد منهم هذه المجادلة شيء ولا كرهوا لقاء عدوهم وكذلك الذين عاتبهم الله انقادوا للجهاد اشد الانقياد وثبتهم الله تعالى ما تطمئن به قلوبهم كما سيأتي ذكر بعضها وكان اصل خروجهم يتعرضون لعين خرجت مع ابي سفيان ابن حرب من قريش الى الشام قافلة كبيرة فلما سمعوا برجوعها من الشام ندم النبي صلى الله عليه وسلم خرج مع ثلاث مئة وبضعة عشر رجلا معهم سبعون بعيرا يعتقدون عليها ويحملون عليها متاعا فسمع بخبر من قريش فخرجوا لمنع اهلهم في عدد كثير وعدد وافرة من السلاح والخيل والرجال يبلغ عدده قريبا من الالف وعد الله المؤمنين اذا احبوا العير لقلة ذات يد المسلمين ولانها غير ذات الشوكة ولكن الله تعالى احب لهم واراد امرا على الاعلى مما احبوا. اراد ان يفروا بالنفير الذي خرج فيه كبراء المشركين وصناديدهم فيريد الله ان يحق الحق بكلماته فينصر اهله ويقطع دابر الكافرين اهل الباطل وريا عباده من نصره. ويري عباده من نصره للحق امرا لم لم يكن يخطر ببالهم ليحق الحق بما يظهر من الشواهد والبراهين على صحته ويبطل الباطل بما يقيم من الادلة والشواهد على بطلانه ولو كره المجرم المجرم ولا يبالي الله بهم اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم الايات اذكروا نعمة الله عليكم لما قارب التقاؤكم بعدوكم استغثتم بربكم طلبتم منه ان يعينكم وينصركم فاستجاب لكم واغاسكم بعدة امور منها. ان الله امدكم بالف من الملائكة مردفين يردف بعضهم بعضا وما الله وان زال الملائكة الا بشرى يستبشر بذلك نفوسكم وليطمئن قلوبكم والا فالنصر بيد الله ليس بكثرة عدد ولا عدد. ان الله عزيز لا يغالب غالبا من هو القهار الذي يخذل من بلغ ومن كثرة وقوة العدد والايات ما بلغوا حكيم حيث قدر الامور باسبابها ووضع الاشياء مواضعها واستجابته لدعائك ونزل عليكم نعسا يغشيكم اي فيذهب ما في قلوبكم من الخوف والوجل ويكون امنة لكم وعلامة على نصر الطمأنينة من ذلك انه انزل عليكم من السماء مطر يطهركم به من الحدث والخبث. وليطهركم به من وساوس الشيطان ورجزه وليربط على قلوبكم يثبتوها ان ثبات القلب اصل ثبات البدن. ويثبت به الاقدام فان الارض كانت سهلة دهسة. فلما نزل عليها المطر تلبدت وثبتت به الاقدام. ومن ذلك ان الله اوحى الى الملائكة اني معكم العون والنصر والتأييد فثبتوا الذين امنوا القوا في قلوبهم والهموهم عدوهم ورغبوهم في الجهاد وفضله سالقي في قلوب الذين كفروا الرعب الذي هو اعظم جند لكم عليهم. فان الله اذا ثبت المؤمنين والقى الرعب في قلوب الكافرين لم يقدر الكافرون على الثبات لو منحهم الله اكناثهما فاضربوا فوق الاعناق على الرقاب واضربوا منهم كل بنان مفصل وهذا خطاب اما للملائكة الذين اوحى الله اوحى الله اليهم ان يثبت الذين امنوا فيكون ذلك دليلا دليل على انهم باشروا القتال يومئذ او للمؤمنين يشجعهم الله ويعلمهم كيف يقتلون المشركين وانهم لا يرحمونهم. ذلك لانهم شاقوا الله ورسوله وحاربوهما وبارزوهما بالعداوة ومن يشاقق الله ورسوله فان الله يشدل العقاب ومن عقابه تسليط اوليائه على اعدائه وتقتيلهم. ذلكم العذاب المثفور فذوقوه ايها المشاقفون لله ورسوله عذابا معجلا وانا ان عذاب النار وفي هذه القصة من ايات الله العظيمة ما يدل على ان ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله حقا. منها ان الله وعدهم وعدا انجز هموه ومنها ما قال الله تعالى قد كان لكم اية في بيئتين التقتها بيئة تقاتل في سبيل الله واخرى كافرة يرون مثلهم راي العين اجابة دعوة