لما اقام القرآن الحجة على النصارى وابطل دعواهم في الوهية المسيح دعا اهل الكتاب الى التوحيد والاقتداء بابراهيم عليه السلام اذ كانت ملته الحنيفية السمحة وهي ملة الاسلام. ولم يكن يهوديا ولا نصري غنيا كما زعموا الف نعمة القرآن. هو روضة تزداد في وجداني هل في وجودك نعمة القرآن وروضة تزدان في الوجدان عمران ازدهت ارواحنا وسمت بها لمراتي الاحزاب زهراء وحي نستظل بظلها بخلاصة التفسير للقرآن اعوذ بالله من الشيطان الرجيم فمن حاجك فيه من بعد ما من العلم فقلت تعالوا فقل تعالوا ندعو ابناءنا وابناؤنا ونساءنا ونساءكم وانفسنا انفسكم ثم نبتهل ثم نبته فنجعل لعنة الله على الكاذبين ان مثل عيسى كمثل ادم. ومن اراد الانصاف وطلب الحق علم ان البيان قد بلغ الغاية القصوى في الوضوح. فعند ذلك وجه الله تعالى نبيه عليه الصلاة والسلام الى انهاء مرحلة الجدل والمناظرة مع نصارى نجران. وان يدعوهم الى المرحلة الاخيرة. يا محمد من جادلك من اهل الكتاب في شأن عيسى عليه السلام زاعمين انه اله او ابن اله من بعد ما ظهر لك الحق وجاءك العلم الصحيح في شأنه فلا تبادلهم المجادلة. فانهم لا يقتنعون بالدليل بل اقطع الكلام معهم وعاملهم معاملة المعاند. بان تدعوهم الى المباح هلا وقل لهم تعالوا ننادي للحضور ابناءنا وابناءكم ونسائنا ونساءكم انفسنا وانفسكم ونجتمع كلنا في مكان واحد ثم نتضرع الى الله بالدعاء. ان ان ينزل لعنته على الكاذبين. فلما رأى نصارى نجران الجد والتهيؤ من النبي عليه الصلاة والسلام خلوا وتشاوروا. واخذ العاقب والايهم وهما من اكابر نصارى نجران يقول احدهما للاخر لا تفعل. فوالله لان كان محمد نبيا فلاعننا لا نفلح نحن ولا عاقبنا من بعدنا. خافوا وامتنعوا عن المباهلة. وهذا يثبت انهم في قرارة عرفوا ان محمدا رسول من عند الله. صلى الله عليه وسلم. لكنهم بالرغم من ذلك ابوا اظهار اسلامهم وصالحوا النبي عليه الصلاة والسلام على دفع الجزية. والنبي عليه الصلاة والسلام اعطاهم ذمة الله وذمة رسوله وبعث معهم ابا عبيدة ابن الجراح. وشاء الله ان ينتشر الاسلام في نجران وذكر ابن سعد ان السيد الايهم والعاقبة رجعا بعد ذلك فاسلما الحمد لله رب العالمين. ان هذا لهو القصص الحق وما من اله الا الله وان الله الا هو العزيز الحكيم. انما اخبرناك به يا محمد من قصة عيسى عليه السلام ونبوته وبشريته لهو القصص الثابت. والحق الذي لا شك فيه. وما من معبود بحق الا الله لا عيسى ولا غيره. لان الله تعالى هو العزيز الغالب الذي لا يقهر. والحكيم في خلقه وتدميره. وفي هذا التذليل رد على النصارى. الذين يزعمون ان المسيح اله ومع ذلك يعتقدون بانه اهين وقتل وصلب وعجز عنان يدافع عن نفسه فان تولوا فان الله عليم بالمفسدين فان اعرض النصارى عن الاقرار بالتوحيد واصروا على زعمهم بالوهية المسيح فهم المفسدون. والله عليم بهم وسيجازيهم على ذلك باشد العقوبة. وفي الايات التالية سنرى حشدا من الحقائق والتوجيهات وهو شوط في المعركة الضخمة التي تعرضها صورة ال عمران دائرة بين اهل القرآن واهل الكتاب. قل يا اهل الكتاب الو الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا الا الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله اه فان تولوا فقولوا اشهدوا بان مسلمون لما اقام القرآن الحجة على اليهود والنصارى في شأن المسيح عليه السلام وجه القرآن اربع نداءات عامة للفريقين في الايات التالية. النداء الاول قل لهم يا محمد يا معشر اليهود والنصارى هلموا الى كلمة ذات عدل وانصاف بيننا بينكم انها دعوة الى التوحيد. ان نفرض الله تعالى وحده بالعبادة. فلا نعبد مع الله احدا مهما كانت منزلته ومكانته. ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا. يعبدون ويطاعون من دون نعم فمنهم من عبد العزير ومنهم من عبد المسيح ومنهم من اطاع الاحبار والرهبان فيما قال له وحرمه. فان اعرض اليهود والنصارى عن التوحيد ورفضوا قبول تلك الدعوة العادلة. فقولوا لهم اذا انتم يا معشر اهل الكتاب اشهدوا لنا باننا موحدون مسلمون مقرون لله تعالى بالوحي مخلصون له بالعبادة في ابراهيم وما انزلت التوراة والانجيل والا من بعده. افلا تعقلون اما النداء الثاني فقد تضمن نهي اليهود والنصارى عن الجدال بالباطل. في شأن ابراهيم عليه السلام. ذكر بعض المفسرين ان نصارى نجران واحبار اليهود اجتمعوا عند رسول الله صلى الله عليه واله وسلم نازعوا. قالت الاحبار ما كان ابراهيم الا يهوديا. وقالت النصارى ما كان ابراهيم الا فانزل الله هذه الاية. ومعناها لا يسوغ لكم يا معشر اليهود والنصارى ان تجادلوا في دين ابراهيم وشريعته. فيدعي اليهود انه كان يهوديا. ويدعي النصارى انه كان نصرانيا. وانتم ان اليهودية والنصرانية لم تظهر الا بعد موت ابراهيم عليه السلام بوقت طويل. والمتقدم على الشيء لا لا يمكن ان يكون تابعا لشيء متأخر عنه. افلا تعقلون بطلان قولكم؟ ها انتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلما تاجون فيما فلما تحاجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وانتم لا تعلمون مظهر اخر من مظاهر مخالفة اهل الكتاب لمقتضيات العقول السليمة. انتم يا معشر اهل الكتاب جادلتم في امر لكم به نوع من العلم والمعرفة. وهو شأن عيسى عليه السلام. فقد عشتم زمانه. فزعمتم ما زعمتموه لكن كيف ابحتم لانفسكم ان تجادلوا في امر ليس لكم به علم اطلاقا وهو جدالكم في ديني وشريعتي ابراهيم عليه السلام. فانتم لم تعاصروه. واديانكم جاءت بعد موته بازمان طويلة. افلست هذه جهالة وحماقة! لكن الذي يعلم الحق من امر ابراهيم عليه السلام هو الله. اما انتم فلا تعلمون ذلك. ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما. وما كان من المشركين الله تعالى يبرأ ابراهيم عليه السلام من كل دين يخالف دين الاسلام فما كان ابراهيم يهوديا كما زعم اليهود. ولا نصرانيا كما زعم النصارى. ولا مشركا كما زعم مشرك العرب بل كان ابراهيم مائلا عن الاديان الباطلة كلها مسلما موحدا لله تعالى الذين اتبعوه وهذا النبي والذين امنوا والله ولي المؤمنين. هنا يصدر الله حكمه الحاسم العادل في هذه القضية التي كثر فيها الجدل بين اليهود والنصارى مشرك العرب ان احق الناس بالانتساب الى ابراهيم عليه السلام ثلاثة اصناف الصنف الاول اتباع ابراهيم عليه السلام في عصره وبعده. الصنف الثاني النبي محمد عليه الصلاة والسلام. الصنف الثالث الصحابة ومن تبعهم من هذه الامة. هؤلاء هم الجديرون بان يقولوا نحن على ديني وملة ابراهيم عليه السلام. لانهم اتبعوا ملة ابراهيم حقيقة. اما انتم قد خالفتم ملة ابراهيم ووقعتم في الشرك. والله ناصر المؤمنين وحافظون هل في الوجود نعمة القرآن؟ هو روضة وبآل عمران ازدهت وسمت بها لمراتبي الاحساء زهراء وحين نستظل بظلها بخلاصتك تفسيري للقرآن مم