تواصل ايات سورة البقرة في بيان موقف بني اسرائيل من القرآن الكريم الذي نبذوه وراء ظهورهم واتبعوا ما القت عليهم الشياطين من بالسحر والشعوذة وعادوا اهل الاسلام. عداوة لا باعث عليها الا الحسد وسبابها لمراتب الاحسان امين وبحكمة احيانا بخلاصة لا تهجروا القرآن يا احبابي فهو الشفيع لنا بيوم حسابي وهو المعلم يا اولي الالباب هيا بنا نحيا به هيا بنا بخلاصة اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولقد انزلنا اليك ايات بينات وما يكفر بها الا الفاسقون. اخذ القرآن الكريم في تثبيت اعد النبي عليه الصلاة والسلام وتسليته عما يفعله معه اليهود. فالايات التي انزلت عليك يا محمد هي ايات واضحات دالات على صدقك ونبوتك. وقد كشف القرآن هنا عن علة كفر بني اسرائيل انها الفسوق وانحراف الفطرة. فالطبيعة المستقيمة الصادقة لا يسعها الا الايمان اوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل اكثرهم لا يؤمنون ومن سوء حال اليهود انهم كلما اعطوا عهدا نقضه جماعة منهم. ومن تلك العهود الايمان بنبوة محمد عليه الصلاة والسلام كما ورد في التوراة عندهم هذا العهد نقضه فريق منهم بل اكثر هؤلاء لا يؤمنون بالتوراة حقيقة. لان يحمل صاحبه على الوفاء بالعهود والمواثيق ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما ومعه النبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب كتاب الله ظهورهم كأنهم لا يعلمون ثم تحدث القرآن بعد ذلك عن نبذهم لكتاب الله. فحين جاء الى اليهود رسول من عند الله وهو محمد عليه الصلاة والسلام. الذي يجدونه ووصفه مكتوبا عندهم في التوراة. طرح احبارهم وعلماؤهم تعاليم التوراة وراء ظهورهم. غير مبالين بها حتى لكأنهم يجهلون انها من عند الله تعالى واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما انزل على الملكين بباب لهاروت وما وما يعلمان من احد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا اتكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضالين به من احد الا باذن اما ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الاخرة من خلاء ولبئس ما شروا به انفسهم لو كانوا يعلمون وهنا تحكي الاية الكريمة لونا اخر من ضلال اليهود واتباعهم للاباطيل. فهم بعد ان نبذوا التوراة وراء ظهورهم اتبعوا طرق السحر والشعوذة التي كانت تحدثهم بها الشياطين في عهد ملك سليمان وفي زمانه. وفوق هذا افتروا على سليمان عليه السلام بانه كان ساحرا يركب الريح. وانه ارتد في اواخر حياته للاصنام وبنى لها المعابد الى غير ذلك من الاكاذيب التي الصقوها بسليمان. وهو منها بريء ولقد كذبهم الله تعالى في هذا الزعم بقوله وما كفر سليمان اي بتعلم السحر والعمل به كما يزعم هؤلاء. ولكن الشياطين هم الذين كفروا بتعلم السحر وبتعليم للناس وكانت الشياطين تعلم الناس السحر وما انزل على الملكين هاروت وماروت بمدينة بابل بالعراق وقد انزلهم الله ابتلاء وامتحانا للناس وكان هذان الملكان لا يعلمان السحر لاحد حتى ينصحانه ويحذرانه فيقولان له انما نحن ابتلاء وامتحان للناس فلا تكفر بتعلمك السحر فلم يسمع لنصحهم كثير من الناس واخذوا يتعلمون منهما علم السحر ما يكون سببا في التفريق بين الزوجين بزرع البغضاء بينهما ونبه القرآن الكريم الى ان السحرة مهما ملكوا من الامكانيات فهم لا يستطيعون الحاق الضرر باحد الا باذن الله تعالى ومشيئته ثمان هذه الاية اكدت بان الذين يتعلمون السحر انهم يحصدون الضرر لا النفع ولقد علم اليهود الذين نبذوا كتاب الله واستبدلوا به السحر انهم ليس لهم في الاخرة من حظ ولا نصيب لانهم اثروا السحر على كتاب الله تعالى ولبئس هذا الشيء الذي باعوا به