الله للمؤمنين الا ما استغاثوا بما ذكره من الاسباب. وفيها الاعتناء العظيم بحال عباده المؤمنين وتقييد الاسباب التي بها ثبت ايمانهم وثبت اقدامهم عنه مكروه والوساوس الشيطانية منها ان من لطف الله بعبد من لطف الله بعبده ان يسهل عليه طاعته وييسر باسباب داخلية وخارجية. قول تعالى يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم الذين كفروا زحفا الايات امره تعالى عباده المؤمنين بالشجاعة الايمانية والقوة في امره في امره والسعي في جلب اسباب مقوية القلوب ونهاهم عن الفرار لو طغى الزحفان فقال تعالى يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم الذين كفروا زحفا اي في صف القتال اي في صف القتال وتزاحف الرجال واقتلاء بعضهم من بعظ فلا تولوه الادبار بل اثبتوا لقتالهم واصبروا على جلادهم فان في ذلك نصرة لدين الله وقوة لقلوب المؤمنين وارهابا للكافرين وبالغر يولهم يومئذ دبره الا متحرفا لقتالا متحيزا الى فئة فقد اي رجع بغضب من الله اي مقره جهنم ومأواه وهي مقر جهنم وبئس المصير. وهذا يدل على ان الفرار من الزحم بغير عذر من اكبر الكبائر كما ورد بذلك الحديث الصحيحة كما نص هنا على وعيده بهذا وعيد الشهيد ومفهوم الايات ان المتحالف القتال هو الذي ينحرف من جهة والاخرى ليكون امكن له بالقتال وانكى لعدوه. فانه لا بأس بذلك لانه لم يولد دبره وانما ولى دبره وليستعلي على عدوه او يأتيه من محل يصيب فيه غرته او ليخدعه بذلك ولذلك من مقاصد المحاربين. وان تمنعه وتعينه على قتال الكفار فان ذلك جائز فان كانت الفئة في العسكر فالامر في هذا واضح وان كانت الفئة في غير محل معركتك لزام المسلمين بين يدي والتجائهم الى بلدهم وبلدان المسلمين او الى عسكر اخر من عسكر المسلمين فقد ورد من اثار الصحابة ما يدل على ان هذا جائز ولعل هذا يقيد بما اذا ظن المسلمون ان الهزام احمد عاقبة وابقى عليهم. اما اذا ظن المسلمون ان الهزام احمد عاقبة وابقى عنه اذا ظن اما اذا ظنوا غلبتهم للكفار في ثباتهم لقتالهم فيبعد في هذه الحال ان تكون من الاحوال المرخص فيها لانه على هذا لا يتصور الفرار المنهي عنه وهذه الاية مطلقة مطلقة وسيأتي في اخر السورة تقيدها بالعدد قوله تعالى فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت اذ رميت الايات يقول تعالى لما انهزم يمسكون يوما وقتل المسلمون فلم تقتلوهم بحولكم وقوتكم ولكن حيث اعانكم على ذلك بما تقدم ذكره. وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى وذلك النبي صلى الله عليه وسلم وقت القتال دخل عريش وجعل الا يدعو الله ويناشده بنصرته ثم خرج منها فاخذ حفلة من تراب فرماها في وجوه المشركين فاوصلها الله الى وجوههم. فما بقي منهم واحد الا وقد اصاب وجهه ها هو وفمه وعينيه منها فحين انكسر حدهم وتر زندهم وبان فيهم الفشل والضعف فانهزموا. يقول تعالى انبه لست حين رميت التراب اوصلته الى اعينهم وانما اوصلناه اليهم بقوتنا واقتدارنا وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا اي ان الله انا قادر على اتصال المؤمنين بالكافرين من دون مباشرة قتالا ولكن الله اراد ان يمتحن المؤمنين ويوصلهم بالجهاد الاعلى الدرجات وارفع المقامات ويعطيهم اجرا حسنا وثوابا شكرا جزيلا ان الله سميع عليم ان يسمع تعالى ما اسر به العبد وما اعلن ويعلم ما في قلبه ومن نيات الصالحة وضدها فيقدر على العباد اقدارا موافقا العلمي وحكمته ومصلحة عباده ويجزي كل بكل بحسب نيته وعمله. ذلكم النصر من الله لكم وان الله موهل كيد الكافرين كل متن وكيد يكيدون به الاسلام واهله وجاعل مكره محيقا بهم. ان تستفتحوا ايها المشركون تطلبون من الله ان يوقع بأسه وعذاب على المعتدين الظالمين فقد جاءكم الفتوحين اوقع الله بكم من عقابه مكانك لكم وعبرة للمتقين. وان تنتهوا عن الاستفتاح فهو خير لكم انه ربما امهلكم ولم تعجل لكم النقمة وان تعودوا الى استفتاح وقتال حزب الله المؤمنين نعد في نصرهم عليكم ونأتوني عنكم فتنتكم واعوانكم وانصاركم الذين تحاربون وتقاتلون معتمدين عليهم شيئا وان الله وان الله مع المؤمنين ومن كان الله معه فهو منصور وان كان ضعيفا عدده وهذه المعية التي اخبر الله انه يؤيد بها المؤمنين تكون بحسب ما قاموا به من اعمال الاوقات ما ليس ذلك الا تفريط من المؤمنين وعدم القيام بواجب الايمان بمقتضاه الا فلو قاموا بما امر الله به من كل وجه لمن هزم لهم راية مستقرا ولا ادل عليهم عدوهم ابدا قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وانتم تسمعون لما اخبر تعالى انهم علموا ان امرهم ان يقوموا بمقتضى الايمان الذي يدركون معيته قال يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله ورسوله امتثال امرهما واجتناب نهيهما ولا تولوا عنه. اي عن هذا الامر الذي هو طاعة الله وطاعة رسوله وانتم تسمعون ما يتلى عليكم من كتاب الله واوامره وصايا ونصائب توليكم في هذه الحال من اقبح الاحوال. ويحتمل ولا تولوا عنه يعني عن الرسول. يحتمل هذا التفسير ايضا نعم قوله تعالى ولا تكونوا كالذي كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون لا تكتفوا بمجرد دعوى الخالية التي لا حقيقة لها فانها حالة لا رسوله فليس الايمان بالتمني والتعلي ولكنه ما وقر في القلوب وصدقته الاعمال. قوله تعالى ان شر الدواب عند الله الصم البكم والاية يقول تعال انشر الدواب عند الله من لم من لم تفد فيه الايات والنذر هم الصوم عن استماع الحق والبكم عن النطق به الذين لا يعقلون ما يفهم ويكسرون ويؤثرون على ما يضرهم فهؤلاء شر عند الله من شرار الدواب لان الله اعطى مسمعا نافذة ليستعملها في طاعة الله في معاصي وعدموا بذلك الخير الكثير فابوا هذه الطريقة واختاروا لانفسهم ان يكونوا من شر البرية والسمع نفاه الله عنهم سمع المعنى المؤثر في القلب واما سمع الحجة فقد قامت حجة الله تعالى عليه بما سمعوه من اياته انه لم يعلم فيه خيرا يصلحون يصلحون به لسماع اياته ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم ولو اسمعهم على الفرض والتقدير لتولوا عن الطاعة وهم لا التفات لهم الى الحق بوجه من الوجوه وهذا دليل على ان الله تعالى يمنع الايمان والخير الا لمن لا خير فيه الذي لا يشكو لديه ولا يثمر عنده وله حمد تعالى والحكمة في هذا. قوله تعالى يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم لاياته ما يقتضيه الايمان منه واستجابة الله والرسول صلى الله عليه وسلم انقياد لما امر به والمبادرة الى ذلك والدعت اليه واجتناب لما نهي عنه الانكفاف عنه والنهي عنه اذا دعاكم لما يحييكم وصف ملازم لكل ما دعا الله ورسوله اليه وبيانا لفائدته وحكمته فان حياة القلب الروحي بعبودية الله تعالى ولزوم طاعة وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم على الدوام ثم حذر عن عدم استجابة الله وللرسول فقال واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه فاياكم ان تردوا امر الله اول ما يأتيكم ويحال بينكم وبينه اذا اردتموه بعد ذلك