انفسهم لو كان لهم علم او فهم او ادراك وهنا يجدر التذكير بفعالية سورة البقرة في ابطال كيد السحرة قال النبي عليه الصلاة والسلام اقرؤوا البقرة فان اخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة اي كبار السحرة. والمقصود ان هذه السورة حصن منيع لمن يداوم على قراءتها. تحميه من كل شر وسوء. حتى ان كبار السحرة يعجزون عن اختراق تحصينها. فيا من عن سورة البقرة وعانيت الاوجاع بسبب عين او حسد او سحر بادر لتلحق بركب اهل سورة البقرة الامك احزانك اوجاعك بمطرقة سورة البقرة كلها ستنكسر ستضمحل ستتلاشى اقرأها بيقين وسترى ولو انهم امنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون. ولو ان اليهود امنوا بالله حقا. وصدقوا بالنبي عليه الصلاة والسلام وعملوا بالقرآن وتركوا كتب السحر والشعوذة. واخذوا الوقاية من عذاب الله بامتثال اوامره لاستحقوا الثواب من عند الله. وهو خير واعظم اجرا. لو كانوا يعلمون يا ايها الذين امنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا اسمعوا وللكافرين عذاب اليم. اليهود قوم مخادعون. يتلاعبون هنا بالالفاظ وفي الاية نوع اخر من السوء والشر الذي كان يمارسه اليهود اتجاه النبي صلى الله عليه واله وسلم. فقد كان النبي عليه الصلاة والسلام اذا القى على المسلمين شيئا من العلم قالوا له راعنا اي راعي احوالنا وتأنى علينا وامهلنا حتى نتمكن من حفظ ما تلقيه علينا فانتهز اليهود الفرصة. واخذوا يستخدمون ذات الكلمة. راعنا عند مخاطبة النبي عليه الصلاة لكنهم كانوا يحرفون معناها فيقصدون بها معنى فاسدا وهو الرعونة الحمقى لهذا حذر الله تعالى المؤمنين من محاكاة الفاظهم واتباع اساليبهم فوجه المؤمنين الى حسن اختيار الالفاظ. وعدم استخدام هذه الكلمة حتى وان كان قصدهم نبيلا وذلك سدا لهذا الباب. وامرهم ان يقولوا بدلا عنها انظرنا اي انتظرنا نفهم كما تقول وهي كلمة تؤدي نفس المعنى بلا محظور. ثم قال الله تعالى واسمعوا اي استجيبوا واسمعوا ايها المؤمنون ما تؤمرون به فافعلوه. وما تنهون عنه فاتركوه. اما الكافرون الذين نالوا من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وسبوه. فلهم عذاب اليم موجع ما يود الذين كفروا من اهل الكتاب ولا المشركين ان ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل فضل عظيم وهنا القرآن الكريم يسجل صفة اخرى من صفات اليهود. وهي ان انهم قوم يحقدون على الاخرين ولا سيما اهل الاسلام. فعليكم اخذ الحذر منهم. فقد وصل الحال بهم وبالنصارى وبمشركي العرب انهم لا يحبون ان ينزل عليكم اي خير من ربكم. قليلا كان ام كثيرا كنعمة القرآن ونعمة الرسالة ونعمة الهداية. فانتم ايها المسلمون بهذه النعم جمع الله شملكم ووحد صفوفكم وطهر عقولكم من زيغ الوثنية. وهم يودون نزول الشر بكم وانتهاء امركم وزوال دينكم الا ان حسد الحاسد لا يمنع نعم الله. ولقد رد الله تعالى كراهيتهم وبين انه يختص بحمل رسالته وقرآنه من يشاء ممن يؤديها ويقوم بها خير قيام. وان ذلك من فضل الله تعالى. ولذلك قال والله ذو الفضل العظيم. اي والله واسع الفضل والاحسان. وقد خص الله تعالى هذه الامة بخصائص كثيرة عظيمة. لم يجعلها لاحد سواها. فالحمد لله ما ننسخ من اية او ننسها نأتي بخير منها او مثلها الم تعلم ان الله على كل شيء قدير انتقل القرآن الكريم الى الحديث عن موضوع النسخ. الذي اثار اليهود حوله الشبهات. ذكر يفسرون ان اليهود قالوا الا تعجبون لامر محمد؟ يأمر اصحابه بامر ثم ينهاهم عنه ويقول اليوم قولا ويرجع عنه غدا. ما هذا من شأن الانبياء؟ وما هذا القرآن الا لا من كلام محمد صلى الله عليه وسلم. لم يترك القرآن الكريم هذه الشبهات بدون جواب. بل بما يدحضها ويزيلها من الصدور. ليزداد المؤمنون ايمانا. ومعنى الاية ان الله تعالى حين يرفع حكم اية من القرآن او يرفع لفظها فينساها الناس ويزيلها من قلوبهم فانه سبحانه وتعالى يأتي بما هو انفع منها للمؤمنين. او بما هو مماثل له اه فدل على ان النسخ لا يكون لمصلحة اقل. لان فضل الله تعالى يزداد خصوصا على هذه الامة. التي سهل الله عليها دينها غاية التسهيل. وانت ايها قاطب الم تعلم ان الله قادر على فعل كل شيء ومن كان هذا شأنه فله ان يأمر بامر في وقت ثم ينسخه بامر اخر لمصلحة يعلمها. وسيأتي معنا في بسورة البقرة مثال على النسخ وهو نسخ استقبال القبلة من بيت المقدس الى الكعبة المشرفة وسنجد ان الايات التالية هي توطئة لهذا النسخ الم تعلم ان الله له ملك السماوات والارض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصيب اخبر الله تعالى بان من يقدح في النسخ فهو يقدح في ملك الله سبحانه وتعالى وقدرته الم تعلم ايها المخاطب ان الله هو مالك السماوات والارض. يحكم ما يريد فيأمر عباده بما شاء وينهاهم عما شاء ويقرر من الشرع ما شاء وينسخ ما شاء وليس لكم ايها المسلمون من احد يتولى اموركم وينصركم على اعدائكم سوى الله. ومن كان الله وليه ونصيره علم يقينا ان الله تعالى لا يفعل به الا ما فيه خيره وسعادته ام تريدون ان تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالايمان فقد ضل سواء السبيل هنا القرآن الكريم يربي المؤمنين. ويحذرهم من الاستماع الى يا وساوس اليهود واتباع طريقتهم. فيقول اتريدون يا اهل الايمان ان توردوا الاسئلة على رسولكم عليه الصلاة والسلام اسئلة التعنت والاعتراض والمجادلة كما كانت بنو اسرائيل تورد الاسئلة على موسى عليه السلام فتكون مثل اليهود الذين قالوا لنبيهم ارنا الله جهرا وقالوا اجعل لنا الها كما لهم الهة وغير ذلك. فتضلوا كما ضلوا. ومن يستبدل الكفر بالايمان فقد حاد عن الجادة وانحرف عن الصراط المستقيم ود كثيرا من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم نارا حسدا من عند انفسهم من عند انفسهم من بعد ما تبين لهم الحق قو فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بامره ان الله على كل شيء قدير. كثير من اهل الكتاب طب لم يقتصروا على كراهيتكم ايها المسلمون. وانما تمنوا ان ترتدوا عن دينكم. وان تعودوا هويتكم وضلالاتكم واصنامكم واوثانكم. يحملهم على ذلك مشاعر الحسد اتجاهكم. من بعد ما ظهر لهم بالبراهين الساطعة ان دينكم هو الحق. فاتركوهم وتجاوزوا عنهم اصبروا على اذاهم حتى يأتي حكم الله فيهم. ان الله على كل شيء قدير فينتقم منهم اذا الاوان فلا يعجزونه واقيموا الصلاة واتوا وما تقدموا لانفسكم من خير تجدوه ان الله بما تعملون بصير بعد ان امر الله تعالى على المؤمنين بالصبر على اذى الكافرين. انتقل بعد ذلك الى دعوة المسلمين الى المحافظة على الشعائر التي تطهر قلوبهم. وتزكي نفوسهم. وطريقة القرآن في مواجهة مشاعر من الحسد والمكر والكيد من قبل الاعداء باخذ هذه الطاقة المشحونة الى جناب الله تعالى فامرهم بالمحافظة على عمودي الاسلام الصلاة والزكاة. العبادة الاولى بدنية تحسن صلة المخلوق بخالقه سبحانه والعبادة الثانية مالية بين قلوب المخلوقين. واعلموا ان ما تتقربون به الى الله من اي عمل صالح فان نفعه يعود اليكم. وستجدون ثوابه عند الله وهو رقيب عليكم. مطلع على اعمالكم بكم ويجازيكم عليها يوم القيامة ونذوب طعم الشند في كلماته متعلمين الفقه محاتي اراحنا تسمو بنا بخلاصة التفسير للقرآن. قصص به تعطينا اسم العبر تحكي لنا انباء فيها مستجر. عمقه قصة رسل الكرام مع البشر وتكون تثبيتا لقلب حبيبنا خلاصة التفسير للقرآن. بخلاصة التفسير للقرآن