وتختلف قلوبكم فان الله يحول بين المرء وقلبه. يقلب القلوب حيث شاء ويصرف عنا شاء فليكثر العبد من قول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك يا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك. وانه اليه تحشرون اي تجمعون ليوم لا ريب فيه يجازي المحسن باحسانه بعصيانه واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموكم خاصة بل تفسير فاعل الظلم وغيره وذلك اذا ظهر الظلم فلم فان عقوبته تعم الفاعلة هذه الفتنة بالنهي عن المنكر وقمع اهل الشر والفساد والا يمكنوا من المعاصي والظلم كان واعلموا ان الله شديد العقاب لمن تعرض لمساخطه وجانب رضاه واذكروا اذا انتم قليل المستضعفون في الارض الاية يقولوا تعالى يؤديه الى نصره بعد الذلة وتكفيره بعد القلة واغنائه بعد العيلة المستضعفون في الارض مقهورون تحت حكم غيركم تخافون ان يتخطفكم الناس يأخذونكم فاواكم وان يوعدكم بنصره ورزقكم من الطيبات. فجعل لكم بلدا تهون اليه وانتصر من اعدائكم على ايديكم وغنيتم من اموالهم ما كنتم به اغنياء لعلكم تشكرون الله العظيمة واحسانه التام بان تعبده ولا تشركوا به شيئا. يا ايها الذين امنوا لا تخونوا الله والرسول لا تخونوا امانتكم الايتين يؤدوا ما ائتمنهم الله تعالى عليه من اوامره ونواهيه فان الامانة قد عرض الله على السماوات والارض والجبال فبين يحملن ويشفقن منها وحمل الانسان لو كان ظلما جهولا فمن الامانة تستحق من الله الثواب الجزيلة ومن لم يؤدها بالخنز وصار خائن ولامانته ومنقصا لنفسه بكون اتصفت بكونه اتصفت نفسه باخص صفات واقبح الشيات وهي وهو الخيانة مفوتا لها اكمل الصفات واتمها وهي الامانة ولما كان امتحنا بامواله واولاده فربما حمله محبته ذلك على تقديم هوى نفسه على اداء قوله تعالى يبتلي الله تعالى بهما عباده وانها عارية ستؤدى لمن اعطاها وترد لمن استودعها وان الله عنده وجه عظيم فان كان لكم عقل ورأي فاسروا فضل الله العظيم فضله العظيم على لذة صغيرة فانية مظحلة فالعاقل يوازن بين الاشياء ويسر اولاها ويؤسر اولاها بالايثار واحقها بالتقديم قوله تعالى يا ايها الذين امنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم والايات امتثال لعبده تقوى ربه عنوان السعادة وعلامة الفلاح وقد رتب الله على التقوى من خير الدنيا والاخرة شيئا كثيرا فذكر هنا ان من اتقى الله حصله اربعة اشياء كل واحد منها خير من الدنيا وما فيها. الاول الفرقان وهو العلم والهدى الذي يفرق بين صاحبه بين الهدى والضلال والحق والباطل والحلال والحرام واهل السعاية من اهل الشقاوة الثاني والثالث تكفير السيئات ومغفرة الذنوب وكل واحد منهما داخل في الاخر عند الاطلاق وعند الاجتماع يفسر تكفير السيئات بالذنوب الصغائر ومغفرة الذنوب تكفير الكبائر. هاي فايدة لطيفة. انه اذا اجتمعت تكفير السيئات مع مغفرة الذنوب فالمقصود بتكفير السيئات الصغائر بمغفرة الذنوب والكبائر. نعم الرابع الاجر العظيم والثواب الجزيل لمن اتقاه واثار رضاه على هوى نفسه والله ذو الفضل العظيم. قوله تعالى واذ يذكر بك الذين كفروا ليثبتوك ويقتلوك الاية واذكر يا ايها الرسول ما من الله به عليك اذ يمكر بك الذين كفروا حين تشاء المشركون في جهنم فيما يصنعون بالنبي صلى الله عليه وسلم مما يثبته عنده في وينفقوه واما ان يقتلوه فيستريحوا بزعمهم من شره واما ان يخرجه ويجلوه من دياره فكل فكل ابدى من هذه الاراء رأيا رآه فاتفق رأيهم على رأي رآه الشرير وابو جهل لعنه الله. وهو ان يأخذ من كل قبيلة من قبائل قريش فتنوا يعطوا ويقتله الجميع قتلة رجل واحد ليتفرق دمه في القبائل فيرضى ابن هاشم فلا يقدرون على مقاومة جميع قريش رصدوا للنبي صلى الله عليه وسلم في الليل يوقع به اذا قام من فراشه فجاءه الوحي من السماء وخرج عليه فجر على رؤوسهم التراب وخرج واعمى الله ابصارهم عنه عايز حتي وقال خيبكم الله قد خرج محمد وذر على رؤوسكم التراب فنقض كل منهم التراب الرأس ومنع الله ورسوله منه واذن له في الهجرة الى المدينة فهاجر اليها وايده الله باصحابه المهاجرين والانصار ولم يزل يعلو حتى دخل مكة عنوة وقاهر اهلها فاذعنوا له وصاروا تحت حكمه بعد ان خرج مستخفيا بعد ان خرج مستخفيا منهم خائفا على فسبحان اللطيف بعبده الذي لا يغالبه مغالب. وقوله واذا تتلى عليهم اياتنا قالوا قد سمعنا الايات يقولوا في بيان عناد المكذبين للرسول صلى الله عليه وسلم ينزل عليهم اياتنا الدالة على صدق ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم قالوا قد سمعنا لو نشأ ولقلنا مثل هذان هذان الى وهذا عنادهم وظلمهم والا فقد تحداهم الله تعالى ان يأتوا بسورة من مثله من دون الله فهذا القول الصادر من هذا القائل مجرد دعوة كاذبة كذب مجرد دعوى كذبه الواقع وقد علم انه صلى الله عليه وسلم امه لا يقرأ ولا يكتب ولا وهل يدرس من اخبار الاولين فاتى باهل الكتاب الجليل الذي لا يأتي الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد واذ قال اللهم ان كان هذا الذي يدعو محمد هو الحق من عندي كما امطر علينا حجارة من السماء او ائتنا بعذاب اليم قالوه على وجه الجزم منهم بباطنهم والجهل ما ينبغي من الخطاب فلو انهم اذا قاموا على باطلهم من الشبه والتمويهات ما اوجب لهم ان يكونوا على بصيرة ويقين منهم قالوا لمن ناظرهم وادعى ان الحق معه كان هذا هو الحق من عندك فاهدنا له لكان اولى له واسترا لظلمهم فمذ قالوا اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك الاية عليا بمجرد انهم السفهاء والاغبياء الجهلة الظالمون فلو عاجلهم الله بالعقاب لما ابقى منهم باقية ولكنه تعالى دفع عنهم العذاب بسبب وجود الرسول صلى الله عليه وسلم فقال وما كان الله ليعذبهم فوجوده صلى الله عليه وسلم بين اظهرهم امانة لهم من العذاب وكانوا مع هذه وكانوا مع قولهم هذه المقالة التي يظهرونها على رؤوس الاشهاد يدرون بقبحها فكانوا يخافون من وقوعها فيهم فيستغفرون الله تعالى فلهذا قال وما كان الله ليعذبهم وهم يستغفرون فهذا مانع يمنع من وقوع العذاب بهم بعد ما انعقدت اسبابه. النبي صلى الله عليه وسلم توفي فهذا المانع قد ذهب. وبقي المانع الاخر وهو الاستغفار. فعليكم بلزوم الاستغفار تدفعون النقم والعقوبات والفتن عن بلادكم. وعن نعم ثم قال تعالى وماله من لا يعذبهم الله اي شيء يمنعهم من عذاب الله وقد فعلوا ما يوجب ذلك وصد الناس عن بيت الحرام خصوصا صدهم النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه الذين انهم اولى به منهم ولهذا قال وما كانوا اي مشركون اولياءه يحتمل ان الظمير يعود الى الله اي اولياء الله ويحتملوا ان يعود الى المسجد الحرام او ما كانوا اولى من غيرهم ان اولياؤه الى المتقون هم الذين امنوا بالله ورسوله افرجوا الله بالتوحيد والعبادة واخلصوا له الدين. ولكن اكثرهم لا يعلمون فلذلك قد دعوا لانفسهم امرا امرا غيرهم اولى به. وما كان صلاتهم عند البيت الا مكان وتصدية للاية يعني ان الله تعالى انما جعل بيته الحرام ان يقام فيه دينه وتخلص له فيه العبادة والمنون والذين قاموا بهذا الامر واما هؤلاء المشركون الذين يصدون عنه فما كان صلاتهم فيه التي هي اكبر انواع العبادات الاصلية صفيرا وتصفيقا فعل الفعل الجهلة الاغبياء الذين ليس في قلوبهم تعظيم لربهم ولا معرفة بحقوقه ولا احترام لافضل البقاع واشرفها فاذا كانت هذه صلاته فكيف ببقية العبادات باي شيء كانوا اولى بهذا البيت من المؤمنين الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين عن اللغو معرضون الى اخر ما الى اخر ما وصفهم الله تعالى به من الصفات الحميدة والافعال السديدة لا جرم اورثهم الله الحرام ومكنه منه وقال لهم بعد ما مكن لهم فيه يا ايها الذين امنوا انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامين هذا وقال هنا فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون قوله تعالى ان الذين كفروا ينفقون اموالهم ليصدوا عن سبيل الله لا يقول تعالى ومن بين عداوة مشركين وكيدهم ووكلهم بارزهم الله ورسوله وسعيه في اطاء نوره واخماد كلمته وان كريم سيعود عليهم ولا يحق المكر السيء الا باهله فقال ان الذين كفروا ينفقون اموالهم ليصدوا عن سبيل الله ليبطلوا الحق وينصروا الباطل ويبطلوا ويبطل توحيد الرحمن ويقوم دين عبادة الاوثان فسينفقونها فسيصدر فسيصدرون هذه النفقة وتخف وتخف عليهم لتمسك لتمسكهم بالباطل وشدة بغض بغضهم للحق ولكنها ستكون عليهم حسرة ندامة وخزيا وذلا ثم فتذهب اموالهم وما املوا ويعذبوا وما املوا ويعذبون في الاخرة اشد العذاب ولهذا قال والذين كفروا الى جهنم يحشرون ويجمعون اليها ليذوقوا عذابها وذلك لانها دار الخبث والخبائث. والله تعالى يريد ان يميز الخبيث من الطيب ويجعل كل واحدة من على وفي دار تخصه فيجعل الخبيث بعضها على بعض من الاعمال والاموال والاشخاص هم الخاسرون الذين خسروا انفسهم واهليهم يوم القيامة الا ذلك والخسران المبين. قل للذين كفروا ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف. الايات هذا من لطفه تعالى من عباده لا يمنع كفر العباد ولا استمراره بالعناد من ان يدعوه الى طريق الرشاد والهدى وينهاهم عن ما يهلكهم من اسباب الغي والردى فقال قل للذين كفروا ينتهوا عن كفرهم وذلك باسلام الله وحده لا شريك له يغفر لهم ما وقد سلم منهم الجرائم وان يعودوا الى كفرهم وعنادهم فقد مضت سنة الاولين به الاكل وبالمكذبات من انتظروا ما حل بالمعاندين يستأجر فهذه فهذا خطابه للمكذبين. واما خطابه المنير عندما امرهم بمعاملة كافرين فقالوا قاتلوهم حتى لا تكون فتنة عن سبيل الله فهذا المقصود من القتال والجهاد لاعداء الدين ان يتبع شرهم عن الدين وان يذب عن دين الله الذي خلق والقلم حتى يكون هو العاني على سائر الاديان فانتهوا عما هم عليه من الظلم فان الله تعالى فان الله ما يعملون بصير لا تخفى عليه من الخافية وان تولوا عن الطاعة واوضعوا في الاضاعة فاعلموا ان الله مولاكم نعم المولى الذي يتولى عباده ويوصل اليهم مصالحه وييسر لهم منافعهم الدنيا والدنيوية ونعم النصير ونعم النصير الذي ينصرهم فيدفع عنهم كيد الفجار وتكالب الاشرار ومن ومن الله تعالى مولاه وناصره فلا خوف عليه ومن كان الله عليه فلا عز له ولا قائمة له. احسنت بارك الله فيك نكتفي بهذا ان شاء الله تفكروا معي لو نجعل القراءة يوم الجمعة والسبت من الساعة الثانية ظهرا ان كان يناسبكم تشاوروا مع انفسكم نسأل الله ان يبارك لنا ولكم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك